الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأستاذ يوسف ..
أهلا ًبك من جديد ..
فإن كنت للحق طالبا ً: فأنت لم تخطيء الطريق بإذن الله ....
لي أكثر من أسبوع : والنت به تصليحات عندي ..
وزاد الطين بلة : مع اليومين العصيبين في الطقس الماضيين : فقد تعطل الراوتر والله المستعان ..
ولذلك ..
فقد قرأت مشاركاتكم الأخيرة من بعيد .. ثم رأيت أن أدلي بدلوي معكم إذا سمحتم ..
وبرغم صعوبة كتابتي (فأنا أكتب من خارج المنزل) :
فعندما انتهيت : وجدت الموضوع وقد تم إغلاقه !!!..
بعدما كتبت لأكثر من ساعة ونصف !!..
فقررت ألا يضيع ما كتبته هباءً :
فجعلته في هذا الموضوع الجديد من بعد إذن الإدارة مشكورة ...
لعله يُفيد بعض الإخوة أو الأعضاء في شيء ....
مع وجوب الانتباه لأنه تمت كتابته ردا ًعلى مشاركات الأستاذ يوسف في موضوع :
((
من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم )) ..
فأقول وبالله التوفيق ...
------------
1))
الآية .. والمعجزة .. عندما يُنسبان إلى الله عز وجل : فهما يعنيان شيئا ً: خارجا ًعن طاقة البشر ..
فخلق الإنسان : آية .. وجعله زوجين : آية .. وخلق الليل والنهار : آية .. وخلق السماوات والأرض : آيات .. وعصا موسى : آية .. ومائدة عيسى : آية .. وهكذا .. عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ..
ومن هنا ..
فعندما يُتوجه الحديث بهذا الشيء : إلى مَن أراد الحق أو المؤمنين :
فهو آية لهم : تدلهم على الطريق (أو صدق النبي أو الرسول) .. وتزيد المؤمنين إيمانا ً..
وعندما يُتوجه الحديث بهذا الشيء : إلى الكافرين والملحدين : فهو تحديٍ لهم بإعجاز أن ياتوا بمثله ..
وأعتقد أني بهذا قد حللت مشكلة ًفي فهم الفرق بينهما ..
-------
وأما في استخدامنا للكلمتين لغويا ً:
فإن ذ ُكرت إحداهما : دلت على الاثنين معا ً...
فإن ذ ُكرت آية : دلت على انها معجزة .. وإذا ذ ُكرت معجزة : دلت على أنها آية ..
ولا يُلتفت للفرق بين معنيهما : إلا إذا ورد الاثنان في سياق واحد ..
والأمر في ذلك : أشبه بكلمتي : المسلم .. والمؤمن ..
حيث إذا ذ ُكرت إحداهما : فتدل على معنى الاثنين معا ً(الإسلام أو الإيمان) حسب السياق ..
وإما إذا ذ ُكر الاثنين معا ً:
فدلت كلمة المسلم على الأفعال الظاهرية للإسلام من شهادة وصوم وزكاة وصلاة وحج ..
ودلت كلمة المؤمن على التسليم القلبي بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء خيره وشره ..
------------
2))
ومن هنا ..
فكلمة المعجزة : لم يأت ذكرها في القرآن بلفظها ..
ولكنها ترد بمعناها في كلمة الآية كما قلنا : وذلك في معرض التحدي للمشركين ...
وهي التي نستخدمها نحن في كلامنا الدارج او في دعوة غير المسلمين للإسلام (أي كلمة إعجاز) ..
أو في إبراز أوجه الإعجازات في القرآن والسنة : التشريعية والنفسية والتاريخية والغيبية والعلمية .. إلخ
------------
3))
فعندما أرسل الله تعالى موسى عليه السلام إلى فرعون : أرسله بآيتين (أو معجزتين) وهما :
خروج يده بيضاء من جيبه للناظرين ..
وتحول عصاه إلى ثعبان أو حية عظيمة ..
والعلامتان : هما :
للهداية من ناحية :
وذلك لمَن أراد التاكد بأن موسى عليه السلام : مؤيدٌ من رب الأرض والسماوات القادر على كل شيء ..
وللتحدي من ناحية أخرى :
وذلك لِما عُرف به السحر في مصر في ذلك الوقت .. وخاصة ًسحر أعين الناس والتخييل إليهم ..
وبالفعل :
سوغت لهم انفسهم قبول ذلك التحدي .. وهو ما حدث من قصة سحرة فرعون الشهيرة ..
ووقعوا بالفعل في مكر الله تعالى لهم : بأن جرهم لفضيحتهم في ذلك بلطفه :
فانكشف للناس الفرق بين سحر السحرة .. وبين قدرة الله تعالى على الخلق فعلا ًوالتحويل ..
-------------
4))
وهكذا أيضا ًفعل الله تعالى بعيسى عليه السلام ..
حيث وضع له في يده : ما تحدى به الطب في عصره : والذي ظن أهله المساكين أنهم صاروا على قدر ٍكبير من العلم به !!..
فجعله يشفي الأعمى والأبرص بإذن الله ... إلخ بل :
ويُحيي الموتى أيضا ًبإذن الله : وهو غاية حلم الطب بأكمله !!!..
فكان ما اتى به عيسى عليه السلام :
من جهة : هو آية لكل مَن أراد التاكد من انه مُرسلٌ من الخالق رب السماوات والأرض ..
ومن جهة : هو تحدي لكل مَن طعن في نبوة عيسى عليه السلام وإرسال الله تعالى له ..
-------------
5))
لن أ ُطيل في الامثلة بالطبع ..
فهي معروفة لنا جميعا ً...
ولكن يتبقى لي تعقيبات على بعض الخلافات بيننا وبين الاستاذ يوسف :
أذكرها فيما يلي .. والله الموفق ..
-------------
6))
لقد أنكر الأستاذ يوسف تحدي الله تعالى للبشر عموما ًوللكافرين خصوصا ً(إنسا ًوجنىً) :
أن يأتوا بمثل هذا القرآن !!!..
وهذا غريب منه والله ...!
ولم اعهد مثله غلا من غير المتحدثين باللغة العربية !!.. أو من العرب النصارى او من جُهال المسلمين :
والذين أنأى بالأستاذ يوسف أن يكون منهم !!!..
وذلك ان تحدي الله تعالى للبشر عموما ًوللكافرين خصوصا ًبالإتيان بمثل هذا القرآن :
هو معروف ثابت مشهور : حتى للكافرين أنفسهم !!!!...
فكيف يُنكره مسلم !!!..
بل :
كيف يُنكره مسلم يقول ان القرآن : هو الآية أو المعجزة (الوحيدة) للنبي محمد صلى الله عليه وسلم !..
-------
والتاريخ يمتليء بالمحاولات الهزيلة لتقليد أو محاكاة القرآن !!!..
من زمن النبي نفسه (مُسيلمة الكذاب وأشباهه ومُعاصريه) ..
وحتى كتاب (الفرقان الحق) الامريكي الصنع .. اليهودي الغرض والتوجه .. النصراني الصبغة !!..
فهل ما فهم كل أولئك :
التحدي القائم بين الله تعالى وبين البشر والكافرين ؟!!!..
-------
والحق أستاذ يوسف :
أن الآيات الواضحة المعنى في هذا التحدي : هي كثيرة وصريحة جدا ًوياللعجب !!..
فتحداهم بأن يأتوا بمثله .. أو بعشر سور .. أو حتى بسورة واحدة !!!!!..
وأما الذي فعلته أنت أستاذ يوسف :
فهو أنك استدللت بجملة اعتراضية صغيرة من بين كل هذه الآيات :
وهي جملة " ولن تفعلوا " : والتي جاءت أصلا ًلتاكيد وزيادة التحدي من جهة : ومن الجهة الأخرى جاءت إعجازا ًغيبيا ًجديدا ًيُضاف إلى إعجازات القرآن الكريم :
فجعلتها أنت بغرابة شديدة : نفيا ًلتحدي الله تعالى أصلا ً!!!!..
فجعلت من الله تعالى للأسف (وكما وصفت أنت الأخت مسلمة) :
جعلت من كلام الله تعالى : مُناقضا ًلنفسه وحاشا لله !!..
إذا يتحدى في بداية الآية : ثم لا يتحدى بعد ذلك !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
---------
وأما تحدي الله تعالى في الإتيان بمثل القرآن : فتراه معي في الآية :
"
قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ً" الإسراء 88 .
وهذه الجملة وحدها : تستنفر تكبر الكافر والجاحد والملحد : لمحاولة إبطال صدقها : فيُبطل بذلك صحة القرآن والدين !..
ثم تدرج معهم في التحدي إلى الأسهل : لزيادة الحُجة عليهم وبيان عجزهم فقال عز وجل :
"
قل : فأتوا بعشر سور مثله مفتريات " هود 13 ..
والسؤال الآن للأستاذ يوسف : كلمة قل في بداية هذه الآية :
هل قالها النبي محمد للكفار للتحدي وغيرهم أم لا ؟!...
ثم أخيرا ً: تنزل عز وجل في التحدي : إلى أن يأتوا بسورة واحدة من مثله !!.. فقال عز من قائل :
"
وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين " البقرة 23 ..
وهنا :
كان الإرشاد الإلهي للجميع : أنه :
حين يعجزون عن هذا التحدي بكل درجاته (وسيعجزوا) : فإن عليهم تسليم القلب والوجه لله تعالى :
وعدم التكبر عن الإيمان به .. فقال عز وجل :
" فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِين " البقرة 24 ..
فهل بعد كل تلك التحديات البينات ((والتي فهمها الناس جميعا ًفضلا ًعن الكافرين وتحرق قلوبهم)) :
تدعي أستاذ يوسف : أن الله تعالى : لم يتحد الناس في الإتيان بمثل قرآنه ؟!!..
هل بقول الله تعالى : " ولن تفعلوا " :
يصير عندك التحدي لاغيا ً!!!..
اللهم إن كان الكافرين قد صدقوا بالفعل قول الله " ولن تفعلوا " : فلم يُكلفوا أنفسهم عناء تلك المحاولات عبر التاريخ :
فهم مؤمنين إذا ًأن صدقوا القرآن والنبي !!..
وأما الحق :
فان قولة " لن تفعلوا " عند جميع البشر في هذا السياق :
هي كما يقول لك زميل متحديا ً: لن تستطيع أن ترفع هذا الحجر الصغير : ولن تستطيع !!..
فيزيد عندك حرارة التحدي : أن قطع زميلك بعدم استطاعتك حمل ذاك الحجر الصغير !!..
بل والله : إننا نستخدمها أحيانا ًللتحفيز على فعل شخص لشيء ما !!..
----
فأرجو منك أن تراجع نفسك بالفعل أستاذ يوسف :
إن كنت صادقا ًفعلا ًفي طلب الحق ...
------------
7))
وأما بالنسبة لموقف أستاذ يوسف من الإسراء :
فهو عجيب والله ..!!!!
ولا زلنا نرى من مُنكري السنة العجب يوما ًمن بعد يوم !!!..
وأما المُضحك المُبكي :
هو أن الله تعالى عندما ذكر الإسراء في بداية السورة (سورة الإسراء أو سورة بني إسرائيل) :
فقد بدأها بقوله ::::: (((( سبحان )))) (((( الذي أسرى بعبده )))) !!!..
فإن لم يكن الإسراء خارقا ًأستاذ يوسف :
فلماذا بدأه الله عز وجل بقوله : ((( سبحان ))) ؟!!!..
"
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " الإسراء 1 ..
----
بل : والأعجب :
أن الله تعالى (وفي نفس الآية السابقة) قد ذكر صراحة ً: رؤية النبي في تلك الرحلة المعجزة العجيبة :
للعديد من الآيات من الله عز وجل : والتي يكفي للتدليل على عظمتها : نسبتها إلى الله صراحة ًبقوله : " آياتنا " !..
بل والأغرب والأغرب :
أن رؤية الآيات (وفي سياق الآية) : يُفهم منه احتمالين :
الاول : أن تلك الآيات المذكورة في الآية : هي خاصة بالإسراء فقط ..
الثاني : أنها في الإسراء وما تلى ذلك من المعراج !!.. وكأن الله تعالى يُخبرنا أن الإسراء : كان هو باب رؤية تلك الآيات العظيمات !!!.. وتدبروا الآية مرة ًأخرى :
"
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " الإسراء 1 ..
-----
وهنا :
يتكامل ذلك المعنى الأخير : مع كلام الله تعالى عن المعراج في قوله :
"
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى " النجم 18 !!!!!..
والسؤال الآن للزميل يوسف :
هل الإسراء من الله تعالى للنبي من المسجد الحرام بمكة : إلى المسجد الأقصى بفلسطين في ذلك الوقت القصير :
هل هو معجزة أم لا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
----
وأما إذا قلت أننا الآن (بالطائرات مثلا ً) : يمكننا فعل ذلك .. أقول لك :
وهل فعله النبي بالطائرة ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!........... هذه واحدة ..
وأقول :
وما أدراك أصلا ًأن تلك الرحلة قد استغرقت الليلة باكملها : ولا حتى ساعة ًفيها !!!!!..
وما أدراك أن فراش النبي حين عودته إليه من الإسراء والمعراج : كان ما زال دافئا ً!!!!!...
فهل تستبعد ذلك على الله أستاذ يوسف ؟!!!!!...
هل تستبعد ذلك وعفريت الجن كان سيأتي لسليمان عليه السلام بعرش ملكة سبأ العظيم :
قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من مقامه !!!!..
هل تستبعد ذلك وقد كان ما كان ممَن عنده علم الكتاب :
" قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ ... " النمل 41 !!..
فأين قدرة هؤلاء إذا ً: من قدرة العلي القدير : الفعال لما يُريد ؟!!!..
هذه الثانية !!!!!!!!!!...
وأخيرا ً(وبالنسبة للإسراء) :
هل عندما أقول :
لقد قمت بتوصيل أبي إلى المنزل ليلا ً............
هل يفهم عاقلٌ من ذلك : أن مشواري ذاك مع أبي : قد استغرق الليل بأكمله !!..
أو حتى ساعة او ساعتين (وقد يكون البيت على بعد مائة متر فقط !!.. أي أقل أيضا ًمن الساعة !!) ..
وهذه الثالثة !!!!!!!!!..
------------
فإذا كان لديك أي اعتراض أستاذ يوسف على أي ٍمن هذا :
فأرجو أن تقوم بتلخيص اعتراضك في الرد على الآتي :
## ذِكر الله لكلمة (سبحان) ..
## كيف يكون عاديا ًأن ينتقل شخصٌ ما تلك المسافة الهائلة في ليلة كاملة : ناهيك عن أقل ...
((والتحدي حتى لا تتهرب : دعنا نقول الآن : أنه كان لأهل ذلك العصر .. وبإمكانياتهم ..
وإلا : فقد يتحجج مثلك ببعض حالات شفاء أعمى أو أبرص : على كذب عيسى عليه السلام !!!!))
فهل تعده إعجازا ًأم لا : أن يُخبر به الله تعالى الكفار في ذلك الوقت على لسان نبيه ؟!!!!..
هل هذا إعجاز لهم : أم لا ؟!!!..
## وأخيرا ً: ما هي الآيات (((((الكبرى))))) التي أراها الله تعالى لنبيه ؟!!..
وهل هناك آيات أخرى صغرى ؟!!!!..
ويكفي هذا الآن في الإسراء ...................
((ملحوظة :
هناك إشارات في كتب العهد القديم إلى الإسراء والمعراج !!!!..
فسبحان الله العظيم أن يُنكر ذلك مسلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..)
-------------
8))
وأما بالنسبة للمعراج أستاذ يوسف :
فهلا تفضلت مشكورا ً: وقمت بتفسير الآيات التاليات لنا :
وخصوصا ًوأنك تدعي قدرة المسلم على تفسير القرآن بنفسه : من غير كتب التراث ..
أو تدعي أن المسلم يستطيع تفسير القرآن بنفسه : بمنظومة التواصل المعرفي !!!..
(ملحوظة : أرجو منك كتابة الآية في سطر : وتفسيرها في السطر الذي يليه .. وهكذا) :
وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1)
مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2)
وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)
إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5)
ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)
وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7)
ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)
فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9)
فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10)
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11)
أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13)
عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)
عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16)
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17)
لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18)
وأدعو الله تعالى ألا يحملك التكبر على الحق : أن تأتي لنا باعاجيب الأقوال مثل عدنان أو منصور !!..
فإني أظن إلى الآن أنك مسلم : يبحث عن الحق .........
ويخاف الله أن يفتري عليه وعلى آياته الكذب !!!!..
-------------
9))
وأما بالنسبة لإنكارك ان يكون النبي قد أتاه الله تعالى آية أو معجزة : غير القرآن ..
واستدللت في ذلك بآيات سورة الإسراء ...
فأقول :
أما إنزال الله تعالى آية ًعلى النبي : قد طلبها الكفار ((بعينها)) منه تحديا ً:
فهذا لم يفعله الله تعالى :
لأنه بتكذيبهم له ساعتها : يكونوا قد حل عليهم العذاب !!!!..
فهذه هي المعادلة التي لم تفهمها أو سقطت منك أستاذ يوسف !!!!...
فكل أمة أو ملأ أو قرية : آتاها الله تعالى بالآية التي طلبت هي بنفسها وحددتها هي بنفسها : ثم لم تؤمن بعد ذلك :
فقد كان العذاب : هو جزاءها الوحيد ..
ولذلك :
فالمعجزات التي أجراها الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ورحمة ًبقومه كما اختار النبي في الحديث الصحيح :
هي معجزات وآيات :
لم يطلبها الكفار أصلا ً!!.. ولم يُحددوها بعينها !!!..
مثل :
الإسراء والمعراج .. وشق القمر .. ونزول الملائكة للحرب مع المسلمين .. نبع الماء من يدي النبي .. تكثير الطعام .. إلخ إلخ إلخ (حيث تبلغ آيات النبي ومعجزاته : العشرات في القرآن وأكثر منه في السُـنة لمَن لا يعلم) ..
ولذلك :
فقد كان الله تعالى دوما ًيلفت نظر الكفار لذلك المعنى ..
ألا وهو : أنه إن كانوا سيؤمنون حقا ً: فالقرآن وحده يكفيهم لهذا الغرض !!!..
ولا حاجة لنزول آية بعينها مما يطلبوه : فيكفرون بها : فيحل عليهم العذاب الذي يستأصل شأفتهم كما فعل الله تعالى بمَن قبلهم من المكذبين ...
ولهذا :
فلو أنك كنت قرأت بداية الآيات من سورة الإسراء : قبل الآيات التي استدللت أنت بها :
لربما كنت لمست هذه المعاني !!!..
يقول الله تعالى في سورة الإسراء أو سورة بني إسرائيل :
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (88)
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (89)
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً (90)
أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً (91)
أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً (92)
أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً (93)
فهل لاحظت أستاذ يوسف :
أن كل هذه المعجزات : قد طلبها الكفار وحددوها ((( بأنفسهم ))) ؟!!!!..
وأنها تختلف في ذلك مع الإسراء والمعراج او شق القمر ونحوه !!!!..
وفي ذلك :
أ ُحيلك لآية أخرى أكثر صراحة ًووضوحا ًفي نفس السورة : يقول فيها ربنا تبارك وتعالى :
"
وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً " الإسراء 59 ..
وبالمناسبة : ما تفسيرك للآية التي تليها :
"
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً " الإسراء 60 ..
------------
10))
ولهذا : فقد أشفق النبي الكريم على قومه إن كذبوا بآيةٍ قد طلبوها بأنفسهم وحددوها :
أن يقع عليهم العذاب كما قلنا ..
فهذه هي سنة الله التي لا تبديل لها في خلقه مع المُكذبين ...
"
وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً " الكهف 55 ..
وانظر لهذا المصير الذي لن ينجو حتى منه من كان على إيمان ٍقبل أن يكفر بمعجزة طلبها إذا جاءته :
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (112)
قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114)
قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ الْعَالَمِينَ (115)
------------
11))
وأما الآيات نفسها : حتى مع الإعجاز الذي فيها : وخرقه لقدرات البشر والجن وغيرهم :
إلا أن الذي ليس في قلبه استعداد أصلا ًللإيمان : فلن تؤثر فيه : مهما رأى !!!..
وهنا :
تتجلى لنا أكثر وأكثر :
رحمة الله تعالى بقوم النبي : أن لم يُنزل لهم آية ًطلبوها وحددوها : ثم يؤمن بعضهم : ويكفر أكثرهم (لانهم لن يؤمنوا أصلا ًمهما رأوا من آياتٍ طلبوها) : فيأخذ الله تعالى الأكثرية بكفرهم وجحودهم !!..
يقول الله عز وجل عن هذا الجحود :
"
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ " الأنعام 25 ..
"
سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ " الأعراف 146 ..
"
إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ " يونس 96- 97 ..
"
وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ " البقرة 145
هذا عن الآيات التي في مقدور البشر أن يطلبوها أو يتخيلوها .. وإلا :
فالله تعالى قادر على أن يُنزل آية ً: من عنده (أي ليست حتى في خيال البشر) : فينخضع له الناس بها !!..
"
إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ " الشعراء 4 ..
ولكن هذا سينافي الحكمة من الابتلاء ساعتها :
"
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ " يونس 99 ..
ولهذا ..
فقد صبر الله تعالى على قوم النبي رغم كفرهم وتكذيبهم ..
وبالفعل : انقلب منهم مسلمين .. وخرج من أصلابهم مؤمنين : زادهم الإسلام عزة .. وأعزوا الإسلام ...
مثل عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم الكثير ..
-------------
12))
وأخيرا ً...
فدعوى أن النبي ليست له أيات :
نقول نعم : ليست له آيات : من جنس ما طلبه منه الكافرون :
وذلك : رحمة ًبهم كما شرحنا ..
وإلا : فله منها الكثير الثابت والحمد لله ...
(((أرجو لكل معترض : أن يقرأ موضوعي التالي : ثم يُخبرنا بتفسير تلك المعجزات للنبي مشكورا ً:
والموضوع باسم : وما ينطق عن الهوى : الغعجاز الغيبي والعلمي للنبي :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25783
وللعلم : الموضوع له بقية بإذن الله : ولكن يمنعني عن استكماله الانشغال الشديد والله المستعان))
----
وأيضا ً:
دعوى أن النبي : لم يكن يعرف الغيب :
نقول نعم : لم يكن يعرف الغيب من تلقاء نفسه !!.. ولكن : بوحي ٍمن ربه عز وجل !!..
تماما ًكما كان يوسف وعيسى عليهما السلام يُخبران الناس مثلا ًبما يدخرونه في بيوتهم : أو بما سيأتيهم من الطعام : ثم يقع ما قالاه بالغيب !!!..
فهل يدعي مؤمن : أنهما نسبا إلى نفسيهما علم الغيب ؟!!!..
أو هل يصح أصلا ًأن نقول عنهما أنهما ((يعلمان الغيب)) !!!..
وأما الصواب فهو :
أننا لا نذكر نفي الله عن غيره معرفة الغيب : لا نذكره إلا مصحوبا ًبالاستثناء من ذلك في قوله :
عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26)
إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27)
"
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء " آية الكرسي .. البقرة 255
وأما الدليل :
فهو كما نقول عندنا بالعامية المصرية :
" آدي الجمل : وآدي الجمال " !!..
أو : " الميه : تكدب الغطاس " !!..
والمعنى :
إليكم رابط إعجازات النبي مرة أخرى الغيبية والعلمية :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25783
فليقرأه مَن يقرأه :
ثم يُخبرنا بتفسير تلك الإعجازات مشكورا ً........
هداني الله وإياكم إلى ما يحب ويرضى ..
وأعتذر إن تأخرت مشاركاتي في الفترة القادمة ...
Bookmarks