خيّبت أملي يا سيد نور..كان من الاولى أن تجبني عن موضوع الرؤية وموضوع الإسراء والمعراج واللذان هما أصل تساؤلي من البداية ثم لا بأس ان تستفسر فيما بعد عن موضوع المنظومة المعرفية والتواتر والذي قلتُ لك من البداية أني لا اتحدث عن ذلك..إلا انك أبيت إلا إدخالها عنوة في الموضوع لتغطية بقية النقاط..وقد صدق حدسي..فانظر إلى نفسك الآن تركتَ ما جئتُك من أجله وتمسكتَ بما اتيتَ به انت !!..والآن صارت هذه النقطة بدورها تحتاج لموضوع آخر يُخرجها من هذا المازق
قُلنا لا داعي يا سيد نور للحديث عن الإفاضة ولا عن المسيح ولا عن الشهور العربية لأننا فهمنا ماذا تعني بالمنظومة المعرفية وليس هذا الإشكال..الإشكال هو ان إستعانتك بهذه المنظمومة المعرفية يحيلنا إلى أنك تستعين بمصدر غير القرآن لتفصيل القرآن..
سأعيد ما كتبتُ أعلاه فهو واضح ولا داعي يا سيد نور للإتهامات بخلط الأوراق أو اني لن أرد على كلامك الواضح ! ولاحظ أني إلى الآن لم آتي بشيء من عندي..مازلتُ في مرحلة بضاعتكم ردت إليكم تقول يا سيد نور:
هل أنت تٌقر أن القرآن يحتاج إلى تفصيل بشيء آخر غير القرآن ..أي ان هناك في القرآن تشريعات مجملة غير مفصلة تحتاج لمعرفة أخرى خارجة عن القرآن لتفصيله وتبيانه (بصرف النظر عن ماهية هذا الشيء..نتحدث من حيث المبدأ حتى لا تعود للحديث عن المنظومة المعرفية !)فالتشريع لابد أن يوجد في القرآن الكريم ، أما التواتر المبين لهذا التشريع لا يوجد داخل القرآن ومع ذلك نحن نقوم به كما أراد الله تعالى ، وذلك عبر إخبارنا بهذا التشريع عبر هذه المنظومة
أجب بنعم أو لا ؟..ثم سنرى هل منظومة آبائك وأجدادك كافية لتفصيل جميع التشريعات المجملة الموجودة في القرآن أم أننا سنحتاج لمنظومة أخرى خاصة غير منظومتك العامة..
وماذا لو وجدنا تشريع في القرآن ولم نجد تبيين متواتر لهذا التشريع ؟
هل يُلغى التشريع هنا أم ماذا نفعل ؟كتحريم الميتة مثلا..كيف نعرف أن السمك والجراد لا يدخل تحت آية التحريم ؟
وأنصبة الزكاة والأموال التي يجب فيها الزكاة والمقادير ؟..لا تقل لي المنظومة المعرفية..وإن كان كذلك فلماذا لا تسميها السنة النبوية الصحيحة ؟
ثم سألتك في موضوع التواتر :
"أين في القرآن او عند اهل العلم ما يقول أن أي حدث تاريخي أو حتى شرعي لا يصح تواتره إلا إذا كان مذكورا في القرآن ؟ "
فقلتَ :
يكفينا يا زميل من هذا الدجل والشعوذة !!!أنا قلت بالحرف الواحد أن التواتر المعرفي غير التواتر المذهبي
تحقيق المعرفة لا يقتصر على أداة دون أخرى..فكل وسيلة تحقق المعرفة اليقينية هي وسيلة يُؤخذ بها في الشرع سواء كان الامر بالتواتر..(والتواتر غير مرتبط بالشرط الذي وضعته التواتر وسيلة معرفة يقينية إذا توفر عدد يمتنع معه لكثرته تواطؤ على كذب يُؤخذ به)..أو بإجماع الامة الإسلامية سواء في القياس او في الإجتهاد أو الإستنباط وهذا بلسان القرآن..يقول الله عز وجل
( (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )
أي إذا أجمعت الأمة على أمر صار هذا الإجماع حجّة يُعتمد عليها ولا يضرهم من خالفهم..هذا بصريح القرآن..وغيرها من الآيات التي تدعوا إلى المنظومة الصحيحة ألا وهي اتباع النبي..ولم نرى في القرآن أي دعوة صريحة للتباع أي منظومة أخرى غير منظومة النبي وسبيل المؤمنين..
فتفصيل مجمل القرآن وتشريعاته يا سيد نور كان اولى به دعوة القرآن الصريحة في قوله تعالى :
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول أن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)
وقال (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)
وقال (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب)
وقال (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)
(وإذا تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول و أولي الأمر منكم )
أين أنت من كل هذا يا سيد نور أم على قلوب أقفالها..
Bookmarks