(أحوال وأقوال ورضا الناس محال))
أبو صهيب فلسطين الضفة الغربية

أقولُ وَ أبكي للزمانِ وحالِيا = سَلامٌ على الدنيا فـَعَمَّتْ مَساوِيا

وقدْ بيعَتْ الاوطانُ والقدسُ للعدا = وأرْذلُ مَنْ في الارضِ أصبحَ واليا

وكان حياءُ الناس ِ مِنْ قبلُ رادعاً = ذنوباً غدتْ هذا الزمان علانيا

وَ عاثت بقدسِ المسلمين حـُثالـَة ٌ= ومِنْ سوء حظي كان هذا زمانيا

فقلبي حزين حين ينظرُ شَطـْرَها = وليس سوى الرحمن يعلمُ مابيا

جيوشٌ مِنَ الاعراب لم تحصِ عَـدَّها = لتحميَ حكاماً لها وزبانيا

اذا كان حراسُ البلاد لصوصَها = فلا غـَرْوَ أنْ تلقى البلاد الـدَّواهيا

وانْ كانَ رأس الحكم للشعب خائنا = فلا خير في شعب يُحَـكِّمُ باغيا

فَـأعْدادُنا مِثلُ الجرادِ ومالـُنا = فما بالُ نَصْر الله لم يَبْدُ آتيا

ألم ترَ أن الله لم يُؤْتِ نصرَهُ = لأقـْوام سوء قد أباحوا المعاصيا

ولم ينصروا الاسلام دينَ محمدٍ = ولم يعبدوا الا الدنا و الغوانيا

ألم تر أن الله ينصر جندهُ = اذا كان هذا الجيش في الله غازيا

ألا فانظروا نحو العراق بعزة = بشائرُ نصر قد أحاطت عراقيا

فجاء عدو الله في عـَنـْجَهيَّةٍ = سيرجع مخذولا باذن الهيا

فلا تحسبنَّ الله مُخلف وعدهِ = اذا جاء نصر الله كان ثوانيا

غريبُ زماني أنْ ترى اللهو غالبا = وأحـْوالنا ليست توافق لاهيا

اذا كنت تلهو والظروف عصيبة ٌ = فعقلك طفل قد أحَبَّ الملاهيا

الى اللهو والالعاب تلقى تنافساً = عن الدين و الاخلاق تلقى تنائيا

فعند مباراة جُموعٌ غفيرةُ = ولكنْ لخير لا ترى متباريا

وَأغـْرَبُ عَيـْنـِي مارأت أنّ نسوة ً = تُخالط ُ عـُمّالاً تَوّدُّ التساويا

وتصبح تقضي اليوم في اي مصنع = وقد سببت أعْمالهنَّ المَخازيا

وَيُمْحَقُ مالٌ قد جَنَتـْهُ وجُرْمُها = سَيُكـْتَبُ عند الله حتى يُجازيا

فإن أُرْغِمَتْ بعض النساء لحاجة = فبالشرع فلتعمل وَ أَلا ّ تَـنافـِيا

وأفضل اعمال النساء لو اهتدت = تهذب أبناء لها و جواريا

زمان أرى فيه النساء ترجـَّلـَتْ = وتغلبُ شيطاناً و تفتنُ داعيا

و منهن مسك لا تشم نظيرهُ = لقد أنشأتْ جيلا يغيظ الاعاديا

فيا أمة الاسلام لا تتنازعوا = فبالدين وُ حِّدْتُمْ وَ صِرْتُمْ سَواسيا

لقد أجمعوا حرباً علينا بغيضة ً = فكونوا لدين الله حصنا وِقائيا

ولا تيأسوا والحال فيه تـَقـَلُّبٌ = وَيَقـْدِرُ ربي أنْ يَرُدَّ العواديا

فكُلُّ عسيرٍ بعدهُ اليُسرُ قادمٌ = فيغلبُ يُسران العسيرَ الأ ُحاديا

وكل فساد قد يزول وينقضي = اذا أصلح الناس القلوب القواسيا

وأحوالنا ليست على الله صعبة ً = اذا قال كـُنْ للشيء كان مُواتيا

وما مرض الا سيبدو دواؤُهُ = ولكنْ بأمر الله إن كان شافيا

وما نكبة ٌ إلا قريبا ً ستنتهي = وليسَ سوى الرحمن ِ يُنْهي البلاويا

ومن كان يدعو الله من كل قلبه ِ = فسوف يجيب الله من كان داعيا

ومن يعتصمْ بالله فيما يريدهُ = حماه الذي يُرسي الجبال الرواسيا

إذا لم يُعَطــِّرْ قَوْلَنا ذِكْرُ ربنا = خسرنا الذي قـُلـْنا وساءت قوافيا

وما مجلسٌ لم يَذْكُرْ اللهَ أهلُهُ = فَحَسْرَتُهُمْ كبرى بيوم التلاقيا

سئمتُ حياةً لا أرى الدينَ حاكماً = ولكنْ أرى حُكْمَ الجهالةِ عاليا

وذو خُلـُق ٍ في ذا الزمان مُعَيـَّرٌ= وأصبح ذو الوجهين في الناس داهيا

ويخدعك الإعجابُ في المرءِ ظاهراً = تـَظـُنُّ به خيراً فيبدو مُرائيا

أخذتُ أ ُسيئُ الظنَّ والأصلُ حسْنُهُ = ولكنْ ضَروراتٌ تُبيحُ النَّواهيا

فما كل من شَدَّ الرِّحال بزائر ٍ = ولا كل من صلى يكون مُناجيا

وما كُـلُّ من أكرمتهُ لك مُكْرمٌ = ولا كُـلُّ من صافيْتـَهُ كان صافيا

وما كُـلُّ مَنْ عاهدْتَ يوفي بعهدهِ = ولا كل من أرشدْتَ كان مُباليا

رضا الناس لا تَأملْ فـَصعبٌ مَنالـُهُ = ويكفيك رب الناس تلقاه راضيا

ولو هـَمَّ من في الارض ضـَرَّكَ لا تخفْ = فمنْ يَغـْلبْ الجبـَّارَ ما دام حاميا

وهيهات تُرضي الناس في أيِّ حالةٍ = فان كنتَ مسرورا رأيتَ البَواكيا

وان كنت في حـُزْنٍ يقولون ما جرى = وَظـَنّوكَ تَمثيلا بما كنت باديا

وان كنت ذا قلب رحيم ٍ مُسامِح ٍ = لقالوا ضعيف ليس يَغـْلِبُ عاديا

ومن كان ذا مال مؤدٍ حُقوقـَهُ = لقالوا مُراءٍ ليس لله باغيا

وإنْ كان ذا نُصْح لظنوه كاذبا ً = وإنْ كان ذا صمت لظنوه خاويا

وإنْ كان للدين الحنيفِ ملازماً = لظنوه رَجْعِيَّاً وَيُرْهِبُ راقيا

وإنْ كان مهما كان ظـََنُّوا بـِضِدِّهِ = فَأنَّى لمرضى القلب تلقى المُداويا

يداويهم الجَبَّار في النار إنَّهم = ذ َوو صَلـَفٍ والنارُ تـَشفي العَواتيا

اذا كنت ترجو الله فاعمل لوجههِ = ولا تبغ غير الله إنْ كنت ناويا

بأخلاقك الفـُضلى وصِدق عقيدةٍ = وأعمالك الحسنى تكون المِثاليا

حياةُ مَشَقـّـاتٍ قضيتُ من الصِّبا = فمُذ ْ كُنتُ مولودا حُر ِمْتُ بلاديا

فلسطين لا أرضى بغيرك موطناً = وَأُقسمُ كل الارض غيرَكِ آبــيــا

وان ساوموني فيك لست ببائع = وَأُرْخِصُ مالَ الأرض ِ بَلْ وَحياتيا

وإنْ أخرجوني منك إنّي لعائدٌ = ولو مِتُّ أبقى في ثرى الطهرِ ثــاويــا

وَمِنْ عجب الدنيا لمن باع أرضهُ = لأعْدى عدوٍ ثم كان مــوالـيـا

فديني وَعِرْضي لَنْ افرِّط َ فيهما = و ثالثها الأوطان أثمن ماليا

فلوْ خَيَّروني بين ديني وموطني = فأختار ديني غيره لنْ يضاهيا

إذا ضاع دينُ المرْءِ ضاعت بلادهُ = وتبقى له الأوطان مادام باقيا

تُذ َكِّرُني أُمي وفي العين عَبْرَة ٌ = سقى الله أياما هناك خواليا

لقد اكرهونا أن نغادر أرضنا = خرجنا بلا شيئ وقد كنتُ حافيا

وما أصعب الأيامَ إبَّانَ هِجْرَةٍ = حَمَلْتـُكَ في بطني أعاني مَخاضيا

فكم من شهيد قد تركناه خلفنا = ولم أنس منهم من عرفت وجاريا

وأسمع اصوات القنابل حولنا = لتقتل طفلا في الطريق وفانيا

وقد أوْثقوا بعض الرجال وثاقهم = و أعدمهمْ جند اليهود أماميا

و لم أنس مفتاحا يُلوحه أبي = يقول سيأتي اليوم أرجع ثانيا

و مات أبي و الأم تـَتْبَعُ بعدهُ = وما مات ظني أن أنال مُراديا

وما مات من يبقى ينادي لِحَقـِّهِ = وان لم يُجبْ هذا العدو مناديا

ومن لم يـَلـِنْ بالحسن لانَ بضدهِ = بغير جهاد لن ننال الأمانيا

ولن يرضخ الأعداء الا بقوةٍ = وحتى يَرَوْا نهرا من الدم جاريا

فلا بد يوما لا مَحالَة َ قادمٌ = يُزيلُ عن المظلوم تلك المآسيا

ودنيا بما فيها جناح بعوضةٍ = فَأعْجَبُ ممن قد أحبّوا المَلاريا

فما أكثر الساعين فَجْراً الى الدنا = قليلٌ صلاة الفجر تلقاه ساعيا

ويفرح بعض الناس في همِّ غيرهِ = اترضى سرور الناس إِنْ كنتَ باكيا

اذا كنتَ يوما في المصائب شامتاً = ستأتي لك الاحزان تبقيك شاكيا

اذا أنت لم ترحم أخاك بمحنةٍ = فلن يرحمَ الرحمنُ مَنْ كان قاسيا

تَعَلـَّمْ من الأيام لا تبقَ جاهلاً = فإنَّ صُروفَ الدهر توقظ ساهيا

تَعَلـَّمْ من الأيام إنْ كنت َمُخطئاً = فليس اخو الايمان يُلدَغُ ثانيا

على الرزق لا تحزن اذا كنت مؤمنا = وَدُمْ ذاكراً لله لا تك ناسيا

ومن شك أنَّ الله للرزق ضامنٌ = فإيمانه لا شك قد كان واهيا

وان كان موت المرء لله أمرهُ = فان هروب المرء لم يك واقيا

فأقدمْ ولا تَجْبُنْ لنيل شهادةٍ = وجاهر بقول الحق لا تخش قاليا

زمان يعيش الناس فيه بِحَيْرَةٍ = فَلَسْتَ ترى أمنا ولا الرزق كافيا

كماشيةٍ ترعى بأرضٍ غريبةٍ = وضَلَّتْ بمرعاها وتفقد راعيا

الهي فهذا الحال انك قادرٌ = فهيئ لنا خيرا وَأسَْعِدْ فؤاديا

ولستُ لنفسي من ذنوبي مبرئاً = ولكنني ارجوك يوم حسابيا

ومهما عبدتُ الله إني مقصرٌ = فنعمة ُ إبصاري بها لن أوازيا

الهي أُعادي فيك من كان عاصياً = ولو كان أدنى الأقربين وَآلِيا

سألتك من أعماق قلبي محبة = فلا هَـمَّ يبقى إن قبلتَ رَجائيا

على كل حال لست عنك بغافل = اذا كنتُ بين الناس أو كنتُ خاليا

ويا عَالـِمَ الاحوالِ ها هو حالُنا = فَعَجّلْ بنصرٍ لا تـَرُدَّ دُعائيا

وما قلتُ قولاً أو نصحتُ نصيحة ً = فأصْلِحْ بها نفسي وَطـَهِّـْر لِسانيا