الرد على شبهة إصابة النبى صلى الله عليه وسلم بالصرع

these insinuations resulted from the 19th-century infatuation with scientifically superficial theories of medical psychology


(1)

هذه الإشارت ـ إلى النبى بكونه مصابا بالصرع ـ نتجت من الإفتتان بالنظريات ، السطحية علميا ، لعلم النفس فى القرن التاسع عشر .
*( Caesar E. Farah )


فهذا فى حقيقة الأمر ـ إلى جانب الخلفية الصليبية الحاقدة للمروجين لهذه الترهة ـ ما أنتج هذه الشبهة الخرقاء ، أعنى جهل الجهلة وتحذلق المتحذلقين

وفى مثل هؤلاء نزل قوله تعالى : فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون
وقوله : يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون

طرق الوحى :
1 ـ الرؤيا الصادقة وكانت مبدأ وحيه

2- ما كان يلقيه الملك فى روعه من غير ان يراه كما قال النبى " ان روح القدس نفث فى روعى انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله واجملوا فى الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على ان تطلبوه بمعصية الله "

3- كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه

4- ان يرى الملك فى صورته التى خلقه الله عليها

5- كلام الله له بلا واسطة وكان يوم المعراج

6- كان يأتيه فى مثل صلصلة الجرس وكان اشده عليه فيتلبس به الملك حتى ان جبينه ليتفصد عرقا فى اليوم الشديد البرد وحتى ان راحلته لتبرك به الى الارض اذا كان راكبها ولقد جاءه الوحى مرة كذلك وفخذه على فخذ زيد بن ثابت فثقلت عليه حتى كادت ترضها
( زاد المعاد ، المجلد1 ، ص 60 )
وهذه الصورة الأخيرة هى التى بناءا عليها أثيرت الشبهة

وأى محاولة تبذل فى إطار إيجاد سند طبى لهذا الزعم ـ أعنى إصابة النبى بالصرع ـ هو مجرد " تحشيش " فمن لديه معرفة بأنواع الصرع وأعراضها يمكنه يدرك أن أى كلام يذكر فى هذا الباب بناءا على ما كان ينتاب النبى صلى الله عليه وسلم أحيانا عند نزول الوحى هو محض تعسف
وعمدة هؤلاء أن المصابين بالصرع تعرض لهم أعراض عرضت للنبى عندما كان يأتيه الوحى كقولهم أن المصابين بالصرع قد يتفصد جبينهم عرقا وكذلك تحصل لديهم هلاوس بصرية ، مثل ـ فى زعمهم ـ ما كان يراه النبى ( صلى الله عليه وسلم) كرؤية الملك و سمعية , كطنين الجرس ، نظير ما كان يسمعه فى بعض الأحيان إذا أتاه الوحى وكذلك قد يصاب بالفزع وقد يرتجف على غرار ما حصل للنبى صلى الله عليه وسلم فى غار حراء عند بدء الوحى !! ونسجا على هذا المنوال تتبع هؤلاء بعض الأعراض أو الأحوال التى تشبه أعراض الصرع فى الآثار الواردة فى صور الوحى وطرقه وأحواله .

والتحليل الطبى لمرض الصرع وأنواعه المختلفة بما فى ذلك ما يسمى ب
( temporal lobe epilepsy ) كفيل بنسف هذه المزاعم وسوف أتعرض بصورة موجزة لهذه النقطة
و الخلاصة أن أى نمط من أنماط الصرع المختلفة عند اعتبار الأعراض أو الصورة الإكلينيكية المصاحبة لكل منها أو المميزة لها لا يمكن أن ينطبق على حال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) عندما كان يأتيه الوحى بأى وجه من الوجوه ومجرد التشابه بين بعض أعراض أى نوع من أنواع الصرع المختلفة وما كان يعرض للنبى عندما يأتيه الوحى ـ وهذا ناشىء كما ذكر النووى رحمه الله من هيبة الملك وتلبسه به وثقل الوحى ـ لا يعنى أن النبى كان مصابا بأى نوع منها وهذا أمر ظاهر
وقد روى البخارى عن ابن عباس ‏ ‏
في قوله تعالى ‏
( لا تحرك به لسانك ‏ ‏لتعجل به ‏ )
قال كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ يعالج ‏ ‏من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه فقال ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يحركهما وقال ‏ ‏سعيد ‏ ‏أنا أحركهما كما رأيت ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏يحركهما فحرك شفتيه فأنزل الله تعالى ‏
( لا تحرك به لسانك ‏ ‏لتعجل به ‏ ‏إن علينا جمعه وقرآنه )‏
قال جمعه لك في صدرك وتقرأه ‏
( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ‏ )
قال فاستمع له وأنصت ‏
( ثم إن علينا بيانه ‏ )
ثم إن علينا أن تقرأه فكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بعد ذلك إذا أتاه ‏ ‏جبريل ‏ ‏استمع فإذا انطلق ‏ ‏جبريل ‏ ‏قرأه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كما قرأه


قال النووى : قوله فيشتد عليه وفي الرواية الأخرى يعالج من التنزيل شدة سبب الشدة هيبة الملك وما جاء به وثقل الوحى قال الله تعالى انا سنلقى عليك قولا ثقيلا والمعالجة المحاولة للشيء والمشقة في تحصيله .

والمقصود أن النبى كان يحرك شفتيه ولسانه بالقرآن ( أى يحاول أن يقرأه ) مخافة أن يتفلت منه فأمره الله أن يستمع إلى الوحى حتى إذا قضى الوحى تلاه وأن الله سيتكفل بحفظه فى صدره فلا ينساه
وَقَالَ عَامِر الشَّعْبِيّ : إِنَّمَا كَانَ يَعْجَل بِذِكْرِهِ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ حُبِّهِ لَهُ , وَحَلَاوَته فِي لِسَانه , فَنُهِيَ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى يَجْتَمِعَ ; لِأَنَّ بَعْضه مُرْتَبِط بِبَعْضٍ , وَقِيلَ : كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْي حَرَّكَ لِسَانَهُ مَعَ الْوَحْي مَخَافَة أَنْ يَنْسَاهُ , فَنَزَلَتْ " وَلَا تَعْجَل بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْل أَنْ يُقْضَى إِلَيْك وَحْيه " [ طَه : 114 ] وَنَزَلَ : " سَنُقْرِئُك فَلَا تَنْسَى " [ الْأَعْلَى : 6 ] وَنَزَلَ : " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَك " قَالَهُ اِبْن عَبَّاس ( تفسير القرطبى )

وقال بن كثير : هَذَا تَعْلِيم مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي كَيْفِيَّة تَلَقِّيه الْوَحْي مِنْ الْمَلَك فَإِنَّهُ كَانَ يُبَادِر إِلَى أَخْذه وَيُسَابِق الْمَلَك فِي قِرَاءَته فَأَمَرَهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إِذَا جَاءَهُ الْمَلَك بِالْوَحْيِ أَنْ يَسْتَمِع لَهُ وَتَكَفَّلَ اللَّه لَهُ أَنْ يَجْمَعهُ فِي صَدْره وَأَنْ يُيَسِّرهُ لِأَدَائِهِ عَلَى الْوَجْه الَّذِي أَلْقَاهُ إِلَيْهِ وَأَنْ يُبَيِّنهُ لَهُ وَيُفَسِّرهُ وَيُوَضِّحهُ ( تفسير قوله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به )

وكذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم : ‏أحيانا يأتيني مثل ‏ ‏صلصلة ‏ ‏ الجرس ( رواه البخارى ) فليس هذا أمرا ذاتيا ( subjective ) كما هو الحال بالنسبة للهلوسة التى يعانيها المصابون بالصرع بل أمرا موضوعيا ( objective ) فقد ذكر عمر رضى الله عنه أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم كان ‏ ‏إذا أنزل عليه الوحي سمع عند وجهه ‏ ‏كدوي ‏ ‏ النحل فأنزل عليه يوما فمكثنا ساعة ‏ ‏فسري ‏ ‏عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال ‏ ‏اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارضنا وارض عنا ثم قال ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة . الحديث ( رواه الترمذى )
قال الإمام احمد بن حجر العسقلانى :
وأما فنون الوحي فدوي النحل لا يعارض صلصلة الجرس ; لأن سماع الدوي بالنسبة إلى الحاضرين - كما في حديث عمر - يسمع عنده كدوي النحل والصلصلة بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فشبهه عمر بدوي النحل بالنسبة إلى السامعين , وشبهه هو صلى الله عليه وسلم بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه .

يقول فرانك ر. فريمون :

Modern western scholars of Islam have rejected the diagnosis of epilepsy

(2)

لقد نبذ الدارسين الغربيين للإسلام فى العصر الحديث تشخيص النبى على انه كان مصابا بالصرع .

ويضيف فى نفس المصدر أنه لا يمكن الوصول لتشخيص حاسم وجلى بناءا على المعلومات المتاحة

Although an unequivocal decision is not possible from existing knowledge, psychomotor or complex partial seizures of temporal lobe epilepsy would be the most tenable diagnosis
(2)

وعلى صعيد الادلة التى تعارض التشخيص ذكر فرانك ر. فريمون فى نفس المصدر السابق العمر المتأخر لبداية الأعراض ( 40 عام ) , وعدم إدراك أو توصيف المعاصرين له للنوبات على أنها نوبات صرع وأخيرا الجمل الشعرية المرتبة التى كان يمليها مباشرة فى الفترة التالية للنوبة . (2)
late age of onset, lack of recognition as seizures by his contemporaries, and lastly poetic, organized statements in immediate postictal period
(2)

فالصرع كان مرضًا معروفًا لعرب الجاهلية و لم يكن ليغيب عنهم كون رسول الله صلى الله عليه و سلم مصابًا به لو كان حقًا .
و الدليل على هذا رواية أم زفر الشهيرة في الصحيحين .. ففي صحيح البخاري كتاب المرضي حديث رقم 5220 :
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عِمْرَانَ أَبِي بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ

وفى حديث زيد بن ثابت الذى رواه أبو داود : كنت إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على فخذي فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم ‏ ‏سري ‏ ‏عنه فقال اكتب فكتبت في كتف ‏
لا يستوي القاعدون من المؤمنين ‏

والمجاهدون في سبيل الله ‏
إلى آخر الآية فقام ‏ ‏ابن أم مكتوم ‏ ‏وكان رجلا أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من المؤمنين فلما قضى كلامه ‏ ‏غشيت ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏السكينة فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرة الثانية كما وجدت في المرة الأولى ثم ‏ ‏سري ‏ ‏عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال اقرأ يا ‏ ‏ زيد ‏ ‏فقرأت ‏
لا يستوي القاعدون من المؤمنين ‏
فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
غير أولي ‏ ‏الضرر ‏
الآية كلها قال ‏ ‏ زيد ‏ ‏فأنزلها الله وحدها ‏ ‏فألحقتها ‏ ‏والذي نفسي بيده لكأني أنظر إلى ملحقها عند ‏ ‏صدع ‏ ‏في كتف .

فقوله غشيته السكينة يتعارض مع حالة الخوف والقلق التى قد تنتاب المصابين بالصرع
( temporal lobe epilepsy )

Fear or anxiety usually is associated with seizures arising from the amygdala. Sometimes, the fear is strong, described as an "impending sense of doom."

Emedicine.com

وإنا نطلب من هؤلاء أن يخبرونا أى نوع من أنواع الصرع عندما تنتاب أحد المصابين به نوبة يصبح ثقيلا جدا لدرجة أن راحلته تبرك به إلى الأرض ( رواه أحمد ، 6 / 118 ) أو أن الجالس إلى جانبه لا يجد شيئا أثقل من فخذه إذا وقعت على فخذ هذا الجالس إلى جنبه !!!

والخوف الذى انتاب النبى صلى الله عليه وسلم عند بدء الوحى لم يكن أمرا متكررا بل كان مقتصرا على رؤيته للملك فى غار حراء أول مرة أو مرتين وهذا أمر طبيعى فأى إنسان يتعرض لمثل هذا الموقف فمن الطبيعى أن تنتابه حالة من الخوف والفزع

تعريف الصرع ( Epilepsy ) :

هو"مجموعة من الامراض المميزة باضطرابات متكررة فى الوظائف العصبية للمخ نتيجة اضطراب النشاطات الكهربية للمخ "

epilepsy:"Group of diseases charaterized by paroxysmal changes in neurological function caused by abnormalities in the electrical activites of the brain"

each episode is called seizure ,seizure may be convulsive or non convulsive

اى ان النوبات اما ان تصحبها تشنجات او لا تصحبها تشنجات


ولنبدأ بتحليل النوع الذى يشتبه فى كونه المقصود

Grand mal ( tonic – clonic )
وهو يتكون من ثلاث مراحل :
1 – preconvulsive stage :

مرحلة ما قبل التشنجات : خلالها يشعر المريض بخوف بدون سبب
2 – convuslive stage :

2- مرحلة التشنج

وتنقسم الى اربع مراحل :

Aura
- مقدمة

وبها هلاوس سمعية وبصرية

والهلوسة تعريفها هو "احساس ذاتى خاص بالشخص بدون مؤثر خارجى"

halhusination :" subjective sensation without external stimulus."

Loss of consciousness
- فقدان الوعى

Tonic stage
- مرحلة الإنقباض

وتكون مصحوبة بانقباض عضلات الجسم متضمنه عضلات التنفس وتكون مصحوبة بازرقاق لون الجسم

Clonic stage
- مرحلة التشنجات

وعادة يحدث ازرقاق للجسم وكسور وعض اللسان وتبول لا ارادى وصعوبة فى التنفس

Post- convulsive stage
- مرحلة ما بعد التشنجات

وفى هذه المرحلة ينام المريض لمدة تصل الى تسع ساعات وبعدها يعانى من صداع شديد ونسيان وارتباك وارهاق واحيانا شلل كامل مؤقت


Referances :

- Cecil Textbook of medicine

- Taber cyclopedic medical dictionary

- http://www.nlm.nih.gov/medlineplus/e...cle/000695.htm


Temporal lobe epilepsy :

وكذلك هذا النوع أيضا من صورته السريرية ( الإكلينيكية ) يتبين أن أى كلام عن أن النبى كان مصابا به لا يستند إلى أساس من معرفة علمية



- http://www.nlm.nih.gov/medlineplus/e...cle/001399.htm

- http://www.emedicine.com/NEURO/topic365.htm
وكذلك على صعيد الأدلة التى تبدد هذه الشبهة الخرقاء أيضا نذكر
أن المصروع ومن ذلك صرع الفص الصدغى لا يحتفظون بأى ذكرى من النوبة
Loss of memory (amnesia) regarding events around the seizure (partial complex seizure)
فكيف ـ مع انتفاء شبهة الكذب والخداع باتفاق العقلاء من المسلمين وغير المسلمين * ـ علم النبى لو كان حقا يُصرع أنه كان يحرك لسانه بالقرآن ليعجل به عندما يأتيه الوحى وكان على وعى بذلك؟
كما ذكر القرآن : لا تحرك به لسانك لتعجل به . الآية
ثم يمتنع عن ذلك فيما بعد عن قصد
فهذا يعنى أنه كان واعيا أثناء الوحى بخلاف المصابين بنوبات الصرع
كما أن المصروع لا ينقدح فى ذهنه فكر منظم أو كلام منمق أثناء النوبة
والنبى عليه الصلاة والسلام يقول : فيفصم عنى ـ يعنى ملك الوحى ـ وقد وعيت ما قال . الحديث ( رواه البخارى )
وهذا ما عبر عنه فرانك فريمون عند حديثه عن الأدلة التى تعارض هذا الزعم بقوله
and lastly poetic, organized statements in immediate postictal period



فى تقديرى قد تبين مما سبق أن تقديم ما يسمى ,, تشخيصا ،، للحالة التى كانت تعرض للنبى إذا أتاه الوحى بناءا على أسس مادية هو عبث عابث ولهو لاهٍ
ولذا تجد الدارسين العلمانيين الموضوعين يحجمون عن الخوض فى مثل هذا إذ لا يوجد تفسير لهذه الظاهرة ـ أعنى ما كان ينتاب النبى صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الوحى ـ بناءا على تلك الأسس المادية
يقول فرانك ر. فريمون :

Modern western scholars of Islam have rejected the diagnosis of epilepsy

Frank R. Freemon, A Differential Diagnosis of the Inspirational Spells of Muhammad the Prophet of Islam, Journal of Epilepsia, 17 :4 23-427, 1976
لقد نبذ الدارسين الغربيين للإسلام فى العصر الحديث تشخيص النبى على انه كان مصابا بالصرع .

ويقر فى نفس المصدر أنه لا يمكن الوصول لتشخيص حاسم وجلى ( unequivocal ) بناءا على المعلومات المتاحة .

وهذا كما هو الحال بالنسبة لمسألة مصدر أو منبع الوحى أو الإلهام الذى بلغه النبى لأتباعه

تقول الموسوعة الحرة :
modern secular historians generally decline to address the question of whether the messages Muhammad reported being revealed to him were from "his unconscious, the collective unconscious functioning in him, or from some divine source", but they acknowledge that the material came from "beyond his conscious mind

The Cambridge History of Islam (1970), Cambridge University Press, p.30

المؤرخون العلمانيون فى العصر الحديث يحجمون بصفة عامة عن طرح مسألة كون التعاليم التى بلغها محمد ( عليه الصلاة والسلام ) هل هى نابعة من اللاوعى أو من مصدر إلهى وإن كانوا يقرون أن المادة التى بلغها جاءت من ( ما وراء العقل الواعى ) لديه .
( تاريخ الإسلام لجامعة كامبردج 1970 ، ص 30 )

وهم بهذا ينفون عنه تهمة الكذب والإحتيال

ويقول برنارد لويس :
The modern historian will not readily believe that so great and significant a movement was started by a self-seeking impostor. Nor will he be satisfied with a purely supernatural explanation, whether it postulates aid of divine of diabolical origin; rather, like Gibbon, will he seek 'with becoming submission, to ask not indeed what were the first, but what were the secondary causes of the rapid growth' of the new faith
The Arabs in History, Lewis, p.45-46

إن المؤرخ العصرى لن يرضى بالقول بأن دين عظيم وذا شأن كهذا ـ يقصد الإسلام ـ ابتدأه أنانى محتال وكذلك لن يكتفى بمجرد تفسير مبنى على عوامل خارقة للطبيعة أو خرق للعادة بصرف النظر عن كون هذا التفسير يفترض منبعا إلهيا أو شيطانيا بل بالأحرى , كما فعل جبون ، سيبحث ، باقتراح لائق ، لا عن العلل المبدئية بل عن الأسباب الثانوية الكامنة خلف النمو السريع للعقيدة الجديدة .
( لويس برنارد ، العرب فى التاريخ ، ص 45 ـ 46 )

ونختم بقول الموسوعة الحرة :
William Montgomery Watt argues that only Muhammad's sincerity can explain his "readiness to endure hardship and persecution during the Meccan period when from a secular point of view there was no prospect of success.[2] To carry on in the face of persecution and hostility would have been impossible for him unless he was fully persuaded that God had sent him.
Watt, Muhammad the prophet and the statesman, p.17 , 232

وينتصر وليم مونتجمرى وات للقول بأن صدق محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وإخلاصه فى دعوته فقط هو ما يبرر أو يفسر استعداده لتحمل المشاق والإضطهاد خلال الفترة المكية حيث من وجهة نظر علمانية لم يكن ثمة امكانية للنجاح .
فلكى يواصل دعوته فى وجه الإضطهاد والعداء لابد وأنه كان على يقين بأن الله أرسله .
( مونتجمرى وات ، محمد النبى ورجل الدولة ، ص 17 ، 232 )




يقول ول ديورانت :
وليس في تاريخ محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ما يدل على انحطاط قوة العقل التي يؤدي إليها الصرع عادة، بل نراه على العكس يزداد ذهنه صفاء ويزداد قدرة على التفكير وثقة بالنفس وقوة بالجسم والروح والزعامة، كلما تقدمت به السن حتى بلغ الستين من العمر. وقصارى القول أنا لا نجد دليلاً قاطعاً على أن ما كان يحدث للنبي كان من قبيل الصرع ( قصة الحضارة ، عصر الإيمان ، محمد فى مكة )


ويعارض مونتجمرى وات هذا الزعم بقوله : أن هذا الزعم لا يقف على أرضية صلبة معللا ذلك بأن الصرع يؤدى إلى تدهور فى القوى العقلية والبدنية ولم يكن ثمة ما يدل على حدوث تدهور فى قوى النبى الذهنية والبدنية مضيفا أن النبى بصفة عامة كان بصحة نفسية جيدة وأنه ظل متمتعا بملكاته أو قدراته الذهنية أو العقلية إلى آخر حياته كما أنه ليس من المعقول أن شخصا يتعرض لنوبات الصرع أو مصابا بالهستيريا أو عرضه لنوبات عاطفية خارجة عن السيطرة يمكنه أن يكون قائدا نشطا لحملات عسكرية أو زعيم ـ يتمتع ببعد النظر ـ لدولة ومجتمع دينى فى نمو مطَّرد كما هو معلوم عن محمد ( صلى الله عليه وسلم ). (3)
_________________

* professor of history at the University of Minnesota
1 Caesar Farah, "Islam: Beliefs and Observances" (2003), Barron's Educational Series
2
Frank R. Freemon, A Differential Diagnosis of the Inspirational Spells of Muhammad the Prophet of Islam, Journal of Epilepsia, 17 :4 23-427, 1976
3
epilepsy leads to physical and mental degeneration, and there are no signs of that in Muhammad." He then goes further and states that Muhammad was psychologically sound in general: "he (Muhammad) was clearly in full possession of his faculties to the very end of his life." Watt concludes by stating "It is incredible that a person subject to epilepsy, or hysteria, or even ungovernable fits of emotion, could have been the active leader of military expeditions, or the cool far-seeing guide of a city-state and a growing religious community; but all this we know Muhammad to have been." [54]

W.Montgomery Watt, Richard Bell. "Bell's Introduction to the Qur'an"(1995) Edinburgh University Press.

النقول عن المراجع الأجنية منقولة من الموسوعة الحرة , مقال تحت عنوان
Criticism of Muhammad