يمُنّونَ عليك أن حاربوا !



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

منذ بدء الهجوم الوحشي الصهيوني الصليبي على غزتنا الأبية والمواضيع تتوالى هنا في الحديث عنها وعن جوانب تتعلق بها بما في ذلك تقصير الحكام العرب تجاه نجدة إخوانهم.

إلى هنا فالأمر رائع ويثلج الصدر، ولكن عندما نرى طعناً من البعض في إخوة لهم وتحدياً لهم أن يطعنوا في حكامهم على وجه الخصوص فهذا أمر مستهجن خاصة عندما يكون المُوجه له الكلام يكتب باسمه الحقيقي ، فما هدف أولئك؟ هل هو الإيقاع بذلك الأخ أم ماذا؟ وهل يجرؤون هم على الطعن في مواقف حكامهم لو كانوا يكتبون بأسمائهم الحقيقية؟
لا شك أن بإمكان كل عربي كتابة قائمة بما يثبت تقصير حاكم بلده تجاه شعبه بشكل خاص وأمته بشكل عام.

هذه نقطة..

أما النقطة الثانية فهي تكرار قول إن البلد الفلاني قدم تضحياتٍ جسامٍ في الدفاع عن القضية الفلسطينية. أقول لا بارك الله في حاكم أو محكوم مسلم تخاذل عن نصرة أمته في أي بلد من البلاد الإسلامية .
ثم أليس من العار التذكير بالهزائم التي تسبب بها أولئك وبأنهم أضاعوا فلسطين من النهر إلى البحر بإهمالهم وبحفلاتهم الماجنة التي أقامتها الهالكة كوكب الشر فأسكرت القادة والجنود الذين حضروا تلك الجلسة الشيطانية ليلة الهجوم الصهيوني؟
هل تعلمون أن دولة المسخ انتصرت ودمرت الآلة العسكرية لثلاث دول عربية في بضع ساعات؟
لماذا دُمرت الطائرات في مرابضها؟
ولماذا قُتل عشرات الآلاف من الجنود؟
وكم كانت خسائر العدو ولماذا كانت لا تكاد تُذكر؟
وما تزالون تتشدقون بالتضحيات!
ثم لماذا أُعيدت صحراء سيناء لمصر وبقيت فلسطين والجولان محتلة إلى يومنا هذا؟
هل بلغ العمى بالبعض ليصدقوا أبواق الحكومات وتابعيها فيصدقوا ما يقولون؟
ثم ماذا لو كان ما تقولون حقاً وأن البلد الفلاني قدم تضحيات جسامٍ لفلسطين؟ هل يعني هذا أن "كفى تضحيات" ويستسلمون للوضع الحالي ولأصحاب الأمر فيه؟ ماذا ينقصهم حتى يتصرفوا بما يأمرهم به خالقهم؟ هل هناك عجز في العتاد أو في العدد أم أنه تعاجز عن قصد وسبق إصرار؟

ونقطة أخرى : لماذا هبت معظم أنظمة الحكم العربية لــ "تحرير" الكويت من الــ "غزاة" العراقيين وتلك الأنظمة الآن عملياً "صم بكم عمي"مما يجري في فلسطين ؟.
هل يوجد جواب سوى أنهم يأتمرون بأمر سادتهم في البيت الأسود؟

مما جاء في كتب التاريخ عن سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس عندما استولى ألفونسو على العديد من المناطق مما أفزع مسلمي إسبانيا ؟؟؟
فقد آذن ذلك بدعوة المرابطين لإنقاذ إسبانيا من الزحف المسيحي بعد أن عجز الأمراء المسلمون فيها عن توحيد صفوفهم والتعاون على صد ذلك العدوان.
اتجه ألفونسو بعد استيلائه على طليطلة إلى النيل من مملكة بني عباد بإشبيلية فهي أكبر الممالك الإسلامية في الأندلس ، وسقوطها يعني سقوط غيرها بسرعة ، وأدرك المعتمد بن عباد ألا قِبل له بالوقوف في وجه الزحف المسيحي ، وساءه ما آل له حال أمراء المسلمين بالأندلس، فقرر الاستعانة بالمرابطين (حكام الشمال الإفريقي)
ولما حذره بعض أتباعه من نتيجة دعوة المرابطين للجزيرة الخضراء قال قولته المشهورة " لئن أكون سائق جمال في صحراء إفريقيا خير من أن أرعى الخنازير في قشتالة"

أين هو ممن باعوا كل شيء في سبيل البقاء على كراسي الحكم وإرضاء أعداء الأمة؟


من المعروف أن أطماع الصهاينة التوراتية تتطلع إلى إقامة دولة لهم تشمل الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات فهل ننتظر حتى يحققوا ذلك ؟


يقول سفر التكوين 15:


الوعد بأرض

18فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِي نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِي الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».

أعتقد أن السبب الوحيد لعدم تحقيق ذلك إلى يومنا هذا هو نقص العدد عندهم ولا شيء سواه فاستفيقوا يا سادة ولا تطمئنوا فها هم يبتكرون أسلحة تذيب شحومكم ولحومكم وأخرى تضعكم في نوم عميق ولا شك أن هذا سيقضي عليكم تماماً ما دمتم تقفون متفرجين تنتظرون أن يصلكم الدور.

لن يذهب غيظ قلوبنا ويشفي غليلنا ويمحو عار هزائمنا ويُداوي جراحنا سوى إزالة السرطان الخبيث الكيان الصهيوني الإرهابي من الجسد الفلسطيني وسيزول قريباً بإذن الله ولو كره المجرمون.

اليوم أُعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد مع بقائهم على أرضنا واستمرارهم في قتلنا!!!
وغداً اجتماع استسلامي جديد برئاسة المومياء الذي فقد كل ذرة من كرامة أو حياء ..
لن تروا من نتائج ذلك الاجتماع سوى ما اعتدنا على رؤيته من قبلات واحتضان بين الأحبة .

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم