سَنَسْتَدْرِجَهُم مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون
قَالَ تعالى:
" فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِين أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ "
(سورة المؤمنون 54-56)
قَالَ ابنُ كَثير رَحِمهُ الله في تَفْسِير الآية:
" أَيَظُنُّ هَؤُلَاءِ الْمَغْرُورُونَ أَنَّ مَا نُعْطِيهِمْ مِنْ الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد لِكَرَامَتِهِمْ عَلَيْنَا وَمَعَزَّتهمْ عِنْدنَا كَلَّا .. لَقَدْ أَخْطَئُوا فِي ذَلِكَ وَخَابَ رَجَاؤُهُمْ، بَلْ إِنَّمَا نَفْعَل بِهِمْ ذَلِكَ اِسْتِدْرَاجًا وَإِنْظَارًا وَإِمْلَاء ". وَأَخْطَرُ مَا في الأمْرِ أنّهُم لا يَشْعُرُونَ بِذَلِك !!
وَعَنْ عُقْبَةُ بِنُ عَامِر، عَنِ النّبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم أنّهُ قَال:
" إذَا رَأَيتَ الله عَزّ وَجَلّ يُعْطِي العَبْدَ مِنَ (الدُّنيَا) عَلَى مَعَاصِيه مَا (يُحِبّ)، فَإنّمَا هُوَ اسْتِدْرَاج".
(رَوَاهُ الإمام أحْمَد وَصَحّحَهُ الألْبَاني)
هَذَا مِيزَانٌ دَقِيقٌ، قَلَّ مَنْ يَتَفَطَّن إلَيْه ..
فَزِنْ نَفْسَكَ وأدْرِكْهَا قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَان، فاليَومَ عَمَلٌ وَلا حِسِاب، وَغَداً حِسِابٌ ولا عَمَلْ.
قَالَ عُمَر بِن الخَطّاب لمّا حمُِلَت إلَيْهِ كُنوز كِسْرى :
" اللّهُمّ إني أعُوذُ بِكَ أنْ أكُونَ مُسْتَدْرَجَاً فإني أسْمَعُكَ تَقُول: " سَنَسْتَدْرِجَهُم مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون ".
وَرَحِمَ الله الحْسَنَ البَصْرِي حِينَ قَال:
" كَمْ مُسْتَدْرَجٍ بِالإحْسَانِ إلَيْهِ، وَكَمْ مَفْتُونٍ بالثّنَاءِ عَلَيْه، وَكَمْ مَغْرورٍ بِالسّتْرِ عَلَيْه ".
فَاللهُمَّ سَلِّم .. سَلِّم ..
Bookmarks