النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: نطلب من الملاحدة ان يفسروا لنا هذا حتى نعرف لماذا يلحدون؟!!!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي نطلب من الملاحدة ان يفسروا لنا هذا حتى نعرف لماذا يلحدون؟!!!!!

    يقول العبقري هارون يحيى
    الجهاز الهضمي
    يحتاج الطيران إلى قوة كبيرة، لهذا السبب تمتلك الطيور أكبر نسبة من الخلايا العضلية/ الكتلة الجسمية بين الكائنات على الإطلاق. كذلك يتناسب الاستقلاب لديها مع المستويات العالية للقوة العضلية. وسطياً يتضاعف الاستقلاب عند هذا الكائن عندما ترتفع درجة حرارة جسمه بمعدل 50 فهرنهايت (10 درجات مئوية).
    تدل درجة حرارة الطائر الدُّوري ـ على سبيل المثال ـ والبالغة 108 فهرنهايت (42 درجة مئوية)، والشحرور البالغة 109 ف ( 43,5درجة مئوية)، على مدى سرعة العملية الاستقلابية لديهم. هذه الحرارة العالية والتي تعتبر قاتلة بالنسبة للأحياء الأخرى، ضرورية جداً بالنسبة لاستمرارية الطائر على قيد الحياة، لأنها تزيد من استهلاك الطاقة وبالتالي من قوة الطائر.
    تقوم الطيور بسبب حاجتها المفرطة للطاقة بهضم طعامها بطريقة مثالية. على سبيل المثال: يزيد وزن صغير اللقلق بمقدار كيلوغرام واحد عند تناوله 3 كيلو غرامات من الطعام. بينما تكون نسبة الزيادة في الثدييات كيلوغرام واحد لكل 10 كيلوغرامات من الطعام. كذلك الأمر بالنسبة للجهاز الدوراني عند الطيور الذي صمم ليتوافق مع متطلبات الطاقة العالية. بينما يخفق القلب البشري بمعدل 78 خفقة في الدقيقة، ترتفع هذه النسبة إلى 460 خفقة في الدقيقة عند طائر الدُّوري و615 عند الشحرور. وتتخذ الرئتان الهوائيتان موقف القائد الذي يزود كل هذه الأجهزة السريعة الأداء بالأكسجين اللازم لعملها.
    وتستخدم الطيور طاقتها بفاعلية كبيرة، فهي تظهر فاعلية كبيرة في استهلاك الطاقة تفوق استهلاك الثدييات لها. على سبيل المثال: يستهلك السنونو 4 كيلوكالوري في الميل ( 2,5في الكيلومتر)، بينما يحرق حيوان ثديي صغير 41 كيلوكالوري.
    لا يمكن للطفرة أن تفسر الفرق بين الطيور والثدييات. وحتى لو سلمنا جدلاً أن أحد هذه الخصائص حدثت عن طريق طفرة عشوائية، وهو افتراض مستحيل بالطبع، فإن خاصية واحدة تقف منعزلة لا تعني شيئاً. إن الاستقلاب الذي تتولد عنه مستويات عالية من الطاقة لا يحمل أي معنى دون رئتين هوائيتين متخصصتين، علاوة على أن هذا قد يسبب للحيوان معاناة من نقص في التغذية بالأكسجين. وإذا طرأت طفرة على الجهاز التنفسي قبل الأجهزة الأخرى، فهذا يعني أن يستنشق الطائر أكسجيناً يفوق حاجته، وستكون الزيادة ضارة تماماً كما هو النقص.كذلك الأمر بالنسبة للهيكل العظمي. فلو كان الطائر مجهزاً برئتين هوائيتين ونظام استقلابي متكيف مع كل احتياجاته، فسيبقى عاجزاً عن الطيران. فمهما بلغت قوة الكائن الأرضي لا يمكنه الطيران بسبب البنية الثقيلة والمجزأة نسبياً لهيكله العظمي. يحتاج تشكيل الأجنحة أيضاً إلى تصميم متقن لا يقبل الخطأ.
    تتجه كل هذه الحقائق نحو نتيجة واحدة: من المستحيل تفسير أصل الطيور من خلال النمو المصادفي أو نظرية التطور. آلاف من أنواع الطيور خُلقت بكل خصائصها الجسمانية في ‘’دقيقة واحدة’’. بتعبير آخر: خلقها الله كلاً على حِدَة.






    آليات الطيران المتقنة
    جهز الخالق عز وجل كل أنواع الطيور من النورس وحتى النسر، بآلية طيرانية تمكّنها من الاستفادة من الرياح. وبما أن الطيران يستهلك الكثير من الطاقة، فقد خُلقت الطيور بعضلات صدر قوية وقلوب كبيرة وعظام خفيفة. ولا تقف معجزة خلق الطيور عند أجسامها. فقد أوحى الخالق إلى الكثير من الطيور اتباع طريقة معينة في الطيران تجعلها تخفض من الطاقة اللازمة لها.
    العوسق طائر بري منتشر في أوربا وإفريقيا وآسيا، وهو يتمتع بمقدرة خاصة، إذ يمكنه أن يبقي رأسه بوضعية ثابتة أثناء طيرانه في مواجهة الرياح. ومع أن جسمه يتأرجح في الهواء إلا أن رأسه يبقى ثابتاً مما يحقق له رؤيا ثاقبة على الرغم من كل الحركة التي قد يضطر لانتهاجها. على المبدأ نفسه يعمل جهاز الجيروسكوب الذي يستخدم لموازنة السفن الحربية في البحار، لذلك يطلق العلماء على رأس العوسق لقب ‘’رأس البوصلة الموازنة’’.22

    آليات التوقيت
    تضع الطيور جدول الصيد الخاص بها بمهارة فائقة. فطيور العوسق تحب أن تتغذى على الفئران، والفئران تعيش عادة تحت الأرض وتخرج للاصطياد كل ساعتين. يتزامن وقت الطعام عند العوسق معه عند الفئران، فتصيد خلال النهار وتأكل عند حلول الظلام، فإذن هي تطير في النهار بمعدة فارغة مما يضمن لها وزناً خفيفاً. هذه الطريقة تخفض من الطاقة اللازمة، ووفقاً لحسابات العلماء، فإن الطائر يوفر نسبة 7% من طاقته بهذه الطريقة.23
    التحليق في الهواء
    كذلك تتمكن الطيور من تخفيض معدل الطاقة المستهلكة باستخدامها الهواء. فالطيور تحلق عندما تزيد من شدة التيار الهوائي فوق أجنحتها، وتستطيع أن تبقى معلقة في الهواء حتى في التيارات القوية. وتعتبر تيارات الهواء الصاعدة ميزة إضافية بالنسبة لها.
    يطلق على استخدام الطائر التيارات الهوائية لتوفير الطاقة أثناء طيرانه ‘’التحليق’’، والعوسق هو أحد الطيور التي تتمتع بهذه المقدرة. إن إمكانية التحليق تعتبر من خصائص التفوق عند الطيور.
    للتحليق فائدتان أساسيتان: الأولى أنه يوفر الطاقة اللازمة للبقاء في الهواء أثناء البحث عن الطعام أو الانقضاض على فريسة أرضية، والثانية أنه يسمح للطائر بزيادة مسافة الطيران . يتمكن القطرس من توفير 70% من طاقته أثناء التحليق.24

    الحصول على الطاقة من التيارات الهوائية
    تستخدم الطيور التيارات الهوائية بطريقتين: يستفيد العوسق الذي ينحدر من قمة المرتفع، والقطرس الذي يغوص في الخلجان الشاطئية من التيارات الهوائية، ويدعى هذا بالتحليق المنحدر.
    عندما تمر رياح قوية فوق قمة المرتفع، تشكل موجات من الهواء الساكن، ومع ذلك تستطيع الطيور أن تحلق في هذه البيئة. يستفيد طائر الأطيش وغيره من الطيور البحرية من هذه التيارات الساكنة التي تحدث في الجزر، وفي بعض الأحيان يستفيد من التيارات التي تثيرها بعض الجمادات مثل السفن، التي يحلق فوقها القطرس.
    تخلق الجبهات الهوائية التيارات الرافعة للطيور.
    والجبهات هي السطح البيني الفاصل بين الكتل الهوائية المختلفة الأحجام والكثافة. ويطلق على تحليق الطيور على هذه الأسطح البينية ‘’العاصفة المنحدرة’’. تم اكتشاف هذه الجبهات والتي غالباً ما تتشكل على الشواطئ بفعل التيارات الهوائية القادمة من البحر أو عن طريق الرادار أو من خلال مراقبة الطيور البحرية وهي تنحدر فيها على شكل أسراب. هناك نوعان آخران من التحليق: التحليق الحراري والتحليق الديناميكي.
    تلاحظ ظاهرة التحليق الحراري في مناطق الجزر الحارة على وجه الخصوص. عندما تصل أشعة الشمس إلى الأرض، تقوم الأرض بدورها يسخن الهواء الملامس لها. وعندما يتسخن الهواء يصبح أقل وزناً ويأخذ بالارتفاع. يمكن ملاحظة هذه الظاهرة أيضاً في العواصف الرملية أو الشابورات الهوائية.

    طريقة التحليق عند النسور
    تملك النسور طريقة خاصة في الاستفادة من الموجات الحرارية عند التحليق لتتمكن من مسح الأرض من علو مناسب . فهي تنساب من موجة حرارية الى موجة حرارية أخرى طوال اليوم وهكذا تحلق فوق مساحات كبيرة في اليوم الواحد.
    تبدأ الموجات الهوائية عند الفجر بالارتفاع. تشرع النسور الصغيرة أولاً بالتحليق مستخدمة التيارات الأضعف، وعندما تشتد التيارات، تقلع النسور الأكبر حجماً. تطفو النسور غالباً باتجاه الأمام في هذه التيارات النازلة في حين تتوضع التيارات الرافعة الأكثر سرعة في منتصف التيار الهوائي. تحلق النسور ضمن دوائر ضيقة لتؤمن التوازن بين التحليق عالياً وقوة الجاذبية. وعندما ترغب بالهبوط تقترب من مركز التيار.
    تستخدم أنواعاً أخرى من طيور الصيد التيارات الحارة، فيستخدم اللقلق مثلاً هذه التيارات الساخنة في رحلة الهجرة بشكل خاص. يعيش اللقلق الأبيض في أوربا الوسطى ويهاجر إلى إفريقيا ليقضي الشتاء هناك في رحلة يقطع فيها 4350 ميل (7000 كم ). وإذا هاجر بشكل فردي مستخدماً طريقة الرفرفة بأجنحته، فعليه أن يتوقف للاستراحة أربع مرات على الأقل، إلا أن اللقلق الأبيض ينهي رحلته خلال ثلاثة أسابيع فقط مستخدماً التيارات الحارة لمدة 6-7 ساعات في اليوم، وهذا يُترجم إلى توفير كبير في الطاقة.
    يتسخن الماء بسرعة أقل من الأرض، لذلك لا تتشكل التيارات الساخنة فوق البحار، وهذا هو السبب الذي يجعل الطيور لا تهاجر فوق البحار عندما تكون رحلتها طويلة. يفضل اللقلق وطيور أخرى تعيش في أواسط أوربا أن تسلك في طريق هجرتها إلى إفريقيا، إما أراضي البلقان ومضيق البوسفور، أو الجزيرة الإيبيرية فوق مضيق جبل طارق.
    من جهة أخرى، يستخدم النورس، والأطيش والقطرس وطيور بحرية أخرى التيارات الهوائية التي تسببها الموجات العالية. تستفيد هذه الطيور من التيارات الرافعة الموجودة عند ذروة الأمواج. وأثناء تحليق النورس في التيارات الهوائية ينعطف ويواجه الرياح فيرتفع بسهولة إلى الأعلى، وبعد بلوغ ارتفاع 10-15 متراً في الهواء
    يغير اتجاهه من جديد ويستمر في التحليق. تحصل الطيور على الطاقة من تغير اتجاهات الرياح. تفقد التيارات الهوائية سرعتها عندما تلامس سطح الماء. ولهذا السبب يواجه النورس تيارات أقوى في العروض العليا، وبعد أن يحقق السرعة المناسبة، يعود لينحدر من جديد مقترباً من سطح البحر.
    يستخدم جلم الماء ـ وهو طائر بحري طويل الجناحين ـ والعديد من الطيور البحرية الأخرى، الأسلوب نفسه في التحليق فوق البحر.






    التصميم في بيضة الطائر

    لا يقتصر الإعجاز في خلق الطيور على أجنحتها أو رياشها أو مهاراتها في الهجرة، بل يتعداها إلى بيوضها.
    إن بيضة الدجاجة التي تبدو عادية بالنسبة لنا تحتوي على 15000 مسام تشبه غمازات طابة الغولف. لا يمكن رؤية البنية الإسفنجية للبيوض الصغيرة إلا تحت المجهر. وتوفر هذه البنية الإسفنجية مرونة للبيضة وتزيد من مقاومتها للصدمات.
    البيضة هي وحدة معجزة بحد ذاتها، فهي توفر كل أنواع الغذاء اللازم لتطور الجنين بداخلها. يدخر صفار البيض البروتين، والدهون، والفيتامينات والمعادن، بينما يعمل البياض دور السائل الحاضن.
    ويحتاج الجنين إلى أن يستنشق الأكسجين ويطرح ثاني أكسيد الكربون، يحتاج أيضاً إلى مصدر للحرارة، والكالسيوم لنمو عظامه وواق لسائله من البكتريا والصدمات الفيزيائية. تقدم قشرة البيضة كل هذا للجنين، الذي يتنفس من خلال الكيس الغشائي الذي يحيط به، بينما توفر الأوعية الدموية التي يحملها هذا الكيس الأكسجين اللازم للجنين وتأخذ عنه ثاني أكسيد الكربون.
    قشرة البيضة رقيقة إلى حد مذهل، ولكنها متينة، وهي بهذه الخصائص تنقل حرارة الوالد الحاضن إلى الجنين.

    الفقد الضروري
    تفقد البيضة خلال فترة الحضانة 16% من محتواها المائي على شكل بخار ماء. بقي العلماء لفترة طويلة يعتقدون أن هذا مؤذ وسببه المسامات الموجودة في قشرة البيضة. إلا أن الأبحاث الجديدة أظهرت أن هذا الفقد ضروري بالنسبة للصغير حتى يتمكن من الخروج من البيضة. يحتاج الصوص إلى الأكسجين للتنفس والمكان ليتمكن من تحريك رأسه بما يكفي لكسر البيضة أثناء الفقس، وتبخر الماء يؤمن هذين المطلبين.
    علاوة على ذلك، تبلغ نسبة الفقد المائي ما بين 15 إلى 20% في ظل ظروف مثالية حسب نوع قشرة البيضة. على سبيل المثال: يبلغ الفقد المائي في بيوض طائر الغواص السّامك أكثر من غيره من الطيور التي تعيش في ظروف أكثر جفافاً ببضع مرات.

    تصميم البيضة لمزيد من المتانة
    إن متانة البيضة تتعلق بالشروط التي توضع فيها: الماء والهواء والحرارة، احتمالات الصدمات الخارجية ووزن الوالد الحاضن.
    يكشف الفحص القريب أن البيوض صممت لتكون أكثر متانة، وقد خلق الله البيض الكبير والبيض الصغير بشكل مختلف. فبيض الطيور الكبيرة تكون عادة أقسى وأقل مرونة، بينما تكون بيوض الطيور الصغيرة أكثر طراوة ومرونة.
    تكون بيوض الدجاجة قاسية وصلبة، إلا أنها لا تنكسر عندما تقع فوق بعضها، في الوقت نفسه تحميها هذه القشرة الصلبة من الهجوم. لو كانت بيوض الطيور الصغيرة بصلابة وقسوة بيوض الدجاج نفسها لانكسرت بسهولة أكبر، إلا أن قوتها ومرونتها تمنعها من الكسر عندما تتعرض للصدمة.
    لا تقتصر فائدة البنية المرنة للبيضة على حماية الفرخ، بل تتعداها إلى تحديد الطريقة التي تفقس فيها. يحتاج الصوص الذي سيخرج من القشرة الصلبة والقاسية إلى فتح ثقبين في النهاية الكليلة للبيضة قبل أن يخرج رأسه وقدميه، حيث يخرج الصوص إلى الحياة برفعه للنهاية التي تظهر على شكل قبعة والتي تنتج عن شقوق الفقس.25
    نظام تحديد الصدى عند الخفاش
    الخفاش مخلوق مدهش، وأكثر مقدراته إثارة هي مهارته في الطيران.
    إن مقدرة الخفاش على تحديد هدفه عن طريق الصدى تم اكتشافه من خلال سلسلة من التجارب قام بها العلماء. لنلق الضوء على بعض هذه التجارب في سبيل كشف الحجاب عن التصميم المعجز لهذه المخلوقات.26
    في أولى هذه التجارب ترك الخفاش في غرفة مظلمة تماماً، ووضعت ذبابة في إحدى زوايا الغرفة كفريسة له. وضعت كاميرا ليلية لمراقبة الوضع، وما إن بدأت الذبابة بالطيران حتى تحرك الخفاش بغاية الخفة نحوها وانقض عليها. استنتج العلماء من هذه التجربة أن الخفاش يتمتع بحاسة إدراك حادة جداً حتى في الظلام الحالك.
    ولكنهم تساءلوا: هل حاسة الإدراك هذه لها علاقة بحاسة السمع؟ أم أن هذا المخلوق يرى في الظلام؟ للإجابة على ذلك قاموا بتجربة أخرى، فوضعوا يُسروعين في زاوية من زوايا الغرفة نفسها وغطوهما بصحيفة، وعندما أطلق الخفاش لم يُضِعْ وقتاً في رفع الصحيفة والتهام اليُسروعين إذن: فمهارة الخفاش الإدراكية لا علاقة لها بحاسة الرؤيا.
    تابع العلماء تجاربهم على الخفاش، فقاموا بتجربة جديدة في دهليز طويل، حيث وُضِعَ خفاش في إحدى الزوايا ومجموعة من الفراش في الزاوية الأخرى. وضعت حواجز متعامدة مع الجدران الجانبية، يحتوي كل منها على ثقب كبير بما يكفي لمرور الخفاش منه ولكن هذه الثقوب لم تكن متعاقبة، بل كانت موجودة في كل حاجز بمكان يختلف عن الآخر، أي أنه يتوجب على الخفاش أن يسلك طريقاً متعرجاً ليجتازها.
    بدأ العلماء المراقبة حالما حرروا الخفاش في هذا الدهليز الغارق في الظلام. عندما وصل الخفاش إلى الحاجز الأول تمكن من اجتياز الثقب بسهولة، ولم يكن الأمر مع باقي الثقوب أشد صعوبة. وهكذا لم يتمكن الخفاش من تحديد الحاجز فحسب، بل من تحديد مكان الثقوب أيضاً، وبعدما اجتاز الثقب الأخير كان الخفاش قد ملأ معدته بصيده الثمين.
    صعق العلماء لما شاهدوه، فقرروا المضي مع تجربة أخيرة ليكتشفوا مدى حساسية الإدراك عند الخفاش. كان الهدف من هذه التجربة معرفة حدود الإدراك الحسي عند هذا المخلوق بوضوح أكبر. مرة أخرى تم تجهيز نفق طويل مظلم بأسلاك فولاذية يبلغ قطر كل منها 0,6ملم تتدلى بشكل عشوائي من السقف.
    ولمزيد من الدهشة، تابع الخفاش رحلته دون أن يلمس أياً من هذه العوائق على الرغم من ضآلتها. وقد أظهرت الأبحاث التي تلت هذه التجربة أن لدى الخفاش قدرة معجزة على الإدراك تتعلق بنظام تحديد الصدى لديه، يتمكن الخفاش من تحديد خارطة البيئة التي يوجد فيها من خلال الانعكاسات الصوتية التي تصدر عن الأشياء والتي لا يمكن للأذن البشرية أن تتحسسها.27 هذا يعني أن إحساس الخفاش بالذبابة كان بسبب الأصوات التي انعكست منها إليه. يسجل نظام الصدى عند الخفاش كل نبضات الأصوات الصادرة ويقارن الأصوات الأصلية مع الصدى العائد. يقدم الوقت الفاصل بين توليد الصوت الصادر واستقبال الصدى الوارد تقييماً دقيقاً عن المسافة الفاصلة بين الخفاش والهدف. على سبيل المثال: في التجربة التي وجد فيها الخفاش اليُسروعين على الأرض، أدرك الخفاش وجود اليُسروعين وشكل الغرفة بإصداره ذبذبات عالية من الصوت وتلقي الإشارات المنعكسة عنها؛ عكست الأرض الأصوات، وهكذا قدر الخفاش المسافة الفاصلة بينه وبين الأرض. وعلى العكس من ذلك، فإن اليُسروعين كانا أقرب إلى الخفاش بحوالي 0,5 سم، كما أنهما تحركا حركة خفيفة، وهذا بدوره يغير من الترددات المنعكسة. بهذه الطريقة عرف الخفاش بوجود اليُسروعين على الأرض. يصدر الخفاش حوالي 20000 دائرة صوتية في الثانية، ويمكنه أن يحلل كل الأصوات المنعكسة، علاوة على ذلك، فإن الخفاش يسافر وهو يقوم بهذه المهمة. نظرة متأنية على كل هذه الحقائق تكشف التصميم المعجز لهذا الطائر.
    الخاصية الأخرى المدهشة التي تتمتع بها طيور الخفاش هي أن نظام الرادار عندها مصمم بحيث لا تسمع سوى صوتها، حيث إن طيف الترددات السمعية لهذه المخلوقات ضيق جداً، مما يسبب لها مشكلة كبيرة بسبب تأثير الدوبلر. وتأثير الدوبلر يعني أنه إذا كان كل من مصدر الصوت والمتلقي ثابتاً نسبياً، فإن المتلقي يستقبل الترددات نفسها التي يصدرها المصدر، ولكن إذا كان أحدهما متحركاً فإن الترددات التي تصل المتلقي تكون مختلفة عن تلك التي يصدرها المصدر.لذا تظهر هنا مشكلة مهمة بالنسبة للخفاش لأنه حسب ظاهرة دوبلرفان تردد الصوت المنعكس من جسم متحرك سيتغير لذا فأنه عدما ينشر موجة صوتية على ذبابة مبتعدة عنه فأن تردد الصوت المنعكس قد يكون تردداً لا يسمعه الخفاش.
    ومع كل هذا لا يعاني الخفاش من هذه المشكلة لسبب بسيط هو أنه يقوم بتعديل الموجات الصوتية التي يرسلها إلى المادة المتحركة وكأنه يعرف كيف سيكون تأثير الدوبلر. على سبيل المثال: يرسل الخفاش أعلى الموجات الصوتية إلى الذبابة المبتعدة، وبذلك لا تقع الموجات المنعكسة في الجزء الذي لا يسمعه الخفاش من طيف الترددات والذبذبات الصوتية .
    ولكن كيف يقوم الخفاش بتعديل الترددات الصوتية؟
    يوجد في دماغ الخفاش نوعان من الخلايا العصبية التي تتحكم بأنظمة السونار: الأولى تتحسس الصدى المنعكس، والثانية تصدر الأوامر إلى العضلات لتولد نداءات مركز الصدى. تعمل هذه الخلايا بتزامن متقن حتى إن انحرافاً بسيطاً في الإشارات المنعكسة يعطي إنذاراً للأخرى ويولد تردداً في النداء الذي يتناغم مع تردد الصدى. وهكذا تتغير درجة الصدى عند الخفاش بالتوافق مع المحيط للحصول على أفضل أداء.
    من المستحيل تفسير هذه الظواهر على مبدأ نظرية التطور والتشكل عن طريق المصادفة. إن نظام السونار لدى الخفاش معقد جداً ولا يمكن تحليله على مبدأ ‘’الطفرة’’ العشوائية، فالوجود المتزامن لمكونات هذا النظام بشكل متكامل يعتبر حيوياً بالنسبة لأدائه. لا تقتصر مهمة الخفاش على إطلاق درجات عالية من الأصوات، بل تتعدى ذلك إلى معالجة الإشارات المنعكسة والمناورة وتعديل أصوات السونار الخاصة به كل ذلك في وقت واحد.
    بالطبع، لا يمكن شرح ذلك على ضوء مبدأ المصادفة في التشكل، بل إن هذا لا يدل إلا على شيء واحد: الإعجاز الإلهي في خلق هذا الطائر.
    كشفت أبحاث العلماء عن معجزات جديدة في خلق الخفاش، وعند كل اكتشاف معجز يتولد داخلهم تحد أكبر لاكتشاف وفهم آلية عمل هذا النظام العجيب. فقد توصلت الأبحاث الجديدة إلى اكتشافات مثيرة جداً في عالم الخفاش.29 قام عدد من العلماء الذين أرادوا مراقبة مجموعة من الخفافيش في أحد الكهوف، بتركيب أجهزة إرسال على بعض أعضاء المجموعة. لوحظ أن هذه الطيور تخرج في الليل من الكهف لتلتقط قُوْتَها وتعود قبل الفجر. احتفظ الباحثون بسجل مفصل عن هذه الرحلات. وجدوا أن بعض أعضاء هذه المجموعة يبتعد في رحلته إلى مسافة تتراوح ما بين 50-70 كم.إلا أن رحلة العودة التي يبدؤها الخفاش قبل بزوغ الشمس بقليل كانت أكثر المراحل إدهاشاً. يطير أفراد الخفاش جميعاً عائدين إلى الكهف الذي خرجوا منه مهما كانت المسافة التي قطعوها والمكان الذي وصلوا إليه. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يعرف الخفاش المكان الذي يسكن فيه وكيف يحدد بعده عن كهفه الذي خرج منه؟
    حتى الآن نحن لا نعرف كيف يخطط الخفاش لرحلة العودة. لا يصدق العلماء مدى تأثير النظام السمعي لدى الخفاش على رحلة العودة. وإذا تذكرنا أن الخفاش لا يرى في الضوء مطلقاً، فإن العلماء يتوقعون المزيد من المفاجآت التي يحملها لهم هذا التصميم المعجز. باختصار، ما زال العلماء يحاولون اكتشاف الكثير مما يجهلونه عن هذا النظام العجيب!

    توازن القوى
    ماذا يحدث لو أن قوة الجاذبية كانت أكبر مما هي عليه الآن؟ سيكون السير أو الركض مستحيلاً. سيستهلك الإنسان والحيوان طاقة أكبر بكثير ليتمكنوا من الحركة، وهذا يعني نضوب موارد الطاقة الأرضية. ماذا لو كانت الجاذبية أقل قوة مما هي عليه؟ لن تتمكن الأشياء الخفيفة من الحفاظ على وضعيتها على الأرض، ستطفو ذرات الرمال مثلاً في الهواء لفترات طويلة. ستنخفض سرعة تساقط قطرات المطر وقد تتبخر قبل أن تصل إلى الأرض. ستتباطأ حركة الأنهار ولا يمكن توليد الكهرباء بالنسبة ذاتها. كل ذلك يعتمد على خاصية تجاذب الكتل.
    ينص قانون نيوتن للجاذبية على أن قوة التجاذب بين الأشياء تعتمد على كتلها والمسافة الفاصلة بينها. لذلك إذا تضاعفت المسافة بين نجمتين ثلاث مرات، فإن قوة التجاذب تنخفض تسعة أضعاف، أو إذا انخفضت المسافة إلى النصف، تزداد قوة الجاذبية أربعة أضعاف.
    هذا القانون يساعد على فهم الوضع الحالي للأرض والقمر والكواكب. لو كان قانون الجاذبية غير هذا، أي: لوكانت قوة الجاذبية تزداد بازدياد المسافة، فلن تكون مدارات النجوم إهليليجية وستقع على الشمس. ولو كانت أضعف من ذلك لبقيت الأرض في مكان ثابت وبعيد عن الشمس. باختصار: لو لم تكن قوة الجاذبية بهذه الدقة لاصطدمت الأرض بالشمس أو لضاعت في أعماق الفضاء.

    ماذا لوكان ثابت بلانك متغيراً؟
    نحن نواجه أشكالاً مختلفة من الطاقة. حتى الحرارة التي نستشعرها أمام النار قد خلقت بموازين معقدة.
    يفترض في الفيزياء أن الطاقة لا تشع عن طريق موجات حرارية، وإنما جزيئات صغيرة تدعى ‘’كوانتا’’. وفي حساب الطاقة المشعة تستخدم قيمة ثابتة يطلق عليها ثابت بلانك. هذا الرقم صغير جداً بحيث يمكن إهماله. إلا أنه واحد من الدلالات الأساسية والثابتة في الطبيعة، وهو تقريباً 6.626x10-34 إذا قسمت طاقة الفوتون على التردد في أي حالة من حالات الإشعاع، فإن الناتج هو هذا الرقم الثابت دائماً. جميع أنواع الطاقة الكهرومغناطيسية مثل الحرارة، الضوء، وغيرها تخضع لثابت بلانك.
    فلو كان هذا الثابت مختلفاً قليلاً، لكانت الحرارة التي نستشعرها أمام النار مختلفة كثيراً عما هي عليه. وهنا قد يحدث أحد المتناقضين: إما أن تشتد الطاقة النارية حتى يمكن أن يتسبب جزء صغير منها في إحراقنا، أو أن تنخفض الطاقة الحرارية فيها حتى لا تكفي كرة نارية بحجم الشمس على تدفئة الأرض بأسرها.

    قوة الاحتكاك
    غالباً ما تعتبر قوة الاحتكاك أمراً مزعجاً نواجهه في حياتنا العملية كل يوم. ولكن كيف يمكن أن يبدو العالم لو لم يكن هناك قوة احتكاك؟ ستنزلق الأوراق والأقلام من أيدينا وتقع على الأرض، وستنزلق الطاولة باتجاه زاوية الغرفة، باختصار: ستبقى الأشياء تقع وتدور إلى أن تتوقف في النهاية في أخفض نقطة. في عالم اللااحتكاك يمكن أن تتحد كل العقد، وتخرج كل المسامير والبراغي من أمكنتها، بينما ينقطع الصوت ويبقى صداه يتردد إلى اللانهاية.
    إن هذه القوانين التي تحكم الكون والمخلوقات التي تعيش فيه ما هي إلا نتيجة قوة إلهية عظمى. في الواقع هذه القوانين الفيزيائية ليست سوى وصف للنظام الإلهي الذي أبدعه الله. لقد خلق الله القوانين الكونية وسخرها للإنسان ليرى ويتعظ ويستشعر العظمة الإلهية ويشكر الخالق على نعمه.
    لا يمكن أن يتوقف الإنسان عن عرض الأمثلة التي تعرض للقدرة الإلهية المعجزة . كل ما في هذا الكون منذ أن خلق قبل ملايين السنين ليس إلا خلق متقن صاغته اليد الإلهية بقدرة مطلقة وحكمة لا متناهية.
    التعديل الأخير تم 01-22-2009 الساعة 04:16 AM
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  2. #2

    افتراضي

    نطلب من الملاحدة ان يفسرون لنا هذا حتى نعرف لماذا يلحدون؟!!!!!
    الصواب : أن يفسروا ؛ لأن أن تنصب الفعل المضارع , و الفعل المضارع إذا لحقت به واو الجماعة ينصب ويجزم أيضا بحذف النون

  3. افتراضي

    الزميل المحترم دنجل المصطكاوي
    الأولى أن تناقش لادينيتك المليئة بالاخطاء المنطقية على أن تناقش الأخطاء النحوية
    ألست تتفق معي ؟؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    1,733
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    من الملاحدة ان يفسرون لنا هذا حتى نعرف لماذا يلحدون؟!!!!!
    وقع سهوا ايها اللاديني وكنت قد طلبت من الاشراف ان يقوموا بتغيير العنوان ولم يقوموا بذلك
    ولنسلم جدلا انني لا اجيد اللغة العربية فهل لك تفسير للموضوع ؟
    الله هو الواجب فلا موجود احق منه تعالى ان يكون موجودا فهو احق بالوجود من مثبتيه ونفاته ومن كل ما يتثبه المثبتون.وليس في الدنيا احمق واضل من نفاته او الشاكين في وجوده اذ يمكن كل شيء الا يكون موجودا او يشك في وجوده لانه ممكن يقبل الوجود والعدم ليس وجوده اذا اكان موجودا ,ضروريا ولا عدمه اذا كان معدوما ,,ولا يمكن الا يكون الله موجودا ,ولو فرض عدمه كان هذا فرض عدم من يجب وجوده ,وهو تناقض محال.(الشيخ مصطفى صبري).يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )

  5. افتراضي

    شكراً لك أخي الغالي حمادة على نقل المقال السابق...
    الخفاش وحده مسمار إضافي يدق في نعش نظرية التطور..كائن له صفات فريدة لا تستطيع القول بعد التأمل فيها أنه تطور عن أي كائن آخر معروف لدينا..
    تحياتي..
    أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله

    رضيت بالله رباً
    و بالإسلام ديناً
    و بمحمدنبياً و رسولاً



معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لماذا الفلاسفة من أرسطو إلى هيجل وكوجيف يؤيدون العبودية ؟
    بواسطة elserdap في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 11-13-2013, 05:18 PM
  2. هكذا يلحدون
    بواسطة أبو يحيى الموحد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 08-30-2013, 06:22 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-18-2013, 02:13 AM
  4. سؤال: لماذا يفتقد الملاحدة لخلق الحياء ؟؟؟
    بواسطة اخت مسلمة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 11-23-2009, 08:51 PM
  5. لماذا تسلط الملاحدة على المسلمين؟
    بواسطة الموحد في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-09-2008, 11:27 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء