النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: نزهة الكرام بين ظلم و جهل الشيوعية و عدل وعلم الإسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي نزهة الكرام بين ظلم و جهل الشيوعية و عدل وعلم الإسلام

    نزهة الكرام بين ظلم و جهل الشيوعية و عدل وعلم الإسلام



    إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .

    و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين

    أما بعد :

    فهذه كلمة إلى كل من ينظر إلى الشيوعية بعين الرضا و الإعجاب و يتوهم أنها ملاذ العالم و السبيل إلى سعادة البشرية وصلاحها و السبيل إلى حلول العدل في الدنيا و سموها فلا يوجد وصف من هذه الأوصاف تتحلى به الشيوعية فلا هي ملاذ العالم و لا هي سبيل صلاح البشرية ،و لا هي سبيل سعادة البشرية، و لا هي سبيل حلول العدل في الدنيا بل هي على نقيض ذلك فهي سبب هلاك البشرية و فسادها و جهل البشرية و شقائها أما السبيل أما الملاذ فهو اتباع الإسلام خاتم الشرائع السماوية .
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي مصطلحات لابد منها



    مصطلحات لابد منها




    تعريف الإسلام : الإسلام لغة هو الانقياد والخضوع والإذعان والاستسلام والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض[1] و أما الإسلام اصطلاحاًفهو الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، والبراءة من الشرك وأهله[2] .

    و للإسلام معنيان معنى عام و معنى خاص والإسلام بالمعنى العام هو: التعبد لله تعالى بما شرعه من العبادات التي جاءت بها رسله، منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة فيشمل ما جاء به نوح، عليه الصلاة والسلام، من الهدى والحق، وما جاء به موسى، وما جاء به عيسى، ويشمل ما جاء به إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، إمام الحنفاء، كما ذكر الله تبارك وتعالى ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل.

    والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم لأن ما بعث به صلى الله عليه وسلم نسخ جميع الأديان السابقة فصار من اتبعه مسلماً، ومن خالفه ليس بمسلم ؛ لأنه لم يستسلم لله بل استسلم لهواه، فاليهود مسلمون في زمن موسى، عليه الصلاة والسلام، والنصارى مسلمون في زمن عيسى، عليه الصلاة والسلام. وأما حين بعث محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به فليسوا بمسلمين، ولهذا لا يجوز لأحد أن يعتقد أن دين اليهود والنصارى الذين يدينون به اليوم دين صحيح مقبول عند الله مساو لدين الإسلام، بل من اعتقد ذلك فهو كافر خارج عن دين الإسلام[3] .


    تعريف الشيوعية : الشيوعية لغة من الشيوع الظهور، والافتراق، والانتشار، والذيوع[4] ، و اصطلاحا الشيوعية مذهب فكري يقوم على الإلحاد وأن المادة هي أساس كل شيء و يفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل الاقتصادي . ظهرت في ألمانيا على يد ماركس وإنجلز و تجسدت في الثورة البلشفية التي ظهرت في روسيا سنة 1917م بتخطيط من اليهود، وتوسعت على حساب غيرها بالحديد والنار.

    وقد تضرر المسلمون منها كثيراً، وهناك شعوب محيت بسببها من التاريخ، ولكن الشيوعية أصبحت الآن في ذمة التاريخ، بعد أن تخلى عنها الاتحاد السوفيتي، الذي تفكك بدوره إلى دول مستقلة، تخلت كلها عن الماركسية، واعتبرتها نظرية غير قابلة للتطبيق[5] .

    و عرفت أيضا أنها حركة فكرية، واقتصادية، يهودية، إباحية، وضعها كارل ماركس تقوم على الإلحاد، وإلغاء الملكية الفردية، وإلغاء التوراث، وإشراك الناس كلهم في الإنتاج على حد سواء[6] و عرفت أيضا أنها نظرية إجتماعية وحركة سياسية ترمي إلى السيطرة على المجتمع ومقدّراته لصالح أفراد المجتمع بالتساوي ولا يمتاز فرد عن آخر بالمزايا التي تعود على المجتمع.

    وتعتبر الشيوعية (الماركسية )تيار تاريخي من التيارات المعاصرة ، والأب الروحي للنظرية الشيوعية هو كارل ماركس ومن أهم من توغل في النظرية الشيوعية ، و من أسهم في الكتابات والتطبيق فيها هو فلاديمير لينين. و في الرؤية الماركسية الشيوعية هي مرحلة حتمية في تاريخ البشرية ، تأتي بعد مرحلة الإشتراكية التي تقوم على أنقاض المرحلة اللا قومية[7] .




    العدل : لغة من العدالة أي الاستقامه و توخى الحق ، و هو ضد الجور و اصطلاحا العدل هو إعطاء كل أحد ما يستحقه[8] أو العدل هو وضع الأمور في مواضعها، وإعطاء كل ذي حق حقه، فعلى سبيل المثال إكرام المحسن ومعاقبة المسيء هما مظهران من مظاهر العدل لأن المحسن من حقه أن يثاب على إحسانه والمسيء يستحق أن يعاقب على إساءته، ولو تبدلت القضية أو التزم بجزء منها وترك الآخر لكان ذلك خلاف العدل، وهو الظلم .

    و العدل غير المساواة ، والمساواة هي التوزيع بالتساوي ، و قد يكون التوزيع بالتساوي متطابقاً مع العدل، وذلك عندما يكون وضعاً للأمور في مواضعها وقد يكون ظلماً كما لو لم يكن كذلك .


    العلم : لغة يطلق على المعرفة و يطلق على اليقين وهو القطع الذي ليس فيه احتمال للنقيض مطلقا و يطلق أيضا على الشعور و منه قولهم: علمته وعلمت به، أي شعرت بوجوده أو دخوله [9]، و العلم اصطلاحا هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً[10] ،و ضد العلم الجهل .






    [1] - انظر لسان العرب مادة سلم ، والمصباح المنير للفيومي مادة سلم وانظر معجم لغة الفقهاء للقلعجـــي ص 68 انظر القاموس الفقهي ص 181 مادة سلم
    [2] - مجموع فتاوى ابن باز مجلد 2 التعريف بالإسلام و محاسنه
    [3] - مجموع فتاوى ابن عثيمين
    [4] - انظر لسان العرب مادة شيع
    [5] - الموسوعة الميسرة في الأديان و المذاهب و الأحزاب المعاصرة
    [6]- الأديان والمذاهب المعاصرة د. ناصر العقل ود. ناصر القفاري ص92
    [7] - الموسوعة الحرة
    [8] - شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين
    [9] - انظر المصباح المنير مادة علم
    [10] - انظر التعريفات للجرجاني ص 155
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي بين إمام المسلمين و إمام الشيوعيين





    بين إمام المسلمين و إمام الشيوعيين





    لنأخذ لمحة عن إمام المسلمين نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم و نأخذ لمحة عن كارل ماركس إمام الشيوعيين لنزى البون الشاسع بين تاريخ حافل بالصلاح و الإصلاح و حسن السيرة و بين تاريخ مليء بالفساد و الإفساد و قبح السيرة .


    والنبي صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي، ولد يتيماً بمكة المكرمة عام 571م، ونشأ فيها، وحين بلغ الأربعين من العمر آتاه الله النبوة، حين نزل عليه الملاك جبريل بالوحي وهو في غار حراء شرق مكة المكرمة، فدعا قومه إلى الإسلام، فآمن به رهط قليل.


    و امتنع عن الإيمان به سادة قبيلته (قريش) الذين خافوا من ذهاب زعامتهم وزوال امتيازاتهم، فكذبوه وآذوه، وقتلوا بعضاً من أصحابه وعذبوهم بأشد أنواع النكال والعذاب فهاجر النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه إلى يثرب (المدينة المنورة)، وأقام فيها المجتمع الإسلامي الممتثل بهدي الله.

    و كان أول ما صنعه النبي صلى الله عليه وسلم فيها أن بنى مسجده فيها و آخى بين المسلمين بآصرة العقيدة على اختلاف أجناسهم وأوطانهم ، ثم عقد مع يهود المدينة معاهدة للتعايش المشترك الآمن فيها والتعاضد على حماية المدينة.


    و في المدينة المنورة دعا النبي صلى الله عليه وسلم العرب و العجم إلى الإيمان به ، فأرسل الرسل إلى ملوك الأرض وحكامها يشرح لهم مبادئ دينهم ، فآمن به بعضهم ، و ناوأه غيرهم ، و أرسلوا إليه الجيوش ، فقاتل صلى الله عليه وسلم من عاداه وأعاق دعوته، حتى نصره الله بنصره .

    ولم يغادر النبي صلى الله عليه وسلم الدنيا عام 633م حتى أقر الله عينيه بانتشار الإسلام في سائر الجزيرة العربية. و قد أيد الله النبيَّ صلى الله عليه وسلم بما يشهد على نبوته من دلائل وبراهين ، كما أُيد بذلك من سبقه من إخوانه من الأنبياء والمرسلين .


    وخصه الله عنهم بدليل ساطع يدوم بدوام رسالته صلى الله عليه وسلم ، فلا تنقضي دلالته بتقادم الأزمان، ولا تبلى بتصرم الأيام، وهو القرآن العظيم ، الكتاب المعجِز الذي بهر العالمين ، و عجز عن الإتيان بمثله الأولون، ولن يأتي بسورة من مثله الآخرون [1].


    و كان النبي صلى الله عليه وسلم في صغره يرعى الغنم لأهل مكة ثم سافر إلى الشام بتجارة لخديجة بنت خويلد و ربحت التجارة وأعجبت خديجة بخلقه وصدقه وأمانته فتزوجها وعمره خمس وعشرون سنة وعمرها أربعون سنة ولم يتزوج عليها حتى ماتت .

    و إن قيل كيف يكون نبي الإسلام شخصية مثالية و قد تزوج بالسيدة عائشة و كانت طفلة ؟ فالجواب الطفولة هي المرحلة الأولى في حياة الإنسان, و تمتد من الولادة حتى المراهقة و عائشة رضي الله عنها قد دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم ،و هي بنت 9 سنوات و كانت تحيض فهي ليست طفلة ، وسن الزواج في ذلك الوقت كان ما بين 9 إلى 12 سنة .

    و للعاقل أن يتعجب منهم فكيف يقيسون ما كان في الماضي بما هو في الحاضر ؟!!! .

    و من المعلوم تاريخيا أن السيدة عائشة كانت مخطوبة قبل النبي صلى الله عليه وسلم لجبير بن مطعم بن عدي فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها .

    و قد تزوجت السيدة عائشة بسيدنا رسول صلى الله عليه وسلم ، و قد بلغت من العمر تسع سنين وكان قد عقد عليها وهي بنت ست سنين وقد روي الإمام مسلم أنها زفت إليه وهي بنت تسع سنين ولعبتها في يدها .

    و أيضا السيدة خولة بنت حكيم زوج عثمان بن مظعون حين ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد موت خديجة رضي الله عنها و قالت له : أفلا تزوجت يا رسول الله لتسلو بعض حزنك وتؤنس وحدتكبعد خديجة ؟ وسألها رسول الله : من تريدين يا خولة ؟ فقالت له : سودة بنت زمعة أو عائشة بنت أبي بكر ، و هذا دليل أن خولة حين قدمتعائشة مع سودة لرسول الله كانت تعتقد أن كلتيهما تصلح للزواج من النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس الأمر كما يزعمون مستغربا و شاذا ، و لو كان فارق السن غريباً لانتقده كفار قريش و هم كانوا يتربصون بالنبي صلى الله الله عليه وسلم الدوائر .

    و أما عن أخلاقه فقد أنبت الله محمداً صلى الله عليه وسلم نباتاً حسناً وأدبه فأحسن تأديبه ورباه وعلمه حتى كان أحسن قومه خَلقاً وخُلقاً وأعظمهم مروءة وأوسعهم حلماً وأصدقهم حديثاً وأحفظهم أمانة حتى سماه قومه بالأمين ثم حُبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء الأيام والليالي يتعبد فيه ويدعو ربه وأبغض الأوثان والخمور و الرذائل فلم يلتفت إليها في حياته [2] .


    و لا ريب من هذا المثال النادر في البشرية فالله هو الذي أدّبه فأحسن تأديبه ، فهو أحسن الناس خلقا ، وأسدّهم قولا، وأمثلهم طريقة، وأصدقهم خبرا، وأعدلهم حكما، و أطهرهم سريرة، و أنقاهم سيرة ، و أفضلهم سجايا ، وأجودهم يدا ، و أسمحهم خاطرا ، و أصفاهم صدرا ، و أتقاهم لربه ، و أخشاهم لمولاه ، و أعلمهم بالأمة ، و أوصلهم رحمة ، وأزكاهم منبتا، وأكرمهم محتدا ، و أشجعهم قلبا ، و أثبتهم جنانا، وأمضاهم حجة، وخيرهم نفسا ونسبا وخلقا ودينا. فهو جميل الصفات مشرق المحيّا، قريب من القلوب، حبيب الى الأرواح، سهل الخليقة، ميسّر الطريقة، مبارك الحال، تعلوه مهابة وترافقه جلالة، على وجهه نور الرسالة، وعلى ثغره بسمة المحبة، حيّ القلب، ذكي الخاطر، عظيم الفطنة، سديد الرأي، ريان المشاعر بالخير، يسعد به جليسه، وينعم به رفيقه، ويرتاح له صاحبه، يحبّ الفأل ويكره الطيرة، يعفو ويصفح، ويسخو ويمنح، أجود من الريح المرسلة، وأكرم من الغيث الهاطل، وأبهى من البدر، وسع الناس بأخلاقه وطوّق الرجال بكرمه، وأسعد البشرية بدعوته، من رآه أحبّه، ومن عرفه هابه، ومن داخله أجلّه، كلامه يأخذ بالقلوب، وسجاياه تأسر الأرواح .

    قال ابن حزم : (( إن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لمن تدبرها تقتضي تصديقه ضرورة، وتشهد له بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، فلو لم تكن له معجزة غير سيرته صلى الله عليه وسلم لكفى ))[3] .

    و أما أثاره صلى الله عليه وسلم التي تركها في الدنيا فقد مات النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن علم الدنيا كيف تعبد ربها ، و قد أخرج العباد من جور الأديان إلى عدل الإسلام ، و قد آخى بين المسلمين و بين للناس ما يصلح دينهم و دنياهم .


    فهل وجد في تاريخ البشر من وضع للبشر علوما تصلحهم دينا و دنيا أفرادا و جماعات و شعوب ثم يكون هو الذي يتولى تنفيذها و إصلاح أمة كبيرة بها و يتم له النجاح في ذلك بنفسه في عصره ؟ !! ، وهل وجد في تاريخ البشر أن رجلا قد وحد أمة مثل العرب خلال عشر سنوات ، والأمة العربية و قتئذ كانت أكثر الأمم شقاقا و تفرقة و عداءا و كثر فيها شرب الخمر و الزنا والقتل والنهب ؟!!

    و بعد أن عرفنا لمحة عن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم نأتي لنعرف مؤسس الشيوعية الحديثية ألا وهو كارك ماركس ، و قد ولد ماركس سنة (1818م) ومات سنة (1883م).

    كان أبوه في بداية حياته يهوديا اسمه (هرشل)، ثم تنصر وغير اسمه الى (هنريخ)، وقد أشار بعض المؤرخين أن تبديله لدينه كان حيلة اقتصادية ليستطيع كسب قوته في مجتمع نصراني، وقد أرجع بعضهم نظرة ماركس الى الدين (من أنه حيلة ووسيلة للعيش من خلال خداع الناس) إلى هذه الحادثة بالإضافة إلى الجو العام الأوروبي .


    لم يكن ماركس في بداية حياته ملحدا ، فقد قال: ( إن خير الناس وأجدرهم بالتكريم من يعمل لخيرالناس والدين أساس الحياة الإنسانية، وهو نفسه يلقننا الخير والحكمة) .


    نشأ ماركس فقيرا وعاش كل حياته فقيرا ، كانت زوجته (جيني) تصف فقره بأنهم لم يجدوا كفنا لإبنتهم عندما ماتت، وقد طردوا من المنزل لأنهم ليس معهم أجرته .


    كان ماركس يميل للدراسات النظرية والفلسفية ويكره العمل و الوظيفة ، و هذا سر فقره ، و لذا فقد اضطر أن يعيش معظم حياته عالة على غيره لأنه بلاحرفة ولا مكتب ولا عمل منتظم .

    عاش أولا معتمدا على مال أبيه الفقير ، و لذا فقد كتب إليه أبوه مرة : ( إنك أناني تغل بالأنانية على جميع صفاتك ) ، و عندما مات والده أرسل رسالة إلى أمه يطالب بنصيبه من الإرث دون كلمة تعزية واحدة ، و أنفق نصيبه ثم عاد يعيش على مال أمه وإخوته ، كتبت إليه أمه : ( إنه لا ينتظر بداهة أن تعيش طفيليا إلى الأبد، إنك الآن في الرابعة والعشرين فاعتمد على نفسك) .

    و قد اضطره نفوره من العمل إلى اكتساب المال بأية وسيلة و لو بالإحتيال ، فقد تعاقد مع أحد الناشرين (لسكي) لإخراج كتاب عن الإقتصاد، وقبض مبلغا مقدما و لم يف ، و كذلك فعل مع ( الهردنكر ) الإشتراكي إذ تعاقد معه على إخراج كتاب وأخذ مقدما مبلغا من المال و لم يخرجه .

    و قد باع كتابه ( رأس المال ) إلى دارين للنشر في وقت واحد ، يكتب إليه تلميذه و صديقه الحميم ( فردرك إنجلز ) : ( إنك جامد العاطفة أناني ناقص المروءة والشعور).


    و كان ماركس تلميذا ( لموسى هيس ) اليهودي صاحب كتاب ( من روما إلى القدس ) ، و لقد تأثر به ماركس ،و قال : ( لقد اتخذت هذا العبقري ( هيس ) لي مثالا وقدوة ، لما يتحلى به من دقة التفكير ، و اتفاق آرائه مع عقيدتي وما أؤمن به أنه رجل نضالي ومفكر وسلوك) .

    و في سنة ( 1848م ) أخرج ماركس البيان الشيوعي ، و في سنة ( 1867م ) وضع كتابه رأس المال بصورته النهائية .


    يقول الماركسي ( أوتورهل ) صاحب كتاب ( كارل ماركس ) ، و يصف ماركس بأنه كان على الدوام متقلبا مبتئسا حقودا ، لا يزال في تصرفه عرضة لتأثير سوء الهضم وهياج الصفراء ، و كان موسوسا يغلو كجميع الموسوسين في متاعه الجسدي. ومن المعروف أن ابنتي ماركس ماتتا منتحرتين[4].

    أما أخلاقه و صفاته فقد كان عالة على غيره لا يحب العمل يأكل من عمل غيره لا من عمل يده ، ولم يكن بارا بأبيه فحين نعي إليه أبوه وهو في السنة النهائية من دراسته الجامعية _ لم يذهب إلى بلدته ؛ ليواسي أمه وإخوته، وما كان منه إلا أن بعث إلى أمه يطلب نصيبه من ميراث أبيه. ثم ظل بعد استيفاء ميراث أبيه يرهق أمه بمطالب مالية ، غير مبال بحاجة إخوانه و ضعفهم .


    و مما يذكر عنه أنه لم يكن حميد السيرة لما كان في الجامعة ، فكان على مستوى عالٍ من الفساد الخلقي ، وشرب المسكرات ، و استعمال المخدرات ، و كان يسترسل في سهراته مع غواة العربدة واللهو ، و كان يترك بلدة بون لما كان في جامعتها ، و يذهب إلى بلدة كولون يبتغي ما فيها من ملاهي السهر مما لم يكن ميسوراً له تحت الرقابة الجامعية.


    و لما كان في برلين ضبط أكثر من مرة وهو سكران و كان جباناً رعديداً يخاف من الشرطة خوفاً شديداً ، فكان يذهب إلى قرية قريبة من برلين ؛ ليشرب فيها كما يريد ، و لقد كان ذا طبيعة ميالة إلى الهدم و التدمير، كما وصفه بذلك والده .


    و مما يذكر في سيرة ماركس أنه كان مُنَفِّراً لمن حوله، مفرطاً في أنانيته وسوء خلقه ، و بذاءة لسانه .

    وكان معجباً بنفسه متعالياً على غيره ، و لا يتحرج من قذف المخالفين له بالشتائم القذرة ، و ألفاظ الازدراء والسخرية ولو كان المخالف ممن يقول بفكرته، وينادي بما ينادي به .


    ومما يذكر عنه أنه كان قذراً يهمل نظافة جسمه، وترجيل شعره، و العناية بملابسه ومظهره .

    و كان منظر القروح التي تملأ وجهه وما ظهر من جلده يزيده قذارة إلى قذارته .


    و مما ذكر عنه أنه كان كثير الاستدانة من معارفه، حتى لقد مَلُّوا من كثرة طلباته ، و عدم وفائه .

    ثم إن هذا الرجل الذي يحارب الملكية الفردية ويعدها سرقة أخبث من سرقة اللصوص وقطاع الطريق _ رد خطيب ابنته ( لورا ) ريثما يتحقق من صحة ميراثه، و من كفاية ذلك الميراث ؛ للتعويل عليه في طلباته .


    كما أنه كان معروفاً باستخدام الغش، والمكر والخداع، وسرقة الكتب والمقالات وغيرها[5] أما عن آثاره فهو مؤسس الشيوعية و إمامها و قد نال العالم من الشيوعية الخراب والدمار فالشيوعيين أقسى الناس قلوبا وأغلظ أفئدة وأبعد عن الرحمة في كل مكان حلوا فيه .





    [1] - تعرف على الإسلام د. منقذ السقار
    [2] - أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن إبراهيم التويجر
    [3] - الفصل في الملل و النحل لابن حزم 2/92
    [4] - السرطان الأحمر لعبد الله عزام
    [5] - رسائل في الأديان و الفرق و المذاهب لمحمد إبراهيم الحمد
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي بين عدل و رحمة المسلمين و قسوة و ظلم الشيوعيين

    بين عدل و رحمة المسلمين و قسوة و ظلم الشيوعيين


    أيها الكرام لنأخذ لمحة عن عدل و رحمة المسلمين و نأخذ لمحة عن قسوة و ظلم الشيوعيين لنزى البون الشاسع بين أمة الرحمة صفتها و العدل شعارها و بين أمة القسوة صفتها و الظلم شعارها .

    و الذي ينظر إلى الإسلام بعين الإنصاف يجد أن الإسلام دين الرحمة فالإسلام يدعو للرحمة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء »[1] ،و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يرحم الله من لا يرحم الناس » [2].

    و أيضا الإسلام دين العدل قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾[3] .

    و قال تعالى : ﴿ إنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾[4] .

    و قال تعالى : ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾[5] .

    و كان شعار المسلمين على مدى حكمهم لبلاد غير المسلمين أنه " لا إكراه في الدين " عملا بقوله تعالى : ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[6] ، و الحق واضح أبلج .
    و لم ينتشر الإسلام بالسيف كما يزعم أعداؤه بل الإسلام انتشر بالدعوة إلى الله بالحسنى عملا بقوله تعالى :﴿ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾[7] أي : ادعُ -أيها الرسول- أنت ومَنِ اتبعك إلى دين ربك وطريقه المستقيم, بالطريقة الحكيمة التي أوحاها الله إليك في الكتاب والسنة, وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم, وانصح لهم نصحًا حسنًا, يرغبهم في الخير, وينفرهم من الشر, وجادلهم بأحسن طرق المجادلة من الرفق واللين. فما عليك إلا البلاغ, وقد بلَّغْتَ, أما هدايتهم فعلى الله وحده, فهو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين[8].


    و إن قيل فما تقولون في قول نبيكم ( أمرت أن أقاتل الناس ، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) [9] فالجواب يجب الجمع بين الآيات والأحاديث الواردة في مسألة من المسائل ولا يصح الحكم على المسألة من خلال دليل واحد دون النظر لسائر الأدلة ، و فيما يتعلق بمسألة قتال غير المسلمين فهذا القتال يأتي بعد رفضهم الدخول في الإسلام و منعهم غيرهم من الدخول فيه أي أن الإسلام حين شرع الحرب فإنما شرعها ليحارب من وقف في طريقه يمنعه الوصول إلى الناس و يقف بينهم وبينه سداً مانعاً و يحارب دعاته .


    و مما يؤكد ذلك أن الإسلام لا يكره أحد على الدخول فيه قال تعالى : ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[10] .

    و القتال شرع لحماية الدعوة الإسلامية من أعدائها الذين يحاولون القضاء عليها و حماية من يؤمن بها من محاولة القضاء عليه بفتنته عن دعوته سواء بالأذى أو بالإغراء حيث تكون هذه الحماية ضمانًا لحرية العقيدة ؛ حتى لا يخشى أحدٌ من الانتماء لهذه الدعوة أي القتال شرع ليدفع عن المؤمنين الأذى و الفتنة التي كانوا يُسامونها و يكفل لهم الأمن على أنفسهم و أموالهم و عقيدتهم .

    قال تعالى : ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾[11] أي : واستمروا- أيها المؤمنون- في قتال المشركين المعتدين, حتى لا تكون فتنة للمسلمين عن دينهم ولا شرك بالله, ويبقى الدين لله وحده خالصًا لا يُعْبَد معه غيره. فإن كفُّوا عن الكفر والقتال فكُفُّوا عنهم; فالعقوبة لا تكون إلا على المستمرين على كفرهم وعدوانهم[12] .

    و قال تعالى : ﴿ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ﴾[13] أي : وقاتلوا -أيها المؤمنون- لنصرة دين الله الذين يقاتلونكم, ولا ترتكبوا المناهي من المُثْلة، والغُلول، وقَتْلِ من لا يحل قتله من النساء والصبيان والشيوخ، ومن في حكمهم. إن الله لا يحب الذين يجاوزون حدوده, فيستحلون ما حرَّم الله ورسوله[14] .

    و من عدل الإسلام ورحمته أن يجعل الجهاد نصرة للمستضعفين والمظلومين قال تعالى : ﴿ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً ﴾[15] أي : وما الذي يمنعكم -أيها المؤمنون- عن الجهاد في سبيل نصرة دين الله, و نصرة عباده المستضعفين من الرجال و النساء و الصغار الذين اعتُدي عليهم, و لا حيلة لهم و لا وسيلة لديهم إلا الاستغاثة بربهم, يدعونه قائلين: ربنا أخرجنا من هذه القرية -يعني "مكة "- التي ظَلَم أهلها أنفسهم بالكفر والمؤمنين بالأذى, و اجعل لنا من عندك وليّاً يتولى أمورنا, ونصيرًا ينصرنا على الظالمين[16] .

    و إن قيل كيف يكون المسلمين أهل عدل و رحمة و قد فرضوا الجزية على غير المسلمين في الدولة الإسلامية ؟ فالجواب الجزية التي يدفعها غير المسلمين للدولة الإسلامية كانت في مقابل حمايتهم ، و الدفاع عنهم من أي اعتداء خارجي ، و لإعفائهم من الاشتراك في الجيش الإسلامي حتى لا يدخلوا حرباً يدافعون فيها عن دين لا يؤمنون به .

    و كذلك الجزية كانت نظير التمتع بالخدمات العامة التي تقدمها الدولة الإسلامية للمواطنين مسلمين وغير مسلمين ، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون فهي ركن من أركان الإسلام .

    و عند النظر إلى هذه الجزية نجدها لا تمثل إلا قدرا ضئيلا متواضعاً لو قورنت بالضرائب الباهظة التي كانت تفرضها الدولة الرومانية على النصارى في مصر ، ولا يعفى منها أحد ، في حيث أن أكثر من 70% من الأقباط الأرثوذكس كانوا يعفون من دفع هذه الجزية ، فقد كان يعفى من دفعها : القُصّر والنساء و الشيوخ و العجزة و أصحاب الأمراض و الرهبان .

    و الذي يتتبع تاريخ المسلمين يجده ينضح بالرحمة و العدل مع المسلمين بل مع غير المسلمين و ليس ذلك مجرد شعارات و ادعاءات مجردة من البرهان فالتاريخ شاهد على ذلك .

    فهذا نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم كان إذا أمر أمير على جيش أو سرية ، أوصاه خاصته بتقوى الله و من معه من المسلمين خيرا . ثم قال ( اغزوا باسم الله . وفي سبيل الله . قاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا . وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال ( أو خلال ) . فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى الإسلام . فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين . وأخبرهم أنهم ، إن فعلوا ذلك ، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين . فإن أبوا أن يتحولوا منها ، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين . يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين . ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء . إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن هم أبوا فسلهم الجزية . فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم . فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه . ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك . فإنكم ، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم ، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإذا حاصرت أهل حصن ، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله ، فلا تنزلهم على حكم الله . ولكن أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا )[17] .

    و قد رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في الطريق يهودياً يتكفف الناس فقال: و الله ما أنصفناك إذ أخذنا منك الجزية وأنت شاب وتركناك و أنت شيخ ، و أمر له براتب من بيت مال المسلمين .

    و أبلغ من هذا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، يخرج من معركة أحد جريحًا قد كُسرت رباعيته ، و شُج وجهه ، فيقول له بعض الصحابة رضي الله عنهم : لو دعوت عليهم يا رسول الله ، فقال : (( إني لم أُبعث لعانًا ، ولكني بُعثت رحمة للعالمين، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ))، و هكذا قال يوم الفتح : (( اذهبوا فأنتم الطلقاء) ) ، و رأى في بعض غزواته امرأة مقتولة فغضب وقال : (( ألم أنهكم عن قتل النساء؟! ما كانت هذه لتقاتل )).

    و الأعجب من هذا أن امرأة يهودية قد وضعت السم في شاة مشوية، وجاءت بها إلى النبي صلى الله عليه وسلموقدمتها له هو وأصحابه على سبيل الهدية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يردالهدية ، لكن الله – سبحانه - عصم نبيه وحماه ، فأخبره بالحقيقة فأمر النبي صلىالله عليه وسلم بإحضار هذه اليهودية، وسألها: ( لم فعلتِ ذلك ؟ فقالت : أردتُ قتلك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الله ليسلطكِ علي[18]( .
    و جاء رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه – و قال له: يا أمير المؤمنين ، لقد تسابقتُ مع ابن عمرو بن العاص و إلى مصر، فسبقتُه فضربني بسوطه، وقال لي : أنا ابن الأكرمين . فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: إذا أتاك كتابي هذا فلتحضر إلى ومعك ابنك، فلما حضرا أعطى عمر بن الخطاب السوط للرجل المصري ليضرب ابن عمرو قائلا له: اضرب ابن الأكرمين.

    و ذات يوم، اختلف الإمام على - رضي الله عنه - مع يهودي في درع ( يُلبس كالرداء على الصدر في الحروب ) ، فذهبا إلى القاضي ، و قال الإمام علي: إن هذا اليهودي أخذ درْعِي، وأنكر اليهودي ذلك ، فقال القاضي للإمام علي : هل معك من شهود ؟ فقال الإمام علي: نعم ، و أحضر ولده الحسين ، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو درع أبيه.

    لكن القاضي قال للإمام علي: هل معك شاهد آخر؟ فقال الإمام علي: لا. فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي ؛ لأن الإمام عليا لم يكن معه من الشهود غير ولده. فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين ورضى. صدقتَ والله يا أمير المؤمنين.. إنها لدرعك سقطتْ عن جمل لك التقطتُها ؛ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فأعطاه الإمام على الدرع فرحًا بإسلامه .

    و عندما نزل أبو عبيدة بن الجراح على مدينة حمص فحاصروها حصاراً شديداً وكان أمير الروم على المدينة رجل يقال له 'يوقنا' وكان شديد التجبر والطغيان فرفض الصلح مع المسلمين و أصر على القتال وكان الزمان شتاءاً والبرد شديد و صبر المسلمون صبراً بليغاً و تأذى أهل حمص بالبرد إيذاءاً شديداً حتى سقطت أقدامهم ولكن الصحابة كانوا في سلام لم يصب منهم أحد بأذى واشتد الحصار على أهل حمص حتى كان يوم من الأيام كبر الصحابة تكبيرة عظيمة ارتجت منها المدينة حتى تفطرت منها بعض الجدران فاجتمع كبار أهل حمص وقرروا الصلح مع المسلمين ومخالفة أميرهم 'يوقنا' وبالفعل صالحوهم وعندما علم يوقنا بذلك نصب لأهل حمص مذبحة عامة وأمعن فيهم القتل وعندما علم أبو عبيدة الأمر الهجوم على المدينة من أجل الدفاع عن أهل ذمة المسلمين من شر الأمير يوقنا واستطاع المسلمون دخول المدينة وإنقاذ أهل الذمة بعد ما قتل يوقنا منهم ثلاثمائة وتحصن يوقنا في قلعة المدينة وأصر على القتال ولكنه ما لبث أن أدرك أنه لا قبل له بالمسلمين فخرج من المدينة خائفاً يترقب وتوجه إلى مدينة أنطاكية .
    و لما استخلف عمر بن عبد العزيز وفد عليه قوم من أهل سمرقند فرفعوا إليه أنقتيبة دخل مدينتهم و أسكنها المسلمين على غدر فكتب عمر إلى عامله يأمره أن ينصب لهمقاضيا ينظر فيما ذكروا فإن قضى باخراج المسلمين أخرجوا فنصب لهم جميع بن حاضرالباجي فحكم باخراج المسلمين على أن ينابذوهم على سواء فكره أهل مدينة سمرقند الحربوأقروا المسلمين فأقاموا بين أظهرهم[19] .

    و عندما انتصر السلطان صلاح الدين على الصليبيين اجتمع معه نسائهم وتوسلن إليه قائلات : ( نحن إما زوجات او أمهات أو بنات من اسر و من قتل من الفرسان و الجنود و لا عائل لنا ... ) و بكين فتأثر السلطان صلاح الدين و أمر بإطلاق الأسرى من رجالهن , أما اللواتي مات أولياؤهن فقد منحن مالا كثيرا وسمح لهؤلاء جميعا و الذين من عليهم بالانصراف .

    و في حروب التتار وقع بأيدي التتار كثيرٌ من أسرى المسلمين و أهل الذمة ، فتدخل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في فك الأسرى، فأجابه الوالي إلى فكّ أسرى المسلمين فقط ، فأبى شيخ الإسلام ذلك، وقال: "لا بد من افتكاك الجميع، من أهل ديننا وأهل ذمتنا، ولا ندع أسيرًا لا من أهل الملة ولا من أهل الذمة".

    و بعد أن نظرنا في صفحات من تاريخ المسلمين لننظر إلى صفحات من تاريخ الشيوعيين و بعد أن رأينا العدل و الرحمة و العفو عند المقدرة عند المسلمين نجد القسوة و الظلم و سيل الدماء و التعذيب عند الشيوعيين فقد وقع حوالي (60 -65 ) مليونا من المسلمين تحت وطأة الثورة البلشفية ، و هؤلاء المسلمون ينتشرون على أرض مساحتها أكثر من ( 15 ) مليون ميل مربع ( أكثر من مساحة إفريقيا ) .

    فماذا صنع الشيوعيون بالمسلمين ؟

    1- في تركستان الشرقية : احتلتها الصين سنة (1934م) بمساعدة الجيش الأحمر الروسي، وقتلوا (ربع مليون مسلم) من المفكرين والعلماء والشباب .
    وقامت الثورة الصينية سنة (1952م) فقتلت (122) ألفا من المسلمين .

    2- في يوغسلافيا: أباد تيتو بعد الحرب العالمية من المسلمين (24) ألفا .

    3- في القرم: أبادت الشيوعية سنة (1921م) (مائة ألف)، وهجروا (خمسين ألف) في عهد بيلاكون، وكان عدد مساجدها قبل احتلال روسيا لها زمن كاترينا الثانية (1554) مسجدا ، و عدد سكانها (5) ملايين ، فما زالت تهجر وتقتل وتنفي إلى سيبريا حتى بقي منهم (3) مليون وبقي من المساجد (700) مسجد .

    وعندما جاء البلاشفة سنة (1920م) أغلقت المساجد ، و شنت على أهل القرم حرب التجويع فقد نشرت الأزفستيا (15) يوليو سنة ( 1922 م) تقريرا للرفيق (كالينين) عن مجاعة القرم : ( بلغ عدد الذين أصابتهم محنة الجوع في يناير (302090) مات منهم (14413).ارتفع عددهم في مارس (379000) مات منهم (12574). وارتفع عددهم في يونيو (392063) وتوقف عن ذكر الموتى).

    و في سنة ( 1946م) كان قد بقي من شعب القرم نصف مليون نفاهم ستالين إلى سيبريا.

    القفقاس (بلاد الشيشان والشركس) : نفى ستالين إلى سيبريا وأذربيجان جميع الشعبين (800) ألف من الشيشان و (300) ألف من شعب كارة شاي و (250) ألفا من شعب كالموك ولا يوجد في جمهورية الشيشان كلها الآن مسجد واحد .

    لقد هدمت المساجد وحولت إلى اصطبلات ودور للسينما ومراكز للحزب ودور للترفيه ونوادي، والمساجد الباقية في المناطق الأخرى تدفع ضرائب للدولة، فمثلا مسجد لينين جراد الباقي للسياحة يدفع عنه المسلمون ضريبة سنوية قيمتها (24 ألف) روبل.

    4- في تركستان الغربية : كان مجموع ماقتل من المسلمين فيها (6) ملايين مسلم سنة (1919م) هرب منها مليونان ونصف، وسنة (1934م) قتل الشيوعيون مائة ألف مسلم.
    سنة (1937-1939م) أعدم و نفي إلى سيبريا نصف مليون مسلم. سنة ( 1934 م ) نفي منها 9300 ألف مسلم .

    سنة (1950م) قتل منها (7) آلاف مسلم .

    سنة (1932-1934م) مات جوعا 3 ملايين مسلم -أخذت محاصيلهم وقدمت إلى الصين- . سنة (1951م) اعتقل منهم (13565) مسلما [20] .

    و من وسائل التعذيب الجهنمية التي سلطت على العنصر الإسلامي في التركستان الغربية الخاضعة لروسيا ، والتركستان الشرقية التابعة للصين الشيوعية اسما، ولروسيا الشيوعية فعلا :
    1- دق مسامير طويلة في الرأس حتى تصل إلى المخ.
    2-إحراق المسجون بعد صب البترول عليه وإشعال النار فيه.
    3-جعل المسجون هدفا لرصاص الجنود يتمرنون عليه.
    4-حبس المسجونين في سجون لا ينفذ إليها هواء ولا نور، وتجويعهم إلى أن يموتوا.
    5-وضع خوذات معدنية على الرأس وإمرار التيار الكهربائي فيها.
    6-ربط الرأس في طرف آلة ميكانيكية وباقي الجسم في ماكينة أخرى، ثم تدار كل من الماكينتين في اتجاهات متضادة، فتعمل كل وحدة مقتربة من أختها حينا ومبتعدة آخر، حتى يتمدد الجسم الذي بين الآلتين، فإما أن يقر المعذب وإما أن يموت.
    7-كي كل عضو من الجسم بقطعة من الحديد مسخنة إلى درجة الاحمرار.
    8-صب زيت مغلي على جسم المعذب.
    9-دق مسمار حديدي أو إبر الجراموفون في الجسم.
    10-تسمير الأظافر بمسمار حديدي حتى يخرج من الجانب الآخر.
    11-ربط المسجون على سرير ربطا محكما ثم تركه لأيام عديدة.
    12-إجبار المسجون على أن ينام عاريا فوق قطعة من الثلج أيام الشتاء.
    13-نتف كتل من شعر الرأس بعنف، مما يسبب اقتلاع جزء من جلد الرأس.
    14-تمشيط جسم المسجون بأمشاط حديدية حادة.
    15-صب المواد الحارقة والكاوية في فم المسجونين وأنوفهم وعيونهم، بعد ربطهم ربطا محكما.
    16-وضع صخرة على ظهر المسجون، بعد أن توثق يداه إلى ظهره.
    17-ربط يدي المسجون وتعليقه بهما إلى السقف، وتركه ليلة كاملة أو أكثر.
    18-ضرب أجزاء الجسم بعصا فيها مسامير حادة.
    19-ضرب الجسم بالكرباج حتى يدميه، ثم يقطع الجسم إلى قطع بالسيف أو بالسكين.
    20-إحداث ثقب في الجسم وإدخال حبل ذي عقد واستعماله بعد يومين كمنشار، لتقطيع قطع من أطراف الجرح المتآكل.
    21-ولكي يضمنوا أن يظل المسجون واقفا على قدميه طويلا، يلجئون إلى تسمير أذنيه في الجدار.
    22-وضع المسجون في برميل مملوء بالماء في فصل الشتاء.
    23-خياطة أصابع الرجلين واليدين والرجلين وشبك بعضهما إلى بعض.
    24-والنساء حظهن مثل هذا العذاب، أنهن يعرين ويضربن ضربا مبرحا على ثديهن وصدورهن.
    أما بقية تعذيب النساء فإننا نمسك عنه، لأن المواقع التي اختاروها من أجسامهن والطرق الدنيئة التي استعملوها تجعلنا نستحي من ذكرها وكتابتها[21] .







    [1] - صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 4941
    [2] - صحيح البخاري رقم 6941 صحيح مسلم رقم 2319
    [3] - النحل الآية 90
    [4] - النساء الآية 58
    [5] - الممتحنة الآية 8
    [6] - البقرة الآية 256
    [7] - النحل الآية 125
    [8] - التفسير الميسر
    [9] - رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما
    [10] - البقرة الآية 256
    [11] - البقرة 193
    [12] - التفسير الميسر
    [13] - البقرة الآية 90
    [14] - التفسير الميسر
    [15] - النساء الآية 75
    [16] - التفسير الميسر
    [17] - صحيح مسلم حديث رقم 1731
    [18] - صحيح مسلم رقم 2190
    [19] - فتوح البلدان للبلاذري 2/411
    [20] - السرطان الأحمر لعبد الله عزام
    [21] - دراسات إسلامية لسيد قطب و أيضا المسلمون وراء الستار الحديدي لعيسى يوسف آب تكين أحد الناجين من مذابح الشيوعيين
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي بين علم الإسلام و شهادة الاكتشافات العلمية على صدقه و خرافات الشيوعية


    بين علم الإسلام و شهادة الاكتشافات العلمية على صدقه و خرافات الشيوعية



    أيها الكرام دعونا لنلقي الضوء على علم الإسلام و شهادة الاكتشافات العلمية على صدقه و خرافات الشيوعية فالإسلام جاء بإخبارات توافق العلم في حين أن الشيوعية جاءت بنظريات تخالف العلم ، ولما لا و الإسلام من عند الله و الله اعلم بخلقه من علم خلقه بأنفسهم .

    أما الشيوعية فمن عند البشر ، و البشر يجهلون الكثير من الحقائق عن أنفسهم ، و لنأخذ فقط بعض النصوص الشرعية و نتدبرها و نأتي بأقوال لعلماء المسلمين تدل على فهم علمائنا لنصوص الكتاب و السنة و يأتي العلماء حديثا فيأتوا بمثل ما قال علمائنا مما يشهدل للإسلامنا بالتصديق و إن كنا نؤمن بصدق ديننا .

    و في قوله تعالى : ﴿ و السَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴾[1] أي : والسماء خلقناها وأتقناها, وجعلناها سَقْفًا للأرض بقوة وقدرة عظيمة, وإنا لموسعون لأرجائها وأنحائها[2] .

    و قال السعدي : ﴿ وإنا لموسعون ﴾ لأرجائها وأنحائها، وإنا لموسعون [أيضا] على عبادنا، بالرزق الذي ما ترك الله دابة في مهامه القفار، ولجج البحار، وأقطار العالم العلوي والسفلي، إلا وأوصل إليها من الرزق، ما يكفيها، وساق إليها من الإحسان ما يغنيها[3] .

    و قال ابن عادل : ومفعول ﴿موسعون ﴾ محذوف أي موسعون بناءها [4].

    و هذا ما أثبته علماء الفيزياء مؤخرا أن الكون في حالة اتساع و كان الاعتقاد السائد قبل ذلك أن المجرات تسير في حركة عشوائية تشابه حركة جزئيات الغازات بعضها في تقارب و البعض الآخر في تباعد فاكتشف هابل أن كل هذه الملايين المؤلفة من المجرات في ابتعاد مستمر عن بعضها بسرعات هائلة قد تصل في بعض الأحيان إلى كسور من سرعة الضوء .

    و في قوله تعالى : ﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾[5] أي : والأرض وسَّعْناها وفرشناها, وجعلنا فيها جبالا ثوابت; لئلا تميل بأهلها, وأنبتنا فيها من كل نوع حسن المنظر نافع, يَسُرُّ ويبهج الناظر إليه[6] .

    قال أسعد حومد : ﴿ الأرض مددناها ﴾ بسطناها للانتفاع بها[7] ، و معنى ذلك أن الأرض مبسوطة فإذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة ، و لو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر فإنك سوف تصل إلى حافة ، و الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .

    و قال شيخ الاسلام ابن تيمية : " و قال الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي من أعيان العلماء المشهورين بمعرفة الآثار والتصانيف الكبار فى فنون العلوم الدينية من الطبقة الثانية من أصحاب أحمد لا خلاف بين العلماء أن السماء على مثال الكرة و أنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدورة الكرة"[8] .

    و تحدث الغزالي عن خسوف القمر فقال : " خسوف القمر عبارة عن انمحاء ضوئه بتوسط الأرض بينه وبين الشمس من حيث أنه يقتبس نوره من الشمس و الأرض كرة و السماء محيطة بها من الجوانب فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس. كقولهم إن كسوف الشمس معناه وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما"[9] .
    و استطاع العلماء في عصرنا الحديث بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية رؤية الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها ،﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾[10] أي : الله وحده هو الذي خلق سبع سموات, وخلق سبعًا من الأرَضين, وأنزل الأمر مما أوحاه الله إلى رسله وما يدبِّر به خلقه بين السموات والأرض؛ لتعلموا- أيها الناس- أن الله على كل شيء قدير لا يعجزه شيء, وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا, فلا يخرج شيء عن علمه وقدرته[11] .

    و قال ابن عادل : ورد في التنزيل أن السموات سبع ، و لم يأت في التنزيل أن الأرضين سبع إلا قوله ﴿ ومن الأرض مثلهن ﴾ وهو محتمل للتأويل ، لكنه وردت في أحاديث كثيرة صحيحة تدل على أن الأرضين سبع كما روي في « الصحيحين » عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : « من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين » إلى غير ذلك [12] .

    و قال البيضاوي : ﴿ ومن الأرض مثلهن ﴾ أي وخلق مثلهن في العدد من الأرض[13] و قال تعالى في شأن السموات ﴿ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ﴾[14] أي : الذي خلق سبع سموات متناسقة, بعضها فوق بعض, ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين, فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع ؟[15] و طباقا يعني متطابقة يغلف الخارج منها الداخل .

    و في آية ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ﴾ أي الأرض شبه السماوات في أنها سبع و في أنها طبقات فوقها فوق فالقرآن خالف ما كان سائدا في القرن العشرين أن الأرض ثلاث طبقات و اكتشف مؤخرا أن الأرض سبع طبقات ألا وهي :
    1- الطبقة الغازية وهي الهواء المحيط بالأرض.
    2- الطبقة المائية وهي تشمل المياه العذبة والمالحة.
    3- طبقة السيال وقد أشتق اسمها من الحرفين الأولين من كل من السيلسيوم و الألمنيوم ، العنصرين الأكثر انتشاراً فيها ، كما يطلق عليها اسم القشرة الأرضية .
    4- طبقة السيما وقد اشتق اسمها من الحرفين الأولين من كل من عنصريها الرئيسيين السليسيوم و الماغنزيوم . كما يطلق عليها اسم الرداء أو الغلاف .
    5- طبقة السيما الحديدية سيحا.
    6- طبقة النيحا من النيكل والحديد.
    7- النواة المركزية .

    و إن قيل كيف تقولون بعدم تناقض القرآن و في القرآن ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[16] و هو يناقض ﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَارَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾[17] فالجواب لا تناقض فآية سورة البقرة ليس فيها أن الأرض خلقت أولا ثم السماء ، ومعنى الآية أن اللهُ وحده الذي خَلَق لأجلكم كل ما في الأرض من النِّعم التي تنتفعون بها, ثم قصد إلى خلق السموات, فسوَّاهنَّ سبع سموات, وهو بكل شيء عليم. فعِلْمُه -سبحانه- محيط بجميع ما خلق[18] .

    و آيات سورة النازعات معناها أبَعْثُكم أيها الناس- بعد الموت أشد في تقديركم أم خلق السماء؟رفعها فوقكم كالبناء, وأعلى سقفها في الهواء لا تفاوت فيها ولا فطور،والأرض بعد خلق السماء بسطها, وأودع فيها منافعها[19]

    قال السعدي : وقوله: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ : ﴿ استوى ﴾ ترد في القرآن على ثلاثة معاني: فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام ، كما في قوله عن موسى : ﴿ ولما بلغ أشده واستوى ﴾ و تارة تكون بمعنى "علا "و "ارتفع " و ذلك إذا عديت بـ "على "كما في قوله تعالى: ﴿ ثم استوى على العرش ﴾ ﴿ لتستووا على ظهوره ﴾ وتارة تكون بمعنى "قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات ﴿ فسواهن سبع سماوات ﴾ فخلقها وأحكمها، وأتقنها[20].

    و قال القرطبي : يظهر من هذه الآية أنه سبحانه خلق الارض قبل السماء، وكذلك في ﴿ حم ﴾ السجدة ، و قال في النازعات: ﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا﴾ فوصف خلقها، ثم قال : ﴿ والارض بعد ذلك دحاها ﴾ فكأن السماء على هذا خلقت قبل الارض، وقال تعالى : ﴿ الحمد لله الذي خلق السموات والارض ﴾ و هذا قول قتادة : إن السماء ثم قال القرطبي : (( وقول قتادة يخرج على وجه صحيح إن شاء الله تعالى، وهو أن الله تعالى خلق أولا دخان السماء ثم خلق الارض، ثم استوى إلى السماء وهي دخان فسواها، ثم دحا الارض بعد ذلك ))[21] .

    و قوله : ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء ﴾ يستلزم وجود السماء قبل الاستواء فكيف يكون استواء إلى الشيء دون وجود الشيء .

    و إن قيل كيف تقولون بأن القرآن لا يخطيء ، وفيه أن الشمس تغرب في عين حمئة إذ في القرآن : ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾[22] ، و الجواب لا خطأ فمعنى الآية : حتى إذا وصل ذو القرنين إلى مغرب الشمس وجدها في مرأى العين كأنها تغرب في عين حارة ذات طين أسود ، ووجد عند مغربها قومًا قلنا : يا ذا القرنين إما أن تعذبهم بالقتل أو غيره، إن لم يقروا بتوحيد الله ، و إما أن تحسن إليهم ، فتعلمهم الهدى و تبصرهم الرشاد[23] .
    وقال الشنقيطي : (( أي في نظر العين ، لأن الشمس تغرب عن أمة ، وتستمر في الأفق على أمة أخرى ))[24] .

    و قال ابن كثير : (( وقوله: ﴿ وجدها تغرب في عين حمئة ﴾ أي : رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله، يراها كأنها تغرب فيه، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه ))[25] .

    و حكى ابن عادل عن الجبائي في قوله تعالى : ﴿ وجدها تغرب في عين حمئة ﴾أن ذا القرنين لما بلغ موضعا من المغرب ، لم يبق بعده شيء من العمارات ، وجد الشمس كأنها تغرب في عين مظلمة ، وإن لم يكن كذلك في الحقيقة كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط ، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر[26] .

    و إن قيل كيف لا يوجد ما يخالف العلم و في الأحايث أن الشمس تسجد تحت العرش فعن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين غربت الشمس : أتدري أينتذهب ؟ قلت : الله ورسوله أعلمقال : « فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرشفتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبلمنها و تستأذن فلا يؤذنلها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلكقوله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾»[27] و الجواب هذه من الغيبيات و الغيبيات لا مجال للعقل أن يخوض فيها فكيف يقاس الغائب على المشاهد ألا وهو سجود الإنسان سجود الإنسان معروف شيء حاضر أما سجود الشمس شيء فغير معروف غائب فلا يقاس سجود الشمس على سجود الإنسان ، ونحن نؤمن بما جاء في الكتاب و السنة و كون العلم لم يثبت هذا فهذا مبلغ علم البشر و لو أثبته زادنا ذلك إيمانا .
    و بعد أن ذكرنا طرفا من موافقة العلم الحديث لما جاءت به بعض النصوص الشرعية لنأخذ طرفا من خلاف الشيوعية مع العلم و جهلها الفادح فقد فسرت التاريخ بالعوامل الاقتصادية .

    و قد أخذ ماركس جوهر النظرية الداروينية و أنشأ على أساسه نظرية اقتصادية وتفسيرا لحياة البشرية يحصر الإنسان فى عالم المادة والتطور المادى ويجعل قوانين المادة منطبقة على عالم البشر !!

    كما يجعل أمور الحياة كلها ، من عقائد ومشاعر وافكار وأنماط سلوكية ومنظمات ومؤسسات … إلخ .. تبعا للطور الاقتصادى و للأوضاع المادية التى يعيش فيها الإنسان و مجرد انعكاس لها ، لا تسبقها ، و لا تخرج عنها ، و لا دور للإنسان فيها إلا أن يدور مع الطور الاقتصادى ومقتضياته .. لأنها " حتميات " .

    و قسم الحياة البشرية بمقتضى هذا التصور إلى خمس مراحل حتمية : هى الشيوعية الأولى والرق والإقطاع والرأسمالية والشيوعية الثانية والأخيرة .

    و جعل الانتقال من كل طور من هذه الأطوار إلى الطور اللاحق له حتميا من جهة ، و مردودا إلى أسباب مادية واقتصادية من جهة أخرى ، فالشيوعية الأولى هى الأصل الذى عاشت عليه البشرية الأولى فى بداوتها ، وجوهرها المميز هو عدم وجود ملكية فردية لشئ على الإطلاق ، قال : ولا النساء أيضا ، فقد كان الجنس يمارس على المشاع ، كل النساء لكل الرجال على السواء !

    و الأرض ملك للقبيلة بأكملها ، والطعام يتناوله الجميع معا و السلاح مملوك لقبيلة سواء سلاح الصيد أو الحرب .. و الحياة ملائكية شعارها التعاون و الحب و التناسق و الانسجام !

    ثم اكتشف الإنسان الزراعة فأدى هذا الأمر المادى البحـت إلى الانتقال إلى طور اقتصادى جديد تبدل فيه كل شئ تبدلا كاملا فراحت القبائل القوية تقاتل القبائل الضعيفة و تسترقها و تشغلها فى فلاحة الأرض فنشأ الرق و نشأت الملكية الفردية و انتهت الفترة الملائكية التى عاشتها البشرية فى فترتها الأولى .

    ثم اخترع الإنسان المحراث و مرة أخرى أدى هذا الأمر المادى البحت إلى الانتقال إلى طور اقتصادى جديد فقد اكتشف الإنسان أنه يستطيع أن يزرع - بهذه الآلة الجديدة - مساحة أوسع بكثير مما كان يمكن زرعه بالآلات السابقة .

    فنشأ الإقطاع .. ونشأت معه أفكار و عقائد ونظم ومؤسسات جديدة مختلفة تماما عن السابقة ثم اخترع الإنسان الآلة فنشأت الرأسمالية - بسبب مادى بحت - وانتقلت صورة الملكية الفردية من ملكية زراعية إقطاعية إلى ملكية صناعية رأسمالية ، ونشأت أوضاع فكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية جديدة بالمرة .


    فتغيرت الطبقة ذات السيادة فلم تعد هى طبقة الأشراف ( أمراء الإقطاع ) إنما أصبحت طبقة الرأسماليين أصحاب المصانع وأصحاب رؤوس الأموال .


    و لم يعد الشعب فى مجموعه فلاحين إنما صار عمالا صناعيين ، وتغيرت مفاهيم هؤلاء و هؤلاء ، و تغيرت نظرتهم إلى كل القيم التى كانت سائدة فمن قبل فى المجتمع الزراعى ثم نشأ الصراع بين العمال و أصحاب رؤوس الأموال فنشأت الشيوعية لا لأسباب مادية فى هذه المرة إنما لأسباب اقتصادية .

    و لكن فى هذه المرة لا يحدث تطور ينقل الناس إلى طور جديد بعد الشيوعية ، إذ الشيوعية هى المستقر الأخير للبشرية كما كانت بدايتها هى الشيوعية .


    و تحدث فى داخل تغيرات ولكنها لا تغير المبدأ الرئيسى لها ، و هو إلغاء الملكية الفردية وإقامة الملكية الجماعية بدلا منها .. و فى النهاية - نهاية كل تطور وتغير - تلغى الدولة لانتفاء الحاجة إليها ، و يزيد الإنتاج بالدرجة التى تسمح بتطبيق مبدأ " من كل حسب طاقته ، ولكل حسب حاجته " و يزول الصراع نهائيا من حياة البشر ، ويعيشون فى حالة من الملائكية كالتى بدأوا بها حياتهم أول مرة .
    و يركز ماركس فى كلامه عن مراحل التطور الحتمية وأسبابها المادية والاقتصادية على الانتقال من مرحلة الإقطاع إلى مرحة الرأسمالية ؛ لأن هذا هو الطور الذى كان قائما فى وقته ، و لأنه هو الذى وقع فيه التغيير الضخم الذى أحدثه اليهود فى المجتمع الأوروبى ، فيقول إن سمات المجتمع الإقطاعى الزراعى : التدين ، وترابط الأسرة ، وسيطرة الرجل على الأسرة بكل أعضائها ، أى على الزوجة والأولاد .


    ويرد هذا كله إلى أسباب مادية واقتصادية ، فلا يقول إنه يرجع إلى قيم معنوية ، ولا يقول إن هذا - فى ذاته - أمر طيب وفاضل ومستحب أو واجب ، إنما هو انعكاس لأوضاع مادية واقتصادية . فالفلاح - وهو المنتج الرئيسى فى المجتمع الرزاعى - يضع البذرة فى الأرض ، ثم لا يستطيع أن يسيطر عليها ولا أن يستعجلها عن موعدها ، ولا أن يقيها من الآفات والتأثيرات الجوية المختلفة .

    و من ثم " يفترض ! " وجود قوة غيبية ، يكل إليها هذا الأمر كله ، الذى يعجز عن التحكم فيه والسيطرة عليه ، ويروح يترضى هذه القوة الغيبية بالعبادات ، و النسك والقرابين ، لكى ترضى عنه وتبارك زرعه ، ولكى يتقى غضبها عليه وانتقامها منه .


    و من ثم يكون التدين قويا ، و يكون سمة بارزة فى للمجتمع الزراعى ثم إن الرجل فى المجتمع الزراعى هو المتكسب ، و هو الذى ينفق على الزوجة والأولاد ، و من ثم يسيطر عليهم ويبسط سلطانه .

    و يكون سلطانه أشد ما يكون على الزوجة ، فيفرض عليها أن تكون له وحده ، و من ثم تصبح قضية العفة و المحافظة على العرض ذات قيمة كبيرة فى المجتمع الزراعى ، و يفرض على المرأة أن تحافظ على عرضها ( إرضاء لأنانية الرجل المتكسب المنفق ) و يضفى على ذلك ثوب الدين والأخلاق ، فتصبح قضية العفة قضية دينية وأخلاقية فى حين أنها مجرد انعكاس لوضع اقتصادى معين يكون الرجل فيه هو المتكسب دون المرأة [28].
    و تغيرات العالم في الماركسية إنما هي نتيجة حتمية لتغير المادة ووسائل الإنتاج ، و العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات و الفكر والحضارة و الثقافة إنما هي وليدة التطور الاقتصادي .

    و من هنا كانت شمولية الماركسية و تفسيرها للتاريخ البشري كله على أساس من التغيرات الاقتصادية و صراع الأغنياء مع الفقراء الكادحين [29] .


    و الشيوعيون يقولون بأن التاريخ البشري عرف أولا الشيوعية الجنسية التي تكون فيها جميع النساء لجميع الرجال في المجتمع الذي كان يعيش في قطعان تبحث عن الطعام و تحقق غريزتها الجنسية بأي طريق متاح مع أي أنثى أو بمعنى أدق كما تعيش الحيوانات ، و يربط الشيوعيون بين قولهم بالشيوعية الجنسية في النساء و قولهم بالشيوعية في الأموال .


    و يقولون بأن الملكية كانت ملكية جماعية لذلك لم يكن هناك ما يدعو لارتباط خاص بين رجل معين و امرأة معينة ، و إذا سألت الشيوعيين كيف ذلك يقولون الرغبة في ارتباط خاص بين رجل معين و امرأة معينة لم تنشأ إلا بعد انتصار الملكية الخاصة على الملكية الجماعية فاتجه الرجل لإنجاب أطفال موثوق من أبوتهم له ليرثوا ماله الخاص .

    و يقول الشيوعيون ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي، بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم .

    و يقول الشيوعيون بأن الفكر تابع للمادة و أن الفكر انعكاس الواقع ( المادة ) على الدماغ أي أن القضية هي قضية واقع فإذا وجد الواقع وجد الفكر أي أن وجود الواقع هو الذي أوجد الفكر .

    ويقولون بأن الطبيعة هي خالق هذا الكون و أن المادة أزلية إلى غير ذلك من التخبطات التي لا يقرها علم ولا يقبلها عقل .

    فأما التفسير التاريخي بالعوامل الاقتصادية فهذا تفسير للتاريخ بعامل من عوامله و ترك باقي العوامل التاريخية ، و العوامل التاريخية متعددة ومتشابكة. والناس يحركهم عدد من الغرائز والمخاوف والمطامح والمطامع والآلام والآمال والأساطير والقيم الأخلاقية والدينية والوطنية و ليس المال والاقتصاد إلا عاملا من العوامل .


    فكم من شخص برع بسبب اعتقاد اعتقده و كم من شخص برع بسبب محبوبه و كم من شخص حارب من أجل فكر معين ، وكم من شخص مات بسبب فكر معين ، كم من شخص حارب من أجل حبيب أو دفاعا عن وطنه أو عرضه ، و كيف يفسرون التاريخ كله بفترة واحدة .


    يقول إنجلز : (( و بما أن البحث عن الأسباب المحركة في التاريخ مستحيلاً تقريباً في سائر المراحل السابقة بسبب تعثر علاقتها واختلاطها مع ردود الفعل التي تؤثر بها ، فإن عصرنا قد بسط هذه العلاقات كثيراً بحيث أمكن حل اللغز : فمنذ انتصار الصناعة الكبرى في انكلترا ، لم يعد خافياً على أحد بأن النضال السياسي كله يدور فيها حول طموح طبقتين إلى السلطة : الاستقراطية ، و البورجوازية )) أي أن بناء على ملاحظتهم الوضع الاجتماعي في فترة في انجلترا وحدها يكفي لليقين العلمي بأن العامل الاقتصادي ، و التناقض الطبقي ، هو العامل الأساسي في التاريخ الإنساني كلهمع أن فترات التاريخ الأخرى لا تكشف عن ذلك فهي غامضة و قد اعترف بذلك .


    و أيضا هل يعقل أن سيطرة عامل معين، على مجتمع معين، في فترة معينة، يكفي لتعميم سيطرته الرئيسية في كل أدوار التاريخ ، و في كافة المجتمعات ؟
    و أيضا كان هناك تقارب كبير في المجتمعات التي سبقت العصر الحديث في وسائل الإنتاج و أساليبه ، و لم يكن بينها أي فرق جوهري فالزراعة التقليدية ، و الصناعة اليدوية هما الشكلان الرئيسيان للإنتاج في مختلف تلك المجتمعات و مع ذلك كانت هذه المجتمعات تختلف اختلافاً كبيراً في مستوياتها العلمية. فلو كانت أشكال الإنتاج وأدواته هي العامل الأساسي الذي يحدد لكل مجتمع محتواه العلمي ويطور الحركة .

    العلمية تبعاً لدرجته التاريخية ، لما وجدنا تفسيراً لهذا الاختلاف ، و لامبرراً لازدهار العلم في مجتمع دون آخر ، و في القرون الوسطى كانت الدولة الإسلامية في ازدهار علمي و حضاري و الدول الأوربية كانت في تخلف .

    و أيضا أي تغير في آلة الإنتاج حصل عندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و هذا التغيير الكبير الذي أحدثه في تاريخ العالم ؟

    و هل الإقتصاد هو الذي أظهر أمثال : شكسبير ودانتي ولوثر وكلفن ومونتسكيو؟

    وكيف نفسر أحداث الجهاد الأفغاني تحت قيادة أبناء الحركة الإسلامية و العلماء ، إذ أن منطق التحليل الماركسي يقتضي أن تكون يسارية شيوعية فكيف رفعت راية الإسلام ؟ الذي هو رجعية عند ماركس ؟!![30]

    و أما قولهم بأن التاريخ قد شهد الشيوعية الجنسية أولا فهذا رجم بالغيب لا يوجد دليل عليه سوى استنتاجات من عادات لاحقة اعتبرت أثرا من أثار مرحلة سابقة افترض وجودها .

    و بما أن قولهم بالشيوعية الجنسية لا أثارة عليه من علم و إنما هو ظن ورجم بالغيب فتفسيرهم اتجاه البشر الذي تقتصر فيه المرأة المتزوجة على زوجها بأنه نتيجة لنمو الثروات الخاصة بيد الرجال و اتجاههم إلى توريثها لأولاد موثوق من نسبتهم لهم أيضا رجم بالغيب فما بني على باطل فهو باطل و ما بني على ظن فهو ظن بل واقع الناس في كافة العصور يخالفه ففي الإنسان دوافع أخرى تدفعه إلى أن يكون له امتداد متمثل في أولاد يثق بأنهم من صلبه حتى و إن لم يكن عنده شيء يورثه فهذه فطرة عند الناس يستوي فيها الغني والفقير الأمي و المتعلم ،و نجد الفقير يطلب الولد و يحرص على الإنجاب رغم فقره و غريزة طلب الأبوة و طلب الأمومة فطرية في الإنسان [31] .

    و أما قول الشيوعيين ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي ، بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم ،فقد جعلوا الإنسان أسير الحتميات التاريخية والطبقية و يجعلون منه حلقة في سلسة من الحلقات لا فكاك لها ، ولا مهرب من الخضوع لقوانيين الاقتصاد ، وحركة المجتمع كأنما هو قشة في تيار بلا ذراعين وبلا إرادة [32] .

    و كأن العقل البشري ليس له قيمة أمام أهمية المادة و أسلوب الإنتاج و نوع الآلة ،و الكيان الإنساني هو كيان مستقل بذاته و هو الذي فجر الطاقة و اكتشف الكهرباء وطور الإنتاج واخترع الآلآت لكن الشيوعية الماركسية قد جهلت النفس البشرية و طبيعتها و تاريخها .

    و أما قولهم بأن الفكر تابع للمادة و أن الفكر انعكاس الواقع ( المادة ) على الدماغ أي أن وجود الواقع هو الذي أوجد الفكر فباطل إذ الفكر عبارة نقل الواقع إلى الدماغ عن طريق الحواس مع وجود معلومات سابقة فليس المادة وحدها تكفي للتفكير بل لابد من معلومات سابقة أو الفكر هو إعمال الخاطر في شيء[33] .

    و كيف يعمل الشخص خاطره دون معلومات مسبقة أو الفكر هو إجراء عملية عقلية في المعلومات الحاضرة لأجل الوصول إلى شيء معين أو الفكر هو عمل العقل لإدراك ما يحيط به و كيف يدرك ما يحيط به دون معلومات مسبقة أو الفكر هو الحكم على الواقع و كيف تحكم على شيء دون معرفة مسبقة به ،و الحس وحده لا يحصل منه فكر، بل الذي يحصل هو الحس فقط، أي الإحساس بالواقع ليس غير، و إحساس زائد إحساس زائد مليون إحساس، مهما تعدد نوع الإحساس إنما يحصل منه إحساس فقط و لا يحصل فكر مطلقاً، بل لا بد من وجود معلومات سابقة عند الإنسان يفسر بواسطتها الواقع الذي أحس به حتى يحصل فكر.

    و لنأخذ الإنسان الحالي ، أي إنسان ، و نعطيه كتاباً سريانياً و لا توجد لديه أية معلومات تتصل بالسريانية ، و نجعل حسه يقع على الكتابة بالرؤية واللمس ، و نكرر هذا الحس مليون مرة ، فإنه لا يمكن أن يعرف كلمة واحدة حتى يعطى معلومات عن السريانية و عما يتصل بالسريانية ، فحينئذ يبدأ يفكر بها ويدركها.

    وكذلك لنأخذ الطفل الذي وجد عنده الإحساس ولم توجد عنده أية معلومات، ولنضع أمامه قطعة ذهب و قطعة نحاس وحجراً ونجعل جميع احساساته تشترك في حس هذه الأشياء فإنه لا يمكنه أن يدركها مهما تكررت هذه الاحساسات وتنوعت .

    و لكن إذا أعطي معلومات عنها وأحسّها فإنه يستعمل المعلومات ويدركها. و هذا الطفل لو كبرت سنه وبلغ عشرين سنة ، و لم يأخذ أية معلومات فإنه يبقى كأول يوم يحس بالأشياء فقط ولا يدركها مهما كبر دماغه، لأن الذي يدرك ليس الدماغ وإنما هو المعلومات السابقة مع الدماغ ومع الواقع الذي يحسه.

    و التلاميذ في المختبر لا يمكنهم إيجاد فكر عما بين أيديهم ولو أحسّوه بجميع أنواع الإحساس ملايين المرات ما لم تعط لهم معلومات عنه.. و هكذا فإنه لا يمكن أن يوجد فكر مطلقاً بمجرد الإحساس بالواقع بل لا بد من معلومات عنه يفسر بواسطتها فيوجد الفكر.

    فالمعلومات السابقة أمر لا بد منه لإيجاد فكـر أو إدراك إلى جانب الإحساس بالواقع وبدونه لا يوجد فكر على الإطلاق هذا من ناحية الإدراك العقلي ، أما من ناحية الإدراك الشعوري فناتج عن الغرائز و الحاجات العضوية .

    و ما يحصل عند الحيوان من إدراك شعـوري أو تمييز غريزي يحصل عند الإنسان كذلك فيعرف من تكرار إعطائه التفاحة و الحجر أن التفاحة تؤكل و الحجر لا يؤكل كما يعرف الحمار أن الشعير يؤكل و أن التراب لا يؤكل .

    و لكن هذا التمييز ليس فكراً ولا إدراكاً وإنما هو رجع للغرائز وللحاجات العضوية ، و هو موجود عند الحيوان كما هو موجود عند الإنسان. و لذلك لا يمكن أن يحصل فكر إلا إذا وجدت المعلومات السابقة مع نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحواس.

    وعليه فالعقل أو الفكر أو الإدراك هو نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحواس ووجود معلومات سابقة يفسر بواسطتها الواقع يقولون أن الإنسان الأول قد اصطدم بالأشياء فانعكست عليه فصار بالحس يعرف أن هذه الثمرة تؤكل و هذه لا تؤكل ، و صار يعرف أن هذا الوحش يؤذيه فيتجنبه ، و هذا الحيوان لا يؤذيه فيستخدمه ويركبه ، و صار يعرف من الحس والتجربة أن الخشب يطفو على الماء فصار يستعمله لقطع الأنهار ، و صار يعرف أن النوم في الكهف يقيه المطر والبرد فاتخذ المأوى، وهكذا توصل الإنسان الأول بالحس إلى إصدار حكمه على الأشياء والتصرف تجاهها حسب هذا الحكم أي حسب هذا الفكر وهذا يدل على أن الفكر هو نقل الواقع إلى الدماغ بواسطة الحس دون الحاجة إلى وجود معلومات سابقة.

    و ما كان عليه الإنسان الأول مجهول و غائب و ما نريده هو الفكر و التفكير الذي يحصل عند الإنسان الحالي فلا يقاس المعلوم على المجهول ولا الحاضر على الغائب، وإنما العكس هو الصحيح فيقاس المجهول على المعلوم والغائب على الحاضر، فلا يصح أن نقيس الإنسان الذي أمامنا و المعلوم لدينا على الإنسان الأول الغائب و المجهول لدينا لنعرف من ذلك معنى الفكر عند الإنسان الحالي ، و إنما نقيس الإنسان الأول على الإنسان الحالي فنعرف من معرفة الفكر والإدراك عند الإنسان الحالي، الفكر والإدراك عند الإنسان الأول. ولهذا كان من الخطأ إيراد هذا القول.



    ثم أن ما يرويه التاريخ عن الإنسان الأول أو كما يقولون الإنسان في العصر الحجري إنما كان يبحث عن طعامه فيستعمل الأدوات الحجرية لقطف الثمار في الغابات وصيد الأسماك و بناء المساكن ودفع أذى الحيوانات المفترسة. وهذا إذا صح فإنه شيء يتعلق بإشباع الغرائز ولا يتعلق بالفكر ، أي يتعلق بالإدراك الشعوري ولا يتعلق بالإدراك العقلي.

    و ما يتعلق بالغرائز يحصل فيه إدراك شعوري من مجرد الإحساس ومن تكرار هذا الإحساس وتنوعه. فيعرف من تكرار الإحساس وتنوعه الثمار التي تؤكل والكيفية التي يحصل عليها، ويعرف الحيوان الذي يؤذي والكيفية التي يدفعه بها، ويعرف أذى المطر والبرد والكيفية التي يتقيه بها من الكهف وبناء المسكن. فهذا كله يحصل بالإحساس و بتكرار الإحساس ، و هو يحصل عند الحيوان كما يحصل عند الإنسان.

    و قصة القرد وقطف الموز مشهورة، فقد علقوا قطف موز في سقف غرفة ووضعوا في الغرفة كرسياً ووضعوا عصا وادخلوا القرد إليها، فنظر إلى قطف الموز وحاول الحصول على شيء منه فلم يستطع فصار يدور في الغرفة واصطدم بالكرسي فأحضره وصعد عليه وصار يحاول الوصول إلى الموز فلم يستطع ثم صار يدور في الغرفة فحصل على العصا وصار يحاول أن يأخذ الموز بها فلم يستطع و أخيراً صعد على الكرسي والعصا بيده فحاول الحصول على الموز بالعصا فاسقط من الموز على الأرض قطعاً فنزل وأكلها و هكذا صار يستعمل الكرسي و العصا فيحصل بذلك على الموز.

    فهذا العمل من القرد ليس فكراً و إنما هو إدراك شعوري يتعلق بالغرائز وإشباعها وهو يكفي فيه الإحساس بالواقع وتكرر هذا الإحساس وتنوعه. ومثل هذه الحادثة حادثة سرقة الفئران للبيض و هي كذلك واقعة ومشهورة.

    فإن الفئران حين تحاول سرقة البيض من المكان الذي هو فيه إذا كان في متناول الفأر ، فينام الفأر على ظهره ويحاول الفأر الآخر دحرجة البيضة حتى يضعها على بطن الفأر النائم فيقبض عليها هذا برجليه ويديه، ثم يأخذ الفأر الآخر بذنب الفأر النائم ويجره حتى يصل وكره فيضع البيضة ثم يرجعان معاً لأخذ غيرها.. وهكذا.
    فهذا أيضاً وإن كان عملية معقدة وليست بسيطة ولكنه يحصل بالفعل وهو ليس فكراً وإنما هو إدراك شعوري يتعلق بالغرائز. وعلى هذا الوجه ورد وصف الإنسان الأول فيكون ما ورد عنه هو من قبيل الإدراك الشعوري و ليس من قبيل الفكر. على أن تعريف الفكر يجب أن يكون يقينياً لا ظنياً، لأنه يتخذ أساساً لكل شيء وعليه يبنى التصرف تجاه الحوادث والأشياء فلا بد أن يكون دليله يقينياً لا ظنياً ولا تخمينياً.

    وما ورد عن الإنسان الأول إنما ورد في التاريخ وهو ظني و ليس بيقيني فلا يصح أن يتخذ دليلاً على تعريف شيء يقيني، فيؤخذ أعظم شيء على الإطلاق لدى الإنسان وهو معنى العقل والفكر والإدراك من روايات تاريخية. والكل يعرف مدى الثقة بالتاريخ، أو من أدوات وأشياء وجدت آثاراً فيؤخذ منها الفكر عند الإنسان الأول ويبني على ذلك تعريف الفكر عند الإنسان الحالي.

    إن هذا لا يقبله عاقل، فلا يصح أن يجعل مستند شيء هو أعظم الأشياء على الإطلاق عند الإنسان رواية تاريخ أو آثار إنسان، بل يجب أن يوضع الإنسان الحالي، هذا الإنسان الذي نحسه ونشاهده، محل البحث ، و من البحث فيه نأخذ معنى الفكر. فنلاحظ ونشاهد ما يظهر عليه من علامات وآثار نتيجة لوضعه ضمن ظروف وشروط مختلفة ، و نأخذ النتائج الدائمية التي لا تتخلف مطلقاً بعد أن تصبح يقينية ثم نضع تعريف العقل أو الفكر أو الإدراك. وبذلك نكون توصلنا إلى الحقيقة القطعية [34] .

    أما قولهم بأن الطبيعة هي الخالقة فالطبيعة هي المادة ، و المواد المركبة منها ، وهي الذرات المكونة من النوى المشتمل كل نواة منه على برتون و نيترون و إليكترون ، و خصائصها من البرودة و الحرارة والرطوبة و اليبوسة و الطبيعة لا إرادة لها فكيف تخلق ؟ ؟ و هل الطبيعة يمكن أن تخلق ذبابة أو تصنع كرسي فكيف بهذا الكون الشاسع ؟!!



    و من رأى ثوبا جميلا حسن النسج و التأليف ثم توهم صدور نسجه عن الطبيعة لعده الناس من أهل الغباء والجهل فكيف بهذا الكون أسماك عديدة في غاية الروعة و أزهار متنوعة في غاية الجمال و حيوانات مختلفة تسر الناظرين و عسل مصفى لذة للشاربين ؟!!!

    و لكل كائن من الكائنات طبيعته الخاصة به، و سنن (قوانين) يتميزه بها عن غيره من الكائنات، وهذه السنن لا يمكن تغيرها ولا تعديلها فعلى سبيل المثال الماء تتجمد عند درجة الصفر المئوية، وتتبخر عند مائة درجة مئوية بينما طبيعة الحديد أنه يتمدد بالحرارة ويتقلص بالبرودة ، و من طبيعة الإنسان أنه يتنفس الهواء ويموت إذا ما غرق بالماء، بينما تعيش الأسماك بالماء وتموت إذا ما خرجت إلى الهواء .

    ولا يستطيع أي كائن الفكاك عن طبيعته ، ولا يستطيع الخلاص من إسار السنن التي تحكمه فالطبيعة محكومة و ليست حاكمة فكيف تكون إلها خالقا ، و كيف توجد الطبيعة نفسها أولا ثم توجد المادة بعد ذلك المخلوقات و هي لا إرادة لها ؟!!

    و أما قولهم بأزلية المادة فرجم بالغيب فالمادة موجودة بعد أن لم تكن ،و حادثة بعد عدم و العقول السليمة قد حكمت بحدوث المادة المركبة من عدة عناصر فكل مركب حادث و كل حادث مفتقر إلى محدث أحدثه ووجود مادة وحركة لها و هي طاقتها معلول فلابد أن يكون له علة اقتضت وجوده و هو الإله الأزلي و الذي لا يكون مادة فلو كان غير أزلي لكان محدثا و لو كان محدثا لكان مادة و المادة ميتة فكيف تخلق الأحياء و فاقد الشيء لا يعطيه و إبداع الكون شاهد حق باستحالة صدور هذا الإبداع و الخلق المحكم المتقن عن الطبيعة الميتة[35].

    و ليس للطببعة عقل ولا إرادة ولا قدرة على إيجاد أمرٍ ما فإذا سلّمنا بأزليتها بقي لزوم بيان علة كافية لحياة الكون وتركيبه ولعقل البشر وقواه.


    و تفسير بعضهم بأن الكون نشأ من ذرة بدائية بنظرية الانفجار العظيم أي أن الذرة كانت ساكنا ثم انفجر أي تغيرت حالته من سكون لانفجار ،ومعلوم أن كل متغير لابد أن يكون له مغير مؤثر خارجي ينقله من حالة إلى حالة، وانفجار المادة و نشأة هذا الكون العظيم بديع الصنع يحتاج قوة عظيمة جبارة و هي قوة الله وحده فهو القوي الجبار .

    و اكتشاف الإنسان لظاهرة الإشعاع كان أول صفعة شديدة لنظرية أزلية المادة، فما دامت الشمس وجميع النجوم الأخرى مشتعلة وتبعث الإشعاعات، إذن فلا بد من وجود بداية لها ؛ لأنها لو كانت أزلية لنفد وقودها منذ مليارات السنوات و مادامت لها بداية فهي ليست أزلية .

    و كيف يكون انفجار ذرة سبب في تكوين المجرات والكواكب و هذا الكون المتقن إلا أن يكون بتقدير قوى عظيمة بديعة حكيمة ألا وهي قوة الله يقول فرد هويل : ( تقول نظرية الانفجار الكبير بأن الكون نشأ نتيجة انفجار كبير، ونحن نعلم أن كل انفجار يشتت المادة ويبعثرها دون نظام، ولكن هذا الانفجار الكبير عمل العكس بشكل محفوف بالأسرار؛ إذ عمل على جمع المادة معًا لتشكيل المجرات ) .

    و يقول إدوارد لوثر كسيل : عالم الحيوان الأمريكي : (( أثبتت البحوث العلمية أن لهذا الكون بداية فأثبتت تلقائيا وجود الإله ؛ لأن كل شيء ذي بداية لا يمكن أن يبتدئ بذاته ، ولابد أن يحتاج إلى المحرك الأول الخالق الإله )) .

    و يقول السير جيمس: (( تؤمن العلوم الحديثة بأن عملية تغيير الحرارة Entropy سوف تستمر حتى تنتهي طاقتها كلية ، ولم تصل هذه العملية حتى الآن إلى آخر درجاتها ، لأنه لو حدث شيء مثل هذا لما كنا موجودين على ظهر الأرض حتى نفكر فيها إن هذه العملية تتقدم بسرعة مع الزمن ومن ثم لابد لها من بداية ولابد أنه قد حدثت عملية فى الكون ، يمكن أن نسميها (خلقا في وقت ما) حيث لا يمكن أن يكون هذا الكون أزليا )) .



    [1] - الذاريات الآية 47
    [2] - التفسير الميسر
    [3] - تفسير السعدي
    [4] - تفسير بن عادل
    [5] - ق الآية 7
    [6] - التفسير الميسر
    [7] - أيسر التفاسير لأسعد حومد
    [8] - مجموع الفتاوى لابن تيمية 25/195
    [9] - تهافت الفلاسفة للغزالي
    [10] - الطلاق الآية 12
    [11] - التفسير الميسر
    [12] - تفسير بن عادل
    [13] - تفسير البيضاوي
    [14] - الملك الآية 3
    [15] - التفسير الميسر
    [16] - البقرة الآية 29
    [17] - النازعات الآية 30
    [18] - التفسير الميسر
    [19] - التفسير الميسر
    [20] - تفسير السعدي
    [21] - تفسير القرطبي
    [22] - الكهف الآية 86
    [23] - التفسير الميسر
    [24] - أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن
    [25] - تفسير بن كثير
    [26] - تفسير بن عادل
    [27] - صحيح البخاري
    [28] - مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب
    [29] - مذاهب فكرية في الميزان لعلاء بكر ص 167
    [30] - السرطان الأحمر لعبد الله عزام
    [31] - انظر مكان المرأة في القرآن الكريم و السنة الصحيحة للدكتور محمد بلتاجي ص 36 - 40
    [32] - حوار مع صديقي الملحد لمصطفى محمود ،و مما ينبغي التنبيه عليه أن الملاحدة ليسوا بأصدقاء لنا فهم كفار و قد يربطنا بهم أخوة نسب أو زمالة عمل أو جوار مسكن أما صداقة و حب و مولاة فلا .
    [33] - لسان العرب لابن منظور مادة فكر
    [34] - نقض الاشتراكية الماركسية لغانم عبده
    [35] - انظر عقيدة المؤمن لأبي بكر الجزائري ص 26 - 27
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي بين ظلم و جهل الشيوعية في إلغاء الملكية الفردية و عدل الإسلام وواقعيته



    بين ظلم و جهل الشيوعية في إلغاء الملكية الفردية و عدل الإسلام وواقعيته في إثبات الملكية الفردية




    أجاز الإسلام الملكية الفردية مهما بلغت من الوسع ، و أعطى للإنسان جميع الحقوق الاقتصادية منها حق العمل وحق الكسب والسعي في الحياة وحق التملك وغيرها من الحقوق و التفاوت بين الناس في الرزق إنما هو لحكم بالغة قال تعالى : ﴿ و اللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ ﴾[1] .

    و حق التملك و التصرف مما جاءت به الشريعة الإسلامية السمحة و معناه الاعتراف بحق الملكية الفردية للإنسان و تمكين المالك من سلطة التصرف بالشيء والاستفادة منه واستغلاله ، و قد ترك الإسلام الناس أحرار فى البيع و الشراء و التأجير والمزارعة و سائر التصرفات الناشئة عن الملكية بصورها المختلفة ، ولم يقيدهم فى ذلك إلا بما يكفل صحة العقود ويدفع التنازع والتخاصم و أكل الأموال بالباطل مع وجوب أداء حقوق المال لمستحقيها أخذا بالسنن الاجتماعية والنواميس الطبيعية، وعملا بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين .

    و مع إباحة الإسلام للملكية الفردية فإنه أمر أن يكون سبب التملك سبب شرعي كالشراء و الإرث و نهى عن إيجاد المال بسبب غير مشروع كالسرقة و الربا و الاغتصاب و الغش و الاحتكار قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ﴾[2] .

    و عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع : ( ألا ، أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ) . قالوا : ألا شهرنا هذا ، قال : ( ألا ، أي بلد تعلمونه أعظم حرمة ) . قالوا : ألا بلدنا هذا ، قال : ( ألا ، أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ) . قالوا : ألا يومنا هذا ، قال : ( فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ألا هل بلغت )[3] و مع إباحة الإسلام الملكية الفردية فإنه أمر بالاعتدال في الإنفاق و عدم التبذير قال تعالى : ﴿ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين ﴾[4] .

    و مع إباحة التملك فقد حض على الإنفاق في وجوه الخير و التصدق على الفقراء قال تعالى : ﴿ امِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ﴾[5] .

    و مع إباحة الملكية الفردية فقد حرم إنفاقها في الشر و في المعاصي و في الإضرار بالآخرين إذ لا ضرر و لا ضرار و الإنسان سيسأل على ماله من أي الطرق اكتسبه و في أي طريق أنفقه عن أبي برزة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه »[6] .

    و الدنيا مزرعة للآخرة ، فلا تصلح آخرة امرء إلا إذا صحت دنياه فالواجب ألا يصرف المال إلا في الطاعات و المباحات ، وسَيحاسب كل إنسان في الآخرة على التفريط في إصلاح الدنيا و سيعاقب على إفسادها بالمعاصي .

    ووجود الملكية الفردية مع وجود حق الدولة في السيطرة عليها خير من إلغائها بتاتًا لأن الإلغاء يتصادم مع فطرة الإنسان. ومن ثم فاباحتها وإناطة تحديدها لحكم الظروف المحققة للمصلحة العامة لهو خير للفرد والمجتمع على سواء فالخلاصة أن الإسلام يحترم حق الملكية الفردية و يبيح للمالك حق التصرف فى ملكه بما يشاء من أنواع التصرف ولا يوجب عليه أن يمنح ما زاد عن ذلك مجانا للناس و حضه على التصدق على الفقراء و الإنفاق في وجوه الخير و نهاه عن الاستغلال و هذا من عدل الإسلام و سماحته وواقعيته فواقع الناس التفاوت في الرزق والجاه .

    و عند النظر لحق الملكية الفردية في الشيوعية نجده ملغى بل الشيوعيون يعتبرون الملكية الفردية هى المسئولة عن كل الشرور التى خاضتها البشرية ، و أن البشر يجب أن يتساووا في الأجور ، و هذا الكلام يخالف الواقع و يجهل الواقع و يخالف الفطر البشرية و فيه ظلم للبشرية و في العمل به الخراب و الدمار فواقع الناس أنهم مختلفون في الرزق والجاه و الأموال .

    ووجود طبقة غنية وطبقة فقيرة فى كل أمة أمر طبيعى لا مندوحة عنه قضى به تفاوت الناس فى القوى والمدارك والآمال والعمل والإنتاج والنشاط والخمول ، و فطر الناس على حب التملك و لا يبذل أحد أقصى طاقته إلا إذا وجدت الدوافع و الحوافز فإذا كان يأخذ قدر عمله فلابد من التفاوت بين البشر فكيف تمحى الطبقية ؟ و إذا تساوى الجميع لم يكن لكل حسب عمله .

    وإذا أخذت الدول فائض القيمة حلت في الظلم محل الرأسمالي الذي ثارت عليه و هكذا نجد التناقض و البعد عن الواقعية . وفي مرحلة الشيوعية : يرى الماركسيون الإبقاء على محو الطبقية و إلغاء الملكية الخاصة إلغاءا تاما بحيث تكون الشيوعية في كل شيء و بدون حكومة و بدون دين سيبذل كل إنسان أقصى طاقته ثم يأخذ كل حاجته : من كل حسب طاقته و لكل حسب حاجته فأين هذا الإنسان الذي يبذل أقصى طاقته بلا ملكية و لا رقابة بشرية و لا إلهية ؟؟

    إن واقع الماركسييين يبين أن الحزب الشيوعي أسوأ استغلالا للناس من الرأسماليين و أن عدد القتلى بسبب الصراع على السلطة يفوق أي صراع طبقي تحدثوا عنه ، وبعد انهيار الماركسية في أيامنا هذه بدأوا يعترفون بالواقع و كثرت الكتابات التي تبين فشل هذا النظام و مساوئه .

    و أكتفي هنا بذكر بعض عبارات جورباتشوف الرئيس السوفيتي نفسه حيث قال : (( لقد كان العمال يتظاهرون بأنهم ينتجون و كنا كدولة نتظاهر بأننا نعطيهم أجورهم على حين أنهم في الواقع لم يكونوا ينتجون و لم نكن نحن ندفع لهم أجورا و الذي نريده اليوم هو أن نخرج من حالة الغش و الخداع التي عشناها فينتج العمال إنتاجا حقيقيا و ندفع بالفعل ما يستحقون من مرتبات و أجور )) .

    و قال أيضا : (( لا حل لهذه المشكلة سوى كسر قيود الشيوعية والانطلاق إلى تنفيذ اقتصاد السوق الحرة )) و قال في زيارة لأحد المصانع : (( إن العمل الذي ينجزه عندنا ثلاثة أشخاص ينجزه في الغرب شخص واحد )) [7] .

    و إلغاء الملكية الفردية أو تحديدها يَحُدُّ من نشاط الفرد، ويعطل جهوده، ويقتل عبقريته ومواهبه في حسن الإنتاج والإبداع فيه، وبالتالي يقلل من إنتاجه ويوقفه عند نشاط معين لا يتجاوزه. وبذلك يحرم من مواصلة نشاطه الذهني والجسمي، وعند ذاك تخسر الأمة بمجموعها كفاءة الأفراد المجدين .

    و من هنا ندرك الحكمة من حرص الإسلام علي أن تكون أرزاق الناس بأيدهم قدر الاستطاعة لا بيد الدولة حتى لا يستذل الناس بلقمة الخبز فالعمل حرا ، والاسترزاق الحر يجعل الناس لا تشعر بسطوة الدولة كما تشعر بها لو كانوا كلهم أجراء للدولة كما هو حالهم في الشيوعية ،و العمل الحر و الاسترزاق الحر يحفز على العمل و ينمي مواهب الإنسان و لا يشعره بالحرمان .

    ولا ينسى المصريون ما شهدوه فى أسوان أيام كان " الخبراء الروس " يعملون فى السد العالى ، فقد كانوا يعيشون بطبيعة الحال فى جو مختلف عن النظام الذى ألفوه فى روسيا . فكان أشد ما عجبت له زوجات أولئك " الخبراء " أن الشراء حر فى الأسواق ، وأن الإنسان يستطيع أن يشترى بقدر ما يريد ، أو بقدر ما تتسع نقوده .. فكن يذهبن إلى بائعى الخضر والفواكه فيسألن فى عجب : هل نستطيع أن نأخذ بقدر ما نريد ؟! فإذا قيل لهن : نعم ! لم يصدقن ! حتى وجدن بالممارسة الفعلية أن ذلك ممكن بالفعل !

    وليست المسألة هى العجب من اختلاف النظام ، فهذا أمر طبيعى وكل إنسان يفاجأ بنظام يختلف عما ألفه وتعود عليه سيعجب فى بادئ الأمر حتى يألف . ولكن المسألة هى اللهفة على الشراء ، ودلالته على مدى الإحساس بالحرمان ، و الفرحة الغامرة بالتخلص من هذا الحرمان ولو إلى أمد محدود !

    وتكفى هذه التجربة الواقعية للكشف عن حقائق كثيرة فى آن واحد ، عن الملكية الفردية والملكية الجماعية .. وعن النظام ![8]

    و إلغاء الملكية الفردية يقوم على أساس أن المجتمع هو الأصل و لا كيان للفرد وحده و هذا من الظلم بمكان أما الإسلام فينظر للإنسان باعتباره فرد مستقل و باعتباره عضو في المجتمع و هذا هو العدل .










    [1] - النحل من الآية 71
    [2] - النساء من الآية 29
    [3] - صحيح البخاري رقم 6785
    [4] - الأنعام من الآية 141
    [5] - الحديد من الآية 7
    [6] - صحيح سنن الترمذي
    [7] - موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة و الاقتصاد الإسلامي للدكتور علي أحمد السالوس ص 33
    [8] - مذاهب فكرية معاصرة لمحمد قطب
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي بين صدق تنبوءات الإسلام و كذب تنبوءات الشيوعية


    بين صدق تنبوءات الإسلام و كذب تنبوءات الشيوعية


    لقد تنبأ الإسلام بالعديد من التنبوءات و قد شهد الواقع و التاريخ بصدقها مع دعوته لعبادة إله واحد أحد فرد صمد مما يدل على أن الإسلام من عند خالق الكون و خالق البشر بينما تنبأت الشيوعية بتنبوءات قليلة ورغم ذلك شهد الواقع والتاريخ بكذبها مما يدل على أنها مجرد أقوال بشرية غير معصومة و غير صادقة .

    تنبأ الإسلام بظهور رجل يدعى أويس بن عامر ، و قد كان فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن خير التابعين رجل يقال له أويس . وله والدة . وكان به بياض . فمروه فليستغفر لكم »[1] و أيقن الصحابة أن ذلك سيحدث حتى أن عمر بن الخطاب ، إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن ، سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟ حتى أتى على أويس . فقال : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم . قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم . قال : فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم . قال : لك والدة ؟ قال : نعم . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن . كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم . له والدة هو بها بر . لو أقسم على الله لأبره . فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " . فاستغفر لي . فاستغفر له . فقال له عمر : أين تريد ؟ قال : الكوفة . قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي . قال : فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم . فوافق عمر . فسأله عن أويس . قال : تركته رث البيت قليل المتاع . قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن . كان به برص فبرأ منه . إلا موضع درهم . له والدة هو بها بر . لو أقسم على الله لأبره . فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل " فأتى أويسا فقال : استغفر لي . قال : أنت أحدث عهدا بسفر صالح . فاستغفر لي . قال : استغفر لي . قال : أنت أحدث عهدا بسفر صالح . فاستغفر لي . قال : لقيت عمر ؟ قال : نعم . فاستغفر له . ففطن له الناس . فانطلق على وجهه . قال أسير : وكسوته بردة . فكان كلما رآه إنسان قال : من أين لأويس هذه البردة ؟[2] .

    و تنبأ الإسلام بقتال التتار التتار نعم التتار الذين خرجوا من أطراف بادية الصين، فأفسدوا في الأرض، وأبادوا البلاد والعباد، وكانت منهم الحادثة العظمى على بغداد سنة 654 هـ، وبها زالت دولة بني العباس من بغداد وكان رئيسهم ( جنكيزخان )، ثم ( هولاكو ) بعده، ووصلوا إلى حلب وأطراف الشام، فالتقوا هناك بالعسكر المصري تحت قيادة السلطان قطزفهزموا ،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ‏بين يدي الساعة تقاتلون قوماً ينتعلون الشعر وتقاتلون قوما كأن وجوههم ‏‏ المجان المطرقة »[3] ووجوه التتار كالمجان المطرقة أي وُجُوههمْ كالتُّرْسِ لِبَسْطِهَا وَتَدْوِيرهَا وَكالْمِطْرَقَةِ لِغِلَظِهَا وَكَثْرَة لَحْمهَا .

    وقد تنبأ الإسلام بظهور نساء كاسيان عاريات و قد حدث ذلك في عصرنا في ،وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم : صفتان من أهل النار لم أرهما وذكر منهما : ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا و كذا [4]

    و قد تنبأ الإسلام بخروج نار من أرض الحجاز و قد وقد وقعت هذه النار سنة 654 هـ ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى »[5]

    و تنبأ الإسلام بظهور السيارات و قد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرحال , ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات »[6]


    و قد تنبأ الإسلام بكثرة الكتابة وانتشارها ،و قد كان و قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن بين يدي الساعة ظهور القلم »[7] و قال النبي صلى الله عليه وسلم : « بين يدي الساعة : تسليم الخاصة ، و فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، و قطع الأرحام ، و فشو القلم ، و ظهور الشهادة بالزور ، و كتمان الشهادة الحق »[8] .

    و قد تنبأ الإسلام بتقليد المسلمين للغرب ، وقد كان قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه . قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن »[9]

    هذا غيض من تنبوءات الإسلام و التي حدثت وشهد الواقع والتاريخ على صدق تنبوءات الإسلام فإن قيل إنّ هذه التنبوءات تروى من غير أساس لتدعيم دين الإسلام فالجواب أن من الخبر المتواتر ِ الذي يفيد ُ علماً قطعياً وليس من الأخبار التي تحتمل ُ الصدق والكذبَ ، هذه الأخبار كأخبار البلاد و الأماكن النائية والملوك الماضية التيِ تناقلتها الكافةُ عن الكافةِ فكما أنّهم يقطعون بصحّة بعض أخبار أئمتهم كلِينين وماركس، وبعض حوادث من قبلهما كنابليون، ولم يَرَوْهم ولم يشهدوا تلك الحوادثَ، كذلك نقطعُ بصحّة حوادثِ الأنبياء التي تناقلتها الكافةُ عن الكافة .

    أما عن تنبوءات الشيوعية الماركسية فحدث ولا حرج عن شهادة الواقع و التاريخ بكذب كل التنبوءات ،وقد أخطأت جميع تنبوءات كارل ماركس فلم تبدأ الشيوعية في بلد متقدم كما تنبأ بل في بلد متخلف ،و لم يتفاقم الصراع بين الرأسمالية و الشيوعية بل تقارب الاثنان إلى حالة من التعايش السلمي و أكثر من هذا فتحت البلاد الشيوعية أبوابها لرأس المال الأمريكي ...

    و لم تتصاعد التناقضات في المجتمع الرأسمالي إلى الإفلاس الذي توقعه كارل ماركس بل على العكس ازدهر الاقتصاد الرأسمالي ووقع الشقاق و الخلاف بين أطراف المعسكر الاشتراكي ذاته ...
    قد أخطأت حسابات ماركس جميعها دالة ذلك على خطأ منهجه الحتمي ... و رأينا صراع العصر الذي يحرك التاريخ هو الصراع اللاطبقي بين الصين وروسيا ، وليس الصراع الطبقي الذي جعله ماركس عنوان منهجه ...

    وكلها شواهد على فشل الفكر المادي في فهم الإنسان والتاريخ و تخبطه في حساب المستقبل ، وجاء كل ذلك نتيجة خطأ جوهري هو أن الفكر المادي تصور أن الإنسان ذبابة في شبكة من الحتميات .. ونسى أن الإنسان حر و أن حريته حقيقية[10]

    توقع كارل ماركس أن الشيوعية تنجح، و أول ما تنجح في بريطانيا فهي أكبر دولة صناعية رأسمالية في القرن التاسع عشر ، وكانت أحوال العمال في بريطانيا في هذا الوقت في حالة يرثى لها، إذ كان النساء و الرجال يعملون لمدة ثمانية عشر ساعة تحت الأرض في أنفاق مظلمة و يجرون عربات معبأة بالفحم كي يستخرج الفحم لأنه كان الوقود الرئيسي في ذلك الزمن، والكثير منهم يموتون و يدفنون في هذه الأنفاق ليس لهم أي حقوق ولا يؤبه لهم .

    فقال ماركس : لابد أن العمال سيثورون، فتكون الشيوعية في بريطانيا ، و هذا من حتميات التاريخ فبين الله كذبه للعالم فالدولة البريطانية حتى اليوم لم تصبح دولة شيوعية .

    و لكن نجحت الشيوعية و قامت في دولة زراعية وهي روسيا فقد كانت دولة زراعية فانتقلت من مرحلة الزراعة إلى مرحلة الشيوعية دون أن تمر حقيقة بمرحلة الرأسمالية .

    و حتى قيام الشيوعية في روسيا وهي البلد الأول في العالم الذي سيطر عليه النظام الاشتراكي عن طريق الثورات الداخلية ، فإن هذه الثورات لم تحصل نتيجة نمو وسائل الإنتاج و القوى المنتجة كما كان يتوقع الشيوعيون الماركسيون .
    لم يكن الحكم الشيوعي نتيجة للثورة الصناعية وتطور وسائل الإنتاج فقد جاءت الثورة الصناعية كنتيجة للثورة السياسية ، فكان الجهاز الانقلابي في الدولة هو الأداة لتصنيع البلاد و تطور قواها المنتجة ، و ليس التصنيع هو الذي تسبب في هذا الجهاز .

    و تنبأ ماركس بأن تستولي طبقة البروليتاريا - طبقة العمال الكادحة - على مقاليد النظام والسلطة ، و أن الحياة ستتحول إلى شيوعية كاملة، و قد كذبه الله فلم يحدث ذلك، و الذي حدث هو استبداد الحزب الشيوعي بالحكم والسلطة وازدياد حالة العمال سوءاً ، واشتداد الفقر في الدول الشيوعية .

    و لم تصل أي دولة منها إلى حالة الشيوعية التي تختفي فيها الحكومة والجيش والأسرة ، و ينعم الناس بجنة الشيوعية المزعومة .













    [1] - رواه مسلم في صحيحه رقم 2542
    [2] - رواه مسلم في صحيحه رقم2542
    [3] - رواه البخاري في صحيحه
    [4] - رواه مسلم في صحيحه
    [5] - صحيح البخاري رقم 7181
    [6] - سنن الترمذي و حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 2683 و صححه أحمد شاكر في تحقيقه مسند أحمد
    [7] - مسند أحمد صحيح
    [8] - الأدب المفر حديث رقم 801 ، وقد صححه الألباني
    [9] - صحيح البخاري رقم 3456
    [10] - حوار مع صديقي الملحد لمصطفى محمود ،و مما ينبغي التنبيه عليه أن الملاحدة ليسوا بأصدقاء لنا فهم كفار و قد يربطنا بهم أخوة نسب أو زمالة عمل أو جوار مسكن أما صداقة و حب و مولاة فلا
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي دعوة الشيوعيين إلى اعتناق دين رب العالمين

    دعوة الشيوعيين إلى اعتناق دين رب العالمين


    أيها الشيوعيون كيف تقتدون بكارل ماركس وهو من أسوأ الناس سيرة و من أقبحهم سريرة و تتركون الاقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس سيرة و أحسنهم سريرة .

    هل رأيتم رجلا مثل محمد صلى الله عليه وسلم في الخلق ؟!!

    هل رأيتم رجلا مثل محمد صلى الله عليه وسلم في الزهد عن الدنيا ؟!!

    هل رأيتم رجلا مثله محمد صلى الله عليه وسلم قد دونت حياته بدقة بالغة ، وحتى أدق التفاصيل حفظت سليمة للمتأخرين فحياته وأعماله لم يكتنفهما الغموض و لم تكن محاطة بالأسرار ، و لا يحتاج المرء إلى البحث المجهد عن المعلومات الدقيقة ولا الإنطلاق في رحلات مرهقة لكي يفصل القشرة عن حبة الحق ؟!!

    هل رأيتم رجلا غير محمد صلى الله عليه وسلم يتزوج تسعة نسوة يقوم على شئونهن و يعطيهن حقوقهن جميعا و راهب بالليل و فارس بالنهار و قائد في المعارك و مربي للرجال و النساء للصغار والكبار ومعلم للرجال و النساء للصغار والكبار و حاكم يحكم بين الناس في الكبير و الصغير و مصلح بين المتخاصمين و داعي للناس لدين ينفع البشرية دنيا و دينا و يحفظ القرآن و يعلم الوحي و يؤاخي بين المسلمين و يدعو الكافرين إلى دين رب العالمين جميل الوجه فصيح الكلام قوي الحجة والبرهان صدوق القول أمين للودائع و الأسرار حسن الخلق ؟!!

    أيها الشيوعيون إن أتباع محمد صلى الله عليه وسلم من الصحابة كانوا من أشرف الناس سيرة فلم يكن أصحابه بسفلة أو كذبة أو قساة على الناس أو ظلمة بل كانوا عدولا رحماء كان العدل والجود و الكرم صفتهم حكموا الدنيا بعد موت النبي محمد صلى الله عليه وسلم حبيبنا وحبيبهم و كانوا عبادا زهادا في الدنيا بسلاء في المعارك راهب في الليل فهل هم الأفضل أم أتباع ماركس ؟
    أيها الشيوعيون كيف تتبعون الشيوعية مع أن تاريخها مليء بالظلم و لا تعتنقون الإسلام دين العدل أنتم قد عرفتم تاريخ الشيوعية الدموي فاعرفوا تاريخ الإسلام العادل في كتبه بحق و إنصاف ؟!!

    أيها الشيوعيون كيف تتبعون الشيوعية ، وهي مليئة بالخرافات و التبوءات الكاذبة و لا تعتنقون الإسلام المليء بالتبوءات التي شهد التاريخ والواقع بل حتى العلم الحديث بصحتها ؟!!!

    أيها الشيوعيون كيف تتبعون الشيوعية ،وهي تجعل الإنسان مقهورا أمام المادة و أنها المتحكم فيه و لا تعتنقون الإسلام الذي ينص أن الكون مسخر للإنسان و أن المادة مسخرة للإنسان ؟!!

    أيها الشيوعيون ماذا إن كان المسلمون على الحق و أنتم على الباطل و متم وماتوا و حشرتم و حشروا و خلدوا في الجنة و خلدتم في النار يوم لا ينفع الندم فاعتبروا يا أولي الأبصار .

    أيها الشيوعيون كيف تتبعون الشيوعية ، و هي مذهب مادي ينظر للإنسان نظرة مادية بحته و يهمله روحانية الإنسان و ينبذ الأخلاق و يظهر الفوضى و يهدم القيم و و لا تعتنقون الإسلام الذي ينظر للإنسان روحا ومادة و يهذب الأخلاق و يبعث على النظام والانضباط و يعلي القيم و الهمم ؟!!

    أيها الشيوعيون قد بان لكم تخبطات مذهبكم فماذا أنتم فاعلون ؟

    أيها الشيوعيون العمر قصير فاغتنموا حياتكم في رضاء ربنا وربكم و اعتنقوا الإسلام و انبذوا ما سواه و قولوا أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله .
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    1,239
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    1

    افتراضي نتائج البحث :

    نتائج البحث :

    -الإسلام معناه الخاص شرع الله المنزل على عبده محمد صلى الله عليه وسلم من عبادات و أخلاق و اعتقادات ، ومعناه العام و الإسلام بالمعنى العام هو التعبد لله تعالى بما شرعه من العبادات التي جاءت بها رسله، منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة .
    -الشيوعية مذهب فكري يقوم على الإلحاد و أن المادة هي أساس كل شيء و يفسر التاريخ بصراع الطبقات و بالعامل الاقتصادي .
    -العدل هو إعطاء كل أحد ما يستحقه .
    -العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازما .
    -تعد شخصية محمد صلى الله عليه وسلم أعظم شخصية في التاريخ سيرة و سريرة و أثرا طيبا على الدنيا بينما تعد شخصية كارك ماركس مؤسس الشيوعية الماركسية من أسوأ الشخصيات سيرة وسريرة و من أسوأ الشخصيات أثرا على الدنيا فقد أسس مذهب فكري اقتصادي كان سبب في موت الآلآف البشر و انهادم الأخلاق و القيم .
    -الإسلام دين الرحمة ، و يظهر ذلك من خلال نصوصه الشرعية و تاريخ الدولة الإسلامية في التعامل مع البلاد المفتوحة خير شاهد على ذلك بينما نجد الشيوعية دين الظلم و تاريخهم شاهد على ظلمهم و عدوانهم أما أمر الإسلام بقتال الكفار فإنما شرع لحماية الدعوة الإسلامية من أعدائها الذين يحاولون القضاء عليها وحماية من يؤمن بها من محاولة القضاء عليه بفتنته عن دعوته سواء بالأذى أو بالإغراء حيث تكون هذه الحماية ضمانًا لحرية العقيدة و أما الجزية التي يدفعها غير المسلمين للدولة الإسلامية فهي مقابل حمايتهم والدفاع عنهم ، و لإعفائهم من الاشتراك في الجيش الإسلامي ،و لتمتع بالخدمات العامة التي تقدمها الدولة الإسلامية للمواطنين ، والتي ينفق عليها من أموال الزكاة التي يدفعها المسلمون .
    -في الإسلام الإشارة إلى العديد من القضايا العلمية و التي توصل لها العلم مؤخرا و بذلك يشهد العلم الحديث على صحة ما جاء به الإسلام بينما في المقابل نجد الشيوعية الماركسية تأتي بما يخالف الواقع و العلم كتفسير التاريخ بالعوامل الاقتصادية و التاريخ له العديد من العوامل و ليس العامل الاقتصادي وحسب و كقولهم بأن التاريخ شهد أولا الشيوعية الجنسية و الشيوعية في الأموال ، وهذا لا يوجد دليل عليه سوى استنتاجات من عادات لاحقة اعتبرت أثرا من أثار مرحلة سابقة افترض وجودها ، وكقولهم ليس وعي الناس هو الذي يحدد وجودهم الاجتماعي، بل وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم و هذا يجعل الإنسان أسير الحتميات التاريخية والطبقية و هذا يخالف الواقع و التاريخ فتصرفات الإنسان تكون بسبب العديد من العوامل والدوافع ، و لا تناقض بين قوله تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ و قوله تعالى : ﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾ فالآية الأولى لا تنفي أن يكون خلق السماء قبل خلق الأرض فلا استواء إلى الشيء بغير وجوده ، و قوله تعالى : ﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ﴾ فمعناه حتى إذا وصل ذو القرنين إلى مغرب الشمس وجدها في مرأى العين كأنها تغرب في عين حارة ذات طين أسود و أما سجود الشمس تحت العرش فهذا أمر غيبي لا مجال للرأي فيه .
    -إثبات الإسلام لحق التملك ووضع ضوابط للتملك من عدل الإسلام و حكمته و علمه بواقع الناس ، وإلغاء الشيوعية للملكية الفردية من ظلمها و جهلها بالواقع و إلغاء الملكية الفردية أو تحديدها يَحُدُّ من نشاط الفرد، ويعطل جهوده، ويقتل عبقريته ومواهبه في حسن الإنتاج والإبداع فيه ،و وجود الملكية الفردية مع وجود حق الدولة في السيطرة عليها خير من إلغائها بتاتًا لأن الإلغاء يتصادم مع فطرة الإنسان. ومن ثم فاباحتها وإناطة تحديدها لحكم الظروف المحققة للمصلحة العامة لهو خير للفرد والمجتمع .
    - تنبأ الإسلام بالعديد من التنبوءات و شهادة الواقع و التاريخ بصدقها مع القول بعبادة الله وحده لخير شاهد على صدق الإسلام ، والشيوعية قد كذب الواقع و التاريخ تنبوءاتها فهي مجرد مذهب يخالف الواقع و التاريخ فكيف يتبع ؟!!.

    هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد السبت 27 محرم 1430 هـ و 24/1/2009م
    طبيب بشري قليل الوجود في المنتدى
    قد يتأخر بيان وجهة نظري أو ردي أياما أو أسابيع فأعذروني
    العمر قصير و العلم غزير فلا وقت للكسل بل الجد والعمل هكذا علمنا البشير النذير
    مقالاتي على شبكة الألوكة
    العلم و الإيمان

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لا يوجد في تاريخ أُمة الإسلام ملحد واحد ..!!
    بواسطة elserdap في المنتدى السرداب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 04:37 PM
  2. هل يبطل القرآن الكريم إذا ذهب علم تفسير وعلم الحديث وعلم العقيدة ؟!
    بواسطة محمد الصيعري في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 07-02-2013, 02:48 PM
  3. وعلم آدم الأسماء كلها
    بواسطة Omar Saad في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 06-07-2012, 05:43 PM
  4. الإسلام والعلمانية أزمة المصطلح والارتباط
    بواسطة ماهررر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-17-2009, 08:42 AM
  5. بعد فشل الشيوعية وصدمة المفاهيم الغربية.. أستاذ رايس يعتنق الإسلام
    بواسطة المستغفر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-13-2007, 09:16 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء