الدليل الثالث :
حديث فاطمة بنتقيس: فقد طلقها البتة أبو عمرو بنحفص وهو غائب ، فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته، فقال : والله ما لكعلينا من شيء ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال : ليس لك عليه نفقة ، فقال لها " انتقلي إلى أم شريك" وأم شريك امرأة غنية، من الأنصار. عظيمة النفقة فيسبيل الله. ينزل عليها الضيفان. فقلت: سأفعل. فقال "لا تفعلي . إن أمشريك امرأة كثيرة الضيفان . فإني أكره أن يسقط عنك خمارك ، أو ينكشف الثوب عنساقيك ، فيرى القوم منك بعض ما تكرهين. ولكن انتقلي إلى ابن عمك ، عبدالله بن عمروبن أم مكتوم[1] و في الحديث أنها لما انتقلت إليه ،و لما انقضت عدتها سمعت نداء المنادي ينادي : الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى صلاته جلس على المنبر فقال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميم الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال . . . ) الحديث . رواه مسلم
وجه الدلالة :
قوله صلى الله عليه وسلم ( يسقط عنك خمارك ) والخمار ما يغطي الرأس ،وليس الوجه عند اطلاقه ، وهذه القصة وقعت في آخر حياته صلى الله عليه وسلم ؛ لأن فاطمة بنت قيس ذكرت أنها بعد انقضاء عدتها سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث بحديث تميم الداري ، و أنه جاء و أسلم . وقد ثبت في ترجمة تميم أنه أسلم سنة تسع فدل ذلك على تأخر القصة عن آية الجلباب فالحديث إذن دل على أن الوجه ليس بعورة ،وهوالمطلوب إثباته .
[1] - رواه مسلم في صحيحه رقم 2942 باب قصة الجساسة
Bookmarks