النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: وقفة مع المظاهرات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    دبي
    المشاركات
    470
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي وقفة مع المظاهرات

    وقفة مع المظاهرات

    كتبه/ عبد المنعم الشحات

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    فمن المسائل التي اختلفت حولها الفصائل الإسلامية اختلافاً كبيراً مسألة المظاهرات؛ وذلك راجع إلى كونها وسيلة مستحدثة ليس فيها كلام صريح عن أهل العلم السابقين مما اقتضى شيئاً من النظر والتأمل فيها، هذا ويمكن عرض خلاصة لخلاصة ما ذهب إليه كل فريق فيما يلي:

    أولاً: مذهب المانعين كحكم:
    ذهب بعض أهل العلم إلى المنع من المظاهرات كحكم شرعي ثابت، واحتجوا على ذلك بدليلين:
    الأول: أن وسائل الدعوة توقيفية لا يجوز إحداث وسيلة منها بغير دليل، وهو مسلك يميل إليه الشيخ الألباني -رحمه الله- في كثير من المسائل، ومنها مسألة المظاهرات، ويوافقه عليه كثير من تلامذته.
    الثاني: أنها تشبه بالكفار؛ حيث أن هذه الوسيلة من الوسائل التي أخذت عن الغرب.

    ثانياً: مذهب المانعين لما فيها من مخالفات ولما يترتب عليها من مفاسد:
    ذهب بعض أهل العلم إلى المنع منها؛ لما تشتمل عليه من مخالفات؛ ولما يترتب عليها من مفاسد فمن هذه المخالفات:
    1- السب والشتم سواء للكفار أو لبعض عصاة المسلمين، وهو يخالف سلوك المسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
    ثم إنه غالباً ما يقابل بسبٍ مثلِه في مظاهرات مضادة أو في وسائل الإعلام، وقد قال -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام:108).
    2- تضمنها شعارات مخالفة للإسلام من حيث الأصل، ولا يجوز إطلاقها؛ مثل الحرية التي تعني عند أصحابها حرية كل طرف منها أن يدافع عن عقيدته بما في ذلك الكفار الأصليين والمرتدين.
    3- وتضمنها إتلاف بعض المال العام الذي هو ملك للمسلمين، وليس ملكاً لمن يتظاهر ضده.
    4- خروج النساء على وجه يخالف القرار في البيت، ويزداد الأمر سوءاً باشتراكهن في ترديد الشعارات، وهن مأمورات بعدم الخضوع بالقول، ومنه رفع الصوت حتى منع العلماء من أذانها بصوت مرتفع في بيتها حتى لا يسمعها سامع، بالإضافة إلى ما في ذلك من تعرضهن للخطر كما سيأتي عند ذكر المفاسد.
    5- تضييع الصلاة في جماعة في كثير من الأحيان.
    6- خروج المظاهرات المشتركة بين الإسلاميين وبعض التيارات السياسية المصادمة للمشروع الإسلامي، والذين قد يكونون في كثير من الأحيان أشد خطراً على الأمة من المنكرات التي يجري التظاهر بسببها مع وصف هؤلاء جميعاً بأوصاف المدح كالشرفاء والقوى الوطنية وغيرها.

    وأما المفاسد المترتبة عليها فكثيرة، منها:
    1- اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب، وإن لم يكن داخلاً في حسبان منظمي المظاهرات.
    2- المواجهات التي تتم بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي غالباً ما يجري فيها تبادل تهم بشأن من البادئ بها وبعض هذه المواجهات يصل إلى حد سفك الدماء، ويزداد الأمر سوءاً حال خروج النساء في هذه المظاهرات، وفي أحيان كثيرة يحدث أنواع من كشف العورات، وربما ما هو أكثر من ذلك.
    3- وحتى في حال وجود آلية لقياس المصالح والمفاسد عند القائمين بالمظاهرة، فإنهم لا يستطيعون توجيه كل من استجاب لهم، وكم من مظاهرة انسحب منظموها وبقي المتعاطفون معها في مواجهات لم يوطنوا أنفسهم عليها، ولا يعرفون لها أولاً ولا آخراً؛ مما يبقي مرارة في حلوق هؤلاء من الصحوة الإسلامية ككل.
    4- الثمن الذي يدفعه بعض منظمي هذه المظاهرات حتى ممن احتسب ذلك يمكن توجيهه إلى وجهة أخرى أكثر نفعاً للأمة على المدى القريب أو البعيد.

    وأما المجيزون للمظاهرات فقد استدلوا على قولهم بأدلة، منها:

    الأول: وجود أدلة تفصيلية على جواز المظاهرات، منها:
    أ- ما رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما كان بين عمر -رضي الله عنه- وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل) ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 6531.
    2- حدوث ذلك من العلماء من خروجهم في تلامذتهم للإنكار على بعض العصاة وعلى بعض الأمراء، كما حدث ذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن غيره مراراً.

    الثاني: استدلوا بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وعلى هذا فالمظاهرات مباحة، ثم نقلوها من الإباحة إلى المشروعية بقاعدة "الوسائل لها أحكام المقاصد"، وقد ذكروا للمظاهرات مقاصد شرعية يمكن إجمالها في المقاصد الآتية:
    الأول: البيان، من إنكار منكر، أو التذكير بحق إخوة في الدين في بلد آخر أو نحو ذلك.
    الثاني: الإعلام، لإرسال رسالة إلى العالم الخارجي بردود الفعل الغاضبة تجاه جرائمهم في حق المسلمين.
    الثالث: الضغط، ويعنون به الضغط على الأنظمة الحاكمة لاتخاذ قرار معين في صالح الإسلام، وإرسال رسالة لهم بأن هذا مطلب عام.

    وسوف نرتب النظر في المسألة على النحو التالي:
    أولاً: النظر في ادعاء وجود أدلة تفصيلية على مشروعية المظاهرات:


    1- ادعاء وجود نص خاص في مسائل المظاهرات فيه نوع كبير من التوسع، لاسيما وأن أثر خروج المسلمين في مكة في صفين يحتاج إلى إثبات صحته قبل اعتماده أحد أدلة الأحكام، ثم إذا صح فغاية ما فيه أنهم خرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى المسجد، وليس في مكة آنذاك سلطة حاكمة بالمعنى المعاصر، ولم يكن في الأمر تجمهر ولا هتاف، ولا شك أن في قياس المظاهرات المعاصرة على هذه الواقعة توسع كبير، وإلا فأصحاب هذه المظاهرات ينكرون على من يرى أن الاجتماع في المساجد -بل وفي غيرها-، وبيان ما يجب بيانه كافٍ في تحقيق المقاصد التي يقصدون إليها بلا مفاسد.
    2- وكذلك الحال بالنسبة لخروج العلماء في جماعات للإنكار على الولاة أو على العامة، وهي صور تحتاج أيضاً إلى إعمال ضوابط المصلحة والمفسدة،

    فحصل من ذلك عدم وجود أدلة تفصيلية تفيد مشروعية المظاهرات.

    أولاً: النظر في أدلة القائلين بالمنع ابتداءاً:
    1- أما المنع منها بعلة كونها تشبه بالكفار فغير سديد؛ لأن المظاهرات -إذا لم يوجد مانع شرعي آخر منها- تصنف ضمن الأنظمة الإدارية، التي يمكن الاقتباس فيها من الكفار.
    2- وأما المنع منها بعلة أن وسائل الدعوة غير توقيفية.
    فالصواب في هذه المسألة -بإذن الله-: "أن الوسائل لها أحكام المقاصد"، مع ضرورة إضافة قيد في غاية الأهمية لم يذكره العلماء لوضوحه، ولكنه في زماننا يحتاج إلى أن يظهر، وهو قيد الإباحة، فتكون القاعدة: "الوسائل المباحة لها أحكام المقاصد".
    وممن نص على أهمية هذا القيد في زماننا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث يقول: "ليس للوسائل حد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، وما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا تقربه، فلو قال: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها، وليستأنس بها، وربما يكون هذا جذباً له، وأدعوه بالغناء والموسيقى هل يبيح له ذلك؟ لا، لا يجوز أبداً. لكن إذا كانت الوسيلة لم يُنه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، ليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها، يقول هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير" (لقاءات الباب المفتوح 15/549).
    فإذا تبين عدم وجود دليل تفصيلي، وفى ذات الوقت عدم وجود حاظر يمنع من المسألة كحكم انحصر الأمر في النظر في المخالفات وقياس المصالح والمفاسد.
    وغني عن الذكر أن ما سبق وأسلفناه من المخالفات، ومن المفاسد المترتبة على المظاهرات يكفي بعضها في المنع منها، فكيف بمجموعها؟ بل إن هذه المفاسد يأتي بها المنع من هذه المظاهرات، حتى لو سلمنا لهم أن عليها أدلة تفصيلية؛ لأن غايتها أن تكون إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التي تحتاج إلى النظر في المصالح والمفاسد، حتى ولو كان الأصل فيها المشروعية.
    فإن قال قائل: ألا يتصور وجود مظاهرات عارية عن هذه المخالفات وعن تلك المفاسد؟
    قيل: نعم يتصور، وحينئذ سيكون الحكم الجواز، إلا أننا في المسائل الواقعية نراعي الواقع الذي نعيشه، مع التنبيه على أن هذا من باب الفتوى لا من باب الحكم.
    والواقع الذي نعيشه لا نكاد نرى منه مظاهرات عارية عن هذه المخالفات.
    وإذا فرضنا جدلاً أن المظاهرات عرت عن المخالفات الاختيارية، فماذا عن المفاسد الاضطرارية التي غالباً ما تؤول إليها كثير من المظاهرات؟
    ومع ذلك فنقول إذا (افترض) الخلو من الموانع فالإجابة (المفترضة) آنذاك أنها جائزة.
    ومما يعزز اختيار المنع وجود وسائل أخرى تتحقق معها المصالح المرجوة من وراء المظاهرات.
    ويتضح ذلك من مراجعة تلك المصالح المرجوة، هذا بعد استبعاد مصلحة الضغط التي لا وجود لها في القاموس السياسي للعالم الثالث، والتي غالباً ما تأتي محاولات الضغط فيها بهذه الصورة إلى نتيجة عكسية.
    وأما مصلحة البيان والإعلام فيتحقق بوسائل أخرى لا خلاف على مشروعيتها، منها الكلمة المسموعة والمكتوبة، ففي ذلك فرصة كافية للتوضيح والبيان، بصورة يخاطب القلب والعقل، وتتكون فكرة مستقرة في وجدان المتلقي بخلاف الهتافات الحماسية التي ينطفئ لهبها بمجرد انتهاء المظاهرة، بل ربما شارك المشارك في المظاهرة وهو متلبس بمظهر من مظاهر المعصية كشرب الدخان وتبرج النساء، وربما مرت المظاهرات على جموع من الجالسين على المقاهي وهم مشدودين إلى كراسيهم وأعينهم مسمرة على تلفازهم مما قد ينقل صورة إعلامية سلبية.
    نقول هذا مع التسليم بوجود فرق في المساحة الإعلامية بين الخطب والدروس والمحاضرات من جهة وبين المظاهرات من جهة أخرى إلا أن هذا الفرق لا يرقى إلى احتمال المفاسد المترتبة على المظاهرات.
    ثم إن الفارق آخذ في التقلص بعد الفضائيات والإنترنت، بحيث أن جمهور الشوارع الذي يراد للمظاهرات أن تصل إليه يصل إليه الإنترنت والفضائيات، مع التركيز والوضوح والبناء كما أسلفنا.
    ومن أغرب ما تستمعه من اعتراض على هذا الطرح قول بعض المؤيدين للمظاهرات: أما عندكم غير الكلام؟
    وهذا الشعور الذي يتشبع به بعض منظمي المظاهرات من أنهم كأنهم زاحموا المجاهدين كتفاً بكتف لمجرد هتافهم "افتحوا باب الجهاد"(1) يتسرب إلى المشاركين بصورة أو بأخرى، فيحصل لديهم قدر من الشعور بالرضا عن النفس، فلا يحاولون أن يفعلوا شيئاً مما يطالبهم به أصحاب الطرح الآخر من التوبة والرجوع إلى الله، والحرص على معاني الولاء والبراء وإشاعة ذلك في الأمة. وهذه المفسدة تعتبر في حد ذاتها أحد أبرز مفاسد المظاهرات.
    إن المظاهرات لا تعدوا أن تكون كلاماً مجتزءاً لا يفيد معنى تاماً، وهو من هذه الحيثية أقل نفعاً من المحاضرات بكثير، فهو كلام قليل النفع، ويبقى نقطة تميزه الرئيسة ليس في كونه ليس بكلام، ولكن في دائرة انتشاره، وقد ذكرنا أن هذه الفائدة لا تقارن بالمفاسد المترتبة عليه، كما أن الفرق بينها وبين الخطبة والدرس في هذا الباب في سبيله إلى التقلص.
    ويبقى في هذا الباب نصيحة أخيرة:
    وهي أن مسألة المظاهرات ونحوها من المسائل التي نشب الخلاف فيها منذ فترة طويلة، وذهب كل فريق فيها إلى ما يراه، وعلى كل عاقل أن يعرف الحجة الشرعية فيما يعتقد ويعمل، ولا يكتفي بتقليد من يظن بهم الخير، ولكن لا داعي لتحويل كل أزمة عامة من الأزمات التي يلزم فيها توجيه النصح لعموم الأمة، وتثبيت قلوبهم أمام ما يجدون من فتن إلى ساحات جدل "عقيم" بين أبناء الصحوة الإسلامية.

    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

    (1) وممن لفت الانتباه إلى خطورة الحرث في البحر عن طريق المظاهرات التي تطالب بما يوقن منظموها أنه لن يحدث د. عبد العزيز كامل في مقال له على موقع "لواء الشريعة" بعنوان: "يا أصحاب الحجة والبيان... لا تخطئوا العنوان!".


    http://www.salafvoice.com/article.php?a=2993

  2. افتراضي


    أتتني حالة كبت رهيبة أثناء الحرب على غزة

    حتى هممت ان أخرج وأصرخ

    فقلت في نفسي

    من سيسمع ..؟

    هي الحقيقة المظاهرات لا تجدي

    وإلا لماذا سميت مظاهرة

    ظاهرة وبتختفي

    وهو ما سائر الآن


    نفع الله بكم وثبتنا وإياكم على دينه حتى نلقاه .. اللهم آمين

  3. #3

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    جزى الله أهل العلم في بلاد الحرمين خير الجزاء

    إن من بركة منع المظاهرات تراكم الحمية والغضب لله والحزن النبيل في قلوب المسلمين تجاه ما يحصل في غزة - وعدم وجود سبيل للتنفيس عنها من خلال المظاهرات أو الاحتجاج والصياح

    فكان أن اتبع المسلمون هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند النوازل والكوارث في إحياء سنة القنوت والدعاء للمسلمين من أهل غزة في صلاة المغرب والعشاء والفجر والدعاء على المعتدين اليهود الظالمين

    وكان أن دفعتهم حميتهم لمساندة أهل غزة بكل ما يقدرون عليه من مال ودعاء

    وكان أن عمرت المساجد بالمصلين في جميع الأوقات والمسجد الذي كان لا يكتمل فيه صفين فس صلاة الفجر صار يزيد عن خمسة صفوف وأضعاف ذلك في الأوقات الأخرى - كل ذلك بسلاح الدعاء وليس بسلاح المظاهرات

    كما أن للمسلمين اجتماعاً وتجمهراً كل أسبوع فريضة من الله في صلاة الجمعة - ما كان لخطباء المسلمين حديث سوى غزة وفلسطين كيف ندعمهما ونساند جهاد أهلهما

    والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر - وما حصل في غزة حمى شديدة وألم كبير يعقبه شفاء إن شاء الله ويعقبه صلاح أمر هذه الأمة ويقظتها
    ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوىً متبع وإعجاب المرء بنفسه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزى الله صاحب الموضوع خيرا ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبـــاد مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    جزى الله أهل العلم في بلاد الحرمين خير الجزاء

    إن من بركة منع المظاهرات تراكم الحمية والغضب لله والحزن النبيل في قلوب المسلمين تجاه ما يحصل في غزة - وعدم وجود سبيل للتنفيس عنها من خلال المظاهرات أو الاحتجاج والصياح

    فكان أن اتبع المسلمون هدي النبي صلى الله عليه وسلم عند النوازل والكوارث في إحياء سنة القنوت والدعاء للمسلمين من أهل غزة في صلاة المغرب والعشاء والفجر والدعاء على المعتدين اليهود الظالمين

    وكان أن دفعتهم حميتهم لمساندة أهل غزة بكل ما يقدرون عليه من مال ودعاء

    وكان أن عمرت المساجد بالمصلين في جميع الأوقات والمسجد الذي كان لا يكتمل فيه صفين فس صلاة الفجر صار يزيد عن خمسة صفوف وأضعاف ذلك في الأوقات الأخرى - كل ذلك بسلاح الدعاء وليس بسلاح المظاهرات

    كما أن للمسلمين اجتماعاً وتجمهراً كل أسبوع فريضة من الله في صلاة الجمعة - ما كان لخطباء المسلمين حديث سوى غزة وفلسطين كيف ندعمهما ونساند جهاد أهلهما

    والمسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر - وما حصل في غزة حمى شديدة وألم كبير يعقبه شفاء إن شاء الله ويعقبه صلاح أمر هذه الأمة ويقظتها
    بارك الله فيكم ...وزادكم من فضله
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

  5. #5

    افتراضي

    بسم الله
    أنا فقط قرأت أدلة الممانعين لانني من المبيحين للمسيرات (وليس المظاهرات) بل وأفرضها وأقول :-
    1-من يقول أنها بدعة فهذا خاطئ 1000000000000% لان البدعة في أمور الدين وليس الدنيا والمسيرات أمر من أمور الدنيا في التعبير عن الرأي و الا لكانت السيارة بدعة والمذياع ........الخ.
    2-من يقول أنها تشبه بالكفار اذن كان سيدنا عمر متشبها بالكفار حينما أدخل نظام الدواويين للدولة الاسلامية و سيدنا سلمان حينما أشار على النبي بحفر الخندق وكلاهما نظام فارسي (وكانوا كفار حين ذاك)
    3-وبصراحة أغلب من يقولون بالمنع (من من قابلتهم) اما خائفون أو عملاء
    وبصراحة لقد خرجت في أكثر من مسيرة من أجل غزة ولم أجد أي بزاءة
    واصطدمنا مع الامن لانه منعنا من حقنا في الحرية (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).عمر بن الخطاب
    وأغلب من يتكلمون في المنع غالبهم يعيشون في الخليج لايشعرون بالمأساة التي نواجهها نحن الاسلاميون من ممارسة الفرض الالهي في الاصلاح (سياسيا -اجتماعيا-اقتصاديا-ثقافيا)والارتفاع بأحوال الشعب المسلم المصري من الحضيض الذي يعيش فيه
    الاسلام ليس أفيون الشعوب......... الاسلام دين الثورة ضد الظالم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اهلا بك اخانا الكريم " الثورة الاسلامية "

    المظاهرات ليست من الامور الادارية - كالدواوين - او الامور العلمية حتى نقتبسها من غيرنا
    لا
    المظاهرات هي ظاهرة نشات مع النظام الراسمالي وصارت ترقيعة من ترقيعات النظام الراسمالي لتطيل عمره الوجودي
    وهي وسيلة تعبير واحتجاج قد تؤدي الى رد فعل
    لكن ما يضعف اثرها عندهم هو وجود ما يسمى بالمجلس التشريعي او البرلمان ..
    والذي من المفترض ان يكون مع مطالب الشعب لان الشعب اختار اعضاءه
    ونجد دائما ان البرلمانات تكون مع توجهات الحكومة وليس مع مطالب الشعب

    ومعلوم ان كل هذه التنظيمات والظواهر حرام شرعا لانها منبثقة من النظام الراسمالي وهو نظام كفر

    وكذلك ننبه الى النقطة المهمة التي ذكرها الاخ الفاضل عبـــاد :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبـــاد
    إن من بركة منع المظاهرات تراكم الحمية والغضب لله والحزن النبيل في قلوب المسلمين تجاه ما يحصل في غزة - وعدم وجود سبيل للتنفيس عنها من خلال المظاهرات أو الاحتجاج والصياح
    لكن المشكلة ان الانظمة القائمة سدّت كل السبل امام الاسلاميين ..فلجاوا مكرهين الى الاخذ بهذه الظواهر الراسمالية للتعبير عن الغضب والتنفيس والمطالبة .. وكوسيلة لها حكم المقاصد .. وترى هذه المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات التي تهدف إلى نصرة المسلمين والتضامن معهم والشد على أيديهم، وإعلاء لمشاعر الإسلام في زمن الضعف , فتستنكر الظلم والفساد، وتحارب الجريمة والرذيلة , وهذا أقل الواجب , فقد سدّت امامهم السبل ...
    كما واصبحت المظاهرات والمسيرات اسلوبا اعلاميا للفت النظر الى مطالب وحقوق وامال والام وطموحات الشعوب , ولحمل أولي الأمر على تلبية رغباتهم والاستجابة لما يريدون.
    وهنا لا نملك الا ان نقول انه لا يجوز ان يتخللها ما يخالف الشرع , وان نكون عمليين ونعمل بجد في سبيل الله ودين الله وامة الاسلام
    ونسال الله تعالى ان يهئ لنا الأسباب وان يسخر لنا الأحوال للقيام بما يفرضه علينا وان نحتسب ما نقدمه من أعمال في طاعة الله
    ونسأل الله أن ينصر إخواننا على عدوهم وأن يُصبِّرهم على مصابهم ويرحم شهداءهم ..
    (والعاقبة للمتقين)


    ملاحظة :
    هناك قاعدتان شرعيتان ..لا يجوز الخلط بينهما :
    1- الاصل في الاشياء الاباحة - وطبعا ما لم يرد دليل التحريم -
    2- الاصل في الاعمال التقيد بالحكم الشرعي
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إن هم إلا يظنون مشاهدة المشاركة
    وقفة مع المظاهرات

    كتبه/ عبد المنعم الشحات

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
    فمن المسائل التي اختلفت حولها الفصائل الإسلامية اختلافاً كبيراً مسألة المظاهرات؛ وذلك راجع إلى كونها وسيلة مستحدثة ليس فيها كلام صريح عن أهل العلم السابقين مما اقتضى شيئاً من النظر والتأمل فيها، هذا ويمكن عرض خلاصة لخلاصة ما ذهب إليه كل فريق فيما يلي:

    أولاً: مذهب المانعين كحكم:
    ذهب بعض أهل العلم إلى المنع من المظاهرات كحكم شرعي ثابت، واحتجوا على ذلك بدليلين:
    الأول: أن وسائل الدعوة توقيفية لا يجوز إحداث وسيلة منها بغير دليل، وهو مسلك يميل إليه الشيخ الألباني -رحمه الله- في كثير من المسائل، ومنها مسألة المظاهرات، ويوافقه عليه كثير من تلامذته.
    الثاني: أنها تشبه بالكفار؛ حيث أن هذه الوسيلة من الوسائل التي أخذت عن الغرب.

    ثانياً: مذهب المانعين لما فيها من مخالفات ولما يترتب عليها من مفاسد:
    ذهب بعض أهل العلم إلى المنع منها؛ لما تشتمل عليه من مخالفات؛ ولما يترتب عليها من مفاسد فمن هذه المخالفات:
    1- السب والشتم سواء للكفار أو لبعض عصاة المسلمين، وهو يخالف سلوك المسلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
    ثم إنه غالباً ما يقابل بسبٍ مثلِه في مظاهرات مضادة أو في وسائل الإعلام، وقد قال -تعالى-: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)(الأنعام:108).
    2- تضمنها شعارات مخالفة للإسلام من حيث الأصل، ولا يجوز إطلاقها؛ مثل الحرية التي تعني عند أصحابها حرية كل طرف منها أن يدافع عن عقيدته بما في ذلك الكفار الأصليين والمرتدين.
    3- وتضمنها إتلاف بعض المال العام الذي هو ملك للمسلمين، وليس ملكاً لمن يتظاهر ضده.
    4- خروج النساء على وجه يخالف القرار في البيت، ويزداد الأمر سوءاً باشتراكهن في ترديد الشعارات، وهن مأمورات بعدم الخضوع بالقول، ومنه رفع الصوت حتى منع العلماء من أذانها بصوت مرتفع في بيتها حتى لا يسمعها سامع، بالإضافة إلى ما في ذلك من تعرضهن للخطر كما سيأتي عند ذكر المفاسد.
    5- تضييع الصلاة في جماعة في كثير من الأحيان.
    6- خروج المظاهرات المشتركة بين الإسلاميين وبعض التيارات السياسية المصادمة للمشروع الإسلامي، والذين قد يكونون في كثير من الأحيان أشد خطراً على الأمة من المنكرات التي يجري التظاهر بسببها مع وصف هؤلاء جميعاً بأوصاف المدح كالشرفاء والقوى الوطنية وغيرها.

    وأما المفاسد المترتبة عليها فكثيرة، منها:
    1- اندساس بعض المخربين الذين يتعمدون التخريب، وإن لم يكن داخلاً في حسبان منظمي المظاهرات.
    2- المواجهات التي تتم بين المتظاهرين وقوات الأمن، والتي غالباً ما يجري فيها تبادل تهم بشأن من البادئ بها وبعض هذه المواجهات يصل إلى حد سفك الدماء، ويزداد الأمر سوءاً حال خروج النساء في هذه المظاهرات، وفي أحيان كثيرة يحدث أنواع من كشف العورات، وربما ما هو أكثر من ذلك.
    3- وحتى في حال وجود آلية لقياس المصالح والمفاسد عند القائمين بالمظاهرة، فإنهم لا يستطيعون توجيه كل من استجاب لهم، وكم من مظاهرة انسحب منظموها وبقي المتعاطفون معها في مواجهات لم يوطنوا أنفسهم عليها، ولا يعرفون لها أولاً ولا آخراً؛ مما يبقي مرارة في حلوق هؤلاء من الصحوة الإسلامية ككل.
    4- الثمن الذي يدفعه بعض منظمي هذه المظاهرات حتى ممن احتسب ذلك يمكن توجيهه إلى وجهة أخرى أكثر نفعاً للأمة على المدى القريب أو البعيد.

    وأما المجيزون للمظاهرات فقد استدلوا على قولهم بأدلة، منها:

    الأول: وجود أدلة تفصيلية على جواز المظاهرات، منها:
    أ- ما رواه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس -رضي الله عنهما- فيما كان بين عمر -رضي الله عنه- وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (فقلت يا رسول الله ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا قال بلى والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم قال فقلت ففيم الاختفاء والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين حمزة في أحدهما وأنا في الآخر له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد قال فنظرت إلى قريش وإلى حمزة فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ الفاروق وفرق الله به بين الحق والباطل) ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة 6531.
    2- حدوث ذلك من العلماء من خروجهم في تلامذتهم للإنكار على بعض العصاة وعلى بعض الأمراء، كما حدث ذلك من شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن غيره مراراً.

    الثاني: استدلوا بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وعلى هذا فالمظاهرات مباحة، ثم نقلوها من الإباحة إلى المشروعية بقاعدة "الوسائل لها أحكام المقاصد"، وقد ذكروا للمظاهرات مقاصد شرعية يمكن إجمالها في المقاصد الآتية:
    الأول: البيان، من إنكار منكر، أو التذكير بحق إخوة في الدين في بلد آخر أو نحو ذلك.
    الثاني: الإعلام، لإرسال رسالة إلى العالم الخارجي بردود الفعل الغاضبة تجاه جرائمهم في حق المسلمين.
    الثالث: الضغط، ويعنون به الضغط على الأنظمة الحاكمة لاتخاذ قرار معين في صالح الإسلام، وإرسال رسالة لهم بأن هذا مطلب عام.

    وسوف نرتب النظر في المسألة على النحو التالي:
    أولاً: النظر في ادعاء وجود أدلة تفصيلية على مشروعية المظاهرات:


    1- ادعاء وجود نص خاص في مسائل المظاهرات فيه نوع كبير من التوسع، لاسيما وأن أثر خروج المسلمين في مكة في صفين يحتاج إلى إثبات صحته قبل اعتماده أحد أدلة الأحكام، ثم إذا صح فغاية ما فيه أنهم خرجوا من دار الأرقم بن أبي الأرقم إلى المسجد، وليس في مكة آنذاك سلطة حاكمة بالمعنى المعاصر، ولم يكن في الأمر تجمهر ولا هتاف، ولا شك أن في قياس المظاهرات المعاصرة على هذه الواقعة توسع كبير، وإلا فأصحاب هذه المظاهرات ينكرون على من يرى أن الاجتماع في المساجد -بل وفي غيرها-، وبيان ما يجب بيانه كافٍ في تحقيق المقاصد التي يقصدون إليها بلا مفاسد.
    2- وكذلك الحال بالنسبة لخروج العلماء في جماعات للإنكار على الولاة أو على العامة، وهي صور تحتاج أيضاً إلى إعمال ضوابط المصلحة والمفسدة،

    فحصل من ذلك عدم وجود أدلة تفصيلية تفيد مشروعية المظاهرات.

    أولاً: النظر في أدلة القائلين بالمنع ابتداءاً:
    1- أما المنع منها بعلة كونها تشبه بالكفار فغير سديد؛ لأن المظاهرات -إذا لم يوجد مانع شرعي آخر منها- تصنف ضمن الأنظمة الإدارية، التي يمكن الاقتباس فيها من الكفار.
    2- وأما المنع منها بعلة أن وسائل الدعوة غير توقيفية.
    فالصواب في هذه المسألة -بإذن الله-: "أن الوسائل لها أحكام المقاصد"، مع ضرورة إضافة قيد في غاية الأهمية لم يذكره العلماء لوضوحه، ولكنه في زماننا يحتاج إلى أن يظهر، وهو قيد الإباحة، فتكون القاعدة: "الوسائل المباحة لها أحكام المقاصد".
    وممن نص على أهمية هذا القيد في زماننا العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- حيث يقول: "ليس للوسائل حد شرعي، فكل ما أدى إلى المقصود فهو مقصود، وما لم يكن منهياً عنه بعينه، فإن كان منهياً عنه بعينه فلا تقربه، فلو قال: أنا أريد أن أدعو شخصاً بالغناء والموسيقى لأنه يطرب لها، وليستأنس بها، وربما يكون هذا جذباً له، وأدعوه بالغناء والموسيقى هل يبيح له ذلك؟ لا، لا يجوز أبداً. لكن إذا كانت الوسيلة لم يُنه عنها ولها أثر فهذه لا بأس بها، فالوسائل غير المقاصد، ليس من اللازم أن ينص الشرع على كل وسيلة بعينها، يقول هذه جائزة وهذه غير جائزة، لأن الوسائل لا حصر لها، ولا حد لها، فكل ما كان وسيلة لخير فهو خير" (لقاءات الباب المفتوح 15/549).
    فإذا تبين عدم وجود دليل تفصيلي، وفى ذات الوقت عدم وجود حاظر يمنع من المسألة كحكم انحصر الأمر في النظر في المخالفات وقياس المصالح والمفاسد.
    وغني عن الذكر أن ما سبق وأسلفناه من المخالفات، ومن المفاسد المترتبة على المظاهرات يكفي بعضها في المنع منها، فكيف بمجموعها؟ بل إن هذه المفاسد يأتي بها المنع من هذه المظاهرات، حتى لو سلمنا لهم أن عليها أدلة تفصيلية؛ لأن غايتها أن تكون إحدى وسائل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، التي تحتاج إلى النظر في المصالح والمفاسد، حتى ولو كان الأصل فيها المشروعية.
    فإن قال قائل: ألا يتصور وجود مظاهرات عارية عن هذه المخالفات وعن تلك المفاسد؟
    قيل: نعم يتصور، وحينئذ سيكون الحكم الجواز، إلا أننا في المسائل الواقعية نراعي الواقع الذي نعيشه، مع التنبيه على أن هذا من باب الفتوى لا من باب الحكم.
    والواقع الذي نعيشه لا نكاد نرى منه مظاهرات عارية عن هذه المخالفات.
    وإذا فرضنا جدلاً أن المظاهرات عرت عن المخالفات الاختيارية، فماذا عن المفاسد الاضطرارية التي غالباً ما تؤول إليها كثير من المظاهرات؟
    ومع ذلك فنقول إذا (افترض) الخلو من الموانع فالإجابة (المفترضة) آنذاك أنها جائزة.
    ومما يعزز اختيار المنع وجود وسائل أخرى تتحقق معها المصالح المرجوة من وراء المظاهرات.
    ويتضح ذلك من مراجعة تلك المصالح المرجوة، هذا بعد استبعاد مصلحة الضغط التي لا وجود لها في القاموس السياسي للعالم الثالث، والتي غالباً ما تأتي محاولات الضغط فيها بهذه الصورة إلى نتيجة عكسية.
    وأما مصلحة البيان والإعلام فيتحقق بوسائل أخرى لا خلاف على مشروعيتها، منها الكلمة المسموعة والمكتوبة، ففي ذلك فرصة كافية للتوضيح والبيان، بصورة يخاطب القلب والعقل، وتتكون فكرة مستقرة في وجدان المتلقي بخلاف الهتافات الحماسية التي ينطفئ لهبها بمجرد انتهاء المظاهرة، بل ربما شارك المشارك في المظاهرة وهو متلبس بمظهر من مظاهر المعصية كشرب الدخان وتبرج النساء، وربما مرت المظاهرات على جموع من الجالسين على المقاهي وهم مشدودين إلى كراسيهم وأعينهم مسمرة على تلفازهم مما قد ينقل صورة إعلامية سلبية.
    نقول هذا مع التسليم بوجود فرق في المساحة الإعلامية بين الخطب والدروس والمحاضرات من جهة وبين المظاهرات من جهة أخرى إلا أن هذا الفرق لا يرقى إلى احتمال المفاسد المترتبة على المظاهرات.
    ثم إن الفارق آخذ في التقلص بعد الفضائيات والإنترنت، بحيث أن جمهور الشوارع الذي يراد للمظاهرات أن تصل إليه يصل إليه الإنترنت والفضائيات، مع التركيز والوضوح والبناء كما أسلفنا.
    ومن أغرب ما تستمعه من اعتراض على هذا الطرح قول بعض المؤيدين للمظاهرات: أما عندكم غير الكلام؟
    وهذا الشعور الذي يتشبع به بعض منظمي المظاهرات من أنهم كأنهم زاحموا المجاهدين كتفاً بكتف لمجرد هتافهم "افتحوا باب الجهاد"(1) يتسرب إلى المشاركين بصورة أو بأخرى، فيحصل لديهم قدر من الشعور بالرضا عن النفس، فلا يحاولون أن يفعلوا شيئاً مما يطالبهم به أصحاب الطرح الآخر من التوبة والرجوع إلى الله، والحرص على معاني الولاء والبراء وإشاعة ذلك في الأمة. وهذه المفسدة تعتبر في حد ذاتها أحد أبرز مفاسد المظاهرات.
    إن المظاهرات لا تعدوا أن تكون كلاماً مجتزءاً لا يفيد معنى تاماً، وهو من هذه الحيثية أقل نفعاً من المحاضرات بكثير، فهو كلام قليل النفع، ويبقى نقطة تميزه الرئيسة ليس في كونه ليس بكلام، ولكن في دائرة انتشاره، وقد ذكرنا أن هذه الفائدة لا تقارن بالمفاسد المترتبة عليه، كما أن الفرق بينها وبين الخطبة والدرس في هذا الباب في سبيله إلى التقلص.
    ويبقى في هذا الباب نصيحة أخيرة:
    وهي أن مسألة المظاهرات ونحوها من المسائل التي نشب الخلاف فيها منذ فترة طويلة، وذهب كل فريق فيها إلى ما يراه، وعلى كل عاقل أن يعرف الحجة الشرعية فيما يعتقد ويعمل، ولا يكتفي بتقليد من يظن بهم الخير، ولكن لا داعي لتحويل كل أزمة عامة من الأزمات التي يلزم فيها توجيه النصح لعموم الأمة، وتثبيت قلوبهم أمام ما يجدون من فتن إلى ساحات جدل "عقيم" بين أبناء الصحوة الإسلامية.

    والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

    (1) وممن لفت الانتباه إلى خطورة الحرث في البحر عن طريق المظاهرات التي تطالب بما يوقن منظموها أنه لن يحدث د. عبد العزيز كامل في مقال له على موقع "لواء الشريعة" بعنوان: "يا أصحاب الحجة والبيان... لا تخطئوا العنوان!".


    http://www.salafvoice.com/article.php?a=2993
    طرح متزن
    للإشتراك المجاني في رسائل ( جوال ناصح لمواجهة التغريب ) أرسل كلمة مشترك للرقم ( 0551915972 ) في الواتس آب لكل شرائح الجوال.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حكم المظاهرات السلمية
    بواسطة الأشعث في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-16-2011, 05:59 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء