النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حوار هادئ عن التطور محوره ربط الصفات الجينية على الحمض النووي بالصفات

  1. افتراضي حوار هادئ عن التطور محوره ربط الصفات الجينية على الحمض النووي بالصفات

    حوار هادئ عن التطور محوره ربط الصفات الجينية على الحمض النووي بالصفات الشكلية للجسد
    الى كل ملحد و الى كل لا أدرى و الى كل علمانى و الى كل نصرانى و الى كل يهودى و الى كل من ترك ملة الاسلام و ابتغى غيره دينا, الى كل من ظن أن الصدفة أو التطور يستطيعان بناء هذا الكون البديع الذى نعيش زوارا على نقطة منه تسمة الكرة الأرضية, اليكم جميعا أهدى هذا الحوار الهادىء عن التطور و الحمض النووى أملا فى أن يصل عقل قارئه الى الهداية و الرشاد من خلال الكلمة الطيبة و الموعظة الحسنة.
    فأنت أخى فى الانسانية أعز الناس على نفسك فلا تتركها تضل و تهلك, فان هدايتك فيها النفع لنفسك قبل غيرك و لن تعود هدايتك أو غوايتك على الله و لو بالقليل, فان الله لغنى عن العالمين. و أسأل الله جل و على أن يرزقنى الصدق فى كلامى فيصل الى القلوب قبل العقول فتكون الغاية منه الهداية لا الجدال و عقد المناظرات و الخروج من حوار الى حوار بقلوب قاسية و عقول مغلقة ترى الباطل أفضل من الحق المبين, و الله أسأل أن يجعل كلماتى هذه على العقول و القلوب بردا و سلاما انه ولى ذلك و القادر عليه.

    من الثوابت العلمية التى تواترت عليها كل الأدلة المعملية قبل العقلية أن الأحماض النووية (دى ان ايه = dna و أر ان ايه= rna) لا تستطيع أن تعمل الا اذا كانت موجودة بداخل الخلية, و أن أى كائن حى له صفتان احداهما جينية على الحمض النووى و الأخرى شكلية تشمل كل مركبات الجسد من أكبر مركب و هو الأعضاء الى أصغرمركب و هو عضيات الخلية و ذراتها, و كلا الصفتين الجينية و الشكلية متماثلتين و هو ما يعرف بالبصمة الوراثية, و لكل كائن حى بصمته الوراثية الخاصة به, و الصفة الجينية مسئولة عن انتاج الصفة الشكلية لجسد الكائن الحى و أن كلا الصفتين الجينية و الشكلية لا تعملان الا فى ظل ظروف بيئية مناسبة, فاذا انعدمت انعدم الكائن الحى.

    و بعيدا عن العلم و ثوابته يقول علماء نظرية التطور ان الحياة بدأت على الارض من خلية بدائية واحدة تكونت بالصدفة فى ظل ظروف بيئية معينة, و يقولون أن أول ما تكون بالصدفة من الخلية هو الأحماض النووية ثم بعد ذلك و بالصدفة أيضا تكونت باقى مركبات الخلية حولها.
    و اذا فرضنا جدلا أن الصدفة نجحت للمرة الأولى فى ايجاد الظروف البيئية المناسبة لنشأة الحياة من مركبات التربة الأرضية و الماء و الهواء و الضغط و الحرارة......الخ, ثم نجحت ثانية فى صنع الحمض النووى من مركباته الأولية المنتشرة فى البيئة الأرضية, و نجحت أيضا للمرة الثالثة فى صنع مركبات الخلية المحيطة بالحمض النووى, فكيف نجحت الصدفة للمرة الرابعة فى أن تجعل الصفات الشكلية للخلية على هيئة مماثلة للصفات الجينية على الأحماض النووية, مع أن هذا التماثل لكى يحدث لابد من حدوث أحد المستحيلات الآتية:
    الأول أن تكون الأحماض النووية هى التى أعطت الأوامر للبيئة المحيطة بانتاج مكونات الخلية, فتم ترجمة الصفات الجينية على الحمض النووى الى الصفات الشكلية المقابلة كما يحدث فينا الآن, و هذه الفرضية مستحيلة لأن الأحماض النووية لا يمكن أن تعمل بدون أوامر تنتقل منها الى مصانع البروتينات المعروفة باسم الريبوسومات بمساعدة مجموعة من الانزيمات.
    الثانى أن تكون مكونات الخلية تكونت بالصدفة حول الأحماض النووية فجاءت مماثلة للصفات الجينية الموجودة على الحمض النووى, و هذه الفرضية مستحيلة لأنه لا يمكن تكوين الخلية وهي ذات نظام معقد جداً دون توجيه أو تنظيم من الحمض النووى؟؟؟
    الثالث أن تكون الصدفة قد تنبهت الى ضرورة بناء الحمض النووى و مكونات الخلية المحيطة به فى نفس الوقت لكى يخدم كل منهما الآخر و لكى يحدث التماثل بينهما فلا تختلف الصفة الجينية عن الصفة الشكلية للخلية, و هو أمر مستحيل تماما لأنه اذا كان الأعور محدود البصر لا يستطيع أن يرى البعد الثالث بعين واحدة، فهو يرى بالعين الواحدة الطول والعرض فقط، يرى سطحاً ولا يرى حجما، يرى بُعدين، ولا يرى ثلاثة, فلا يستطيع ان يرى الشىء بحجمه الطبيعى و لا يستطيع أن يوسع مجال الرؤية.
    فاذا كان هذا هو حال الأعور فكيف هو حال الصدفة العمياء التى لا ترى أى شىء على الاطلاق, كيف استطاعت و فى نفس الوقت هذه العمياء التى لا عين لها و لا ابصار و لا يد لها و لا عقل أن تبنى نموذجين غاية فى التعقيد كلاهما ثلاثى الأبعاد أحدهما صغير جدا لا يكاد يرى بالعين المجردة و هو الحامض النووى و الآخر كبير جدا بالنسبة الى الحمض النووى و هو الخلية التى تحوى العديد من التفاصيل المعقدة تركيبيا و وظيفيا, كيف استطاعت تلك العمياء أن تنحت هذا الشكل البديع للحمض النووى على صغر حجمه و أن تتفنن فى نحت كل مركبات الخلية بهذه الدقة الشكلية و الوظيفية, و فوق هذا كله استطاعت هذه الصدفة العمياء أن تجعل العلاقة بين الحمض النووى و الخلية علاقة تماثل و كأن الحمض النووى تمثال مصغر للخلية بكل مركباتها الدقيقة و وظائفها العديدة و لكن فى صورة مشفرة لا يمكن لأحد مهما أوتى من العلم أن يحل هذه الشفرة فينتج ما فيها من حياة ثم ياتى أحد مركبات الخلية و هو أعمى لا يبصر من الدنيا شيئا و ليس له من العلم أو العقل شيئا و هو الريبوسومات. و الريبوسوم هو أحد عضيات الخلايا الحية المؤلف من بروتينات و مهمته الأساسية ترجمة الصفات الجينية على الحمض النووى إلى سلاسل ببتيدية تترابط فيما بعد لتشكيل البروتينات و بالتالي تحويل المعلومات الوراثية إلى مركبات جسدية.
    و اذا أتينا بأعظم نحات و سألناه و هو البصير بعينين هل تستطيع أن تخرج ما فى عينك من صور تراها فى الطبيعة الى تماثيل بنفس الكيفية التى ترى بها الصور, لقال لا بل مستحيل, فالعين قد ترى الحمض النووى و قد ترى مركبات الخلية و قد ترى أشكال الكائنات الحية و مع ذلك اذا طلبنا من هذا النحات العظيم أن يصنع تمثالا لأحد هذه الكائنات و هو يراها بعينيه شريطة أن يكون هذا التمثال مساوى لهذا الكائن فى الحجم و الشكل و الوزن و كل الصفات الظاهرة لقال لنا أنتم تطلبون المستحيل بعينه, فكيف اذا طلبنا منه أن يصنع التمثال على هيئة الحمض النووى بحجمه الصغير و دقته المتناهية التى ما تركت شاردة و لا واردة فى الجسم الا و له صورة جينية على هذا الحمض النووى الصغير.

    و اذا فرضنا جدلا أن الصدفة العمياء نجحت فى ايجاد و نحت خلية كاملة تحتوى على حمض نووى من مواد الأرض الجامدة التى لا حياة فيها, فهل الصدفة هى التى أعطت الحياة (الروح) للخلية حتى تتصرف ككائن حى له وظائف متعددة؟ , و اذا كانت الاجابة نعم, فلماذا لا تتكرر الصدفة فتعطى الحياة لأى خلية جسدية كاملة تم نزعها من أى كائن حى, لماذا ينبغى أن نضع نواة الخلية الجسدية فى بويضة منزوعة النواة ثم نضع الخلية الجديدة فى رحم كائن حى حتى نحصل على ما يسمى بالاستنساخ, أليس من الأهون أن تتكرر الصدفة ليس لتنتج خلية و انما فقط لتهبها الحياة.
    و اذا فرضنا جدلا أن الصدفة نجحت فى أن تعطى الحياة للخلية, فهل الصدفة هى التى أعطت الخلية الحية الهداية الى كيفية المعيشة فى البيئة المحيطة بتوافق تام بحيث تستطيع أن تتغذى و تتكاثر و تدافع عن نفسها ضد الأعداء الى آخر الوظائف الحيوية التى تقوم بها الخلية الحية. ثم هل الصدفة هى التى أوجدت قانون الزوجية و التزاوج بين أبناء الجنس الواحد من خلال انتاج أمشاج الزوجين, و هل الصدفة هى التى جعلت الأمشاج تحتوى على نصف عدد الصبغيات الموجودة فى الخلايا الجسدية, و هل الصدفة هى التى أوجدت قانون التزاوج بين كروموسومات الخلية الجنسية فيما يعرف بعملية العبور أو الكيازما أو التصالب من أجل تحسين الصفات الوراثية و تحسين النسل من أجل البقاء, و هل كانت الصدفة تعلم مسبقا أن عدم تحسين النسل يؤدى الى انتاج أجيال ضعيفة تهدد الكائن الحى بالفناء.

    و اذا فرضنا جدلا أن الصدفة هى التى نجحت فى كل ما سبق, فهل الصدفة أيضا هى التى أوجدت جميع الكائنات الحية على اختلاف أشكالها البسيطة و المعقدة من تلك الخلية البدائية التى أنشأتها منذ ملايين السنين من خلال خطة محكمة اسمها التطور, ثم أعطت لكل كائن حى بيئته الخاصة به فهناك الأرضية و المائية و الجوية, و جعلت لكل كائن أعضاء خاصة تناسب البيئة و ظروف المعيشة و التكاثر بحيث تنتج ذرية مشابهة لها فالقرد يلد قرد و الانسان يلد انسان و هكذ.
    و لا اعرف لماذا اختارت الصدفة الانسان لتجعله فى أعلى مستويات سلم التطور ثم سخرت جميع الكائنات الحية الأخرى لخدمته و منفعته و فضلته عليهم جميعا بالعقل, ألم يكن بمقدور الصدفة أن تجعل من أحد الكائنات الحية الأخرى ندا له بحيث توقف و لو قليلا من نشاطه التدميرى الموجه تجاه كل شىء.
    و من الغريب أيضا أن تنجح الصدفة فى ايجاد قانون التوازن بين كل مفردات الكون الحية منها و الجمادات, فى حين يعجز الانسان بكل ما عنده من عقل و علم فى أن يحافظ على التوازن البيئى فيكون سببا فى ظهور ثقب الأوزون و انتشار الفساد فى البر و البحر مما أدى الى اهلاك الكثير من الكائنات الحية و ما تبقى منها فهو على قائمة الانتظار أملا فى أن يهتدى الانسان الى مكان الصدفة حتى يدعوها لترفع عنا خطر الهلاك و تعيد الى الأرض بعض الاتزان.
    و لكن هيهات هيهات, فالصدفة قد تعبت من كثرة النجاحات المتتالية من أجل ايجاد هذا الكون الفسيح فتركته و ولت الأدبار لكى تستريح, و لعلها قد ماتت و أصابها الفناء بعد أن نجحت فى ايجاد الموت الذى يمثل العامل المشترك الأوحد بين كل الكائنات الحية, و الحقيقة الكبرى التى لا يناقضها الشك أو العلم, و مع أن الصدفة لم تستطع أن تساوى بين كل الكائنات الحية فى الصفات الشكلية و الجينية و طرق المعيشة فتجعلهم كلهم يرتقون الى المرتبة الانسانية, الا أنها ساوت بينهم فى المصير و الخاتمة فجعلت الموت و تحلل الأجساد و الفناء هو النهاية المؤلمة لكل تلك النجاحات السابقة و التى استطاعت أن تحققها الواحد تلو الآخر بلا تخطيط أو قصد.
    و أعجب من الموت الذى يفنى الأجساد, نجد الصدفة عاشقة لكلمة الموت فلا تكتفى بأن تجعله نهاية الحياة بل تخلط الموت بالحياة فقلما تجد كائن حى الا و تجد فى جسده حزأ ميت و ياليته مات فيترك الجسد بل يبقى فى الجسد ليمارس مهام عظيمة أغلبها للحماية فصار الحى (الكائن الحى) يحتمى بالميت (الأجزاء الميتة فى البدن).
    ففى الانسان مثلا نجد الأظافر و الشعر و الطبقة الخارجية من الجلد, و كلها أشياء ميتة و مع ذلك فلا استغناء عنها, و هذا هو الأصلع يتمنى أن يدفع عمره ثمنا لقطعة ميتة يجمل بها راسه العارى, و حدث عن النساء و بعض أشباه النساء من الرجال الذين يبالغون فى الاعتناء بالأظافر و الشعور الميتة, و لو عرفوا أنهم سوف يموتون مثلها, لما عبروها. ثم كيف علمت الصدفة هذا الشعر الميت ألا يغطى العينين الا فى الحواجب و الرموش ثم اطلقت له العنان فى الرأس و اللحية. و فى غير الانسان نجد الكائنات الحية الأخرى تحوى الشعر و الصوف و الوبر و الحوافر و القرون و المناقير و لحاء الشجر و قشور السمك و القواقع و الدرقات و غيرها الكثير مما لم يسعنى ذكره فى هذا المقام الضيق.
    و اذا كنا نعجب من خلط الحى بالميت فأعجب من ذلك أن هذه الأجزاء الميتة تنشأ من خلايا حية, و معنى ذلك أن هذه الأجزاء الميتة نشأت عن ارادة واعية لما تفعل و الا فلماذا يدافع الحى عن نفسه بالميت و هو يكره الموت و مصيره الموت و لا مفر له منه.
    فهل الصدفة كانت واعية حين أنشأت الميت فى الحى, واذا كان التطور يحب التخلص من النقائص كالموت فلماذا أدى التطور الى ظهور هذه الأجزاء الميتة التى تتوارثها الأجيال بلا تفريط.
    و هل هذه الأموات ظهرت كجزأ من الخلية التى أحاطت بالحمض النوووى فى الخلية البدائية الأولى أم أنها ظهرت لاحقا فى أثناء تطور الخلية الى كافة أشكال الحياة
    اذا قلنا بأنها ظهرت كجزأ من الخلية التى أحاطت بالحمض النوووى فى الخلية البدائية الأولى, فلماذا لم تدخلها الحياة كما دخلت فى باقى أجزاء الخلية, و اذا كان الموت لا يأتى الا للحى فكيف ماتت هذه الأجزاء التى نشأت عن جمادات الأرض و العاقل يعرف أن الجماد لا يموت.
    و اذا قلنا بأنها ظهرت لاحقا فى أثناء تطور الخلية الى كافة أشكال الحياة, فكيف عرف الحمض النووى باحتياجات كل كائن حى الى بعض الأجزاء الميتة التى تخدمه فى حال حياته, و هل هناك أصلا اتصال مباشر أو غير مباشر بين ما يشعر به الجسد من احتياجات و بين الخلايا الجنسية المسئولة عن انتاج الأمشاج, و اذا قال قائل بأن هناك اتصال ما يؤدى الى تغيير الصفة الجينية فى أحد الكائنات و من ثم تتغير الصفة الشكلية فى الذرية, فلماذا حتى الآن و بعد آلاف السنين لم تورث صفة الختان أو صفة حلق الشعر أو قص الأظافر أو تفليج الأسنان الى الذرية, و كيف لم يستطع جسد الانسان حتى الآن أن يجعل فى جسده تراكيب معينة كالجمادات التى يستخدمها فى الحياة لتنظم له درجة حرارة الجسد كالمكيف فاذا عاش فى منطقة حارة اشتغلت المكيفات الجسدية لتبريد الجسد أو انفتحت الرأس على شكل شمسية لتحميه من الشمس, و اذا عاش فى المناطق الباردة اشتغلت المكيفات الجسدية من أجل التدفئة أو تحول الجلد الى بطانية صوفية ميتة ليتغطى بها هربا من البرد.
    لماذا يظل الانسان العاقل الذى يعرف احتياجاته و يعرف أن هناك قانون اسمه التطور أسير للبيئة فلا يستطيع الاستعناء عنها و عن مكوناتها, و لماذا لم يستطع جسد الكائن الحى أن يطور لنفسه طريقة ما للتغذية فلا يحتاج الى الطعام فيتعب الليل و النهار من أجل أن يصل اليه ثم يأكله ليسكت ذلك المارد المسمى الجوع. و لماذا تركه التطور فى منتصف الطريق فلم يخلصه من كل النواقص التى يعانى منها كالبول و الغائط و العرق و المخاط و البصاق و الجوع و العطش و الشهوة الجنسية التى تحمله عبأ الأبناء و تجعله ينفق المليارات فى سبيل الحصول على وسائل منع الحمل, لماذا لم ينجح الانسان العاقل فى أن يبلغ الحمض النووى فى أنه لا يريد أن يتعب من المجهود لأنه اذا تعب احتاج الى النوم ليتخلص من التعب و بذلك يفقد جزأ كبير من حياته فى النوم يكاد يتجاوز الثلث, فلماذا لم يطور الانسان وسيلة جسدية يمنع بها النوم, لماذا على الانسان أن يظل فى معاناة دائمة من المرض الذى يذله أو يذل أقرب أقاربه أمام عينيه و لم يستطع أن يبلغ الحمض النووى أنه لا يريد المرض, و لماذا تأتى الشيخوخة الى الانسان فتصيبه بالعجز التدريجى حتى تصل به الى العجز الكلى فلا يمشى و لا يأكل بنفسه و يتبول على نفسه و لا يستطيع أن ينظف جسده فيتعفن فى حال حياته و فوق ذلك قد يكون أقاربه من عديمى العاطفة فيتركونه بلا خدمة و يسبونه بعد أن رباهم بل ربما قتلوه تحت مسمى الموت الرحيم, فلماذا تتركنا الصدفة و التطور دون أن تخبر الحمض النووى بأننا لا نريد الشيخوخة أو على الأقل يعطينا الرحمة و ينزع من قلوبنا القسوة فنتعاون فيما بيننا من أجل رعاية كل الطاعنين فى السن.
    و لماذا لم تستطع المرأة أن تخبر الحمض النووى أنها تشتهى الجمال الفائق الذى لا يشوبه أى نقصان حتى تصير كل النساء جميلات فلا تتعالى الجميلة على القبيحة و ما أكثرهن, و لماذا يخبر التطور الحمض النووى أن أن يجعلوا المرأة تستغنى عن الماكياج و البرفان فتكون هناك جينات للماكياجات التى تستخدمها المرأة منذ مطلع التاريخ و بذلك يوفر الرجل ثلاثة أرباع ميزانيته فى تحسين صورة المرأة, أو على الأقل يخبر التطور الحمض النووى أن يجعل كل النساء جميلات فتستغنى عن المكياجات. ثم لماذا تتفق الصدفة مع التطور ضد النساء فتصيبهم بالحيض و الحمل و الولادة و النفاث و هى أمور تتأذى المرأة منها أشد التأذى, و هل هذا تمييز عنصرى ضد المرأة, ألم تكن الصدفة و التطور قادرين على منع هذه النقائص فى النساء و أن تمنع الانجاب فيستريح الزوجان من هموم الأبناء و مشقة التربية, لماذا تصر الصدفة على جعل الكون غاية فى الاتزان و الحسن و كل الكائنات الحية أوجدتها فى أحسن تقويم ثم تترك كل هذا النقصان بلا تطور الى الأفضل.
    و اخيرا لماذا الموت, فالصدفة قد جاهدت لملايين السنين فى أن توجد الخلية الحية و تهب الحياة لكل الكائنات الحية, فلماذا لم تخبر الصدفة الحمض النووى أن الموت شىء سىء لا ينبغى أن يدخل الى الجسد فيدمر ما تعبت الصدفة فى ايجاده, ألم يكن من الأفضل أن توجد الصدفة كائن حى لا يموت, ألم تكن الصدفة تعلم أننا لا نحب أن نفارق الحياة و أن الأهل و الأحباب لا يحبوا أن يفارقونا و أنهم يتألمون كثيرا من الفراق, و اذا كانت قد علمت ذلك فلماذا لم تخبر التطور أن يحل مشكلة الموت فى برمجة الحمض النووى فيخلصنا من الموت و يعطينا الخلود.

    فى الواقع كل هذه الفرضيات المستحيلة تجعل من الصدفة موجود عاقل مبصر له يد و عالم بعلوم الهندسة الوراثية قامت أولا باختراع الخلية بصفاتها الشكلية و الجينية المتماثلة مع تقدير المواد اللازمة للايجاد و الظروف البيئية المناسبة, ثم تأتى الصدفة بعد ذلك الى أرض الواقع فتنفذ ما اخترعت بدقة متناهية فتنتج صفة شكلية (مركبات الخلية) مماثلة للصفة الجينية على الحمض النووى و تدمج الاثنين معا من أجل انتاج خلية كاملة تتصرف فى الوجود بحكمة و ترتقى من الأقل الى العلى حتى تعطى الانسان سميعا بصيرا عاقلا عالما متعلما ليقول بأن الذى أوجده هو الصدفة العمياء الجاهلة.
    و يا عجبا لأمر الصدفة و التطور فهما قد نجحا فى تصميم حياة كاملة تشمل جميع أجزاء هذا الكون بالرغم من جميع المصاعب التى قد تحول دون اكتمال التقاء ملايين الصدف التى تعاونت فيما بينها على ايجاد الحياة على هذه الأرض و التى لم تكن لتظهر لو لم يتم ايجاد جميع أجزاء هذا الكون بتقدير بالغ في جميع مراحل الايجاد حيث أن خللاً بسيطاً في مرحلة ما من هذه المراحل قد يحول دون أن تكون الأرض بالشكل والمواصفات التي هي عليها الآن أو يحول دون خروج الخلية الأولى الى الحياة أو حدوث التطور لايجاد كافة أشكال الحياة القائمة على مركب واحد اسمه الحمض النووى.
    وإن كان هناك من يعتقد أن هذا الكون قد خلقته الصدفة فقد تبين لنا الآن عجز الصدفة أن تخلصنا من كل النقائص التى تعترى جسد الانسان و غيره من الكائنات الحية و أهمها الموت, و اذا كانت الصدفة قد نجحت فى ما هو أعظممن ذلك, نجحت فى ايجاد الحمض النووى و هو سر الحياة فكيف تفشل فى ما هو أهون من ذلك و هو تعديل بعض الصفات الجينية على الحمض النووى من أجل الوصول الى الكمال الانسانى.

    أعتقد أن على كل صاحب عقل رشيد يعظم الصدفة و التطور أن يتفق معى الآن أنه يستحيل أن تتفق ملايين الصدف خلال هذه الرحلة الطويلة التي مر بها ايجاد الكون لكي توفر بالنهاية شروط ظهور الحياة على الأرض. وإذا كان الإنسان العاقل لا يمكنه أن يصدق أن الصدفة يمكنها أن تصنع اناء من الخزف على سطح أرض أغلب قشرتها يتكون من الطين فلا يجدر به أن يصدق أن الصدفة قد وقفت وراء خلق هذا الكون وما يحويه من مخلوقات بالغة التعقيد نقف امامها عاجزين عن فهم كثير من أسرار تركيبها.
    واذا لم يتفق معى أصحاب العقول الرشيدة على ذلك فأنا أدعوهم الى مظاهرة عارمة فى كل الميادين و الشوارع نحمل فيها الأحذية لنضرب الصدفة و التطور على أم رأسيهما عقابا لهما على ما تركوا فينا من نواقص تنغص علينا الحياة مع أن لهما القدرة على الايجاد و من يقدر على الايجاد يقدر على ما هو أقل من ذلك, مجرد تغيير بسيط فى صيغة الحمض النووى و تدخل السعادة الأبدية على الانسانية فلا موت و لا أمراض و لا شيخوخة و لا أى نقصان يعذب الأبدان.

    ان شاء الله فى المرة القادمة سوف نرى كيف اخترع الله الكائنات الحية قبل أن يخلقها و كيف أوجد الله الصفتين الشكلية و الجينية و كيف حكى لنا الله فى القرآن و السنة عن التساوى بينهما فى الصفات بل و الطريقة التى يتم بها توريث الصفات من الباء الى الأبناء و كيفية حدوث التحسين الوراثى بحيث لا يشبه الأبناء الأباء و كيف هدى الله كل الكائنات الحية الى معيشتها, ثم و بحول الله نرى لماذا ركب الله النقص فى الكائنات الحية و ما السبيل الى نزع هذا النقص و الوصول الى الكمال, كل هذا و غيره نراه فى القرآن و سنة النبى العدنان واضحا وضوح الشمس فى وضح النهار, فانتظرونى بالدعاء أن يعيننى الله و يوفقنى الى ما يحبه و يرضاه.
    التعديل الأخير تم 02-13-2009 الساعة 11:13 PM

  2. افتراضي أسأل الله أن يجمعنى بكم فى جنات النعيم

    الاخوة الأعزاء فى منتدى التوحيد
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أردت فقط أن اعتذر اليكم قبل ان أنسحب من المنتدى و بذلك تكون المشاركة السابقة هى آخر مشاركاتى معكم لعل الله أن ينفع بها انه ولى ذلك و القادر عليه
    لقد قمت بالتسجيل فى هذا المنتدى الرائع بناء على دعوة أحد أعضاء هذا المنتدى لعلمه أن لى ابحاث حول ذكر الحامض النووى فى القرآن و السنة ظنا منه أننى ربما أساهم فى حل بعض القضايا المتعلقة بهذا المجال
    و حقيقة لقد استفدت من مطالعتى للعديد من المشاركات فى هذا المنتدى على مدار أكثر من شهرين
    و لكننى و للأسف بدأت فى اكتساب عادة سيئة و هى الحدة فى الحوار
    و عندما راجعت نفسى و قارنت بين حالى فى أول مشاركة لى حين تهجم على بعض الاخوة فى المنتدى فقابلت تهجمهم بالصبر و بالتى هى أحسن
    و لكننى الآن أجدنى أحاور بشدة كما لو كنت أنا وحدى على الحق
    و هو أسلوب أظننى اكتسبته من كثرة مطالعتى للنقد و الحوار فى المنتدى و أساليب السخرية
    و مع أننى شاركت فى العديد من المؤتمرات الدولية فما حدث منى مثل ذلك مع أننا كثيرا ما نختلف فى هذه المؤتمرات و لكن فى اطار احترام الآخر
    و لذا فاننى أستجيب لدعوة حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم فى توديع الجدل و ان زعمت أننى على الحق
    اخوتى فى الله كانت مشاركاتى معكم فى المواضيع الاتية
    1. طول آدم عليه السلام
    2. التطور و الدارونية
    3. التشوهات الخلقية
    4. ذكر البويضة فى القرآن و السنة
    5. خلق سيدنا عيسى عليه السلام

    و كلها مواضيع تجمعها سمة مشتركة ألا و هى ذكر الحامض النووى فى القرآن و السنة من خلال فهم اسماء الله (الخالق البارىء المصور) كما فهمها النبى و صحابته الأطهار
    و من هذا البحث خرجت عدة أبحاث أخرى متعلقة بهذا الموضوع و هى كالتالى
    1- وصف القرآن و السنة للحمض النووى فى النطفة الأمشاج
    2- وصف القرآن و السنة لتخليق البروتين و أعضاء الجنين فى الأرحام
    3- و صف الفرق بين الصفة الموروثة و الصفة المكتسبة فى القرآن و السنة
    4- الصفات الإجرامية مكتسبة و لا تورث بنص القرآن و السنة
    5- أنواع الماء الدافق و غير الدافق و لماذا الخروج من بين الصلب و الترائب
    6- معجزات باهرات فى آية الخلق فى ظلمات بطون الأمهات (ما هو الخلق من بعد خلق و ما هى الظلمات الثلاث)
    7- دورات الانقسام الخلوى فى القرآن و السنة
    8- اثبات النشأة من آدم و حواء بالحامض النووى و نفى التطور
    9- و صف الخلق الغريب فى القرآن و السنة فى قول الله (واذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم)
    10- الاعجاز العلمى فى وصف مراحل خلق آدم
    11- الاعجاز العلمى فى كيفية خلق حواء من ضلع آدم ثم تصويرها وراثيا
    12- حكم الاجهاض و علاقته بخلق الذرية فى الأصلاب و جمعها فى الميثاق
    13- كيفية خلق عيسى فى مريم و نفى ألوهية المسيح
    14- البصمات الوراثية فى القرآن و السنة
    15- الاستنساخ و تحدى الله لعلماء الهندسة الوراثية في باب الخلق و باب الخلد
    16- أنواع الحى و الميت و كيف يخرج الحى من الميت و كيف يخرج الميت من الحى
    17- الطفرات الوراثية فى القرآن و السنة
    18- كيف يتعرف الجسم على شقيه الأيمن و الأيسر فى ظلام الأرحام؟

    و كان فى نيتى اذا من الله على أن أشارككم فى هذا المنتدى ببعض من هذا الجهد المتواضع

    و لكننى وجدت أن الأمر لن يخلو من جدال حاد فآثرت البعد عن هذا الشر الذى يفسد القلوب

    و لعل البعض يعتبره هروب فله ذلك و الله لا تخفى عنه النوايا

    و لكننى على وعد معكم باذن الله تعالى أن تجدوا هذه الأبحاث منشورة على مواقع الاعجاز العلمى المعتمدة من قبل رابطة العالم الاسلامى أو موقع الزندانى
    و ذلك بعد ان انتهى من مناقشة بحث البصمات الوراثية فى القرآن و السنة فى المجمع الفقهى التابع لرابطة العالم الاسلامى و الحمد لله جارى التحضير لهذا الأمر بالتعاون مع فضيلة الدكتور عبدالله المصلح الرئيس العام لهيئة الاعجاز العلمى التابعة لرابطة العالم الاسلامى

    برجاء ألا تنسونى من صالح دعواتكم
    و أسأل الله أن يغفر لى و لكل من أسأت اليه و أن يتجاوز عمن أساء الى
    و أن يغفر لمن دعانى للمشاركة معكم

    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شكرا لك على هذا الطرح العلمي والعقلي القوي

    فكيف هو حال الصدفة العمياء التى لا ترى أى شىء على الاطلاق, كيف استطاعت و فى نفس الوقت هذه العمياء التى لا عين لها و لا ابصار و لا يد لها و لا عقل أن تبنى نموذجين غاية فى التعقيد
    نعم
    صدفة عمياء وعاقر .. ولا عين لها و لا ابصار و لا يد لها و لا عقل
    ومع ذلك تلد وتنجب صدف !!!

    صدفة مجنونة .. ولا عجب اذن ان يتبعها المجانين
    صدفة عمياء .. ولا عجب اذن ان يتبعها عميان البصيرة
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  4. #4

    افتراضي

    اخى العزيز والله انه من اجمل ما قرأت فى هذا الموضوع الشائك

    وكانت كلماتك اشبه برصاصات تطلق , فى وجه المكذب المنكر لوجود الله فلا يجد لها رد فيموت فى جلده هاربا
    وكانت للمؤمن بلسم وشفاء لانها كانت تقطر علما وايمان غسلت تلك الشبهات وازاحتها

    اخى ان كان قرار ابتعادك عن المنتدى قابل للتراجع فارجو اعادة النظر فيه

    وفقك الله دائما لنصرة دينه واعلاء كلمة الحق

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و اذا فرضنا جدلا أن الصدفة نجحت للمرة الأولى فى ايجاد الظروف البيئية المناسبة لنشأة الحياة من مركبات التربة الأرضية و الماء و الهواء و الضغط و الحرارة......الخ, ثم نجحت ثانية فى صنع الحمض النووى من مركباته الأولية المنتشرة فى البيئة الأرضية, و نجحت أيضا للمرة الثالثة فى صنع مركبات الخلية المحيطة بالحمض النووى, فكيف نجحت الصدفة للمرة الرابعة فى أن تجعل الصفات الشكلية للخلية على هيئة مماثلة للصفات الجينية على الأحماض النووية
    كلام متيــــــــن، أول مرة أنتبه لهذه النقطة المهمة.
    من المعلوم أن أي شيء في الخلية إلا و له شيفرة في الـ adn، فكيف استطاعت الصدفة أن تشكل شيئا بالصدفة، ثم تجد شيفرته بالصدفة كذلك في الحمض النووي...
    للرفع.
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  6. #6

    افتراضي

    السلام عليكم
    حضرتك ممكن تضع المقالات فقط دون جدال أو تعقيب أو على الأقل روابط لها !
    اللهم ارفع علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والزيغ والشر والفساد والعناد و الإلحاد؛ وانشر رحمتك على العباد.
    قال سيدُنا علي (رضي الله عنه): الناسُ ثلاثة عالمٌ رباني ومتعلمٌ على سبيل نجاة وهمجٌ رَعاعٌ اتباعُ كُلِ ناعقٍ يميلون مع كُل ريح.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهات حول الحمض النووي
    بواسطة مشارك في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-04-2013, 10:44 PM
  2. هل صحيح ان الحمض النووى للانسان يشتابه مع 50% للحمض النووى للموز
    بواسطة مفتقد الاراده في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-22-2012, 04:53 AM
  3. هل صحيح ان الحمض النووى للانسان يشتابه مع 50% للحمض النووى للموز
    بواسطة مفتقد الاراده في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-22-2012, 04:53 AM
  4. الحمض النووى فى السنة النبوية الشريفة .
    بواسطة أسلمت لله 5 في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-05-2012, 01:45 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء