بالطبع هناك أسباب ودلائل وهي الدراسات الجيولوجية في تاريخ نشوء الكوكب. التفاصيل الدقيقة غير معروفة كلها لكن هذا ما استنتجه العلماء عن ظروف الأرض وقتها.
الأحماض الأمينية تم تحضيرها مخبريا في تجربة بسيطة (تجربة ميلر) ومن مواد كانت موجودة على سطح الأرض آنذاك حسب ما أثبتته الدراسات الجيولوجية التاريخية. وكذلك تم تحضير السكريات والبورفين والبورينات، وهي المواد العضوية التي ظنوا قديما أنها لا يمكن أن تحضر.
مضى وقت طويل حتى وصلت الأرض في تاريخها إلى تلك النقطة التي ظهرت على سطحها تلك المواد وغربلها واصطفاها التطور الكيميائي.. وهي الحموض الأمينية والبورينات والسكريات والبروفين وبدأت بالتفاعل مع بعض في ظروف معينة. فهل نحتاج فعلا إلى افتراض عامل فوق طبيعي بدلا من أن نفهم أن التطور لم يقف عند هذه النقطة؟ كل العوامل كانت مهيئة للتطور وحصول الخطوة التالية وإن كنا نجهل تفاصيلها، وليس الأمر صدفة محضة غير منطقية كما قد يتوهم البعض بل كانت الظروف مهيئة كما ذكر.
من يريد التمسك بهذه القناعة وأنه لابد من افتراض عامل فوق طبيعي لتتطور هذه المواد بعد ذلك، لا نستطيع أن نعدله عن قناعته هذه لأننا لا نملك وقائع ملموسة عن هذه المرحلة الانتقالية وظروفها. لكن نحن نرى أنه من البديهي استنتاج عدم وجود داع لتدخل فوق طبيعي بعد هذا المشوار من تاريخ التطور وظهور المركبات العضوية وتهيؤ الظروف.
إن حشر الإله بطريقة سد الفراغات هو غير لائق بالإله، وتاريخ الفكر البشري يعلمنا بواسطة عدد لا حصر له من الأمثلة أن تحميل الإله أو أية قوة فوق طبيعية مسؤولية سد الفجوات بهذه الطريقة هو أمر خاطئ.
Bookmarks