النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: هل يحاسب الإنسان عما يدور في داخل قلبه؟

  1. افتراضي هل يحاسب الإنسان عما يدور في داخل قلبه؟




    بسم الله الرحمن الرحيم

    والحمد لله رب العالمين وبه نستعين وصلى الله على النبي الأمي الأمين .. محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المخلصين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    هل يحاسب الإنسان عما يدور في نفسه من الخير والشر
    سؤال:
    أحيانا يبتلى الإنسان بالتفكير في معصية من المعاصي ، ومثل ذلك أمور وسوسه الشيطان والنفس بالسوء ، فهل يجازى المرء على ما يدور في نفسه ، ويكتب عليه ، سواء كان خيرا أم شرا ؟
    الجواب:
    الحمد لله
    روى البخارى فى صحيحه (6491) ومسلم (131) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ) .
    وروى البخاري (5269) ومسلم (127) ـ أيضا ـ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ) .
    قال ابن رجب رحمه الله :
    " فتضمنت هذه النصوص أربعة أنواع : كتابة الحسنات ، والسيئات ، والهم بالحسنة والسيئة ، فهذه أربعة أنواع .. " ، ثم قال :
    " النوع الثالث : الهمُّ بالحسنات ، فتكتب حسنة كاملة ، وإنْ لم يعملها ، كما في حديث ابن عباس وغيره ، ... وفي حديث خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ : " .. وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا فَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُ قَدْ أَشْعَرَهَا قَلْبَهُ وَحَرَصَ عَلَيْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً .. " [ رواه أحمد 18556، قال الأرناؤوط : إسناده حسن ، وذكره الألباني في الصحيحة ] ، وهذا يدلُّ على أنَّ المرادَ بالهمِّ هنا : هو العزمُ المصمّم الذي يُوجَدُ معه الحرصُ على العمل ، لا مجرَّدُ الخَطْرَةِ التي تخطر ، ثم تنفسِخُ من غير عزمٍ ولا تصميم .
    قال أبو الدرداء : من أتى فراشه ، وهو ينوي أن يُصلِّي مِن اللَّيل ، فغلبته عيناه حتّى يصبحَ ، كتب له ما نوى ...
    وروي عن سعيد بن المسيب ، قال : من همَّ بصلاةٍ ، أو صيام ، أو حجٍّ ، أو عمرة ، أو غزو ، فحِيلَ بينه وبينَ ذلك ، بلَّغه الله تعالى ما نوى .
    وقال زيدُ بن أسلم : كان رجلٌ يطوفُ على العلماء ، يقول : من يدلُّني على عملٍ لا أزال منه لله عاملاً ، فإنِّي لا أُحبُّ أنْ تأتيَ عليَّ ساعةٌ مِنَ الليلِ والنَّهارِ إلاَّ وأنا عاملٌ لله تعالى ، فقيل له : قد وجدت حاجتَكَ ، فاعمل الخيرَ ما استطعتَ ، فإذا فترْتَ ، أو تركته فهمَّ بعمله ، فإنَّ الهامَّ بعمل الخير كفاعله .
    ومتى اقترن بالنيَّة قولٌ أو سعيٌ ، تأكَّدَ الجزاءُ ، والتحقَ صاحبُه بالعامل ،
    كما روى أبو كبشة عن النبى - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ( إنَّما الدُّنيا لأربعةِ نفرٍ : عبدٍ
    رَزَقَهُ الله مالاً وعلماً ، فهو يتَّقي فيه ربَّه ، ويَصِلُ به رَحِمَه ، ويعلمُ لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل ،
    وعبدٍ رزقه الله علماً ، ولم يرزقه مالاً ، فهو صادِقُ النِّيَّة ، يقول : لو أنَّ لي مالاً ، لعمِلْتُ بعملِ فلانٍ ، فهو بنيتِه ، فأجرُهُما سواءٌ ،
    وعبدٍ رزقه الله مالاً ، ولم يرزُقه علماً يَخبِطُ في ماله بغير علمٍ ، لا يتَّقي فيه ربّه ، ولا يَصِلُ فيه رحِمهُ ، ولا يعلمُ لله فيه حقاً ، فهذا بأخبثِ المنازل ،
    وعبدٍ لم يرزقه الله مالاً ولا علماً ، فهو يقول : لو أنَّ لي مالاً ، لعَمِلتُ فيه بعمل فلانٍ فهو بنيته فوِزْرُهما سواءٌ
    )
    خرَّجه الإمام أحمد والترمذى وهذا لفظُهُ ، وابن ماجه [ صححه الألباني لغيره
    وقد حمل قوله : " فهما في الأجر سواءٌ " على استوائهما في أصلِ أجرِ العمل ، دون مضاعفته ، فالمضاعفةُ يختصُّ بها من عَمِلَ العمل دونَ من نواه فلم يعمله ، فإنَّهما لو استويا مِنْ كلِّ وجه ، لكُتِبَ لمن همَّ بحسنةٍ ولم يعملها عشرُ حسناتٍ ، وهو خلافُ النُّصوصِ كلِّها ،
    ويدلُّ على ذلك قوله تعالى : { فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ } ،
    قال ابن عباس وغيره : القاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجة همُ القاعدون من أهلِ الأعذار ، والقاعدون المفضَّل عليهم المجاهدون درجاتٍ هم القاعدون من غير أهل الأعذار " .
    ثم قال رحمه الله :
    " النوع الرابع : الهمُّ بالسَّيِّئات من غير عملٍ لها ، ففي حديث ابن عباس : أنَّها تُكتب حسنةً كاملةً ، وكذلك في حديث أبي هريرة وأنس وغيرهما أنَّها تُكتَبُ حسنةً ، وفي حديث أبي هريرة قال : ( إنَّما تركها مِن جرَّاي ) [ مسلم 129] ، يعني : من أجلي . وهذا يدلُّ على أنَّ المرادَ مَنْ قَدَرَ على ما همَّ به مِنَ المعصية ، فتركه لله تعالى ، وهذا لا رَيبَ في أنَّه يُكتَبُ له بذلك حسنة ؛ لأنَّ تركه للمعصية بهذا المقصد عملٌ صالحٌ .
    فأمَّا إن همَّ بمعصية ، ثم ترك عملها خوفاً من المخلوقين ، أو مراءاةً لهم ، فقد قيل : إنَّه يُعاقَبُ على تركها بهذه النيَّة ؛ لأنَّ تقديم خوفِ المخلوقين على خوف الله محرَّم . وكذلك قصدُ الرِّياءِ للمخلوقين محرَّم ، فإذا اقترنَ به تركُ المعصية لأجله ، عُوقِبَ على هذا الترك ...
    قال الفضيلُ بن عياض : كانوا يقولون : تركُ العمل للناس رياءٌ ، والعمل لهم شرك .
    وأمَّا إنْ سعى في حُصولها بما أمكنه ، ثم حالَ بينه وبينها القدرُ ، فقد ذكر جماعةٌ أنَّه يُعاقَب عليها حينئذٍ لحديث : ( ما لم تكلَّمْ به أو تعمل ) ،
    ومن سعى في حُصول المعصية جَهدَه ، ثمَّ عجز عنها ، فقد عَمِل بها ، وكذلك قولُ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فالقاتِلُ والمقتولُ في النَّار ) ، قالوا : يا رسول الله ، هذا القاتلُ ، فما بالُ المقتول ؟! قال : ( إنَّه كان حريصاً على قتل صاحبه ) [رواه البخاري 31 ومسلم 2888] .
    وقوله : ( ما لم تكلَّم به ، أو تعمل ) يدلُّ على أنَّ الهامَّ بالمعصية إذا تكلَّم بما همَّ به بلسانه إنَّه يُعاقَبُ على الهمِّ حينئذٍ ؛ لأنَّه قد عَمِلَ بجوارحِه معصيةً ، وهو التَّكلُّمُ باللِّسان ، ويدلُّ على ذلك حديث [ أبي كبشة السابق ] الذي قال : ( لو أنَّ لي مالاً ، لعملتُ فيه ما عَمِلَ فلان ) يعني : الذي يعصي الله في ماله ، قال : ( فهما في الوزر سواءٌ ) . "
    ثم قال رحمه الله :
    " وأمّا إن انفسخت نِيَّتُه ، وفترَت عزيمتُه من غيرِ سببٍ منه ، فهل يُعاقبُ على ما همَّ به مِنَ المعصية ، أم لا ؟
    هذا على قسمين :
    أحدهما : أن يكون الهمُّ بالمعصية خاطراً خطرَ ، ولم يُساكِنهُ صاحبه ، ولم يعقِدْ قلبَه عليه ، بل كرهه ، ونَفَر منه ، فهذا معفوٌّ عنه ، وهو كالوَساوس الرَّديئَةِ التي سُئِلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عنها ، فقال : ( ذاك صريحُ الإيمان ) [ رواه مسلم 132 ] ...
    ولمَّا نزل قولُه تعالى : { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ } ، شقَّ ذلك على المسلمين ، وظنُّوا دُخولَ هذه الخواطر فيه ، فنَزلت الآية التي بعدها ، وفيها قوله : { رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } [رواه مسلم 126] ، فبيَّنت أنَّ ما لا طاقةَ لهم به ، فهو غيرُ مؤاخذٍ به ، ولا مكلّف به .. ، وبيَّنت أنّ المرادَ بالآية الأُولى العزائم المصمَّم عليها ...
    القسم الثاني : العزائم المصممة التي تقع في النفوس ، وتدوم ، ويساكنُها صاحبُها ، فهذا أيضاً نوعان :
    أحدهما : ما كان عملاً مستقلاً بنفسه من أعمالِ القلوب ، كالشَّكِّ في الوحدانية ، أو النبوَّة ، أو البعث ، أو غير ذلك مِنَ الكفر والنفاق ، أو اعتقاد تكذيب ذلك ، فهذا كلّه يُعاقَبُ عليه العبدُ ، ويصيرُ بذلك كافراً ومنافقاً ...
    ويلحق بهذا القسم سائرُ المعاصي المتعلِّقة بالقلوب ، كمحبة ما يُبغضهُ الله ، وبغضِ ما يحبُّه الله ، والكبرِ ، والعُجبِ ...
    والنوع الثاني : ما لم يكن مِنْ أعمال القلوب ، بل كان من أعمالِ الجوارحِ ، كالزِّنى ، والسَّرقة ، وشُرب الخمرِ ، والقتلِ ، والقذفِ ، ونحو ذلك ، إذا أصرَّ العبدُ على إرادة ذلك ، والعزم عليه ، ولم يَظهرْ له أثرٌ في الخارج أصلاً . فهذا في المؤاخذة به قولان مشهوران للعلماء :
    أحدهما : يؤاخذ به ، " قال ابنُ المبارك : سألتُ سفيان الثوريَّ : أيؤاخذُ العبدُ بالهمَّةِ ؟ فقال : إذا كانت عزماً أُوخِذَ ". ورجَّح هذا القولَ كثيرٌ من الفُقهاء والمحدِّثين والمتكلِّمين من أصحابنا وغيرهم ، واستدلوا له بنحو قوله - عز وجل - :
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ } ، وقوله : { وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } ،
    وبنحو قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : ( الإثمُ ما حاكَ في صدركَ ، وكرهتَ أنْ يطَّلع عليه النَّاسُ ) [ رواه مسلم 2553 ] ،
    وحملوا قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله تجاوزَ لأُمَّتي عمَّا حدَّثت به أنفُسَها ، ما لم تكلَّم به أو تعمل ) على الخَطَراتِ ، وقالوا : ما ساكنه العبدُ ، وعقد قلبه عليه ، فهو مِنْ كسبه وعملِه ، فلا يكونُ معفوّاً عنه ...
    والقول الثاني : لا يُؤاخَذُ بمجرَّد النية مطلقاً ، ونُسِبَ ذلك إلى نصِّ الشافعيِّ ، وهو قولُ ابن حامدٍ من أصحابنا عملاً بالعمومات . وروى العَوْفيُّ عن ابنِ عباس ما يدلُّ على مثل هذا القول ... " انتهى ، من جامع العلوم والحكم : شرح الحديث السابع والثلاثين (2/343-353) باختصار، وتصرف يسير .




    من الإيميل بقدر الله




    [/size]
    التعديل الأخير تم 03-10-2009 الساعة 08:51 PM

  2. #2

    افتراضي

    جزاكي الله خيرا _ نعم الله لاتعد لاتحصى وهذه احداها فخالق هذه النفس عالم بان للنفس عدةَ حركات، منها الهاجس والخاطر وحديث النفس والهمُّ والعزم، وكل إنسان مُعَرَّضٌ لها بحكم طبيعته التي خلقه الله عليها، ولو حاسَبَنا عليها وآخذنا بها لكان ذلك تكليفًا بما لا يُطاق، وهو سبحانه حكم عدل رءوف رحيم، ولذلك لا يحاسب إلا على نتيجة هذه الحركات النفسية من القوْل أو العمل، أما ما دامت في المرحلة الداخلية، فلا يكلفنا إلا بأقواها وأقربها إلى التنفيذ، وذلك يكون عند الهمِّ والعَزْم.
    تحياتي
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  3. افتراضي

    بارك الله فيكم

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت مسلمة مشاهدة المشاركة
    جزاكي الله خيرا _ نعم الله لاتعد لاتحصى وهذه احداها فخالق هذه النفس عالم بان للنفس عدةَ حركات، منها الهاجس والخاطر وحديث النفس والهمُّ والعزم، وكل إنسان مُعَرَّضٌ لها بحكم طبيعته التي خلقه الله عليها، ولو حاسَبَنا عليها وآخذنا بها لكان ذلك تكليفًا بما لا يُطاق، وهو سبحانه حكم عدل رءوف رحيم، ولذلك لا يحاسب إلا على نتيجة هذه الحركات النفسية من القوْل أو العمل، أما ما دامت في المرحلة الداخلية، فلا يكلفنا إلا بأقواها وأقربها إلى التنفيذ، وذلك يكون عند الهمِّ والعَزْم.
    تحياتي
    الحمد لله على رحمته ونعمته علينا
    شاكرة لك أخيتي الغالية وللأخ الكريم

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم

    نقل طيب بارك الله فيك

    ولكن ماذا عن الأعمال القلبية كالحسد والحقد فهي هواجس ولم تتطور لفعل أو قول هل يؤاخذ الله الناسَ على مثل هذه الأعمال.

    أو مثلا أنني اعتقدت أن الشمس هي من يخلق البشر ولم أتحدث بهذا لأحد ولم أعمل عملا للشمس كصلاة أو دعاء انما مجرد اعتقاد فهل هذا يغفر لي؟؟

    ارجو افادتي جزاكم الله خيرا
    التعديل الأخير تم 02-22-2010 الساعة 12:48 PM

  6. #6

    افتراضي

    ولكن ماذا عن الأعمال القلبية كالحسد والحقد فهي هواجس ولم تتطور لفعل أو قول هل يؤاخذ الله الناسَ على مثل هذه الأعمال.
    الحسد والحقد ليست من الهواجس بل هي من أعمال القلوب التي تنقص من الإيمان، ومن أعمال القلوب ما يكون في أصل الإيمان كالمحبة والخوف والرجاء والتوكل.

    أو مثلا أنني اعتقدت أن الشمس هي من يخلق البشر ولم أتحدث بهذا لأحد ولم أعمل عملا للشمس كصلاة أو دعاء انما مجرد اعتقاد فهل هذا يغفر لي؟؟
    بل هذا من الكفر والعياذ بالله حتى لو لم تتحدث به فإن الكفر يكون في الاعتقاد والقول والعمل، ولا يغفر الله لك إن اعتقدت به حتى تتوب.
    ----------------------------------
    إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلا أُبَالي ..

    اللهمّ إنّي أسْألُكَ أنْ أكُونَ مِنْ أذلِّ عِبَادِكَ إلَيْك ..
    ----------------------------------

    أما لنا –في أيام الفتن هذه- في سلفنا الصالح أسوة ؟!
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=29139

  7. #7

    افتراضي

    اذن حصر الحساب على الأفعال والأقوال فقط أمر مجانب للصواب

    فقد قالت الأخت مسلمة (ولذلك لا يحاسب إلا على نتيجة هذه الحركات النفسية من القوْل أو العمل، أما ما دامت في المرحلة الداخلية..)

    وأحببت أن أتبين من صحة هذا القول، حيث الخوض في مثل هذا الامور يحتاج الى تأمل وتفكير (فهو أمر جلل)

    جزاكم الله خيرا

  8. #8

    افتراضي

    تأمل في هذا الموضوع بارك الله فيك ..

    المختصر المفيد في بيان حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة ..
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=21687
    ----------------------------------
    إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلا أُبَالي ..

    اللهمّ إنّي أسْألُكَ أنْ أكُونَ مِنْ أذلِّ عِبَادِكَ إلَيْك ..
    ----------------------------------

    أما لنا –في أيام الفتن هذه- في سلفنا الصالح أسوة ؟!
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=29139

  9. #9

    افتراضي

    فقد قالت الأخت مسلمة (ولذلك لا يحاسب إلا على نتيجة هذه الحركات النفسية من القوْل أو العمل، أما ما دامت في المرحلة الداخلية..)

    وأحببت أن أتبين من صحة هذا القول، حيث الخوض في مثل هذا الامور يحتاج الى تأمل وتفكير (فهو أمر جلل)
    نعــــــم صحيح هو أمـــــر جلل أخي نسأل الله أن يصلح قلوبنــــــا..
    قـــــال نبينا الكريم –صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل))
    لكن ليس من الصواب القول بإطلاق يصل بنا الى ماذهبت اليـــه من كفر اعتقادي وأمراض قلبية ... فمن المقرر أن الأشياء التي يخفيها العبد في نفسه هي أنواع: منها ما يتعلق بالإيمان، ومنها ما يتعلق بالشك، ومنها ما يتعلق بالنفاق، وأيضاً بالكفر، وكذا كتمان الشهادة، إلى غير ذلك من المعاني التي تنطوي عليها النفوس، ولاشك أن قدراً مما تنطوي عليه النفوس يؤاخذ به العبد، وقدراً يعفو الله عنه ويتجاوز، كحديث النفس، والخواطر التي ترد على الإنسان فيدفعها؛ لأنه لا حيلة له فيها ..
    و ما يتصل بالكفر والنفاق والريب هذا الأمر إذا وقع في النفوس، شك العبد في وحدانية الله -عز وجل-، والله يحاسب الإنسان على هذه العقائد والريب والشكوك التي تقع في التوحيد والإيمان وما أشبه ذلك، وهي من أسباب العقوبة والخلود في النار , أما بعيدا عن الكفر والشك والنفاق الباطني وأمراض القلوب وأعمالها أخي فان الإنسان لا يملك حديث النفس، ولا الخواطر التي تهجم على القلب من غير تطلّب ولا إرادة لها بل قد يكون جهاده لها وحزنه على ورودها على قلبه سببا في زيادة أجره ورفع قدره , بقيد مهم .. وهو أن يكون قلبه مطمئن بالايمان موقن تماما وهواجسه عارض لاذنب له فيه وهجم عليه بلا ارادة من الانسان ويبذل جهده في دفعه ,, وطبيعي لايترجم ذلك عملا أو قولا لأن القلب مطمئن بالايمان موقن بأن الهواجس هذه منافية لما يعتقده وقلبه مطمئن له ...
    مما يخرج عن الوسوسة ما يستقر في القلب , إذا استقر في القلب صار عمل قلب لكن الخاطرة هي التي لا يحاسب الله عز وجل عليها أما الشيء المستقر في القلب هذا الذي يحاسب الله سبحانه وتعالى عليه فليحذر الإنسان أن يقع في قلبه من النفاق والتكذيب أوالحسد والكِبر، والكِبر في القلب"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فالكِبر خطير وهو عمل قلب كذلك الحسد , والغل والحقد , وعليه يحاسب الإنسان وينال ثوابه وعقوبته .. لذا وجب التفريق أخي الكريم بارك الله فيك ..فيكون الهمُّ بالمعصية خاطراً خطرَ ، ولم يُساكِنهُ صاحبه ، ولم يعقِدْ قلبَه عليه ، بل كرهه ، ونَفَر منه ، فهذا معفوٌّ عنه ، وهو كالوَساوس الرَّديئَةِ التي سُئِلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عنها ، فقال : ( ذاك صريحُ الإيمان ) ,, و ما كان عملاً مستقلاً بنفسه من أعمالِ القلوب ، كالشَّكِّ في الوحدانية ، أو النبوَّة ، أو البعث ، أو غير ذلك مِنَ الكفر والنفاق ، أو اعتقاد تكذيب ذلك ، فهذا كلّه يُعاقَبُ عليه العبدُ ، ويصيرُ بذلك كافراً ومنافقاً ... ويلحق بهذا القسم سائرُ المعاصي المتعلِّقة بالقلوب ، كمحبة ما يُبغضهُ الله ، وبغضِ ما يحبُّه الله ، والكبرِ ، والعُجبِ ,,
    وقد قال ابنُ المبارك : سألتُ سفيان الثوريَّ : أيؤاخذُ العبدُ بالهمَّةِ ؟ فقال : إذا كانت عزماً أُوخِذَ ".
    ورجَّح هذا القولَ كثيرٌ من الفُقهاء والمحدِّثين والمتكلِّمين من أصحابنا وغيرهم ، واستدلوا له بنحو قوله - عز وجل - :
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ } ، وقوله : { وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ } ، وبنحو قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - : ( الإثمُ ما حاكَ في صدركَ ، وكرهتَ أنْ يطَّلع عليه النَّاسُ ) كما في مسلم ، وحملوا قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله تجاوزَ لأُمَّتي عمَّا حدَّثت به أنفُسَها ، ما لم تكلَّم به أو تعمل ) على الخَطَراتِ ، وقالوا : ما ساكنه العبدُ ، وعقد قلبه عليه ، فهو مِنْ كسبه وعملِه ، فلا يكونُ معفوّاً عنه ...
    هذا بيان للمعنى ونسأل الله السلامة والعافية لقلوبنا وأعمالنا وجوارحنا ... ان ربي ولي ذلك والقادر عليه ..

    تحياتي للموحدين
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  10. #10

    افتراضي

    بارك الله فيك أختي المسلمة

    هذا ما أحببت أن توضحيه حتى يتضح لمن يقرأ هذا التفصيل وعدم ترك الأمور مجملة. فمن الممكن أن يقع أحد ما في الشرك الاعتقادي ويظن أنه لم يذنب فأحببت أن توضحي

    نفعناالله بما نتعلم.

    (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    إذا اشتكى مسلمٌ في الهندِ أرقني ** وإن بكى مسلمٌ في الصينِ أبكاني ** مصرُ ريحانتي والشامُ نرجستي** و
    المشاركات
    48
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    زاد المعاد

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم
    حسبي الله ونعم الوكيل
    http://www.isyoutube.com/musicvideo.php?vid=60c095595

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    إذا اشتكى مسلمٌ في الهندِ أرقني ** وإن بكى مسلمٌ في الصينِ أبكاني ** مصرُ ريحانتي والشامُ نرجستي** و
    المشاركات
    48
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت مسلمة مشاهدة المشاركة
    جزاكي الله خيرا _ نعم الله لاتعد لاتحصى وهذه احداها فخالق هذه النفس عالم بان للنفس عدةَ حركات، منها الهاجس والخاطر وحديث النفس والهمُّ والعزم، وكل إنسان مُعَرَّضٌ لها بحكم طبيعته التي خلقه الله عليها، ولو حاسَبَنا عليها وآخذنا بها لكان ذلك تكليفًا بما لا يُطاق، وهو سبحانه حكم عدل رءوف رحيم، ولذلك لا يحاسب إلا على نتيجة هذه الحركات النفسية من القوْل أو العمل، أما ما دامت في المرحلة الداخلية، فلا يكلفنا إلا بأقواها وأقربها إلى التنفيذ، وذلك يكون عند الهمِّ والعَزْم.
    تحياتي
    احسنالله اليك اختي
    قد لخصت المضمون في بضعة اسطر
    حسبي الله ونعم الوكيل
    http://www.isyoutube.com/musicvideo.php?vid=60c095595

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    مدينة رسول الله
    المشاركات
    17
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جزاك الله خير الجنان ياآآرب ..
    لكن لدي سؤال

    هل يعني هذا ان الذي كان قد مر بمرحلة شك في الوحدانيه والدين أنه كآن كافر في ذالك الوقت =( مع انه لم يتحدث في مايجول في خاطره قط ؟

    وشكراً
    التعديل الأخير تم 08-28-2010 الساعة 10:45 AM
    اللهم أرزقني عقلاً رآجحاً ..وذهناً صافياً وذآكرة وآعيه ..وملكة قوية..
    وآجعلني دؤوبة في طلب العلم شغوفة به وزدني يآرب اقبآلاً عليه ..
    وآجعل ذالك التوآضع والصبر وعدم الملل في تحصيله ..
    طريقي ..=)

    ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ َ)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل نعيش داخل محاكاة داخل عقل وهل عالمنا حقيقي
    بواسطة Ahmad Khan في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-09-2013, 07:27 PM
  2. سؤال يدور ببالى.. فهل من اجابة ؟!
    بواسطة dukefleed في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-21-2012, 04:30 AM
  3. حتى تملكي قلبه
    بواسطة لا تسئلني من أنا في المنتدى قسم المرأة المسلمة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 04-06-2011, 08:59 PM
  4. الخالق لا يحاسب على ما يفعل بك
    بواسطة مماجد في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 47
    آخر مشاركة: 05-28-2010, 12:21 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء