صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 57

الموضوع: الإيمان بالله تعالى ليس نظريا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي الإيمان بالله تعالى ليس نظريا

    يرى المعتزلة وكثير من الأشاعرة أن معرفة الله تعالى لا تتم إلا بالنظر ويستدلون على ذلك بأنها لو لم تكن نظرية لما وقع فيها الخلاف فضلا عن أدلة أخرى من القرآن والسنة ظنوا أنها فى صالحهم ، وقد بنوا على ذلك أحكاما منها ما يتعلق بإيمان من أسموه بالمقلد وقالوا إنه لا يصح، وقد نقلت فى بعض المواضيع كلاما لشيخ الإسلام وغيره من أهل السنة فى الرد على هؤلاء، ثم رأيت أن بعض الإخوة يخالف فى ذلك مذهب أهل السنة وينحرف إلى موقف المعتزلة على الرغم من تمسكه بمذهب أهل السنة فغضضت الطرف عن ذلك ، لكن بعد ذلك لاحظت أن هناك من غير المتخصصين من ظن صحة ذلك واعتقد أنه مذهب أهل السنة وأنه لا يصح الإيمان إلا بدليل عقلى وأن من لا يمتلك دليلا عقليا مفصلا فلا يصح إيمانه وأن الإيمان بالله تعالى وصفاته يحتاج لنظر واستدلال عقلى حتى وصفه بعض الإخوة بأنه أشبه باختبار الرياضيات فى كلية العلوم وأنه ليس فى قوة 1+1=2 ، وأخشى أن يكون ذلك الموقف مستشريا هنا خاصة بعد إغلاق ثم حذف الموضوع الذى قمت فيه بالرد على أخينا الكريم مما أثار قلقى من انتشار تلك الفكرة الخاطئة المخالفة لمذهب السلف .
    ولذلك أعرض الموضوع للمناقشة هنا ليشارك فيه الجميع مسلمهم وكافرهم حتى يتضح الحق فيه للجميع فمن كان لديه دليل فليتقدم مشكورا وإلا فلا يحق لأحد كائنا من كان بعد الآن الدفاع عن هذا الموقف هنا أو مساندته .
    التعديل الأخير تم 03-10-2009 الساعة 09:38 PM
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  2. #2

    افتراضي

    اولا جزاك الله خيرا على هذا الطرح الفطن
    ثانيا النظر والاستدلال هو بمعنى المعرفة العقلية، وإذا سلمنا بدلالة النظر لمعرفة الله سبحانه وتعالى فالمقصود المعرفة العقلية، أو الاجتهاد العقلي، أو الاستدلال العقلي.
    ومن هذا الطرح كان هناك نوعان من النظر المقصود به المعرفة :
    النوع الأول: نظر عقلي محض وهو النظر الكلامي: وهو اتباع القواعد المنطقية والفلسفية في التفكير، فهذا النظر لا يأتي إلا بالضلال، ولا يثمر لصاحبه أي علم أو هدى.
    وهذا الذي سلكه هَؤُلاءِ المعبرون عن حيرتهم وضياعهم وضلالهم ونقاشاتهم العقيمة وسفسطائيتهم الباهتة .
    النوع الثاني: نظر شرعي وهو: النظر لفهم نصوص الكتاب والسنة بالتدبر والتأمل والتفكر لفهم كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ، كما أمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
    وهذا الاستدلال هو الذي يوصل إِلَى اليقين، فطريق اليقين هو: النظر أو الاستدلال الشرعي، لا الاستدلال والنظر الكلامي المنطقي،ومن ذلك أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ضرب لنا الأمثلة الكثيرة عَلَى أعظم القضايا وهي قضايا الإيمان، فقضية الإيمان بالله سبحانه مثلاً ضرب الله عليها الأمثلة لإثبات وحدانيته سبحانه، وأنه حق، وعلى أن القُرْآن حق، وأن محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق.
    فيقول الله تعالى في سورة فصلت (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق )
    فهناك آيات في الكون، وآيات في النفس، فعلماء الفلك والطب مثلاً يعرفون هذه الأمور، والبدوي العامي الجاهل ينظر إِلَى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت، وبإمكانه أن ينظر إِلَى البعير الذي يركبه كيف خلق، فيصل به نظره وتدبره إِلَى اليقين والاعتقاد الجازم الصادق الذي لا يدخله ريب أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ كل إنسان ينظر كيف خلقه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، فيصل عن طريق هذا النظر إِلَى أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حق.
    اذن النظر واكرر انه نظر حسي والعقلي من مندوحات الشريعه للوصول الى المعرفه والى اليقين التام بمراتبه الثلاثة .
    لفتة ( ارجو اخي ان لاتغض الطرف عن اي نوع من انواع الانحرافات او المخالفات فكلنا يحتاج الى التوجيه والتعليم ))
    جزاك الله خيرا
    تحياتي
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  3. #3

    افتراضي

    أهلا بالأستاذ الكبير (علماً وفهماً وأدباً) .. والحبيب إلى قلوب الموحدين .. ونسأل الله العظيم أن يبارك في جهودك ويجزيك عنا خير الجزاء وأجزله وأوفره وأوفاه ..

    كثيراً ما كان يتكلم شيخ الإسلام رحمه الله في مسألة أول واجب على المكلف، ويبنيها على كلامه في مسألة القدر، وذلك لأن الأصول التي انطلق منها من خالف في هذه المسألة من المعتزلة وغيرهم: أن العباد لا يثابون إلا على ما يعملون ولا يثابون على ما يخلق فيهم من العلوم الضرورية، وأصل مبنى الثواب هو التوحيد، فإذاً أصله لا بد أن يؤخذ بالعلم النظري، ومن هنا قالت المعتزلة: إن أول واجب على المكلف هو النظر.

    ومعلوم بطلان هذا القول بالأدلة الشرعية فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حين خاطب سائر الناس سواء من كان منهم عارفاً أو جاهلاً أو وثنياً أو يهودياً أو نصرانياً، لم يكن يأمرهم بذلك، فقد جاء في حديث ابن عباس و معاذ رضي الله عنهما لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى اليمن أنه قال له: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله)، وقد ثبت في الأخبار والسير أن أهل اليمن إذ ذاك كان فيهم يهود ونصارى وعبدة أوثان.

    ويؤكد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه.. الحديث" ولم يقل: "أو يمسلمانه". وفيه دليل على أنه يولد على التوحيد، وهذا التوحيد هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية، ولقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عياض بن حمار في صحيح مسلم: "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين.." الحديث. وحصول هذه المعرفة التوحيدية ضرورية، بل فطرية بشرط عدم دخول مؤثرات تحرف هذه المعرفة التوحيدية إلى الشرك.

    وقد بنوا على ذلك أحكاما منها ما يتعلق بإيمان من أسموه بالمقلد وقالوا إنه لا يصح
    الطامة يا أخي أنه يلزم من قولهم هذا تكفير العوام بل تكفير الصدر الأول من الصحابة والتابعين !

    جزاكم الله خيراً لطرح هذا الموضوع الهام ..
    التعديل الأخير تم 03-10-2009 الساعة 10:54 PM
    ----------------------------------
    إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَليَّ فَلا أُبَالي ..

    اللهمّ إنّي أسْألُكَ أنْ أكُونَ مِنْ أذلِّ عِبَادِكَ إلَيْك ..
    ----------------------------------

    أما لنا –في أيام الفتن هذه- في سلفنا الصالح أسوة ؟!
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=29139

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    الغربة ()
    المشاركات
    174
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أستاذنا المحترم أبو مريم حفظكم الله
    نعم أنا أعتقد أن معرفة الله عقلا (ركز هنا على العقل) لا تتم إلا بالنظر في الموجودات, هل في هذا إشكال؟

    لكن معرفة الله لا تتم بالنظر فقط, بل الشك أيضا, أن تشك في كون المخلوقات أبدية أو وُجِدَتْ بِلا مُوجِدْ, و لا أنسى الطبيعة الإنسانية التي تميل دائما إلى الله و هي الفطرة, و أنا أعرف هذه الفطرة من خلال الصعوبة في قبول أي فكرة أخرى غير الخالق فيما يتعلق بظهور المخلوقات.

    و السلام عليكم و رحمة الله
    التعديل الأخير تم 03-11-2009 الساعة 01:43 AM

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    71
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله .

    أولا أرجو من الإدارة الكريمة أن تسمح لي بنقاش الدكتور الفاضل أبي مريم على العام ، فالأخ الكريم قد وجه الدعوة لمناقشة مسلمي المنتدى و كفاره فيما ادعاه و زعم أنه الحق ، فأرجو منكم أن لا تحرموني شرف مناقشة أحد أفاضل المنتدى و إن كنت أخالفه فيما ذهب إليه .

    و في انتظار رد الإدارة الموقرة على طلبي ، سأعرج على مسألة فرعية ظن أنها تنبني على ما تفضل به ، و سأبين له عدم دقة كلامه و أن فيما نسبه للأشاعرة دعوى عارية عن الدليل و ظاهرة البطلان لمن عرف كتب القوم و طريقتهم في تقرير الأقوال ، و إليكم كلاما موثقا ، قاله الشيخ إبراهيم البيجوري في شرحه لجوهرة التوحيد للإمام اللقاني ، عند قول الناظم " ففيه بعض القوم يحكي الخلفا " ، حيث قال غفر الله لنا و له :

    " و حاصل الخلاف فيه أقوال ستة ، الأول : عدم الاكتفاء بالتقليد بمعنى عدم صحة التقليد ، فيكون كافرا ، و عليه السنوسي في الكبرى . الثاني : الاكتفاء بالتقليد مع العصيان مطلقا ، أي سواء كان فيه أهلية للنظر أم لا . الثالث : الاكتفاء به مع العصيان إن كان فيه أهلية للنظر و إلا فلا عصيان . الرابع : أن من قلد القرآن و السنة القطعية صح إيمانه لاتباعه القطعي ، و من قلد غير ذلك لم يصح إيمانه لعدم أمن الخطإ على غير المعصوم . الخامس : الاكتفاء به من غير عصيان مطلقا ، لأن النظر شرط كمال فمن كان فيه أهلية النظر و لم ينظر فقد ترك الأولى . السادس : أن إيمان المقلد صحيح و يحرم عليه النظر ، و هو محمول على المخلوط بالفلسفة . و ما أحسن قول بعضهم :

    عاب الكلام أناس لا خلاق لهم ####### و ما عليه إذا عابوه من ضرر
    ما ضر شمس الضحى في الأفق طالعة ###### أن لا يرى ضوءها من ليس ذا بصر


    و القول الحق الذي عليه المعول من هذه الأقوال القول الثالث . " اه

    و كتعريج على مسألة إيمان المقلد أود أن أنقل لكم كلاما أحرى أن يكتب بماء الذهب لأحد جهابذة الشافعية ، فما أحسن قول الإمام العلامة الحبر الفهامة أبي إسحاق الشيرازي في كتابه الماتع " الإشارة إلى مذهب أهل الحق " ، مقررا الحق الذي لا محيص عنه ، ردا على بعض الجهال في زمانه ، حيث قال رضي الله عنه و أرضاه :

    " فمن أنكر النظر و الاستدلال لا يخلو : إما أن ينكر بدليل ، أو بغير دليل ، أو بالتقليد فإن أنكره بغير دليل لا يقبل منه ، و إن أنكره بالتقليد ، فليس تقليد من قلده بأولى من تقليدنا ، و إن أنكره بدليل فهو النظر و الاستدلال الذي أنكره و النظر لا يزول بالنكير فبطل دعواه و ثبت ما قلناه ." اه

    في انتظار الرد من قبل الإدارة ، و شرطي الوحيد أن يكون الحوار على العام ، إحقاقا للحق ، و حبذا لو كان ثنائيا ، و ليكن حوارا بين أستاذ و تلميذه ، فكون الدكتور أعلم منا ، لا يستلزم ذلك تقليده فيما ذهب إليه مما هو مرجوح عند أهل العلم ، و اختلافنا لا يفسد للود قضية ، و كما قيل " لا تعرف الحق بالرجال ، إعرف الحق تعرف أهله "

    و السلام عليكم .
    يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )
    ويقول أيضا ( انظر إلى قولي و لا تنظر إلى عملي ينفعك قولي و لا يضرك تقصيري )

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ الحبيب إلى قلبى مالك مناع زادك الله علما ونفعنا بما تكتب وثبتنا وإياك والمسلمين على صراطه المستقيم حتى نلقاه .
    الأخت الفاضلة أخت مسلمة :
    بالفعل يا أختاه أوافقك الرأى على أن النظر فى آيات القرآن الكريم هو مما يزداد به الإيمان قطعا وليس النظر الذى هو على طريقة الفلاسفة والذى وصفه أبو حامد الغزالى رحمه الله تعالى بأنه لا ينتفع به إلا فى مداواة مرضى الشبه وإفحام نوابغ المبتدعة على أنه رحمه الله فى نهاية حياته شكك فى فوائده وقال إن الإيمان المستند إلى دليل العقل ضعيف مشرف على التزاول لأدنى شبهة وأن الإيمان الحق هو المستفاد من الفطرة التى يدعمها العمل الصالح ومداومة الذكر وتقوى الله عز وجل والبعد عن المعاصى .
    على أننا نخصص بالنظر هنا النظر فى طريق معرفة الله تعالى وإثبات وجوده وتعلمين أختنا الفاضلة أن القرآن الكريم لم يعن بالاستدلال على وجود الله تعالى لأن ذلك ليس محل شك وإنما قال تعالى (( أفى الله شك فاطر السموات والأرض )) ولم يثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يستدل على وجود الله تعالى بالأدلة الشرعية أو العقلية و دعوة القرآن والسنة إنما هى إلى تعظيم ذلك الإيمان فى القلب وحفظ الفطرة وتنويرها ودفع ما يعارضها .
    نحن لسنا فى حاجة لأدلة على وجود الله تعالى لأن ذلك أوضح وأجلى من أى قضية أخرى وهو متحصل للجميع منذ البداية وإنما الحاجة لإلزام الملاحدة بتلك الأدلة حتى نفحمهم ونفضحهم ونمنعهم من التشويش على صغار العقول ومن فى قلبه مرض .. هذا هو كل ما فى الأمر بمنتهى البساطة .
    الأخ العزيز رائد الخير :
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ويا ليتك تنادينى بأخى فهى أحب إلى ودعك من أستاذ هذه فلست بأستاذ ولا شيخا ولا يحزنون.
    قلت يا أخى :
    نعم أنا أعتقد أن معرفة الله عقلا (ركز هنا على العقل) لا تتم إلا بالنظر في الموجودات, هل في هذا إشكال؟
    لكن معرفة الله لا تتم بالنظر فقط, بل الشك أيضا, أن تشك في كون المخلوقات أبدية أو وُجِدَتْ بِلا مُوجِدْ, و لا أنسى الطبيعة الإنسانية التي تميل دائما إلى الله و هي الفطرة, و أنا أعرف هذه الفطرة من خلال الصعوبة في قبول أي فكرة أخرى غير الخالق فيما يتعلق بظهور المخلوقات.
    نعم يا أخى ما ذكرته هو ما يوصف بطريق معرفة الله تعالى بالنظر العقلى وهو غير لازم وإنما يكون مؤكدا لفطرة أو عائدا إليها بعد انطماسها وليس هو الطريق المستقيم الأمثل لمعرفة الله تعالى فضلا عن أن نقول إن معرفة الله تعالى وإيماننا به لا يتم إلى بالنظر العقلى كما قالت المعتزلة وبعض الأشاعرة .
    الأخ العزيز أبو أسعد الحنفى :
    طبعا يا أخى أعتب عليك بشدة وصفك لى بالأستاذ وأنك أنت التلميذ فهذا بلا شك كلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة غفر الله لك .
    أولا أرجو من الإدارة الكريمة أن تسمح لي بنقاش الدكتور الفاضل أبي مريم على العام ، فالأخ الكريم قد وجه الدعوة لمناقشة مسلمي المنتدى و كفاره فيما ادعاه و زعم أنه الحق ، فأرجو منكم أن لا تحرموني شرف مناقشة أحد أفاضل المنتدى و إن كنت أخالفه فيما ذهب إليه .
    لم أوجه دعوة للمناظرة مع الإخوة لأننا متفقون ولله الحمد وإنما أردت فقط أن أوضح الحقيقة فى تلك المسألة ومذهب أهل السنة الذى ربما قد التبس لدى بعضهم .
    و سأبين له عدم دقة كلامه و أن فيما نسبه للأشاعرة دعوى عارية عن الدليل و ظاهرة البطلان لمن عرف كتب القوم و طريقتهم في تقرير الأقوال ،
    ليس فى كلامى دعاوى عارية عن الصحة فيما يتعلق بالأشاعرة يا أخى وسأستدل على صحة كلامى بما نقلته أنت نفسك من كتاب شرح الجوهرة للبيجورى وهو بالمناسبة كان يدرس إلى فترة قريبة لتلاميذ الإعدادية بالأزهر :

    و إليكم كلاما موثقا ، قاله الشيخ إبراهيم البيجوري في شرحه لجوهرة التوحيد للإمام اللقاني ، عند قول الناظم " ففيه بعض القوم يحكي الخلفا " ، حيث قال غفر الله لنا و له :

    " و حاصل الخلاف فيه أقوال ستة ، الأول : عدم الاكتفاء بالتقليد بمعنى عدم صحة التقليد ، فيكون كافرا ، و عليه السنوسي في الكبرى .
    هذا هو واحد من الأشاعرة يقول بعدم صحة إيمان المقلد وهو ممن عنيتهم بقولى (وكثير من الأشاعرة.. )).

    و كتعريج على مسألة إيمان المقلد أود أن أنقل لكم كلاما أحرى أن يكتب بماء الذهب لأحد جهابذة الشافعية ، فما أحسن قول الإمام العلامة الحبر الفهامة أبي إسحاق الشيرازي في كتابه الماتع " الإشارة إلى مذهب أهل الحق " ، مقررا الحق الذي لا محيص عنه ، ردا على بعض الجهال في زمانه ، حيث قال رضي الله عنه و أرضاه :

    " فمن أنكر النظر و الاستدلال لا يخلو : إما أن ينكر بدليل ، أو بغير دليل ، أو بالتقليد فإن أنكره بغير دليل لا يقبل منه ، و إن أنكره بالتقليد ، فليس تقليد من قلده بأولى من تقليدنا ، و إن أنكره بدليل فهو النظر و الاستدلال الذي أنكره و النظر لا يزول بالنكير فبطل دعواه و ثبت ما قلناه ." اه
    يا أخى هداك الله من هو الذى أنكر النظر العقلى جملة وتفصيلا وقال بمذهب الحشوية أوالسمنية أوتسفسط حتى ترد عليه بهذا الكلام ؟!
    نحن لا نتناقش فى النظر العقلى ولا إفادته للعلم مطلقا وإنما النقاش حول ضرورة النظر العقلى المفضى إلى العلم بوجود الله تعالى وقول المعتزلة وكثير من الأشاعرة وبعض الحنابلة إنه واجب ولا يصح الإيمان بدونه وأن الإيمان بالله تعالى وعرفته نظرية وتحتاج لنظر وقياس واستدلال وبغير ذلك لا يكون هناك معرفة بوجود الله تعالى وأنه ليس فى وضوح وجلاء القضايا البديهية مثل قولنا الواحد نصف الاثنين هذا ما نتناقش فيه يا أخى الفاضل .
    التعديل الأخير تم 03-11-2009 الساعة 08:04 PM
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  7. #7

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أخى أبو مريم
    بما انك تتكلم عن اخطاء عند المسلمين فأريد ان اسئلة سؤال يتعلق بنفس الموضوع
    هل يجوز وصف الله ببعض الصفات التى لم ترد فى الكتاب ولا فى السنة كما يفعل بعض الاخوة هنا اثناء الحوار مع غير المسلمين
    كقول احدهم الله موجود او وصفه تعالى بالارادة العاقلة اوانه أزلي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خيرا أخى أبو مريم
    بما انك تتكلم عن اخطاء عند المسلمين فأريد ان اسئلة سؤال يتعلق بنفس الموضوع
    هل يجوز وصف الله ببعض الصفات التى لم ترد فى الكتاب ولا فى السنة كما يفعل بعض الاخوة هنا اثناء الحوار مع غير المسلمين
    كقول احدهم الله موجود او وصفه تعالى بالارادة العاقلة اوانه أزلي
    يا ليتك تلتزم بالموضوع يا أخى حتى لا نتشعب ويفقد الكلام أهميته وقيمته .
    ضع ما تريد فى رابط آخر لو تكرمت .
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  9. #9

    افتراضي

    العلم قال الله قال رسولُه ... قال الصحابةُ ليس بالتمويه
    ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأى فقيه
    كلا ولا جحْد الصفات ونفيها ... حذرا من التمثيل والتشبيه

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    71
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي الكريم أبا مريم ، بارك الله فيك على حسن خلقك .

    أما ذكري لكلام الشيخ إبراهيم البيجوري ، فالغرض منه إثبات أن مسألة صحة إيمان المقلد ليست مما ينبني ضروروة على القول بأن الإيمان بالله بديهي أو نظري .

    فكما ترى حفظنا الله و إياك أن جمهور المتكلمين ( أشاعرة و معتزلة ) متفقون على أن وجود الله طريقه النظر و الاستدلال و ليس الفطرة ، و رغم اتفاقهم في هذه المقدمة إلا أن المعتزلة كفروا المقلد و أوجبوا على العوام معرفة الدليل وفق اصطلاحاتهم و هو ما أبطله الأشاعرة و قالوا أن إيمان المقلد صحيح بشرط الجزم و المطابقة للأمر في نفسه ، و قالوا أيضا أن الدليل لا يجب أن يكون وفق مقدمات عقلية و أشكال منطقية ، بل قالوا يكفي الدليل الإجمالي للعامي ، كجنس استدلال الأعرابي بالبعرة و البعير .

    و مذهب الأشاعرة مذهب له أصول و ضوابط و أقوال راجحة و مرجوحة ، و ليس كل ما يوجد في أحد كتب القوم يلزم الجميع ، و هذا نفس الأمر في المذاهب الفقهية ، فهناك طرق للترجيح لمعرفة القول المعمول به ، فمن ينسب قولا لأحد المذاهب الفقهية لمجرد ورود هذا القول في كتب أحد الأئمة يكون مجازفا و ظالما لهم ، و نفس الأمر في مذهب الأشاعرة و إن كان مذهبا عقديا ، فكتب هذا المذهب لا تكاد تحصى منها المطول و منها المختصر ، و حاوية لأقوال عديدة و أحيانا متضاربة ، و لكن ليس كل ما يوجد فيها عليه المعول ، فمثلا الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني نقل عنه إنكار الكرامة لأولياء الله تعالى ، و لا يخفى عليك مكانة الأستاذ عند القوم ، و رغم ذلك فإن قوله هذا مرجوح ، و جمهور الأشاعرة يثبتون الكرامة ، كذلك الإمام فخر الدين الرازي له اختيارات خارج المذهب ، و هو لمن يطالع كتابه الأربعين في أصول الدين ، تجده يقول " و الأمر عندي كذا " إذا اختار ما يخالف المذهب ، و ما يوافق فيه يقول " و الأمر عندنا " .

    فبسبب ذلك كله أردت أن أنبهك إلى أن ما قاله الإمام أبو عبد الله السنوسي في كبراه ( و قد صرح بعض تلاميذه برجوعه عن هذا القول ) قول غير معتمد .

    و فيما نقلته لك من شرح الجوهرة كافي في إثبات وجهة نظري ، لأن هذا الكتاب المتأخر معتمد في المذهب .

    و على كل حال كما سبق و أن قلت أن هذه المسألة فرعية ، فليس قول المتكلمين بأن وجود الله نظري لا بديهي يستلزم تكفير المقلد أو الطعن في إيمانه .

    المهم ، أنا العبد الضعيف أرى بصحة قول المتكلمين ( أي أن قضية وجوده سبحانه نظرية و لا تكون إلا بدليل عقلي و لو إجمالي ) ، و أود لو تأذن لي الإدارة فأبدأ في سرد ما عندي ، و ليس حواري معك من جنس المناظرة أو غيره ، بل يمكن تسميته بالمباحثة ، و ربما قد أكون مخطأ ، فلعلها تكون هذه فرصة مناسبة لتوجيهي للطريق الصحيح ، و أما اشتراطي الحوار على العام فبسبب أن الإدارة الكريمة ( و لها الحق في هذا ) لا تحبذ الحوار الإسلامي الإسلامي لما يمكن أن يسببه من تشويش و تحريف لرسالة المنتدى ، ألا و هي محاورة الكفار من ملاحدة و لادينيين ...
    التعديل الأخير تم 03-11-2009 الساعة 10:40 PM
    يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )
    ويقول أيضا ( انظر إلى قولي و لا تنظر إلى عملي ينفعك قولي و لا يضرك تقصيري )

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ الفاضل أبو أسعد الحنفى بارك الله فيك وهدانا وإياك إلى صراطه المستقيم .
    بالنسبة للمذهب الأشعرى هو ليس موضوعنا هنا وقد كان الكلام عليه عرضا ولتعلم اخى الكريم أن الإنصاف يجعلنا نقر للكثير من الأشاعرة بالفضل فهم قد دافعوا عن الإسلام ضد المبتدعة وضد الفرق المنحرفة كالشيعة والمعتزلة وأبلوا فى ذلك بلاء حسنا حتى إن ابن عساكر قد ذكر فى كتابه تبيين كذب المفترى أن الحنابلة لا زالوا يعتضدون بالأشاعرة على مخالفيهم حتى وقعت الفتنة بينهم ، ومعلوم أن الأشاعرة ينقسمون إلى مراتب يمكن إجمالها فى ثلاث : متكلمون كالجوينى والغزالى والرازى ، وعلماء غير متكلمين كابن حجر والقرطبى والسيوطى ، وعوام مقلدون هم أكثر الأصناف تعصبا كالأزهريين اليوم ، وأن الأشعرية قد مرت بمراحل ففى البداية كانوا قريبين من أهل السنة حتى إن بعض السلفيين ظن أن أبا الحسن الأشعرى كان سلفيا وأن آخر ما ألف هو كتاب الإبانة ، وقد استمر الحال على ذلك ردحا من الزمن خاصة لدى الباهلى والإسفرايينى والباقلانى الذى يعد من أفضلهم وأسلمهم اعتقادا ، ثم بدأ المذهب بالميل للاعتزال منذ الجوينى حتى بلغ ذروته على يد الرازى حتى إن واحدا من كبار مؤرخيهم وهو ابن خلدون يقول إن المذهب فى تلك المرحلة قد التحم بالاعتزال ..
    لكن يلاحظ على أئمتهم أنهم يعدلون فى آخر حياتهم إلى قريب جدا من منهج السلف وهذا من فضل الله تعالى عليهم واقرأ فى ذلك كتبهم المتأخرة كالنظامية وإلجام العوام والمنقذ وغيرها ...
    أما ذكري لكلام الشيخ إبراهيم البيجوري ، فالغرض منه إثبات أن مسألة صحة إيمان المقلد ليس مما ينبني ضروروة على القول بأن الإيمان بالله بديهي أو نظري .
    بل هى منبنية عليه يا أخى ومن قال بصحة إيمان المقلد وهو يدعى أن معرفة الله تعالى لا تحصل إلى بالنظر والاستدال فهو متناقض ولا بد .
    و مذهب الأشاعرة مذهب له أصول و ضوابط و أقوال راجحة و مرجوحة ، و ليس كل ما يوجد في أحد كتب القوم يلزم الجميع ، و هذا نفس الأمر في المذاهب الفقهية ، فهناك طرق للترجيح لمعرفة القول المعمول به ، فمن ينسب قولا لأحد المذاهب الفقهية لمجرد ورود هذا القول في كتب أحد الأئمة يكون مجازفا و ظالما لهم ، و نفس الأمر في مذهب الأشاعرة و إن كان مذهبا عقديا ، فكتب هذا المذهب لا تكاد تحصى منها المطول و منها المختصر ، و حاوية لأقوال عديدة و أحيانا متضاربة ، و لكن ليس كل ما يوجد فيها عليه المعول ، فمثلا الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني نقل إنكار الكرامة لأولياء الله تعالى ، و لا يخفى عليك مكانة الأستاذ عند القوم ، و رغم ذلك فإن قوله هذا مرجوح ، و جمهور الأشاعرة يثبتون الكرامة ، كذلك الإمام فخر الدين الرازي له اختيارات خارج المذهب ، و هو لمن يطالع كتابه الأربعين في أصول الدين ، تجده يقول " و الأمر عندي كذا " إذا اختار ما يخالف المذهب ، و ما يوافق فيه يقول " و الأمر عندنا " .
    ليس الأمر على ذلك النحو يا أخى وأنت هنا تخلط بين المذهب الفقهى والمذاهب الكلامية نحن نحترم القوم ونشيد بهم فى بعض المواضع ولكن لا يعنى ذلك أن لهم أصولا كأصول الفقهاء وضوابط كضوابطها هناك فقط اجتهادت شخصية وتقليد وتأثرات إيجابية بالفلاسفة والمعتزلة وردود أفعال سلبية تجاه المشبهة والمجسمة وصراعات فكرية ومجادلات وتخبطات ولا يوجد وجها للمقارنة بين تلك المذاهب والمذاهب الفقهية .
    أعتقد يا أخى أننا ابتعدنا عن الموضوع كثيرا :
    أنا قلت إن كثيرا من الأشاعرة قد قالوا بأن المعرفة لا تتم إلا بالنظر ولم أقل إنهم جميعا قالوا بذلك وجاء ذلك فى كلامى عرضا وأنت تقر بذلك وانتهى ولا حاجة لنا للتشعب فى تلك المسائل .
    المهم ، أنا العبد الضعيف أرى بصحة قول المتكلمين ( أي أن قضية وجوده سبحانه نظرية و لا تكون إلا بدليل عقلي و لو إجمالي ) ، و أود لو تأذن لي الإدارة فأبدأ في سرد ما عندي ، و ليس حواري معك من جنس المناظرة أو غيره ، بل يمكن تسميته بالمباحثة ، و ربما قد أكون مخطأ ، فلربما تكون هذه فرصة مناسبة لتوجيهي للطريق الصحيح ، و أما اشتراطي الحوار على العام بسبب أ، الإدارة الكريمة ( و لها الحق في هذا ) لا تحبذ الحوار الإسلامي الإسلامي لما يمكن أن يسببه من تشويش و تحريف لرسالة المنتدى ، ألا و هي محاورة الكفار من ملاحدة و لادينيين ...
    لا حاجة لكل تلك المقدمات يا أخى ادخل فى الموضوع بارك الله فيك : أين أدلتك على أن معرفة الله تعالى لا تحصل إلا بالنظر والاستدلال العقلى وأنها ليست فطرية ؟
    التعديل الأخير تم 03-11-2009 الساعة 11:20 PM
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    481
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يقصر الحوار على الإخوة في هذا القسم مؤقتا .

  13. #13

    افتراضي

    ما تفضل به الأخ العزيز أبو مريم بارك الله فيه موافق للحق والصواب ، وهناك عبارة تحتاج إلى توضيح يسير ، وهو قوله الكريم في ذكر المخالفات والأخطاء في هذه المسألة:

    وأن الإيمان بالله تعالى وصفاته يحتاج لنظر واستدلال عقلى
    فلا شك أن مراد الأخ أبي مريم ليس نفي دلالة العقل على الإيمان بالله تعالى وصفاته فلا أحد ينفي دلالة العقل على وجود الله تعالى وكماله.
    وإنما هو استنكار منه لقصر وحصر الاستدلال على ذلك بالدليل النظري الكلامي الذي يستعمله الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، لا سيما إذا كان متضمنا لبدعهم الكلامية الزائغة.

    وهناك مسألة أخرى غير قصر الاستدلال على الله بالدليل النظري الكلامي دون غيره من الأدلة الشرعية الصحيحة الثابتة.

    وهي مسألة: هل العلم بوحدانية الله تعالى علم ضروري أو نظري؟

    والجواب: أن هناك فرقا بين العلم الضروري الذي ينشأ من غير نظر ولا استدلال، والعلم الضروري الذي يحصل للناظر بعد نظره، فإيمان الموحد ضروري، ولكن قد تحصل له الضرورة بالفطرة أو المعجزة أو دلائل صدق النبوة بمجرد بلوغ الحجة إليه كما حصل لبعض الصحابة الذين آمنوا بمجرد دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم إلى الإسلام، أو دعوة أصحابه لهم، وقد لا يحصل هذا العلم الضروري لبعض الناس إلا بعد وقت ونظر وبحث وسؤال كما حصل لبعض الصحابة من أهل الكتاب وغيرهم.

    فالعلم بوحدانية الله تعالى من حيث الضرورة والظن يعد علما ضروريا، فليس هناك ما هو ضروري إلا كان العلم بالله أعظم ضرورة منه، كيف لا؟ وكل ضروري إنما هو برهان من براهين وحدانيته.

    وأما من حيث تحصيل العبد لهذا العلم الضروري وتنبهه لضروريته فيختلف فيه الناس، فمنهم من يتبين له ضروريته من أول الأمر لصلاح نفسه وسلامة فطرته وتوفيق الله له، ومنهم من يحتاج إلى تنبيه إلى بعض دلائل الوحدانية كدلائل صدق النبوة، وتأمل الآيات الكونية، ومنهم من بلي بعلم الكلام الجدلي البدعي، حتى صار بينه وبين الضرورة عوائق ومراحل لا يصل إلى الضرورة إلا باجتيازها، وهذا حال أهل الكلام لم يزدهم الجدل إلا بعدا عن الحق، وصعب عليهم معرفة الهدى والنور، فيحتاج المرء منهم إلى بحث مطول ليصل إلى العلم الضروري بوجود الله تعالى.

    وليس هذا غريبا، فإن من العلوم الضرورية ما لا يحتاج فيه عند كثير من الناس إلى استدلال، بينما يغفل عنها كثير منهم دون علم بها أصلا فضلا عن أن يكون علما ضروريا أو ظنيا، ككثير من ضروريات الحساب والعلوم التجريبية، وفي كل علم وفن ضروريات عند أهله لا يختلفون فيها رغم جهل أكثر الناس بها من غير أهلها.

    ومن الناس من يضعف فهمه عن إدراك الضروريات لما عود نفسه من الشكك والارتياب وكثرة الاعتراضات والإيرادات على الأدلة والبراهين والعلوم المكتسبة، فلا يكون إداركه للضروريات كإدراك من لم تشكل على فهمه تلك الإيرادات والاعتراضات.

    وبهذا يعلم، أن وحدانية الله تعلم بالضرورة، وهذه الضرورة إما أن تكون من أول الأمر لمن لم يوجد لديه مانع كتحريف الفطرة وفساد الفهم مثلا، أو تكون في آخر الأمر بعد الاستدلال بالأدلة الكثيرة الظاهرة الواضحة على وجود الله تعالى دون قصر لها على النظر الكلامي، مع الحذر من بدع المتكلمين.

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    71
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بسم الله الرحمان الرحيم

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله سيد ولد آدم و من اتبع سنته و اهتدى بهداه .

    أما بعد ، فليلتمس الدكتور أبو مريم لي العذر في تأخري عن الرد على ما وعدت به ، فأخوكم كان مشغولا و الله المستعان ، و لذلك و بدون مقدمات أدخل في صلب الموضوع ، فأقول أن إثبات وجهة نظري لا تحتاج لكثير تعقيد ، بل سيرى القارئ اللبيب أن ما نزعم إثباته موجود في كلام الأخ الفاضل أبي مريم حفظه الله عند رومه نفيه .

    نعم ، فنحن بحول الله و قوته لن ندخل في مباحث جانبية ربما يخالفني فيها الأخ الفاضل ، بل سأنطلق مما اعترف به هو نفسه لأظهر له أن ما منعه هو عين ما صرح به ضمنا .

    و هذه الدعوى العريضة التي ندعيها ستكون عن طريق تحليل عنوان الموضوع فقط ، فالدكتور الفاضل كتب عنوانا لموضوعه سماه بـ " الإيمان بالله ليس نظريا " .

    إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، هذا قول أهل الأصول ، و هو نفس قول المناطقة التصديق فرع التصور ، إذا ثبت هذا ، نقول اعلم أيها القارئ اللبيب أن ما يوصل إلى التصورات يدعى بقول شارح كما قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ، و التصديق و هو إدراك النسبة أو إدراك الماهية مع الحكم عليها بالنفي أو الإثبات على خلاف بين مذهب الإمام الرازي و بقية المناطقة ، و ما يوصل إلى التصديق يسمى حجة عند العقلاء .

    يعني مبحث التصورات ( تصور أطراف القضية ) يسبق إثبات أو سلب أحد طرفي القضية عن الأخرى ، و مبحث التصورات هو مبحث التعريفات ، و الدكتور أبو مريم قدم لنا قضية ، أي موضوع و محمول و نسبة ، و هو يرى سلب المحمول عن الموضوع ، و نحن ننازعه في هذا ، و كما قلت ، لما كان التصور يسبق التصديق ، أي أن التعريفات تسبق إثبات المحمول للموضوع أو نفيه عنه ، أرى أنه من المنطقي أن يقوم الدكتور بتعريفات لمصطلحاته حتى نتجنب كثيرا من الخلاف و الجدال ، فإذا حصل هذا سيرى القارئ الكريم كيف تزول الخلافات ، و يتضح بعد التحقيق أن الغلط يكمن في التعاريف .

    و ضبط التعاريف هو أحد السبل التي تعصم المتحاورين الغلط .

    موضوع هذه القضية هو " الإيمان بالله " و محمولها هو " نظريا " ، و النسبة هي السلب " ليس " ، و تبعا لما قررناه أقول : ماهو تعريف الإيمان ؟؟ و ماهو المقصود بالإيمان بالله ؟؟؟
    و ما معنى نظري ؟؟ و هل السلب الذي أوقعه الفاضل سلب دائم ، أم أنه سلب يصح ارتفاعه في وقت دون وقت ؟؟؟


    طبعا هذه أسئلة موجهة للدكتور ، و هو المطالب بتقديم تعاريف لما قدمه لنا .

    و نحن سنقدم تعاريف أهل العلم لهذه المصطلحات و سنرى كيف أن ضبط تعاريف هذه المصطلحات ينطوي على ما ندعيه و بالله تعالى التوفيق .

    " الإيمان " كما عرفه أهل العلم ( راجع الدر الثمين و المورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للإمام ميارة الفاسي ، و يسمى أيضا هذا الكتاب ميارة الكبير ) : الجزم المطابق للواقع عن دليل أو التصديق المطابق للواقع عن دليل ، المهم أنهم رحمهم الله على اختلاف عباراتهم اتفقوا على شرطين لكي يصح نسبة الإيمان لأحدهم ، و الشرطان هما " المطابقة للواقع " و " عن دليل " ، أما الجزم أو التصديق فليس بشرط ، و ذلك يعود لكون الإيمان أصلا هو التصديق لغة ، و الشرط يكون خارجا عن ماهية الشيء ، كالطهارة شرط لصحة الصلاة و ليس داخلا في ماهيتها .

    فإيمان النصارى جزم و لكنه ليس مطابقا للواقع و بالتالي يستحيل أن يكون عن دليل ، و إيمان العامي مطابق للواقع و الدليل قد يكون جزمه بقول غيره أو يكون دليلا إجماليا ، فالجزم بقول الغير دليل أيضا ، أما طالب العلم فإيمانه مطابق للواقع و عن دليل تفصيلي ، و أهل العلم لم يختلفوا في كفر من لم يحقق الجزم أو المطابقة للواقع ، كإيمان النصارى و اليهود ، جزم و لكنه مخالف للأمر في نفسه ، كذلك الشاك أو الظان لم يختلفوا في كفره ، و إنما الخلاف وقع في الدليل ، أي هل يشترط فيه التفصيل أم لا ؟؟ ، فقالوا أن العامي عليه أن يحيط بدليل إجمالي و لو من جنس استدلال الأعرابي بالبعرة و البعير .

    طيب ، بعد هذا الكلام المطول نسبيا ، و الذي يستطيع أي شخص أن يراجعه في كتب أهل العلم أقول ، لما كان هذا هو تعريف الإيمان صح لنا أن ندعي بعدها أن الدليل ( و لو إجمالا ) شرط في صحته ، و عدم الشرط يستلزم عقلا عدم المشروط .

    ثم ننتقل لتحليل لفظة " الإيمان بالله " ، فهذا الإطلاق يحوي كثيرا من المباحث ، فهل المقصود بالإيمان بالله هو الجزم بوجوده ، أم الجزم بوجوده و صفاته و أفعاله ؟؟

    طبعا الظاهر من كلام الدكتور الفاضل هو الحديث عن وجوده سبحانه ، إذ أنه يسلم معنا أن صفاته سبحانه تنقسم لما يستقل العقل بإدراكه دون توقف على الشرع كقدرته و علمه و حياته .. و منها ما لا يستطيع العقل الجزم بالثبوت أو السلب ، و هذه هي الصفات التي استقل الشرع بإثباتها كبصره و كلامه و سمعه سبحانه .

    فلو كان يقصد بــ " الإيمان بالله " ما يشمل صفاته لنقض دعواه ، إذ إثبات الشرع متوقف على إثبات المعجزة ، و التصديق برسالة المصطفى صلى الله عليه و سلم ربنا .

    و هذا لا يكون إلا نظريا ، و هذا ما لا ينازعنا فيه الأخ ، لذلك وجب حمل كلامه على الإيمان بوجوده سبحانه ، و لا يجوز تعديتها إلى غيرها لما في ذلك من النقض لدعوى الدكتور أبي مريم حفظه الله .

    طيب ، بعد ذلك أقول ، هل التصديق بوجوده سبحانه هو مجرد الإيمان بوجوده دون قيود ، أم أن وجوب وجوده سبحانه قيد يخرج به وجود الممكنات ؟؟؟

    إن قال لنا أن البديهي ، هو الإيمان بمجرد وجوده سبحانه ، فأقول هذا أصلا قد خالف الأمر في نفسه ، و هذا يبطل ما اشترطناه مقدما ، إذ وجوده سبحانه واجب ، نفيه يستلزم محالات عقلية لا تخفى على ذهن اللبيب ، فالتحقيق أنه ليس بإيمان أصلا و إن صح إطلاقه لغة .

    إذا تقرر هذا أقول ، إذا كان وجوده واجب ، ألا يستلزم هذا إدراك معنى الواجب ، و معنى الإمكان ( أنا قلت معنى و لم أشترط اللفظ فتأمل ) ، و معنى مخالفته للحوادث سبحانه ، أي أن وجوده سبحانه ليس كوجود الموجودات التي نراها ، و هذا يستلزم نظرا و فكرا و لو بسيطا ، فننظر في خلق الله و نرى وجوب افتقارها ، ثم نحكم عقلا بوجوب وجود ذات علية رجحت جانب الوجود على العدم لهذه الممكنات التي نراها بأعيننا ، و إلا لما صح وجودها .

    و كل ما ذكرته آنفا يهدم دعوى الفاضل بكون وجوده سبحانه بديهي ، و سيأتيك مزيد بيان ، عندما نعرف البديهي و النظري كما عرفه أهل العلم .

    قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ( صاحب السلم المرونق في المنطق و الجوهر المكنون في البلاغة و المختصر في فقه السادة المالكية ) ، عند شرحه لقوله في منظومته الشهيرة التي طارت بها الركبان " و النظري ما احتاج للتأمل #### و عكسه هو الضروري الجلي "

    حيث قال : " أعني أن العلم الحادث قسمان : ضروري و نظري :
    فالضروري : ما يدرك بديهة بلا تأمل ، كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين و النار محرقة .
    و النظري : ما يحصل بالنظر و الاستدلال ، كالعلم بأن الواحد عشر عشر المائة و بأن العالم حادث ..

    و النظر ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعلام ما ليس بمعلوم " اه .

    و قال الإمام الأصولي المتكلم " ابن جزي الكلبي المالكي الغرناطي " ، في كتابه الماتع " تقريب الوصول إلى علم الأصول " ، في تعريف الضروري و النظري ، ما نصه :

    " وأما العقلي: فينقسم قسمين: ضروري ونظري.
    فالضروري: هو الذي لا يفتقر إلى نظر واستدلال، ويسمى أيضاً البديهي، كعلم الإنسان بوجود نفسه، وعلمه بأن الاثنين أكثر من الواحد، وعلمه بأن المصنوع لا بد له من صانع، وشبه ذلك من الأوليات.
    والنَّظريّ بخلافه، وهو الذي يفتقر إلى نظر واستدلال " اه .

    إلى هنا أكتفي من نقل التعاريف ، و أقول أن في ما أوردته كفاية و زيادة ، إذ رغم اختلاف التعابير ، فهم متفقون على أن الضروري ما لا يحتاج إلى نظر و استدلال ، بخلاف النظري .

    و الآن ، أحبتي الكرام لاحظوا كيف أن دعوى الدكتور أبي مريم لا تصمد بعد هذه التعاريف ، فقوله أن الإيمان بوجوده سبحانه ليس نظريا كلام متناقض ، إذ الإيمان أصلا يستلزم دليلا ( و إن كان إجماليا ) ، و الاستدلال لا يكون إلا في القضايا النظرية ، و بالله تعالى التوفيق .

    أضيف فأقول ، بعضهم توهم أن وجوده سبحانه فطري بمعنى أنه بديهي ، و ربما استأنس بالحديث المروي في صحيح مسلم ، مع أن الحديث يتحدث عن الإسلام و ليس عن الإيمان ، و الحديث له تفسيرات عند أهل العلم ، لأنه في بعض الروايات قد وردت زيادة ، و هي " و إن كانا مسلمين فمسلم " ، و هذه لم ينتبه لها البعض ، و هي توضح بعض ما يلتبس ، فالفطرة تكون بالتالي بمعنى الاستعداد لقبول رسالة الإسلام ، لأن واضع الإسلام و خالق نفوس العباد واحد .

    دليل آخر : القضايا إما نظرية أو بديهية ، و البديهيات التصديقية معلومة ، كأن الجزء أصغر من الكل ، و كون الترجيح بدون مرجح باطل ، و لا يجوز رفع أو اجتماع النقيضين ...

    و النظري ينبني ضرورة على البديهي ، أي أن القضايا النظرية بعد تفكيكها لا بد و أن تعود لإحدى البديهيات العقلية أو المحسوسات ... فالمحسوس برهانه في نفسه ، طيب واضح لكل ذي لب أن الاستدلال على وجوب وجوده سبحانه يكون ضرورة انطلاقا من ملاحظة وجوب افتقار المخلوقات ، و الإمكان أو الحدوث فرع الإفتقار .

    طيب ، لو جاء شخص و زعم اجتماع النقيضان أو ارتفاعهما ، و قدم شبهات طويلة ، فالأصل أن نقول " شبهة في مقابل بديهة " ، و لا يصح عقلا الاستدلال على بدهية البديهيات ، فهذا يجعلها نظرية و هذا خلف .


    بقي أن أقول أن الأخ الفاضل و الحبيب إلى قلبنا لما له من جهود في الذب عن دين الله تعالى ، الدكتور أبا مريم ، مطالب بتعريفات معتمدة لما قدمه لنا ، ثم إن الاعتراض لا يكون بقوله أن وجوب وجوده واضح لكل عاقل ، فهذا ما لا ننازع فيه ، و لكن وضوح هذا الاستدلال لا يستلزم قلب حقيقته ، و كما قلت فالدليل الإجمالي دليل عقلي معتبر عند العلماء ، بل إنهم رضي الله عنهم لم يشترطوا مصطلحات أهل المنطق و الكلام كما توهم بعضهم ، فالعبرة بالمعاني لا بالمباني ، و من ينفي هذه المعاني عن القرآن فهو يعيبه لا يمدحه ، ، بل قالوا ، يكفي الدليل الإجمالي كما تعتقد العجائز و أغلب العوام ، ثم إنهم يفضلون أدلة القرآن ، مع ملاحظة أن القرآن فيه من القياسات المنطقية و الحجج العقلية ما يثبت كونه من عند الله ، و ليراجع القارئ الكريم كتاب " القسطاس المستقيم " لحجة الإسلام ، أو راجع تفسير بعض الآيات لأهل العلم ، كقوله سبحانه " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " ؟؟؟

    فالقرآن ، أدلته عقلية ، باعتبار تحقق معنى الدليل العقلي ، و لم يشترط عالم معتبر ورود اللفظ بعينه ، كذلك استدلال الأعرابي استدلال عقلي صحيح ، و إن كان إجماليا ، فلا يجوز بعدها أن ندعي أن وجوده سبحانه بديهي ، لأن البديهة لها تعريف ، و النظري كذلك .

    و عذرا على التطويل ، و السلام عليكم .

    تلميذكم .
    التعديل الأخير تم 03-13-2009 الساعة 09:29 PM
    يقول حجة الإسلام الغزالي ( إن رد المذهب قبل فهمه و الاطلاع على كنهه هو رمي في عماية )
    ويقول أيضا ( انظر إلى قولي و لا تنظر إلى عملي ينفعك قولي و لا يضرك تقصيري )

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ العزيز الفاضل ناصر الشريعة بارك الله فيك ونفعنا بعلمك ، قلت أخى الكريم :
    وبهذا يعلم، أن وحدانية الله تعلم بالضرورة، وهذه الضرورة إما أن تكون من أول الأمر لمن لم يوجد لديه مانع كتحريف الفطرة وفساد الفهم مثلا، أو تكون في آخر الأمر بعد الاستدلال بالأدلة الكثيرة الظاهرة الواضحة على وجود الله تعالى دون قصر لها على النظر الكلامي، مع الحذر من بدع المتكلمين.
    كل الناس يا أخى تولد على الفطرة السليمة والتى يعرفون بها الله تعالى ووحدانيته فلا حاصل من هذا التقسيم الذى تفضلتم به ؛ فمن ينحرف عنها ثم يعاد إليها بطريق النظر العقلى هو عائد وليس مبتدئ مثله مثل المسفسط الذى تاب من سفسطته وإنكاره للبديهيات .
    الأخ العزيز أبو سعد الحنفى وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قلت يا أخى:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سعد الحنفي مشاهدة المشاركة
    و بدون مقدمات أدخل في صلب الموضوع ،
    فأقول أن إثبات وجهة نظري لا تحتاج لكثير تعقيد ، بل سيرى القارئ اللبيب أن ما نزعم إثباته موجود في كلام الأخ الفاضل أبي مريم حفظه الله عند رومه نفيه .
    نعم ، فنحن بحول الله و قوته لن ندخل في مباحث جانبية ربما يخالفني فيها الأخ الفاضل ، بل سأنطلق مما اعترف به هو نفسه لأظهر له أن ما منعه هو عين ما صرح به ضمنا .
    و هذه الدعوى العريضة التي ندعيها ستكون عن طريق تحليل عنوان الموضوع فقط ، فالدكتور الفاضل كتب عنوانا لموضوعه سماه بـ " الإيمان بالله ليس نظريا " .
    إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره ، هذا قول أهل الأصول ، و هو نفس قول المناطقة التصديق فرع التصور ، إذا ثبت هذا ، نقول اعلم أيها القارئ اللبيب أن ما يوصل إلى التصورات يدعى بقول شارح كما قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ، و التصديق و هو إدراك النسبة أو إدراك الماهية مع الحكم عليها بالنفي أو الإثبات على خلاف بين مذهب الإمام الرازي و بقية المناطقة ، و ما يوصل إلى التصديق يسمى حجة عند العقلاء .
    يعني مبحث التصورات ( تصور أطراف القضية ) يسبق إثبات أو سلب أحد طرفي القضية عن الأخرى ، و مبحث التصورات هو مبحث التعريفات ، و الدكتور أبو مريم قدم لنا قضية ، أي موضوع و محمول و نسبة ، و هو يرى سلب المحمول عن الموضوع ، و نحن ننازعه في هذا ، و كما قلت ، لما كان التصور يسبق التصديق ، أي أن التعريفات تسبق إثبات المحمول للموضوع أو نفيه عنه ، أرى أنه من المنطقي أن يقوم الدكتور بتعريفات لمصطلحاته حتى نتجنب كثيرا من الخلاف و الجدال ، فإذا حصل هذا سيرى القارئ الكريم كيف تزول الخلافات ، و يتضح بعد التحقيق أن الغلط يكمن في التعاريف .
    و ضبط التعاريف هو أحد السبل التي تعصم المتحاورين الغلط .
    موضوع هذه القضية هو " الإيمان بالله " و محمولها هو " نظريا " ، و النسبة هي السلب " ليس " ، و تبعا لما قررناه و نحن سنقدم تعاريف أهل العلم لهذه المصطلحات و سنرى كيف أن ضبط تعاريف هذه المصطلحات ينطوي على ما ندعيه و بالله تعالى التوفيق .
    " الإيمان " كما عرفه أهل العلم ( راجع الدر الثمين و المورد المعين شرح المرشد المعين على الضروري من علوم الدين للإمام ميارة الفاسي ، و يسمى أيضا هذا الكتاب ميارة الكبير ) : الجزم المطابق للواقع عن دليل أو التصديق المطابق للواقع عن دليل ، المهم أنهم رحمهم الله على اختلاف عباراتهم اتفقوا على شرطين لكي يصح نسبة الإيمان لأحدهم ، و الشرطان هما " المطابقة للواقع " و " عن دليل " ، أما الجزم أو التصديق فليس بشرط ، و ذلك يعود لكون الإيمان أصلا هو التصديق لغة ، و الشرط يكون خارجا عن ماهية الشيء ، كالطهارة شرط لصحة الصلاة و ليس داخلا في ماهيتها .
    فإيمان النصارى جزم و لكنه ليس مطابقا للواقع و بالتالي يستحيل أن يكون عن دليل ، و إيمان العامي مطابق للواقع و الدليل قد يكون جزمه بقول غيره أو يكون دليلا إجماليا ، فالجزم بقول الغير دليل أيضا ، أما طالب العلم فإيمانه مطابق للواقع و عن دليل تفصيلي ، و أهل العلم لم يختلفوا في كفر من لم يحقق الجزم أو المطابقة للواقع ، كإيمان النصارى و اليهود ، جزم و لكنه مخالف للأمر في نفسه ، كذلك الشاك أو الظان لم يختلفوا في كفره ، و إنما الخلاف وقع في الدليل ، أي هل يشترط فيه التفصيل أم لا ؟؟ ، فقالوا أن العامي عليه أن يحيط بدليل إجمالي و لو من جنس استدلال الأعرابي بالبعرة و البعير .
    .
    هذه تسمى سفسطة يا أخى الفاضل بدليل أنك لو استبدلت عبارة "الإيمان بالله تعالى" بعبارة "الإيمان بأن الواحد نصف الاثنين" فبنفس طريقتك ونفس عبارتك ستصل إلى أنها ليست بديهية وفطرية بل تحتاج لنظر واستدلال .
    لقد قلت كلاما واضحا يفهمه القاصى والدانى وكررته مرارا ولا داعى من التقعر والتعنت فى شرح الكلام وهو أن معرفة الله تعالى تحصل للناس جميعا بالفطرة منذ نشأتهم وليست من العلوم النظرية التى تفتقر إلى النظر والاستدلال .
    ولو أننى تابعت كل كلامك وفندته وجاريتك فيه لدخلنا فى تفاريع الله وحده يعلم متى وأين وكيف ستنتهى فكثير من كلامك ونقولك يا أخى فى حد ذاتها ليست دقيقة ومن مصنفات لا توصف بالعلمية ولا بالدقيقة لا شأن لها عند الباحثين المتخصصن ويكفى ما نقلته من تعريف الاعتقاد أو الإيمان والصحيح أنه الاعتقاد الجازم المطابق للواقع عن دليل أو ضرورة ، يعنى هناك كلمة "ضرورة" أنت تجاهلتها أو ربما اخترت هذا الكتاب الذى تناساها وتجاهلها مع أن هناك ما لا يحصى من المراجع المعتبرة بهذا الصددا عندك مثلا وبما أنك تميل لمذهب الأشاعرة : الرازى فى معالم أصول الدين ص20، الجرجانى فى التعريفات ص199، ابن حجر فى نزهة النظر ص41، النووى فى المجموع ص 17/384 .
    أقول : ماهو تعريف الإيمان ؟؟ و ماهو المقصود بالإيمان بالله ؟؟؟
    و ما معنى نظري ؟؟ و هل السلب الذي أوقعه الفاضل سلب دائم ، أم أنه سلب يصح ارتفاعه في وقت دون وقت ؟؟؟
    طبعا هذه أسئلة موجهة للدكتور ، و هو المطالب بتقديم تعاريف لما قدمه لنا .
    الإيمان بالله تعالى هو الإقرار بربوبية الله تعالى وألوهيته واتصافه بصفات الكمال وتنزهه عن صفات النقص وتعظيمه ومحبته ..وهذا متقرر فى أصل الفطرة قال تعالى (( وإذا أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )) ولم يستثن منه أحد من البشر فى أصل خلقته .
    طيب ، بعد هذا الكلام المطول نسبيا ، و الذي يستطيع أي شخص أن يراجعه في كتب أهل العلم أقول ، لما كان هذا هو تعريف الإيمان صح لنا أن ندعي بعدها أن الدليل ( و لو إجمالا ) شرط في صحته ، و عدم الشرط يستلزم عقلا عدم المشروط .
    ليس الدليل شرطا يا أخى لأن هناك أيضا الضرورة كإيمانك بأن الواحد نصف الاثنين فهذا لا يحتاج لدليل لأنك تعرفه بالضرورة .
    ثم ننتقل لتحليل لفظة " الإيمان بالله " ، فهذا الإطلاق يحوي كثيرا من المباحث ، فهل المقصود بالإيمان بالله هو الجزم بوجوده ، أم الجزم بوجوده و صفاته و أفعاله ؟؟

    طبعا الظاهر من كلام الدكتور الفاضل هو الحديث عن وجوده سبحانه ، إذ أنه يسلم معنا أن صفاته سبحانه تنقسم لما يستقل العقل بإدراكه دون توقف على الشرع كقدرته و علمه و حياته .. و منها ما لا يستطيع العقل الجزم بالثبوت أو السلب ، و هذه هي الصفات التي استقل الشرع بإثباتها كبصره و كلامه و سمعه سبحانه .

    فلو كان يقصد بــ " الإيمان بالله " ما يشمل صفاته لنقض دعواه ، إذ إثبات الشرع متوقف على إثبات المعجزة ، و التصديق برسالة المصطفى صلى الله عليه و سلم ربنا .
    و هذا لا يكون إلا نظريا ، و هذا ما لا ينازعنا فيه الأخ ، لذلك وجب حمل كلامه على الإيمان بوجوده سبحانه ، و لا يجوز تعديتها إلى غيرها لما في ذلك من النقض لدعوى الدكتور أبي مريم حفظه الله .
    اقرأ قوله تعالى ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)) هذا هو المعنى الذى عنيته وهو ما يدل عليه لفظ الجلالة فدعك من تلك التقسيمات الصورية المبتدعة .
    طيب ، بعد ذلك أقول ، هل التصديق بوجوده سبحانه هو مجرد الإيمان بوجوده دون قيود ، أم أن وجوب وجوده سبحانه قيد يخرج به وجود الممكنات ؟؟؟ إن قال لنا أن البديهي ، هو الإيمان بمجرد وجوده سبحانه ، فأقول هذا أصلا قد خالف الأمر في نفسه ، و هذا يبطل ما اشترطناه مقدما ، إذ وجوده سبحانه واجب ، نفيه يستلزم محالات عقلية لا تخفى على ذهن اللبيب ، فالتحقيق أنه ليس بإيمان أصلا و إن صح إطلاقه لغة
    كلامك غير واضح يا أخى، وضح لو تكرمت .
    إذا تقرر هذا أقول ، إذا كان وجوده واجب ، ألا يستلزم هذا إدراك معنى الواجب ، و معنى الإمكان ( أنا قلت معنى و لم أشترط اللفظ فتأمل ) ، و معنى مخالفته للحوادث سبحانه ، أي أن وجوده سبحانه ليس كوجود الموجودات التي نراها ، و هذا يستلزم نظرا و فكرا و لو بسيطا ، فننظر في خلق الله و نرى وجوب افتقارها ، ثم نحكم عقلا بوجوب وجود ذات علية رجحت جانب الوجود على العدم لهذه الممكنات التي نراها بأعيننا ، و إلا لما صح وجودها .
    الواجب والممكن والممتنع من مبادئ التصورات التى يمكن التعبير عنها بأوضح منها كما قال إمامك الرازى فى المطالب العالية وغيره، وكون الخالق مغاير للمخلوق لا يحتاج لنظر واستدلال فمن علم أن للكون خالقا علم بنفس هذا العلم أن هذا الخالق غير هذا المخلوق كعلمك بأن الاثنين ضعف الواحد لا يقال إنه علم جديد يحتاج إلى استدلال بعد علمك بأن الواحد نصف الاثنين وكعلمك بأن أحد المتساويين مساو للآخر هو نفسه ما تعلم به أن الآخر مساو له وعلمك بأن هذا ابن لهذا هو نفسه ما تعلم به أن ذاك أب له.. ذكره من الأشاعرة الباقلانى والجوينى ورجحه الآمدى فى كتابه الأبكار.
    و كل ما ذكرته آنفا يهدم دعوى الفاضل بكون وجوده سبحانه بديهي ، و سيأتيك مزيد بيان ، عندما نعرف البديهي و النظري كما عرفه أهل العلم .
    ؟؟!!
    قال الإمام الأخضري رضي الله عنه ( صاحب السلم المرونق في المنطق و الجوهر المكنون في البلاغة و المختصر في فقه السادة المالكية ) ، عند شرحه لقوله في منظومته الشهيرة التي طارت بها الركبان " و النظري ما احتاج للتأمل #### و عكسه هو الضروري الجلي "
    حيث قال : " أعني أن العلم الحادث قسمان : ضروري و نظري :
    فالضروري : ما يدرك بديهة بلا تأمل ، كالعلم بأن الواحد نصف الاثنين و النار محرقة .
    و النظري : ما يحصل بالنظر و الاستدلال ، كالعلم بأن الواحد عشر عشر المائة و بأن العالم حادث ..
    و النظر ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعلام ما ليس بمعلوم " اه .
    و قال الإمام الأصولي المتكلم " ابن جزي الكلبي المالكي الغرناطي " ، في كتابه الماتع " تقريب الوصول إلى علم الأصول " ، في تعريف الضروري و النظري ، ما نصه :
    " وأما العقلي: فينقسم قسمين: ضروري ونظري.
    فالضروري: هو الذي لا يفتقر إلى نظر واستدلال، ويسمى أيضاً البديهي، كعلم الإنسان بوجود نفسه، وعلمه بأن الاثنين أكثر من الواحد، وعلمه بأن المصنوع لا بد له من صانع، وشبه ذلك من الأوليات.
    والنَّظريّ بخلافه، وهو الذي يفتقر إلى نظر واستدلال " اه .
    إلى هنا أكتفي من نقل التعاريف ، و أقول أن في ما أوردته كفاية و زيادة ، إذ رغم اختلاف التعابير ، فهم متفقون على أن الضروري ما لا يحتاج إلى نظر و استدلال ، بخلاف النظري .
    و الآن ، أحبتي الكرام لاحظوا كيف أن دعوى الدكتور أبي مريم لا تصمد بعد هذه التعاريف ، فقوله أن الإيمان بوجوده سبحانه ليس نظريا كلام متناقض ، إذ الإيمان أصلا يستلزم دليلا ( و إن كان إجماليا ) ، و الاستدلال لا يكون إلا في القضايا النظرية ، و بالله تعالى التوفيق .
    اعذرنى يا أخى فكلامك كله يخلو من وجه استدلال .
    ابدأ من عبارة أن النظرى ما يحتاج لنظر واستدلال والضروى ما لا يحتاج لنظر واستدلال وحاول مرة أخرى .
    أضيف فأقول ، بعضهم توهم أن وجوده سبحانه فطري بمعنى أنه بديهي ، و ربما استأنس بالحديث المروي في صحيح مسلم ، مع أن الحديث يتحدث عن الإسلام و ليس عن الإيمان ، و الحديث له تفسيرات عند أهل العلم ، لأنه في بعض الروايات قد وردت زيادة ، و هي " و إن كانا مسلمين فمسلم " ، و هذه لم ينتبه لها البعض ، و هي توضح بعض ما يلتبس ، فالفطرة تكون بالتالي بمعنى الاستعداد لقبول رسالة الإسلام ، لأن واضع الإسلام و خالق نفوس العباد واحد .
    ما ذا تقصد بقولك توهم وما علاقته بما بعده ؟
    هل تقصد مثلا أن استئناسهم بهذا الحديث فقط جعلهم يتوهمون ذلك ، أم تدعى أنهم واهمون بدون أن يكون لديك دليل ثم تذكر كلاما عن حديث كنوع من النقل الذى تزين به كلامك ؟!

    دليل آخر : القضايا إما نظرية أو بديهية ، و البديهيات التصديقية معلومة ، كأن الجزء أصغر من الكل ، و كون الترجيح بدون مرجح باطل ، و لا يجوز رفع أو اجتماع النقيضين ...

    و النظري ينبني ضرورة على البديهي ، أي أن القضايا النظرية بعد تفكيكها لا بد و أن تعود لإحدى البديهيات العقلية أو المحسوسات ... فالمحسوس برهانه في نفسه ، طيب واضح لكل ذي لب أن الاستدلال على وجوب وجوده سبحانه يكون ضرورة انطلاقا من ملاحظة وجوب افتقار المخلوقات ، و الإمكان أو الحدوث فرع الإفتقار .
    طيب ، لو جاء شخص و زعم اجتماع النقيضان أو ارتفاعهما ، و قدم شبهات طويلة ، فالأصل أن نقول " شبهة في مقابل بديهة " ، و لا يصح عقلا الاستدلال على بدهية البديهيات ، فهذا يجعلها نظرية و هذا خلف .
    لا يصح عقلا بمعنى أنه تحصيل لحاصل فهذا ما أوافقك فيه، أما أنه لا يستحيل أن نجعل البديهة نتيجة فى قياس مطلقا فهذا ليس صحيحا فمن ذا الذى يمنع من ذلك ؟!

    بقي أن أقول أن الأخ الفاضل و الحبيب إلى قلبنا لما له من جهود في الذب عن دين الله تعالى ، الدكتور أبا مريم ، مطالب بتعريفات معتمدة لما قدمه لنا
    ما معنى تعريف معتمد يا أخى ؟ يعنى عليه ختم النسر مثلا ؟
    الكلام واضح يعلمه القاصى والدانى وقد أوضحته مرارا وتكرارا ولا أظن أن أحدا لا يعرف معنى أن الإيمان بالله تعالى فطرى ولا يحتاج لنظر واستدلال عقلى كما زعم المعتزلة وبعض الأشاعرة ، إلا إذا كنت تريد الدخول فى متاهات لفظية لا تنتهى .
    ثم إن الاعتراض لا يكون بقوله أن وجوب وجوده واضح لكل عاقل ، فهذا ما لا ننازع فيه ، و لكن وضوح هذا الاستدلال لا يستلزم قلب حقيقته ، و كما قلت فالدليل الإجمالي دليل عقلي معتبر عند العلماء
    ما الذى تقصده بالدليل ؟ إن كنت تقصد المعنى الاصطلاحى وهو ما يتوصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب ومثاله الاستدال على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو على أن القرآن من عند الله تعالى فأنت لم تأت حتى الآن بما يثبت أنه واجب الإتيان به لمعرفة الله تعالى ، وإن كنت تقصد المعنى اللغوى الذى يصح معه لغة أن نقول عرفنا الله تعالى بدليل الفطرة فلا وجه لاعتراضك ، أما إن كنت تستعملهما معا أو لا تعرف على وجه التحديد أيهما تستعمل فتلك مغالطة لفظية .
    بل إنهم رضي الله عنهم لم يشترطوا مصطلحات أهل المنطق و الكلام كما توهم بعضهم ، فالعبرة بالمعاني لا بالمباني ،
    وأين أنت من هذا يا أخى ؟
    و من ينفي هذه المعاني عن القرآن فهو يعيبه لا يمدحه ،
    سبحان الله
    أين هى المعانى ومن هو الذى نفاها ؟
    سألتك عن أدلة من القرآن الكريم على أن الإيمان بالله تعالى يحتاج لنظر وليس فطرى وبديهى فلم تأت بشىء ثم تلمح إلى أننى أنكرها وأعيب بذلك على القرآن !!
    ، بل قالوا ، يكفي الدليل الإجمالي كما تعتقد العجائز و أغلب العوام ،
    ولو سألت العجائز عن أدلتهم على وجود الله تعالى فلن تظفر منهن بشىء يقبله هؤلاء المتكلمون ، وهذا يدل على تناقض المتكلمين لأنهم قالوا بصحة إيمان هؤلاء العجائز استنادا لتلك الأدلة التى لا تصح أصلا فكأنهم يقرون بإيمان على أدلة باطلة وقد صرح بذلك بعضهم بالفعل فى كتابه إلجام العوام وقال إن المقصود هو حصول الإيمان بغض النظر عن الدليل وهو ما لا يقر به أحد من المتكلمين وما كان أغناهم عن هذا التناقض لو أنهم سلموا بدليل القرآن وقالوا بأن الله تعالى يعرف بالفطرة وليس العلم بالله تعالى موقوفا على الأدلة العقلية .
    ثم إنهم يفضلون أدلة القرآن ، مع ملاحظة أن القرآن فيه من القياسات المنطقية و الحجج العقلية ما يثبت كونه من عند الله ، و ليراجع القارئ الكريم كتاب " القسطاس المستقيم " لحجة الإسلام ، أو راجع تفسير بعض الآيات لأهل العلم ، كقوله سبحانه " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون " ؟؟؟
    هذا مفروغ منه لكن ليس من بينها دليل على وجود الله تعالى بل دليلا على أن ذلك هو صميم الفطرة التى فطر الناس عليها وأنه ليس موضعا للشك أصلا وأن التشكيك فيه ضرب من الجنون والهذيان وأما قوله تعالى أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون فليس للاستدلال على وجود الله تعالى لأن السياق يخاطب المشركين من كفار مكة ومن على شاكلتهم وليس ملاحدة يكفرون بوجود الله تعالى، ويستدل على ذلك أيضا باستعمال لفظة خلقوا وليس أتوا أو وجدوا يعنى أنهم كانوا يقرون بفكرة الخلق ووجود الخالق .
    فالقرآن ، أدلته عقلية ، باعتبار تحقق معنى الدليل العقلي ، و لم يشترط عالم معتبر ورود اللفظ بعينه ، كذلك استدلال الأعرابي استدلال عقلي صحيح ، و إن كان إجماليا ، فلا يجوز بعدها أن ندعي أن وجوده سبحانه بديهي ، لأن البديهة لها تعريف ، و النظري كذلك .
    كما قلت آنفا ليس معنى أننا نستدل على وجود الله تعالى بأدلة عقلية أن ذلك هو طريق معرفة الله تعالى وأن الإيمان بالله تعالى ليس فطريا، وما من قضية بديهية فطرية إلا ويمكن أن تجعلها نتيجة فى قياس صحيح لكنك ستجدها دائما أعرف من المقدمات .
    التعديل الأخير تم 03-14-2009 الساعة 10:15 PM
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان: الإيمان بالله أصل البديهيات | مُخطّط
    بواسطة عَرَبِيّة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 11-08-2012, 05:19 AM
  2. الإيمان بالله أصل البديهيات
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 01-27-2012, 03:12 PM
  3. الإيمان بالله في ضوء المذهب التجريبي
    بواسطة ontology في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-17-2012, 03:48 PM
  4. دعوة إلى الإيمان بالله ..
    بواسطة ATmaCA في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-21-2011, 09:37 PM
  5. الإيمان بالله أصل البديهيات
    بواسطة أبو مريم في المنتدى أبو مريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-03-2008, 02:40 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء