السلام عليكم
اريد الاجابه عن هذا التساؤال وهى اشكال فى ايه استصعبت على فى قوله تعالى(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }[الأنعام: 74]
هل هو اب حقيقى لابراهيم او هو عمه من العلماء من قال انه عمه استشهاد بايات ومنهم من قال انه ابوة حقيقى وهذا عليه اشكال ومنهم من قال انه عمه
إن عنوان «الأب» كما يطلق على الأب فإنه يطلق على غيره كالعمّ وغيرة أيضاً، و هذا هو منشأ الترديد في قضية النبي إبراهيم من أن أبوه هل كان آزر عابد الوثن أم لا. فالذي يظهر من الآية «و إذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناماً آلهة»(1)، و الآيات 42 من سورة مريم، و 52 من سورة الأنبياء، و 70 من سورة الشعراء، و 85 من سورة الصافات، و 26 من سورة الزخرف، و 114 من سورة التوبة و غيرها، أن أبا النبي إبراهيم لم يكن موحداً؛ أما أن هذا الأب هل هو نفس الوالد أم غيره، وهل أن والد النبي إبراهيم هل كان موحداً أم لا، فلا يمكن استظهار أي واحد من هذين المطلبين من الآيات المشتملة على عنوان «الأب»؛ و لكن يمكن استنباط كلا المطلبين من آية أخرى متضمنة لكلمة الوالد لا كلمة «الأب»؛ فيمكن معرفة أن آزر عابد الوثن لم يكن والد النبي إبراهيم، و أن الشخص الآخر الذي هو والد النبي إبراهيم و الذي لم يذكر اسمه في القرآن، كان موحداً، لا مشركاً؛ فقد قال الله:
أ- «و ما كان للنبي و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولي قربى»(2).
ب- «و ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبيّن له أنه عدو لله تبرأ منه»(3)، أي لم يستغفر له بعد ذلك.
ج- قال النبي إبراهيم (عليه السلام) في دعاء له في عهد الكبر و في أواخر حياته: «ربنا اغفر لي و لوالديّ و للمؤمنين يوم يقوم الحساب»(4).
من هنا يمكن استنباط المطلبين المشار إليهما: أحدهما هو أن آزر عابد الوثن لم يكن والد النبي إبراهيم؛ لأنه تبرأ من آزر بعد أن تبين له شركه و عداؤه مع الله، و لم يستغفر له بعد ذاك، و المطلب الآخر أنه استغفر لوالديه في عهد الكبر، فيظهر أنهما كانا يستحقان الاستغفار؛ أي كانا كسائر المؤمنين من أهل الإيمان لا من أهل الشرك
ونحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلالة إسماعيل ابن إبراهيم.. والرسول عليه الصلاة والسلام قال: " أنا سيد ولد آدم "
فإذا كان آزرُ أبو إبراهيم كافراً وعابداً للأصنام.. فكيف تصح سلسلة النسب الشريف؟ نقول إنه لو أن القرآن قال { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ } وسكت لكان المعنى أن المخاطب هو أبو إبراهيم.. ولكن قول الله: { لأَبِيهِ آزَرَ }.. جاءت لحكمة. لأنه ساعة يذكر اسم الأب يكون ليس الأب ولكن العم.. فأنت إذا دخلت منزلا وقابلك أحد الأطفال تقول له هل أبوك موجود ولا تقول أبوك فلان لأنه معروف بحيث لن يخطئ الطفل فيه.. ولكن إذا كنت تقصد العم فإنك تسأل الطفل هل أبوك فلان موجود؟ فأنت في هذه الحالة تقصد العم ولا تقصد الأب.. لأن العم في منزلة الأب خصوصا إذا كان الأب متوفيا.
إذن قول الحق سبحانه وتعالى: { لأَبِيهِ آزَرَ } بذكر الاسم فمعناه لعمه آزر.. فإذا قال إنسان هل هناك دليل على ذلك؟ نقول نعم هناك دليل من القرآن في هذه الآية الكريمة: { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـاهَكَ وَإِلَـاهَ آبَائِكَ }.. والآباء جمع أب، ثم حدد الله تبارك وتعالى الآباء، إبراهيم وهو الجد يطلق عليه أب.. وإسماعيل وهو العم يطلق عليه أب واسحق وهو أبو يعقوب وجاء إسماعيل قبل اسحق.
إذن ففي هذه الآية جمع أب من ثلاثة هم إبراهيم وإسماعيل واسحق.. ويعقوب الذي حضره الموت وهو ابن اسحق، ولكن أولاد يعقوب لما خاطبوا أباهم قالوا آباءك ثم جاءوا بأسمائهم بالتحديد.. وهم إبراهيم الجد وإسماعيل العم واسحق أبو يعقوب وأطلقوا عليهم جميعا لقب الأب.
. فكأن إسماعيل أطلق عليه الأب وهو العم وإبراهيم أطلق عليه الأب وهو الجد واسحق أطلق عليه الأب وهو الأب.. فإذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا أشرف الناس حسباً ولا فخر "
يقول بعض الناس كيف ذلك ووالد إبراهيم كان غير مسلم.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" أنا سيد ولد آدم "
فإذا قال أحدهم كيف هذا وأبو إبراهيم عليه السلام كان مشركا عابدا للأصنام.. نقول له لم يكن آزر أبا لإبراهيم وإنما كان عمه، ولذلك قال القرآن الكريم } لأَبِيهِ آزَرَ { وجاء بالاسم يريد به الأبوة غير الحقيقية.. فأبوة إبراهيم وأبوة اسحق معلومة لأولاد يعقوب.. ولكن إسماعيل كان مقيما في مكة بعيدا عنهم، فلماذا جاء اسمه بين إبراهيم واسحق؟ نقول جاء بالترتيب الزمني لأن إسماعيل أكبر من اسحق بأربعة عشر عاما..
وكونه وصف الثلاثة بأنهم آباء.. إشارة لنا من الله سبحانه وتعالى أن لفظ الأب يطلق على العم
براهيم؛ والحديث الشريف يقول:
" خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء ".
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من سلسلة نسب مُوَحِّد لا يمكن أن يكون للشرك فيه مجال، وآزر كان مشركاً، وما دام الحق يقول في آية أخرى: { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ }. فلو أن آزر الوالد الحقيقي لإبراهيم لكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من ذريته. وأرى أنه عمّه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " ما زلت أتنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات " ، وهو قول يدل على أن نسبة الشريف مطهر من الشرك من جهة الآباء ومن جهة الأمهات، إذن فلا يصح أن نعتقد أن أبا إبراهيم هو آزر؛ لأنه كان على هذا الوضع مشركا
فالوالد هو الأب المباشر الذي أنجب هذا الإنسان, أما الأب فيمكن أن يكون الأب أو الجد أو العم أو حتى من له علاقة شديدة بالإنسان, وهذا ينطبق كذلك على "الأم والوالدة" ونحن نجد أن الله عزوجل قال: "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ [الأحزاب : 6]" فلم يقل أزواجه والداتهم بل قال أمهاتهم, وعندما يريد التركيز على الأبوين المباشرين يستعمل لفظ "الوالدين". ونجد ذلك واضحا في كل القرآن ونجده يربط ذلك بعبادته تعالى فعلى سبيل المثال: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [البقرة : 83] , َ"واعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [النساء : 36] " , " قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الأنعام : 151] " , " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً [الإسراء : 23] "
فلا بد من التدقيق في المعاني المختلفة للكلمة ودلالات كل منها, بدلا من التسرع والقول بالترادف الذي يوقعنا في مشاكل نحن في غنى عنها, فعلى سبيل المثال إذا قلنا أن "الأب" هو الوالد فهذا يوقعنا في مشكلة عويصة, وهي كيف يدعو سيدنا إبراهيم لأبيه عند الكبر مع أن الله عزوجل قال: "و َمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة : 114] ؟
فالخليل استغفر لأبيه فتره قصيرة في مرحلة الشباب, فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ولكن نجد أن الخليل عاد في الكبر مرة اخرى, فقال: "الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [إبراهيم : 39] ثم قال: "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم : 41], فنحن الآن أمام مشكلة كبيرة وهي: كيف يعود الخليل للاستغفار لأبيه في الكبر مرة أخرى بعد أن تبرأ منه؟ وهذا مايحتمه القول بالترادف بين الأب والوالد, ولكن إذا قلنا أن الوالد هو الأب الذي أنجب وأن الأب لفظ يحتمل معان عديدة منها الوالد والجد والعم والمربي وغير ذلك, زال الإشكال فيمكن أن نقول هنا بسهولة أن الخليل كان يستغفر لأبيه الذي ليس بوالده – من الممكن أن يكون عمه أو مربيه أو جده أو ..., لموعدته فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه, وعندما بلغ الخليل الكبر لم ينس حق والديه عليه الذين أسلما, فدعا لهما وقال: "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ)
ولكن الاشكال التى وقع لى انى رايت من العلماء من قال انه ابيه حقيقى وهو الامام الشنقيطى فى كتابة العذب النمير فى التفسير فى تفسير الايه 74 من سور الانعام
حيث قال لايوجد فى كتاب الله ولا سنه الرسول تقول انه عمه بل هو ابوة بل ان اهل السير اولعوا بان قالوا ان ابوة هو عمه
ويجب علينا تصديق الله ولانحرف كلام الله فنقلها الاب الى العم بغير دليل تجرؤ على كتاب الله الى اخر الايات المصرح بها انه خاطب اباة فى ايات كثيرة
وهناك من المفسرينن من قال ذلك الطبرى حيث قال ان عامة يقولون ان ابو ابراهيم اسمة تارح وقد اجاب عن ذلك ابن جرير وقال لا اصدق من الله وذكر ان اباة ازر وقد يكون اسمة ولقبة احدهما تارح والثانى ازر
فالشنقيطى يقول فى تفسيرة انه ابوة ولكن يرد هذة الاشكالات التى اوردناها وانه بهذا يقول بالترادف فى القران وانه ليس هناك فرق بين الوالد والاب
فالشنقيطى قال تصرف بدليل والادلة كثيرة اولا.. انه قال لابية ازر فى هذة الايه ليبين انه ليس المقصود الاب وقد اجبنا على ذلك
ثانيا.. الادلة من السنة انه من نسب الاطهار وان المشركون نجس
ثالثا ... بعدم وجود الترادف وهناك فروق بين اللفظين باستقراء القران
رابعا.. الاشكال الوارد على ما يقول الشنقيطى وانه كيف يدعو سيدنا إبراهيم لأبيه عند الكبر مع أن الله عزوجل قال: "و َمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ [التوبة : 114] ؟
فالخليل استغفر لأبيه فتره قصيرة في مرحلة الشباب, فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ولكن نجد أن الخليل عاد في الكبر مرة اخرى, فقال: "الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء [إبراهيم : 39] ثم قال: "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم : 41], فنحن الآن أمام مشكلة كبيرة وهي: كيف يعود الخليل للاستغفار لأبيه في الكبر مرة أخرى بعد أن تبرأ منه؟ وهذا مايحتمه القول بالترادف بين الأب والوالد التى يقول به الشنقيطى وغيرة
ارجوا الاجابه وانا بالانتظار على احر من الجمر................؟
Bookmarks