بسم الله الرحمن الرحيم ...
ياستاذ مرتــــــــــــد وتريد ان تتوب .نتمنى لك الهدايه ان كنت صادقا ومخلصا للنيه
وانك تريد الحق لان ليس لنا الى الظاهر والباطن يعلمه الله سبحانه وتعالى ..
وبالنسبه لتساؤلاتك ..
قال تعالى{ ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن أنظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } الأعراف : 143
لن تصيبك الصاعقه بقولك اريد ان أرى الله لان الصاعقه والعقاب لايكون الا بأمر الله وارادته لا لفعلن انت فعلته بهذه اللحظه
فالله حليم صبور ..وقد تصيبك صاعقه او اي نوع من العذاب بأي لحظه اذا انت كفرت به وكذبت اياته او لأي ذنب تقترفه
فالله سريع الحساب وكل من هو على ذنب فهو في خطر طالما ان هذا الذنب ملازمه . بأن يأتيه عقاب الله بلحظه وبأي شيء
يختاره الله ليس بالصاعقة فقط .
ولا يحق لك ولا لأي بشر ان يمليء على الله سبحانه وتعالى مشيئته لان الله له الملك كله يتصرف به دون ارادت احدا سواه
سبحانه وتعالى .وهو المتصرف بخلقه . وهو يعلم خائنة الاعين وماتخفي الصدور.فينعم على من يشاء ويعذب من يشاء .
والله يعلم مدى الكفر الظاهر والباطن في القلب ويعلم مدى الايمان الظاهر والباطن في القلب
وهو الذي خلق العدل والظلم وحرم الظلم على نفسه جل وعلى .
اعتقد ان كلامي واضح فلا تتهرب . فأنجو بنفسك قبل ان تموت وانت على هذا الشك
والريب وسلم للحق . لانك ان كفرت قد يشملك معنى الاستدراج في الايه التي اتيت بها وسافسرها لك .
وتقول في سؤالك الاخر
لماذا كان العذاب يأتي للاقوام السابقه دون سابق انذار بل استدراج من حيث لا يعلمون يا اخواني هذه قضية جنه او نار؟
الرد ..
الله سبحانه وتعالى لايظلم خلقه ابدا ..فهو قطع هذا الوعد انه لن يعذب حتى يرسل الرسل والانبياء ومن يكفر فانه يكفر بعد ماجاءه الحق
وهو مستحق للعذاب بعد تكذيبه للرسل والانبياء وجحوده وكفره بالله سبحانه وتعالى .
قال تعالى ((مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا )) الاسراء آيه 15
ولانها قضية جنة ونار كما اسلفت فكان الايمان بالرسل والانبياء شيئا يسيرا مقابل الجنه . فالاحرى بالكفار ان يؤمنو بالله لان الله جل وعلى لم يحملهم
اكثر من طاقتهم سواء انه اراد حق عبادته لانه خالقهم والمنعم عليهم .فالمسأله قبل العذاب سهله جدا . ولكن بعد التكذيب والكفر والجحود
كان من العدل وقوع العذاب عليهم بأي طريقة شاء بها الله سبحانه وتعالى .
واما مسألة الاستدراج بالايات فعلم معنى الايات الصحيح قبل ان تستدل بها .الاستدراج هنا انهم بعد ماكفرو وجحدو الحق الذي جائهم وكذبو به
كان عقابهم بالاستدراج وهو ان الله سيبلوهم بالدنيا بانه سيبسط لهم انواع الرزق والرخاء بالعيش فيظنون انهم على حق بعد ماكذبو بالرسل
والحق الواضح فيأخذون بغته لانهم كفرو وجحدو واستحقو الاستدراج والعذاب وهذه الايه تحذير ايضا لكل كافر اوجاحد او مرتاب بعد مااتاه الحق
فلايظن انه بكامل صحته وعافيته وانه يعيش في رخاء وتجده يتمادى بكفره وجحوده وتكذيبه الحق بعد ماجائه فانه بلحظه قد يأتيه عقاب الله سبحانه وتعالى
وهذه فيها حكمه عظيمه وهيا التحذير للكفار الذين يتمادون بكفرهم الا قيام الساعه ان العذاب قد يصيبه بغته او الموت ايضا قد ياتيهم بغته بارسال ملك
الموت لهم بلحظه وهذا هو الاستدراج لكن الاستدراج لا ياتي الا بعد التكذيب والكفر والجحود فهنا قمة العدل .
وان كنت تظن ان هذا يشمل المؤمنين بالله فأنت على خطاء لان المؤمنين بالله حتى وان قامت عليهم القيامه بغته فهم على ثقة تامه بعدل الله وحسابه وهم
يعلمون ان مصيرهم بيد من لايظلم ولايضيع اجرهم وعملهم .
لانهم آمنو بالله ووحدوه وامنو برسوله واتبعوه وامنو بقيام الساعه فهم ليسو بريب منها فان قامت فهذا قضاء الله وقدره وهم مؤمنين به
واما سؤلك عن مشركين قريش واستعجالهم العذب فسأذكر لك السبب بالتفصيل ؟
الرسالة المحمدية هي خاتمة الرسالات ولجميع الأقوام من مشركين قريش الى جميع الأجيال حتى يومنا هذا والا ان تقوم الساعه
وكانت المعجزة التي صاحبتها معجزة القرآن الكريم فهي غير مادية و باقيه لأن تتدبرها أجيال وأجيال وتؤمن بها أجيال وأجيال
ومن ثم اقتضت مشيئة الله وحكمتة ألا تؤخذ هذه الأمة بعذاب الاستئصال وأن يقع العذاب على أفراد منهم في وقت معلوم ووقع على بعض كفار
قريش الذين اراد الله الاستعجال بعذابهم وهذه من الحكم التي نعلمها والله اعلم بمقتضاه وحكمه الظاهره لنا والغائبه عن عقولنا لبشريه الضعيفه .
وكانو يتساءلون إذا ما أخر عنهم إلى أمة من السنوات أو الأيام أي مجموعة منها ما يحبسه ؟ وما يؤخره ؟ فهم لا يدركون حكمة الله ولا رحمته .
و يوم يأتيهم هذا الشيء لا يصرف عنهم ..بل يحيط بهم جزاء لاستهزائهم الذي يدل عليه سؤالهم واستهتارهم ..
لأن عذاب الله لا تستعجله نفس مؤمنة ولا نفس جادة فالذي يتوقع عذابا لا يطلبه !!!
واقرأ سورة الفيل والآيه الواضحه التي اهلكت القوم الذين ارادو هدم الكعبه وكانت امام اعينهم في نفس العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذالك كذبو
وجحدو بعد الرساله النبويه .
قال تعالى ((َلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ(5) )) سورة الفيل .
واكررها لك هنا
لأن عذاب الله لا تستعجله نفس مؤمنة ولا نفس جادة فالذي يتوقع عذابا لا يطلبه !!!
فكفارقريش يطلبون العذاب ليس لمعرفة الحقيقه بل لتكذيبهم واستهزائهم .
الله سبحانه وتعالى له حكمه ليؤمن من يتهيأ للإيمان في فترة التأجيل التي صرف الله العذاب فيها عن مشركي قريش
فكم آمن منهم من رجال حسن إسلامهم وأبلوا أحسن البلاء وكم ولد لكفارهم من ذرية نشأت فيما بعد في الإسلام وهذه وتلك بعض
الحكم الظاهرة والله يعلم ما بطن ولكن البشر القاصرين العجولين لا يعلمون .
واعود للب موضوعك ؟
وبعد كل هذا تريد ان ينعم المؤمنين والكفار سواسيه . ام يعذبون سواسيه هنا يكون التحيز بمساواتهم !!!
لان الذين امنو لهم الاجر بايمانهم ووعدهم الله بالامان والنعيم لايمانهم به وعبادته وتصديق انبيائه
وتشملهم رحمة الله وتنجيتهم من العذاب .
كما استحق الكفار العذاب والنار بالاخره لكفرهم وتكذيبهم .
ولكن حاشى لله ان يتحيز وتنزه وتقدس ان يظلم خلق من خلقه وهو ارحم الراحمين .
قال تعالى ((أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّار))ِ [ص 28]
قال تعالى ((أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ))[الجاثية 21]
وبالنسبة لعقاب فرعون الذي نجاه الله ببدنه ليكون ايه ؟
انواع العذاب تختلف من قوم لقوم على حسب كفرهم الذي يعلمه الله فيقدر لهم عذابهم مايراه سبحانه وتعالى .
ولكن الغريب في امرك وتساؤلك هو انك ببداية تساؤلك تقول لماذا عذبو بني اسرائيل اشد من غيرهم ولعلمك ان بني اسرائيل كانو يرون ويعلمون ماحصل لفرعون
من آيات ورغم ذالك كذبو فلذالك استحقو عقابهم لان الله لا يظلم احدا وهذا دليل اتى منك بالبدايه و عليك الان بنفس الوقت لذالك علمنا الان انك تعلم سبب عذاب بني اسرئيل وانهم لم يظلمون .
الله عزوجل عذب الاقوام المنحرفة والعاصية السالفة كل حسب ما يراه تعالى مناسبا لهم ولزمانهم ولذنوبهم فباناءا عليها اختار الله لهم انواع عذابهم بمايراه اهل لهم ولمعصيتهم .
اقرأ تلك القصص لتعلم اختلاف معاصيهم وتفاوتها لتجد الجواب على سؤالك ..
قال تعالى ((فكلا اخذنا بذنبه فمنهم من ارسلنا عليه حاصبا )) ، وهم قوم هود وعاد ، والحاصب معناه الطوفان الذي فيه الحصى الكثير.
قال تعالى ((ومنهم من اخذته الصيحة))، وهم ثمود ـ قوم صالح ـ والصيحة السماوية هي الصاعقة التي تقترن بالزلزلة يحدث منها صوت رهيب.
قال تعالى ((ومنهم من خسفنا به الارض)) وهو قارون الملك المتكبر والمتجبر الثري المغرور ، خسفت به الارض نتيجة استكباره وغروره.
قال تعالى ((ومنهم من اغرقنا ))، وهم فرعون وهامان وجنودهما.
ولا تعتقد ان الله ظلمهم وحجب عنهم الحق والخير و اخفاه عنهم بل ارسل اليهم الانبياء والرسل وبين لهم الحقيقه
ولكنهم لم يريدون الخير لانفسهم بجحدهم وكفرهم وعماهم وطغيانهم فهذا ماجنته ايديهم ...
قال تعالى ((وماظلمناهم ولكن كانو انفسهم يظلمون)) صدق الله العظيم .
فلاتظلم نفسك ياأستاذ مرتد وارجع الا الحق الواضح الجلي فليس لديك حجه بعد كل ذالك الا ان كنت ممن يتبع هواه او الشيطان اظله
فالامر يسيروالحق واضح .. وجميل انك تعلم ان المسأله ليسة لعبه كما قلت فهي جنه ونار ...؟
وتتطلب منك الايمان والتوحيد والتصديق بالخالق ورسوله الصادق الامين محمدا عليه افضل الصلاة والتسليم . فأنجو بنفسك قبل ان يضللك ريــــبــك وحيرتك في أمر واضح وجلي .
والسلام على من اتبع الهدى واخلص النيه وبحث عن الحق بنية صافيه بلاتكذيب ولا تدنيس ولا لاثارة شبهات شيطانيه .
Bookmarks