أهناك قيم من السعادة تحييا معنا ولكننا لا ندركها حقا وسوف ندركها فقط هناك
مثلا صور السعادة المرتبطة بشهوات الجسد كالأكل والجنس والخمور والمكيفات
اعتقد أنها من المجون بحيث لا تليق بالترقي الروحي المصاحب لفكرة الجنة
فقد ذكرت الحور العين في الجنة ولكن لم يذكر أننا سنمارس الجنس معهم
ثم إنه ذكر أن خمر الجنة لا يسكر
وما الممتع في الخمر غير السكر
وبدون هذه السعادة (التي لا أعي غيرها) أتخيل أن الجنة ستكون دار فخم للزهد والرهبنة
قيم السعادة الأخرى كالنجاح وتحقيق الذات والتميز والكثير من هذه السعادة الدنيوية وهى مستبعدة أن تكون سعادات الجنة السامية
فماذا ستكون الجنة غير القصور والذهب الذي لا أعلم لماذا يذكر دائما أن قصور الجنة من ذهب فنحن هناك لن نأخذ هذا الذهب ونبيعه
فكيف لنا إذا أن نحلم بأشكال من السعادة لم نختبرها بعد
حتى وصف الجنة في القرآن كان للبدو قاطني الصحراء
فعشمتهم بالفاكهة التي يعلموها فقط كالتين والتمر
والأشجار والأنهار وهى بالنسبة لهم الجنة فعلا
ثم ختمت الوصف بما لا رأته أعين ولا سمعته أذن
ماذا لو اكتشفنا هناك أنها مملة وسأمنا الحياة بها أسنشعر حينها أننا خدعنا ونندم حيث لا ينفع
ولو كانت الجنة ممتعة ومذهلة إلى ذلك الحد فلماذا أكل آدم وحواء من تلك الشجرة وهم لديهم في الجنة كل ما يرغبون به
ألم يكتفوا فبحثوا عن صور أخرى للسعادة أم أنهم لم يخشوا أن يطردوا من الجنة لأنهم سئموا حياتهم بها
أم أنهم شكوا في قدرة الله وأنه سوف لا يعلم فعلتهم هذه رغم أنهم المفترض أنهم اختبروا قدرته بنفسهم
ورأوا وعاشوا ما لم نتخيل قط أنه موجود
فلماذا إذا هذا الاستخفاف بقدرته
يقولون دائما أن الممتع في المجهول هو وجوده في حيز الخيال لكن بمجرد أن يصبح واقع ملموس تتبدد الخيالات والأوهام ويكون الإحساس به منزوع النكهة بالنسبة للتفكير فيه
ماذا لو كانت الجنة كذلك
كيف لنا أن نعرف ما هي تلك الجنة حتى ندعها تتحكم بأفعالنا ونتحرق شوقا للوصول أليها
ولمصلحة من كل هذا الغموض
Bookmarks