هذه القصيدة من الشعر الحر للشاعر الأديب إبراهيم أبو عباة وفقه الله .. وهي قصيدة رائعة ، تحمل معاني عظيمة نقلتها من كتاب اعترافات متأخرة ص 19 آثرت أن أضعها في هذا القسم لأن لها علاقة بالمرأة أكثر من علاقتها بالشعر

يقول فيها



تعالت هتافاتهم ..
حرروها .. تعالت هتافاتهم ...
أطلقوها ...
دعوها تمارس حق الحياة ...
تميط اللثام ...
وتلقي الحجاب ...
تحطم كل القديم ....
تثور على كل شيء قديم ...
تعالت شعارات أهل الفساد ....
لكي يخدعوها ...
فباسم التقدم ..
واسم التحرر ...
واسم التمدن ...
قالوا دعوها ...
دعوها تمارس ما تشتهي ...
دعوها تعاشر من تشتهي ...
دعوها تطالبكم بالحقوق ....
دعوها دعوها ولا تمنعوها ...
أفيقي أخية
وقولي دعوني ...
دعوني فإني ...
أريد حيائي ...
أريد إبائي ...
دعوني ... دعوني ...
فإني أبيّة ..
أنا لست ألعوبة في يديكم ..
تريدون أن تعبثوا بشبابي ..
فألقي حجابي ...
وأخرج ألقى قطيع الذئاب ...
وبعض الكلاب ...
فتنهشني فأكون ضحية ...
تريدونني أن أكون مطية ...
أريد السعادة في منزلي ...
لأحفظ نفسي ..
لأسعد زوجي ..
لأرعى بناتي ..
وأرعى بَنِيَّة ...
أفيقي أُخيَّة ...
يريدون هدم صروح الفضلية ...
يريدون قتل المعاني الجميلة ..
يريدون قتل المعاني الجميلة ..
يريدون وأدكِ والنفس حية ..
أنا لست أقبل هذا الهراء ..
وهذا العداء ..
فهيا اخرسوا أيها الأدعياء ...
فأنتم دعاة الهوى والرذيلة ...
لقد جرّب الغرب ما تدّعون ...
فهاهم لما زرعوا يحصدون ...
حصاد الهشيم ...
ترى البنت تخرج من بيتها ...
قبيل البلوغ ..
فترجع تحمل في بطنها ..
نتاج اللقاح .....
فتجهضه .... لتعيد اللقاء ..
وحيناً تدعه يلاقي الحياة ....
فتلقيه في ملجأ أو حضانة ...
فيبحث عن أمه وأبيه ..
لكي يطعموه .....
لكي يرحموه .. .
لكي يمنحوه الحنان الكبير ....
لكي يرضعوه ..
ولكنه لا يرى ما يريد ...
فينشأ يحمل حقداً دفيناً ...
لكل الوجود ...
فيخرج للكون دون قيود ....
ليقتل هذا ...
و يسلب هذا ..
ويغصب تلك بغير حدود ...
أفيقي أخية ..
أهذي الحقوق كما تزعمون ..
فأفٍّ لكم ولما تدعون ..
أنا لست أقبل هذا الهراء ..
فهيا اخرسوا أيها الأدعياء ...
أنا لست أقبل غير تعاليم ديني ...
ففيها النجاة ...
وفيها الحياة ...
وفيها السعادة حتى الممات ...
أفيقي أخية .. أفيفي أخيه ...