تواتر القرآن بحفظ الله له اولا وأخيرا وبانفراد لم ولن يحظى به كتاب منهجي الهي من قبل ولابعد ,
حقيقة واضحة لامجال لنقضها والا كان فعل من اعداء الدين على مر العصور وممن غايتهم التشكيك في هذا الدين العظيم الخاتم , قرآننا الكريم العظيم لم يعهد بحفظه الى البشر بل تعهد بهذه المهمة رب الكون ومليكه واعجازه في كل تفاصيله لاينكره الاجاهل ولايشكك فيه الا سفيه ,لم يترك للكهنة ولاالاحبار ولا الرهبان ليفعلوا به مافعلوه في الكتب السابقه وضللوا
خلف تحريفهم المغرض خلقا كثيرا ,لذلك كان كتاب آخر الرسالات وجامعها ومنهج الحياة على الأرض بكل تفاصيله الى ان يرث الله الأرض ومن عليها محفوظا بحفظه تعالى له حتى لايبقى لأي انسان حجة ولاسبب لمخالفة فطرة الاسلام وعدم اتباع النبي محمد هكذا هو قرآننا معجز في كافة تفاصيله سبحانه تعالى منزل القرآن وحافظه ,كتاب الله لايمكن بحال ان يمسه كائن بتغيير او تبديل او تحريف فالقرآن العظيم محفوط من هذه الأشياء كلها لايقدر أحد من جميع الخلق من الجن والإنس أن يزيد فيه ، أو ينقص منه حرفاً واحداً أو كلمة واحدة ، وهذا مختص بالقرآن العظيم بخلاف سائر الكتب المنزلة, حفظ القرآن وبقي كما نزل الى ان يأتي أمر الله تعالى، ووصل الينا متواترا تواترا فريدا من نوعه كصفة هذا القرآن ,أنّ الافراد الذين‌ نقلوا لنا القرآن‌ بألفاظه‌ وعباراته‌ وحركاته‌ هم‌ من‌ الكثرة‌ بحيث‌ لا يتصوَّر احتمال‌ تواطؤهم‌علی الكذب‌ في‌ ذلك‌. ومثل‌ ذلك‌ كمثل‌ وجود مدينتَي‌ مكّة‌ والمدينة‌، وخبر النبي محمد‌ الذي‌ ثبت‌ لدينا بالتواتر ,وقيض لهذا الحفظ ولمهمة التواتر امة فريدة لن تتكرر وهي خير القرون كما سماها النبي فمنهم وعنهم وبهم تم الحفظ وحصل التواتر .
أن القرآن كان يتنـزل على الرسول صلى الله عليه وسلم بالتدرج، وكان يُقرئه صحابته على مهل وتؤدة، كي يحفظوه ويعوه؛ ويُدل لهذا ما صح عن الصحابة أنفسهم، أنهم كانوا يحفظون العشر آيات، فلا يتعدونها وينتقلون إلى غيرها حتى يحفظوها ويعملوا بما فيها؛ فالصحابة بمجموعهم كانوا يحفظون ما ينزل من القرآن، إما تلقًيا مباشرًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإما تلقًيا عن بعضهم البعض؛ ويدل لهذا ما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُشْغَل، فإذا قدِم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن ) رواه أحمد . وهذا الأمر شواهده أكثر من أن تحصى، يعلمها كل من قرأ في كتب الحديث، وطالع سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرة صحابته رضي الله عنهم .
أن الصحابة جعلوا القرآن في المقام الأول من عنايتهم واهتمامهم، فكانوا يتنافسون في تلاوته وحفظه وفهمه، وكان ذلك دأبهم من ليل أو نهار؛ وقد ثبت في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار ) رواه البخاري و مسلم . بل إن الصحابة كانوا يتفاخرون ويتسابقون إلى حفظ القرآن؛ يشهد لهذا ما ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أعلمهم بكتاب الله، ولو أعلم أن أحدًا أعلم مني لرحلت إليه..) رواه مسلم ؛ وهذه أم هشام بنت حارثة بن النعمان ، تقول: (.. وما أخذت { ق والقرآن المجيد } إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خطب الناس ) رواه مسلم . ومع حرص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على تلقي القرآن منه وحفظه، فقد كان يشجعهم ويحثهم على تعلُّمه وتعليمه، فكان يقول: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) رواه البخاري . فتسابق الصحابة إلى تلقي القرآن، ومسارعتهم إلى حفظه والعمل به أمر مستفيض عنهم، لا ينكره إلا مكابر أو معاند .
ومازال القرآن هو القرآن الذي نزل على سيد الاولين والآخرين نقرأه هنا ويقرأونه هناك هو هو بين دفتي أي مصحف في أي مكان وهنا نقاط نوردها في حفظ هذا الكتاب العزيز وتواتره الاكيد ووصوله الينا كما انزل :
أولاً: لا يعقل أن يترك النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم الذي هو الحجة والذي ستقوم به الدعوة مفرقاً غير مجموع ولا محكم القراءة، وما يجوز من الاختلاف وما لا يجوز، وفي إعرابه، ومقداره، وتأليف سوره، وهذا لا يتوهم على رجل من عامة المسلمين، فكيف برسول رب العالمين فما توفى عليه الصلاة والسلام الا وقد اتم المهمة واكمل الرسالة واودع القرآن الكريم بعد حفظ الله له امانة اصحابه وامته الممتدة وقتها .
ثانياً: أن القرآن الكريم نزل في ثلاث وعشرين سنة، كلما أنزلت آية وسورة قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه في صلاته ومجالسه، وكان الصحابة أهل عناية وتعظيم يدرسونه نهارهم، ويصلون به في ليلهم، ويتفقهون فيه ويتفهمون معانيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مع ذلك يحثهم على التعليم ويرغبهم فيه، فإن لم يكن القرآن مجموعاً فماذا يقرأ هؤلاء في صلاتهم وماذا يتذاكر أولئك في مجالسهم؟ وحين نتحدث عنهم رضي الله عنهم جميعا نتحدث عن شوامخ وعن قرن لن يتكرر وعن اتباع وحفظ قدره الله لنبيه ومصطفاه فالقياس هنا اوضح من ان يشرح .
ثالثاً: أن الأمة اجتمعت على حقيقة جعل النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً “يكتبون الوحي، فإن لم يكن القرآن مجموعاً مكتوباً في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأي شيء كان يكتب هؤلاء؟ ومن ذلك الحديث اسم موضوعنا هذا .
رابعاً: العرب مخصوصون بشدة الحفظ وحسن البيان، فهم أصحاب الشعر والمعلقات. ونحن نرى أن أطفال المسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها من عرب وعجم يحفظون القرآن كاملاً، فتوهم عدم حفظ الصحابة وأبنائهم للقرآن وهم أرباب الفصاحة والبيان وعليهم نزل القرآن لهو مما يزري بهم ويحط من قدرهم، وإن لم يكن القرآن مرتباً فلا يمكهن حفظ مقاطع لا رابط بينها ولا ضابط.
خامساً: من الدلائل التي تدل على أن القرآن مجموع ومرتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الصحابة لم يقدموا فيه ولم يأخروا، مع علمهم أن أول ما نزل من القرآن هو قوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}العلق:، إلا أنهم لم يقدموها على البقرة.
اذن فكل هذه الاستدلالات المنطقية المنطلقة من حقيقة تواتر القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تؤيدها نصوص القرآن المؤكدة للرعاية الإلهية لعملية الجمع والترتيب،{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}والقراءة التاريخية لموقف النبي وأصحابه وعنايتهم الفائقة بحفظ القرآن وكتابته وجمعه .
يكفينا ولله الحمد اهم دليل على ان قرآننا محفوط وانه نقل الينا بتواتره الفريد كما هو آيات صريحة في القرآن، وأحاديث من السنة، وإجماع الأمة، فإن الله قال: "إنا نحن نـزلنا الذكر وإنا له لحافظون"وحكم الله بحفظه لا بد أن يكون متواتراً؛ لأنه لو نـزل عن حد التواتر دخله الظن والاحتمال، وهذا منافٍ لخبر الله بحفظه. وكذلك قوله –سبحانه- عن رسول الله : "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" ، فلما كان خاتم النبيين لزم كون الكتاب الذي نـزل عليه ثابتاً إلى آخر الزمان في حياة بني آدم على هذه الأرض معلوماً إلى هذا القدر بالتواتر؛ لأن كون خاتم الأنبياء يوجب أن يكون القرآن المنـزل عليه محفوظاً متواتراً، وكذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- تواتر عنه أنه لا تـزال طائفة من أمته على الحق إلى أن تقوم الساعة، وهذا جاء في الصحيحين، ، وغيرهما من حديث معاوية، وأبي هريرة، وأنس بن مالك، وجابر بن سمرة – رضي الله عنهم - وغيرهم، ولما علم بقاؤها على الحق علم بضرورة العقل بقاء الحق الذي تقتدي به، ولما كان مقامها في الحق قطعياً لزم أن يكون العلم الذي به حصل لها ذلك قطعيا،ً ولا يكون قطعياً إلا إن كان متواتراً إلى غير ذلك من أدلة السنة.وأيضاً هو إجماع المسلمين، فقد أجمعوا على أن القرآن الذي بين الدفتين، هو: كتاب الله المنـزل على نبيه، فالعلم بتواتر القرآن معلوم علماً قطعياً بهذه الأصول، بل ومعلوم بالعقل عند التحقيق .
نسأله الله تعالى التوفيق والسداد والعلم النافع
وان يصوبنا اذا اخطأنا وأن يدلنا على كل خير هو اعلم منا به ويجنبنا كل شر
تحياتي للموحدين الذين ننتظر اضافاتهم الطيبة