بسم الله الرحمن الرحيم

فوائد من سورة التغابن

لسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،،

كنت أقراء بالامس سورة التغابن، وخلال قراءتي للآيات الكريمة للسورة ، تذكرة بعض المواضيع التي كثيراً مايجادل بها الزملاء الادينيون الملحدون في هذا المنتدى، وكان قد تم الرد على كل الشبهات والافتراءات والمؤامرات التي تحاك ضد الاسلام، ولكن لاحياة لمن تنادي، فانت مهما وضحت لهم بالحجج والبراهين، يعودوا مرةاخرى لنقطة البداية، وكاءنك "تنفخ في قربة مقدودة". عموماً القران الكريم كله حجة وبرهان على صحة الاسلام ووجود الله تعالى، وهو يثبت ذلك كله بالبراهين العلمية العقلية، فالقرآن هوالمعجزة الباقية الخالدة، ولكن بما انني قرات السورة الكريمة (سورة التغابن ) ووجدت فيها مايكفي لرد بعض الافتراءات التي تجادل هنا في هذا المنتدى الكريم، ومن هذة المواضيع التي تناقش بكثره هنا مايلي:

*عن وجود الله تعالى وانه على كل شئ قدير.
*في حرية الانسان في اختياراته وانه مخلوق مخير وليس مسير.
*خلق السموات والارض بقصد وليس كما يدعي أنصار الصدفة.
*نقض التطور ومايدعم هذة النظرية جملة وتفصيلاً.
*علم الله تعالى الذي ليس له حدود، وانه عالم الغيب والشهادة ولاتخفى علية خافية.
*الرد على منكري البعث ويوم الحساب وان الله قادر على اعادة الحياة الى اجسادهم وان هذا موضوع مفروغ منه.
*مكافأة المؤمن على عمله الصالح بأن له الجنة باذن الله تعالى وانه الفوز العظيم والكافر مخلد في نار جهنم جزاء على كفرة وعملة الخبيث وهذا قمة العدل.


السورة الكريمة بدأت بتمجيد الله تعالى ذاتة الكريمة بأن مخلوقات الكون كله تعظمة وتسبحة وتمجدة، قال تعالى:"يسبح لله مافي السماوات ومافي الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير" فالله تعالى هو المتصرف في هذا الكون فحق على مخلوقاته كلها ان تحمدة وتسبح بحمدة على هذة النعم العظيم ، وختمت الآية بأن الله تعالى على كل شيء قدير، لايعجزه شئ في الارض ولا في السماء فهو وحدة المتصرف والقادر على ضبط كل هذا النظام الكوني الذي لم يأتي عبثاً ، لو كان العلماء الطبيعة يعقلون.

كما تحدثت السورة عن موضوع مهم ، هذا الموضوع يجده الملحدون موضوع ممتاز لدس السموم الالحادية ، وهي بما ان الله خلقني وقدر حياتي فهو من جعلني أكفر، وهذا غير صحيح قال تعالى:"هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن" فالله تعالى خالق كل شئ ، هو خلق الانسان ويعني الاية أن الله تعالى خلق الكافر وكفرة هذا فعل له وكسب، فهو اختارة وفضلة على الايمان، ونفس الشيء المؤمن فالله تعالى خلقه وكان ايمانه هذا فعل له وكسب، يعني الكافر اختار الكفر والمؤمن اختار الايمان والكل باءذن الله ، ولذلك حق على الكافر دخوله النار لأنه اختار الكفر، والمؤمن يدخلة الله الجنة برحمتة لأن اختار الايمان، وبهذا ينتهي الجدل الطويل الذي لافائدة منه، كما انه دليل واضح على حرية الانسان وانه مخلوق مخير وليس مسير.

الايه الكريمة التالية قال الله تعالى فيها:"خلق السموات والأرض بالحق .." فالكون الكبير هذا خلقة الله تعالى ولم يعي بخلقة وقادر على ان يخلق مثله ما هو أعظم منه فلا يعجزة شيء في الارض ولا السماء وهو على كل شيء قدير، كما انه خلقة بالحق وبقصد، فالله تعالى لايخلق عبثاً كما يدعي مذهب الاحاد، وأنه هذا الكون العظيم ليس كما يدعي علماء الغرب انه اتى هكذا صدفة، فهذا مذهب يرفضة العقل رفضاً واضح لالبس فية، و الايه تنتهي بقوله تعالى:"وصوركم فأحسن صوركم واليه المصير " وهذة الآية مهمه جداً، لأنها ترفض نظرية التطور المسيئة للانسان بادعائها ان الانسان تطور من نوع من القرود الكبيرة، وهذا خطاء كبير والعلم بريء من هذة الافتراءات فالانسان خلقة الله بيدة وأحسن خلقة ، فخلق الله تعالى الانسان في أكمل صورة وأحسن تقويم وأجمل شكل، وهذا امتياز يمتاز به بنوا ادم على جميع كائنات الارض، وهذا دلاله واضحة لقوم يعقلون فعلاً ويقدرون هذا الامتياز الذي ميزهم الله تعالى بهم على سائر جميع مخلوقات الارض، ومن هذا حق على الانسان ان يشكر الله تعالى شكراً عظيماً على هذة النعمة الرائعة والتي كرم الله بها آدم عليه السلام وابناءة من جميع البشر، كما ان الله تعالى ميزة(الانسان)في تقويمه بان اعطاه القدرات العقلية العظيمه والتي يستطيع بها صنع العجائب فالانسان خليفة الله تعالى في الارض(اني جاعل في الارض خليفة)، فالانسان مخلوق مكرم اذن وهذا من الدلائل العظيمة على قدرة الله تعالى في خلق الانسان وامتيازة عن الحيوان قال تعالى:"وفي أنفسكم أفلا تبصرون" ، فأين التطور من هذا ، ومن يدعي ان التطور هو نهاية لكل مشاكل العالم من فتن ، لا بل ان هذة النظرية هي أصل المشكلات والفتن فهي تساوي الانسان المكرم من عند الله تعالى بالحيوان ، واي منطق هذا ، حتى ان العلم الحديث والحمد لله ، يرفض كل أسس ومبادئ هذة النظرية الخاطئة، فهي لاتفسر الكثير جداً من الظواهر الكونية على حسب ماهو معروف عنها بان الكون يتطور والحيوانات تتطور من تلقاء نفسها فلا دليل حاسم على هذة الفرضية.

كما تتحدث السورة على كمال علم الله تعالى الذي ليس له حدود، وأنه يعلم مافي السموات ومافي الارض لايخفي علية شئ في هذا الكون، ويعلم مافي الصدور وما هو مكتوم فالله تعالى عليم بخلقة لاتخفى عليه خافية فالله تعالى العليم وهو من اسمائة تعالى الحسنى التي لاينبغى لاحد الا له تعالى، وهذا من عظيم قدرة الله تعالى ،قال تعالى:"يعلم مافي السموات والارض ويعلم ماتسرون وماتعلنون والله عليم بذات الصدور"

كما تناولت الآيات الكريمة بعض المواضيع الهامه جداً والتي تثار منذ القدم، الا وهي موضوع البعث ، واعادة الحياة للاجساد مرة اخرى بعد مفارقة الروح ويندمج الجسد مع تراب الارض، فالملحدون ينكرون هذا ويستدلون ان الانسان لايمكن جمع جسدة بعدما يبلى ويتحول الى تراب، والله تعالى يرد على هذة الشبة بقوله تعالى:"قل بلى وربي لتبعثن " أمر الله تعالى نبية الكريم صلى الله علية وسلم أن يخبرهم بأن الله سيحيهم بعد الموت ، وأن يؤكد الرسول الكريم صلى الله علية وسلم لهم هذا تأكيد حقيقي لالبس فية، وأن كل هذا على الله تعالى يسير فهو لايعجزة شيء، فدائماً مايستنكر الكفار بهذا ويجدوة موضوع دسم للنقاش كيف تدب الحياة في جسد الميت فهذا مناف للعقل والمنطق هذا رأيهم فيرد الله تعالى عليهم في سورة ياسين(وضرب لنا مثلا ونسي خلقة قال من يحي العظام وهي رميم* قل يحيها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم).


تتحث الآيات أيضاً عن شئ مهم وهو يوم القيامة وانه أت لامحالة وسينال كل انسان على حسب عمله في يومه وهذا اليوم (أي يوم القيامة)يجمع الله تعالى فيها الخلائق كلها للحشر والجزاء ، وانه سمي يوم التغابن وهو من اسماء القيامة ومعناها يغبن فيه أهل المحشر بعضهم البعض، فيغبن فيه أهل الحق أهل الباطل، قال تعالى :"يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن".

كما تتحدث الايات على الجزاء والحساب فالله تعالى عدل في حكمة وحرم الظلم على نفسة ، وقد خلق الانسان ولدية الارادة والاختيار فخيرة مابين الكفروالمعصية أو الايمان والطاعة، فالله تعالى وعد المؤمنبن بأن يكافئهم بالجنة باذن الله تعالى خالدين فيها،لهم مالهم من نعيم لايبغون عنة وان الله أكد ان هذا هو الفوز الكبير العظيم:"ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الانهار خلدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم". كما ان الكافر ينال جزاءة بان يخلد في نار جهنم لأنه اختار الكفر واستحبه على الايمان فلزم ان يدخل النار وهذا كما العدل ، فالله تعالى لايظلم أحد خلق الانسان مخير اذن فهو محاسب على مايفعل وأعظم هذة الافعال هي الشرك والكفر ، فالقرآن في الكثير من الآيات الدالة على ان الشرك بالله ظلم عظيم، فكيف لايخلدة الله تعالى في جهنم بل هذا العدل بعينة، فالله خلقة وكرمة وجعلة احسن كائنات الارض، فلم يشكر الله تعالى على هذة النعم لابل انكرها وفضل الكفر والمعاصي على ذلك، وبهذا لايستوي المؤمن والكافر ،كما لايتسوي العالم والجاهل.

هذا موجز بسيط وجهد يسير لما تتضمنة هذة السورة ، وانا اعلم اني لم اشرح جميع الايات، فالقرآن الكريم محيط لاأول ولاأخر له من العلوم، يحتاج شرحه لمجلدات ضخمة وانا لست من هذا الاختصاص ، كان كل هذا مجرد جهد بسيط ، ولكني كنت فقط اريد طرح الآيات التي تتناول المواضيع المثيرة التي كثيراً ماتجادل في هذا المنتدى، كالمواضيع التي تتعلق بالله تعالى وذاته والتي لايعلمها الاهو ، أو مواضيع التطور الا آخره. فأرجوا ان اكون قد أصبت في التوفيق بين الايات والرد القوي لكل من يريد التشكيل في المواضيع الكونية الكبرى، وارجو ان تكون هذة السطور البسيطة مفيده وان تكون كبيرة في محتوها ، وأرجو من الله تعالى ان يهدى بها كل باحث عن الحق.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتة.

()ملحوظة:بعض تفاسير الآيات مأخوذة من كتاب"زبدة التفسير".