الأخ الفاضل / يحيى
ما المعجزة يا أخى ؟
المعجزة كما عرفها أهل العلم : أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد مدعى النبوة .
طيب لو قلنا إنه غير خارق للعادة هل تصير هناك معجزة ؟!
طيب هل القوانين والنظريات التى تستحدث الآن لا تنطبق على الزمن الماضى ؟!
يا أخى الفاضل المعجزة لا يمكن تفسيرها فى ضوء القوانين المادية وما يفسر فى ضوء القوانين المادية فليس بمعجزة بل شىء آخر لا يوصف بكونه معجزة .
أما كون المعجزة حجة على من وليست حجة على من ؟ فهذا شىء آخر لا علاقة له بكونها أمر خارق للعادة وتفصيله معروف؛ فالمعجزة حجة على من شاهدها ومن نقلت له بطريق يفيد العلم القطعى كمن طلب إخراج ناقة من صخرة فخرجت له فهذا يعلم يقينا أن ذلك لا يقدر عليه إلا الله تعالى لأنه خرق لقوانين الطبيعة لا يقدر عليه إلا الله تعالى وأن الله تعالى لا يصدق كذابا ..وينشأ عن ذلك إيمانه القطعى بأن هذا المتحدى صادق فى دعواه أنه نبى من عند الله تعالى ، وكذلك من نقل له ذلك بطريق يفيد العلم القطعى كالتواتر فإنه كمن رآها بنفسه ، لكن ليس معنى أنها حجة فقط على هؤلاء أنها يمكن أن تخضع لقوانين المادة فالمعجزة هى خرق لتلك القوانين التى تحكم المادة فى جميع العصور وإلا لما كانت معجزة ولما كانت قوانين .
أما إيماننا نحن بالمعجزات التى لم نرها فهو شىء آخر يتعلق بتصديقنا بالقرآن الكريم وبمبدأ أن الله تعالى قادر على خرق العادة وأن ذلك ضرورى لتصديق الرسل وإلا لم يكن هناك أى دليل على صدق النبوة وصار كل أحد قادرا على ادعائها مما يوقع الناس فى الشك والحيرة..
فالعقل يقر بمبدأ المعجزة وأن الله تعالى يؤيد أنبياءه بأمارة وعلامة على صدقهم وأنهم مرسلون من عند الله تعالى وهذه الأمارة ينبغى أن تكون أمرا لا يقدر عليه أحد إلا الله تعالى وهو خرق القوانين التى لا يقدر على خرقها إلا واضعها وهو الله تعالى وأن من يحاول تفسير المعجزات فى ضوء تلك القوانين كأنه يحاول تفسير خرق القوانين فى ضوء نفس القوانين وهذا فى منتهى التناقض .
المشكلة يا أخى أن أغلب من يسعون لذلك ويتكلفونه يظنون أن الرد على من ينكرون وقوع المعجزة للرسل لكونها تناقض قوانين المادة يكون بتفسيرها بقوانين المادة فكانوا بذلك معتقدين فى صحة قولهم لأن ما يفسر بقوانين المادة لا يسمى معجزة بل الصواب أن تثبت لهم بطلان نفى المعجزات وأنه مصادرة على المطلوب بمعنى : أنه مبنى على قضية لا نسلم لهم بها بل هى موضوع الخلاف والاستدلال وهى قولهم"إنه لا يوجد خالق قادر على خرق القوانين التى وضعها ولا يمكن أن يكون هناك رسل يؤيدهم الخالق بالمعجزات "وهذا هو موضع الخلاف بيننا وبينهم فلا يجوز لهم أن يبنوا عليه مسلمات جدليه تتخذ ضد الخصم ، وأن تؤكد على أن المعجزة بمعنى خرق القوانين الطبيعية المادية على يد مدعى النبوة شىء ضرورى عقلا للدلالة على صدقه وكان عليهم هم أن يطالبوا بإثبات وقوعه.. هذه هى الطريقة الصحيحة للرد على هؤلاء المصادرين الذين هم فى الحقيقة لا يطالبون بأدلة على صدق النبوة بل يطالبون بنفى إمكانية الدلالة على صدق النبوة ومن لم يع ذلك وسار مع الملاحدة فى طريقهم الذى يتناقض مع قوانين الجدل والنظر العقلى الصحيح ولا يؤدى إلا إلى نتيجة واحدة فى الحالتين فهؤلاء لا ينبغى أن نشكرهم فنغرهم ونخدعهم بل ينبغى أن نوضح لهم عسى أن يتفهموا حقيقة الخطأ الذى وقعوا فيه فإن كانوا من الناشرين لذلك المتحمسين له فعلينا أن نأخذ على أيديهم ونمنعهم بعد أن نوضح لهم عسى أن يرتدعوا فإن أقروا وامتنعوا فالحكمة أن نشكرهم على ذلك الامتناع وليس على الخطأ والمخالفة .
أرجو أن يكون كلامى واضحا وإلا فأرجو ألا تتردد يا أخى الفاضل فى النقاش حول أى نقطة تراها غير صحيحة أو غير واضحة .
Bookmarks