صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 16

الموضوع: سؤال حول صفه اليد لله عز وجل

  1. #1

    افتراضي سؤال حول صفه اليد لله عز وجل

    السلام عليكم لقد قرات على موقع الشيخ محمد زاهد الكوثرى هذة الفتوى ارجوا بيان صحتها من عدمه حيث سئل ما نصه(

    بسم الله الرحمن الرحيم



    سأل أخونا الكريم حسام الإسلام فقال :

    (( .. أعرف أن فريقاً من الأشاعرة يثبت لله الوجه واليد وعمدتهم في ذلك أن الله قال لإبليس -عليه لعائن الله تتري- : "مامنعك أن تسجد لما خلقت بيديَّ أستكبرت أم كنت من العالين" ص 75 فلو جاز أن تحمل اليد علي القدرة .. لما جاز -في هذا الموضع ثم في غيره- أن تحمل عليها لامتناع وجود قدرتين !
    وهم في ذلك فريقان فمنهم من يثبت بعض ماقال بعضهم أنه يوهم التشبيه ، ومنهم من يتأوله ...أرجو الإفادة )) اهـ .

    كما اعترضت الأخت المؤمنة بما نصه :

    (( لو كان المراد باليد القوة ، ماكان لآدم فضل على ابليس ، بل ولاعلى الحمير والكلاب ، لأنهم كلهم خلقوا بقوة الله ، ولو كان المراد باليد القوة ، ماصح الاحتجاج على ابليس ، إذا إن ابليس سيقول : وأنا يا رب خلقتني بقوتك ، فما فضله علي؟؟ )) اهـ .



    الجواب:




    الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه أولي الجد والعزم والوفا وبعد ..

    نعم إن قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) لا يجوز أن يراد به القدرة ، لأنه لو أريد به القدرة لم يختص آدم بها فإبليس أيضا خلق بقدرة الله ، وكان لإبليس أن يقول : يارب أنا أيضا خلقتني بقدرتك فما الذي ميز آدم علي ؟؟ .

    هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل هنا بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .

    لكن هذا الاعتراض القوي الذي يبطل التأويل بالقدرة مبني على أن هذا التأويل مبطل لتميز آدم ، ومقتضى هذا الاعتراض القوي أن كل تفسير يعارض تميز آدم يكون مردودا ..

    فهل تفسير اليدين بالصفة يعارض التمييز فيبطل ، أم لا فيصح ؟؟

    الجواب : إن حمل اليدين في الآية على الصفة يبطل التميز أيضا من وجهين :

    الأول :
    لا يعتبر خلق آدم باليد تميزا ، لقوله تعالى : (( ألم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) فأخبر أنه عمل الأنعام بيده ، فيضطر الخصم إلى التأويل هنا ليسلم له تميز آدم فيؤول اليد هنا فيقول صلة
    والإنصاف أنه لافرق بين قوله (( خلقت بيدي )) وقوله (( عملت أيدينا )) إلا عند المتكلفين ، وبالتالي يلزم إما التأويل هنا أو هناك ـ وليس أحد الموضعين بأولى من الآخر عند العقلاء ـ وإما إسقاط تميز آدم لأن الأنعام كلها صارت مشاركة له في هذا التكوين باليد بل يلزم تفضيل الأنعام على باقي الأنبياء الذين لم يخلقوا باليد وهذا باطل فبطل ما أدى إليه وهو حمل اليد في الآيتين على الصفة ، وقد ناقشت بعضهم في مجلس حافل فأبى أن يؤول في الآيتين !! ومع هذا أصر على وجود تميز !! فهدى الله أخوين كريمين إلى الحق .

    الثاني :
    إن تفسير اليدين في الآية بالصفة لا يعد تمييزا لآدم لأن إبليس كما يجوز أن يقول : يارب خلقتني بقدرتك وخلقته بقدرتك ولا فضل لقدرتك على قدرتك لأن صفاتك لا تتفاوت أقول : كما يقول إبليس هذا هنا ، فإنه يمكنه أن يقول أيضا : يارب أي فضل لآدم علي بخلقه باليد ؟؟ فأنا خلقتني بقولك كن فكنت ، وكلامك صفتك العظيمة ـ التي استحق موسى عليه السلام التفضيل بسماعها ـ فإن كان آدم خلقته بصفة من صفاتك فأنا أيضا خلقتني بصفة من صفاتك ، وصفاتك أجل وأعظم من أن تتفاوت ويفضل بعضها بعضا فلا وجه لتفضيله علي.

    ( تنبيه مهم جدا ) :

    حذار ثم حذار ثم حذار أن يقول قائل : إن ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة أو الكلام ، لأن مؤدى هذا إلى تفاضل صفات الله !! ومن يقول بهذا فقد ضل ضلالا مبينا ، ولو جاز لقائل أن يقول بأن صفة اليد أفضل من صفة الكلام والقدرة ، لجاز لقائل أن يقول العكس بل ويقول بأن القدرة التي خلق بها آدم أعظم من القدرة التي خلق بها إبليس وبهذا يحصل التمايز !! ، وهذا كله باطل كما لا يخفى فحذار .

    وهناك جواب ثالث يمنع من حمل اليد في هذه الآية على الصفة ، وهو قوله تعالى : (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) فأخبر تعالى أن عيسى وآدم ( متماثلان ) في الخلق ـ والتماثل هو التشابه من كل وجه ـ وقد علمنا يقينا أن عيسى لم يخلق بصفة اليد واختلفنا في آدم فوجب أن نحمل ما اختلفنا فيه على ما اتفقنا عليه وهو أن عيسى لم يخلق بصفة اليد قطعا فوجب كذلك في آدم لضرورة كونهما متماثلين في الخلق والتكوين.

    فإن قيل : لم لا يجوز أن يكون خلق آدم بصفة اليد وصفة الكلام معا ؟؟ .

    فالجواب : أن هذا لو جاز لما كان آدم مثل عيسى في الخلق ، والله أخبر أنه مثله في الخلق وعيسى لم يخلق إلا بكن .

    ويجاب أيضا : أتجوزون أن يخلق الله آدم بيدين صفتين اثنتين من جنس واحد أم هما صفة واحدة ؟؟ فإن قالوا : بيدين صفتين !! قلنا : فلم أنكرتم على من قال بقدرتين اثنتين وقلتم لا يجوز أن يكون هناك قدرتان بل قدرة واحدة ؟؟!!.

    وإن قالوا : اليدان صفة واحدة لا صفتان ، قلنا : فإن جاز أن تكون اليدان يدا واحدة !! مع أنهما اثنتان كما في الآية جاز لخصومكم أن يقولوا عن القدرتين بأنهما ليستا قدرتين بل قدرة واحدة !! .

    فبان بما قدمناه باختصار ـ ولدينا مزيد ـ أن ما يحتج به من يتمسك بهذه الآية يمكن الرد عليه وتبين أيضا أنه من باب الظنيات لا القطعيات ، ومن ثم ارتضينا هذا وذاك ولم نعنف أحدا ممن ذهب إلى هذا أو ذاك وقلنا المسألة اجتهادية فمن قال بالصفة لم ننكر عليه ومن قال بالتأويل الصحيح لم ننكر عليه .

    وأختم هنا بتنبيهين :

    الأول :
    أن تأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على الأشاعرة أصلا ، وكيف ذلك ومحققوهم يمنعون هذا التأويل ؟؟!! لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل .

    الثاني :
    أن التأويل الذي لا ينخرم أبدا ولا ترد عليه كل هذه الإشكالات هو تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ، وأحسب أن الأئمة الذين أيدوا هذا التأويل الجليل كالإمام ابن الجوزي والإمام شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة والأستاذ العلامة الكوثري قد انتبهوا إلى ما انتبهت إليه من الإيرادات لكني لم أقف على تقرير لهم يشبه ما قدمته ، فالإنصاف أن القارئ إذا أراد أن ينقل هذا الذي قدمته أن ينسبه إلى الفقير إلى الله .

    وأنا متأكد أن بعض الإخوة قد يتساءل كيف وقف الأزهري على هذا التوجيه القوي ووفق إليه ؟؟ فأقول هذا له قصة خلاصتها توفيق الله ، وأقول أيضا من باب إرجاع الفضل إلى أصحابه أنني استفدت هذه الدلائل بهذا الشكل بعد تمعن شديد في كلام إمامنا شيخ السنة أبي الحسن الأشعري في الإبانة رضي الله عنه ، وقطعا لو رجع غير المتخصصين إلى كلام الأشعري فلن يجدوا فيه هذا الذي قررته هنا !! لأنهم لو وجدوه لم يكن فرق بينهم وبين أهل الاختصاص ورضي الله عن الإمام الأشعري ما أدق نظرته وأعمق فكرته ، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه .



    ارجوا بيان صحه الفتوى والرد عليها ان كانت غير صحيحة فقد التبس على الامر

    انا بالا نتظار حى على الجواب يااهل التوحيد.......؟

  2. #2

    افتراضي

    أن التأويل الذي لا ينخرم أبدا ولا ترد عليه كل هذه الإشكالات هو تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ، وأحسب أن الأئمة الذين أيدوا هذا التأويل الجليل كالإمام ابن الجوزي والإمام شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة والأستاذ العلامة الكوثري قد انتبهوا إلى ما انتبهت إليه من الإيرادات لكني لم أقف على تقرير لهم يشبه ما قدمته ، فالإنصاف أن القارئ إذا أراد أن ينقل هذا الذي قدمته أن ينسبه إلى الفقير إلى الله .
    لما خلقت بيدى اى لما خلقت انا
    قالت العرب : يداك اوكتا و فوك نفخ

  3. افتراضي

    القاعدة الذهبية لشيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة الاسماء والصفاة

    ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه و سلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ( 1 ) بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير . فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ( 2 ) ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه ( 3 ) لأنه سبحانه لا سمي ( 4 ) له ولا كفو له ولا ند له ( 5 ) ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى فإنه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه

    إذا الله له يد كما ذكر في مُحكم كتابه من غير تحريف لمعنى كلمة يد ومن غير تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وهو سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

    وما أجمل كلام الإمام مالك لما سئل عن الاستواء فقال
    الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة


    وليُراجع شرح الشيخ ابن العثيمين للعقيدة الواسطية

  4. #4

    افتراضي

    يااخى ابو عمر جزاك الله خيرا على مرورك الطيب وانا قد قرات كتب ابن عثيمين للوسطية وغيرها انا اريد فقط الرد على هذة الفتوى ان كانت صحيحة ام لا فان كانت صحيحة فما مدى صحتها وان كانت خاطئة فما الخطا فيها دون الاحالة على كتب ارجوكم ان بالانتظار

  5. #5

    افتراضي

    اخي البراك بارك الله فيك

    يجب أن تقرأ أولا في عقيدة هذا الرجل الذي نقلت عنه فتواه هذه لتفهم عمن نقلت وماهو مذهبه وطريقته في الفتوى على ماذا تعتمد لذلك ادعوك لقراءة هذا الرابط جيدا ومن ثم العودة الى النقاش ان كان لك بعدها رأي فيما طرح هنا

    http://209.85.229.132/search?q=cache...&ct=clnk&gl=eg

    تحياتي للموحدين
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  6. #6

    افتراضي

    جزاك الله خيرا اختى مسلمة فانا قرات ما فى الرابط واعرف عقيدة الرجل ولكن اريد الاجابة على الفتوى وتصحيح ما فيها

    ومناقشة الفتوى بحيادية تامة بالالة والبراهين الساطعة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    386
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار . وقال أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يده . وقال وكان عرشه على الماء وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع ) البخاري
    ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار

  8. #8

    افتراضي

    اخي البراك
    لقد كفانا علماء اهل السنة والجماعه الرد على هكذا فتوى معطلة ,ونحن نؤمن ايمانا قطعيا بأن كل ما ثبت لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى من الصفات في كتابه، أو في سنة رسوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإننا نثبته، وهذا هو الواجب، وإن قال من قَالَ: إن هذا يقتضي الجسمية، أو يقتضي التحيز، أو يقتضي أنه عضو، أو أنه ذو أجزاء وأنه مركب! فأي اقتضاء يأتون به نَحْنُ لا نلتزم بما يلزموننا به ولا نبالي بهم، وإنما نثبت ما أثبته الله ورسوله صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , والادلة واضحة وكثيرة ولكن اصحاب الهوى والبدع يحرفون الكلم عن مواضعه فيجب ان تقرأ في ذلك لعلماء اهل السنة فمانحن هنا الا متطفلون على موائدهم رزقنا الله واياك العلم وحسن العمل ,



    تحياتي للموحدين
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  9. #9

    افتراضي

    يااختى مسلمة

    ان الرجل لم ينفى اليد مطلقا بل اثبتها لله ويبدوا انك لم تقرائى الفتوى جيد بل انه قال(نعم إن قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) لا يجوز أن يراد به القدرة ، لأنه لو أريد به القدرة لم يختص آدم بها فإبليس أيضا خلق بقدرة الله ، وكان لإبليس أن يقول : يارب أنا أيضا خلقتني بقدرتك فما الذي ميز آدم علي ؟؟ .

    هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل هنا بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .

    لكن هذا الاعتراض القوي الذي يبطل التأويل بالقدرة مبني على أن هذا التأويل مبطل لتميز آدم ، ومقتضى هذا الاعتراض القوي أن كل تفسير يعارض تميز آدم يكون مردودا ..
    ولكنة يقول لا اقول انها صفة حيث قال(تفسير اليدين بالصفة يعارض التمييز فيبطل ، أم لا فيصح ؟؟

    الجواب : إن حمل اليدين في الآية على الصفة يبطل التميز أيضا من وجهين :

    الأول :
    لا يعتبر خلق آدم باليد تميزا ، لقوله تعالى : (( ألم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) فأخبر أنه عمل الأنعام بيده ، فيضطر الخصم إلى التأويل هنا ليسلم له تميز آدم فيؤول اليد هنا فيقول صلة
    والإنصاف أنه لافرق بين قوله (( خلقت بيدي )) وقوله (( عملت أيدينا )) إلا عند المتكلفين ، وبالتالي يلزم إما التأويل هنا أو هناك ـ وليس أحد الموضعين بأولى من الآخر عند العقلاء ـ وإما إسقاط تميز آدم لأن الأنعام كلها صارت مشاركة له في هذا التكوين باليد بل يلزم تفضيل الأنعام على باقي الأنبياء الذين لم يخلقوا باليد وهذا باطل فبطل ما أدى إليه وهو حمل اليد في الآيتين على الصفة ، وقد ناقشت بعضهم في مجلس حافل فأبى أن يؤول في الآيتين !! ومع هذا أصر على وجود تميز !! فهدى الله أخوين كريمين إلى الحق .

    الثاني :
    إن تفسير اليدين في الآية بالصفة لا يعد تمييزا لآدم لأن إبليس كما يجوز أن يقول : يارب خلقتني بقدرتك وخلقته بقدرتك ولا فضل لقدرتك على قدرتك لأن صفاتك لا تتفاوت أقول : كما يقول إبليس هذا هنا ، فإنه يمكنه أن يقول أيضا : يارب أي فضل لآدم علي بخلقه باليد ؟؟ فأنا خلقتني بقولك كن فكنت ، وكلامك صفتك العظيمة ـ التي استحق موسى عليه السلام التفضيل بسماعها ـ فإن كان آدم خلقته بصفة من صفاتك فأنا أيضا خلقتني بصفة من صفاتك ، وصفاتك أجل وأعظم من أن تتفاوت ويفضل بعضها بعضا فلا وجه لتفضيله علي.

    ( تنبيه مهم جدا ) :

    حذار ثم حذار ثم حذار أن يقول قائل : إن ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة أو الكلام ، لأن مؤدى هذا إلى تفاضل صفات الله !! ومن يقول بهذا فقد ضل ضلالا مبينا ، ولو جاز لقائل أن يقول بأن صفة اليد أفضل من صفة الكلام والقدرة ، لجاز لقائل أن يقول العكس بل ويقول بأن القدرة التي خلق بها آدم أعظم من القدرة التي خلق بها إبليس وبهذا يحصل التمايز !! ، وهذا كله باطل كما لا يخفى فحذار .

    وهناك جواب ثالث يمنع من حمل اليد في هذه الآية على الصفة ، وهو قوله تعالى : (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) فأخبر تعالى أن عيسى وآدم ( متماثلان ) في الخلق ـ والتماثل هو التشابه من كل وجه ـ وقد علمنا يقينا أن عيسى لم يخلق بصفة اليد واختلفنا في آدم فوجب أن نحمل ما اختلفنا فيه على ما اتفقنا عليه وهو أن عيسى لم يخلق بصفة اليد قطعا فوجب كذلك في آدم لضرورة كونهما متماثلين في الخلق والتكوين.

    فإن قيل : لم لا يجوز أن يكون خلق آدم بصفة اليد وصفة الكلام معا ؟؟ .

    فالجواب : أن هذا لو جاز لما كان آدم مثل عيسى في الخلق ، والله أخبر أنه مثله في الخلق وعيسى لم يخلق إلا بكن .

    ويجاب أيضا : أتجوزون أن يخلق الله آدم بيدين صفتين اثنتين من جنس واحد أم هما صفة واحدة ؟؟ فإن قالوا : بيدين صفتين !! قلنا : فلم أنكرتم على من قال بقدرتين اثنتين وقلتم لا يجوز أن يكون هناك قدرتان بل قدرة واحدة ؟؟!!.

    وإن قالوا : اليدان صفة واحدة لا صفتان ، قلنا : فإن جاز أن تكون اليدان يدا واحدة !! مع أنهما اثنتان كما في الآية جاز لخصومكم أن يقولوا عن القدرتين بأنهما ليستا قدرتين بل قدرة واحدة !! .


    وأختم هنا بتنبيهين :

    الأول :
    أن تأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على الأشاعرة أصلا ، وكيف ذلك ومحققوهم يمنعون هذا التأويل ؟؟!! لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل .

    الثاني :
    أن التأويل الذي لا ينخرم أبدا ولا ترد عليه كل هذه الإشكالات هو تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ، وأحسب أن الأئمة الذين أيدوا هذا التأويل الجليل كالإمام ابن الجوزي والإمام شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة والأستاذ العلامة الكوثري

  10. افتراضي

    عقيدة أهل السنة - بحمد الله - قوية متينة لا تقاومها الشبهات الواهية .

    قيل :

    ================================

    يااختى مسلمة

    ان الرجل لم ينفى اليد مطلقا بل اثبتها لله ويبدوا انك لم تقرائى الفتوى جيد بل انه قال(نعم إن قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) لا يجوز أن يراد به القدرة ، لأنه لو أريد به القدرة لم يختص آدم بها فإبليس أيضا خلق بقدرة الله ، وكان لإبليس أن يقول : يارب أنا أيضا خلقتني بقدرتك فما الذي ميز آدم علي ؟؟ .

    هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل هنا بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .

    لكن هذا الاعتراض القوي الذي يبطل التأويل بالقدرة مبني على أن هذا التأويل مبطل لتميز آدم ، ومقتضى هذا الاعتراض القوي أن كل تفسير يعارض تميز آدم يكون مردودا ..
    ولكنة يقول لا اقول انها صفة حيث قال(تفسير اليدين بالصفة يعارض التمييز فيبطل ، أم لا فيصح ؟؟

    ================================

    نقول : تفسير (اليد) بالعناية هو نفسه نفي مدلول (اليد) وتحريفه إلى معنى آخر . وهذا التعطيل له بعينه .

    قيل :

    ================================

    الجواب : إن حمل اليدين في الآية على الصفة يبطل التميز أيضا من وجهين :

    الأول :
    لا يعتبر خلق آدم باليد تميزا ، لقوله تعالى : (( ألم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) فأخبر أنه عمل الأنعام بيده ، فيضطر الخصم إلى التأويل هنا ليسلم له تميز آدم فيؤول اليد هنا فيقول صلة
    والإنصاف أنه لافرق بين قوله (( خلقت بيدي )) وقوله (( عملت أيدينا )) إلا عند المتكلفين ، وبالتالي يلزم إما التأويل هنا أو هناك ـ وليس أحد الموضعين بأولى من الآخر عند العقلاء ـ وإما إسقاط تميز آدم لأن الأنعام كلها صارت مشاركة له في هذا التكوين باليد بل يلزم تفضيل الأنعام على باقي الأنبياء الذين لم يخلقوا باليد وهذا باطل فبطل ما أدى إليه وهو حمل اليد في الآيتين على الصفة ، وقد ناقشت بعضهم في مجلس حافل فأبى أن يؤول في الآيتين !! ومع هذا أصر على وجود تميز !! فهدى الله أخوين كريمين إلى الحق .

    ================================

    قلنا : هذا باطل ، لأنه تعالى هنا قال : (عملت أيدينا) ولم يقل : (عملنا بأيدينا)
    ومقتضى الإنصاف التفريق بين إسناد الفعل إلى اليد وبين إسنادها إلى صاحب اليد مع ذكر اليد فيه بالباء .
    هذا معروف لغة وعقلا ، ظاهر لا حيلة عنه بحال .

    ثم قيل :

    ================================

    الثاني :
    إن تفسير اليدين في الآية بالصفة لا يعد تمييزا لآدم لأن إبليس كما يجوز أن يقول : يارب خلقتني بقدرتك وخلقته بقدرتك ولا فضل لقدرتك على قدرتك لأن صفاتك لا تتفاوت أقول : كما يقول إبليس هذا هنا ، فإنه يمكنه أن يقول أيضا : يارب أي فضل لآدم علي بخلقه باليد ؟؟ فأنا خلقتني بقولك كن فكنت ، وكلامك صفتك العظيمة ـ التي استحق موسى عليه السلام التفضيل بسماعها ـ فإن كان آدم خلقته بصفة من صفاتك فأنا أيضا خلقتني بصفة من صفاتك ، وصفاتك أجل وأعظم من أن تتفاوت ويفضل بعضها بعضا فلا وجه لتفضيله علي.

    ================================

    قلنا : في هذا الكلام من التلبيس أو الاشتباه ما لا يخفى ،
    فإن كلا من إبليس وآدم مخلوق عن قدرة الله العظيمة ومخلوق بقوله (كن) ، وهما في ذلك سيان .
    وإنما تميز (آدم) بكون الله تعالى يباشر خلقه (بيده) على ما أخبر به في كتابه . ومن أصدق من الله حديثا ؟!

    وهذه ميزة ظاهرة لـ(آدم) لم يسع إبليس - وكل من أحس بشيء من المعقولات - الاعتراض عليها لبداهتها .

    وقيل :

    ================================

    ( تنبيه مهم جدا ) :

    حذار ثم حذار ثم حذار أن يقول قائل : إن ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة أو الكلام ، لأن مؤدى هذا إلى تفاضل صفات الله !! ومن يقول بهذا فقد ضل ضلالا مبينا ، ولو جاز لقائل أن يقول بأن صفة اليد أفضل من صفة الكلام والقدرة ، لجاز لقائل أن يقول العكس بل ويقول بأن القدرة التي خلق بها آدم أعظم من القدرة التي خلق بها إبليس وبهذا يحصل التمايز !! ، وهذا كله باطل كما لا يخفى فحذار .

    ================================

    قلنا : بل الذي قالته أهل السنة : إن ما خلق عن القدرة بالكلام وباليد أفضل ممن خلق بدون ذلك . وهذا واضح .
    فليس التفضيل بين صفة (اليد) و (الكلام) ، وإنما بين (الخلق باليد) وبين (الخلق العادي) وكل منهما بـ(كن) فيكون .

    ثم قيل :

    ================================

    وهناك جواب ثالث يمنع من حمل اليد في هذه الآية على الصفة ، وهو قوله تعالى : (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) فأخبر تعالى أن عيسى وآدم ( متماثلان ) في الخلق ـ والتماثل هو التشابه من كل وجه ـ وقد علمنا يقينا أن عيسى لم يخلق بصفة اليد واختلفنا في آدم فوجب أن نحمل ما اختلفنا فيه على ما اتفقنا عليه وهو أن عيسى لم يخلق بصفة اليد قطعا فوجب كذلك في آدم لضرورة كونهما متماثلين في الخلق والتكوين.

    فإن قيل : لم لا يجوز أن يكون خلق آدم بصفة اليد وصفة الكلام معا ؟؟ .

    فالجواب : أن هذا لو جاز لما كان آدم مثل عيسى في الخلق ، والله أخبر أنه مثله في الخلق وعيسى لم يخلق إلا بكن .

    ================================

    قلنا : ليس التمثيل في كونهما مخلوقان باليد ،
    وإنما في كونهما مخلوقان بـ(كن) فيكون .
    وهذا لا فرق فيه بين آدم وبين عيسى ، بل وبين كل مخلوق في العالم .
    وإنما خصص هنا (آدم) بالذكر لما أنه مخلوق لا عن توليد من أب كما هو الشأن بالنسبة لعيسى عليهما السلام .
    وكون آدو خلق من غير أب - بل ومن غير أم - معلوم بالضرورة عند اليهود والنصارى ،
    فإن هم أقروا بذلك ، فأولى أن يقروا بجوازه في (عيسى) .

    ودليل هذا التوجيه : أن في الآية قوله تعالى (خلقه من تراب) ،
    فلو فهمت الآية على ذلك الفهم السقيم لقيل إن عيس مخلوق أيضا مباشرة من التراب ،
    بل مخلوق أيضا من غير أم ولدته . . . لشبهة : (التماثل هو التشابه من كل وجه) !!

    ثم قيل متنعتا :

    ===================================

    ويجاب أيضا : أتجوزون أن يخلق الله آدم بيدين صفتين اثنتين من جنس واحد أم هما صفة واحدة ؟؟ فإن قالوا : بيدين صفتين !! قلنا : فلم أنكرتم على من قال بقدرتين اثنتين وقلتم لا يجوز أن يكون هناك قدرتان بل قدرة واحدة ؟؟!!.

    وإن قالوا : اليدان صفة واحدة لا صفتان ، قلنا : فإن جاز أن تكون اليدان يدا واحدة !! مع أنهما اثنتان كما في الآية جاز لخصومكم أن يقولوا عن القدرتين بأنهما ليستا قدرتين بل قدرة واحدة !! .

    ===================================

    قلنا : هذه الشبهة أوهى من سابقتها .
    فإن تثنية (اليد) واردة بنص الآية ، وقواها الأحاديث النبوية ، والمفاهيم العقلية .
    وأما تثنية (القدرة) فلم يرد في ذلك لا آية ولا حديث ولا أثر ولا معقول !

    (القدرة) شيء معنوي لا يرى ، ونسبتها إلى الأشياء نسبة واحدة ، فيمتنع شرعا وعقلا أن تثنى .
    وأم (اليد) فشيء ذاتي يرى ، ولا مانع عقلا أن يكون للذات الواحدة أكثر من يد اختصت أحدهما بشيء دون شيء .

    وهذا واضح في العقل واللغة لا عدول عنه بوجه .

    ثم قيل :

    ===================================
    وأختم هنا بتنبيهين :

    الأول :
    أن تأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على الأشاعرة أصلا ، وكيف ذلك ومحققوهم يمنعون هذا التأويل ؟؟!! لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل .

    الثاني :
    أن التأويل الذي لا ينخرم أبدا ولا ترد عليه كل هذه الإشكالات هو تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ، وأحسب أن الأئمة الذين أيدوا هذا التأويل الجليل كالإمام ابن الجوزي والإمام شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة والأستاذ العلامة الكوثري

    ==================================

    قلنا :

    أما الأول ، فنسلم أن الصحيح يقبل ولا يرد . لكن أين هو هذا التـ(ـحريف)ـأويل الصحيح ؟
    لم يوجد ولا يوجد .

    وأما الثاني ، فنحن نقول كذلك أن آدم خلق بمزيد من العناية والتفضيل ما يفوق خلقه لإبليس ،
    وذلك أن الله تعالى خلق آدم بيده ، ولم يخلق إبليس كذلك .

    فـ(التخليق) باليدين دليل العناية الكبيرة والتفضيل العظيم ما يسكت عن مثله إبليس وكل مبطل .
    فـ(العناية والتفضيل) من "لوازم" التخليق باليد .

    أما أن يقال إن (اليد) هنا معناها بـ"ـالمطابقة" هو "العناية والقدرة" قباطل لغة وعقلا .
    فبطلانه فب اللغة لأنه تحريف الكلم عم مواضعه حيث جعل اللازم ملزوما والمفهوم منطوقا .
    وبطلانه في العقل والواقع : أن إبليس قد قال : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) .

    فلو كان (التخليق باليد) لا يعنى غير (التفضيل والعناية) المجردين ، لصح هذا الزعم من إبليس ـ وهذا باطل باتفاق العقلاء . . . فإن التفضيل في المادة - أي على التسليم بأن (النار) أفضل من (الطين) كما زعم إبليس - لا ينهض بحال لمقاومة التفضيل بمباشرة التخليق باليدين .

    فسبحان من وزع الهداية على خلقه ما يشاء !
    الالتفات الى الاسباب شرك وترك الاسباب بالكلية نقص فى العقل ومنع الاسباب ان تكون اسبابا قدح فى الشرع (ابن تيمية) ان الله ياتى بالاشياء بالاسباب وياتى بالاشياء بغير الاسباب وياتى بالاشياء بضد الاسباب (ابن القيم) ::جزى الله من نقل هذا خيرا::

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين اما بعد

    قال ابو العز في شرح الطحاوية" ولا يصح تأويل من قال : إن المراد باليد : بالقدرة فإن قوله : { لما خلقت بيدي } لا يصح أن يكون معناه بقدرتي مع تثنية اليد ولو صح ذلك لقال إبليس : وأنا أيضا خلقتني بقدرتك فلا فضل له علي بذلك فإبليس - مع كفره - كان أعرف بربه من الجهمية ولا دليل لهم في قوله تعالى : { أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون } لأنه تعالى جمع الأيدي لما أضافها إلى ضمير الجمع ليتناسب الجمعان فاللفظان للدلالة على الملك والعظمة ولم يقل : أيدي مضافا إلى ضمير المفرد ولا يدينا بتثنية اليد مضافا الى ضمير الجمع فلم يكن قوله : { مما عملت أيدينا } نظير قوله : { لما خلقت بيدي }

    قال ابن القيم في الصواعق المرسلة " الوجه الحادي عشر لفظ اليد جاء في القرآن على ثلاثة أنواع مفردا ومثنى ومجموعا فالمفرد كقوله بيده الملك الملك1
    والمثنى كقوله خلقت بيدي ص75
    والمجموع كقوله عملت أيدينا يس71
    فحيث ذكر اليد مثناة أضاف الفعل إلى نفسه بضمير الإفراد وعدى الفعل بالباء إليهما فقال خلقت بيدي ص75
    وحيث ذكرها مجموعة أضاف العمل إليها ولم يعد الفعل بالباء فهذه ثلاثة فروق فلا يحتمل خلقت بيدي ص75
    من المجاز ما يحتمله عملت أيدينا فإن كل أحد يفهم من قوله عملت أيدينا ما يفهمه من قوله عملنا وخلقنا كما يفهم ذلك من قوله فبما كسبت أيديكم الشورى30
    وأما قوله خلقت بيدي ص75
    فلو كان المراد منه مجرد الفعل لم يكن لذكر اليد بعد نسبة الفعل إلى الفاعل معنى فكيف وقد دخلت عليها الباء فكيف إذا ثنيت
    وسر الفرق أن الفعل قد يضاف إلى يد ذي اليد والمراد الإضافة إليه كقوله
    بما قدمت يداك الحج10 فبما كسبت أيديكم الشورى30
    وأما إذا أضيف إليه الفعل ثم عدي بالباء إلى يده مفردة أو مثناة فهو ما باشرته يده ولهذا قال عبدالله بن عمرو إن الله لم يخلق بيده إلا ثلاثا خلق آدم بيده وغرس جنة الفردوس بيده وكتب التوراة بيده – صححه الالباني موقوفا
    فلو كانت اليد هي القدرة لم يكن لها اختصاص بذلك ولا كانت لآدم فضيلة بذلك على شيء مما خلق بالقدرة وقد أخبر النبي أن أهل الموقف يأتونه يوم القيامة فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته وعلمك أسماء كل شيء فاشفع لنا إلى ربك فذكروا أربعة أشياء كلها خصائص وكذلك قال
    آدم لموسى في محاجته له اصطفاك الله بكلامه وخط لك الألواح بيده وفي لفظ آخر كتب لك التوراة بيده وهو من أصح الأحاديث وكذلك الحديث الآخر المشهور أن الملائكة قالوا يا رب خلقت بني آدم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله تعالى لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان – لا يصح

    وهذا التخصيص إنما فهم من قوله خلقت بيدي ص75
    فلو كانت مثل قوله مما عملت أيدينا لكان هو والأنعام في ذلك سواء فلما فهم المسلمون أن قوله ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي موجبا له تخصيصا
    وتفضيلا بكونه مخلوقا باليدين على من أمر أن يسجد له وفهم ذلك أهل الموقف حين جعلوه من خصائصه كانت التسوية بينه وبين قوله أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما يس71
    خطأ محضا ........." وفي الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه في أعلى أهل الجنة منزلة أولئك الذين غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها"ا.ه

    فهذا الثابت لفضيلة ادم وتمييزه والا لما فهم اهل الموقف هذا ولا موسى عليه السلام هذا بأن له أفضليه في الخلق بمباشره خلق الله له بيده ومعلوم ان مباشرة العظيم لشيء علم عظم وفضل المبَاشر له وهذا فضيلة ظاهرة لادم
    اما كونه هو الوحيد الذي خلق بيده فليس كذلك بل جاء عن جنة عدن انه غرسها بيده وكذا
    والفارق ظاهر بين الجنسين وحتى لو سلم بخلق الانعام بيده لكان التفضيل لادم ظاهرا لما ثبت في باقي الاخبار ولا مفاضلة اصلا بين جنس الانبياء والانعام لاختلاف الجنسين كجنس الملائكة وجنس بنو البشر هذا ان سلم ذلك


    و قد نقل الاجماع ابن الجوزي وقريبا منه شيخ الاسلام في الكبرى" ال ابن قتيبة : يجوز أن يكون المعنى : ممّا عَمِلْناه بقوَّتنا وقدرتنا ، وفي اليد القُدرةُ والقُوَّةُ على العمل ، فتُستعارُ اليدُ فتُوضَع موضعها هذا مَجازٌ للعرب يحتملُه هذا الحرف ، والله أعلم بما أراد . وقال غيره : ذِكْر الأيدي ها هنا يدلُّ على انفراده بما خَلَق ، والمعنى : لم يشاركْنا أحد في إِنشائنا؛ والواحدُ مِنّا إِذا قال : عملتُ هذا بيدي ، دلَّ ذلك على انفراده بعمله . وقال أبو سليمان الدمشقي : معنى الآية : ممّا أَوجدْناه بقُدرتنا وقوَّتنا؛ وهذا إِجماعٌ أنه لم يُرد هاهنا إلا ما ذكرْنا ." زاد المسير


    قال الشوكاني " { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا } أي : مما أبدعناه ، وعملناه من غير واسطة ، ولا شركة ، وإسناد العمل إلى الأيدي مبالغة في الاختصاص ، والتفرّد بالخلق كما يقول الواحد منا : عملته بيدي للدلالة على تفرّده بعمله..."


    وايضا الاشكال وارد فيما خلق بالقدرة والارادة فما قيل هنالك يقال هنا
    والمساواة في الخلق واردة ايضا فيما استشكل فيكون مثلا خلق الخير مساو لخلق الشر والفرق واضح وكذا الملائكة والشياطين والانبياء والزنادقة
    فما يقال في المفاضلة الخلقية يقال في المساواة فيها وقد فضل الله بنو البشر على من سواهم فضلا عن الانبياء وفضلهم على من هم دونهم

    اما تفاضل في صفات الله واسمائه وصفاته جل في علاه فلا تقتضي التنقص بل كلها كمال وجلال لله الواحد القهار
    فاسم الرحمن هو ارحم وارجا الاسماء وارجا من السميع والبصير
    وكذا في صفاته فقوله " اني غفار لمن تاب وامن ..." ارجا من " شديد العقاب"
    فصفة الرحمة افضل من صفة الغضب
    ولكل كل منها اهل , والا لما وجد فرق بين الدعاء ب يا ذا الجلال والاكرام وبين يا شديد العقاب وبين خير الماكرين !
    وكذا فان كلام الله متفاضل فقول هو الله احد افضل السور واياتها اعظم من " يوصيكم الله في اولادكم " وهكذا ولا يقتضي التنقص
    فهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم " انا سيد ولد ادم ولا فخر " وقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تفضلوا بين الانبياء .." فهذا على سبيل التنقص والا فالنبي صلى الله عليه وسلم افضل الانبياء وامته افضل الامم

    اما قوله في قوله تعالى " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" التماثل
    وهذا كلام فاسد
    فان ادم خلق من غير اب ولا ام واما عيسى خلق من ام بلا اب
    وقد سيقت الايات في سياق الرفع والرد على الكفرة وبيان ان عيسى ابن مريم مخلوق ك ادم وان اصلهم من تراب
    وهذا ظاهر فيما جاء بعدها " الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ"

    ثم ايد الله عيسى ابن مريم بمعجزات لم تكن ل آدم من ابراء الاكمه والابرض واحياء الموتى
    ايضا مرور عيسى بمراحل الطفولة واخيرا بالشيخوخة والكهولة خلافا لادم
    وايضا قال صلى الله عليه وسلم " ورأيت عيسى رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس" بخاري

    وقال صلى الله عليه وسلم " خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن" وهنا مفارقة

    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبع أذرع " احمد وغيره وصححه الالباني والارناؤوط

    فثبت ان المماثلة بين ادم وعيسى في ان كلاهما عبد لله واصل خلقتهم التراب وان تساووا في عدم وجود الاب
    ثم تأويل "بيدي " بمعنى العناية فأي خلق خُلق بغير عناية ؟ وكذا التفضيل بما عُلم الا بما ذكر لنا الله وبما ذكر في الاخبار السالفة؟ وما فائدة "بيدي"؟

    قد تكون لي عودة اسأل الله ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرين الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

  12. #12

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم لقد قرات على موقع الشيخ محمد زاهد الكوثرى هذة الفتوى ارجوا بيان صحتها من عدمه حيث سئل ما نصه(
    لا تسأل عن صحتها و لا تشغل نفسك بمعتقد غير معتقد اهل السنة الى ان تتمكن من اعتقاد اهل السنة
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة
    الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه أولي الجد والعزم والوفا وبعد ..

    نعم إن قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) لا يجوز أن يراد به القدرة ، لأنه لو أريد به القدرة لم يختص آدم بها فإبليس أيضا خلق بقدرة الله ، وكان لإبليس أن يقول : يارب أنا أيضا خلقتني بقدرتك فما الذي ميز آدم علي ؟؟ .

    هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل هنا بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .
    جيد


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة
    هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل هنا بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .

    لكن هذا الاعتراض القوي الذي يبطل التأويل بالقدرة مبني على أن هذا التأويل مبطل لتميز آدم ، ومقتضى هذا الاعتراض القوي أن كل تفسير يعارض تميز آدم يكون مردودا ..

    فهل تفسير اليدين بالصفة يعارض التمييز فيبطل ، أم لا فيصح ؟؟

    الجواب : إن حمل اليدين في الآية على الصفة يبطل التميز أيضا من وجهين :

    الأول :
    لا يعتبر خلق آدم باليد تميزا ، لقوله تعالى : (( ألم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) فأخبر أنه عمل الأنعام بيده ، فيضطر الخصم إلى التأويل هنا ليسلم له تميز آدم فيؤول اليد هنا فيقول صلة
    والإنصاف أنه لافرق بين قوله (( خلقت بيدي )) وقوله (( عملت أيدينا )) إلا عند المتكلفين ، وبالتالي يلزم إما التأويل هنا أو هناك ـ وليس أحد الموضعين بأولى من الآخر عند العقلاء ـ وإما إسقاط تميز آدم لأن الأنعام كلها صارت مشاركة له في هذا التكوين باليد بل يلزم تفضيل الأنعام على باقي الأنبياء الذين لم يخلقوا باليد وهذا باطل فبطل ما أدى إليه وهو حمل اليد في الآيتين على الصفة ، وقد ناقشت بعضهم في مجلس حافل فأبى أن يؤول في الآيتين !! ومع هذا أصر على وجود تميز !! فهدى الله أخوين كريمين إلى الحق .

    طبعا كلامه هنا كله مجرد دعوى و ليس فيه دليل واحد
    هو يقول خلقت بيدي مثل قوله عملت أيدينا
    و لا يدلل لصحة هذا القول لا بلغة و لا بعقل و لا بشرع و لا بقول صحابي و لا تابعي
    و لم يرجع طبعا الى كتب المفسيرين ليرى الفروق اللغوية بين هذه و تلك! ثم ما المطلوب منا ان نفعله مع رجل يدعي العلم ولكن في لسانه عجمة فلا يستطيع ان يفرق بين التعبيرين! و لا يحاول حتى ان يفهم الفرق بين التعبيرين من كتب اللغة او كتب التفسير!
    ثم هو لا يناقش اعتراض مخالفيه على وجود فرق
    بل يكتفي بوصف المخالف بانه متكلف في التفريق
    و يكتفي بان يقول ان ليس احد الموضعين أولى من الثاني عند العقلاء
    ثم يبني على هذا نتائج, و بما ان هذه المقدمة غير صحيحة فكل النتائج التي استنتجها غير صحيحة
    و اما اننا أبينا التأويل في الايتين فقد أصاب من ناقشك و أخطأت أنت و الحمد لله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة

    الثاني :
    إن تفسير اليدين في الآية بالصفة لا يعد تمييزا لآدم لأن إبليس كما يجوز أن يقول : يارب خلقتني بقدرتك وخلقته بقدرتك ولا فضل لقدرتك على قدرتك لأن صفاتك لا تتفاوت أقول : كما يقول إبليس هذا هنا ، فإنه يمكنه أن يقول أيضا : يارب أي فضل لآدم علي بخلقه باليد ؟؟ فأنا خلقتني بقولك كن فكنت ، وكلامك صفتك العظيمة ـ التي استحق موسى عليه السلام التفضيل بسماعها ـ فإن كان آدم خلقته بصفة من صفاتك فأنا أيضا خلقتني بصفة من صفاتك ، وصفاتك أجل وأعظم من أن تتفاوت ويفضل بعضها بعضا فلا وجه لتفضيله علي.

    ( تنبيه مهم جدا ) :

    حذار ثم حذار ثم حذار أن يقول قائل : إن ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة أو الكلام ، لأن مؤدى هذا إلى تفاضل صفات الله !! ومن يقول بهذا فقد ضل ضلالا مبينا ، ولو جاز لقائل أن يقول بأن صفة اليد أفضل من صفة الكلام والقدرة ، لجاز لقائل أن يقول العكس بل ويقول بأن القدرة التي خلق بها آدم أعظم من القدرة التي خلق بها إبليس وبهذا يحصل التمايز !! ، وهذا كله باطل كما لا يخفى فحذار .

    كالوجه الأول يقدم بمقدمة غير صحيحة و يلزمك بها ثم يستنتج استنتاج خطأ
    يقول حذار ثم حذار ثم حذار ان تقول ان ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة! و يذكر أنن مؤدى هذا الكلام التفاضل في صفات الله... و حقيقة المطلوب من هذا المتكلم ان يظهر لنا كيف توصل من قولنا ان أدم الذي خلق بيد الله و قدرته خير من ابليس الذي خلق بقدرة الله فقط يؤدي الى تفاضل صفات الله؟ فلا يوجد رابط بين المقدمة و النتيجة! ثم ما المقصود بالمفاضلة بين صفات الله؟ هذا كلام مجمل
    مثلا القران كلام الله و مع هذا فهناك مفاضلة بين الايات؟ و كلها كلام الله الذي هو من صفاته عز وجل! فليشرح لنا ما معنى التفاضل في صفات الله و ما المصيبة في ذلك!
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة

    وهناك جواب ثالث يمنع من حمل اليد في هذه الآية على الصفة ، وهو قوله تعالى : (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) فأخبر تعالى أن عيسى وآدم ( متماثلان ) في الخلق ـ والتماثل هو التشابه من كل وجه ـ وقد علمنا يقينا أن عيسى لم يخلق بصفة اليد واختلفنا في آدم فوجب أن نحمل ما اختلفنا فيه على ما اتفقنا عليه وهو أن عيسى لم يخلق بصفة اليد قطعا فوجب كذلك في آدم لضرورة كونهما متماثلين في الخلق والتكوين.

    من أين جئت بأن الله قال في الاية ان عيسى و ادم متماثلان و ان التماثل هو التشابه من كل وجه؟
    كالعادة مقدمة لا دليل عليها تؤدي الى غلط في النتيجة


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة

    فبان بما قدمناه باختصار ـ ولدينا مزيد ـ أن ما يحتج به من يتمسك بهذه الآية يمكن الرد عليه وتبين أيضا أنه من باب الظنيات لا القطعيات ، ومن ثم ارتضينا هذا وذاك ولم نعنف أحدا ممن ذهب إلى هذا أو ذاك وقلنا المسألة اجتهادية فمن قال بالصفة لم ننكر عليه ومن قال بالتأويل الصحيح لم ننكر عليه .

    لم تبين شيئا و انما قلت كلاما و لم تدلل عليه بشيء حتى نفكر ان نرد عليك!
    و الحمد لله اننا عرفنا ربنا بقطع و انت عرفته بظن
    !
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة
    وأختم هنا بتنبيهين :

    الأول :
    أن تأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على الأشاعرة أصلا ، وكيف ذلك ومحققوهم يمنعون هذا التأويل ؟؟!! لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل .

    الثاني :
    أن التأويل الذي لا ينخرم أبدا ولا ترد عليه كل هذه الإشكالات هو تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ، وأحسب أن الأئمة الذين أيدوا هذا التأويل الجليل كالإمام ابن الجوزي والإمام شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة والأستاذ العلامة الكوثري قد انتبهوا إلى ما انتبهت إليه من الإيرادات لكني لم أقف على تقرير لهم يشبه ما قدمته ، فالإنصاف أن القارئ إذا أراد أن ينقل هذا الذي قدمته أن ينسبه إلى الفقير إلى الله .
    سننسبه لك فلا احد يتشرف بان ينسب اليه هذا اللغط

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة
    وأنا متأكد أن بعض الإخوة قد يتساءل كيف وقف الأزهري على هذا التوجيه القوي ووفق إليه ؟؟ فأقول هذا له قصة خلاصتها توفيق الله ، وأقول أيضا من باب إرجاع الفضل إلى أصحابه أنني استفدت هذه الدلائل بهذا الشكل بعد تمعن شديد في كلام إمامنا شيخ السنة أبي الحسن الأشعري في الإبانة رضي الله عنه ، وقطعا لو رجع غير المتخصصين إلى كلام الأشعري فلن يجدوا فيه هذا الذي قررته هنا !! لأنهم لو وجدوه لم يكن فرق بينهم وبين أهل الاختصاص ورضي الله عن الإمام الأشعري ما أدق نظرته وأعمق فكرته ، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه .
    لا تخف لا احد سيتساءل فالكل يعرف انك وحيد عصرك جئت بما لم يأت به الأولون و الاخرون! و كفا بهذا ردا على مثلك! فان لا يوجد احد سبقك الى لغطك فهل هذا يعني ان الامة كانت تجهل تفسير الاية و تجهل صفات ربهم طوال هذه القرون الى ان جاء الازهري وحيد عصره و فريد زمانه!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة


    ارجوا بيان صحه الفتوى والرد عليها ان كانت غير صحيحة فقد التبس على الامر

    انا بالا نتظار حى على الجواب يااهل التوحيد.......؟
    انما يلتبس عليك الامر اذا جاء الرجل بدليل واحد على كلامه
    و اما مجرد الكلام فييسير و يكفيك ردا انه اعترف انه لم يسبقه احد الى هذه الاستنتاجات و الردود القوية بزعمه
    و ليس كل من يتكلم يرد عليه فلا تشغل نفسك بعقيدة رجل هو يصفها انها ظنية مبنية على راي لا دليل له
    و أرح نفسك فانك قبل ان تقرا كلامه لم يخطر ببالك كل هذه الأمور و انما كنت تقرأ الاية فتثبت صفة لله هي يد و لا تشبهها بصفات المخلوقين و تقول في نفسك ليس كمثله شيء و هو السميع البصير
    و كلام الله مبين واضح بين لا يمكن ان يكون المتبادر الى الذهن منه تشبيها بالمخلوقين و لا كفرا!

  13. #13

    افتراضي

    جزاكمم الله خيرا ولكن التبس على قول الاخ نضال مشهود



    (القدرة) شيء معنوي لا يرى ، ونسبتها إلى الأشياء نسبة واحدة ، فيمتنع شرعا وعقلا أن تثنى .
    وأم (اليد) فشيء ذاتي يرى ، ولا مانع عقلا أن يكون للذات الواحدة أكثر من يد اختصت أحدهما بشيء دون شيء .

    وهذا واضح في العقل واللغة لا عدول عنه بوجه

    فما معنى قولك القدرة شىء معنوى
    اليست القدرة شىء ذاتى ولله المثل الاعلى انا امتلك قوة فى جسمى اليست ذاتية وهناك القوة العقلية وهى شىء معنوى ومن باب اولى فالخالق القوى فى ذاتة

    كيف جعلنا القوة للخالق شىءمعنوى

    وهذا يجرنا الى القول هل الصفات عين الذات ام لا

    وقولك (وأم (اليد) فشيء ذاتي يرى ، ولا مانع عقلا أن يكون للذات الواحدة أكثر من يد اختصت أحدهما بشيء دون شيء


    كيف تقول اليد شىء ذاتى يرى كيف ترى والله لاتدركة الابصار وكانى اشم من كلامك رائحة التجسيم وتقيس الخالق على المخلوق فما تشاهدة تتطبقة بالمثال والله ليس كمثلة شىء ومن اين اتيت ان للذات اكثر من يد الا فى المخلوق

    ارجوا التوضيح

  14. #14

    افتراضي

    أخي البراك
    مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته مبني على ثلاثة أصول: الإثبات لما أثبته الله لنفسه، ونفي مماثلته تعالى لخلقه، ونفي العلم بالكيفية ,والإثبات دليله قوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير) ونظائر هذه الآية، فمن الإيمان الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله عليه الصلاة والسلام ,ودليل نفي التمثيل قوله تعالى: (ولم يكن له كفواً أحد)، (ليس كمثله شيء) ، ونحو ذلك ,ودليل نفي العلم بالكيفية قوله تعالى: (ولايحيطون به علماً) ، وقوله تعالى: (ولاتقف ما ليس لك به علم)، وقوله تعالى: (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لاتعلمون)
    ومعلوم أن الأسماء والصفات التي جاءت مضافةً إلى الله أيضاً جاءت مضافة إلى العباد، بل بعض الصفات المضافة إلى الإنسان تأتي مضافة إلى الحيوان، الوجه واليد والرأس والعين، ومعلوم أنه لايلزم من الاتفاق بين الإنسان والحيوان في هذه الأسماء أن يكون الإنسان مماثلاً للحيوان وإلاّ لصح أن يقال الإنسان كالقرد والخنزير والحمار أو غيرها من الحيوانات التي تضاف إليها تلك الصفات، ولكن لما كانت هذه المخلوقات مشاهدة كانت كيفياتها معلومة وكذلك بعض الصفات المضافة للإنسان كالوجه واليد والعين، أو المضافة إلى بعض الحيوان كالجناح، جاءت مضافة للملائكة، كما قال تعالى: (والملائكة باسطوا أيديهم)، وقال: (جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء)ومعقول من معنى اليد المضافة للملائكة والإنسان أنها التي يكون بها الأخذ والعطاء والفعل والقبض والبسط ويكون بالجناح الطيران ولم يلزم من ذلك أن أيدي الملائكة كأيدي الناس والحيوان، ولا أجنحتهم كأجنحة هذه الطيور، فمعناها معقول وكيفيتها مجهولة، هذا مع أن الجميع مخلوق فصفات الملائكة مباينة لصفات الإنسان والحيوان ومعانيها مفهومة للمخاطبين، وشأن الله أعظم من ذلك، فكل موصوف صفاته مناسبة له، فإن كان الله لايماثل شيئاً من مخلوقاته ولايماثله شيء من خلقه فكذلك صفاته، فهو سبحانه ليس كمثله شيء لافي ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله فإنه تعالى لم يخبر بما أخبر به من أسمائه وصفاته إلاّ مع تنزيهه عن مماثلة خلقه كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)، فأثبت لنفسه السمع والبصر ونفى أن يماثله شيء من خلقه، ومعاني أسمائه سبحانه وصفاته معلومة للمخاطبين وبهذه النصوص المفهومة عرف المؤمنون ربهم بأنه ذو سمع حقيقة وسع الأصوات، وذو بصر حقيقة فلا يغيب عنه شيء، وذو حياة حقيقة فلا تأخذه سنة ولانوم، وهو الحي الذي لايموت، وهو ذو قدرة تامة فلا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وذو علم محيط بكل شيء فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وهو تعالى منزه عن أضداد هذه الصفات من الصمم والعمى والموت والعجز، وكما أنه سبحانه موصوف بهذه الصفات بمعانيها المفهومة للمخاطبين كذلك القول في سائر ما وصف الله به نفسه، من الاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل، والمحبة والرضا والغضب والفرح والضحك مما جاء في القرآن أو في السنة، معانيها معلومة وكيفياتها غير معقولة لنا، مع الجزم بأن ما يختص به الرب من هذه المعاني ليس مماثلاً لما يختص به المخلوق، حتى الوجود؛ الله موجود، والعبد موجود، وليس وجود الخالق كوجود المخلوق، ولا وجود المخلوق كوجود الخالق وإن كان كل منهما هو وجود ضد عدم، ولايلزم من الاتفاق في معنى كلي اتفاقهما فيما يختص بالخالق أو يختص بالمخلوق اليد صفة لله تعالى يقبضها ويقبض بها ما شاء ويبسطها وهي يد حقيقة فنثبت ماورد نصا صريحا بلا كيفية ولاتعطيل ولاتجسيم ونسكت عما سكت عنه نصا صريحا ,التفسيرات من بعض أهل اللغة لليد راجعة إلى اختلاف المراد بها في مختلف سياقات الكلام، فتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، وتارة يراد بها هذا، فالسياق هو الذي يحدد المراد من هذه المعاني، وقد تحدد المراد أدلة خارجة عن السياق الذي ورد فيه لفظ اليد، ويد الإنسان يعلم بالحس أن لها أصابع وكفاً وذراعاً ومرفق وعضداً، ويعرف المراد من هذه بحسب ما يرد فيه ذكر اليد، ولايشتبه هذا على أكثر الناس، فإذا قيل فلان له يدان، شمل ذلك كل ما يدخل تحت هذا الاسم، وإذا قيل: لمسه بيده كان المتبادر أنه لمسه بكفه، وإذا قيل: قطعت يده، فالغالب أنه يراد قطع الكف، ولما أخبر سبحانه أنه خلق آدم بيديه وأنه يأخذ السماوات والأرض بيده، علمنا أن لله يدين يخلق بهما ويبسطهما ويقبضهما ويقبض ما شاء بهما، ولا نزيد على هذا إلاّ ما جاء به الدليل، كإثبات الأصابع له سبحانه وتعالى، ولا يجوز لنا أن نتخيل كيفية يده، فإن ذلك مما يستحيل الوصول إليه، ولايحيطون به علماً , هذا اجمال المسألة اخي الكريم وباختصار ارجو ان يكون المعنى المراد توصيله واضحا ونسال اللع العفو والمغفرة لنا جميعا .

    تحياتي للموحدين
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  15. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك مشاهدة المشاركة
    جزاكمم الله خيرا ولكن التبس على قول الاخ نضال مشهود



    (القدرة) شيء معنوي لا يرى ، ونسبتها إلى الأشياء نسبة واحدة ، فيمتنع شرعا وعقلا أن تثنى .
    وأم (اليد) فشيء ذاتي يرى ، ولا مانع عقلا أن يكون للذات الواحدة أكثر من يد اختصت أحدهما بشيء دون شيء .

    وهذا واضح في العقل واللغة لا عدول عنه بوجه

    فما معنى قولك القدرة شىء معنوى
    اليست القدرة شىء ذاتى ولله المثل الاعلى انا امتلك قوة فى جسمى اليست ذاتية وهناك القوة العقلية وهى شىء معنوى ومن باب اولى فالخالق القوى فى ذاتة

    كيف جعلنا القوة للخالق شىءمعنوى

    وهذا يجرنا الى القول هل الصفات عين الذات ام لا

    وقولك (وأم (اليد) فشيء ذاتي يرى ، ولا مانع عقلا أن يكون للذات الواحدة أكثر من يد اختصت أحدهما بشيء دون شيء


    كيف تقول اليد شىء ذاتى يرى كيف ترى والله لاتدركة الابصار وكانى اشم من كلامك رائحة التجسيم وتقيس الخالق على المخلوق فما تشاهدة تتطبقة بالمثال والله ليس كمثلة شىء ومن اين اتيت ان للذات اكثر من يد الا فى المخلوق

    ارجوا التوضيح
    أخ براك أحسن الله إليك .

    ليس (المعنوي) و (الذاتي) في كلامي هذا مفهوما على مصطلحات الأشاعرة المتمنطقة في تفريقهم الباطل بين (الصفات الذاتية الداخلة في الماهية) وبين (الصفات المعنوية العارضة الزائدة على الذات).

    بل الذي أقول : (معنوي لا يرى) و (ذاتي يرى).

    نعم . . لعل في هذه المصطلح لبس ، حيث قابلت المعنوي بالذاتي ووصفت بالأول (القدرة) وبالثاني (اليد) مع أنهما مما لا ينفك عن الذات الإلهية . . فتستحق كلاهما وصف (الذاتية) على مصطلح علماء العقائد السنية .

    ولرفع اللبس ، احذف عبارة (الذاتي) و (المعنوي) واكتف بـ(يرى) و (لا يري) يزرل عنك الإشكال بإذن الله .
    التعديل الأخير تم 08-05-2009 الساعة 10:31 AM
    الالتفات الى الاسباب شرك وترك الاسباب بالكلية نقص فى العقل ومنع الاسباب ان تكون اسبابا قدح فى الشرع (ابن تيمية) ان الله ياتى بالاشياء بالاسباب وياتى بالاشياء بغير الاسباب وياتى بالاشياء بضد الاسباب (ابن القيم) ::جزى الله من نقل هذا خيرا::

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كتاب الشرح الواضح في الحج والعمرة .. كل شي عن الحج والعمرة .. شرح بالص
    بواسطة مبدع قطر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-10-2012, 09:19 PM
  2. عن الحج
    بواسطة الأخ الكبير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-09-2008, 10:30 PM
  3. الحج
    بواسطة بلال في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-03-2006, 09:31 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء