المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
السلام عليكم لقد قرات على موقع الشيخ محمد زاهد الكوثرى هذة الفتوى ارجوا بيان صحتها من عدمه حيث سئل ما نصه(
لا تسأل عن صحتها و لا تشغل نفسك بمعتقد غير معتقد اهل السنة الى ان تتمكن من اعتقاد اهل السنة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلام على نبيه المصطفى وآله وصحبه أولي الجد والعزم والوفا وبعد ..
نعم إن قوله تعالى ( لما خلقت بيدي ) لا يجوز أن يراد به القدرة ، لأنه لو أريد به القدرة لم يختص آدم بها فإبليس أيضا خلق بقدرة الله ، وكان لإبليس أن يقول : يارب أنا أيضا خلقتني بقدرتك فما الذي ميز آدم علي ؟؟ .
هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل هنا بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .
جيد
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
هذا اعتراض صحيح يسقط التأويل هنا بالقدرة ، والسبب في سقوط هذا التأويل أنه لا يسمح بالخصوصية والتمييز لآدم ، والخصوصية والتمييز لآدم أمر لابد منه فبطل ما يضاده وهو تأويل اليدين بالقدرة أو النعمة ونحوهما .
لكن هذا الاعتراض القوي الذي يبطل التأويل بالقدرة مبني على أن هذا التأويل مبطل لتميز آدم ، ومقتضى هذا الاعتراض القوي أن كل تفسير يعارض تميز آدم يكون مردودا ..
فهل تفسير اليدين بالصفة يعارض التمييز فيبطل ، أم لا فيصح ؟؟
الجواب : إن حمل اليدين في الآية على الصفة يبطل التميز أيضا من وجهين :
الأول :
لا يعتبر خلق آدم باليد تميزا ، لقوله تعالى : (( ألم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما )) فأخبر أنه عمل الأنعام بيده ، فيضطر الخصم إلى التأويل هنا ليسلم له تميز آدم فيؤول اليد هنا فيقول صلة
والإنصاف أنه لافرق بين قوله (( خلقت بيدي )) وقوله (( عملت أيدينا )) إلا عند المتكلفين ، وبالتالي يلزم إما التأويل هنا أو هناك ـ وليس أحد الموضعين بأولى من الآخر عند العقلاء ـ وإما إسقاط تميز آدم لأن الأنعام كلها صارت مشاركة له في هذا التكوين باليد بل يلزم تفضيل الأنعام على باقي الأنبياء الذين لم يخلقوا باليد وهذا باطل فبطل ما أدى إليه وهو حمل اليد في الآيتين على الصفة ، وقد ناقشت بعضهم في مجلس حافل فأبى أن يؤول في الآيتين !! ومع هذا أصر على وجود تميز !! فهدى الله أخوين كريمين إلى الحق .
طبعا كلامه هنا كله مجرد دعوى و ليس فيه دليل واحد
هو يقول خلقت بيدي مثل قوله عملت أيدينا
و لا يدلل لصحة هذا القول لا بلغة و لا بعقل و لا بشرع و لا بقول صحابي و لا تابعي
و لم يرجع طبعا الى كتب المفسيرين ليرى الفروق اللغوية بين هذه و تلك! ثم ما المطلوب منا ان نفعله مع رجل يدعي العلم ولكن في لسانه عجمة فلا يستطيع ان يفرق بين التعبيرين! و لا يحاول حتى ان يفهم الفرق بين التعبيرين من كتب اللغة او كتب التفسير!
ثم هو لا يناقش اعتراض مخالفيه على وجود فرق
بل يكتفي بوصف المخالف بانه متكلف في التفريق
و يكتفي بان يقول ان ليس احد الموضعين أولى من الثاني عند العقلاء
ثم يبني على هذا نتائج, و بما ان هذه المقدمة غير صحيحة فكل النتائج التي استنتجها غير صحيحة
و اما اننا أبينا التأويل في الايتين فقد أصاب من ناقشك و أخطأت أنت و الحمد لله
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
الثاني :
إن تفسير اليدين في الآية بالصفة لا يعد تمييزا لآدم لأن إبليس كما يجوز أن يقول : يارب خلقتني بقدرتك وخلقته بقدرتك ولا فضل لقدرتك على قدرتك لأن صفاتك لا تتفاوت أقول : كما يقول إبليس هذا هنا ، فإنه يمكنه أن يقول أيضا : يارب أي فضل لآدم علي بخلقه باليد ؟؟ فأنا خلقتني بقولك كن فكنت ، وكلامك صفتك العظيمة ـ التي استحق موسى عليه السلام التفضيل بسماعها ـ فإن كان آدم خلقته بصفة من صفاتك فأنا أيضا خلقتني بصفة من صفاتك ، وصفاتك أجل وأعظم من أن تتفاوت ويفضل بعضها بعضا فلا وجه لتفضيله علي.
( تنبيه مهم جدا ) :
حذار ثم حذار ثم حذار أن يقول قائل : إن ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة أو الكلام ، لأن مؤدى هذا إلى تفاضل صفات الله !! ومن يقول بهذا فقد ضل ضلالا مبينا ، ولو جاز لقائل أن يقول بأن صفة اليد أفضل من صفة الكلام والقدرة ، لجاز لقائل أن يقول العكس بل ويقول بأن القدرة التي خلق بها آدم أعظم من القدرة التي خلق بها إبليس وبهذا يحصل التمايز !! ، وهذا كله باطل كما لا يخفى فحذار .
كالوجه الأول يقدم بمقدمة غير صحيحة و يلزمك بها ثم يستنتج استنتاج خطأ
يقول حذار ثم حذار ثم حذار ان تقول ان ما خلق بصفة اليد أفضل مما خلق بصفة القدرة! و يذكر أنن مؤدى هذا الكلام التفاضل في صفات الله... و حقيقة المطلوب من هذا المتكلم ان يظهر لنا كيف توصل من قولنا ان أدم الذي خلق بيد الله و قدرته خير من ابليس الذي خلق بقدرة الله فقط يؤدي الى تفاضل صفات الله؟ فلا يوجد رابط بين المقدمة و النتيجة! ثم ما المقصود بالمفاضلة بين صفات الله؟ هذا كلام مجمل
مثلا القران كلام الله و مع هذا فهناك مفاضلة بين الايات؟ و كلها كلام الله الذي هو من صفاته عز وجل! فليشرح لنا ما معنى التفاضل في صفات الله و ما المصيبة في ذلك!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
وهناك جواب ثالث يمنع من حمل اليد في هذه الآية على الصفة ، وهو قوله تعالى : (( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون )) فأخبر تعالى أن عيسى وآدم ( متماثلان ) في الخلق ـ والتماثل هو التشابه من كل وجه ـ وقد علمنا يقينا أن عيسى لم يخلق بصفة اليد واختلفنا في آدم فوجب أن نحمل ما اختلفنا فيه على ما اتفقنا عليه وهو أن عيسى لم يخلق بصفة اليد قطعا فوجب كذلك في آدم لضرورة كونهما متماثلين في الخلق والتكوين.
من أين جئت بأن الله قال في الاية ان عيسى و ادم متماثلان و ان التماثل هو التشابه من كل وجه؟
كالعادة مقدمة لا دليل عليها تؤدي الى غلط في النتيجة
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
فبان بما قدمناه باختصار ـ ولدينا مزيد ـ أن ما يحتج به من يتمسك بهذه الآية يمكن الرد عليه وتبين أيضا أنه من باب الظنيات لا القطعيات ، ومن ثم ارتضينا هذا وذاك ولم نعنف أحدا ممن ذهب إلى هذا أو ذاك وقلنا المسألة اجتهادية فمن قال بالصفة لم ننكر عليه ومن قال بالتأويل الصحيح لم ننكر عليه .
لم تبين شيئا و انما قلت كلاما و لم تدلل عليه بشيء حتى نفكر ان نرد عليك!
و الحمد لله اننا عرفنا ربنا بقطع و انت عرفته بظن
!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
وأختم هنا بتنبيهين :
الأول :
أن تأويل اليد في هذه الآية بالقدرة ليس قول المحققين من الأشاعرة فلا يكون الراد لهذا التأويل رادا على الأشاعرة أصلا ، وكيف ذلك ومحققوهم يمنعون هذا التأويل ؟؟!! لكن منع هذا التأويل بخصوصه لا يعني منع التأويل مطلقا فتنبه ، فالتأويل الباطل يرد ، والتأويل الصحيح يقبل .
الثاني :
أن التأويل الذي لا ينخرم أبدا ولا ترد عليه كل هذه الإشكالات هو تأويل الآية : لما خلقت بعنايتي وتفضيلي ، أي خلقته معتنيا به مفضلا إياه مريدا لتقديمه ، فهذا التأويل بمزيد العناية وقصد التفضيل تفسير قوي جدا لا يمكن نقضه ، وأحسب أن الأئمة الذين أيدوا هذا التأويل الجليل كالإمام ابن الجوزي والإمام شيخ الإسلام بدر الدين بن جماعة والأستاذ العلامة الكوثري قد انتبهوا إلى ما انتبهت إليه من الإيرادات لكني لم أقف على تقرير لهم يشبه ما قدمته ، فالإنصاف أن القارئ إذا أراد أن ينقل هذا الذي قدمته أن ينسبه إلى الفقير إلى الله .
سننسبه لك فلا احد يتشرف بان ينسب اليه هذا اللغط
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
وأنا متأكد أن بعض الإخوة قد يتساءل كيف وقف الأزهري على هذا التوجيه القوي ووفق إليه ؟؟ فأقول هذا له قصة خلاصتها توفيق الله ، وأقول أيضا من باب إرجاع الفضل إلى أصحابه أنني استفدت هذه الدلائل بهذا الشكل بعد تمعن شديد في كلام إمامنا شيخ السنة أبي الحسن الأشعري في الإبانة رضي الله عنه ، وقطعا لو رجع غير المتخصصين إلى كلام الأشعري فلن يجدوا فيه هذا الذي قررته هنا !! لأنهم لو وجدوه لم يكن فرق بينهم وبين أهل الاختصاص ورضي الله عن الإمام الأشعري ما أدق نظرته وأعمق فكرته ، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه .
لا تخف لا احد سيتساءل فالكل يعرف انك وحيد عصرك جئت بما لم يأت به الأولون و الاخرون! و كفا بهذا ردا على مثلك! فان لا يوجد احد سبقك الى لغطك فهل هذا يعني ان الامة كانت تجهل تفسير الاية و تجهل صفات ربهم طوال هذه القرون الى ان جاء الازهري وحيد عصره و فريد زمانه!
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البراك
ارجوا بيان صحه الفتوى والرد عليها ان كانت غير صحيحة فقد التبس على الامر
انا بالا نتظار حى على الجواب يااهل التوحيد.......؟
انما يلتبس عليك الامر اذا جاء الرجل بدليل واحد على كلامه
و اما مجرد الكلام فييسير و يكفيك ردا انه اعترف انه لم يسبقه احد الى هذه الاستنتاجات و الردود القوية بزعمه
و ليس كل من يتكلم يرد عليه فلا تشغل نفسك بعقيدة رجل هو يصفها انها ظنية مبنية على راي لا دليل له
و أرح نفسك فانك قبل ان تقرا كلامه لم يخطر ببالك كل هذه الأمور و انما كنت تقرأ الاية فتثبت صفة لله هي يد و لا تشبهها بصفات المخلوقين و تقول في نفسك ليس كمثله شيء و هو السميع البصير
و كلام الله مبين واضح بين لا يمكن ان يكون المتبادر الى الذهن منه تشبيها بالمخلوقين و لا كفرا!
Bookmarks