صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 21

الموضوع: كتاب الشخصية المحمدية لمعروف الرصافي

  1. #1

    افتراضي كتاب الشخصية المحمدية لمعروف الرصافي

    الشاعر والأديب العراقي الذي حفظنا بعض قصائده في ونحن صغار في المدرسة مثل قصيدته التي يقول في مطلعها ..
    انظر لتلك الشجرة .. ذات الغصون النظرة
    كيف نمت من حبة .. وكيف صارت شجره

    هذا الأديب ألف كتاباً سماه الشخصية المحمدية ... وفي 700 صفحة حاول أن يثبت بطلان نبوة محمد عليه الصلاة والسلام ..
    وقد لفت انتباهي تخصيصه لفصل كامل لنقد بلاغة القرآن ..

    سؤالي هل يوجد من رد على هذا الكتاب ؟
    أرجو المساعدة وشكراً.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...D1%D5%C7%DD%ED

    تحوم الشكوك على الكتاب وحول مصداقية ما يحتوي لعدم وجود محقق للكتاب كما ان مصادر الكتاب تضيف عليه شكا اخر , فهي من وضع الناشر دار الجمل الذي طبعته عام 2002م !! وليس مـــن وضع المؤلف !!
    وهذا يشمل ايضا حواشي الكتاب فقد ذكر الناشر في صفحة المصادر تاريخ طبع احد المصادر وهو الكشاف للزمخشري عام 1966 والرصافي توفى عام 1945 كما ان عدد آخر من المصادر طبعت بعد وفاته فلا يعقل ان الرصافي اعتمد عليها , ويقول الرصافي (اذا كان عملي ناقصا فسببه قلة المصادر التي لدي فأنا الفت هذا الكتاب وليس لدي من امهات المصادر سوى اربعة وهي : السيرة النبوية للحلبي , وسيرة ابن هشام , والتفسير للزمخشري , ومعجم البلدان, وهــــــذه الكتب الاربعة هي ايضا ليست ملكي وانما استعرتها من السيد مصطفى علي ـ انظر كتاب د. يوسف عز الدين ـ الرصافي يروي سيرة حياته ص 110 ) لذلك لا يصح كل ما لم يستشهد به من غير هذه المصادر التي ذكرها . علما ان المصادر المذكورة في نهاية الكتاب هي 30 مصدر .
    وتاريخ تأليف الكتاب هو أحد الأخطاء التي ذكرها الناشر , فلا يعقل ان المؤلف الف هكذا كتاب بسنة واحدة كما ذكر ذلك الناشر في ص 4 ولا يمكن لاي دار نشر رصينة ان تكتب بدون تحقيق وتدقيق , فالرصافي قال في مقابلة في 29 ايلول 1944 ( قررت أن اهجر بغداد لسببين الاول ان راتبي لايكفيني في بغداد ـ 12دينارـ والثاني اردت ان اشتغل اشتغالات فكرية بعيدة عن صخب العاصمة فقررت الذهاب الى الفلوجة , فذهبت الى هناك سنة 1933 أو سنة 1932 وبقيت اشتغل بكتابي ـ الشخصية المحمديةـ حتى سنة 1941 ولما وقعت الحرب بين العراق وانكلترا اضطررت الى العودة الى بغداد وقال الرصافي لم نكمل هذا الكتاب , لان الكتاب هو عبارة عن ملاحظات كنت ادونها كلما خطر لي خاطر حول الموضوع.ـ المصدر السابق ص 244 ) .

    ان هذا يقودنا الى سؤال اخر عن النسخة الاصلية المكتوبة بخط الرصافي , فالناشر يوهمنا في الأيضاح المذكور في ص 13 هو أيضاح عن النسخة الأصلية , وهو فوق ذلك بدون تاريخ , وقد حذف منه جمل عديده بقصد سوف أوضحه , فالأجازة كتبت كما يلي :
    ـ أجازة الرصافي في النقل ـ أطلعت على هذه النسخة ...... (النقاط ليست مني) من كتابي ( الشخصية المحمدية) فرأيتها صحيحة كاملة خالية من الأغلاط في النسخ , فلذا أجيز ........ روايتها والنقل عنها ...... , كتبت هذا أعلاما بذلك ـ انتهىـ .
    وهذه الأجازة لاتخص النسخة المكتوبة بخط الرصاقي المودعة عند المرحوم محمود السنوي , بل أنها كتبت أجازة لنسخة أستنسخها الأستاذ كامل الجادرجي في 15 آب 1944 , وذكر د. وليد محمود خالص نصها نقلا عن الاستاذ المدقق ميخائيل عواد وهي ( اطلعت على هذه النسخة التي استنـــــــسخها صديقي الفاضل كامل الخيام ـ الجادرجي ـ على النسخة التي كتبتها بيدي عن كتاب الشخصية المحمدية , فرأيتــها صحيحة خالية من الأغلاط في النسخ , فلذا أجيز له روايتها , والنقل عنها والأعتماد على ماهو مكــــتوب فيها قبل طبع نسخة الكتاب الأصلية , ونشرها, وبما اني اثق بثقافة كامل الخيام , وبصدقه واخلآصه في مسائل العلم والأدب , كتبت هذا اعلاما بذلك ) .
    والنص هذا مثبت في كتاب مخطوطات المجمع العلمي العراقي . ان عدم ذكر اسـم الأستاذ المرحوم كامل الجادرجي معناه ان النسخة التي اعتمدت عليها دار النشر هي ايضا ليست نسخة الأستاذ الجادرجي !!! وان النسخة التي استنسخها المرحــــوم الجادرجي موجودة عند الأستاذ نصير الجادرجي ولم تعتمد عليها دار النشر
    وهذا يقودنا الى توضيح آخــــــــر مع الأشارة الى نص الأستاذ قاسم علوان في نصوص عراقية ـ العدد 25 ـ وهو كالتالي :
    1ـ ان النسخة الأصلية المكتوبة بخط الرصافي والمودعة عند المرحوم محمود السنوي هي لحــــــد الآن مجهولة المصير .
    2ـ كتب الأستاذ كامل الجادرجي نسخة بخطه في بداية عام 1944 , وطابــقها محام معروف , وكنب الرصافي في صدرها الأجازة المذكورة آنفا , والنسخة هذه موجودة عند الأستاذ نصير الجادرجي .
    3ـ توجد نسخة أخرى كتبها الأستاذ مصطفى علي بخطه , وهي غير معروفة المصير .
    4ـ قام الأستاذ كامل الجادرجي بتصوير صورة فوتوغرافية للنسخة التي كتبها بيده , وأهدى النــــــسخة المصورة للمجمع العلمي العراقي .
    5ـ وهذا هو سر عد م نشـــــر الأجازة كاملة .
    ودار النشر مطالبة بتوضيح ذلك .
    6ـ ذكر الناشر في صفحة 5 من الكتاب ( المجلدات المصورة ثمانية, وهي تحتوي على وثيقتين , وعلى بعض المستندات المتعلقة بها .) والوثيقتان هما الكتاب المتكون من 7 مجلدات, وصفحة واحدة : وصـية الرصافي . وصفحة واحدة : تعريف بعنوان ( وصية المرحوم الرصافي ) . وصفحة ( فهرست كتـــاب الشخصية المحمدية ). وصفحة ( فهرست كتاب الشخصية المحمدية لمؤلفه معروف الرصافي) . والمجلد الثامن الفهرست بتنضيد موسع , وفي آخره صفحة غير مرقمة فيها خلاصة نصوص النظام الأجتماعي للدين اليهودي ..لم تطبع كل هذه المستندات ولا ندري لماذا ؟

    تتلمذ الرصافي على العلامة محمود شكري الألوسي رحمه الله ، صاحب كتاب (بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب)، أكثر من اثنتي عشرة سنة، كان إذا رأى زميلاً له في المدرسة من غير جبّة خلع جبّته وأعطاه إياه، بل إنه كان يخلع حذاءه من رجله ويعطيها لمن يجده بحاجة إلى حذاء، مع أنه كان لا يملك غيره، وكان كثير المواظبة على الصلاة، ويمشي في طريقه مرتدياً الجبّة، والعمامة على رأسه، وعيناه في الأرض لشدّة ورعه، فلقّبه أستاذه الآلوسي بـلقب (الرُّصافي)؛ نسبة إلى شيخ قديم معروف بالتقوى والصلاح في محلّة الرصافة ببغداد. وسافر الى استانبول وعُهد إليه تدريسُ الخطابة في مدرسة الواعظين التي أسستها وزارة الأوقاف، والف كتابه (نفحُ الطِّيب في الخطابة والخطيب) , وعاد الى بغداد، وعيّن مفتشاً للغة العربية بوزارة المعارف، وانتقل من هذا المنصب إلى دار المعلمين العالمية ليتولّى تدريس اللغة العربية وآدابها. وبعد أن أمضى في مهنة التدريس أربعة أعوام استقال، واكتفى بالمقعد النيابي الذي شغله خمس مرات متتالية خلال ثماني سنوات، وكان ذلك سنة (1933 م).
    ومن شعر الرصافي :
    هي الأخـلاقُ تَنبتُ كالنباتِ إذا سُقيتْ بماء المَكْرُماتِ
    ولم أرَ للخـلائق من محلٍّ يُهذّبُها كحِضنِ الأمّهـاتِ
    فحِضنُ الأمّ مدرسةٌ تَسامتْ بتربية البنـينَ أو البناتِ
    وأخلاقُ الوَليدِ تُقاسُ حُسناً بأخلاق النسـاء الوالداتِ

    لكن يقول عنه عبداللطيف شرارة في كتابه عنه ( الرصافي ، ص 38 ) ..وانتقل فجأة من وقور ملتزم إلى خليع يقتنص اللذائذ ويتهالك على اللهو .


    ولكن ليس بعيدا ان يكون الكتاب من وضع قسيس متعصب وحاقد ومفتري فهناك كتب وضعها قسس متعصبون وحاقدون ومفترون بنفس المضمون ومنسوبة لاسماء مجهولة ...
    وهناك العديد من الابحاث الاخرى - غير هذه التي نقلتها لبعضهم هنا - والتي تشكِّك بصحّة نسبة الكتاب الى الرصافي , وتقع مسؤولية الإنتحال او الزيادة او الانقاص وما شابه على عاتق دار النشر .
    فهناك زيادات لفظية مدسوسة في الكتاب ككلمة التلفاز الذي لم يكن على ايام الكاتب ولفظ مهندس الكون الاعظم الماسونية وموضوع التعليقات الجانبية مثل الاستطراد ............. الخ مما ذكر بعضها اعلاه .



    وذكر وصية الرصافي يستوجب الأقرار بأحقية من أوصى لهم الرصافي من حصة بيـــــع الكتاب ,لان الوصية نصت على ذلك . ان نص الوصية مذكور في كتاب د. يوسف عز الدين عن الرصافي ص314 وهي ( كل ماعندي من الكتب المخطوطة التي كتبتها ان تباع لمن يرغب في شرائها على ان له حق الطبع والنشر, ولا يكون لي فيها سوى الاسم , ويدفع المال الحاصل من بيعها الى بنات عبد) .
    فهل وصل اي واحد من الموصى لهم اي مبلغ من دار النشر

    والغريب انه في الوقت الذي منعت فيه وزارة الثقافة المغربية عشرات دور النشر التي تهتم بالكتاب الإسلامي من المشاركة في معرض الكتاب الدولي في الدار البيضاء عام 2007 , واعترضت على مئات العناوين وصادرت حق مجموعة من المكتبات في عرض كتب التفسير وعلوم القرآن وكتب قصص الانبياء الخاصة بالأطفال وغيرها .. وإشراف الوزير بنفسه على تنظيم لقاءات توقيع كتب تروج لثقافة الشذوذ والإباحية.. باعت دار ''الجمل''، وهي الدار التي منحها الوزير امتيازات مجانية بحكم علاقة الصداقة التي تربط الشاعر الوزير بالشاعر العراقي خالد المعالي مدير هذه الدار، كتابا بعنوان ''الشخصية المحمدية '' ينال من القرآن ومن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بافتراءات يدعيها , وبيع في معرض يقول السيد الوزير بأنه لا مجال فيه لكتب الشعوذة الثقافية وبأن الكتاب الإسلامي حاضر ؛ فضمن أي نوع من هذين الصنفين ندرج كتاب'' الشخصية المحمدية ''وغيره من الكتب. علما أن مثل هذه الكتب منعت في معرض القاهرة ومعرض الجزائر ومعارض عربية أخرى. ولم يكتف بالتمكين للكتاب الذي يمسخ قيم المجتمع، بل مكن أيضا للفكر الواحد من خلال استضافة رموز العلمانية المتطرفة، وإقصاء الرأي الآخر من الذين تحتفي بهم كل معارض ومنتديات العالم .. ولكن يقصيها صاحب مبادرة الانفتاح.!!!
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  3. #3

    افتراضي

    السؤال لا يزال مطروحاً ... هل يوجد من رد على هذا الكتاب غير مجموعة الجزائرين؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا الكتاب المنسوب الى الرصافي ونشر بعد وفاته ، فيه ضلالات وافتراءات ليس لها اساس من الصحة وتخالف ما صح في السيرة النبوية والاحاديث النبوية مع انه يقول انه من مرجع كذا الا انه حين اللزوم تراه لا يذكر اسم المرجع , واعتماده على عدد قليل جدا من المصادر , وحين يريد لا تجد الا اقتطاع لبعض الاحاديث التي تكون اساساً ضعيفة واسنادها واهي .. ليمثل وجهة نظر مؤلفه ووفق ما يراه هو ، لا وفق الصواب والصحة والمرجعية .
    كما وان هناك خلط في افكار الكاتب حيث ان الكاتب يعتمد على ما يشاء من نصوص وقصص ولايعتمد على بعضها الاخر.. ياخد من القصص والروايات ما يراه مناسبا لدعم استنتاجاته الملفقة التي تعتمد على امور لا اعرف من اين اتت ؟؟!!


    قام العلماء بالرد على تلك الضلالات والافتراءات الممجوجة رغم ان طباعته تمت في ألمانيا عن منشورات الجمل عام 2002 . ذلك لانه مجرد تكرار ممل وممجوج لمثل تلك الضلالات والافتراءات الي اشبعها العلماء ردا .
    وكذلك بعد نشره تم بيان مواطن الخلل اللغوي في الكتاب ..

    فقد تم الرد من الكثيرين ممن انكر "أمّية النبيّ" عليه الصلاة والسلام . وليس معناها كما يقول هذا الكتاب الجاهل : أن الأمّي بالمعنى اللغويّ هو الانتماء إلى الأمّ، أمّا الأمّي بالمعنى الاصطلاحيّ فهو الانتماء إلى الأمّة أي إلى العرب... وأنّ الأمم قسمان: أمّة لها نبيّ مرسل وكتاب منزّل كاليهود والنصارى، وأمّة ليس لها نبيّ مرسل ولا كتاب منزّل كالعرب. فسمّى العرب بالأمّيين، لأنهم أمّة ليس لها كتاب ولا نبيّ مرسل.
    وهل يجهل احد ان الله بعث انبياء الى العرب ومنهم النبي اسماعيل عليه السلام ؟!
    وهل يجهل احد ان الله انزل على النبي ابراهيم ابو النبي اسماعيل عليهما السلام صحف ابراهيم ؟!
    فلماذا اذن ينكر حقيقة "أمّية النبيّ" عليه الصلاة والسلام ؟؟!!
    طبعا ليفتري وليقول بعد ذلك : بأنّ كلّ ما في القرآن من قصص الأنبياء والأوّلين وأخبار الماضين مما هو مسطور في التوراة وغيرها من الكتب القديمة يدلّ على أنّ محمدا كان على علم بأخبار الأمم الماضية، ومعنى ذلك أنه كان يقرأ الكتب القديمة، فيصح أن نستدلّ بما جاء في القرآن من القصص والأخبار على أنّ محمدا كان يحسن القراءة والكتابة.


    ثم يفتري الفرية التي اسس عليها المفتري الحاقد سيد القمني كتابا نال به جائزة الدولة في مصر مما اقام عليه وعلى المانح له ثورة المثقفين والعلماء ليس في مصر وحدها ..


    فقال الكتاب المذكور والمنسوب للرصافي :
    وكان محمد يريد للعرب الملك والسلطان وأن تكون قريش الأساس في هذه النهضة... ورأى أنّ أفضل وسائل تحقيق غايته تكون في ذلك ربطهم برباط ديني مقرونا مع تأمين الوسائل المادية لتوثيق هذا الرباط.وكان يرى أن أحد مصادر القوة لديه في الإقناع والتحشيد حوله تكون باقتران اسمه باسم الله، لذا كان يشدد على تسميته دائما بـ"محمّد رسول الله" . وكان اكتفاؤه بالآيات القرآنية ناجما عن انعدام القدرة المادية لإجبار قومه على الإيمان، وهو الأمر الذي سيتمكّن لاحقا من تحقيقه بالدمج بين الكلمة والسيف.وفي هذا السياق أيضا تأتي تشريعات محمد في أخذ الجزية من أهل الأديان الأخرى وإحلال الغنائم والنساء والسبايا في الحروب للمقاتلين في سبيل الله.

    فكما نلاحظ هو نفس الكلام الذي يدعيه الجهلة والمفترون من المبشرين والمنصرين .. والهدف منه ومن تكراره بين هؤلاء الجهلة والمفترين الحاقدين هو نفي نبوة رسول الله الكريم المختار ومن ثم نفي الوعية القران وبالنالي نفي صحة دين الاسلام الذي يقضع منام كل الكافرين والكشركين بالله الواحد الاحد الفرد الصمد

    وطبعا قام العلماء بالرد على تلك الضلالات والافتراءات الممجوجة واشبعوها ردا .
    ومع ذلك لا يزال الاعداء واذنابهم يرددونها !!
    والهدف هو الاجتراء على المقدسات

    ويستمر مؤلف الكتاب في فريته مضيفا اليها افتراءات اخرى فيقول : أن للقرآن اصطلاحات خاصة في استعمال الكلمات، فالإنزال في القرآن لا يستلزم هبوطا من علو إلى أسفل، إذ جاء استعماله في أمور كائنة في الأرض كقوله :"وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس"(الحديد:25)، فيخرج باستنتاج ان النزول يعني الإلهام، خصوصا إذا قلنا بأن القرآن هو المعاني لا الألفاظ كما ذهب فريق من علماء الإسلام، حتى أن أبا حنيفة قال بصحة صلاة من قرأ في صلاته القرآن بالفارسية. فمعنى قولنا إنّ الله أنزل القرآن على النبي أنه ألهم معانيه، ثم عبر النبي عن تلك المعاني بألفاظ عربية وقرأها على الناس.

    وهذا الكلام لا يصح لا شرعا ولا لغة ..
    فعدا عن انه ينكر الفوقية والعلو لله ..
    وان القران الكريم كلام الله لفظا ومعنى ...
    وان في القرآن المعجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض مالا تستقل بأدائه لغة غير العربية
    فقد اتفق العلماء على أن القرآن الكريم هو اسم للنظم والمعنى، ولا ينطبق حد القرآن على المعنى وحده بل حد القرآن ينطبق على مجموع العبارة والمعنى" (بيان معاني البديع ج1/ ق2/ 915).
    وهذا هو الصحيح من قول أبي حنيفة أيضاً، قال الأصفهاني: "والأصح من مذهب أبي حنيفة أن القرآن هو النظم والمعنى جميعاً، والمراد بالنظم العبارات وبالمعنى مدلولاتها. وصح رجوع أبي حنيفة عن الإجزاء بالمعنى في الصلاة لوجوب القراءة بها لقوله تعالى: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ} [سورة المزمل، الآية20]،
    وما نسب إلى أبي حنيفة رحمه الله أنه يجيز قراءة القرآن بغير العربية فقد بُنِيَ على قول منسوب لأبي حنيفة أن القرآن اسم للمعنى فقط والنظم ركن زائد، ولكن لم يثبت هذا عنه كما حقق ذلك الأصوليون من الحنفية، انظر (كشف الأسرار على أصول البزدوي 1/25)، (التقرير والتحبير 2/213-214)، (فواتح الرحموت 2/8-9).
    ولذلك فإن جماهير أهل العلم منعوا قراءة القرآن بغير العربية في الصلاة وخارج الصلاة، حيث إن ترجمة القرآن لا تسمى قرآناً، وقد أُمرنا بقراءة القرآن: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ}.

    http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...fatwa_id=27888

    ثم ينكر اللوح المحفوظ وان القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ... قائلا أنه ليس عند الله لوح أو كتاب بالمعنى الذي تفهمه الناس، وأنه ليس لهذا الكتاب كتبة ينسخونه ويستنسخونه وهم السفرة والبررة أي الملائكة ..

    وينكر معجزات رسول الله عليه الصلاة والسلام وخوارق العادات ويقول الكتاب المذكور أن معجزة محمد الفعلية هي ذلك العزم والإصرار والعقل والقرآن ، وهي الأمور التي بواسطتها أوجد بها من العدم أمة ناهضة في سبيل الحق والحرية، فقامت قومة رجل واحد تدعو إلى الله حتى دوخت البلاد وخضع لها الحاضر والباد، وامتدت في أقطار الأرض شرقا وغربا في مدة يسيرة لا تتجاوز نيفا وعشرين سنة، لهي المعجزة الكبرى التي تتضاءل دونها المعجزات. غير أن الجامدين يعمون عن هذه المعجزة، فلذا تراهم يهيمون في وادي الخرافات يبتغون بها المعجزات الدالة على صدق نبوة محمد وعظم شأنه كانشقاق القمر وتسليم الحجر وكمجيء الشجرة إليه تشق الأرض شقا حتى قامت عليه تظله لمّا نام في الشمس، وكشكوى البعير إليه، وتكليم الحمار إليه، وسجود الغنم له، ونطق الغزالة بالشهادتين، وشهادة الذئب له بالرسالة، إلى غير ذلك .

    فما هذا الكتاب التافه ؟!!


    بسم الله الرحمن الرحيم
    يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ - سورة الصف 8 -
    هذه الآية سبقت في امثال هذا المؤلف
    والقرآن يدافع عن نفسه باعجازه وعن الرسول عليه الصلاة والسلام بعصمته وحمايته وتوفيقه ونجاحه
    ولم يذكر التاريخ بأن هناك معه لجان تفكير كل في تخصصه ..
    لم تكن له دولة و لا مال خاص
    انه رجل يمشي في الاسواق..
    ماهي قدرته العقلية لاستيعاب كل هذا وما هي مصلحته في كل هذا؟

    إذن ..
    إنه:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً - سورة البينة 2
    أحب من أحب و كره من كره..
    التعديل الأخير تم 08-29-2009 الساعة 11:07 AM
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حول «الشخصية المحمدية» المنسوب لـمعروف الرصافي؟:
    من يكون وراء هذا الكتاب المزور؟
    بقلم: التهامي الهاني

    يروج في بعض المكتبات التجارية، كتاب ضخم يتشكل من 770 صفحة من الحجم المتوسط، على الغلاف الخارجي كان عنوانه: «كتاب الشخصية المحمدية» وفي داخله أردف العنوان ما يلي ـ «او حل اللغز المقدس»، ونسب للشاعر العراقي الشهير ـ معروف الرصافي الذي عاش ما بين (1875م و1945م) ـ

    هذا الكتاب كما ورد في الاشارة المسجلة على الصفحة الرابعة، هو نسخة من الاصل، مع الوثائق الملحقة، محفوظة في احدى مكتبات جامعة «هارفارد» الامريكية التي تأسست سنة 1936ـ وهي لعمري من الجامعات الامريكية العريقة....
    وتم طبع هذا الكتاب ونشره بـ «دار منشورات الجمل» سنة 2002 بالمانيا..

    وعلى الصفحة الخامسة ثم السادسة، قدمت دار النشر وصفا للمجلدات المصورة إثر ذلك كانت المحتويات وقائمتها طويلة، وتضمنت محاور تستفزك بسرعة لما فيها من عناوين مثل «هل محمد صادق فيما اخبر به وادعاه او «فكرة النبوة كيف حصلت لمحمد؟» وايضا «هل لمحمد كلام بعد النبوة؟» والعناوين التي تشي بخفايا صاحبها هي «اقتران الدعوة بالسيف» و»حروبه الدينية» و»العيون والجواسيس» و»جواسيسه السرية الخاصة» و»الجواسيس العلنية العامة» و»خزاعة كلها جواسيسه» و»العباس صاحب استخبارات محمد»
    والذي تشمئز النفوس النبيلة بالاسلام منه، هو حديثه عن القرآن..مثل الادعاء بان القرآن هو من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ..
    وسوف نرجع بالتفصيل للرد على ما ورد من ترهات في هذا الكتاب الذي يمكن ان نحوصل ما يستنتجه القارئ بعد الاطلاع عليه فيما يلي: الشك في كل محطات السيرة النبوية وفي صفات الرسول وانكار الدين الاسلامي وخلط سور القرآن ودمج المفردات القرآنية لتغيير الايات ـ واخيرا نقول هو تخريب للسيرة النبوية وانكار للدين الاسلامي بالتشكيك في كل شيء.

    والسؤال الذي يلقى بكل تلقائية، هو «هل أنّ هذا الكتاب (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغزة المقدس) هو من تأليف الشاعر العراقي : معروف الرصافي؟ واذا لم يكن هو المؤلف، من يقف وراء هذا التأليف؟
    هل كان معروف الرصافي صاحب هذا الكتاب؟

    بكل هدوء نتفحص هذا الكتاب ونبرز ما يساعدنا على كشف الحقيقة بكل موضوعية منتهجين في ذلك سبيل العقل واحكام الفكر حتى نقنع القارئ بما نعتبره حجة للمنطق، وقوة لطبيعة الاشياء والاحداث. لذلك نسجل الملاحظات التالية:

    1 ـ طيلة صفحات هذا الكتاب وعددها 770 صفحة، لا نعثر على عبارة (صلى الله عليه وسلم) حذو اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهذا غريب على مؤلف يعتنق الديانة الاسلامية

    2 ـ لم تكن المراجع والمصادر مثبتة بالطرق المعهودة في كل بحث اكاديمي رصين بل نجد احيانا وفي كثير من المرات اشارات مبهمة تنم على أن الكاتب تعمدها لاخفاء ما يريد «تمريره» من أفكار غريبة واراء اغرب، مثل: «ذكر في بعض كتاب السيرة الخ»..

    3 ـ هذا الكتاب (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) تم تأليفه سنة 1933 في حين ان المراجع والمصادر المذكورة في آخر الكتاب نجد بعضها قد طبع بعد هذا التاريخ رغم ان الاعتماد عليها كان بعد الطبع وليس قبله... من ذلك:
    ـ كتاب المصاحف لابي حاتم الساجستاني الذي صدر بمصر سنة 1936 وتحديدا بالمطبعة الرحمانية..
    ـ كتاب الكشاف عن حقائق التنزيل «لـ جار الله الزمخشري ـ مطبعة الحلبي بمصر سنة 1966.
    ذكرنا هذا للتدليل على ان المؤلف ذكرها وكأنه اعتمد عليها اي هذه الكتب وهي مطبوعة ونظرا لكونها طبعت بعد تاريخ تأليف (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس) وهذا ما لا يستقيم..

    كما ان القول بان كتاب «الكشاف عن حقائق التنزيل لمؤلفه جار الله الزمخشري وهو خطأ والصواب هو ان هذا الكتاب هو من تأليف ابي القاسم محمود بن عمر الزمخشري الذي عاش ما بين 1075م ـ 1144م) والذي خلف عددا من الكتب مثل: «اساس البلاغة، والمفصل» والفاتق في غريب الحديث و»اطواق الذهب» و»نوابغ الكلم» بالاضافة طبعا لكتابه المشهور «الكشاف عن حقائق التنزيل»

    وايضا نشير الى خطإ آخر وهو خاص بمرجع اعتمد عليه المؤلف كثيرا وهو (السيرة الحلبية) اي «انسان العيون في سيرة المأمون» لصاحبه (علي بن برهان الدين الحلبي)، والحقيقة هي: ان عنوان الكتاب هو «إنسان العيون في سيرة النبي المأمون» لمؤلفه نور الدين الحلبي فالخطأ واضح في عنوان الكتاب واسم المؤلف ايضا وهذا المؤلف له كتاب آخر بعنوان «زهر المزهر» الذي اختصر فيها (المزهر) للسيوطي.
    كما ان مؤلف كتاب الشخصية المحمدية ذكر اسم السيوطي بـ : عبد الرحمان السيوطي عوضا عن جلال الدين السيوطي وهو المشهور فالاخطاء كثيرة يطول حصرها.

    4 ـ معروف الرصافي، حسب هذا الكتاب، ألفه (أي الشخصية المحمدية) في «الفلوجة» بالعراق سنة 1933 وهنا نقطة إستفهام لو تصفحنا حياة الرصافي لوجدنا أنه من عشيرة «الجبارة» القاطنة في كركوك» ويقال انها علوية حسب ما ذكره احمد قبش في كتابه «تاريخ الشعر العربي الحديث» وولد الرصافي من اب كردي الاصل وأم بدوية عام 1875 وعاش في الرصافة في بغداد ـ كان تعليمه متواضعا حيث انه دخل المدرسة الرشدية السكرية ولم يحرز على شهادتها.. تتلمذ على محمود شكري الالوسي طيلة سنوات، حيث تمكن من علوم العربية ـ تم تعيينه مدرسا بالمدارس الابتدائية ثم بالمعاهد الثانوية ـ رحل الى الاستانة، وفي سنة 1918 انتقل الى دمشق ـ واثر ذلك عاد الى بغداد فتم تعيينه «نائبا لرئيس لجنة الترجمة والتعريب» واصدر صحيفة يومية بعنوان «الامل» سنة 1923 ولم تدم الجريدة سوى بعض الشهور وتقلب في الوظائف ـ عين مفتشا في المعارف ثم مدرسا للعربية وادابها، ورئيسا للجنة الاصطلاحات العلمية وفي سنة 1928، استقال من الاعمال الحكومية ثم انتخب عضوا بمجلس النواب خمس مرات في مدة لا تتجاوز ثماني سنوات ـ زار مصر سنة 1936 ـ وانضم إلى ثورة رشيد عالي الكيلاني ونظم اناشيدها ـ وفشلت الثورة فعاش منزويا، وهذا في اوائل الحرب العالمية الثانية ـ وتوفي بالأعظمية في بغداد، ودفن في مقبرتها حذو قبر جميل صدقي الزهاوي سنة 1945.

    سردت محطات حياة معروف الرصافي لنوضح للقارئ «تزوير الحقائق الموجودة» في كتاب (كتاب الشخصية المحمدية) فللرصافي اثناء سنة 1933 وما قبلها وما بعدها في مرحلة نشاط سياسي ومهني وثقافي لا يسمح له بالانزواء في مكان لا صلة له به اي الفلوجة ولماذا ذكرت الفلوجة دون غيرها من المدن العراقية، ألها صلة بواقع العراق اليوم؟ ثم اذا كان الامر فيه شك يجرنا ذلك الى الشك في تاريخ صدور الكتاب اي 2002، وحينها نميل الى الاعتقاد بان كتاب الشخصية المحمدية قد تم اصداره بعد الاحتلال الامريكي للعراق وجعل المكان والتاريخ للاستفزاز والتهكم...

    اما مؤلفات الرصافي التي خلفها مطبوعة ومخطوطة هي حسب ورودها في كتاب «تاريخ الشعر العربي الحديث» وغيره من المراجع:
    * ديوان الرصافي ـ طبع عديد المرات وفي اكثر من بلد عربي اذ طبع الجزء الاول منه سنة 1910، ثم كاملا وهو الذي يوجد بين يدي، لكنه لا يحمل تاريخا، انما المقدمة الخاصة بالطبعة السادسة والتي حررها ـ عبد الصاحب شكر البادراني مذيلة بهذا التاريخ ـ 6 ديسمبر سنة 1957 ولا شك أنّه طبع بعدَ ذلك.
    * دفع الهجنة في ارتضاخ اللكنة» وهي عبارة عن رسالة في الالفاظ العربية المستعملة في اللغة التركية وبالعكس... نشر في مجلة «لسان العرب» في الاستانة سنة 1331 هـ
    * «دفع المراق في لغة العامة من اهل العراق « نشر متسلسلا في مجلة لغة العرب
    * رسائل التعليقات في نقد كتاب النثر الفني وكتاب التصوف الاسلامي وهما للدكتور زكي مبارك ـ طبع للمرة الثانية في بيروت سنة 1957.
    * نفح الطيب في الخطابة والخطيب «طبع سنة 1917
    * «محاضرات في الادب العربي» أو «دروس في تاريخ اداب اللغة العربية» وهو جزءان القاهما في دار المعلمين ببغداد وطبع بها عام 1960.
    * ديوان الاناشيد المدرسية لطلبة المدارس جمعها خليل طوطح مدير دار المعلمين بالقدس وطبعها هناك سنة 1920
    * «تمائم التربية والتعليم» شعر ـ لا نعلم عنه شيئا
    * «على باب سجن ابي العلاء» طبع ونشر بعد وفاته
    * «أراء ابي العلاء» مخطوط
    * «الآلة والاداة» مخطوط
    * «الادب الرفيع في ميزان الشعر» وقوانينه» طبع بغداد سن 1956.
    * «مع الرصافي الثائر» طبع سنة 1962
    * «مختارات من معروف الرصافي» جمعها الشاعر بنفسه وطبعت في بيروت سنة 1954.
    * «المنهل الصافي من شعر الرصافي» وهو عبارة عن مختارات في المجالات الادبية والاخلاقية والاجتماعية والتاريخية التي جمعها الشاعر بنفسه، وطبعت ببغداد سنة 1964.
    * «نظرة إجمالية في حياة المتنبي» حققه إبراهيم العلوي ـ طبع ببغداد سنة 1959.
    * «رواية الرؤيا» وهي ترجمة لرواية نامق كمال الشاعر التركي وطبعت ببغداد سنة 1909.
    تلك هي مؤلفات الرصافي المطبوعة والمخطوطة والتي لا تتضمن هذا الكتاب (كتااب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس)،، اذا فالكتاب لم نعثر على إشارة اليه في اكثر من عشرة كتب لكن السؤال: لماذا تم اسناده لمعروف الرصافي دون غيره؟ لذلك نتفحص عقيدة الشاعر..


    5 ـ عقيدة الرصافي ـ كان الرصافي مسلما سنيا وهو اشتراكي النزعة السياسية يفضل احكام العقل ويرفض العادات والتقاليد البالية وكان ثائرا على ما يراه في قومه من ظواهر تقديس القبور وزيارتها والتبرك بها وهو في شعره جريئا لانه شديد التعلق بالتقدم والنهوض بالمجتمع وحرية المرأة اذ يقول
    يقولون في الاسلام ظلما بأنّه *** يصد ذويه عن طرق التقدم
    فـاذا كان ذا حقّا فكيف تقدمت *** اوائله في عهدها المتقدم
    وان كان ذنب المسلم اليوم جهله *** فماذا على الاسلام من جهل سلم
    لقد أيقظ الاسلام للمجد والعلى *** بصائر اقوام عن المجد نوم
    واطلق اذهان الورى من قيودها *** فطارت بأفكار على المجد حوم
    فهو يرى أنّ الاسلام لا يعوق التقدم بل يساعد عليه لان الاجداد تقدموا به في الماضي. فشعر الرصافي ناري، ثائر يرج كل سكون في المجتمع إذ يقول مستنهضا العرب بسخرية واضحة في قصيد بعنوان «الحرية في سياسة المستعمرين» ـ يقول:
    يا قوم لا تتكلوا *** ان الكلام محرم
    ناموا ولا تستيقظوا *** ما فاز الا النوم
    وتأخروا عن كل ما *** يقضي بان تتقدموا
    ودعوا التفهم جانبا*** فالخير الا تفهموا
    وتثبتوا في جهلكم *** فالشر ان تتعلموا.
    إلى آخر القصيد..
    المهم ان الرصافي شديد الحماس للثورة على كل شيء حتى انه قال رادا عن الذين اتهموه في دينه لثورته التي اشرنا اليها سابقا ـ فهو يقول:
    رماني القوم بالالحاد جهلا *** وقالوا عنده شك مريب
    فمن ذا منكم قد شق قلبي *** وهل كشفت لكم في الغيوب
    فعند الله لي معكم وقوف *** اذا بلغت حناجرها القلوب
    يقيني شر قريتكم يقيني *** بان الله مطلع رقيب
    وسبب الخدش في تدينه ما ورد مثلا في قصيد بعنوان «في حفلة الميلاد النبوي» والذي يبدؤه بمطلع
    وضح الحق واستقام السبيل *** بعظيم هو النبي الرسول
    قام يدعو الى الهدى بكتاب *** عربي قرآنه ترتيل
    يتحدث في هذا القصيد عن (طموح الرسول وذكائه وحب الوصول الى المراتب العالية) رغم تمجيده للاسلام كثورة عربية وعالمية..

    واذا ربطنا هذا النوع من الفلتات الشعرية مع كتاب (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس) عرفنا ما قام به الذين وقفوا وراء اصدار هذا الكتاب وما تضمنه من آراء تخرب الدين الاسلامي وتشك في كل شيء.

    اذن من هو مؤلف هذا الكتاب (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس؟) المهم ان الرصافي كما بينا اعلاه لم يكن مؤلف هذا الكتاب ولكن لماذا تم اختيار الشاعر معروف الرصافي كمؤلف لهذا الكتاب (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس) وللاجابة عن ذلك نقول الاسباب كثيرة منها:
    * ما عرف به الشاعر من مجون واستهتار ولهو يجسد تمهيدا لمثل ذلك الانفلات العقائدي
    * شدة حماسه للثورة على واقع العرب والحث على طلب الحرية والعلم لنيل التقدم والازدهار وهذا ما يجعل الذين يقفون ورا'ء تأليف هذا الكتاب يعتقدون ان «ثورة الشاعر يمكن ان تفرز مثل تلك الكتابات».
    * تحديد موقع التأليف وهو الفلوجة وهذه المدينة هي رمز الصمود والتحدي في سبيل استقلال العراق وحريته وهذه طعنة موجهة الى اهل السنة لان الشاعر سنيا ومكان التأليف هو الفلوجة وتخريب الدين من أهل السنة ومن هذه المدينة
    * ما يلفت الانتباه هو ذاك «الايضاح عن النسخة الاصلية» وقد ورد في سطرين وهما :
    «اطلعت على هذه النسخة من كتابي الشخصية المحمدية فرأيتها صحيحة كاملة خالية من الاغلاط في النسخ فلذا اجيز روايتها والنقل عنها كتبت هذا اعلاما بذلك وكان الامضاء في الاسفل باسم معروف الرصافي.

    وهنا نسأل ـ لماذا كتب هذا التوضيح وكيف اخذت هذه النسخة منه ومن هو الذي قدمها له ومتى كان ذلك؟ واذا كانت النسخة قدمت للرصافي حبا كما يظهر من خلال هذه الجمل لماذا يتم طبع هذا الكتاب سنة 2002 اي بعد وفاته؟ وعادة تنقل نسخ مخطوط ما لا تكون بمثل هذه الطريقة التي ترآى في تراتيبها وأحكامها، إذ كنت أعتقد أنني سأعثر على بعض الصور لصفحات كتبت بخط المؤلف...

    وما أشير إليه في الصفحات الأولى من الكتاب «ان هذه النسخة الاصلية مع بعض الوثائق الملحقة بها، ولكن، أي هي تلك الوثائق؟

    فالنسخة مزورة بلا شك، ونسبت الى الشاعر معروف الرصافي ظلما وتعسفا على شاعر تقدره الأمة التي طالما تغنى بأمجادها، وطالما نادى بتطويرها، وطالب بتقدمها
    لكن هل كان مؤلفها يهوديا، وبالتحديد صهيونيا يرغب في تشويه سيرة الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم..؟..
    اذا تصفحنا الكتاب، وجدنا أن مؤلف (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) يعتبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم «لم يكن عادلا؟؟؟! حسب زعمه، في التعامل مع مشركي قريش من ناحية ويهود المدينة من ناحية ثانية..
    فهذا المؤلف يعتبر ان الرسول صلى الله عليه وسلم تعامل مع مشركي قريش بعطف ومع اليهود بقسوة، اذ جاء في الكتاب (ص: 32) « ولو ان محمدا استعمل عشر هذا العطف وهذه الرأفة (بأهله من قريش) قسوة، مع أن هؤلاء كقريش في عداوتهم له»
    اما الحديث عن المسيحية، فهو الذي يبين لنا ان كان المؤلف يفضل اي الديانتين: اليهودية ام المسيحية ـ فيقول المؤلف في (الحديث عن «الفرق بين قول اليهود وقول النصارى في صلب المسيح» ) (ص 689)» معلوم ان المعترفين بصلب المسيح هم فريقان، اليهود والنصارى، وبين الاعترافين بون بعيد وفرق عظيم، فأما إعتراف اليهود فهو من قبيل اعتراف القائل بجنايته، اذ كانوا هم الذين صلبوا، وان كان الذي صلبه غيرهم فهو من قبيل الاعتراف بصلب العدو للتشفي لانهم اعداؤه.. إلخ»..
    وفي موضع آخر من الكتاب ورد ايضا (ص 689):
    من تتمة قصة عيسى ما يعترف به اليهود والنصارى من صلبه وما يدعيه النصارى والمسلمون من رفعة الى السماء فالنصارى يقولون بالصلب والرفع معا، واليهود يقولون بالرفع دون الصلب، ولا ريب ان الصلب في حقيقته مصيبة فاجعة من المصائب التي أوجدتها الهمجية البشرية، فإيقاعه من قبل عتاة متمردين على شخصية مقدسة ممتازة بالنبوة للّه ينافى بحسب الظاهر قدسيتها ويحط من قدر منزلتها الرفيعة المقدسة.. إلخ» فمن خلال ما ذكرنا من استشهادات نسجل ما يلي:

    ـ تعاطف مع اليهود في تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم
    ـ ضد اليهود في مسألة صلب المسيح عليه السلام
    ـ المسلمون لا يقولون «ببنوة المسيح للّه» أي المسيح ابن اللّه.
    ـ الإستخفاف بالرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم وما ورد من أفكار تنكر الرسالة المحمدية حسب ما ورد في الكتاب سوف تتعرض له في موضع لاحق.

    هذا كله يجعلنا نعتقد أن مؤلف الكتاب (كتاب الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدس) هو مسيحي الديانة لإيمانه باللّه وتقديسه للمسيح عليه السلام وإنكار الإسلام والوقوف ضد اليهود في مقارنتها بالمسيحية..
    ومما يؤكد يقينا ـ هذا لإعتقاد التقاء أفكار مؤلف هذا الكتاب بما ورد في كتابي ـ صدام الحضارات واعادة بناء النظام العالمي «لصاحبه صموئيل هنتنغتون و»نهاية التاريخ والانسان الاخير لمؤلفه فرانسيس فوكوياما»

    بين كتاب (كتاب الشخصية المحمدية) ونظريات المسيحيين الجدد
    قبل ان نقدم مقارنة بين ما ورد في الكتاب المنسوب زورا الى الشاعر معروف الرصافي (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس) وما ورد في كتابات منظري «المسيحية الجديدة». وأطروحاتها حول «صدام الحضارات» و»نهاية التاريخ» وأساسا «إيديولوجيا الليبرالية الديمقراطية» ونحرص على تقديم بعض الملاحظات:

    * أولا: اعتمد مؤلف «كتاب الشخصية المحمدية» على مرجع واحد، بل قل أنه تم الاستناد اليه بصفة تكاد تكون مطلقة وهو كتاب «إنسان العيون في سيرة النبي الأمين المأمون « المشهور بعنوان «السيرة الحلبية» لصاحبها علي ابراهيم بن احمد الحلبي المتوفي سنة 1624م / 1044 هـ ـ وهذا بدوره قد اعتمد على كتب مثل «سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد لمحمد بن يوسف الدمشقي الشامي المتوفي سنة 1533 م وكذلك كتاب «عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير» للإمام الحافظ فتح الدين أبو الفتح محمد بن محمد المعروف بابن سيد الناس المتوفى سنة 1333 م .
    وللمزيد راجع كتاب أضواء على كتب السيرة النبوية «لصاحبه علي العريبي» .. وهذه الكتب حرصت على تقديس الرسول والسيرة الحلبية اختار صاحبها جمع الأحاديث والاخبار الضعيفة والروايات الأسطورية من أجل إضفاء القداسة على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلّم من أجل الحصول على الأجر والثواب دون مراعاة الموضوعية والحقيقة حتى بات من يقرؤها يستخف بها خصوصا إن كان من غير المسلمين.
    وما يهم هو : أن ما نتج عن الخطأ هو الخطأ بالتأكيد.. كما أن التحليل والتأويل الذي أجهد المؤلف نفسه فيه، هو كاللاهث خلف السراب، ينال التعب دون نيل المنى .. كان الكتاب، الذي يتظاهر بغزارة في المعلومات التي استقاها من الاخبار الضعيفة والروايات التي لا يوثق بصحتها، يحوي الكثير من الأخطاء في النحو والصرف والتصريف (مثل وظائف الأسماء الخمسة، المضارع الجمع المسبوق بأداة جزم...الخ...)، وهذا لا يدخل في باب الأخطاء المطبعية التي نعلم متى تكون في النص وأين تكون في الكلمة...
    ثانيا: أن مؤلف أو مؤلفي كتاب (كتاب الشخصية المحمدية) يتحدث عن «المسلمين مثل القول» كان المسلمون .. «أو للمسلمين ... فكأنه ليس منهم ...
    ثالثا: السخرية من الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومن القرآن وجبريل عليه السلام ومن الصحابة ومن محطات في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم)...
    رابعا: هذا الكتاب يندرج ضمن الحملة التي يشنها الغرب ضد الاسلام والمسلمين ... وسوف نقدم لا حقا بعض هذه المحاولات التشويهية التي تنطلق من أكثر العواصم الغربية مثل باريس، روما ولندن وواشنطن وبون وغيرها من العواصم..
    والآن نقدم للقارئ صلة هذا الكتاب المنسوب زورا للشاعر العراقي معروف الرصافي (كتاب الشخصية المحمدية) بما ورد في كتابات أمثال : «صموئيل هنتنغتون» و «فرانسيس فوكوياما» و «برنارد لويس» وغيرهم، وحتى نثبت أن هذا الكتاب هو محاولة، التي تحرص الدوائر الصهيونية والاستعمارية على نشرها للتشويه والإساءة للاسلام.
    1 ـ التشكيك في الرسالة المحمدية:
    يقول «فرنسيس فوكوياما» في كتابه (نهاية التاريخ والانسان الاخير ـ ص 71) ... أن الإسلام يشكل نظاما ايديولوجيا آخر متماسكا شأن الليبرالية والشيوعية، وله نظامه الأخلاقي الخاص وعقيدته الخاصة في العدالة السياسية والاجتماعية ـ فدعوة الإسلام هي ذات طابع شمولي وهي تتوجه الى جميع الناس كبشر ليس فقط باعتبارهم أعضاء في مجموعة إثنية أو قومية خاصة... الخ»
    فالاسلام، في رأي «فوكوياما» هو توجه حزبي لمجموعة بشرية ذات تنظيم جماهيري...
    وورد في الكتاب المنسوب للرصافي، ما يلي (ص 20) إن الغاية التي يرمي اليها محمد من الدعوة الى الله أو من النبوة ليست بدينية محضة...»
    ثم يواصل في موقع آخر : «إن الغاية ليست بدينية محضة، إنما الغاية التي يرمي إليها محمد هي إحداث نهضة عربية دينية اجتماعية سياسية ، تكون عربية المبتدأ، عالمية المنتهى، أي يقوم بها العرب في بدء الأمر ثم تعم وتشمل الناس جميعا في النهاية...»
    فالشك في الديانة واضح، وتكرار عبارة «ليست بدينية محضة «دليل على القصد الذي يريد ابرازه مؤلف الكتاب .. وهذا الاستنتاج الذي أراد المؤلف أن يقنع به القارئ، خاطئ لأن من كان غرضه سياسيا ويريد تحقيق شيء من طموحه، عليه أن تظهر بوادر لتحقيق ذلك منذ سن الشباب، أي لا يمكن ان ينتظر الى سن الاربعين .. فالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يهتم بأمر القيادة والزعامة طيلة عمره، بل أكثر من ذلك، كان منكفئا على نفسه، يحبّ العزلة والابتعاد على الناس، ولا أعتقد أن من كان هذا دأبه، يكون سياسيا يبحث عن الزعامة أو القيادة السياسية...
    2 ـ الدعوة الإسلامية، انتشرت بالسيف والحروب والعنف وفي هذا الصدد يقول «صموئيل هنتنغتون» في كتاب «صدام الحضارات» ص : 449 وما بعدها) الاسلام منذ البداية كان دين السيف، والاسلام انتشر بالسيف، ويثمن ويعظم القيم والفضائل العسكرية» وفي موقع آخر، يقول : «وهذا الأصل العنيف طبع في تأسيس الإسلام، محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نفسه يذكر ويشار له كمقابل صعب وقائد عسكري ماهر».
    ومما ورد في الكتاب المنسوب للشاعر معروف الرصافي (كتاب الشخصية المحمدية) وتحت عنوان فرعي موسوم بـ : «اقتران الدعوة بالسيف» (ص 284) : «... ولكنه لما هاجر الى المدينة، بعد بيعة العقبة الكبرى، قويت شوكته، واشتد جناحه بالانصار الذين بايعوه، والمهاجرين الذين تابعوه، وعندئذ قرن دعوته بالسيف ليقاتل خصوم دعوته بالسيف ليقاتل خصوم دعوته من الكافرين، إلا أن جريا على ديدنه في جميع أمور الدعوة، تدرج قرار القتال تدرجا منطبقا على مقدار ما عنده من قوة حربيةفحرص المؤلف على ربط الدعوة بالسيف والعنف واضح وهو ما ورد في كتاب «صدام الحضارات» ..


    لهذا نقول ان كتاب «الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس» المنسوب زورا وبهتانا للشاعر معروف الرصافي هو تكرار ممجوج لما ورد على ألسنة المستشرقين وأعداء الاسلام أمثال «برنارد لويس» و «جون كلود بارو» الذي يقول «في 1990 بعد ان انهار العالم الشيوعي، بدأ أن الغرب الليبرالي بقي وحده سيد العالم في 1991 وآثار هذا الانهيار الكبير لم تنته بعد، وإذ بأصوات غربية ترتفع في جنوب وشرق البحر المتوسط مرددة : الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، في الوقت الذي كان المفكرون يحتفلون بذبول الإيديولوجيات ونهاية التاريخ، هاهي ايديولوجية قوية وديانة وحشية تنبعث من عمق ثلاثة عشر قرنا، أية مفاجأة !... بالسفر في الدول الشيوعية، يعثر الأوروبي من جديد على الغرب، غرب فقير ومتخلف ولكنه الغرب على أية حال .. في الدول الإسلامية على العكس من ذلك المسافر الغربي يجد نفسه اليوم في كوكب آخر».

    * الخاتمة
    ما كان هذا المقال ردا على ما ورد في كتاب (كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس)، المنسوب زورا للشاعر معروف الرصافي، وسوف يكون الردّ بالتدقيق والتفصيل في موضوع آخر ـ لكن الأهم أننا كشفنا زيف هذا التأليف، واختيار معروف الرصافي ومكان التأليف هو «الفلوجة» ما كان إلا «دسا» للسم في الدسم، وما كان أيضا إلا طفرة من الحقد الذي يكنه الغرب للاسلام والمسلمين .. فالكتاب تشويه للسيرة النبوية واعتداء على شخصية الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) ، واختيار «الفلوجة» هو تشويه لأرض الصمود والبطولات التي أظهرها أهل الفلوجة الأشاوس في مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق.


    http://www.echaab.info.tn/pop_article.asp?Art_ID=2550
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الرصافي المفترى عليه ؟
    زهير المعروف


    جلب انتباه الادباء والمثقفين كتاب (الشخصية المحمدية) الذي ينسب الى شاعرنا العراقي المشهور معروف عبدالغني الرصافي المتوفى في بغداد عام 1945 ويتضمن الكتاب الطعن والتشكيك والاساءة الى رسول الرحمة والانسانية اشرف الورى المصطفى المختار سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي بعثه الله رحمة للعالمين فانقذ العالم من عتمة الجهل والضلال الى نور الهداية والايمان ووصفه بقوله الحكيم (وانك لعلى خلق عظيم) في القرآن الكريم المنزه عن التحريف والتضليل لقوله تعالى (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)

    فشاعرنا الرصافي الذي يعد احد اعمدة الفكر والقلم والشعر والادب له مكانه سامقة في هذا الميدان امتاز شعره بجزل العبارة وحسن الديباجة ووضوح النظم دون تكلف، هذا الشاعر المتجدد الذي انبرى عقودا طويلة يحارب الاستعمار والجهل والظلم والعبودية داعيا الى تحرير المرأة والزام تعليمها فنظم قصائد كثيرة في التاريخيات والفلسفة وحب الوطن ومختلف الفنون ومكارم الاخلاق لقوله (هي الاخلاق تنبت كالنبات اذا سقيت بماء المكرمات)

    اما هذا الكتاب المنسوب اليه ففيه شك كبير لايعقله كل مثقف لبيب ان ينكب هذا الشاعر العراقي النبيل لتأليف مثل هذه التفاهات بعد ان قاسى وكابد الاضطهاد السياسي فتحمل النفي والحرمان والابتعاد عن الاوطان بسبب موقعه الادبي وشعره الجريء وقلمه الحر.

    كما انه دافع عن الاسلام في قصيدته المشهورة (الاسلام) فقد انبرى الرصافي مدافعا عن دين الله الاسلام دفاع الدعاة الصادقين ورد اولئك الذين يزعمون ان هذا الدين حائل دون التقدم فيجلو لهم حضارة الاسلام الماضية يوم اشرق نوره فبدد ظلام الجهل والعبودية والرق والتخلف واوابد الجاهلية واطلق الاذهان من قيودها فشاع العدل والامن والسلام والحرية والتقدم في المجتمع الاسلامي ردحا من الزمن . بقوله :
    لقد ايقظ الاسلام للمجد والعلى بصائر اقوام عن المجد نوم فاشرق نور العلم من حجراته على وجه عصر بالجهالة مظلم ودك حصون الجاهلية بالهدى وضوض اطناب الظلام المخيم

    فاذا كان الرصافي مشككا بالاسلام والقرآن وخاتم الرسل والانبياء فلماذا يدافع عن هذا الدين انبل دفاع ويرد على اولئك الحاقدين على الاسلام بقصيدته العصماء (الاسلام)

    لذلك بات لزاما على المسؤولين في وزارة الثقافة واتحاد الادباء ومن له باع في الشعر والادب ان يتحققوا ويتحروا عن مؤلف هذا الكتاب الدخيل على مكتباتنا الذي انتشر بين القراء ومن خلاله نبذ ثلة منهم الشاعر الرصافي استناداً على هذا الكتاب دون الرجوع الى ديوانه ليردوا الكتاب عن لسان باشعاره وقصائده التي دافع بها عن الاسلام كما ذكرناه آنفا .
    لتبقى صفحة الرصافي ناصعة بيضاء لاتدسه مثل هذه الشوائب المراد تشويهه والتي تهدف الاساءة اليه . ويبقى الرصافي رمزا عراقيا شامخا ونجما متلألأ ساطعا في سماء الشعر والادب كما عرفه العراقيون.
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يقول الرصافي المفترى عليه :

    يا قوم ُ إن العدا قد هاجموا الوطنا *** فانضوا الصوارم واحموا الأهل والسكنا

    واسـتنفـروا لعدو الله كل فتـى *** ممن نأى فـي أقاصي أرضكم ودنا

    واستنهضوا من بني الإسلام قاطبةً *** من يسكن البـدو والأرياف والمدنا

    واستقتلوا في سبيل الذود عن وطن ٍ *** بـه تــقـيمون ديـن اللـه والسننـا
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  8. #8

    افتراضي

    الرصافي أفرد في كتابه فصلاً عن بلاغة القرآن حيث قال بوجود آيات بليغة جداً في القرآن لكنه أكد على وجود آيات أقل بلاغة وآيات ليست ببليغة .. ثم أخذ يمثل ببعض الآيات وينقدها بلاغياً ... فهل من رد على هذه الجزئية في كتابه؟
    التعديل الأخير تم 08-29-2009 الساعة 04:41 PM

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ليست آيات القرآن الكريم متفاوتة في بلاغتها

    بل إنّ القلوب والأنفس والبصائر والعقول هي المتفاوتة , ولكل عقل حظه من الالتفات إلى الآيات المعجزات والعبر والمواعظ، وحظه من الإدراك والفهم والتدبر .. والناس يسمعون القرآن سماعا متساويا وإنما يتفاوتون في تدبره ..

    فهذا الكتاب يقول مؤلفه فيه ان ظاهر الاية ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) غير معقول , أولاً : لأن الله أمر المترفين بأن يفسقوا ففسقوا ثانياً :إذا كان هو الذي أمرهم أن يفسقوا كان فسقهم طاعة له وامتثالاً لأمره , فكيف يستحقون الإهلاك ..


    بماذا يأمر الله ؟؟
    ((ان الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) سورة النحل آية رقم 90

    فمعناها هو : أمرناهم بالعدل والإحسان ، فخالفوا ، ففسقوا ، فهلكوا
    وأكثر ما يكون هذا الفسق وأعظمه في المخالفة الكفر أو البدعة ، وقد قال تعالى في نظيره : { ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد } . فهؤلاء قوم عصوا وكفروا ، وهذه صفة الأمم السابقة في قصص القرآن ، وأخبار من مضى من الأمم .

    وفي تفسير الجلالين :
    (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها) منعميها بمعنى رؤسائها بالطاعة على لسان رسلنا (ففسقوا فيها) فخرجوا عن أمرنا (فحق عليها القول) بالعذاب (فدمرناها تدميرا) اهلكناها بإهلاك أهلها وتخريبها.

    فمن اين جاء هذا الفهم المغلوط .. ومن اين جاء بهذا التفسير الشاذ وغير المقبول ولا المعقول ؟؟!!


    واين هو من قول الله تعالى :

    {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }هود117

    وقوله تعالى : {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} (59) سورة

    القصص

    {ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} (131) سورة الأنعام


    -------

    مصداقية الشخصية المحمدية في العالمين :

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الخاتم محمد بن عبد الله، سيد الأولين والآخرين، والمبعوث رحمة للعلمين، وبعد:

    تُظهرُ السجلاتُ التاريخيةُ الموثقة [ لدى غير المسلمين ]، أن النبيِّ الخاتمَ محمدٌ بن عبد الله، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، أُمرَ أتباعهُ أن يُهاجروا في أولِ سنواتِ بعثتهِ إلى بلادِ الأحباش، لِلنجاة من المعاناة التي وقعت عليهم من كفارِ قريش، فإن مَلِكَهم كان عادلاً لا يُضامُ اللاجئونَ إليهِ أو المستجيرون به، وأهلها على دين النصرانية، وكنيستهم من أعرق الكنائس النصرانية، وكان لِظهور المسلمين بينهم أحداث، ليست موضوع بحثنا هذا ولكن هذه الأحداث ألزمتهم أن يدونوا وقائعها، فدون الأحباشُ من ضمن ذلكَ قصة هجرة المسلمين إليهم، ومن أهمها إخبارهم عن ظهور النبي الخاتم وعن رسالة التوحيد التي بُعث بها، وإتباعهم له، وأمرهِ لهم بالهجرة إليهم. فكانت أول الأمم والديانات التي وثُقت هذه الحقيقة التاريخية ومصداقية شخصية رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

    ثم لم تمضي سوى سنوات قلائل أُخرى حتى كان بينه وبين الكنيسة الرومانية اتصالات تلتها مواجهات عسكرية انتهت فيها الأمور بالنصر والغلبة لدينهِ الحق صلى اللهُ عليهِ وسلم، فأرخت لهذه الأحداث الجسام وما أعقبها من انتشار لدين الإسلام في بلاد الشام، وانحسار الكنيسةُ الرومانية.

    وكذلك الأمر مع الكنيسة القبطية في مصر. كما أن اندحار الديانة المجوسية في بلاد الفرس واعتناق جل أهلها للإسلام، وتوثيق أسباب اندحار الديانة المجوسية بظهور نبي الإسلام. ومن ثَم غلبة دين الإسلام على كافة الديانات القديمة، الهندوسية والبوذية والزردتشية وخلافها من الملل والنحل في أقل من مئة عام من ظهوره، صلى الله عليه وسلم، وتوثيق كافة أهل هذه العقائد لحقيقة ظهوره ومصداقية شخصيته لا تُمكن لأي مؤرخِ إغفالها أو إنكارها. وأما فيما بين المؤمنين الذين اتبعوهُ أي المسلمون، فإن خَبَرَهُ لديهم متصلٌ إلى يومنا هذا، وكائنهُ، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، يعيش بيننا اليوم.

    حتى أن الموسوعة البريطانية تصِفُهُ بأنهُ، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: " الشخصية التاريخية الدينية الحقيقية الوحيدة ". “ The only true
    religious personality in History. “ فلا يجرؤ أن يُنكرَ الكثير من المفكرين المنصفين حياته وظهوره وعظمة فكره صلى اللهُ عليهِ وسلم، احتراماً لِرجاحة عقولهم ومصداقيتها عند بعضهم، لِقوة الأدلة بخصوص حقيقتهِ الإنسانية، وما يختلفون معنا حوله هو الإيمان بنبوتهِ، صلى الله عليه وسلم.

    بينما نجد أن كل الأنبياء والرسل، لمْ يعد لهم مصداقية عند أتباعهم، بالاعتماد على مراجعهم ومصادرهم الذاتية، أي أن أتباع كافة الديانات لا يمتلكون أي براهين عقلية ولا نقلية على مصداقية ظهور أو حياة قادتهم أو مؤسسي دياناتهم، خلاف ما يزعمونهُ هم أنفسهم فقط. بما فيها الديانتان المسيحية واليهودية. فإن أمتِيهما لا يملكان أي شواهد تاريخية على ظهور يسوع المسيح، ولا موسى نبي اليهود. ولا تستطيعان الاستعانة بشهادة الإسلام، لأن في ذلك إقرار فعلي منهما بمصداقية بعثة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، ولا بد أن يتلوه إتباعٌ لهُ، وهذا ما لا يمكن أن يفعلاه أبدأً. فما أشقاهما بما همْ فيهِ. فالحق جلي أمام هؤلاء القوم، لكن تمكُن الشيطان منهم يدفعهم لِلتكبر على الحق.
    وبتجاهلِ المصادرِ الإسلامية، فليس هنالك أي وثائق تاريخية لديهم، ولا من أطراف محايدة أخرى تدل على ظهور وحياة أنبيائهم ورسلهم، كما لِنبينا ورسولنا صلى اللهُ عليهِ وسلم، ولا يسعهم أن يعتمدوا على المراجع الإسلامية، لأن ذلك يلزمهم في ما بعد بالإيمان بكل ما ورد فيها، ولذلك تجد المسيحيين يقولون أن يسوع المسيح الذي ورد في كتبنا غير نبي الله عيسى المسيح " عليهِ السلام " الذي تؤمنون به أنتم، وتجد اليهود يقولون أن موسى التوراة غير النبي موسى " عليه السلام " الذي ذكرهُ الله في القرآن، وما هذا إلا لِشقائهم أجارنا اللهُ من الشقاء وسوء الخاتمة.

    هذه مصداقية هذه الشخصية العظيمة، رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلم، فلا يجب أن نسمحَ لأِعداء اللهِ أن يشغلونا عن أعظمِ مهامنا، التي تولينها عن نبينا، صلى اللهُ عليهِ وسلمَ:ـ { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء:107] ؛{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيرا ً} [الفرقان:56] ؛ { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }[سـبأ:28]. وكلفنا بتبليغهِ لِلناس. ألمْ يقلْ: صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، " فليُعلم الشاهد الغائب. "
    والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
    والحمد للهِ رب العالمين.
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  10. #10

    افتراضي

    حتى هذه اللحظة لم يتم الرد على نقده البلاغي ولو أني أعرف كيفية نسخ ما كتبه المؤلف ولصقه هنا لفعلت حتى يتم الرد على كل نقطة أوردها الكاتب في سياق نقده لبلاغة القرآن.

  11. #11

    افتراضي

    هذا نقد منهجي كامل للكتاب بشكل عام اخي الكريم وقد كثر ناقديه فهو يتكلم ببوق الرويبضة الذي نعلمهم جميعا فأكيد سيتصدى له كثر

    الأخطاء المنهجية في كتاب الشخصية المحمدية
    د. محمد بن موسى باباعمي
    التحقيق ونسبة الكتاب إلى الرصافي:

    الكتاب ألَّفه الرصافي سنة 1933م، وتركه مخطوطا في مجلَّدات ثمانية، ثم ذكر أنَّ هذه الطبعة «نسخة من الأصل، مع الوثائق الملحقة، محفوظة في إحدى مكتبات جامعة هارفارد، وجاءت هذه الطبعة موافقة لها»(1).
    وقراءة أولية في الطبعة، بإسقاطها على قواعد التحقيق العلمي وأسسه، تُظهر لنا جملة من الثغرات، التي لا تقبل من مبتدئ في "تحقيق النصوص"، بله هيئة علمية محترمة، أو عالم يعرف حدود الأمانة العلمية ويحترمها، وهي:
    1- التعمية على المواصفات العلمية الدقيقة للنسخة المعتمدة، كذا إخفاء بيانات الفهرسَة في المكتبة، مع أنَّ الأمانة العلمية تقتضي ذكر جميع المواصفات الواردة في المخطوط المحقَّق، حتى يتمكَّن الباحثون من الرجوع إليه في حال الضرورة، والحكم على صحَّة ما جاء فيه.
    2- إخفاء اسم المحقق، أو المحققين، وهذا يفتح أكثر من باب للتشكيك فيما جاء في الكتاب المنشور؛ حتى إنَّنا لا نعرف الجهة التي نشرت الكتاب؟ ولماذا اختارت هذا الوقت؟ وهل نشرته كاملا أم ناقصا، أم مضافا إليه؟
    3- اعتماد نسخة واحدة، مصوَّرة من النسخة الأصلية، والمطلوب منهجيا هو محاولة العثور على نسخ أخرى، وبخاصة عندما يكون الكتاب في مثل هذه القيمة باعتبار مؤلِّفه، الذي ليس مغمورا ضمن أعلام هذا القرن، بل هو من أعلام الشعر العربي المعاصر.
    ثمَّ إنَّ "النسخة الأصلية" هنا لا تعني نسخة المؤلف، بل الواضح من نصِّ الإجازة أنَّها ليست نسخة بيد المؤلِّف، وإنَّما هي نسخة معروضة عليه فقط، قال الرصافي: «اطلعتُ على هذه النسخة»، وهذه العبارة تدلُّ بوضوح أنَّ ثمة نسخا أخرى، وهذه إحداها.
    والغريب حقًّا أن لا توجد نسخة بيد المؤلف، ذلك أنَّه من أعلام القرن الماضي.
    وأغرب منه أن يجيز نسخة مليئة بالأغلاط والأخطاء، على الأقلِّ حسب النص الذي بين أيدينا، ولذلك «يصبح نشر مثل هذه الكتب بحالتها التي هي عليها لا يتعدَّى، أكثر الأحايين، توفير نسخ خطية – قد تكون محرَّفة مصحَّفة مبهمة – من الكتاب، وهو أمر ما أبعده عن التحقيق الدقيق».(2)
    4- نقرأ في ص13 تحت عنوان: إيضاح في النسخة الأصلية: «إجازة الرصافي في النقل: اطلعتُ على هذه النسخة... من كتابي "الشخصية المحمدية"، فرأيتها صحيحة كاملة، خالية من الأغلاط في النسخ، فلذا أجيز... روايتها والنقل عنها... كتبتُ هذا إعلاما بذلك. معروف الرصافي»
    فنقل إجازة الرصافي بهذه الصفة لا يحمل أيَّ قيمة علمية؛ لأنَّه جاء مرقونا، والمعمول به في مثل هذه الحالات تصوير نصِّ الإجازة بخطِّ يد المؤلف، تحرِّيا للدقَّة، وحرصا على نسبة الكتاب إلى صاحبه. فالإجازة في عرف المحققين إعلان عن المطابقة لمضامين الكتاب «معنى ومبنى، كما وضعها وأرادها المؤلف... وهي نموذج من نماذج التثبت العلمي الذي كان يتبعه العلماء، وهي دليل على صحَّة الكتاب وقدمه وتاريخه وضبطه»(3).
    5- نسبة الكتاب – بهذه الصفة - إلى الرصافي غير ثابتة، وإن كان أسلوب الكتاب يرقى إلى مستواه الأدبي، والمعروف في مجال التحقيق أنَّه «ليس بالأمر الهيِّن أن نؤمن بصحَّة نسبة أيِّ كتاب إلى مؤلِّفه، ولاسيما الكتب الخاملة التي ليست لها شهرة»(4).
    وبالتالي فلا نُثبت الكتاب للرصافي ولا ننفيه عنه، ونترك المسألة للتحقيق العلميِّ، وهذا يحتاج إلى تجميع للنسخ، ودراستها دراسة منهجية دقيقة، ولذا سنسلِّم بنسبته إلى الرصافي جدلا، وسنحاول الردَّ عليه بناء على ذلك؛ ذلك أنَّ المقصد الأوَّل هو المقولات التي وردت فيه، وليس الغرض الأساس هو صاحب هذه المقولات.
    6- من أبجديات التحقيق العلمي ما يعرف بتحقيق متن الكتاب، ومعناه: «أن يؤدَّى الكتاب أداء صادقا، كما وضعه مؤلِّفه كمًّا وكيفاً، بقدر الإمكان»(5).
    فالمتتبع للنسخة المطبوعة يعجب من رسم الهمزات، وهي جزء من تحقيق المتن، فكثيرا ما نقرأ همزة للوصل مكان همزة القطع، والعكس كذلك، والأمثلة أكثر من أن يشار إليها أو تحصى. وهذا دليل على أنَّ المتن لم ينل العناية العلمية الكافية، ويبقى السؤال المحيِّر: كيف يجيز الرصافي هذه النسخة، بهذه الصفة؟ أم أنَّ النسخة المعتمدة هي غير هذه المطبوعة؟ ويبقى الأمر للتحقيق.
    أمَّا الترقيم فلا يعدو أن يكون مضطربا وقلقا جداًّ، ففي بعض الأحيان ينعدم الترقيم تماما من فقرة أو أكثر، رغم ضرورته، وفي بعضها الآخر توضع الفواصل والنقاط جزافا، دون أيِّ ضابط منهجيٍّ، بل تكاد لا تجد في كامل الكتاب فاصلة منقوطة واحدة، وكلُّ ما يعرفه الناشر هو الفواصل غالبا، والنقاط أحيانا.
    ومن الغريب أنَّك تجد علامات الترقيم أحيانا موضوعة، لكن في غير مكانها.
    ومن الأمثلة على ذلك الفقرةُ الأولى من الكتاب؛ فإنَّها مكوَّنة من ثلاثة أسطر، غير أنَّها خالية من أيِّ علامة للترقيم، رغم احتوائها على أكثر من جملة، ونص الفقرة كالآتي: «الحمد لله والصلاة والسلام منها علينا وبعد فقد كنت أكتب التاريخ وكنت أحسب للتاريخ حسابا وأجعل له منزلة يستحق بها أن أكتب ما أكتب حتى لقد قلت فيما قلته من قبل...» (6)
    وفي وسط الكتاب نقرأ قوله: «فإنَّ احتمال كون هذا من غلطِ، [كذا] الراوي أيضا بعيد لا يجوز أن يكون الراوي غلط»(7). ففي هذه الفقرة، كما في الكثير من الفقرات، ضاعت كلُّ قواعد الترقيم العلمية، ولا يمكن فهمها إلاَّ بإعادة ترقيمها ثانية.
    والكتاب كلُّه على هذه الشاكلة، فيستحيل تتبعه فقرة فقرة، وإنَّما مثَّلنا له ليعرف القارئ مدى الخلل الذي يعيب هذه الطبعة، ويعيب النسخة المخطوطة المعتمدة.
    7- المصادر والمراجع حُشرت في قائمة مختلطة، غير مرتَّبة ترتيبا واضحا، تنقصها المعلومات الأساسية، مثل تاريخ النشر ومكانه، مما يعني أنَّ الرصافي، والقائمة نُسبت إليه، لا يفقه شيئا في منهجية البحث العلمي، ولا في تقنيات الفهرسة الأولية، في زمن تطوَّر فيه هذا الفن، وظهرت فيه مؤلفات، وبخاصة في أعمال المستشرقين، وهو بذلك لم يتأثَّر بهم في قوَّة تنظيمهم ودقَّة تحقيقهم، وإن تأثر ببعضهم في التشكيك والمغالطة على الحقائق، في شأن محمد عليه السلام، والرسالة المحمدية(8).
    الخلل في المصادر المعتمدة:
    إنَّ الكتابة في موضوع عميق ودقيق، في مستوى الترجمة لأعظم شخصية عرفتها البشرية: محمَّد (، يحتاج إلى دراية وإلى تمكُّن، وهو أحوج ما يكون إلى مصادر موثوقة، وإلى وثائق معتبرة؛ وإلاَّ فلا تعدو أن تكون ترَّهات تحاك، وخرافات تنسج.
    والرصافي في كلِّ ما كتب اعتمد على "السيرة الحلبية" اعتمادا يكاد يكون كليا، وقليلا ما يعود إلى "سيرة ابن هشام" وبعض الكتب الأخرى، التي لا تتجاوز ثلاثين عنوانا؛ والأجدر به – إن كان حقًّا يحترم الحقيقة العلمية ويكتب لها – أن يعدل عن الكتابة في هذا الموضوع، إلى أن يستوفي البحث والتنقيب عن المصادر الأساسية.
    والمحير حقا أن نقرأ للرصافي قوله: «أنا اليوم عند كتابة هذا، في منزل من الفلوجة، منقطع عن وسائل البحث والتنقيب، ليس لديَّ من الكتب ما أرجع إليه، فليعذرني القارئ»(9). فهو، وإن قصر الاعتذار على معلومة واحدة، يكتب السيرة المحمدية كيفما شاء، من مصدر واحد تقريبا، في كامل هذا الكتاب، وهذا نقص فادح، لا يقبل من عالم، له مواصفات المحقِّق والمؤرِّخ. وعلى رأسها: الأمانة، والصدق، والإخلاص، والتجرُّد، والذكاء، والوعي... (10)
    وأغرب من ذلك تقريره أنَّ "الرواية لا تفيد العلم"(11)، واعتماده الكليُّ عليها، دون تمحيص ولا تحقيق.
    والمقرَّر أنَّ نور الدين الحلبي، صاحب كتاب "إنسان العين في سيرة الأمين المأمون"، المعروف بالسيرة الحلبية، من أعلام القرن الحادي عشر (توفي سنة 1044هـ/1633م). وبالتالي، فإنَّ ما ورد في كتابه لم ينقل إلاَّ بالرواية، بسند غير عال، فهو من المتأخرين جداًّ، وكتابه مرجع وليس مصدرا في السيرة النبوية، ذلك أنَّ المصادر التي أرَّخت لسيرة المصطفى لم تتوقف منذ القرن الثاني للهجرة، ومن أشهر أعلامها: ابن هشام، والواقدي، والزهري، وابن كثير... وما عدول الرصافي عن هذه المصادر المتقدمة، إلاَّ دليل آخر على استخفافه بالحقيقة العلمية، وبالتاريخ، الذي يراه «بيت الكذب، ومناخ الضلال»(12).
    ولا شكَّ أنَّ «المؤرِّخ ليس قصَّاصا ولا أديبا، يعتمد على خياله في اختراع الحوادث أو الشخصيات؛ وإنَّما هو يستقي مادَّته التاريخية من الوثائق»(13)، ومن المصادر والمراجع التي يجتهد في تجميعها وتمحيصها، بحثا عن الحقيقة العلمية، لا عن التلفيق والمغالطة والخطابة؛ وبالتالي فإنَّ هذا الجهد «يقتضي المهارة، والدقَّة، والصبر، والفطنة... أي أنَّ هذا التعامل [مع المصادر] يقتضي منهجا علميا، ولا يتمُّ بطريقة عشوائية»(14)،
    واضح أنَّ الرصافي لا يملك هذا المنهج العلميَّ، ولا يكتب التاريخ للتاريخ، بل ليمرِّر فكرة إلحادية، ويدافع عنها، فهو فيما كتب أقرب إلى القصَّاص وكاتب الأسطورة، منه إلى المحقِّق والمؤرِّخ.

    الجهل بالتاريخ:
    تحت عنوان "لا إله إلاَّ الله" يقول الرصافي: إنَّ كلمة التوحيد «هي من مخترعاته [محمد] التي لم يسبق إليها، على ما أرى»(15).
    فكلمة "أرى" هنا لا تعدو أن تكون لغواً، إذ الموضوع إخباريٌّ، إمَّا أن يكون صادقا وإمَّا أن يكون كاذبا؛ فإمَّا أنَّ محمدا اخترع كلمة التوحيد، وإمَّا أنه لم يخترعها؟
    وفي جميع الحالات فإنَّ الواجب عليه أن يرجع إلى المصادر الموثوقة، وإلى تاريخ الأديان، والكتب السماوية السابقة... لا إلى رؤية فردية، لا وزن لها في مثل هذا المقام.
    وأدنى معرفة بتاريخ الأديان، تبيِّن أنَّ وحدانية الإله كانت دين الأنبياء وديدنهم جميعا، وإنما الانحراف جاء من الأتباع، فما التثليث عند النصارى، وما إله اليهود يهوا، سوى انحرافات في مسار الوحدانية عبر تاريخها(16).
    يقول المفكر جيفري لانغ: «إنَّ الحقيقة الوحيدة والأهم، التي تحكم جميع الخلق، والتي وعظ بها جميع الرسل، هي: لا إله إلاَّ الله»(17).
    أمَّا القرآن الكريم فيصف الأنبياء عبر تسلسلهم التاريخي بالوحدانية، ولا فرق بين نبي وآخر، ولا بين ديانة وأخرى، إلاَّ في التشريع وحده، ففي سورة الأعراف نقرأ عن جملة من الأنبياء والرسل، قول كلٍّ منهم لقومه: "يا قوم اعبدوا الله، ما لكم من إله غيره"
    وفي سورة الأنبياء، يقول الله تعالى لنبيه محمَّد (: "وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاَّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلاَّ أنا فاعبدون".
    فلو سلَّمنا للرصافي تكذيبه لهذه الآيات، فليجتهد في الردِّ عليها بالتحقيق التاريخيِّ، وليثبت عكس ما جاء فيها، وإلاَّ فإنَّ مجرَّد الادِّعاء والسفسطة لا يفيدان العلم في شيء، قال تعالى: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، ، وقال: "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلاَّ أماني وإن هم إلاَّ يظنَّون...أم تقولون على الله ما لا تعلمون".
    الحكم بلا علم ولا دليل:
    وضع الرصافي رسول الله ( في ميزان النقد، فحكم عليه بما حكم، من صفات الكمال والجلال، كما نسب إليه صفات النقص والضعف، ومن جملة ما نقرأ من أحكام في هذا المنحى، قياسه لعقلية محمد وذكائه، وقوله في ذلك: هو صاحب «تفكير عميق الغور، بعيد المرمى»، ثم لا يلبث أن يسلب عنه هذه الخلَّة، فيقول: «أضف إلى ذلك ما أوتيه من غزارة علم، وثقوب ذكاء، إلاَّ أنَّه في هذه الناحية لا يفوق إلاَّ المحيط الذي نشأ فيه، والعنصر الذي هو منه، أي إنَّ عقليته لا تتجاوز في تفوُّقها إلاَّ العقلية العربية في زمانه وبيئته»(18).
    أين الدليل، وما هو مقياس الحكم؟
    بل كيف أمكنه أن يقيم مقارنة بين عقلية محمد وعقليات أخرى من عصر آخر، ثم يصل إلى التفاضل بينها بجرَّة قلم؟
    واعجب لمن يلقي أحكاما قيمية، دون دراسة ولا دراية، ولا معرفة بأدنى قياسات نسب الذكاء، التي أنتجها علماء في مجال علم النفس، وفي بحوث ودراسات الموهوبين بالخصوص.
    أليس من العلم أن يستعين بإحدى قياسات الذكاء المعروفة في عصره، قال الدكتور زيد الهويدي: «اختبارات الذكاء هي مقاييس تستخدم للتعرف على العمر العقلي للفرد، ومن ثمَّ نسبة ذكاء الفرد» ثم يقول: «تختلف اختبارات الذكاء باختلاف الأساس الذي يتمَّ وفقه التصنيف»(19).
    وتعود أسس اختبارات الذكاء إلى القرن التاسع عشر، مع محاولات "بنات" و"ستارن" وغيرهما من علماء نهاية القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين(20). وفي كلِّ الحالات هي أسبق من عهد الرصافي، فلو أنَّه كان فطنا وذكيا، ومعايشا لعصره وزمانه، وعالما بحقٍّ، لاستفاد منها في قياس نسبة الذكاء عند محمد (؛ ولو حاول، إذن لعلم أنَّ هذه القياسات صعبة في حالات المعاينة المباشرة، وهي قريبة من الاستحالة في حال الحكم بالغياب، إلاَّ بمقاربات تاريخية قد تكون صادقة، شريطة أن تحقَّق تحقيقا علميا دقيقا، وتدرس بروية وتحليل، دون تحيُّز ولا تنكُّر.
    فما هو إذن الأساس الذي اعتمده الرصافي في قياس نسبة ذكاء محمد (؟ أم أنَّ المهمَّ عنده أن يحطَّ من قيمة النبي، حتى ولو كان ذلك بلا أثارة من علم، ولا معرفة دقيقة، ولا موضوعية؟

    بين التخطيط الاستراتيجي والخيال الجامح:
    إنَّ ما عابه الرصافي على الرسول (، في وعده بالفتوح يوم الأحزاب(21)، صار اليوم علما، ينظِّر للإدارة والتغيير والتخطيط، والتخطيط الاستراتيجي، وإدارة الأزمات، وغيرها من المداخل الجديدة لفنِّ القيادة.
    يقول "لوك بروندار" في كتابه القيم "وجهة الأفكار": «إنَّ من أعمق مستويات الإدارة قدرة القائد على اختراع المستقبل، أو تصوُّر سيناريوهات، منها يستقي الأفكار الجديدة، التي تغيِّر فيه وفي الآخرين طريقة النظر إلى الأشياء»(22).
    فحتى لو سلَّمنا جدلا أنَّ ما وقع للرسول في غزوة الخندق، ليس من قبيل المعجزة، فإنَّ الأولى والأقرب إلى الحقيقة العلمية أن يُنظر إليه على أنَّه من قبيل التخطيط وإدارة الأزمات؛ والدليل أنَّ البلدان التي ذكر النبي ( أنها ستفتح، قد تمَّ فتحها كاملة بعد وفاته، وصدق فيما قال: "هذه فتوح يفتحها الله بعدي يا سلمان".
    فمحمد ( ليس قائدا لعدد من الجنود في عصره وكفى، بل هو القائد الذي يوجِّه أتباعه في حياته، وبعد وفاته، بما آتاه الله تعالى من أسباب الحكمة، والتخطيط، والحنكة، والذكاء، والخلق العظيم...
    قال الرصافي في التعليق على حادثة الكدية، أوان حفر الخندق: «لا شكَّ أنَّ هذه البرقات واللمعات كانت تحصل من اصطدام المعول بالحجر عند ضربه بشدَّة، كما يحصل مثلها تحت حوافر الخيل إذا مشت في الأرض الصلبة، واصطدمت بالصخور، وإنَّ محمَّدا كان لا يضيع الفرص بل ينتهزها لبنيان ما يدعو إلى تصديقه والإيمان به، ولما كان عمله هذا يؤدِّي إلى غايته، وكان – كما قلت فيما تقدَّّم – واسع الخيال قويه بحيث إذا تخيل أمرا صار عنده كأنه يراه بعينه ويلمسه بيده، تصور غايته عند ضربات المعول وتخيل أنَّ تلك البرقات التي برقت له تحت المعول، قد أضاءت له البلاد التي يريد فتحها حتى صار كأنه يرى أبوابها وقصورها...» (23).
    والذي يلاحظ في الرصافي جهله بأدنى أساليب القيادة، وبخاصة حين الأزمات، ثم تمحُّله في نقد من هو معلِّم في فنِّ القيادة(24)، ومحلُّ دراسة من قِبل المتخصصين والحاذقين، فلو أنَّه أخفى جهله، وستر سذاجته، لكان أسلم له.
    والحقُّ أنَّ الرواية إذا صدقت لا يمكن تفسيرها إلاَّ بالوحي الذي ساند القيادة، ودعَّمها، في موقف حرج جداًّ، ولا تعارض بين النبوَّة والذكاء، ولا بين الرسالة والقيادة، فلا يعقل أن يكون النبي والرسول في مستوى أدنى من الذكاء والقيادة، وإنَّما المنطقي أن يكون في أعلى المستويات، ذلك أنَّه مصطفى ومخيَّر من قبل خالق البشر، العالم بهم: "ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا"، "وربُّك يخلق ما يشاء ويختار".

    التعميم وتصيد الشاذِّ من الأخبار:
    كثيرا ما وظَّف الرصافي خبرا شاذًّا، وحادثة واحدة مما رواه أصحاب السير، ليقرِّر قاعدة، ويعمِّم ما جاء فيها من معاني، فيحوِّلها إلى أحكام مطلقة، ثم ينسبها إلى محمد (.
    ومن ذلك ادعاؤه أنَّ «الصدق [عند محمَّد] هو ما وافق المصلحة وإن خالف الواقع، والكذب هو ما خالفها وإن وافق الواقع»(25).
    لو أنَّ الرصافي قال: "الصدق عندي هو ما وافق المصلحة وإن خالف الواقع، والكذب هو ما خالفها وإن وافق الواقع"، لناقشناه في مقولته، ولاعتبرناه مخطئا في تقديره وكفى. أما وإنَّه نسب الصدق إلى محمد (، وعرَّفه بهذا التعريف المنحرف، فالمطلوب منه أن يقيم الدليل على ادعائه؛ ولكن لا دليل، وإنما هي مغالطات، وتناقضات لا حصر لها ولا عدَّ.
    فما الدليل إذن على هذا التعريف؟
    أهي آيات من القرآن الكريم؟
    أم هي أحاديث صحيحة؟
    أم هي أخبار صحَّت وتواترت عن الرسول (؟
    لا شيء من ذلك، وإنَّما استنتاجات من أخبار شاذَّة، فسَّرها الرصافي تفسيرا ساذجا، وراح يعمم الحكم فيها بعد ذلك على شخصية محمد (.
    فنرى الرصافي يبرر تعريفه للصدق بمقولة إبراهيم عليه السلام عن زوجته: «هي أختي»؛ قال: "لأنَّ المصحلة اقتضت ذلك". والمقولة تحتاج بداية إلى أن تثبت صحَّة نسبتها إلى إبراهيم، فإن تبيَّن أنَّها صحَّت عن إبراهيم، فهي في حكم الضرورات التي تبيح المحظورات، وهي من الرخص التي يصار إليها حين تحقق الضرر، والضرورة تقدَّر بمقدارها، ولا يقاس عليها.
    أمَّا القاعدة الصادقة عن إبراهيم عليه السلام أنَّه صادق في كلِّ ما يأتي وما يذر، والصدق عنده ما وافق الحقَّ لا ما وافق المصلحة العامَّة، وإلاَّ فالمصلحة العامَّة تفرض عليه أن يستجيب لطلب أبيه حين هدَّده، فيشرك بالله ويؤمن بما كانوا يعبدون من أصنام، غير أنَّ إبراهيم تحمَّل مشقَّة الجفاء من أبيه، وضيَّع ودَّه وودَّ قومه، دفاعا عن الصدق وعن الحقِّ، وعملا بالمصلحة المحقَّقة التي خالفت المصلحة العامة، وهي: عبادة الله وحده، والابتعاد عن الشيطان الذي عصى ربَّه وغوى، فهدَّده أبوه بقوله: "لئن لم تنته يا إبراهيم لأرجمنَّك واهجرني ملياًّ"، فلو كانت المصلحة هي مقياس الصدق عند إبراهيم، لعمد إلى كِذبة يلفقها فينجو بها من الأذى، إلاَّ أنه عليه السلام قال: "سلام عليك"، ثم جاء ربَّه بقلب سليم من كل خُلق فاسد، ولا يضيره بعد ذلك أنَّه ألقي في النار، ولقي الأذى من قومه، فنجَّاه الله في الدنيا، وسيرفع مقامه في الآخرة.
    ومن التعليلات التي راح الرصافي يجمِّعها ليسند بها مقولته، ما نقله من وقائع وحوادث، كلُّها جاءت أوان الحرب، ولها أحكام الحرب، ولعلَّ أبرزها ما كان من الصحابي الجليل نُعيم الأشجعي بعد إسلامه في غزوة الأحزاب، وما صدر منه من المواقعة بين اليهود والمشركين، بأمر من الرسول (.
    فعوض أن يتَّخذ الرصافي هذه الحادثة دليلا على جواز الكذب على العدو أثناء الحرب وكفى، راح يعمِّم الجواز وينسبه إلى محمد ( في جميع الحالات، والمعلوم في الفقه أنَّ الكذب في الحرب ورد الترخيص فيه، لقول الرسول (: "الحرب خدعة"(26)، وفي كتب الحديث باب يعنون بـ"الكذب في الحرب"(27).
    يقول الرصافي: «لا شكَّ أنَّ نعيما لا يعدُّ كاذبا فيما قال، لأنَّ هذه الكذبة منه هي وفق ما تقتضيه المصلحة العامة، ولذلك أجاز النبي له أن يقولها. فالكذب إذن هو ما خالف المصلحة العامَّة، لا ما خالف الواقع» (28). وتعميمه هذا فاضح، ولا أساس له من الصحَّة، ومخالف لكلِّ منطق سليم، والجملة التي استشهدنا بها خير دليل على ذلك.
    وكل غرض الرصافي أن ينتهي إلى نتائج مفادها:
    *أنَّ محمدا كذب في دعوته إلى عبادة الله وحده، وهو صادق ومحقٌّ فيما فعل؛ لأنَّ ذلك مما تقتضيه المصلحة العامَّة،
    *وكذب في ادعائه النبوة، ولكن كذبته هذه هي بمثابة الصدق؛ لأنها جاءت موافقة للمصلحة العامَّة؛
    *وكذب في قوله: «أيها الناس إنَّ لكم حياة أخرى تجزون فيها النعيم إذا آمنتم، والجحيم إذا كفرتم»؛ فهو صادق في هذا الادعاء؛ لأنَّ المصلحة العامَّة تقتضيه.
    فأين الدليل في كلِّ ما ورد من أحكام، أم هي تعميمات متوالية، تنطلق من حوادث شاذَّة، وتُعرض عن الآلاف من الآيات والأحاديث التي تدلُّ على أنَّ ما جاء به محمد ( صدق، وأنَّ الصدق والحقَّ ما وافق الواقع لا ما وافق المصلحة العامَّة، قال تعالى: "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض".
    المصطلح عند الرصافي:
    يعدِّد العلماء الأغراض التي من أجلها يجب على الباحث أن يعرِّف مصطلحاته الأساسية، وبدون التعريف يستحيل أن يوجد علم مبنيٌّ على أسس ثابتة، وقواعد متينة، ومن جملة هذه الأغراض:
    *إزالة الغموض، أو على الأقل التقليل منه قدر المستطاع.
    *توضيح المعنى، وتفسيره تفسيرا نظريا، يسهل على القارئ فهمه.
    ولا ريب أنَّ من يؤلِّف في علم خطير مثل علم التاريخ، يحتاج إلى تمكُّن في مصطلحاته الأساسية، وإلى معرفة جيدة بمصطلحات المرحلة التي يؤرخ لها، وإلاَّ انتفى أن يصنَّف عمله ضمن الأعمال التاريخية الجادَّة، وارتفعت عنه صفة العلمية.
    ومما يلاحِظ الناقد لكتاب الشخصية المحمدية أنَّ المؤلِّف يعمد إلى المصطلحات الأساسية والمفتاحية في كتابه، فيشوِّشها، ويعرِّفها تعريفا سفسطائيا، ويغالط فيها، فهو بهذا يزرع الغموض ولا يزيله، ويجعل القارئ المبتدئ في حيرة من أمره؛ ولذلك يقرِّر علماء المناهج أنَّ من يقرأ نصًّا تاريخيا، ولا يوجِّه عنايته إلى محاولة فهم محتوياته، من المؤكَّد أنَّه سيفسِّر بعض نواح منه بناء على تصوُّره مما قد لا ينطبق على الواقع التاريخي. فقد نجد عبارات أو كلمات توافق آراءه وتصوره للحوادث، فيستخرج هذه العبارات دون وعي منه، ويجعل منها نصا خياليا ومفتعلا، ويضعه في موضع النص التاريخي الحقيقي، الذي لم يتمكَّن من الوصول إليه..
    وأصدق وصف لكتاب الرصافي أنَّه "نصٌّ خياليٌّ مفتعل، وضع موضع النصِّ التاريخي"، ذلك أنَّه لا يستوعب المصطلحات التاريخية، ولا يضبطها، ولا يقرأ المحتويات، بل يتصيدها.
    والذي يسجل على الرصافي أمام هذا الوضع أنه: تسيطر عليه فكرة منحرفة، واتجاه إلحادي واضح، فيدرس التاريخ على ضوء هذا الانحراف، ولا يفهم ما يكتب، ولا يحترم ما يقرر.
    ومن أبرز المصطلحات التي عرفها الرصافي تعريفا سفسطائيا، وغالط فيها، فأخطأ الصواب:الحقيقة، والخيال، والتصور، والمصلحة العامة، والمنفعة، ووحدة الوجود، والصدق، والكذب، والغاية...

    السفسطة:
    الكتاب خير أنموذج على "السفسطة"، ويبدو أنَّ صاحبه قد أتقنها إتقانا كبيراً، وأبدع فيها إبداعا شديداً، فلو جاز لنا أن نتخير عنوانا صادقا لكتابه، يعبر عن محتواه تعبيراً واضحا ودقيقا، لما كان غير: "كتاب السفسطة".
    ولنمثل لما قلناه بالعنوان الأول في الكتاب، وهو: "باسم الحقيقة المطلقة اللانهائية" فقد جاء تحته خطوات هي:
    - الإعلاء من قيمة التاريخ في بدايات حياته العلمية.
    - الكفر بالتاريخ بعد ذلك، فهو في رأيه "بيت الكذب، ومناخ الضلال، ومتشجم أهواء الناس".
    - البراءة من التاريخ، بعد ذلك.
    - الاعتصام بالحقيقة والحقيقة وحدها.
    - إسخاط الناس إرضاء للحقيقة.
    إلى هذه المرحلة يمكن للعاقل أن يقبل – ولو جزئيا- ما بناه الكاتب من مقدمات ونتائج، لكن شريطة أن يأتي بالدليل عليها، ويضع لنا تعريفا علميا للحقيقة(29)، فهل هي "إلهه ومعبوده" فيسبِّح بحمدها، ويصلِّي ويسلِّم منها عليها، كما فعل؟
    أم هي أثارة من علم لدنيٍّ، اكتسبه بصفاء النفس، وطول التعلُّق، كحال الصوفية؟
    أم هي ميزان عقليٌّ، له خصائصه وضوابطه، مثل الذي تفنَّن في تحليله بعض الفلاسفة العقلانيين؟
    فما هي الحقيقة المطلقة اللانهائية في عرف الكاتب؟
    يجيب الرصافي بكلِّ سذاجة «إنَّ الحقيقة عندي ما أنتجه تفكيري في حريته، فأنا محقٌّ إذا استطعتُ أن أفتكر حرًّا، وأكتب حرًّا»؟
    بأيِّ عقل يكتب صاحبنا؟ فلو أنَّ كلَّ الناس صدروا في الحقيقة من ذواتهم، ومن أنفسهم، إذا لما استقامت الحياة، ولما كان للعقل والفكر معنى "ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض".
    وغني عن البيان أنَّ السفسطائيين هم الذين كانوا يقولون بنسبية المعرفة، ويدَّعون أنَّ الإنسان مقياس للحقيقة، وليس ثمَّة حقيقة مطلقة، فوضعَ أرسطو حدًّا لهذا المنهج المختلِّ، غير أنَّ الرصافي لا يزال يفكِّر سفسطائيا، ويؤلِّف سفسطائيا.

    ابن خلدون ينقد الرصافي !
    أقلُّ ما يقال عن هذا الكتاب أنَّه لا يرقى إلى البحث العلميِّ الجادِّ، وأنَّ مؤلِّفه أخطأ الصواب، وجانب الصدق، وإن ادَّعاه. فهو الأسطوري في خياله الواسع، ولا علاقة له بالتاريخ، ولا معرفة له بمناهجه وتقنياته.
    والمقصد الجوهري في الردِّ عليه هو القارئ المبتدئ، لا العالم المحقِّق، وإلاَّ فإنَّ من يملك آليات الدراسة والتحليل، لا يجد صعوبة في اكتشاف الخلل، ولا عنتا في معاينة التناقض، واستخراج المغالطة... ولا يشفع للرصافي أسلوبه الأدبي المنمَّق، ومستواه الأدبي الرفيع، ذلك أنَّ المعاني هي المقصد في الفكر البشري، وليست المباني سوى وسيلة إليها، لا تحلُّ محلَّها، ولا تكمِّل وهنها.
    ولم أجد فيما قرأت نصًّا أبلغ في تحليل علم التاريخ، مما كتبه ابن خلدون في مقدِّمته، ففيه يظهر الفرق بين من يلج التاريخ عن علم ودراية، وبين من يتطفَّل عليه بسذاجة وغواية، وكأنَّه يوجِّه الخطاب للرصافي ومن على شاكلته، فيقول: «وفي باطنه [التاريخ] نظرٌ وتحقيقٌ، وتعليل للكائنات ومبادئِها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يُعدَّ في علومها خليق. وإنَّ فحول المؤرِّخين في الإسلام قد استوعبوا أخبار الأيام وجمعوها، وسطَّروها في صفحات الدفاتر وأودعوها. وخلطها المتطفِّلون بدسائس من الباطل وهموا فيها وابتدعوها، وزخارف من الروايات المضعفة لفَّقوها ووضعوها. واقتفى تلك الآثار الكثير ممن بعدهم واتبعوها، وأدوها إلينا كما سمعوها. ولم يلاحظوا أسباب الوقائع والأحوال، ولم يراعوها، ولا رفضوا ترَّهات الأحاديث ولا دفعوها، فالتحقيق قليل، وطرف التنقيح في الغالب كليل، والغلط والوهم نسيب للأخبار وخليل. والتقليد عريق في الآدميين وسليل. والتطفل على الفنون عريض طويل، ومرعى الجهل بين الأنام وخيم وبيل. والحقُّ لا يقاوم سلطانه. والباطل يقذف بشبهات النظر شيطانه، والناقل إنما هو يملي وينقل. والبصيرة تنقد الصحيح إذا تمقَّل، والعلم يجلو لها صفحات القلوب ويصقل»(30).
    فالله تعالى ندعو أن يجعلنا من أهل الصدق والتحقيق، وأن ييسر لنا أسباب العلم من أسلم طريق، فهو القائل وقوله الحق: "اتقوا الله ويعلِّمكم الله" والحمد لله ربِّ العالمين.



    --------------------------------------------------------------------------------

    1) – الرصافي، معروف: كتاب الشخصية المحمدية؛ منشورات الجمل؛ ألمانيا؛ 2002م؛ ص4-6.
    2) – معروف، بشار عواد: ضبط النص والتعليق عليه؛ مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان؛ 1402هـ/1982م. ص7..
    3) – ناصر، محمد صالح: منهج البحث وتحقيق النصوص؛ نشر معهد القضاء الشرعي، سلطنة عمان؛ 1415هـ؛ ص97.
    4) – هارون، عبد السلام: تحقيق النصوص ونشرها؛ دار النهضة العربية، بيروت؛ 1422هـ/2001م؛ ص46-47.
    5) – هارون: نفس المرجع؛ ص48.
    6) – ص15.
    7) – ص109.
    8) – انظر مثلا- بوش الجد، جورج (1796-1859): محمد مؤسس الدين الإسلامي، ومؤسس أمبراطورية الإسلام؛ ترجمة وتحقيق عبد الرحمن الشيخ؛ دار المريخ، الرياض؛ 1425هـ/2004م. فهو كتاب كله حقد وحنق على شخصية محمد ص، ولا يقل خطورة عن كتاب الرصافي، وإن كان الاثنان يلزان في قرن، من حيث المغالطات، والتناقضات، والأحكام الجزافية، وفساد المنهج...
    9) – ص20.
    10) – يزبك، قاسم: التاريخ ومنهج البحث التاريخي؛ دار الفكر اللبناني، بيروت؛ 1990م؛ ص45-48، تحت عنوان: صفات المؤرِّخ.
    11) – ص53.
    12) – ص15.
    13) – الوافي، عبد الكريم: منهج البحث في التاريخ؛ منشورات جامعة قان يونس، بنغازي، ليبيا؛ 1998م؛ ص113.
    14) – نفس المرجع؛ ص114.
    15) – ص18.
    16) – انظر عن هذا الانحراف تحت عنوان "العقيدة الإلهية"– العقاد، عباس محمود: حقائق الإسلام وأباطيل خصومه؛ منشورات المكتبة العصرية، بيروت؛ 1957م؛ 32-55.
    17) – لانغ، جيفري: حتى الملائكة تسأل؛ دار الفكر، سورية؛ 2002م؛ ص130 وما بعدها.
    == وانظر- ابن نبي، مالك: الظاهرة القرآنية؛ ترجمة عبد الصبور شاهين؛ سلسلة مشكلات الحضارة؛ دار الفكر، لبنان؛ 1986م؛ ص199-254. تحت عنوان: تاريخ الوحدانية. Bucaille, maurice : La bible, le coran et la science. Ed. Agora, paris, 1998 ; pp7-21
    18) – ص16-17.
    19) – الهويدي، زيد: أساليب الكشف عن المبدعين والمتفوقين وتنمية التفكير الإبداعي؛ دار الكتاب الجامعي؛ العين، الإمارات، 1424هـ/2003م؛ ص55 وما بعدها.
    20) – وانظر- تاريخ اختبارات الذكاء، في قرص من تأليف:
    Pr. Hans jürgen eysenck, dirk bussche : Test qi, traduction manesse olivier , micro application france.
    21) – وانظر- عبد الملك بن هشام: السيرة النبوية؛ تحقيق د. إسماعيل طريفي؛ دار صادر، بيروت؛ 1424هـ/2003م؛ ج3/ص145-146.
    22) – luc de brabandere : Le sens des idées ; ed. Dunod, paris, 2004 ; p126.
    23) – ص24.
    24) – انظر "الصفات الشخصية للرسول القائد"- قلعه جي، محمد رواس: دراسة تحليلية لشخصية الرسول محمد، من خلال سيرته الشريفة؛ دار النفائس؛ بيروت؛ 1408هـ/1988م؛ 226 وما بعدها.
    25) – ص44.
    26) – الشوكاني، محمد بن علي: نيل الأوطار؛ دار الحديث؛ ج7/ص302. باب الكذب في الحرب. اطفيش، محمد بن يوسف: شرح النيل وشفاء العليل؛ مكتبة الإرشاد؛ ج14/521.
    27) – وانظر مثلا- العراقي عبد الرحيم: طرح التثريب؛ باب الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب؛ دار إحياء الكتب العربية؛ ج7/ص214.
    28) – ص47.
    29) – وانظر مقالة الحق لفرنسيس بيكون – العقاد، عباس محمود: فرنسيس بيكون مجرِّب العلم والحياة؛ منشورات المكتبة العصرية، بيروت؛ د.تا. ص92-95.
    30) – عبد الرحمن ابن خلدون: المقدِّمة؛ دار إحياء التراث العربي، بيروت؛ ص3-4.
    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    تراوح الحديث عنه مابين رميه بالالحاد ,ومابين القول بان الكتاب معرض النقاش ليس من تأليفه ومدسوس على اسمه وبين انه مؤلفه فعلا مع عدم الحاده الأقوال في ذلك كثيرة ولكن الملفت للنظر هو تحريك الكتاب ومايحويه وتوقيت ذلك اعتقد ان وراء هذا الأمر علامة استفهام ,فهذا الكتاب لايباع جهارا في المكتبات انه كالمواد الممنوعه يتداولها الناس في الخفاء ,ساتركك مع المقال السابق الآن

    تحياتي للموحدين
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  12. #12

    افتراضي

    ليس فيما نقلتيه إي إلتفاتة إلى نقد بلاغة القرآن الكريم ..
    هل يوجد من رد على معروف الرصافي في هذه الجزئية؟

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بلاغة القرآن وسمو معانيه لا تتفاوت
    فإن من قال: إن (قل هو الله أحد) أبلغ من (تبت يدا أبي لهب) يجعل المقابلة بين ذكر الله وذكر أبي لهب وبين التوحيد والدعاء على الكافرين وذلك غير صحيح ، بل ينبغي أن يقال (تبت يدا أبي لهب) دعاء عليه بالخسران ، فهل توجد عبارة للدعاء بالخسران أحسن من هذه ؟ وكذلك في (قل هو الله أحد) لا توجد عبارة تدل على الوحدانية أبلغ منها ، فالعالِم إذا نظر إلى (تبت يدا أبي لهب وتب) ، في باب الدعاء والخسران ، ونظر إلى (قل هو الله أحد) في باب التوحيد لا يمكنه أن يقول أحدهما أبلغ من الآخر

    http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/S...Option=FatwaId
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    واسمع هذا الرد على هذه الجزئية في الكتاب المذكور التلفان


    بلاغة القرآن


    لدعوة الإسلام براهين ناطقة بأنَّها دعوة حق ولسان صدق، وأقوى هذه البراهين دلالةً، وأملؤها للقلوب يقينًا، ذلك الكتاب الذي نزل به الروح الأمين على خاتم النبيين، ولو لم تقترن الدعوة الإسلامية إلا به لكان كافيًا في إقامة الحُجَّة على أنَّها الرسالة الشاملة الخالدة.

    وللبحث في إعجاز القرآن نواحٍ كثيرة اتَّجه إليها المفسرون وعلماء البيان بتفصيل، فكشفوا الغطاء عن كثير من أسرارها، ووضعوا أيديهم على جانب عظيم من حقائقها، والناحية التي سنحدثك عنها في هذا المقال هي ناحية بلاغته وحسن بيانه.
    بلاغة القول: أن تكون ألفاظه فصيحة، ونظمُه مُحكمًا، ودلالته على المعنى منتظمة وافية.

    أمَّا فصاحة ألفاظه فبِأَنْ يسهل جريانُها على اللسان، ويخف وقعها على السمع، ويألفها الذوق غير ناب عنها، وهي مع ذلك جاريةٌ على ما يَنطق به العَرَبُ أو يَجْرِي على قياس لغتهم.

    وأمَّا إحْكامُ نَظْمِه فبِأَنْ تقع كلُّ كلمةٍ منه موقعها اللائق بِها، بحيثُ تكونُ كلماتُه مُتناسبةً يأخذ بعضها برقاب بعض، فلا يُمكنك أن تضع يدك على كلمة وتقول: ليت هذه الكلمة تقدَّمَتْ عن تلك الكلمة أو تأخَّرتْ عنها.

    وأمَّا انتظام دلالته، فبأن يطرق اللفظ سَمعَك فيخطر معناهُ في قلبك، وحصول المعنى في القلب بسرعة أو بعد مهلة يرجع إلى حال السامع من الذكاء أو بُطْءِ الفهم، وحال المعنى من جِهَةِ ظُهورِه وقُرْبِ مأخذِه، أو دقته وغرابته.

    ويتحقَّقُ انتظامُ دلالة الكلام بإخراج المعانِي في طرقٍ تُرِيكها في أقوم صورة وأعلقها بالنفس، كالتشابيهِ وضرب الأمثال، والاستعارات والكنايات المصحوبة بقرائن تجعل قصد المتكلم قريبًا من فهم السامعين.

    وأمَّا كون الدلالة على المعنى وافية، فبأن يؤدي اللفظ صور المعاني التي يقصد المتكلم البليغ إفادتَها للمخاطَبين على وجه أكمل، بحيث تكون العبارة بِمُفرادتِها وأسلوبِها كالمرآة الصافية تعرِضُ عليْكَ ما أودعْتَ من المعاني، لا يفوت ذهنَكَ منها شَيْءٌ، ونريد من المعاني الَّتِي يُؤَدِّيها الكلام غَيْرَ مَنْقُوصةٍ ما يشمل المعاني التي يراعيها البليغ زائدة على المعنى الأصلي الذي يقصد كُلُّ متكلِّم إلى إفادته، وهي المعاني الَّتِي يُبْحَثُ عنْها في علم البيان، وتُسمَّى: "مستتبعات التراكيب"، وكثيرًا ما نُنَبِّهُ لَها فيما نكتب من التفسير.

    هذه الوجوه التي يرجع إليها حسن البيان، يتنافس فيها البلغاء من الكُتاب والشعراء، ويتفاضلون فيها درجات، فترى كلامًا في أدنى درجة، وآخر فيما هي أرفع منها، ولا تزال تُصَعِّد نظرك في هذه الدرجات المتفاوتة إلى أن تصل إلى كلام يبهرك بفصاحة مفرداته، ومتانة تأليفه، وانتظام دلالته، وبهجة معانيه المالئة ما بين جوانبه.

    فإذا أردنا أن نتحدث عن بلاغة القرآن، أتينا إلى البحث عنها من هذه الوجوه التي وضعناها بين يديك، فننظر في ألفاظه من جهة فصاحتها، وفي نظمه من جهة أخذ كل كلمة الموضع اللائق بها، وفي دلالته من جهة تصوير المعاني، وإيصالها إلى الأذهان من غير تعسف ولا التواء، ثم في جمله من جهة ما تحمل من المعاني التي يستدعي المقام مراعاتها.

    أمَّا فصاحة مفرداته، فلا تَمرُّ بك كلمة منه إلا وجدتَها محكمة الوضع، خفيفة الوقع على السمع.

    وأمَّا متانة نظمه، فقد بلغت الغاية التي ليس وراءها مطلع، فلا يمكنك وأنت العارف بقوانين البيان، الناظر في منشآت البلغاء بإمعان، أن تشير إلى جملة من جمله وتقول: ليتها جاءت على غير هذا الوضع، أو تشير إلى كلمة من كلمها وتقول: لو استبدل بها كلمة أخرى لكانت الجملة أشد انسجامًا، وأصفى ديباجة.

    يصل الكلمة بما يلائمها، ويعطف الجملة على ما يناسبها، ويضع الجملة معترضة بين الكلمتين المتلائمتين، أو الجملتين المتناسبتين، فترى الكلمتين أو الجملتين مع الجملة المعترضة بينهما كالبناء المحكم المتلائم الأجزاء، فلا يكاد الفكر يشعر بأنه انقطع بالجملة المعترضة عن الكلمة الأولى أو الجملة، ثم عاد إلى كلمة أو جملة مرتبطة بها ارتباطًا وثيقًا.

    وأمَّا انتظام دلالته على ما يقصد إفادته وإحضاره في الأذهان، فإنك ترى فيه التشابيه الرائعة، والأمثال البارعة، والاستِعارات الطريفة، والمَجازات اللَّطيفة، والكنايات المُنقَطِعة النَّظير، والتعريض الذي يقتضيه المقام، فيكون أقرب إلى حسن البيان من القول الصريح.

    وقد يخطر على بالك أن في القرآن آيات مشكلة، أو متشابهة، والحق الذي لا مرية فيه أنْ لا إشكال في القرآن عند مَن يتدبره بروية، ويأتي إلى التفقه فيه وقد تزود بقوانين لغة العرب، واستضاء بمعرفة فنون بيانها.

    وليس في القرآن متشابه على معنى أن في الآيات ما لا يظهر تأويله للناس، بحيث يتلونه أو يستمعون إليه ولا يعودون بفائدة علمية أو أدبية.

    وأمَّا استيفاؤه للمعاني التي يستدعي الحال الإفصاح عنها أو الإيماء إليها، فإنك تنظر في الآية، وتتدبَّر المعنى الذي سيقت من أجله، فتعود منها ويدُكَ مَملوءة من الفوائد التي تَقَعُ إليْها، من حيثُ تُقَرِّرُ شريعة، أو تُقِيمُ حُجَّة، أو تلقي موعظة، أو ترسل حكمة، إلى نحو هذا مِمَّا تَستبينُ به سبيلُ الرشد، وتنتظم به شؤون الحياة، وترتفع به النفوس إلى أعلى درجات الفلاح في دُنْياها وآخِرَتِها.

    بلغ القُرآن الطرف الأعلى من حسن البيان، على الرغم من أشياء اجتمعت له، ولو عرضت لكلام مخلوق لنزلت به عن المكانة العالية إلى ما هو أدنى.

    ترى البليغ من البشر يحسن البيان، ويأخذك لبَّك بالمنشآت الرائقة، حتَّى إذا طال به مجال القول وقطع فيه أشواطًا واسعة، رأيت في جمله أو أبياته تفاوتًا في البراعة، وأمكنك أن تبصر فيها ضعفًا، وتستخرج بنقدك الصحيح من أواخر كلامه مآخذ أكثر مما تستخرج من أوائلها.

    ولكن القرآن الكريم على طول أمده، وكثرة سوره، نزل متناسبًا في حسن بيانه كما قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23]، ثم قال: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82].

    وترى البليغ من البشر يخوض في فنون من الكلام متعددة، فإذا هو يرتفع في فن وينحط في آخر.

    ولكنَّ القرآن الكريم يتصرَّفُ في فنون كثيرة؛ مثل الوعظ، وإقامة الحجج، وشرع الأحكام، والوصف، والوعد والوعيد، والقصص، والإنذار، وغير ذلك منَ الوُجوه الَّتِي تتَّصل بِالهداية العامَّة، فلا تتفاوت فيها ألفاظه الرشيقة، وأساليبه البديعة.

    والمعروف أنَّ القرآن أَتَى بِحقائقَ أسَّس بِها شريعةً واسعةَ النطاق، وليس من شأن هذه المعاني أن تظهر فيها براعةُ البُلغاء كما تظهر فيما ألفوه من نحو المديح والرثاء والتهنئة والغزل ووصف المشاهد، إلى غير ذلك مِمَّا يطلقون لأفكارهم فيه العنان، فتذهب مع الخيال كل مذهب، وترتكب من المبالغات ما استطاعت أن ترتكب، والقرآن الكريم يعبر عن تلك المعاني التي تَسْتَدْعِي صِدْقَ اللهجة وصوغ الأقوال على أقدارِ تِلْكَ الحقائق، فَتَرى الفصاحةَ ضاربةً أطنابَها، والبلاغة مرسلة أشعتها.

    في بلغاء البشر من تحس من شعره أو خطبته أو رسالته أنه لم يكن يتصنع فيما يقوله؛ ذلك أنك تجد في كلامه الجيد، والوسط، والرديء، وفيهم مَنْ تُحِسُّ فيما يقولُه التَّصَنُّع وهذا هو الذي يَغْلِبُ على كلامِه المنظوم أوِ المنثور الجودةُ في تَصوير المعنَى، والتعبير عنه بكلام موزون، أو غير موزون.

    ولكنَّ القُرآن الكريم بالغ الغاية من حسن البيان، فلا يَجِدُ فيه الرَّاسِخُ في نَقْدِ المُنْشآتِ البليغة ما يَنْزِلُ عنِ الدَّرَجَةِ العُليا؛ بَلْ يُحِسُّ رُوحَ البلاغة التي لا يَحوم عليها شَيْءٌ منَ التَّصَنُّع ساريةً في آياته وسوره، سواء في ذلك تصويره للمعاني، أو نظم الألفاظ الناطقة بها.

    ومن مظاهر بلاغة القرآن، أنه يورد القصة في أوفى درجة من حسن البيان، ثم يعيدها في سورة أخرى على حسب ما يقتضيه مقام الوعظ، حتى إذا عقدت موازنة بين حكايتها هنا وحكايتها هناك، وجدتهما في مرتبة واحدة من البلاغة لا تَنزِلُ إحْدَاهُما عن الأخرى بحال، أمَّا البليغ من البشر، فقد يسوق إليك القصة في عبارات أنيقة، ثم يريد أن يعيدها مرة أخرى فإذا هي في درجة من البراعة منحطة عن درجتها الأولى.
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  15. #15

    افتراضي

    ليس فيما ذكر أعلاه رد على المؤلف ..
    أيها السادة سؤالي هو بالتحديد ..
    هل يوجد من فند نقد الرصافي ؟
    وأعني بالتفنيد ... أن يأتي بالأية من القرآن ومعها نقد الرصافي لبلاغتها ومن ثم يقود بالرد على النقد الموجه للآية ..
    أرجو أن مرادي واضح لديكم .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-13-2012, 02:33 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-13-2012, 02:29 PM
  3. الشخصية
    بواسطة ابو شفاء في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-28-2004, 05:53 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء