إن العيش المشترك داخل الدولة الحديثة في إطار احترام حقوق الإنسان الأساسية يفضي بالضرورة إلى تأسيس أرضية تستوعب الحريات والاختلاف ، وهذا ما يفتقر إليه جوهر الإسلام السياسي . إن أعماق الخلاف بين الإسلامويين والآخر يكمن في البنية الإقصائية للفكر الإسلاموي في حد ذاته ، حيث يصبح معه أي حوار مفترض مستقبلي هو معدوم نهائيا . إن مسألة إنفتاح الإسلامي على الآخر واحترامه للثقافات المختلفة تبقى مجرد شعارات للتسويق الإعلامي تفندها وتضحدها كل الممارسات اليومية الإقصائية للإسلامويين . لكي يبقى الموضوع مرتبطا بالواقع المأزوم للمرأة في العالم العربي الإسلامي ، سنحاول مقاربة تكريس إيديولوجيا الإسلام السياسي لدونية المرأة والتشريع لها إنطلاقا من منظومة إقصائية جامدة .
#######
هذه بعض أسئلتي :
* لماذا إعتبار دم الحيض نجاسة روحية تمنع الصلاة والصوم وحتى قراءة القرآن عند البعض ؟
- تعليق : إن الإله الذي خلق الجسد لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعتبر دم الحيض مانعا من أداء الصلاة والصوم وغيرها من بعض الشعائر الدينية ، وكأن المرأة في هذه الوضعية ستؤدي الإله بنجاستها إذا توجهت إليه بالصلاة أو حتى قراءة القرآن التي يحرمها الكثيرون على المرأة الحائض بدعوى عدم طهارتها . ربما فكرت - وهذه فكرة شخصية – أن الإله يخفف عنها من أعباء العبادات والشعائر لما تعانيه في تلك الفترة ، لكن هذه الفكرة سرعان ما تلاشت من ذهني ، لأنه كان من الطبيعي أن يكون اختياريا كما في حالة السفر أو المرض . فطالما رأينا مرضى ومسافرين يصومون ويصلون بالرغم من أن الله يحب أن تؤتى رخصه مثلما يحب أن تؤتى شعائره ، لكنه من المستحيل رؤية إمرأة حائض تصلي وتصوم إذا ما رغبت في ذلك ، بل ، إن قراءة القرآن شفاء روحي يخفف من الآلام ، فلماذا لا يسمح الإله بقراءة كلماته من طرف الحائض للتخفيف من آلامها إن كان المقصود هو التخفيف . حيث يبقى الإحتمال الوحيد هو عدم رغبة الإله في شعائر امرأة يعتبرها في نجاسة حيضها . وهذه ثقافة كانت شائعة قبل الإسلام بكثير ، بل بأقصى التطرف أحيانا في بعض الثقافات والتي تعتبر حيض المرأة نجاسة ، كما أن الآية القرآنية التي تقول بأن القرآن لا يمسه إلا المطهرون قد خلقت التباسا كبيرا عند المفسرين والمحدثين على حد سواء ، هل سوف نعتبره أمرا متعلقا بالطهارة الجسدية ، وهو ما تكون الحكمة منه النظافة للرجل والمرأة من إفرازات الممارسة الجنسية ، لكن دماء الحيض ليست حالة اختيارية للمرأة وليس بإمكانها إيقافها وقتما شاءت واغتسالها للذهاب إلى الصلاة ، بل يكون إلزاما عليها انتظار أن تنتهي العادة الشهرية كي تستأنف علاقتها مع الإله . أما تفسير أن القرآن ممنوع تلاوته من طرف المشركين فهذا أمر خرافي ، لأنه من غير المعقول ممارسة دعوة المشركين إلى الإسلام دونما السماح لهم بلمس القرآن وتدبره وقراءته بعمق ؟؟؟ طبعا ،
تمت الإجابة عليه في المداخلة رقم 12 (مشرف 3)
* هل الجنة تحت أقدام العازبات والتي لم تلدن ؟
تعليق : يتحدث الكثيرون عن حديث الجنة تحت أقدام الأمهات في سياق حديثهم عن تكريم الإسلام السياسي للمرأة ، وكأنهم لا يتحدثون اللغة العربية . إن قيمة المرأة في الإسلام السياسي هي قيمة الإنتاج الجنسي ومردودية إنتاجها للأطفال ، فلو كان الحديث يخص مكانة المرأة لكان الحديث كالتالي : إن الجنة تحت أقدام النساء . وهذا غير صحيح . فالجحيم كما أوردته كل روايات الإسراء والمعراج يقول أن غالبيته من النساء . أما من جهة ثانية ، فذلك حديث في سياق آخر حول علاقة الأبناء بالآباء . ويمكننا تفصيله لاحقا . إذن ، إن الحديث منسجم مع تصوير الإسلام السياسي لماكيت المرأة المثالية الولودة التي تحترم زوجها حد العبادة والتي لا تصوم النافلة إلا بإذنه، والتي قال الرسول عنها أنه لو كان السجود لغير الله لأمر المرأة بالسجود لزوجها ،ولكنه لم يقل مطلقا حسب علمي سجود الرجل لزوجته بشكل متبادل .
* إذا كان الزواج بأربعة نساء يحد من الخيانة ، فكيف نحد من خيانة الزوجات لأزواجهم ؟؟؟
تعليق : يقارن بعض المدلسين بوقاحة وباستغباء للشعب أن الزواج بأربعة هو حصانة للمجتمع من الخيانة ، وهذا فقط لوحده دليل كافي على احتقارهم للمرأة ورغباتها الجنسية وبينة واضحة على خطابهم الذكوري . فهم ينظرون وكأن الخيانة مصدرها الأساسي هي الأزواج فقط ، بينما في كل المجتمعات الغربية والشرقية و المغرب نموذجا ، ظاهرة الخيانة الزوجية تشمل النساء والرجال معا ، وأسبابها متعددة . إن المحاكم المغربية وتقارير المنظمات توضح بشكل كافي أن الظاهرة تشمل الجنسين معا . فلماذا مقاربة الإسلامويين تستند فقط على تلبية رغبة الرجل الجنسية المتعددة بتزويجه بأربعة ونكاحه لما ملكت يمينه ، في حين لا تراعي رغبة المرأة الجنسية المتعددة ؟ فهل سيقبل الإسلامويين للحد من خيانة الزوجات لأزواجهم بتمتيعهن بالزواج بأربعة ؟ فإن كانوا يجدونه غير منطقي ، فإننا نقول لهم أننا لا نجد تبريركم الذكوري منطقيا مليون مرة . فلماذا تعالجون خيانة الأزواج بالنكاح العلني بأربعة ، بينما تعالجون خيانة الزوجات لأزواجهم بالقمع والتخويف من نار جهنم وعذاب القبور ؟ أليس من الشروط الأساسية للعدل بين الجنسين أن تكون المقاربة عادلة ؟ الغريب أن بعضهم يتهم المرأة بالرغبة الجنسية المفرطة وأن حياتها تتركز فقط في الجنس ، بينما هي آخر من يفكرون في رغبته الجنسية .
الزميل godfather بما أنك حاطب ليل ليس إلا فسيُقتصر الحوار في مقالك المنقول على الأسئلة التي أوردتها واحدة بواحدة، وسيُحذف باقي الكلام لأنه استوفى كل شروط الحذف.
تنبيه آخر
لا نقبل التدليس في اختيارك للعقيدة
فإما أن تتبنى ما في المقال وتجعل عقيدتك "علماني ملحد شيوعي ... أو أي مصيبة أخرى"
وإما أن تُبين أنك فقط مسلم ضال يُريد الهداية ويبحث عن أجوبة لأسئلة أرقته
مشرف 3
Bookmarks