ماذا يرى الجميع من شبابنا هذه الأيام ؟
ماهي السمة المميزة لمعظمهم الا من رحم ربي ؟
كيف هم وماهي اهتماماتهم وماهي طموحاتهم ومبلغ علمهم ؟
ماذا سيكون الحكم عليهم لو اجرينا مفاضلة بينهم وبين هؤلاء .؟
كيف سننظر لهم بعد ان نعلم ماذا فعل هؤلاء في حداثة سنهم ؟
لنر معا ولنفاضل .. ولنضع ايدينا معا على الخلل ..معنا شاب في بداية سنه مفعم بالشباب والحيوية ,سيد في قومه له كل مزايا التفوق والجاه والعز كمقارنة بزمننا هذا , طبعا انتم تعلمون كيف يكون صاحب هذه المميزات في زمننا !!
وماذا يكون خط سيره وكيف يسير عليه !!
كلنا يعلم والواقع والاحداث تشهد ,دعونا من هؤلاء لنبق مع بطلنا هنا
شاب في الواحد والعشرين من عمره ,كان نقيبا في قومه على حداثه سنه وهو يندرج تحت وصف المراهقة في زمننا هذا ,
كان مسموع الرأي في قومه واهله ومدينته وهو يبلغ الواحد والعشرون سنة !
عندما توفي شابا خلفه في قومه رسول الله عليه الصلاة والسلام , نعم كان خليفة هذا الشاب هو محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة والتسليم ,ماذا كان هذا الشاب ؟
وماذا فعل في عمره القصير هذا ؟
عندما كانت السنة الحادية عشر للبعثة وكان اشتداد البلاء وتضييق الخناق والعداء المستطير على سيد الأولين والآخرين في مكة ,وكان رهطه القليل لاينعمون بعيش ولابنوم ولابصلاة ولاعبادة ,مات ابو طالب من كان يحميه , وماتت خديجة رضي الله عنها من كانت تذود عنه وتدعمه , وبقي واصحابه مستحلين في قريش بأسوأ انواع الاستحلال ,وكان بأبي وامي وروحي وقلبي عليه افضل الصلاة والسلام يلاقي كل صنوف التعذيب والايذاء ولو قدروا على منع الهواء عنه لمنعوه ,كانوا يتبعونه في كل بيت يدخله وفي كل انسان يحاول ان يدله ويهديه ويكذبونه ويشهرون به ويسبونه بأقذع السباب ويصفونه لمن يسمعه لاردأ الصفات وهو من هو عليه الصلاة والسلام , والدعوة والبعثة طالت ومافتر عن اي شيئ يمكن ان يفعله لتبليغها
او اي مكان يذهبه لنشرها وهداية الخلق بها ,وطال الوقت والوضع يسوء فهذه احد عشر سنة من البعثة والحال سيئ ويزداد سوءا فتنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام رسالة التطمين من السماء ويحمل له جبريل عليه السلام سورة يوسف لتشد من أزره ولتقوي يقينه وولتعلمه ان مهما طال زمن الهم والعذاب والابتلاء سيأتي للصابرين المثابرين فرجا وتمكينا اعظم مما يظنون واكبر مما يريدون او يتوقعون ,وكان الحج في هذا العام ,واجتمعت قبائل العرب كما اعتادوا في وقت الحج ,وحين انتهت مراسمهم كانت الوفود تجمع حاجياتها وتستعد كلها للرحيل وكان عليه الصلاة والسلام دؤوبا في الدعوة للجميع وقريش تتابعه في كل وقفة وكل كلمة ومع كل وفد قبيلة ,فوقع نظره عليه الصلاة والسلام على هذا الشاب الفتي ورأى في وجهه علامات الرجولة بمعناها الحقيقي وليس مانعرفه الآن , كان بطلنا هذا مع خمسة من رفاقه حين استوقفهم رسول الله
عند العقبة وبادرهم بالسؤال ::"أمن موالي يهود؟" قالوا: نعم قال:" أفلا تجلسون أكلمكم؟" قالوا: بلى، فجلسوا معه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، لنتوقف هنا برهة !
نحن نعرف الاسلام جيدا ولله الحمد ,وتعلمنا القرآن بل وحفظناه ولله الحمد ! فلنقارن بين ماعلم هذا الشاب بما اخذ من النبي في هذه الجلسة وكيف عمل به , وبين مانعلمه نحن وتعب شيوخنا في تريده على مسامعنا فماذا عملنا به ؟
فلنقارن بيننا وبينه مقارنة عادلة قليلا ووالله ان الحق بين جلي ولو لأظلم اهل الأرض وليس اعدلهم ! ماذا فعل صاحبنا ؟
اول مافعله هذا الشاب بعد سماعه لحديث النبي اعمل عقله فيما سمع فهو يسمع امرا جديدا ,وكان يحيا في يثرب وقتها المدينة المنورة , وكان بين ظهرانيهم اليهود فكان اذا وقع بين العرب واليهود في المدينة امر بادرهم اليهود بقولهم :إن نبياً مبعوثاً الآن قد اظل زمانه تتبعه، نقتلكم معه قتل عاد وإرم.
فقارن بين ماكان يقوله اليهود وهم اهل كتاب ومنهم احبار ورهبان وبين ماذكره سيدنا محمد فارشده عقله بعد هدى الله انه الحق ,فانبرى على اصحابه الخمسة الذين معه قائلا :يا قوم تعلمون والله إنه النبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه، فأجابوه فيما دعاهم إليه بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام وقالوا له: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم وعسى الله أن يجمعهم بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك وتقرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعنهم الله عليك فلا رجل أعز منك ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم قد آمنوا وصدقوا.
فكان بطلنا هذا رضي الله عنه أول من أسلم من الأنصار من الخزرج ,فمالذي حصل لهؤلاء الشباب بقيادة هذا النقيب الفطن فيما علموا من قليل تبليغ النبي لهم في هذه الجلسة القصيرة ؟؟
لنعد الى شبابنا قليلا ,, ان رأوا ملتحيا له سمت السنة اشبعوه استهزاء وان لم يكن في وجهه كان فيما بينهم , ان دعوتهم لمحاضلرة او ندوة علمية شرعية تنفعهم في دنياهم ودينهم اخترعوا لك الحجج والمعطلات , وان اجبروا لك ان تتخيل كمية الضغط النفسي الذي هم فيه خلال هذه الدروس والنتيجة الحتمية ,لم يستوعبوا شيئا !
لنرى الافضل منهم من سمعوا وعقلوا وفهموا ولكن ,,, ماطبقوا ولا تلبسوا بالدين كأهم قضية ينبغي ان يضعها المسلم نصب عينه ,ولم يكلفوا انفسهم حتى بدعوة جار او قريب وربما اخ لهم تائه بعيد لايعلم شيئا سوى ملهيات عصره ولاحول ولا قوة الا بالله , فماذا فعل صاحبنا الشاب الصغير هذا في قليل العلم الذي سمعه وعرضه على معطيات عقله فاستوعبه النجيب الذي كان لاينقصه من مقومات اللهو والحياة الصاخبة البعيدة شيئا , وماكان يضره دنيويا ان لايلقي لما سمع بالا ويبقى كما هو وسيدا شابا مفعما بالشباب والصحة والقوة له كل ماله مما تعلمون !
لكن صاحب الرسالة مختلف , والرجولة مختلفه ولاتتقيد بسن ,والمسؤولية قدرة ومجاهدة وتعود وليست مطلب هين يستطيعه اي مهزوم ,والايجابية رجولة واستطاعه وهيبة لايظن ان يحوزها من نراهم في شوارعنا هذه الايام ولاحول ولاقوة الا بالله ,
عاد هذا الشاب الرجل الى قومه بعد ماحصل معه ,,,, فماذا فعل ؟؟
يتبع ,,,
Bookmarks