فجر الدين الدمشقي
-------------
الاستاذ الفاضل، لستُ بشئ مما وصفتني به،
اما انك تدعي انك ما خرجت عن الموضوع فدعني اذكرك بما قلت
اليس هذا ردك؟الله خلق الإنسان وأراد أن يدخله الجنة , ولكن الإنسان إذا رأى نعيم الجنة دون أن يبتلى في الدنيا ويرى ما يخالفه من شقاء فيها , ما استحق ذلك التكريم على باق المخلوقات. وإن هو لم يمر على الدنيا ما عرف قدر الجنة حقاً , وما عرف فضل الله عليه بها. ولكن جاء الدنيا ليبتلى أيكون من الشاكرين إن أدخله الله الجنة , أم أنه يكون من المستكبرين العصاة الذي يطغون بما أتاهم الله. فإن كفر الإنسان ههنا واستكبر وعصى كان ذلك دليلاً على أنه لو أدخل الجنة سيكون من الجاحدين المستكبرين كما فعل إبليس عليه غضب الله. وإن شكر وصبر كان ذلك دليلاً على أنه يعلم أن الفضل بيد الله ويعرف لنعم الله قدرها. فهذا فقط هو الذي يستحق أن يدخل الجنة , , وهؤلاء الذين قال الله فيهم : (( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ )) فالجنة سلعة الله وسلعة الله غالية ما ينالها من إياها لا يستحق.
فالله يا إنتراتور قد خير الإنسان بين الخير الذي حف بالمكاره , وبين الشر الذي حف بالشهوات. فكان في ذلك التخيير ابتلاء له أيكون شاكراً أم كفوراً والعدل كل العدل في هذا الابتلاء.
إذا فالله قد خلق للإنسان مشيئة يختار بها بين الخير والشر , ليفضله على باق المخلوقات باختياره للخير بمشيئته خلقها الله له. وكان لازماً لهذا التخير أن يخيره الله بين أمرين تميل نفسه إلى كل منهما فخير بين جنة حفت بالمكاره وبين نار حفت بالشهوات. فكان لازماً عن ذلك أن يوجد من الناس من يختار الشر على الخير فيكون من الهالكين.
هل هذا الرد علي سؤال لماذا لم يجعل الله ارادة الانسان اقوي مما هي عليه الان ام سؤال ما فائدة الابتلاء في الدنيا؟
انتظر جوابك.
-----------
تقول ان كلامي يناقض بعضه بعضا،
حسنا، لننظر الي رجل لم يفوت صلاة في حياته ولم يسرق ولم يفعل اي شئ حرام، هل هذا الرجل مسير ام مخير؟
لماذا اذا لم يخلق الله ارادة جميع الناس كما خلق ارادة هذا الرجل؟
هذا الرجل مخير وليس مسير، لا افهم ما هو المانع عندك ان يكون هذا الرجل مخير؟
اين اذا التناقض في كلامي،
ولكن انظر الى كلامك انت هو ما فيه تناقض، فكيف يخلق الله الانسان ويريد ان يدخله الجنه وفي النهاية يدخل النار؟
-----------
اما جوابك الذي وضحته فتقول، ان الجواب يكمن في ادراك الغايه من الحياه وهي الابتلاء، ومن قال انه في حالة زادت قدرة الارادة انتفي الابتلاء، اليس هذا الرجل الذي يفعل الصالحات فقط موجود بيننا ، اليس هذا الرجل مبتلى معنا ؟
ثم تقول ان التخيير ما يكون فيه ابتلاء مالم يكن التخيير بين أمرين تميل النفس إلى كل منهما، ومن قال ان نفس الانسان الذي افترضه انا لا تميل الى كل منها، كهذا الرجل الصالح ولكنه لا يقع في الشر بإرادته.
تقول انه ليس من جدوى لخلق المشيئة في حال كانت لن تشاء إلا الخير لان هذا ظلم وعبث
اي ان خلق هذا الرجل الذي يفعل الصالحات فقط ظلم وعبث، ولا بد ان يختلف حال الواحد من حال الي حال حتي لا يكون عبث؟
ها انت اذا تجيب علي هذا السؤال منذ البدايه وما هذا بسؤالي. فسؤالي كما هو لا اقصد به شيئا اخر وما حاجتي في ان يبدوا جديدا ومبتكرا، هل يعرفني احد هنا! حتى اسعي لكسب اعجابه، وقد وضحت سؤالي جدا في ردي السابق فإن كان لا زال غير واضح أوضحهوحقيقة سؤلك هو عن وجود الشر والكفر في الدنيا
Bookmarks