صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23

الموضوع: تنبيه الغافلين من مزالق المنافقين باستهزائهم بالدين واهله المؤمنين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي تنبيه الغافلين من مزالق المنافقين باستهزائهم بالدين واهله المؤمنين

    يقول الله "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين"التوبة 65-66


    اغلب كتب التفسير ذكرت في مناسبة هذه الآية

    عن محمد بن كعب القُرَظي وغيره قالوا: قال رجل من المنافقين: ما أرى قُرّاءنا - علمائنا- هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء.

    فرُفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته،

    فقال: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب. فقال: { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون } إلى قوله: { مجرمين } وإن رجليه لتنسفان الحجارة- تطيار الحجارة- وما يلتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متعلق بنسعة- زمام بعير- رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    فإذا كان هذا في حال الاستهزاء والتعدي ورمي بما لا يلق بالعلماء فكيف برب العلماء؟؟
    "قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ"



    قال ابن الجوزي في زاد المسير " وقوله قد كفرتم أي قد ظهر كفركم بعد إظهاركم الإيمان وهذا يدل على أن الجد واللعب في إظهار كلمة الكفر سواء ..."


    وقال البغوي في معالم التنزيل " فإن قيل: كيف قال: كفرتم بعد إيمانكم، وهم لم يكونوا مؤمنين؟ قيل: معناه:أظهرتم الكفر بعدما أظهرتم الإيمان."


    قال الرازي في مفاتيح الغيب " اعلم أنه لا حاجة في معرفة هذه الآية إلى هذه الروايات فإنها تدل على أنهم ذكروا كلاماً فاسداً على سبيل الطعن والاستهزاء ، فلما أخبرهم الرسول بأنهم قالوا ذلك خافوا واعتذروا عنه بأنا إنما قلنا ذلك على وجه اللعب لا على سبيل الجد وذلك قولهم إنما كنا نخوض ونلعب أي ما قلنا ذلك إلا لأجل اللعب ، وهذا يدل على أن كلمة «إنما» تفيد الحصر إذ لو لم يكن ذلك لم يلزم من كونهم لاعبين أن لا يكونوا مستهزئين فحينئذ لا يتم هذا العذر

    قال الواحدي : أصل الخوض الدخول في مائع من الماء والطين ، ثم كثر حتى صار اسماً لكل دخول فيه تلويث وأذى ، والمعنى : أنا كنا نخوض ونلعب في الباطل من الكلام كما يخوض الركب لقطع الطريق ، فأجابهم الرسول بقوله : { أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن }


    وفيه مسائل :

    المسألة الأولى
    : فرق بين قولك أتستهزىء بالله ، وبين قولك أبالله تستهزىء ، فالأول يقتضي الإنكار على عمل الاستهزاء ، والثاني : يقتضي الإنكار على إيقاع الاستهزاء في الله ، كأنه يقول هب أنك قد تقدم على الاستهزاء ولكن كيف أقدمت على إيقاع الاستهزاء في الله ونظيره قوله تعالى { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } [ الصافات : 47 ] والمقصود : ليس نفي الغول ، بل نفي أن يكون خمر الجنة محلاً للغول .

    المسألة الثانية : أنه تعالى حكى عنهم أنهم يستهزئون بالله وآياته ورسوله ، ومعلوم أن الاستهزاء بالله محال . فلا بد له من تأويل وفيه وجوه :
    الأول : المراد بالاستهزاء بالله هو الاستهزاء بتكاليف الله تعالى .

    الثاني : يحتمل أن يكون المراد الاستهزاء بذكر الله ، فإن أسماء الله قد يستهزىء الكافر بها كما أن المؤمن يعظمها ويمجدها . قال تعالى : { سَبِّحِ اسم رَبّكَ الأعلى } [ الأعلى : 1 ] فأمر المؤمن بتعظيم اسم الله . وقال : { وَللَّهِ الأسماء الحسنى فادعوه بِهَا وَذَرُواْ الذين يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَائِهِ } [ الأعراف : 180 ] فلا يمتنع أن يقال : { أبالله } ويراد : أبذكر الله .

    الثالث : لعل المنافقين لما قالوا : كيف يقدر محمد على أخذ حصون الشأم وقصورها . قال بعض المسلمين : الله يعينه على ذلك وينصره عليهم ، ثم إن بعض الجهال من المنافقين ذكر كلاماً مشعراً بالقدح في قدرة الله كما هو عادات الجهال والمُلْحِدَة ، فكان المراد ذلك .


    وأما قوله : { وءاياته } فالمراد بها القرآن ، وسائر ما يدل على الدين . وقوله : { وَرَسُولُهُ } معلوم ، وذلك يدل على أن القوم إنما ذكروا ما ذكروه على سبيل الاستهزاء .

    ثم قال تعالى : { لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم } وفيه مسائل :

    المسألة الأولى : نقل الواحدي عن أهل اللغة في لفظ الاعتذار قولين :

    القول الأول : أنه عبارة عن محو الذنب من قولهم : اعتذرت المنازل إذا درست . يقال : مررت بمنزل معتذر ، والاعتذار هو الدرس وأخذ الاعتذار منه . لأن المعتذر يحاول إزالة أثر ذنبه .

    والقول الثاني : حكى ابن الأعرابي أن الاعتذار هو القطع ، ومنه يقال للقلفة عذرة لأنها تقطع ، وعذرة الجارية سميت عذرة لأنها تعذر أي تقطع ، ويقال اعتذرت المياه إذا انقطعت ، فالعذر لما كان سبباً لقطع اللوم سمي عذراً ، قال الواحدي : والقولان متقاربان ، لأن محو أثر الذنب وقطع اللوم يتقاربان .

    المسألة الثانية : أنه تعالى بين أن ذلك الاستهزاء كان كفراً ، والعقل يقتضي أن الإقدام على الكفر لأجل اللعب غير جائز ، فثبت أن قولهم { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } ما كان عذراً حقيقياً في الإقدام على ذلك الاستهزاء ، فلما لم يكن ذلك عذراً في نفسه نهاهم الله عن أن يعتذروا به لأن المنع عن الكلام الباطل واجب . فقال : { لاَ تَعْتَذِرُواْ } أي لا تذكروا هذا العذر في دفع هذا الجرم .


    المسألة الثالثة
    : قوله : { قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمانكم } يدل على أحكام .


    الحكم الأول


    أن الاستهزاء بالدين كيف كان كفرٌ بالله . وذلك لأن الاستهزاء يدل على الاستخفاف والعمدة الكبرى في الإيمان تعظيم الله تعالى بأقصى الإمكان والجمع بينهما محال .

    الحكم الثاني أنه يدل على بطلان قول من يقول ، الكفر لا يدخل إلا في أفعال القلوب .

    الحكم الثالث يدل على أن قولهم الذي صدر منهم كفر في الحقيقة ، وإن كانوا منافقين من قبل وأن الكفر يمكن أن يتجدد من الكافر حالاً فحالاً .


    الحكم الرابع
    يدل على أن الكفر إنما حدث بعد أن كانوا مؤمنين .

    ولقائل أن يقول : القوم لما كانوا منافقين فكيف يصح وصفهم بذلك؟
    قلنا : قال الحسن : المراد كفرتم بعد إيمانكم الذي أظهرتموه ، وقال آخرون : ظهر كفركم للمؤمنين بعد أن كنتم عندهم مسلمين ، والقولان متقاربان ."


    وفي تيسير العزيز الحميد ل سليمان بن عبد الوهاب " فدل على أنهم لم يكونوا عند أنفسهم قد أتوا كفرا بل ظنوا أن ذلك ليس بكفر فتبين أن الاستهزاء بآيات الله ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه فدل على أنه كان عندهم إيمان ضعيف ففعلوا هذا المحرم الذي عرفوا أنه محرم ولكن لم يظنوه كفرا وكان كفرا كفروا به فإنهم لم يعتقدوا جوازه وقوله إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة قال ابن كثير أي لا يعفى عن جميعكم ولا بد من عذاب بعضكم بأنهم كانوا مجرمين بهذه المقالة الفاجرة"



    قال السعدي " لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } فإن الاستهزاء باللّه وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم اللّه وتعظيم [ ص 343 ] دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة

    ولهذا لما جاءوا إلى الرسول يعتذرون بهذه المقالة والرسول لا يزيدهم على قوله { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ }

    وقوله { إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ } لتوبتهم واستغفارهم وندمهم { نُعَذِّبْ طَائِفَةً } منكم { بِأَنَّهُمْ } بسبب أنهم { كَانُوا مُجْرِمِينَ } مقيمين على كفرهم ونفاقهم

    وفي هذه الآيات دليل على أن من أسر سريرة خصوصا السريرة التي يمكر فيها بدينه ويستهزئ به وبآياته ورسوله فإن اللّه تعالى يظهرها ويفضح صاحبها ويعاقبه أشد العقوبة
    وأن من استهزأ بشيء من كتاب اللّه أو سنة رسوله الثابتة عنه أو سخر بذلك أو تنقصه أو استهزأ بالرسول أو تنقصه فإنه كافر باللّه العظيم وأن التوبة مقبولة من كل ذنب وإن كان عظيما "



    وفي أعلام السنة المنشورة للحافظ الحكمي "
    س : إذا قيل لنا : هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر ، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي ؟

    جـ : اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده ، لا يبقى معها شيء من ذلك ، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ، ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد ، وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن { قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا } إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا : { إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ } . قال الله تعالى : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }{ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } . ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا ، بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله ."

    قلت معنى قول القلب: المعرفة والتصديق والاعتقاد وهذا النوع لا يجزئ معه الايمان حتى يدخله أي عمل من اعمال القلوب
    وعمل القلب هو : التوكل على الله والخوف منه والرجاء والخشية والرضا والتسليم والحب .. الخ



    وقال ابن حزم في الفصل في الملل
    " فنص تعالى على أن الإستهزاء بالله تعالى أو بآياته أو برسول من رسله كفر فخرج عن الإيمان ولم يقل تعالى في ذلك أني علمت أن في قلوبكم كفرا بل جعلهم كفارا بنفس الإستهزاء ومن أدعى غير هذا فقد قول ا لله تعالى ما لم يقل وكذب على الله تعالى وقال عز و جل إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليوطؤا عدة ما حرم الله

    قال أبو محمد وبحكم اللغة التي بها نزل القرآن أن الزيادة في الشيء لا تكون البتة إلا منه لا من غيره فصح أن النسيء كفر وهو عمل من الأعمال وهو تحليل ما حرم الله تعالى فمن أحل ما حرم الله تعالى وهو عالم بأن الله تعالى حرمه فهو كافر بذلك الفعل نفسه وكل من حرم ما أحل الله تعالى فقد أحل ما حرم الله عز و جل لأن الله تعالى حرم على الناس أن يحرموا ما أحل الله "


    وفي فتح المجيد " قال شيخ الإسلام
    : وقد أمره الله تعالى أن يقول لهم: {قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} وقول من يقول: إنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولا بقلوبهم لا يصح؛ لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر، فلا يقال: قد كفرتم بعد إيمانكم؛ فإنهم لم يزالوا كافرين في نفس الأمر، وإن أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان، فهم لم يظهروا للناس إلا لخواصهم، وهم مع خواصهم ما زالوا كذلك، ولا يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين".


    وقال -رحمه الله- في موضع آخر: فقد أخبر أنهم كفروا بعد إيمانهم مع قولهم: إنما تكلمنا بالكفر من غير اعتقاد له; بل إنما كنا نخوض ونلعب. وبين أن الاستهزاء بآيات الله كفر. ولا يكون هذا إلا ممن شرح صدرا بهذا الكلام، ولو كان الإيمان في قلبه لمنعه أن يتكلم بهذا الكلام، والقرآن يبين أن إيمان القلب يستلزم العمل الظاهر بحسبه. كقوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} - إلى قوله -: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

    فنفى الإيمان عمن تولى عن طاعة الرسول، وأخبر أن المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم سمعوا وأطاعوا، فبين أن هذا من لوازم الإيمان "

    وفيه بيان أن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها أو عمل يعمل به، وأشدها خطرا إرادات القلوب فهي كالبحر الذي لا ساحل له، ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وأهله وعدم احترامهم لأجله.


    وفي الحاشية قوله: (ومن هذا الباب الاستهزاء بالعلم وأهله وعدم احترامهم لأجله) أقول: هذا القول فيه إجمال, والصواب التفصيل فإن كان الاستهزاء بالعلم الشرعي أو بالعلماء لأجله فلا شك أن ذلك ردة عن الإسلام؛ لأنه تنقص لما عظمه الله واستخفاف به, وفي ضمن ذلك احتقاره والتكذيب به, أما إن كان الاستهزاء بالعلماء يرجع إلى أمر آخر كالملابس أو حرص بعضهم على الدنيا أو اعتيادهم خلاف ما عليه الناس من العوائد التي لا تعلق لها بالشرع، أو لما يشبه ذلك، فهذا وأشباهه لا يكون ردة عن الإسلام؛ لأنه لا يرجع إلى الدين، وإنما يرجع الى أمور أخرى. والله سبحانه وتعالى أعلم."


    وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين " فالمستهزئ قصد الكلام وقصد معناه لكن على سبيل السخرية والهزؤ فلذلك كان كافرا بخلاف الإنسان الذي لم يقصد فإنه لا يعتبر قوله شيئاً .
    وهذا من رحمة الله عز وجل والله الموفق ."


    وقال في موضع " فبين الله عز وجل أن هؤلاء كفروا بعد إيمانهم باستهزائهم بالله وآياته ورسوله، ولهذا يجب على الإنسان أن يقيد منطقه، وأن يحفظ لسانه حتى لا يذل فيهلك، نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق والسلامة من الإثم . "


    وقال الكشميري في فيض الباري شرح البخاري " في جواب قولهم: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} (التوبة: 65)، لم يقل: إنكم كذبتم في قولكم، بل أخبرهم بأنهم بهذا اللعب والخوض اللذين من أخصِّ علائم الكفر خلعوا رِبْقَةَ الإسلام عن أعناقهم، وخرجوا عن حِمَاهُ إلى الكفر، فدل على أنّ مثلَ تلك الأفعال إذا وجدت في رجل يُحكم عليه بالكفر، ولا يُنظر إلى تصديقه في قلبه، ولا يلتفت إلى أنها كانت منه خوضاً وهزأً فقط، أو كانت عقيدة."


    وقال ابن بطال " والاستهزاء من الكبائر العظيمة إذا كان فى الدين، وهو من باب الكفر، ويقتل المستهزىء بالدين؛ لأن الله أخبر عن الاستهزاء أنه كفر فقال: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}. "


    وقال شيخ الاسلام في الصارم المسلول " و هذا نص في أن الاسهتزاء بالله و بآياته و برسوله كفر فالسب المقصود بطريق الأولى و قد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله صلى الله عليه و سلم جادا أو هازلا فقد كفر "


    وقال ايضا " و كذلك نقل عن الشافعي أنه سئل عمن هزل بشيء من آيات الله تعالى أنه قال : هو كافر و استدل بقول الله تعالى : { قل أبا لله و آياته و رسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [ التوبة : 66 ]

    و كذلك قال أصحابنا و غيرها : من سب الله كفر سواء كان مازحا أو جادا لهذه الآية و هذا هو الصواب المقطوع به
    و قال القاضي أبو يعلى في المعتمد : من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أو لم يستحله فإن قال : [ و لم أستحل ذلك ] لم يقبل منه ظاهر الحكم رواية واحدة و كان مرتدا لأن الظاهر خلاف ما أخبر لأنه لا غرض له في سب الله و سب رسوله إلا أنه غير معتقد لعبادته غير مصدق بما جاء به النبي عليه الصلاة و السلام و يفارق الشارب و القاتل و السارق إذا قال : [ أنا غير مستحل لذلك ] أنه يصدق في الحكم لأن له غرضا في فعل هذه الأشياء مع اعتقاده تحريمها و هو ما يتعجل من اللذة قال : و إذا حكمنا بكفره فإنما نحكم به في ظاهر من الحكم فأما في الباطن فإن كان صادقا فيما قال فهو مسلم "

  2. Arrow رأي

    جزاك الله خيراً على المواضيع العقدية الضرورية لجميع العوام من البشر
    أحبكم أبو حمزة السلفي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حفظكم الله اخي وبارك الله فيكم

  4. افتراضي

    السلام عليكم ورحمه الله
    هناك سوؤال بارك الله فيكم
    لماذا لم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم حد الردة
    وهل الرده لها شروط ؟؟ بأن يكون المرتد محاربا كما جاء في بعض الأحاديث التارك لدينه المحارب أم المفارق للجماعه وهل صح حديث بهذا اللفظ "المحارب"
    وهل الحديث الذي في البخاري أقلني بيعتي هل هذا الأعرابي كان يرد أن يرتد وإن كانت الإجابه نعم لماذا لم تقم عليه الحجة
    وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    حفظكم الرحمن , وبارك فيكم

    لماذا لم يقم الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم حد الردة
    كان هذا في بداية الاسلام يا اخي الكريم ولمّا يتمكن الدين بعد كما ترك - صلى الله عليه وسلم - قتل بعض المنافقين كـ عبد الله بن أبيّ , والخارجي , الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم " اعدل " ولبيد ابن الاعصم الذي سحره , وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن سلول "...فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَوَقَدْ فَعَلُوا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ"

    فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم قتله , انما خشيّ تبعات هذا القتل فأخره الى حين دفعاً للمفسدة

    قال الامام النووي
    " فَهَذِهِ هِيَ الْعِلَّة ، وَسَلَكَ مَعَهُ مَسْلَكه مَعَ غَيْره مِنْ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ آذَوْهُ ، وَسَمِعَ مِنْهُمْ فِي غَيْر مَوْطِن مَا كَرِهَهُ ، لَكِنَّهُ صَبَرَ اِسْتِبْقَاءً لِانْقِيَادِهِمْ وَتَأْلِيفًا لِغَيْرِهِمْ ، لِئَلَّا يَتَحَدَّث النَّاس أَنَّهُ يَقْتُل أَصْحَابه فَيَنْفِرُوا ، وَقَدْ رَأَى النَّاس هَذَا الصِّنْف فِي جَمَاعَتهمْ وَعَدُوّهُ مِنْ جُمْلَتِهِمْ "

    وقال " وفيه ترك بعض الامور المختارة والصبر على بعض المفاسد خوفا من أن تترتب علي ذلك مفسدة أعظم منه وكان صلى الله عليه وسلم يتألف الناس ويصبر على جفاء الاعراب والمنافقين وغيرهم لتقوى شوكة المسلمين وتتم دعوة الاسلام ويتمكن الايمان من قلوب المؤلفة ويرغب غيرهم في الاسلام ..."

    وباب المصلحة والمفسدة أصل عظيم قد قررة الشرع صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله "يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة" متفق عليه

    فهذا دليل على اعتبار المصلحة مع وجود المخالفة

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح باب قول المصنف فضل مكة وبنيانها " وفي حديث بناء الكعبة من الفوائد غير ما تقدم ما ترجم عليه المصنف في العلم وهو ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر عنه فهم بعض الناس والمراد بالاختيار في عبارته المستحب وفيه اجتناب ولي الأمر ما يتسرع الناس إلى إنكاره وما يخشى منه تولد الضرر عليهم في دين أو دنيا وتألف قلوبهم بما لا يترك فيه أمر واجب وفيه تقديم الأهم فالأهم من دفع المفسدة وجلب المصلحة وإنهما إذا تعارضا بدئ بدفع المفسدة وأن المفسدة إذا أمن وقوعها عاد استحباب عمل المصلحة.."

    وقال المباركفوري في تحفة الاحوذي شرح سنن الترمذي " والمراد به قرب عهدهم بالكفر والخروج منه والدخول في الاسلام وأنه لم يتمكن الدين في قلوبهم فلو هدمت الكعبة وغيرتها ربما نفروا من ذلك"

    والله اعلم
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وهل الرده لها شروط ؟؟ بأن يكون المرتد محاربا كما جاء في بعض الأحاديث التارك لدينه المحارب أم المفارق للجماعه وهل صح حديث بهذا اللفظ "المحارب"
    متى تلفظ المسلم بلفظ كفري او فعل او اشارة او اعتقده فقد كفره لساعته مالم يعتريه الغضب او الحزن او الفرح الذي يخامر عقله كحال من قال " اللهم انت عبدي وانا ربك , أخطأ من شدة الفرح " او كان متأولاً , فانه يستتاب ولا يشترط الثلاث فان تاب واقلع الحمد لله , وان دلت قرينة على تشربه الكفر وعدم الرجوع عنه يقتل وان كان لساعته


    لما ذلك من ارهاص لتقويض البناء وزعزة الامن واستمالة ضعفاء القلوب وتقوية الاعداء فقد قال الله عن طائفة من اهل الكتاب { وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون } [آل عمران: 72]

    قال الحافظ ابن كثير " هذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم، وهو أنهم اشتوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار ويصلوا مع المسلمين صلاة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس: إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة وعيب في دين المسلمين، ولهذا قالوا: { لعلهم يرجعون } "

    خيانة الوطن في السياسة , وخيانة الجيش الذي وقف ازاء العدو الاعدام , ولن تكون أقل منها خيانة الدين

    فكان قتل المرتد الذي خرج على المسلمين بلسانه المصلت او سكوته المرجف , فما يألوا خبالاً بين الصفوف وبث روح الفتن والكفر بين ابنائها , فكان القتل جزاءاً وفاقاً لامثال هؤلاء حفاظاً على بيضة الاسلام , وتثبيتاً لأهله , وتخويفاً لاعداءه , ولا يقال تركهم فيه مصلحة للدخول في الاسلام وفي قتلهم نفرة لغيره , كلا فقد كان هذا في بداية الاسلام ولما يكتمل القرآن والايمان اما الان فالدين قد كمل وليس شيء يخشى عليه



    الادلة على قتل المرتد :.

    أخرج البخاري في صحيحه عن عكرمة قال: أُتُيَ عليٌ رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - { من بدل دينه فاقتلوه } .

    - وأخرج بسنده عن أبي موسى الأشعري حديثا آخر - وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - بعثه عاملا إلى اليمن ثم اتبعه معاذ بن جبل، فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال: انزل، فإذا رجل عنده موثق قال: ما هذا:قال: كان يهوديا فأسلم ثم تهود: قال: أجلس قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ( ثلاث مرات ) فأمر به فقتل... الحديث.

    - وعن عثمان رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال { لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث، رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قَتْلِ نفسٍ بغير نفس } قال ابن رجب:.. والقتل بكل واحدة من هذه الخصال الثلاث متفق عليه بين المسلمين".

    - وقد وقع في حديث معاذ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أرسله إلى اليمن قال له { أيما رجل ارتد عن الإسلام فادعه فان عاد وإلا فاضرب عنقه، وأيما امرأة ارتدت عن الإسلام فادعها فان عادت وإلا فاضرب عنقها } قال ابن حجر وسنده حسن، وهو نص في موضع النزاع - يعني النزاع في قتل المرأة المرتدة - فيجب المصير اليه، ويؤيده اشتراك الرجال والنساء في الحدود كلها الزنا والسرقة وشرب الخمر والقذف.

    - وقتل أبو بكر في خلافته امرأة ارتدت والصحابة متوافرون فلم ينكر عليه أحد.




    أقوال أهل العلم في ذلك:.


    وقال ابن قدامة: وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد، وروي ذلك عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ومعاذ وأبي موسى وابن عباس وخالد وغيرهم، ولم ينكر ذلك أحد فكان إجماعا ".

    - ابن القيم : لما تحدث ابن القيم عن الأصول التي تدور عليها العقوبات، عَدَّ منها عقوبة القتل ومثل لها بالجناية على الدين بالطعن فيه والارتداد عنه قال: وهذه الجناية أولى بالقتل.

    - قال السرخسي في باب المرتدين " وإذا ارتد المسلم، عُرض عليه الإسلام، فان أسلم وإلا قُتل مكانه إلا أن يطلب أن يؤجل، فإذا طلب ذلك أُجّل ثلاثة أيام … فكما لا يقبل من مشركي العرب إلا السيف أو الإسلام فكذلك من المرتدين، إلا أنه إذا طلب التأجيل أُجل ثلاثة أيام لأن الظاهر أنه دخل عليه شبه ارتد لأجلها فعلينا إزالة تلك الشبهة ".

    - قال الشوكاني في السيل الجرار " قتل المرتد عن الإسلام متفق عليه في الجملة، وإن اختلفوا في تفاصيله، والأحاديث الدالة عليه أكثر من أن تحصر، لو لم يكن منها إلا حديث { من بدل دينه فاقتلوه } وهو في الصحيح وحديث { لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث } وهو كذلك في الصحيح لكفى، ولا فرق بين المرتدين من الرجال والنساء، وما ورد في النهي عن قتل النساء فذلك في نساء الكفر الباقيات على الكفر، وأما النساء المسلمات إذا وقعت منهن الردة فقد فعلن بالخروج من الإسلام سببا من أسباب القتل، فبين الكافرة الأصلية والمرأة المسلمة المرتدة عن الإسلام في الكفر فرق أوضح من كل واضح، فلا يحتاج إلى الكلام على تعارض الأدلة الواردة في قتل المرتدين على العموم، والأدلة الواردة في قتل النساء الكافرات على العموم بل يقر كل في موضعه".

    وقال: "الأدلة التي قد دلت على أن الردة سبب من أسباب القتل، وان هذا السبب مستقل بالسببية، كما في حديث { من بدل دينه فاقتلوه } ونحوه ولم يصح في الاستتابة به أياما شيء من المرفوع، ولا تقوم الحجة بغيره، فالواجب علينا عند ارتداد المرتد أن نأمره بالرجوع إلى الإسلام والسيف على رأسه، فإن أبى ضربنا عنقه حكم الله ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وهذا القول هو بمنزلة تقديم الدعوة لأهل الكفر إلى الإسلام، فإن ذلك يحصل بمجرد قول المسلمين لهم أسلموا أو أعطوا الجزية فإن أبو عند جواب هذه الكلمة فالسيف هو الحكم العدل والفعل الفصل "


    - وقال ابن عابدين عن المرتد: فان اسلم وإلا قتل لحديث { من بدل دينه فاقتلوه } وهذا بالإجماع لإطلاق الأدلة.

    - ومعلوم بالإجماع أن مستحل الحرام يقتل، وقتله بسبب ردته والدليل هو أن قدامة بن عبد الله شرب الخمر بعد تحريمها هو وطائفة، وتأولوا قوله تعالى { لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }( المائدة- 93)

    فلما ذكروا ذلك لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - اتفق هو وعلي بن أبي طالب وسائر الصحابة على انهم إن اعترفوا بالتحريم جلدوا، وان أصروا على استحلالها قتلوا "

    - رسالة التأويل -ابراهيم بويداين-


    شبهة : تقييد وجوب قتل المرتد بحالة الحرب أو بحالة الخروج المسلح:.

    وهو اقوال بعض المعاصرين من المدرسة العقلانية -زعموا- حيث قيدوا ذلك بالمحارب اما مستور الحال فلا حيلة اليه !
    هذا والله احدى الكبر , ان المرتد محارب بحد ذاته لله ولقرائنه ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولجماعة المسلمين , فكيق يقال مثل هذا ممن يحسب على اهل الديانة ؟

    واستدلوا على باطلهم بما رواه ابو داود في سننه قال صلى الله عليه وسلم "لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، إلا بإحدى ثلاث : رجل زني بعد إحصان فإنه يرجم ، ورجل خرج محارباً لله ورسوله ، فإنه يقتل أو يصلب ، أو ينفي من الأرض ، أو يقتل نفساً فيُقْتَل بها . "

    وليس في الحديث ما يخصص قتل المرتد بالحربيّ ! فقد قال اهل العلم : هذا يدلُّ على أنَّ مَنْ وُجِدَ منه الحِراب من المسلمين، خُيِّرَ الإمامُ فيه مطلقاً ، كما يقوله علماءُ أهلِ المدينة مالك وغيره، والرواية الأولى قد تُحمل على أنَّ المرادَ بخروجه عن الإسلام خروجُه عن أحكام الإسلام ، وقد تُحمل على ظاهرها ، ويستدلُّ بذلك مَنْ يقول : إنَّ آيةَ المحاربة تختصُّ بالمرتدين فمن ارتدَّ وحارب فُعِل به ما في الآية ، ومن حارب من غيرِ رِدَّةٍ ، أقيمت عليه أحكامُ المسلمين مِنَ القِصاص والقطع في السرقة ، وهذا رواية عن أحمد لكنَّها غيرُ مشهورةٍ عنه ، وكذا قالت طائفة من السَّلف : إنَّ آية المحاربة تختصُّ بالمرتدين ، منهم : أبو قِلابة وغيرُه .

    فيقال ان من ارتد قتل , ومن حارب طبق عليه حد الحرابة , اصافة الى ان الارتداد من الدين يعد من الحرب على الاسلام

    فروي عن أنس ، وابن عمر ، وابن عباس وغيرهم ، أن آية المحاربة نزلت في قوم من عرينة سرقوا ، وقتلوا ، وكفروا بعد إيمانهم ، وحاربوا الله ورسوله .
    فعن ابن عمر أن ناساً أغاروا على إبل النبي صلى الله عليه وسلم فاستاقوها ، وارتدوا عن الإسلام ، وقتلوا راعي رسول الله مؤمناً ، فبعث في آثارهم ، فأخذوا ، فقطع أيديهم وأرجلهم ، وسَمَلَ أعينهم، وقال : ونزلت فيهم آية المحاربة


    الخلاصة ان المرتد يقتل على ولا يخص بذلك المحارب بل إن المرتد المحارب يطبق فيه حد الحرابة مزيداً على رتده جزاءاً وفاقاً
    التعديل الأخير تم 03-18-2011 الساعة 04:32 AM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وهل الحديث الذي في البخاري أقلني بيعتي هل هذا الأعرابي كان يرد أن يرتد وإن كانت الإجابه نعم لماذا لم تقم عليه الحجة
    روى البخارى ومسلم عن جابر بن عبد اللّه أن أعرابيا بايع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأصاب الأعرابى وعْكٌ بالمدينة ، فقال : يا رسول اللّه أقلْنى بيعتى فأبى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ، وتكرر الطلب والرفض ثلاث مرات ، فخرج الأعرابى فقال الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما المدينة كالكير، تنفى خَبئَها ، وينْصعُ طيبها"والطيب بكسر الطاء هو الرائحة الحسنة ، وبفتحها وتشديد الياء هو الطاهر

    قال النووي " أن المبايعة كانت على الإسلام والهجرة
    وجاء فى فتح البارى لابن حجر أن طلب الإقالة من الأعرابى هل كان عن الإسلام والهجرة أم عن الهجرة فقط ؟

    من المعلوم أن الهجرة إلى المدينة كانت واجبة قبل فتح مكة فى السنة الثامنة من الهجرة، ثم صارت بعد الفتح غير واجبة كما صح فى حديث البخارى ومسلم "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ، وإذا استنفرتم فانفروا" فتركها قبل الفتح معصية، وبعد فتحها ليس بمعصية .

    ومن المعلوم أيضا أن جو المدينة لم يلائم كثيرا من الوافدين عليها ، وشكا بعض المهاجرين ذلك إلى النبى صلى الله عليه وسلم ومنهم أبو بكر وبلال رضى اللّه عنهما ، فدعا الرسول ربه أن يبارك فى المدينة كما بارك فى مكة أو أشد، كما رواه البخارى، ورغب في الصبر على شدتها وعدم مفارقتها .

    والأعرابى الساكن فى البادية لما وفد إلى النبى بالمدينة وأسلم لم يعجبه جوها فطلب من الرسول إقالته فلم يُقِلْه ، فخرج الأعرابى من المدينة، واختلف العلماء فيما طلب الإقالة منه : هل هو الإسلام والهجرة، أو الهجرة فقط ؟

    رجح جماعة أنه الهجرة فقط ، وذلك بعد سقوط فرضيتها بفتح مكة، لكن قيل : إذا كانت الهجرة سقطت فرضيتها فلماذا لم يأذن له الرسول بترك المدينة؟ أجيب بأن الرسول يحب لمن سكنها ألا يتركها حتى لو كان تركها مباحا، والرجل حين خرج منها بعد طلب الإقالة لم يرتكب إثما ، وإنما ارتكب خلاف الأولى، ولا عقوبة فى ذلك لا فى الآخرة ولا فى الدنيا ...



    وقال جماعة : إن الأعرابى طلب الإقالة من الإسلام والهجرة ، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد رفض الإقالة من الهجرة على الوجه المبين من قبل ، فإنه يرفض الإقالة من الإسلام ، لأنها ردة .

    وهنا يقال : لماذا لم يعاقبه الرسول على الردة؟ والجواب أن الأعرابى إذا خالف بالخروج من المدينة كما نص الحديث فإن رفضه للإسلام غير معلوم ، لأنه لا تلازم بين الإثنين ، وبخاصة أنه بيَّن فى طلبه عدم ملاءمة جو المدينة له فقط ، فيجوز أن يخرج من المدينة إلى البادية طلبا للصحة مع بقائه على الإسلام بعقيدته وشريعته .
    ورفض الإسلام الذى يكون ردة أمر متعلق بالقلب والباطن ، لا يعلم إلا بقول يصرح فيه بالرفض والإنكار لأية عقيدة من عقائده ، أو بفعل يدل على ذلك كسجود لصنم أو إهانة المصحف بإلقائه مثلا فى القاذورات ، وبدون هذه الأمارات لا تعلم الردة ، كالمنافقين الذين تكفر قلوبهم ولا يصدر منهم قول أو فعل يصرح بما فى قلوبهم ، فكانوا يعاملون بظاهرهم معاملة المؤمنين .

    والأعرابى لم يتبين للرسول منه ما يفيد رفضه للإسلام حتى يعامله معاملة المرتد،ومجرد خروجه من المدينة ونقض البيعة على الهجرة على فرض أنه من المعاصى الكبيرة لا يلزم منه الكفر ...

    ينظر المفصل في الرد على الشبهات

    ولو فلنا بالكفر , وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم اقامة الحد عليه قيل لان ذلك كان في بداية الامر ضعف المسلمين آن ذاك ولما يستتب الامر بعد كما في المشاركة الاولى

    والله اعلم
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  8. افتراضي

    بارك الله فيكم أخي الكريم
    كفيت وففيت وأحسن الله إليكم وزادكم الله علما وعملا
    فأنا حريص على تعلم هذه الشبهات لأنني أرد على شبهات الأحمديين على البالتولك وهم ينكرون حد الردة وليس في الغرفه أشخاص يعول عليهم في الغرفه لرد على شبهاتهم بل الأدهى و الأمر أن من تصدر لرد عليهم عنده مخالفات هو الآخر فبعض الإخوة تجرأ وضعف بعض الأحاديث الصحيحه من البخاري ومسلم وينكر الأحاد زيقول أنها لا تقوم بها حجة !!!!
    فكم ناشدنا بعض الإخوة أن يخصصوا ولو يوما لدخول الغرفه وتبين ما أشكل على بعض الإخوة هناك
    وعندي سوؤال أخير بارك الله فيكم
    هناك حديث صحيح صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دعا الله بدعوات فاستجاب له لإثنتين ومنهما أن لا يبعث عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستحل بيضتهم فقال بعض المنافقين من القديانيين أن الواقع يرد هذااا يعني أنهم استحلوا بيضتنا في العراق وفي أفغان
    فأريد معرفة معنى اسحلال البيضه
    والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حفظكم الله , وبارك فيكم

    واعلم يا اخي ان الدعوة الى الله والذب عن دينه لهو جهاد الانبياء , فجزاكم الله خيراً عن ذودكم هذا المفتريات عن الحياض ,وبارك الله لكم في سعيكم
    واستعن بالمعين يعينك على حاجتك في مثل هذه المهمات ,فما ان يتكل الانسان على نفسه الا خُذل ! وقالوا: علامة خذلان الله للعبد ان يكله الى نفسه !
    فان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يُوفق اليه الا من وفقه الله واستخدمه ولم يستبدله بغيره من العباد , فيُحرم الاجر والثواب , ويرضخ من حسنات المهتدين الى موازين غيره ! والمحروم من حُرم .

    فكلما غلت الافكار في مرجل العقل , واضربت معها الانفاس , وضاقت الشبهة بالصدور ,وشخصت لها الابصار, وتسارعت معها الانفاس , مع قلة الزاد , وندرة الاصحاب , ووداع الخلان , وتقاعس الاحباب , وانشغال اكثرهم بالقيل والقال وبضرب من التوافه, فاستشعر عظمة الله وعلمه وحكمته فقمن ان يفتح عليك .

    فان في التقلل من الخلطة وكثرة الصحبة يوجب للمرء خفة في نفسه وطبعه وطلبه , فلا يلتفت الى ثناء ولا مدح وذم , بل نصّب امام عينيه موازين حسناته وسيئاته ونظر الله اليه
    طالباً عفوه ورضاه بتنزييه عن ما نسبه اليه الافاكون والمارقون . فهو يحتسب في امره ونهيه ودعوته , تسفيه الادعياء , وشماتة الاعداء , وغيرة الاغراب , وتسلط السفهاء في ذلك كله ! لان قرأ قول لقمان لابنه "يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور"

    قال ابن كثير : علم أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، لا بد أن يناله من الناس أذى، فأمره بالصبر .."

    فلا يظن الداعي الى الله ان يستجيب له الناس من اول مرة او اول فكرة وعبرة , كلا ! , حتى يذوق ما ذاقه من قبله , وحتى يتمعر وجهه , ويسفه رأيه
    فلا يكثر من الشكوى واللئوا , فان ذلك مثنيه عن دعوته ويؤخره الى الساقية , وهذا مناف للتسابق الذي حث الله عليه . وقد امكن الشيطان منه لما سوّل له الكلمات على انها مخالب تجرح , وعدواة تفرح , على حساب دعوته وعلمه , والله المستعان , كم تمكن الشيطان من اناس في هذا الباب فكبل ايديهم وكمم افواههم , لاجل امور توافه

    يقول الله "ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا "
    قال ابن القيم " فهذه سورة مكية أمر فيها بجهاد الكفار بالحجة والبيان وتبليغ القرآن وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام قال تعالى : { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير } فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل والقائمون به أفراد في العالم والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عددا فهم الأعظمون عند الله قدرا

    ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المعارض مثل أن تتكلم به عند من تخاف سطوته وأذاه كان للرسل - صلوات الله عليهم وسلامه - من ذلك الحظ الأوفر وكان لنبينا - صلوات الله وسلامه عليه - من ذلك أكمل الجهاد وأتمه

    ولما كان جهاد أعداء الله في الخارج فرعا على جهاد العبد نفسه في ذات الله كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ] كان جهاد النفس مقدما على جهاد العدو في الخارج وأصلا له فإنه ما لم يجاهد نفسه أولا لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه ويحاربها في الله لم يمكنه جهاد عدوه في الخارج فكيف يمكنه جهاد عدوه والانتصاف منه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه لم يجاهده ولم يحاربه في الله بل لا يمكنه الخروج إلى عدوه حتى يجاهد نفسه على الخروج

    فهذان عدوان قد امتحن العبد بجهادهما وبينهما عدو ثالث لا يمكنه جهادهما إلا بجهاده وهو واقف بينهما يثبط العبد عن جهادهما ويخذله ويرجف به ولا يزال يخيل له ما في جهادهما من المشاق وترك الحظوظ وفوت اللذات والمشتهيات ولا يمكنه أن يجاهد ذينك العدوين إلا بجهاده فكان جهاده هو الأصل لجهادهما وهو الشيطان قال تعالى : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا } ( فاطر : 6 ) والأمر باتخاذه عدوا تنبيه على استفراغ الوسع في محاربته ومجاهدته كأنه عدو لا يفتر ولا يقصر عن محاربة العبد على عدد الأنفاس

    فهذه ثلاثة أعداء أمر العبد بمحاربتها وجهادها وقد بلى بمحاربتها فى هذه الدار وسلطت عليه امتحانا من الله له وابتلاء فأعطى الله العبد مددا وعدة وأعوانا وسلاحا لهذا الجهاد وأعطى أعداءه مددا وعدة وأعوانا وسلاحا وبلا أحد الفريقين بالآخر وجعل بعضهم لبعض فتنة ليبلو أخبارهم ويمتحن من يتولاه ويتولى رسله ممن يتولى الشيطان وحزبه كما قال تعالى : { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا } ( الفرقان : 20 ) وقال تعالى { ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض } ( محمد : 4 ) وقال تعالى : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم } ( محمد : 31 ) فأعطى عباده الأسماع والأبصار والعقول والقوى وأنزل عليهم كتبه وأرسل إليهم رسله وأمدهم بملائكته وقال لهم : { أني معكم فثبتوا الذين آمنوا } ( الأنفال : 12 ) وأمرهم من أمره بما هو من أعظم العون لهم على حرب عدوهم وأخبرهم أنهم إن امتثلوا ما أمرهم به لم يزالوا منصورين على عدوه وعدوهم وأنه إن سلطه عليهم فلتركهم بعض ما أمروا به ولمعصيتهم له ثم لم يؤيسهم ولم يقنطهم بل أمرهم أن يستقبلوا أمرهم ويداووا جراحهم ويعودوا إلى مناهضة عدوهم فينصرهم عليه ويظفرهم بهم فأخبرهم أنه مع المتقين منهم ومع المحسنين ومع الصابرين ومع المؤمنين وأنه يدافع عن عباده المؤمنين ما لا يدافعون عن أنفسهم بل بدفاعه عنهم انتصروا على عدوهم ولولا دفاعه عنهم لتخطفهم عدوهم واجتاحهم ..."



    وما ذكرته من حال هؤلاء المرتدين واعتراضهم بما ثبت عند مسلم من حديث ثوبان قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « إن الله زوى لى الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زوى لى منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإنى سألت ربى لأمتى أن لا يهلكها بسنة بعامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربى قال يا محمد إنى إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإنى أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبى بعضهم بعضا ».

    وقولهم أن الواقع يرد هذا وان الكفرة قد استحلوا بيضتنا في العراق وفي أفغان !!!

    فهذا جهل منهم , وهؤلاء القوم من أسفه الناس وألبدهم فكراً ولو تصفحت قسم القاديانية لهالك عوج منطقهم , وجرأتهم في التفسير والتأويل والتحريف وما ذلك الا لعجمة فيهم!

    فهذا الحديث يشير ان الوعد بعدم استحلال البيضة بخلاف التسلط والتداعي !

    ويوضحه سياق الحديث نفسه " وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها "
    فكيف حصروا الامة في افغانستان والعراق ؟ بل من قال ان امة الاسلام استأصلت شأفتها وبيضتها من هذه البلاد ؟


    قال شيخ الإسلام: "هذا الدعاء استجيب له في جملة الأمة و لا يلزم من ذلك ثبوته لكل فرد، وكلا الأمرين صحيح، فإن ثبوت هذا المطلوب لجملة الأمة حاصل، و لولا ذلك لأهلكوا بعذاب الاستئصال كما أهلكت الأمم قبلهم"


    وقد قال ابو السعادات في النهاية في شرح " [فيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهم] أي مجْتَمعهُم ومَوْضِع سُلطانهم ومُسْتَقَرَّ دَعْوتهم . وبَيْضَة الدَّار : وسَطُها ومُعْظَمُها أراد عَدوًّا يَسْتَأصِلُهم ويُهلِكهم جميعهم . قيل أرادَ إذا أُهْلِك أصْلُ البَيْضة كان هَلاك كلِّ ما فيها من طُعْم أو فَرْخ وإذا لم يهْلِك أصْلُ البيضة ربَّما سَلم بعض فِرَاخها . وقيل أرادَ بالبيْضة الْخُوذَة فكأنَّه شَبَّه مكان اجتماعهم والتِئامِهم ببَيْضة الحَدِيد"


    ولم ينفي الحديث تسلط وتداعي الكفرة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله « يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ». فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال « بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله فى قلوبكم الوهن ». فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال « حب الدنيا وكراهية الموت ». ابوداود وصححه الالباني

    وقال صلى الله عليه وسلم « إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم » ابو داود وصححه الالباني

    فليس في الحديث استئصال شأفة المسلمين , بل سيلقون الذلة والمهانة بسبب تخليهم عن واجبات دينهم بتسلط الكفرة عليهم , فمتى تركوا دين الله وارتدوا فلا وعد من الله في استئصال شأفتهم فقد كفروا وارتدوا عن دينه وذهبت بيضتهم , ولكن امة الاسلام محفوظ وان ارتد عنها المرتدون فالله حافظ دينه ومنجز وعده ولو كره الكافرون
    وما نراه من ذل وهوان هو بسبب الابتعاد عن دين الله وشرعه . والامة لا زالت بخير والحمد لله

    والله اعلم
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  10. افتراضي

    بارك اله فيكم أخي الكريم
    وشكر الله لك النصيحة والتشجيع والرد على هذه الشبهة
    وهناك شبهتين أخي الكريم و أعتذر عن الإزعاج
    الأولى : "لو نجا أحد من ضمة القبر ، لنجا سعد بن معاذ ، و لقد ضم ضمة ، ثم روخي عنه ".الحديث
    فكيف نوفق بين الحديث وبين الذي أكله السبع أو غرق ولم يدفن ؟؟ هل ينج منها ؟؟
    الثاني:يقول القديانيون إن الأرض اكتشفت كلها فأين ياجوج وماجوج الذين تزعمون علينا
    وجزاك الله أخي الكريم على جهدك العظيم

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حفظكم الله , وبارك الرحمن فيكم

    فكيف نوفق بين الحديث وبين الذي أكله السبع أو غرق ولم يدفن ؟؟ هل ينج منها ؟؟
    يقول شيخ الاسلام " واعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ؛ فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه؛ قبر أو لم يقبر، أكلته السباع أو احترق حتى صار رماداً ونسف في الهواء أو صلب أو غرق في البحر؛ وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور، وما ورد من إجلاسه واختلاف أضلاعه ونحو ذلك؛ فيجب أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير؛ فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله، ولا يقصر به عن مراده وما قصد من الهدى والبيان؛ فكم حصل من إهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله . "

    وحسبه بهذه الميتة فتنةً وضيقاً عليه وعلى اضلاعه , ثم ينتقل العذاب على روحه وما تبقى من اجزائه فإن فنيت , فإن العذاب يكون على الروح
    ومآل اجزائه الى التراب . وكمال قال بعض اهل العلم " ومن أكلته السباع والحيتان فغاية أمره أن يكون بطن ذلك قبرا له"
    فهو الى احدهما صائر والعذاب منه نائل

    يقول القديانيون إن الأرض اكتشفت كلها فأين ياجوج وماجوج الذين تزعمون علينا
    هذه دعوى وهنالك اجزاء من الارض ومناطق لا تعرف , ولان عرفت كُتمت , والله يقول " وما أؤتيتم من العلم الا قليلاً "
    والعجب من هؤلاء المرتدين كيف يعتمدون في في ردتهم على اكتشافات الكفرة وتلبيساتهم , فان الجهل بالشيء لا يدل على عدمه !
    وكم من الامور المكتشفة في هذه الايام كانت تعد من المستحيلات عند هؤلاء والمعدومات ؟

    وقد قال الله " سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "

    وموضوع يأجوج ويأجوج تجد ما يغني ويشفي باذن الله في البحث بمحرك هذا المنتدى لتحصل على الخير الوافر باذن الله

    وفقكم الله
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  12. افتراضي الاستهزاء بالدين أحكامه وآثاره

    الاستهزاء بالدين أحكامه وآثاره
    لتحميل الكتاب:
    http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1874

  13. افتراضي

    السلام عليكم رحمه الله بركاته بارك الله فيكم أخي ماكولا على هذا الرد الكافي الشافي
    هناك شبهة أخرى في وصف عيسى بن مريم
    عيسى ابن مريم الذي رآه النبي في رحلة الأسراء أحمر جعد عريض الصدر وعيسى ابن مريم الذي رآه في المنام آدم سبط الشعرر
    فالأحمديون يقولون أن هناك تعرض بين آدم وبين أحمر وبين جعد وسبط
    فهل الروايتان صحيحتان أم أن هناك ضعف في إحداهما أخي الفاضل
    زهناك مساله لو تكرمت بارك الله فيك
    هل يقال في إراده الله عز وجل مايقال في صفه الكلام أنها حادثة الأحاد قديمه النوع
    وهل يستلزم البداء هذا على الله سبحانه وتعالى ...تعلى الله عن ذاللك علوا كبيرا
    وأتأسف أخي على الأسئله المشتته المتباعده

  14. افتراضي

    سوؤال ثالث بارك فيك أخي الكريم في مساله المجاز
    الله سبحانه وتعالى قال واسال القريه التي كنا فيها والعير التي ....
    فعلمنا أن المراد بهذه الآيه سوؤال أهل القريه ويسمى هذا المجاز المرسل
    فهل قد يلزمنا المخالف بنفس الشيئ في قوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فيقول لنا يعني معنى الآيه أهل الأرض و أهل السماء والدليل على ذالك أنه حاورهم بالمثنى وردوا بالجمع

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وفقنا الله واياك

    عيسى ابن مريم الذي رآه النبي في رحلة الأسراء أحمر جعد عريض الصدر وعيسى ابن مريم الذي رآه في المنام آدم سبط الشعرر
    فالأحمديون يقولون أن هناك تعرض بين آدم وبين أحمر وبين جعد وسبط
    لا تعارض اخي الكريم في كون الرجل الذي يطلق على أحمر , الا وهو الابيض المشرب بحمرة كونه مائلاً للسمرة , وكذا نرى كثيراً من بني جلدتنا هنا في بلاد الشام يكون أبيضاً فما يلبث أن يتغير لونه قليلاً بفعل او بآخر الى السمرة , فيقال له " إسمر الرجل !" وذلك يكون اما بتعب وجهد او بسبب تسلطه لضوء الشمس , ونلمس ذلك فيمن كبر سنه

    فانه يميل الى السمرة قليلاً , وقد قال الله في عيسى بن مريم عليه السلام " ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين" فتأمل !

    كما ذكر القاري في مرقاة المفاتيح عند قوله صلى الله عليه وسلم " إلى الحمرة والبياض "حال أي مائلا لونه إليهما فلم يكن شديد الحمرة والبياض بل كان بينهما من البياض المشوب بالحمرة .."

    ولذلك جاء في بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قال " ورأيت عيسى رجلا مربوعا ، مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض "

    فيتضح انه قريب الى الحمرة والبياض فقد قال الطيبي : وقوله ( إلى الحمرة ) حال أي مائلاً لونه إلى الحمرة ( والبياض ) فلم يكن شديد الحمرة والبياض

    وكذا قال المناوي وذكر هذه الرواية الحافظ في الفتح للتنبيه على هذه الصفه .

    كما وتلمس هذا الفارق بين رؤية من قرب ومن بعد فلذلك فارق يعرفه من جرب لقاء البعيد فما يلبث ان يتغير على الرائي اذا قرب ! والعكس

    وبين جعد وسبط
    بارك الله فيك , ما المانع أن يكون جعداً وسبطاً ؟ اي طويل الشعر ومسترسل وفيه جعودة ؟
    سبط الشعر مسترسل الشعر غير جعد ينطف اي يقطر منه ماء , وهذا يحصل لمن اصاب شعره الماء يصير الى ما وصف لك خاصة اذا كانت طال الشعر وكان لمةً
    فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري " كأحسن ما يرى من أدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه "
    وقال صلى الله عليه وسلم " له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رجلها ، فهي تقطر ماء"

    فذلك قال ذكر ابن التين ان الطول لا ينافيه بل يكون الطويل جعداً وسبطاً !
    فهذا وصف حسن للمة الرجل المتوسطة

    هل يقال في إراده الله عز وجل مايقال في صفه الكلام أنها حادثة الأحاد قديمه النوع
    وهل يستلزم البداء هذا على الله سبحانه وتعالى
    بلى , ولا يلزم البداء , لان فيه نسبة الجهل الى العليم الخبير , فالبداء هو تجدد العلم بعد الجهل , ولكن الله جل في علاه يحدث خلقه وامره اذا شاء لحكمة


    فهل قد يلزمنا المخالف بنفس الشيئ في قوله تعالى ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فيقول لنا يعني معنى الآيه أهل الأرض و أهل السماء والدليل على ذالك أنه حاورهم بالمثنى وردوا بالجمع
    ليس في الاية مجاز أصلاً فالله يقول " قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم"

    فالكلام حقيقي وقد ابتدأه بمخاطبة ومعاتبة البشر بكونه سبحانه خلق السماوات والارض واخبر عن كيفية خلقها ومخاطبته لها حتى اتوا طاعئين لله , ويتضح ذلك من السياق
    فما ثم سماء ولا ارض أصلاً حتى يخاطب أهلها !
    والله اعلم

    وفقك الله
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تنبيه مهم للاعبين بالدين .
    بواسطة متروي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-11-2011, 09:30 PM
  2. (حتى لا تكون من الغافلين) دورة بمناسبة شهر الصيام
    بواسطة علي سليم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-23-2010, 06:39 PM
  3. تنبيه الغافلين عن دعم الكفار للعلمانيين ضد المسلمين
    بواسطة BoHSaiN في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-16-2007, 09:08 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء