بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته
... قال لهم، بأنهن أكثر أهل النار، وأنهن يكثرن اللعن، ويُكفرن العشير وأنهن ناقصات عقل ودين؟! وهذا ليس عندنا بشيء لسببين اثنين، أولهما: ليس في كتاب الله تعالى ما يؤيده، فشهادة رجل بامرأتين لا علاقة له ألبته بنقصان العقل لا من قريب أو بعيد، فقوله تعالى أوضح من أن ينكره عاقل " إِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ ((أنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ)) (البقرة: 282) ولا يوجد عقل ذكر وعقل أنثى، فالعقل عقل وقوده العلم والثقافة، وهما أمران مُتاحان للمرأة والرجل على حد سواء، والقول بأن الحيض يُنقِص الدين فهو قول مُتهافت، لأن الدين لا ينقص أبداً، وهو أكبر من مجرد الصلاة والصوم، والله سُبحانه وتعالى أكبر وأعقل من أن يجعل من الحيض الذي أبدعه سُبحانه وتعالى ((هو)) فيها سبباً لتحقيرها ونقصان دينها، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والسبب الثاني هو أن الخطاب القرآني جاء عاماً بالنسبة لصيام شهر رمضان " فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون (البقرة: 184) ((فالشارع الحكيم لم يشترط على الصائمين والصائمات الطهارة البدنية مُطلقاً)) وللقائلين بتحريم صيام الحائض نقول: هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ، فالبينة على من ادعى، أما إذا كان صيام الحائض فوق طاقتها الجسدية، فعليهن ما على المسافر والمريض: فعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر، وهذا ما قرره التنزيل الحكيم فقط، وغير ذلك هو من التقول على الله سُبحانه وتعالى ورسوله الكريم – صلوات الله عليه، نرفضه جملة وتفصيلا.
... ما تناولته كتب الفقه التراثية التي أفتت بوجوب مخالفة المرأة في كل شيء لأن في مخالفتها بركه! ودعوا إلى حبسها حبساً مُطلقاً، وشبهوها بالعبد على نحو ما قاله ابن تيمية "بأن المرأة كالعبد فكلاهما مملوك" يقول الإمام الغزالي في "كتاب علوم إحياء الدين، الجزء الثاني من الباب العاشر": ذلك أن القول الجامع في المرأة أن تكون قاعدة في مقر بيتها، قليلة الكلام لجيرانها، لا تخرج من بيتها، ولا ترى الرجال ولا يراها الرجال، فإذا اضطرت للخروج بإذن زوجها، ((خرجت خفية في هيئة رثة!)) أما الزواج عند الغزالي فهو بالنسبة للمرأة في كتابه المشار إليه آنفا، مجرد نكاح فقط بين السيد وجاريته: والنكاح نوع من الرق، فالزوجة رقيقة عند زوجها، وعليها طاعته مطلقاً، ((وعليها أن تقدم حقه وحق أقاربه على حقها وحق أقاربها)) ((كذلك عليها أن تكون مستعدة لزوجها في جميع أحوالها ليتمتع بها)) والرجل هو السيد المطاع، لا يشاور المرأة، فإذا شاورها خالفها، لأن في خلافها بركة، لأن كيد النساء عظيم، ((وسوء الخلق، وقلة العقل من صفاتهن)) فعلى الرجل أن يكون حذراً منهـن (( أما المرأة الصالحة فيهن فهي كمثل الغراب الأعصم بين مائة غراب)) أهـ
هكذا تم تحقير المرأة والحط من مكانتها بصياغة إطار فقهي بشري عنوانه ((قال النبي وقال الرسول))ضاربين تعاليم الإسلام وقيمه الإنسانية بعرض الحائط، مستهترين بكرامة النفس البشرية التي كرمها الله سُبحانه وتعالى.
الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاهل أو مُكابر هي أن الفقه الإسلامي فقه ذكوري بامتياز.
... مشرف 1
Bookmarks