ليس هناك مسلم يعرف أبجديات الاسلام و الايمان يقول بأن العلمانية لا تتعارض مع الدين الاسلامي و بذلك يمكن للمسلم أن يكون من الناحية الفكرية و السياسية "علمانيا", هذا مستحيل لأن العلمانية هي التي تحدد الاطار العام الذي يتطور فيه المجتمع في كل الجوانب و منها الأخلاقية, فإذا تدخل البشر بعقله الناقص في المسائل الأخلاقية فلاشك سيكون فساد كبير ينتشر.
و من الناحية الأخرى اعتقد يا اخي الفاضل بارك الله فيك أن العلمانية علمانيات فالعلمانية الفرنسية ليست هي نفسها العلمانية النورويجية و هذه ليست نفسها العلمانية الروسية أو التركية و هكذا.
أغلب الدول الغربية هي علمانية بلوقراطية و إذا كانت هناك ديموقراطية فهي في الخط الذي لا يتقاطع مع البلوقراطية فقط و في غالب الاحيان يكون هذا الخط من جانب الحرية الفردية و الحزبوقراطية. أنا مع العلمانية التي لا تفصل بين السلطة و الشعب, فعموما لست مع الحزبوقراطية (حكم الاحزاب و الاحزاب بدورها خاضعة للبلوقراطية في كثير من الأحيان) و لست مع الشيخوقراطية (حكم الشيوخ أو اهل الحل و العقد كما يسمون) أو مجلس الخبراء أو ولاية الفقيه أو الحكم الثوري أو الحكم الطالباني أو الأموي .. و لست مع اي نظام حكم يبقى الشعب فيه بعيدا يُساق بالعصى أو الاعلام لا يختار و لا يؤثر, لا يعبر و لا يغير .. عموما ليس هناك اي مشكلة في التكنوقراطية و هي افضل بكثير من الديموقراطية لأن تدخل الشعب مباشرة قد يجعلة يختار شيء بينما هذا الشيء يعتبره المتخصصون مضرا لهم, فالتكنوقراطية هنا لها دورها الايجابي اذا تركت هناك حيزا كبيرا من الحرية الجمعوية و النقابية المستقلة للشعب.
هذا من الناحية النظرية, أما في التطبيق فأي حكم يُحقق العدل أو العدالة هو حكم جميل, أنا هنا قلت انني ضد الحكم الخلافوي الأموي مثلا لكن لست ضد حكم عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه لأنه حكم بالعدل و أحبه الناس فهو من الحكام المسلمين الراشدين الى جانب الخلافاء الراشدين الأربعة و مؤسس دولة الجمهورية الريفية محمد ابن عبد الكريم الخطابي و ابن تشافين و غيرهم من الذين حكموا بالعدل و الانصاف.
العلمانية التي تفصل القيم و المعايير الدينية الروحية عن الدولة و السياسية لا يمكن أن تحقق العدل الكامل لأن العدل وحده بدون احسان و بدون ايتاء ذي القربى, و بدون النهي عن الفحشاء و المنكر و البغي, ليس عدلا و لا قيمة فعلية له تعود بالخير للجميع.
التعديل الأخير تم 11-01-2009 الساعة 02:18 AM
الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!
Bookmarks