النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: _ال جِـن ,.

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي _ال جِـن ,.

    يقول تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " الذاريات 56

    قال ابن كثير " إنما خلقتهم لآمرهم بعبادتي، لا لاحتياجي إليهم."

    "جن عليه الليل و جَنّهُ الليل يجنه بالضم جُنُوناً و أجَنَّهُ مثله و الجِنُّ ضد الإنس الواحد جِنِّيٌّ قيل سميت بذلك لأنها تُتقى ولا تُرى.."( مختار الصحاح)


    قال ابن كثير في مقدمة تفسيره:.

    "والشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب....

    وقال سيبويه العرب تقول تشيطن فلان إذا فعل فعل الشياطين ولو كان من شاط لقالوا تشيط فالشيطان مشتق من البعد على الصحيح ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانا..."

    قال الشوكاني " الجان أبو الجن عند جمهور المفسرين وقال عطاء والحسن وقتادة ومقاتل : هو إبليس وسمي جانا لتواريه عن الأعين يقال : جن الشيء إذا ستره فالجان يستر نفسه عن أعين بني آدم "


    أسماء الجن في لغة العرب وأصنافهم

    قال ابن عبد البر : " الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان على مراتب
    1- فإذا ذكروا الجن خالصاً قالوا : جنّي .

    2- فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس ، قالوا : عامر ، والجمع : عمّار .

    3- فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : أرواح .

    4- فإن خبث وتعرض ، قالوا : شيطان .

    5- فإن زاد على ذلك ، فهو مارد .

    6- فإن زاد على ذلك وقوي أمره ، قالوا : عفريت ، والجمع : عفاريت " التمهيد 11-117" عالم الجن والشياطين للأشقر



    إثبات وجود الجن


    قال الاشقر في عالم الجن ص 2" أنكرت قلة من الناس وجود الجنّ إنكاراً كلياً ، وزعم بعض المشركين : أن المراد بالجن أرواح الكواكب مجموع الفتاوى : 24/280 .

    وزعمت طائفة من الفلاسفة : أن المراد بالجن نوازع الشر في النفس الإنسانية وقواها الخبيثة ، كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيها مجموع الفتاوى : 4/346.

    وزعم فريق من المحْدَثين ( بفتح الدال المخففة ) : أن الجن هم الجراثيم والميكروبات التي كشف عنها العلم الحديث .
    وقد ذهب الدكتور محمد البهي إلى : أن المراد بالجن الملائكة ، فالجن والملائكة عنده عالم واحد لا فرق بينهما ، ومما استدل به : أن الملائكة مستترون عن الناس ، إلا أنه أدخل في الجن من يتخفى من عالم الإنسان في إيمانه وكفره ، وخيره وشره ليس لهم أن يحتجوا بما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس أنه كان ينكر مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم للجن وتكليمهم له ، فإن إنكاره هنا للمشافهة لا للجن ، ومع ذلك فغير ابن عباس كابن مسعود - يثبت مشافهة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم. ومن حفظ حجة على من لم يحفظ .


    عدم العلم ليس دليلاً :

    وغاية ما عند هؤلاء المكذبين أنه لا علم عندهم بوجودهم ، وعدم العلم ليس دليلاً ، وقبيح بالعاقل أن ينفي الشيء لعدم علمه بوجوده، وهذا مما نعاه الله على الكفرة : ( بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) [ يونس : 39] . وهذه المخترعات الحديثة التي لا يستطيع أحد أن يكابر فيها ، أكان يجوز لإنسان عاش منذ مئات السنين أن ينكر إمكان حصولها لو أخبره صادق بذلك ؟ وهل عدم سماعنا للأصوات التي يعج بها الكون في كل مكان دليل على عدم وجودها ، حتى إذا اخترعنا ( الراديو ) ، واستطاع التقاط ما لا نسمع بآذاننا صدقنا بذلك ؟!



    الادلة على وجودهم

    1- وجودهم معلوم من الدين بالضرورة :

    يقول ابن تيمية مجموع الفتاوى : 19/10 : " لم يخالف أحد من طوائف المسلمين في وجود الجن ، ولا في أن الله أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم إليهم ، وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن . أمّا أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، فهم مقرّون بهم كإقرار المسلمين ، وإن وجد فيهم من ينكر ذلك ، كما يوجد في المسلمين من ينكر ذلك ... كالجهمية والمعتزلة ، وإن كان جمهور الطائفة وأئمتها مقرّين بذلك .

    وهذا لأن وجود الجن تواترت به أخبار الأنبياء تواتراً معلوماً بالضرورة ، ومعلوم بالضرورة أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادة ، بل مأمورون منهيون ، ليسوا صفات وأعراضاً قائمة بالإنسان أو غيره ، كما يزعمه بعض الملاحدة ، فلما كان أمر الجن متواتراً عن الأنبياء تواتراً تعرفه العامة والخاصة ، فلا يمكن لطائفة من المنتسبين إلى الرسل الكرام أن تنكرهم " .

    وقال أيضاً : " جميع طوائف المسلمين يقرون بوجود الجن ، وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب ، وكذلك عامة مشركي العرب وغيرهم من أولاد حام ، وكذلك جمهور الكنعانيين واليونان من أولاد يافث ، فجماهير الطوائف تقرّ بوجود الجن " مجموع الفتاوى 19/13.


    وذكر إمام الحرمين : " أن العلماء أجمعوا في عصر الصحابة والتابعين على وجود الجن والشياطين ، والاستعاذة بالله تعالى من شرورهم ، ولا يراغم هذا الاتفاق متدين متشبث بمسكة من الدين "
    آكام المرجان : ص 4 .


    2- النصوص القرآنية والحديثية :

    جاءَت نصوص كثيرة تقرر وجودهم كقوله تعالى : ( قل أوحي إليَّ أنَّه استمع نفرٌ من الجن ) [ الجن : 1 ] ، وقوله : ( وأنَّه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن فزادوهم رهقاً ) [ الجن : 6 ] . وهي نصوص كثيرة ذكرنا غالبها في ثنايا هذه الرسالة ، وإن كانت كثرتها وشهرتها تغني عن ذكرها .


    3- المشاهدة والرؤية :

    كثير من الناس في عصرنا وقبل عصرنا شاهد شيئاً من ذلك ، وإن كان كثير من الذين يشاهدونهم ويسمعونهم لا يعرفون أنهم جنّ ؛ إذ يزعمون أنّهم أرواح ، أو رجال الغيب ، أو رجال الفضاء ...
    وأصدق ما يروى في هذا الموضع رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم للجن ، وحديثه معهم ، وحديثهم معه ، وتعليمه إياهم ، وتلاوته القرآن عليهم ، وسيأتي ذكر ذلك في مواضعه .


    4-رؤية الحمار والكلب للجن :

    إذا كنا لا نرى الجن فإنّ بعض الأحياء يرونهم كالحمار والكلب ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا سمعتم صياح الديكة ، فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكاً ، وإذا سمعتم نهيق الحمار ، فتعوذوا بالله من الشيطان ، فإنه رأى شيطاناً ) متفق عليه .

    وروى أبو داود عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار ، فتعوذوا بالله ، فإنهن يرون ما لا ترون ) ابوداود 4256.

    ورؤية الحيوان لما لا نرى ليس غريباً ، فقد تحقق العلماء من قدرة بعض الأحياء على رؤية ما لا نراه ، فالنحل يرى الأشعة فوق البنفسجية ، ولذلك فإنّه يرى الشمس حال الغيم ، والبومة ترى الفأر في ظلمة الليل البهيم ....



    الجن خلقوا قبل آدم

    قال الله { والجان خلقناه من قبل من نار السموم } الحجر 27

    قال الشوكاني " ومعنى من قبل : من قبل خلق آدم "


    وكلمة الجن اذا اطلقت دخل معهم الشياطين ولا عكس
    مع ان الشياطين من جنس الجن والدليل
    قال الله " إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " الكهف 50


    فالجن هم مؤمنوا الشياطين " قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا "

    وايضا قالوا
    "وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا" الجن 11

    أي فرقا مختلفين مسلمين وكافرين
    وقد يكون من مؤمني الجن من هو عاصي ومتشيطن لا كافر

    وإبليس لعنه الله هو زعيمهم وقائد جيوشهم وقد طرد من الجنة لاستكباره وكفره بجحد امر الله وعدم الإنقياد

    "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا "الاسراء 61

    "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "
    سورة ص 75-76


    قال الشنقيطي في أضواء البيان " مثل قياس إبليس نفسه على عنصره ، الذي هو النار ، وقياسه آدم على عنصره ، الذي هو الطين ، واستنتاجه من ذلك أنه خير من آدم . ولا ينبغي أن يؤمر بالسجود لمن هو خير منه ، مع وجود النص الصريح الذي هو قوله تعالى : { اسجدوا لآدَمَ } يسمى في اصطلاح الأصوليين فاسد الاعتبار .
    وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود :
    والخلف للنص أو إجماع دعا فساد الاعتبار كل من وعى

    فكل من رد نصوص الوحي بالأقيسة فسَلَفُه في ذلك إبليس ، وقياس إبليس هذا لعنه الله باطل من ثلاثة أوجه :

    الأول : أنه فاسد الاعتبار . لمخالفة النص الصريح كما تقدم قريباً .

    الثاني : أنا لا نسلم أن النار خير من الطين ، بل الطين خير من النار . لأن طبيعتها الخفة والطيش والإفساد والتفريق ، وطبيعته الرزانة والإصلاح فتودعه الحبة فيعطيكها سنبلة والنواة فيعطيكها نخلة .
    وإذا أردت أن تعرف قدر الطين فانظر إلى الرياض الناضرة وما فيها من الثمار اللذيذة ، والأزهار الجميلة ، والروائح الطيبة ، تعلم أن الطين خير من النار .

    الثالث : أنا لو سلمنا تسليماً جدلياً أن النار خير من الطين : فإنه لا يلزم من ذلك أن إبليس خير من آدم . لأن شرف الأصل لا يقتضي شرف الفرع ، بل قد يكون الأصل رفيعاً والفرع وضيعاً

    كما قال الشاعر :
    إذا افتخرت بآباء لهم شرف ... قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا

    وقال الآخر :
    وما ينفع الأصل من هاشمٍ ... إذا كانت النفس من باهله"



    إبليس ليس ملكا

    قال الشنقيطي في أضواء البيان 3-290 وما بعدها "

    وقوله: في هذه الآية الكريمة، {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} ظاهر في أن سبب فسقه عن أمر ربه كونه من الجن. وقد تقرر في الأصول في مسلك النص وفي مسلك الإيماء والتنبيه: أن الفاء من الحروف الدالة على التعليل، كقولهم:: سرق فقطعت يده، أي لأجل سرقته. وسها فسجد، أي لأجل سهوه، ومن هذا القبيل
    قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} أي لعلة سرقتهما.

    وكذلك قوله: هنا {كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ} أي لعلة كينونته من الجن، لأن هذا الوصف فرق بينه وبين الملائكة، لأنهم امتثلوا الأمر وعصا هو. ولأجل ظاهر هذه الآية الكريمة ذهبت جماعة من العلماء إلى أن إبليس ليس من الملائكة في الأصل بل من الجن، وأنه كان يتعبد معهم، فأطلق عليهم اسمهم لأنه تبع لهم، كالحليف في القبيلة يطلق عليه اسمها.

    والخلاف في إبليس هل هو ملك في الأصل وقد مسخه الله شيطاناً، أو ليس في الأصل بملك، وإنما شمله لفظ الملائكة لدخوله فيهم وتعبده معهم ـ مشهور عند أهل العلم.

    وحجة من قال: إن أصله ليس من الملائكة أمران: أحدهما ـ عصية الملائكة من ارتكاب الكفر الذي ارتكبه إبليس. كما قال تعالى عنهم: {لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
    وقال تعالى: {لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}

    والثاني: أن الله صرح في هذه الآية الكريمة بأنه من الجن، والجن غير الملائكة. قالوا: وهو نص قرآني في محل النزاع. واحتج من قال: إنه ملك في الأصل بما تكرر في الآيات القرآنية من قوله: {فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ}

    قالوا:فإخراجه بالاستثناء من لفظ الملائكة دليل على أنه منهم. وقال بعضهم: والظواهر إذا كثرت صارت بمنزلة النص. ومن المعلوم أن الأصل في الاستثناء الاتصال لا الانقطاع. قالوا: ولا حجة لمن خالفنا في قوله: تعالى {كَانَ مِنَ الْجِنّ} [18/50] لأن الجن قبيلة من الملائكة، خلقوا من بين الملائكة من نار السموم كما روي عن ابن عباس. والعرب تعرف في لغتها إطلاق الجن على الملائكة. ومنه قول الأعشى في سليمان بن داود:
    وسخر من جن الملائك تسعة ... قياماً لديه يعملون بلا أجر

    قالوا: ومن إطلاق الجن على الملائكة قوله تعالى: {وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً} عند من يقول: بأن المراد بذلك قولهم:: الملائكة بنات الله.
    سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله علواً كبيراً! وممن جزم بأنه ليس من الملائكة في الأصل لظاهر هذه الآية الكريمة: الحسن البصري، وقصره الزمخشري في تفسيره.
    وقال القرطبي في تفسير سورة البقرة: إن كونه من الملائكة هو قول الجمهور: ابن عباس، وابن مسعود، وابن جريج، وابن المسيب، وقتادة وغيرهم. وهو اختيار الشيخ أبي الحسن، ورجحه الطبري، وهو ظاهر قوله: إلا إبليس اهـ وما يذكره المفسرون عن جماعة من السلف كابن عباس وغيره: من أنه كان من أشراف الملائكة، ومن خزان الجنة، وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا، وأنه كان اسمه عزازيل ـ كله من الإسرائيليات التي لا معول عليها.

    وأظهر الحجج في المسألة، حجة من قال: إنه غير ملك؛ لأن قوله تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ...} الآية ، وهو أظهر شيء في الموضوع من نصوص الوحي. والعلم عند الله تعالى.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مما خلقت الشياطين وشيء من صفاتهم ؟:.

    قال الله "وخلق الجان من مارج من نار " الجن 15"

    قال الله { والجان خلقناه من قبل من نار السموم } الحجر 27


    قال الشوكاني " والسموم : الريح الحادة النافذة في المسام تكون بالنهار وقد تكون بالليل كذا قال أبو عبيدة "
    وذكر عن ابن عباس " أحسن النار"
    وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : نار السموم الحارة


    وقال الله "طلعها كأنه رؤوس الشياطين " الصافات65

    قال ابن كثير "تبشيع لها وتكريه لذكرها...وإنما شبهها برءوس الشياطين وإن لم تكن معروفة عند المخاطبين؛ لأنه قد استقر في النفوس أن الشياطين قبيحة المنظر.
    وقيل: المراد بذلك ضرب من الحيات، رءوسها بشعة المنظر.
    وقيل: جنس من النبات، طلعه في غاية الفحاشة.
    وفي هذين الاحتمالين نظر، وقد ذكرهما ابن جرير، والأول أقوى وأولى، والله أعلم ."


    الشيطان له قرنان

    في صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تَحَرّوا بصلاتكم طلوع الشمس ، ولا غروبها ، فإنّها تطلع بقرني شيطان ) مسلم 828


    تزاوج الجن وتكاثرهم

    قال الاشقر "الذي يظهر أن الجن يقع منهم النكاح ، وقد استدل بعض العلماء على ذلك بقوله تعالى في أزواج أهل الجنة : ( لم يَطْمِثْهُنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ ) [ الرحمن : 56 ] . والطمث في لغة العرب : الجماع ، وقيل هو الجماع الذي يكون معه تدمية تنتج عن الجماع .

    وذكر السفاريني حديثاً يحتاج إلى نظر في إسناده ، يقول : ( إن الجن يتوالدون ، كما يتوالد بنو آدم ، وهم أكثر عدداً ) امع الأنوار : 2/222.

    وسواء أصح هذا الحديث أم لم يصح ، فإن الآية صريحة في أن الجن يتأتى منهم الطمث ، وحسبنا هذا دليلاً .
    وأخبرنا ربنا أن الشيطان له ذرية ، قال تعالى مبكتاً عباده الذين يتولون الشيطان وذريته : ( أفتتخذونه وذريَّته أولياء من دوني وهم لكم عدو ) [ الكهف : 50 ] ،
    وقال قتادة : " أولاد الشيطان يتوالدون كما يتوالد بنو آدم ، وهم أكثر عدداً " "



    زواج الإنس من الجن

    لا زلنا نسمع أن فلاناً من الناس تزوج جنية ، أو أن امرأة من الإنس خطبها جني ، وقد ذكر السيوطي آثاراً وأخباراً عن السلف والعلماء تدل على وقوع التناكح بين الإنس والجن لقط المرجان : ص53 .

    يقول ابن تيمية مجموع الفتاوى : 19/39 : " وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد ، وهذا كثير معروف " .

    وعلى فرض إمكان وقوعه فقد كرهه جمع من العلماء كالحسن وقتادة والحكم وإسحاق .
    والإمام مالك - رحمه الله - لا يجد دليلاً ينهى عن مناكحة الجن ، غير أنّه لم يستحبه ، وعلل ذلك بقوله : " ولكني أكره إذا وجدت امرأة حاملاً فقيل من زوجك ؟ قالت : من الجن ، فيكثر الفساد " آكام المرجان : ص67 .

    وذهب قوم إلى المنع من ذلك ، واستدلوا على مذهبهم بأنّ الله امتنّ على عباده من الإنس بأنّه جعل لهم أزواجاً من جنسهم : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مَّوَدَّةً ورحمة ً ) [ الروم : 21 ] .

    فلو وقع فلا يمكن أن يحدث التآلف والانسجام بين الزوجين لاختلاف الجنس ، فتصبح الحكمة من الزواج لاغية ؛ إذ لا يتحقق السكن والمودة المشار إليهما في الآية الكريمة .

    وعلى كلٍّ فهذه مسألة يزعم بعض الناس وقوعها في الحاضر والماضي ، فإذا حدثت فهي شذوذ ، قلما يسأل فاعلها عن حكم الشرع فيها ، وقد يكون فاعلها مغلوباً على أمره لا يمكنه أن يتخلص من ذلك .

    ومما يدل على إمكان وقوع التناكح بين الإنس والجن قوله تعالى في حور الجنة : ( لم يَطْمِثْهُنَّ إنسٌ قبلهم ولا جانٌّ ) [ الرحمن : 56 ] ، فدلت الآية على صلاحيتهن للإنس والجن على حد سواء ."


    قلت الاستدلال بهذه الاية غير سديد لاختلاف الحال في الجنة عن حال اهل الدنيا
    وقد قال الله " إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ " وعلى القول انهن بنات ادم فخلقتهن مختلفة عما كانوا عليه في الدنيا مع ان الاية في الحور العين
    حتى الرجال كما صح به الحديث من تغير خلقهم قال صلى الله عليه وسلم " يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين على خلق آدم ستون ذراعا في عرض سبع أذرع" احمد 7933
    قال شعيب الأرنؤوط : حسن بطرقه وشواهده دون قوله " في عرض سبع أذرع " تفرد بها علي بن زيد وهو ضعيف


    أعمار الجن وموتهم

    "لا شك أن الجن - ومنهم الشياطين - يموتون ؛ إذ هم داخلون في قوله تعالى : ( كلٌّ من عليها فانٍ - ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام - فَبِأَيِّ آلاء ربكما تكذبان ) [ الرحمن : 26-28 ] .
    وفي صحيح البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( أعوذ بعزتك ، الذي لا إله إلا أنت ، الذي لا يموت ، والجن والإنس يموتون ) مسلم2451 .

    أما مقدار أعمارهم فلا نعلمها ، إلا ما أخبرنا الله عن إبليس اللعين ، أنه سيبقى حيّاً إلى أن تقوم الساعة : ( قال أنظرني إلى يوم يبعثون - قال إنَّك من المنظرين ) [ الأعراف : 14-15 ] .
    أما غيره فلا ندري مقدار أعمارهم ، إلا أنهم أطول أعماراً من الإنس .
    ومما يدّل على أنهم يموتون أن خالد بن الوليد قتل شيطانة العزى ، ( الشجرة التي كانت تعبدها العرب ) ، وأن صحابياً قتل الجني الذي تمثل بأفعى ، كما سيأتي بيانه ." الاشقر



    وقال الله "...فلما رآها تهتز كأنها جان..." النمل 10

    قال الزجاج : صارت العصا تتحرك كما يتحرّك الجانّ ، وهي الحية البيضاء ، وإنما شبهها بالجانّ في خفة حركتها ، وشبهها في موضع آخر بالثعبان لعظمها ، وجمع الجانّ : جنان ، وهي الحية الخفيفة الصغيرة الجسم"

    وهنا شبهة يثيرها عباد الصليب " ماذا تقولون في قوله تبارك وتعالى حكاية عن موسى (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين). وقال تعالى في موضع آخر (وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب) والثعبان الحية العظيمة الخلقة والجان الصغير من الحيات فكيف اختلف الوصفان والقصة واحدة وكيف يجوز أن تكون العصا في حالة واحدة بصفة ما عظم خلقه من الحيات وبصفة ما صغر منها وبأي شئ تزيلون التناقض عن هذا الكلام


    الجواب :
    أول ما نقوله ان الذي ظنه السائل من كون الآيتين خبرا عن قصة واحدة باطل بل الحالتان مختلفتان فالحال التي أخبر فيها أن العصا فيها بصفة الجان كانت في ابتداء النبوة وقبل مصير موسى إلى فرعون والحال التي صار العصا عليها ثعبانا كانت عند لقائه فرعون وإبلاغه الرسالة والتلاوة تدل على ذلك وإذا اختلفت القصتان فلا مسألة على أن قوما من المفسرين قد تعاطوا الجواب على هذا السؤال إما لظنهم أن القصة واحدة أو لاعتقادهم أن العصا الواحدة لا يجوز أن تنقلب في حالتين تارة إلى صفة الجان وتارة إلى صفة الثعبان أو على سبيل الاستظهار في الحجة فذكروا وجها تزول به الشبهة :-

    أنه تعالى إنما شبهها بالثعبان في إحدى الآيتين لعظم خلقها وكبر جسمها وهول منظرها وشبهها في الآية الاخرى بالجان لسرعة حركتها ونشاطها وخفتها فاجتمع لها مع أنها في جسم الثعبان وكبر خلقه نشاط الجان وسرعة حركته وهذا أبهر في باب الإعجاز وأبلغ في خرق العادة ولا تناقض معه بين الآيتين. وليس يجب اذا شبهها بالثعبان أن يكون لها جميع صفات الثعبان واذا شبهها بالجان أن يكون لها جميع صفاته وقد قال الله تعالى (يطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قوارير قوارير من فضة) ولم يرد تعالى أن الفضة قوارير على الحقيقة وانما وصفها بذلك لأنه اجتمع لها صفاء القوارير وشفوفها ورقتها مع أنها من فضة ..." (من موقع ابن مريم )

    وسميت الحية الصغيرة بالجان للصلة بينها وبين خفتها وسرعتها بالجن والجان

    ومن هنا يعرف حكم الرقص عند الكثير وفيه مشابهة بالشياطين
    وللرجال أقبح...



    وعن عائشة قالت
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم. مسلم
    ( مارج ) المارج اللهب المختلط بسواد النار

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عداوة الشيطان وأذيته ل بني آدم :.

    قال الله "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير " فاطر 6

    قال ابن كثير "أي: هو مبارز لكم بالعداوة، فعادوه أنتم أشد العداوة، وخالفوه وكذبوه فيما يغركم به، { إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } أي: إنما يقصد أن يضلكم حتى تدخلوا معه إلى عذاب السعير، فهذا هو العدو المبين. فنسأل الله القوي العزيز أن يجعلنا أعداء الشيطان ، وأن يرزقنا اتباع كتابه، والاقتفاء بطريق رسوله، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير."


    وقال عز وجل "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون"المؤمنون 97-98 المؤمنون

    قال الطبري" يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وقل يا محمد: ربّ أستجير بك من خنق – في الحاشية في غريب القرآن للراغب الأصفهاني : ( همز ) : " الهمز كالعصر " وهو مناسب لقول المؤلف : خنق الشياطين ؛ لأن الخنق هو عصر الرقبة وضغطها لينقطع النفس-
    الشياطين وهمزاتها، والهَمْزُ: هو الغَمْز، ومن ذلك قيل للهمز في الكلام: هَمْزة، والهَمَزَاتُ جمع همزة." ثم ساق عن ابن زيد قوله " همزات الشياطين: خَنْقهم الناس، فذلك هَمَزاتهم."


    قال البغوي " { وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ } أي: أمتنع وأعتصم بك، { مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ } قال ابن عباس: نزعاتهم. وقال الحسن: وساوسهم. وقال مجاهد: نفخهم ونفثهم "


    قال ابن كثير
    "وقوله: { وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ } أي: في شيء من أمري؛ ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور -وذلك مطردة للشياطين -عند الأكل والجماع والذبح، وغير ذلك من الأمور؛ ولهذا روى أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهَرَم، وأعوذ بك من الهَدْم ومن الغرق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت" روه النسائي وغيره وصححه الالباني5547 و حسنه ابن حجر في المقدمة

    وعن سَبرة بن أبي فاكه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال تُسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء أبيك فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال تهاجر وتدع أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة ومن قتل كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقا على الله أن يدخله الجنة. النسائي واحمد وصححه الألباني


    وقال ربنا " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ "175-176 الاعراف


    قال السعدي "أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات اللّه، فإن العلم بذلك، يصير صاحبه متصفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات وأرفع المقامات، فترك هذا كتاب اللّه وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب، وخلعها كما يخلع اللباس.
    فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان، أي: تسلط عليه حين خرج من الحصن الحصين، وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزا.
    { فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } بعد أن كان من الراشدين المرشدين.
    وهذا لأن اللّه تعالى خذله ووكله إلى نفسه، فلهذا قال تعالى: { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا } بأن نوفقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيتحصن من أعدائه.

    { وَلَكِنَّهُ } فعل ما يقتضي الخذلان، فَأَخْلَدَ إِلَى الأرْضِ، أي: إلى الشهوات السفلية، والمقاصد الدنيوية. { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } وترك طاعة مولاه، { فَمَثَلُهُ } في شدة حرصه على الدنيا وانقطاع قلبه إليها، { كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ } أي: لا يزال لاهثا في كل حال، وهذا لا يزال حريصا، حرصا قاطعا قلبه، لا يسد فاقته شيء من الدنيا.
    { ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } بعد أن ساقها اللّه إليهم، فلم ينقادوا لها، بل كذبوا بها وردوها، لهوانهم على اللّه، واتباعهم لأهوائهم، بغير هدى من اللّه.

    { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا تفكروا علموا، وإذا علموا عملوا."


    وقال الله "ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا " مريم 83

    قال ابن كثير : أي تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا وتسوقهم إليها سوقا"

    قال الشنقيطي " قوله : { أَرْسَلْنَا الشياطين } الآية : أي سلطانهم عليهم وقيضناهم لهم . وهذا هو الصواب . خلافاً لمن زعم أن معنى { أَرْسَلْنَا الشياطين } الآية : أي خلينا بينهم وبينهم ، ولم نعصمهم من شرهم . يقال : أسلت البعير اي خليته .
    وقوله : { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } : الأز والهز والاستفزاز بمعنى ، ومعناها التهييج وشدة الإزعاج . فقوله { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } أي تهيجهم وتزعجهم إلى الكفر والمعاصي .

    وأقوال أهل العلم في الآية راجعة إلى ما ذكرنا : كقول ابن عباس { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } : اي تغويهم إِغْواءً « . وكقول مجاهد { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } : أي تشليهم إشلاءً . وكقول قتادة { تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } أي تزعجهم إزعاجاً . وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة - من أنه سلط الشياطين على الكافرين ، وقيضهم لهم يضلونهم عن الحق بينه في مواضع أخر من كتابة . كقوله تعالى : { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ } [ فصلت : 25 ] الآية ، وقوله تعالى : { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرحمن نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السبيل } [ الزخرف : 36-37 ] الآية ،
    وقوله تعالى : { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَامَعْشَرَ الجن قَدِ استكثرتم مِّنَ الإنس وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإنس } [ الأنعام : 128 ] الآية ، وقوله : { وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغي ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } [ الأعراف : 202 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .


    قال السعدي "وهذا من عقوبة الكافرين أنهم -لما لم يعتصموا بالله، ولم يتمسكوا بحبل الله، بل أشركوا به ووالوا أعداءه، من الشياطين- سلطهم عليهم، وقيضهم لهم، فجعلت الشياطين تؤزهم إلى المعاصي أزا، وتزعجهم إلى الكفر إزعاجا، فيوسوسون لهم، ويوحون إليهم، ويزينون لهم الباطل، ويقبحون لهم الحق، فيدخل حب الباطل في قلوبهم ويتشربها، فيسعى فيه سعي المحق في حقه، فينصره بجهده ويحارب عنه، ويجاهد أهل الحق في سبيل الباطل، وهذا كله، جزاء له على توليه من وليه وتوليه لعدوه، جعل له عليه سلطان، وإلا فلو آمن بالله، وتوكل عليه، لم يكن له عليه سلطان، كما قال تعالى:
    { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ } "



    وقال الله "وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا " الكهف 50

    قال السعدي " بئس ما اختاروا لأنفسهم من ولاية الشيطان، الذي لا يأمرهم إلا بالفحشاء والمنكر عن ولاية الرحمن، الذي كل السعادة والفلاح والسرور في ولايته. وفي هذه الآية، الحث على اتخاذ الشيطان عدوا، والإغراء بذلك، وذكر السبب الموجب لذلك، وأنه لا يفعل ذلك إلا ظالم، وأي: ظلم أعظم من ظلم من اتخذ عدوه الحقيقي وليا، وترك الولي الحميد؟".




    وقوله جل في علاه
    "قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " الاسراء62 –64

    قال الواحدي : أصله من احتناك الجراد الزرع وهو أن تستأصله بأحناكها وتفسده هذا هو الأصل ثم سمي الاستيلاء على الشيء وأخذه كله احتناكا وقيل معناه : لأسوقنهم حيث شئت وأقودنهم حيث أردت من قولهم حنكت الفرس أحنكه حنكا : إذا جعلت في فيه الرسن...

    قال ابن كثير: "واستفزز من استطعت منهم بصوتك " قيل هو الغناء قال مجاهد باللهو والغناء أي استخفهم بذلك وقال ابن عباس في قوله { واستفزز من استطعت منهم بصوتك } قال كل داع دعا إلى معصية الله عز وجل وقال قتادة واختاره ابن جرير وقوله تعالى : { وأجلب عليهم بخيلك ورجلك } يقول واحمل عليهم بجنودك خيالتهم ورجلتهم فإن الرجل جمع راجل كما أن الركب جمع راكب وصحب جمع صاحب ومعناه تسلط عليهم بكل ما تقدر عليه وهذا أمر قدري"

    قلت : وهذا كما ترى امر كوني قدري لا شرعي قدري

    والفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية:.

    1-الارادة الكونية يلزم منها وقوع المراد ولا يلزم من وقوعه أن يكون محبوبا لله واما الشرعية فيلزم أن يكون المراد فيها محبوبا ولا يلزم وقوعه.

    2- الإرادة الكونية قد تكون مقصودة لغيرها كخلق إبليس مثلا وسائر الشرور لتحصل بسببها محاب كثيرة كالتوبة والمجاهدة والإستغفار وغير ذلك.

    3- الإرادتان تجتمعان في حق المطيع وتنفرد الكونية في مثل كفر الكافر...



    يقول الله "قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين" الأنعام 71

    قال الطبري " وقوله:"استهوته"،"استفعلته"، من قول القائل:"هوى فلان إلى كذا يهوي إليه"، ومن قول الله تعالى ذكره" فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ " [سورة إبراهيم: 37] ، بمعنى: تنزع إليهم وتريدهم.

    وأما"حيران"، فإنه"فعلان" من قول القائل:"قد حار فلان في الطريق، فهو يَحَار فيه حَيرة وحَيَرَانًا وَحيرُورة"، وذلك إذ ضل فلم يهتد للمحجَّة."
    ومن هنا يُعلم مدى الاضطراب النفسي الذي يعيشه هؤلاء وهرعهم الى العقاقير التي لا تزيدهم الا نكدا والى موسيقى لا تعيشهم الا في وهما واعتناقهم لعُقد لا تزيدهم الا غيّا

    قال ابن الجوزي في زاد المسير " { كالذي استهوته الشياطين } . وقرأ حمزة : «استهواه الشياطين» على قياس قراءته : { توفاه رُسْلُنا } وفي معنى «استهوائها» قولان .

    أحدهما : أنها هوت به وذهبت ، قاله ابن قتيبة . وقال أبو عبيدة : تُشبَّه له الشياطين فيتبعها ، حتى تهوي به في الأرض ، فتضلّه .

    والثاني : زيَّنت له هواه ، قاله الزجاج . قال و { حيران } : منصوب على الحال ، أي : استهوته في حال حيرته . قال السدي : قال المشركون للمسلمين : اتَّبِعوا سبيلنا واتركوا دين محمد ، فقال تعالى : { قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا ونردُّ على أعقابنا بعد إذ هدانا الله } فنكون كرجل كان مع قوم على طريق ، فضلّ ، فحيرته الشياطين ، وأصحابه على الطريق يدعونه : يا فلان هلم إلينا ، فانا على الطريق ، فيأبى . وقال ابن عباس : نزلت هذه الآية في عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق ، دعاه أبوه وأُمه إلى الإسلام فأبى . قال مقاتل : والمراد بأصحابه : أبواه ."
    قلت والمراد والله اعلم اعم من ذلك لأن الصاحب من الصحبة و المعاشره فكل من صاحبك وعاشرته يسمى صاحبك


    قال ابن كثير " ودواعي الشيطان، ومن سلك مسلكه، والنفس الأمارة بالسوء، يدعونه إلى الضلال، والنزول إلى أسفل سافلين، فمن الناس من يكون مع داعي الهدى، في أموره كلها أو أغلبها، ومنهم من بالعكس من ذلك. ومنهم من يتساوى لديه الداعيان، ويتعارض عنده الجاذبان،وفي هذا الموضع، تعرف أهل السعادة من أهل الشقاوة."

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وقال صلى الله عليه وسلم:" ما منكم من أحد، إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا وإياك؟. قال: وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير". صحيح الجامع برقم 5676. وأصله عند مسلم

    وفي السنة للخلال 203 قال أبو عبدالله لا أدري هو يسلم منه أو إبليس أسلم قلت إن قوما يقولون إن النبي يسلم منه قال لا أدري


    وفي ابن ابي العز في شرح الطحاوي " لرِّوَايَة بِفَتْحِ الْمِيمِ مِنْ " فَأَسْلَمَ " وَمَنْ رواه " فَأَسْلَمُ " بِرَفْعِ الْمِيمِ - فَقَدْ حَرَّفَ لَفْظَه . ومعنى " فَأَسْلَمَ " ، أي : فَاسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ لِي ، في أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ ، وَلِهَذَا قَالَ : " فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ " ، وَمَنْ قَالَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ صَارَ مُؤْمِنًا - فَقَدْ حَرَّفَ معناه ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَكُونُ مُؤْمِنًا " .


    قلت هو قول سفيان بن عيينة في تفسير قوله " فأسلم " معناه : أسلم أنا منه ، والشيطان لا يسلم ، وقيل : أسلم أي : استسلم يقول ذل." شرح السنة للبغوي 4211


    وفي الحاشية تحقيق احمد شاكر " والراجح فيها الفتح ، كما قال الشارح ، ولكن المعنى الذي رجحه غير راجح . فقال القاضي عياض ، في مشارق الأنوار 2 : 218 « رويناه بالضم والفتح . فمن ضم رد ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أي : فأنا أسلم منه . ومن فتح رده إلى القرين ، أي : أسلم من الإسلام . وقد روي في غير هذه الأمهات : فاستسلم » . يريد بالأمهات : الموطأ والصحيحين ، التي بنى عليها كتابه ، وإن كان هذا الحديث لم يروه مالك ولا البخاري .

    وقال النووي في شرح مسلم : « هما روايتان مشهورتان . . واختلفوا في الأرجح منهما ، فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح » . وأما الحافظ ابن حبان ، فإنه روى الحديث في صحيحه ( 2 : 283 ، من المخطوطة المصورة ) ، وجزم برواية فتح الميم ، وقال : « في هذا الخبر دليل على أن شيطان المصطفى صلى الله عليه وسلم أسلم حتى لم يكن يأمره إلا بخير ، لا أنه كان يسلم منه إن كان كافرا » . وهذا هو الصحيح الذي ترجحه الدلائل .

    وادعاء الشارح أن هذا تحريف للمعنى . « فإن الشيطان لا يكون مؤمنا » - انتقال نظر . فأولا : أن اللفظ في الحديث « قرينه من الجن » ، لم يقل « شيطانه » . وثانيا : أن الجن فيهم المؤمن والكافر . والشياطين هم كفارهم ، فمن آمن منهم لم يسم شيطانا ."



    قال عمر الاشقر في عالم الجن والشياطين 33-34" وقرين الإنسان من الملائكة وقرينه من الجنّ يتعاوران الإنسان ، هذا يأمره بالشر ويرغبه فيهي ، وذاك يحثه على الخير ويرغبه فيه ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن للشيطان لمة بابن آدم ، وللملك لمة ، فأمّا لمة الشيطان ، فإيعاد بالشر ، وتكذيب بالحق ، وأمّا لمة الملك ، فإيعاد بالخير ، وتصديق بالحق ، فمن وجد من ذلك شيئاً فليعلم أنّه من الله ، وليحمد الله ، ومن وجد الأخرى ، فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم قرأ : ( الشَّيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مَّغفرةً منه وفضلاً والله واسع عليمٌ ) [ البقرة : 268 ] )) .


    قال ابن كثير ، بعد إيراده لهذا الحديث : " هكذا رواه الترمذي والنسائي في كتابي التفسير من سننهما جميعاً ، عن هناد بن السري . وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، عن أبي يعلى الموصلي ، عن هناد به ، وقال الترمذي : حسن غريب ، وهو حديث أبي الأحوص ، يعني سلام بن سليم ... " .


    قال أبو هريرة رضي الله عنه
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" بخاري


    وذكر اللالكائي عن عبدالله بن عمرويه الصفار قال سمعت عبدالله بن احمد بن حنبل يقول لما حضرت ابي الوفاة كنت عنده وكان حرق فيما هو فيه وبيدي خرقة أمسح به عينيه ساعة ففتح ابي عينيه وحدق بهما وأومأ بيده وقال لا بعد دفعات فقلت : يا أبة من تخاطب ؟ فقال : هذا إبليس قائم بحضرتي عاضا على أنامله يقول : يا أحمد فتني فقلت : لا حتى أموت
    2284
    قال المحقق : قال الذهبي هذه حكاية غريبة تفرد بها ابن علم / أي الصفار
    سير اعلام النبلاء 11-341


    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ان الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم قال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني" احمد وحسنه الأرناؤوط
    11255


    يورثون البغضاء بين الناس...

    عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم. مسلم

    ( ولكن في التحريش بينهم ) أي ولكنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها.



    يسببون الكسل والنسيان...

    "قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره... "الكهف 63

    والعلاج

    "...واذكر ربك إذا نسيت..." الكهف 24

    ومن هنا تعلم خطأ من يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم اذا نسي وانه مخالف لنص القرآن.



    عن أبي هريرة رضي الله عنه
    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان. بخاري


    قال ابن عبد البر في الاستذكار لما في الموطأ من المعاني والاثار 2-375" القافية مؤخر الرأس وهو القذال وقافية كل شيء آخره ومنه قيل في أسماء النبي صلى الله عليه و سلم المقفى لأنه آخر الأنبياء ومنها أخذت قوافي الشعر لأنها أواخر الأبيات
    وأما عقد الشيطان على قافية رأس بن آدم إذا رقد فلا يوصل إلى كيفية ذلك وأظنه
    كناية عن جنس الشيطان وتثبيطه للإنسان على قيام الليل وعمل البر

    وقيل إنها كعقد السحر من قول الله تعالى ( النفاثاتت في العقد ) الفلق 4
    وفي هذا الحديث دليل على أن ذكر الله تعالى يطرد به الشيطان بالتلاوة والذكر والأذان مجتمع عليه معلوم...

    وقد زعم قوم أن قوله في هذا الحديث أصبح خبيث النفس كسلان معارضة لما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث عائشة وغيرها لا يقولن أحدكم خبثت نفسي وليقل لقست نفسي
    وليس في هذا شيء من المعارضة وإنما في حديث عائشة كراهية لإضافة المرء إلى نفسه لفظه الخبث
    كما روي عنه إذ سئل عن العقيقة فقال لا أحب العقوق وكأنه كره الاسم وقال لينسك أحدكم عن ابنه"



    عن عبد الله رضي الله عنه قال : ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال " ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه" بخاري


    قال القرطبي وغيره : لا مانع من ذلك إذ لا إحالة فيه ؛ لأنه ثبت أن الشيطان يأكل ويشرب وينكح ، فلا مانع من أن يبول . اهـ .

    قال الإمام النووي : وقد يستعملون صريح الاسم لمصلحة راجحة ، وهي إزالة اللبس أو الاشتراك أو نفى المجاز أو نحو ذلك ... وكقوله صلى الله عليه وسلم : أدبر الشيطان وله ضراط ، وكقول أبى هريرة رضى الله عنه : الحدث فساء أو ضراط ، ونظائر ذلك كثيرة . اهـ .

    وقال أيضا في معنى الرواية الأخرى : وله حصاص ، أي ضراط كما في الرواية الأخرى . وقيل الحصاص : شدة العدو ، قالهما أبو عبيد والأئمة من بعده . اهـ .

    وقال الحافظ ابن حجر : قال عياض : يُمكن حمله على ظاهره ؛ لأنه جسم متغذٍّ يصحّ منه خروج الريح ، ويحتمل أنها عبارة عن شدة نفاره . اهـ .
    وساق كلاما طويلا في معنى ذلك فليُراجع في فتح الباري ( 2 / 85 )

    فالذي يظهر أنه على الحقيقة ، وذلك نتيجة لشدّة الخوف والرعب من الأذان .
    والله تعالى أعلى وأعلم ." اتحاف الكرام بشرح عمدة الاحكام ل عبدالرحمن السحيم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    أماكن تواجدهم ... وامارات وجودهم في بعض الأماكن:.

    وقال صلى الله عليه وسلم:" إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال فيدنو منه ويقول: نعم أنت". قال الأعمش: أراه قال فيلتزمه. رواه مسلم.


    قال المناوي " لما فيه من توقع وقوع الزنا وانقطاع النسل .."
    وقال ايضا " ثم إن هذا تهويل عظيم في ذم التفريق حيث كان أعظم مقاصد اللعين لما فيه من انقطاع النسل وانصرام بني آدم توقع وقوع الزنا الذي هو أعظم الكبائر فسادا وأكثرها معرة كيف وقد استعظمه في التنزيل بقوله { يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه } "



    عن زيد بن أرقم
    : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث" ابوداود واصله في البخاري


    قال الخطابي في معالم السنن 1-22
    " معناه أن الشياطين تحضر تلك الأمكنة وترصدها بالأذى والفساد لأنها مواضع يهجر فيها ذكر اللّه وتكشف فيها العورات ، وهو معنى قوله إن هذه الحشوش محتضرة فأمر عليه السلام بالتستر ما أمكن وأن لا يكون قعود الإنسان في براح من الأرض تقع عليه أبصار
    الناظرين فيتعرض لانتهاك الستر أو تهب عليه الريح فيصيبه نشر البول عليه والخلاء فيلوث بدنه وثيابه وكل ذلك من لعب الشيطان به وقصده إياه بالأذى والفساد ."

    ومعنى غفرانك : أي أسألك مغفرتك .

    قال ابن القيم : في سبب قوله : غفرانك قال : وفي هذا من السر - والله أعلم - أن النجو ( يعني الغائط ) يُثقل البدن ويؤذيه باحتباسه ، والذنوب تثقل القلب وتؤذيه باحتباسها فيه ، فهما مؤذيان مضرّان بالبدن والقلب ، فَحَمِدَ الله عند خروجه على خلاصه من هذا المؤذي لبدنه ، وخفّة البدن وراحته ، وسأل أن يخلصه من المؤذي الآخر ويريح قلبه منه ويخففه ." اتحاف الكرام



    بين النبي صلى الله عليه وسلم ان السوق " فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته" مسلم

    لكونه محل المعاصي من الغش ، والخداع ، والأيمان الكاذبة ، والأفعال المنكرة ونحوها

    قال ابن الجوزي في كشف المشكل "وقوله بها ينصب رايته كناية عن قوة طمعه في إغوائهم لأن الرايات في الحروب لا تنصب إلا مع قوة الطمع في الغلبة"



    وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمر بالليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين ما لا ترون" رواه ابوداود وصححه الألباني


    قال صلى الله عليه وسلم" لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان..." صحيح الترمذي

    قال القرطبي في المفهم لما أشكل من صحيح مسلم 8-25"وبالجملة فالخلوة بالأجنبية حرام بالاتفاق في كل الأوقات ، وعلى كل الحالات.."

    قال المباركفوري في تحفة الأحوذي 4-282" والمعنى يكون الشيطان معهما يهيج شهوة كل منهما حتى يلقيا في الزنى"

    قال الشوكاني في نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار 9-168" سبب ذلك أن الرجل يرغب إلى المرأة لما جبل عليه من الميل إليها لما ركب فيه من شهوة النكاح وكذلك المرأة ترغب إلى الرجل لذلك فمع ذلك يجد الشيطان السبيل إلى إثارة شهوة كل واحد منهما إلى الآخر فتقع المعصية "

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أنواع الشياطين وهل لها القدرة على التشكل؟:.


    عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه أتاه آت يحثو من الصدقة ـ وكان قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم عليهاـ ليلة بعد ليلة، فلما كان من الليلة الثالثة قال: لأرفعنّك الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ـ وكانوا أحرص شيء على الخير ـ فقال: إذا أويت الى فراشك، فاقرأ آية الكرسي {الله لا اله الا هو الحيّ القيّوم} حتى تختمها، فإنه لا يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال:" صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان" أخرجه البخاري.


    شديدوا الأذية...

    قال عز وجل"وحفظا من كل شيطان مارد" الصافات 7
    المارد: يعني المتمرد العاتي


    غواصين في البحار وآخرين شغلوا في البناء وآخرين مسجونين ...

    قال صلى الله عليه وسلم " الجن ثلاثة أصناف فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء و صنف حيات و كلاب و صنف يحلون و يظعنون"الجامع الصغير وزيادته 5425.


    قال المناوي " أي يقيمون ويرحلون والصنف الثاني هم سكان البيوت الذي نهى الشرع عن قتلهم"


    قال ابو عمر ابن عبد البر في التمهيد 8-527 " قال أبو عمر ما يحل ويظعن الغول والسعلاة وهو ضرب من ضروب الجن وفرع منهم يتصور في القفار والطرق ليلا ونهارا فتفزع المسافر وتتلون ألوانا في صور شتى منها قبيحة ومنها حسنة
    قال الفضل بن زهير
    ( فما تدوم على حال تكون بها ... كما تغول في أثوابها الغول ) وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان"
    قلت ضعيف فيه انقطاع الحسن لم يسمع من جابر


    قال الله "والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد"
    سورة ص 37- 38


    و منهم الطائر...

    روى الحافظ أبو نعيم عن جابر بن عبد الله قال
    إن أول خبر كان بالمدينة بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة بالمدينة كان لها تابع من الجن فجاء في صورة طائر أبيض فوقع على حائط لهم فقالت له : ألا تنزل إلينا فتحدثنا ونحدثك وتخبرنا ونخبرك ؟ فقال لها : إنه قد بعث نبي بمكة حرم الزنا ومنع منا القرار. صحيح السيرة النبوية 82



    هل للشياطين قدرة على علم المغيبات ؟:.

    عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
    : أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب فتذكر الأمر قضي في السماء فتسترق الشياطين السمع فتسمعه فتوحيه إلى الكهان فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم" بخاري

    العنان: السحاب



    قال الله "فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين" سبأ 14

    قال الشوكاني في فتح القدير " { مَا دَلَّهُمْ على مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ } يعني : الأرضة . وقرىء . ( الأرض ) بفتح الراء ، أي : الأكل ، يقال : أرضت الخشبة أرضاً : إذا أكلتها الأرضة . ومعنى تأكل منسأته : تأكل عصاه التي كان متكئاً عليها ، والمنسأة : العصا بلغة الحبشة ، أو هي مأخوذة من نسأت الغنم ، أي : زجرتها . قال الزجاج : المنسأة التي ينسأ بها : أي : يطرد . قرأ الجمهور : { منسأته } بهمزة مفتوحة . وقرأ ابن ذكوان بهمزة ساكنة . وقرأ نافع ، وأبو عمرو بألف محضة . قال المبرد : بعض العرب يبدل من همزتها ألفاً ، وأنشد :
    إذا دببت على المنسأة من كبر ... فقد تباعد عنك اللهو والغزل

    ومثل قراءة الجمهور قول الشاعر :
    ضربنا بمنسأة وجهه ... فصار بذاك مهيناً ذليلا

    ومثله :
    أمن أجل حبل لا أباك ضربته ... بمنسأة قد جرّ حبلك أحبلا
    ومما يدلّ على قراءة ابن ذكوان قول طرفة :
    أمون كألواح الأران نسأتها ... على لاحب كأنه ظهر برجد


    { فَلَمَّا خَرَّ } أي : سقط { تَبَيَّنَتِ الجن } أي : ظهر لهم ، من تبينت الشيء : إذا علمته ، أي : علمت الجن : { أَن لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الغيب مَا لَبِثُواْ فِى العذاب المهين } أي : لو صح ما يزعمونه من أنهم يعلمون الغيب لعلموا بموته ، ولم يلبثوا بعد موته مدة طويلة في العذاب المهين في العمل الذي أمرهم به ، والطاعة له ، وهو إذ ذاك ميت . قال مقاتل : العذاب المهين : الشقاء ، والنصب في العمل . قال الواحدي : قال المفسرون : كانت الناس في زمان سليمان يقولون : إن الجنّ تعلم الغيب ، فلما مكث سليمان قائماً على عصاه حولاً ميتاً ، والجنّ تعمل تلك الأعمال الشاقة التي كانت تعمل في حياة سليمان لا يشعرون بموته حتى أكلت الأرضة عصاه ، فخرّ ميتاً ، فعلموا بموته ، وعلم الناس : أن الجنّ لا تعلم الغيب ، ويجوز : أن يكون تبينت الجنّ من تبين الشيء ، لا من تبينت الشيء ، أي : ظهر ، وتجلى ، وأن وما في حيزها بدل اشتمال من الجنّ مع تقدير محذوف ، أي : ظهر أمر الجن للناس أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ، أو ظهر أن الجنّ لو كانوا يعلمون الغيب إلخ ."

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    2,155
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وهنا شبهة يثيرها عباد الصليب " ماذا تقولون في قوله تبارك وتعالى حكاية عن موسى (فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين). وقال تعالى في موضع آخر (وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب) والثعبان الحية العظيمة الخلقة والجان الصغير من الحيات فكيف اختلف الوصفان والقصة واحدة وكيف يجوز أن تكون العصا في حالة واحدة بصفة ما عظم خلقه من الحيات وبصفة ما صغر منها وبأي شئ تزيلون التناقض عن هذا الكلام
    أنه تعالى إنما شبهها بالثعبان في إحدى الآيتين لعظم خلقها وكبر جسمها وهول منظرها
    لا يوجد أي تشبيه في الآية، بل تحولت فعلا إلى ثعبان مبين .
    شفاك الله وعافاك يــا أخي، نسألكم الدعاء لأحد إخواننا في المنتدى بالشفاء


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة brahim مشاهدة المشاركة
    لا يوجد أي تشبيه في الآية، بل تحولت فعلا إلى ثعبان مبين .
    هو كذلك اخي الكريم بارك الله فيك
    وعل الحرف الذي ذكر فيه التشبيه يُشكل فجزيت خيرا على التنبيه

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حيوانات تصاحبها الشياطين :

    قال الاشقر في عالم الجن 7 "من هذه الحيوانات الإبل ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الإبل خلقت من الشياطين ، وإن وراء كل بعير شيطاناً ) . رواه سعيد بن منصور في سننه بإسنادٍ مرسل حسن صحيح الجامع : 2/52 .

    ومن أجل ذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مبارك الإبل ، فعن البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تصلوا في مبارك الإبل ، فإنها من الشياطين ، وصلوا في مرابض الغنم ، فإنها بركة ) ابوداود 169.

    وعن عبد الله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلوا في مرابض الغنم ، ولا تصلوا في أعطان الإبل ، فإنها خلقت من الشياطين ) . ابن ماجه 623

    وهذه الأحاديث ترد على من قال : إنّ علة النهي عن الصلاة في مبارك الإبل نجاسة أبوالها وروثها ، فالصحيح أن روث وبول ما يؤكل لحمه غير نجس .

    وقد تساءَل أبو الوفاء ابن عقيل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الكلب الأسود شيطان ) ، ومعلوم أنه مولود من كلب ، و ( أن الإبل خلقت من الشياطين ) مع كونها مولودة من الإبل .

    وأجاب : أنّ هذا على طريق التشبيه لها بالشياطين ، لأن الكلب الأسود أشرّ الكلاب وأقلعها نفعاً ، والإبل تشبه الجن في صعوبتها وصولتها ، كما يقال : فلان شيطان ؛ إذا كان صعباً "
    شريراً آكام المرجان : ص22 . لقط المرجان : ص42


    ويدل لصحة قول ابن عقيل أن الأحياء في عالمنا الأرضي مخلوقة من الماء ، كما قال تعالى : ( وجعلنا من الماء كُلَّ شيٍ حَيٍّ ) [ الأنبياء : 30 ] ، والشياطين مخلوقة من النار .
    "


    الكلب الأسود شيطان

    قال الشنقيطي في أضوائه 1-491" وذكر في هذه الآية أن من الإنس شياطين، وصرح بذلك في قوله: {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} الآية ، وقد جاء الخبر بذلك مرفوعاً من حديث أبي ذر عند الإمام أحمد وغيره والعرب تسمي كل متمرد شيطاناً سواء كان من الجن أو من الإنس كما ذكرنا أو من غيرهما، وفي الحديث: "الكلب الأسود شيطان""


    وقال الاشقر ص 8 " وقد يتشكل في صورة حيوان : جمل ، أو حمار ، أو بقرة ، أو كلب ، أو قط ، وأكثر ما تتشكل بالأسود من الكلاب والقطط . وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن مرور الكلب الأسود يقطع الصلاة ، وعلل ذلك بأن ( الكلب الأسود شيطان ) مسلم.
    يقول ابن تيمية : " الكلب الأسود شيطان الكلاب ، والجن تتصور بصورته كثيراً ، وكذلك بصورة القط الأسود ؛ لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وفيه قوة الحرارة " .


    قال ابن كثير 1-115" وقال ابن وهب: أخبرني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ركب برْذونًا، فجعل يتبخْتر به، فجعل لا يضربه فلا يزداد إلا تبخترًا، فنزل عنه، وقال: ما حملتموني إلا على شيطان، ما نزلت عنه حتى أنكرت نفسي. إسناده صحيح ."


    قال ابن القيم في إعلام الموقعين عن رب العالمين 2-118"وهذا إن أريد به أن الشيطان يظهر في صورة الكلب الأسود كثيرا كما هو الواقع فظاهر وليس بمستنكر أن يكون مرور عدو الله بين يدي المصلى قاطعا لصلاته ويكون مرورة قد جعل تلك الصلاة بغيضة إلى الله مكروهة له فيأمر المصلي بأن يستأنفها وإن كان المراد به أن الكلب الأسود شيطان الكلاب فإن كل جنس من أجناس الحيوانات فيها شياطين وهي ما عتا منها وتمرد كما أن شياطين الإنس عتاتهم ومتمردوهم والإبل شياطين الأنعام وعلى ذروة كل بعير شيطان فيكون مرور هذا النوع من الكلاب وهو من أخبثها وشرها مبغضا لتلك الصلاة إلى الله تعالى فيجب على المصلي أن يستأنفها وكيف يستبعد أن يقطع مرور العدو بين الإنسان وبين وليه حكم مناجاته له كما قطعها كلمة من كلام الآدميين أو قهقهة أو ريح أو ألقى عليه الغير نجاسة أو نومه الشيطان فيها؟.

    وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن شيطانا تفلت علي البارحة ليقطع علي صلاتي".
    وبالجملة فللشارع في أحكام العبادات أسرار لا تهتدي العقول إلى إدراكها على وجه التفصيل وإن أدركتها جملة.


    قال القرطبي في المفهم 2-171-172" حمله بعض العلماء على ظاهره وقال : إن الشياطين تتصور بصور الكلاب السود ، ولأجل ذلك قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( اقتلوا منها كل أسود بهيم )). وقيل : لما كان الكلب الأسود أشدَّ ضررًا من غيره وأشدّ ترويعًا ، كان الْمُصَلِّي إذا رآه اشتغل عن صلاته فانقطعت عليه لذلك ، وكذلك تأوَّل الجمهور قوله : (( يقطع الصلاة المرأة والحمار )) ؛ فإن ذلك مبالغة في الخوف على قطعها وإفسادها بالشغل بهذه المذكورات )) ؛ وذلك أن المرأة تفتن ، والحمار ينهق ، والكلب يروِّع ، فيتشوَّش الْمُتفَكّر في ذلك حتى تنقطع عليه الصلاة وتفسد . فلما كانت هذه الأمور آيلة إلى القطع ، جعلها قاطعة ؛ كما قال للمادح : (( قطعت عنق أخيك ))" ؛ أي : فعلت به فعلاً يخاف هلاكه فيه ؛ كمن قطع عنقه .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    هل أذية الشياطين لبني آدم تبلغ لأن تكون حسية؟؟

    قال صلى الله عليه وسلم" إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم.." متفق عليه

    قال القاضي عياض في اكمال المعلم شرح صحيح مسلم 7-31 " قيل : هو على ظاهره ، فإن الله جعل له قوة وقدرة فى الجرى فى باطن الإنسان فى مجارى دمه ، وقيل : هذا على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته ، فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه دمه ."

    قلت بل هو على ظاهره ولقد شاهدت ذلك عيانا

    "وبذلك يستطيع أن يدغدغ مراكز الحس التي يريد، فيثير البسط والقبض، واللذة والانزعاج، والتجلي الجمالي والتجلي الجلالي، مع العلم أن هذه الإحساسات وأمثالها، لها في الأساس أسباب فيزيولوجية."


    و عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة: أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته قال فوجدته يصلي فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار إلى أن اجلس فجلست فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال أترى هذا البيت ؟
    فقلت نعم
    فقال كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله فاستأذنه يوما

    فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإني أخشى عليك قريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به وأصابته غيرة

    فقالت له اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني فدخل فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدري أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى ؟

    قال فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له وقلنا ادع الله يحييه لنا فقال استغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان" مسلم

    ( عراجين ) أراد بها الأعواد التي في سقف البيت


    و عن جابر بن عبد الله رفعه قال واكفتوا ( معناه ضموهم إليكم وأدخلوهم البيوت ) صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة " ابوداود واصله في البخاري وصححه الألباني


    قال الحافظ العيني في عمدة القاري 23-102
    " وخطفة بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة وبالفاء وهو استلاب الشيء وأخذه بسرعة يقال خطف الشيء يخطفه من باب علم وكذا اختطفه يختطفه ويقال فيه خطف يخطف من باب ضرب يضرب وهو قليل "



    وقال ابو الطيب في عون المعبود شرح سنن ابي داود 10-143
    " أي سلبا سريعا"


    وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فسمعناه يقول:" أعوذ بالله منك"، ثم قال:" ألعنك بلعنة الله ثلاثا" وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة قلنا له: يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال:" إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت: أعوذ بالله منك، ثلاث مرات، ثم قال: ألعنك بلعنة الله التامة، ثلاث مرات فلم يستأخر، ثم أردت أخذه، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة" أخرجه مسلم.


    قال القرطبي في المفهم لما اشكل من مختصر كتاب مسلم5-80-82
    " وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( أعوذ بالله منك )) ؛ أي : أَسْتَتِرُ وألتجئ في كفايته إياي منك ، ومنه سُمِّي العود الذي يَلْجَاُ إليه الغُثَاء في السيل : عَوْدًا ؛ لأن الغثاء يلجأ إليه .

    وقوله : (( ألعنك بلعنة الله التامة )) ، أصل اللعن : الطرد والبعد ، ومعناه : أسال الله أن يلعنه بلعنته .
    و "التامَّة" تحتمل وجهين :

    أحدهما : أنها الكاملة التي لا ينقصُ منها شيء .
    والثاني : المستحقّة الواجبة ، كما قال : { وتَمّت كلمتُ ربك صدقًا وعدلاً } ؛ أي : حَقَّتْ ووجبتْ ، ولم يقصد مخاطبة الشيطان ؛ لأنه كان يكون متكلمًا في الصلاة ، وإنما كان متعوذًا بالله ؛ كما قال : (( أعوذ بالله منك ))....

    فإن قيل : كيف يتأَتَى ربطه وأخذه واللعب به ، مع كون الجن أجسامًا لطيفة روحانية ؟ قلنا : كما تَأَتَى ذلك لسليمان ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؛ حيث جعل الله له منهم {كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد }. ولا شك أن الله تعالى أوجدهم على صورٍ تَخُصُّهم ، ثم مكّنهم من التشكل في صور مختلفة ، فيتمثلون في أي صورة شاؤوا ، أو شاء الله ، وكذلك فعل الله بالملائكة كما قال : { فتمثل لها بشرًا سويًّا } ، وقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ((. وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني )) ، فيجوز أن يُمَكِّن الله نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ من هذا الجنِّي ، مع بقاء الجنِّي على صورته التي خُلق عليها ، فيوثقه كما كان سليمان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوثقهم ، ويرفع الموانع عن أبصار الناس ، فيرونه موثقًا حتى يلعب به الغلمان .

    ويجوز أن يشكِّله الله في صورة جسميِّةٍ محسوسة ، فيُر بها ويُلعب به ، ثم يمنعه من الزوال عن تلك الصورة الي تشكّل فيها حتى يفعل به ما همّ به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وفي هذا دليل على رؤية بني آدم الجن .
    وقوله : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } ؛ إخبار عن غالب أحوال بني آدم معهم ، والله أعلم .

    قوله : (( إن عفريتًا من الجن جعل يفتك عليّ البارحة )) ؛ العفريت : المارد من الجن الشديد ، ومنه : رجل عِفْرِيَة ؛ أي : شديد الدَّهاء والمكر والحيلة

    هكذا صحّ في كتاب مسلم : " يَفْتِك" ؛ ومعناه : يغفله عن الصلاة ويشغله. وأصل الفَتْك : القتل على غفلة وغِرَّة


    قال شيخ الإسلام (1/171) بعده
    فإذا كانت الشياطين تأتي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لتؤذيهم ، وتفسد عبادتهم ، فيدفعهم الله تعالى بما يؤيد به الأنبياء من الدعاء والذكر والعبادة ومن الجهاد باليد ، فكيف من هو دون الأنبياء ؟!
    فالنبي صلى الله عليه وسلم قمع شياطين الإنس والجن ، بما أيده الله تعالى من أنواع العلوم والأعمال ، ومن أعظمها الصلاة والجهاد .

    وأكثر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة والجهاد ، فمن كان متبعا للأنبياء : نصره الله سبحانه بما نصر به الأنبياء وأكثر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة والجهاد فمن كان متبعا للأنبياء نصره الله سبحانه بما نصر به الأنبياء . وأما من ابتدع دينا لم يشرعوه فترك ما أمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له واتباع نبيه فيما شرعه لأمته وابتدع الغلو في الأنبياء والصالحين والشرك بهم فإن هذا تتلعب به الشياطين قال تعالى : { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } { إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون } وقال تعالى : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } "


    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
    : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب". بخاري
    الحجاب: الجلدة التي فيها الجنين وتسمى المشيمة . وقيل الحجاب الثوب الذي يلف فيه المولود


    قال الاشقر في عالم الجن 17
    " والسبب في حماية مريم وابنها من الشيطان استجابة الله دعاء أم مريم حين ولدتها : ( وإنَّي أعيذها بك وذريتها من الشَّيطان الرَّجيم ) [ آل عمران : 36 ] . ولذا فإن أبا هريرة قرأ هذه الآية بعد روايته للحديث السابق .

    فلما كانت أم مريم - عليها السلام - صادقة في طلبها استجاب الله لها ، فأجار مريم وابنها من الشيطان الرجيم .
    وممن أجاره الله أيضاً عمار بن ياسر ، ففي صحيح البخاري : أن أبا الدرداء سأل علقمة ، وكان من أهل الكوفة ، فقال : " أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ؟ " قال المغيرة : " الذي أجاره الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم يعني عماراً " بخاري 3287


    ونقل ابو الحسن المباركفوري في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المفاتيح 1-377
    " قال الطيبي : وفي التصريح بالصراخ إشارة إلى أن المس عبارة عن الإصابة بما يؤذيه لا كما قالت المعتزلة من أن مس الشيطان تخييل.."


    قال ابن القيم في التبيان في أقسام القرآن 220
    " فإن قيل : فما السبب في بكاء الصبي حالة خروجه إلى هذه الدار ؟

    قيل : ههنا سببان : سبب باطن أخبر به الصادق المصدوق لا يعرفه الأطباء وسبب ظاهر
    فأما السبب الباطن فإن الله سبحانه اقتضت حكمته أن وكل بكل واحد من ولد آدم شيطانا فشيطان المولود قد خنس ينتظر خروجه ليقارنه ويتوكل به فإذا انفصل استقبله الشيطان وطعنه في خاصرته تحرقا عليه وتغيظا واستقبالا له بالعداوة التي كانت بين الأبوين قديما فيبكي المولود من تلك الطعنة ولو آمن زنادقة الأطباء والطبائعيين بالله ورسوله لم يجدوا عندهم ما يبطل ذلك ولا يرده وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صياح المولود حين يقع نزعة من الشيطان
    وفي الصحيحين من حديثه أيضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم [ ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه ] وفي لفظ آخر [ كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولادته إلا مريم وابنها ] وفي لفظ البخاري [ كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبه بأصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب ]

    والسبب الظاهر الذي لا تخبر الرسل بأمثاله لرخصه عند الناس ومعرفتهم له من غيرهم هو مفارقته المألوف والعادة التي كان فيها إلى أمر غريب فإنه ينتقل من جسم حار إلى هواء بارد ومكان لم يألفه فيستوحش من مفارقته وطنه ومألفه وعند أرباب الإشارات أن بكاءه إرهاص بين يدي ما يلاقيه من الشدائد والآلام والمخاوف.."


    وعن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، وأحدهما قد احمرّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب عنه ما يجد" متفق عليه.


    قال ال مبارك في تطريز رياض الصالحين 54
    " في هذا الحديث : أن الشيطان هو الذي يثير الغضب ويشعل النار ، وأن دواءه الاستعاذة . قال الله تعالى : " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
    [ الاعراف (200) ] .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا. فقضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا". متفق عليه.


    قال الصنعاني في سبل السلام شرح بلوغ المرام 5-43 " قيل لم يضره لم يفتنه في دينه إلى الكفر ، وليس المراد عصمته عن المعصية ، وقيل لم يضره مشاركة الشيطان لأبيه في جماع أمه ، ويؤيده ما جاء عن مجاهد أن الذي يجامع ، ولا يسمي يلتف الشيطان على إحليله فيجامع معه قيل ، ولعل هذا أقرب الأجوبة قلت إلا أنه لم يذكر من أخرجه عن مجاهد ثم هو مرسل ثم الحديث سيق لفائدة تحصل للولد ، ولا تحصل على هذا ، ولعله يقول إن عدم مشاركة الشيطان لأبيه في جماع أمه فائدة عائدة على الولد أيضا ، وفي الحديث استحباب التسمية ، وبيان بركتها في كل حال ، وأن يعتصم بالله وذكره من الشيطان ، والتبرك باسمه ، والاستعاذة به من جميع الأسواء ، وفيه أن الشيطان لا يفارق ابن آدم في حال من الأحوال إلا إذا ذكر الله ."


    قال النووي في المنهاج شرح مسلم ابن الحجاج10-5
    " قال القاضي قيل المراد بأنه لا يضره أنه لا يصرعه شيطان وقيل لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته بخلاف غيره قال ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر والوسوسة والاغواء هذا كلام القاضي"


    قال القاري في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 13-307
    " فإذا ترك هذا الدعاء أو التسمية شاركه الشيطان في الوقاع ويسمى هذا الولد مغربا لأنه دخل فيه عرق غريب أو جاء من نسب بعيد وقيل أراد بمشاركة الجن فيهم أمرهم إياهم بالزنا وتحسينه لهم فجاء أولادهم من غير رشده ويحتمل أن يراد به من كان له قرين من الجن يلقي إليه الأخبار واصناف الكهنة "



    قال ابن دقيق العيد في إحكام الاحكام شرح عمدة الاحكام
    " يحتمل أن يؤخذ عاما يدخل تحته الضرر الديني ويحتمل أن يؤخذ خاصا بالنسبة إلى الضرر البدني بمعنى أن الشيطان لا يتخبطه ولا يداخله بما يضر عقله أو بدنه وهذا أقرب وإن كان التخصيص على خلاف الأصل لأنا إذا حملناه على العموم اقتضى ذلك : أن يكون الولد معصوما عن المعاصي كلها وقد لا يتفق ذلك أو يعز وجوده ولا بد من وقوع ما أخبر عنه صلى الله عليه و سلم أما إذا حملناه على أمر الضرر في العقل أو البدن : فلا يمتنع ذلك ولا يدل دليل على وجوم خلافه والله أعلم "


    وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء" رواه مسلم.


    وفي خطاب ابليس للأعوانه"...ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال فيدنو منه ويقول: نعم أنت". قال الأعمش: أراه قال فيلتزمه. رواه مسلم.



    قال القاضي عياض في اكمال المعلم شرح صحيح مسلم 6-249" وقد اختلف فى معنى ما جاء فى الاثار من أكل الشيطان وشربه ، فجعله الاكثر من أصحاب الحديث والفقهاء وغيرهم على الحقيقة ؛ إذ قد جاء بذلك اثار كثيرة متظاهرة ، وليس ثم ما يحيله ويمنعه ، ولا للأقيسة والعقول فيها مجال .

    وهم وإن كان ليس منهم أجسام لطيفة روحانية ، فلا يبعد أن يكون لهم بعض الأغذية (...) من لطيف لرطوبتها أو روائحها ، فقد جاء فى الحديث (من بات وفى يده غمر فأصابه شىء ، فلا يلومن إلا نفسه) فقد قيل : وقد يكون له طعام يختص به من الأنجاس والأقذار ، ويشارك الناس فيما نبهت الآثار عليه من الروائح والطعام والأرواث ، وما لم يذكر اسم الله عليه وبات غير مغطى ، وما أكل بالشمال ، ونحوه .

    وقيل : بل هذا كله على الاستعارة والمجاز ، وأن معنى ذلك أنه من أمر الشيطان وموافقته اغوالْه ؛ ليبعد فاعله عن امتثال السنة ، ومخالفة أمر النبي - عليه السلام - ونهيه ، وليضر المسلمين من ذلك بما عليه من رفع بركة طعامهم بترك التسمية عليه ، والمخالفة للسنة .

    وقد قيل : إن كلهم شمُ واسترواح ؛ إذ المضغ والبلع لذوات الأجسام والأمعاء وآلات الأكل ، وقد جاء في الاثار : أن منهم ذوات أجسام وجنان ، ومنهم جنان البيوت ، ومثل هذا يتهيأ منه الاكل والشرب المعلوم ، دان كانت تلك جميع خليقتهم الأصلية ، أو في الوقت الذي يصورهم الله فيها بتلك الصورة - والله أعلم ."


    قال الاشقر ص 4
    " ففي هذه النصوص دلالة قاطعة على أن الشياطين تأكل وتشرب
    وكما أن الإنس منهيون عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه من اللحوم ، فكذلك الجن المؤمنون جعل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم طعاماً كل عظم ذكر اسم الله عليه ، فلم يبح لهم متروك التسمية ، ويبقى متروك التسمية لشياطين كفرة الجن ، فإن الشياطين يستحلون الطعام إذا لم يذكر عليه اسم الله ، ولأجل ذلك ذهب بعض العلماء إلى أن الميتة طعام الشياطين ؛ لأنه لم يذكر اسم الله عليها .

    واستنتج ابن القيم من قوله تعالى : ( إنَّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشَّيطان ) [ المائدة : 90 ] أن المسكر شراب الشيطان ، فهو يشرب من الشراب الذي عمله أولياؤه بأمره ، وشاركهم في عمله ، فيشاركهم في شربه ، وإثمه وعقوبته .
    ويدل على صحة استنتاج ابن القيم ما رواه النسائي عن عبد الله بن يزيد قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " أما بعد : فاطبخوا شرابكم حتى يذهب منه نصيب الشيطان ؛ فإن له اثنين ، ولكم واحد " النسائي 5275."


    وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال : كنا إذا حضرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما ، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاما ، فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام ، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله تعالى عليه ، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده ، إن يده في يدي مع يديهما » ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل . رواه مسلم .



    قال النووي في المنهاج 13-189-190
    " ويستدل له بأن النبى صلى الله عليه و سلم أخبر أن الشيطان انما يتمكن من الطعام اذا لم يذكر اسم الله تعالى عليه ولأن المقصود يحصل بواحد... ( إن يده فى يدي مع يدها ) هكذا هو فى معظم الأصول يدها وفى بعضها يدهما فهذا ظاهر والتثنية تعود إلى الجارية والأعرابى ومعناه إن يدى فى يد الشيطان مع يد الجارية والأعرابى

    وأما على رواية يدها بالافراد فيعود الضمير على الجارية وقد حكى القاضي عياض رضى الله عنه أن الوجه التثنية والظاهر أن رواية الأفراد أيضا مستقيمة فان إثبات يدها لاينفى يد الأعرابى واذا صحت الرواية بالافراد وجب قبولها وتأويلها على ما ذكرناه والله أعلم قوله صلى الله عليه و سلم ( إن الشيطان يستحل الطعام أن لايذكر اسم الله تعالى عليه ) معنى يستحل يتمكن من أكله ومعناه أنه يتمكن من أكل الطعام اذا شرع فيه انسان بغير ذكر الله تعالى وأما اذا لم يشرع فيه أحد فلايتمكن وان كان جماعة فذكر اسم الله بعضهم دون بعض لم يتمكن منه ثم الصواب الذى عليه جماهير العلماء من السلف والخلف من المحدثين والفقهاء والمتكلمين أن هذا الحديث وشبهه من الأحاديث الواردة فى أكل الشيطان محمولة على ظواهرها وأن الشيطان يأكل حقيقة إذ العقل لايحيله والشرع لم ينكره بل أثبته فوجب قبوله واعتقاده والله أعلم"



    قال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين 810
    " جارية يعني طفلة صغيرة كأنما تدفع دفعا يعني كأنها تركض ...ومن فوائد هذا الحديث: أن للشيطان يدا لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك بيده ومنها أيضا: أن هذا الحديث آية من آيات الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أعلمه الله تعالى بما حصل في هذه القصة وان الشيطان دفع الأعرابي والجارية وأنه أمسك بأيديهم أي بأيدي الثلاثة بيده الكريمة صلوات الله وسلامه عليه ومنها: أنها إذا جاء أحد يريد أن يأكل ولم تسمعه سمى فأمسك بيده حتى يسمي لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمسك بأيديهم ولم يقل سميا بل أمسك بأيديهم حتى يكون في ذلك ذكرى لهم يذكرون هذه القصة ولا ينسون التسمية في المستقبل"



    و قالت عائشة رضي الله عنها
    سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة فقال "هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة أحدكم". بخاري


    قال ابن القيم في المدارج 2-94
    " فإذا كان هذا التفات طرفه أو لحظه فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله هذا أعظم نصيب الشيطان من العبودية"

    قال الحافظ العيني في شرح سنن ابي داود 4-134
    " قوله: " اختلاس" لما من خلستُ الشيءَ واختلستُه إذا سلبته، والمعنى: أن المُصلي إذا التفت يمينا أو شمالا يظفرُ به الشيطان في ذلك الوقت، ويُشْغله عن العبادة، فربما يَسْهو أو يَغلط لعدم حضور قلبه باشتغاله بغير المقصود، ولما كان هذا الفعل غير مَرضي منه نُسب إلى الشيطان."

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مسألة الصرع والمس

    قال الله "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " الأعراف 201

    قال ابن كثير:اي أصابهم طيف وقرأ الاخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان فقيل بمعنى واحد وقيل بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالهم بالذنب ومنهم من فسره بإصابة الذنب...

    و عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء" رواه مسلم.


    يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: 24/276
    : " دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذين يأكلون الرِّبَا لا يقومون إلاَّ كما يقوم الَّذي يتخبَّطه الشَّيطان من الْمَسِّ ) [ البقرة : 275 ] ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) .


    وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : " قلت لأبي : إن أقواماً يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع ، فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه "

    يقول ابن تيمية : " هذا الذي قاله مشهور ، فإنّه يصرع الرجل ، فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويُضْرب على بدنه ضرباً عظيماً ، لو ضرب به جمل ، لأثر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس الضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله ، وقد يُجَرّ المصروعُ ، وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ، ويحول الآلات ... ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضرورياً ، بأن الناطق على لسان الإنس ، والمحرك لهذه الأجسام ، جنس آخر غير الإنسان "


    ويقول رحمه الله
    " وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره ، ومن أنكر ذلك ، وادعى أن الشرع يكذب ذلك ، فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك " .
    وذكر أنّ ممن أنكر دخول الجن بدن المصروع طائفة من المعتزلة ، كالجبائي وأبي بكر الرازي " مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 19/12 بواسطة الاشقر

    وسئل الالباني عن هذا في مجموع فتاوى الالباني 32"
    س)- هل يلتبس الشيطان فى المؤمن الصالح؟
    أن الشيطان قد يتلبس الإنسان و يدخل فيه و لو كان مؤمنا صالحا , و في ذلك أحاديث كثيرة , و قد كنت خرجت أحدها من حديث يعلى بن مرة قال : "سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا .. " و فيه : " و أتته امرأة فقالت : إن ابني هذا به لمم منذ سبع سنين , يأخذه كل يوم مرتين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أدنيه" , فأدنته منه , فتفل في فيه , و قال : اخرج عدو الله ! أنا رسول الله".". انتهى كلام الالباني من السلسلة الصحيحة الحديث رقم2912.


    وعن عطاء بن أبي رباح قال
    : قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال " إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك " . فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها" بخاري


    قال ابن القيم في الطب النبوي77-81 في فصل فى هَدْيه صلى الله عليه وسلم فى علاج الصَّرْع

    "الصَّرع صرعان: صَرْعٌ من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصَرْعٌ من الأخلاطِ الرديئة. والثانى: هو الذى يتكلم فيه الأطباء فى سببه وعِلاجه.
    وأما صَرْعُ الأرواح، فأئْمتُهم وعقلاؤهم يعترفون به، ولا يدفعونه، ويعترفون بأنَّ علاجه بمقابلةُ الأرواحِ الشريفةِ الخيِّرةِ العُلْويَّة لتلك الأرواح الشِّريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارضُ أفعالَها وتُبطلها، وقد نص على ذلك "بقراط" فى بعض كتبه، فذكر بعضَ عِلاج الصَّرْعِ، وقال: هذا إنما ينفع من الصَّرْع الذى سبَبُه الأخلاط والمادة. وأما الصَّرْع الذى يكون من الأرواح، فلا ينفع فيه هذا العلاج

    وأما جهلةُ الأطباء وَسقَطُهم وسفلَتُهم، ومَن يعتقِدُ بالزندقة فضيلة، فأُولئك يُنكِرون صَرْعَ الأرواح، ولا يُقرون بأنها تُؤثر فى بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهلُ، وإلا فليس فى الصناعة الطبية ما يَدفع ذلك، والحِسُّ والوجودُ شاهدٌ به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط، هو صادق فى بعض أقسامه لا فى كلِّها.

    وقدماءُ الأطباء كانوا يُسمون هذا الصَّرْعَ: المرضَ الإلهى، وقالوا: إنه من الأرواح.
    وأما "جالينوس" وغيرُه، فتأوَّلُوا عليهم هذه التسمية، وقالوا: إنما سمُّوه بالمرض الإلهى لكون هذه العِلَّة تَحدُث فى الرأس، فَتضُرُّ بالجزء الإلهى الطاهر الذى مسكنُه الدماغُ.
    وهذا التأويل نشأ لهم من جهلهم بهذه الأرواح وأحكامِها، وتأثيراتها، وجاءت زنادقةُ الأطباء فلم يُثبتوا إلا صَرْع الأخلاطِ وحده.
    ومَن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتِها يضحَكُ من جهل هؤلاء وضعف عقولهم
    وعِلاجُ هذا النوع يكون بأمرين: أمْرٍ من جهة المصروع، وأمْرٍ من جهة المعالِج

    فالذى من جهة المصروع يكون بقوةِ نفسه، وصِدْقِ توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوُّذِ الصحيح الذى قد تواطأ عليه القلبُ واللِّسان، فإنَّ هذا نوعُ محاربةِ، والمحَارب لا يتمُّ له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً فى نفسه جيداً، وأن يكون الساعدُ قوياً، فمتى تخلَّف أحدُهما لم يُغن السلاح كثيرَ طائلٍ، فكيف إذا عُدِمَ الأمران جميعاً: يكونُ القلب خراباً من التوحيد، والتوكل، والتقوى، والتوجه، ولا سلاحَ له.

    والثانى: من جهة المعالِج، بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً، حتى إنَّ من المعالجينَ مَن يكتفى بقوله: "اخرُجْ منه"، أو بقول: "بِسْمِ الله"، أو بقول: "لا حَوْل ولا قُوَّة إلا بالله"، والنبىُّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، أنا رَسُولُ اللهِ"... "

    الى أن قال " وبالجملة.. فهذا النوعُ من الصَّرْع، وعلاجه لا يُنكره إلا قليلُ الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثرُ تسلطِ الأرواح الخبيثةِ على أهلهِ تكون من جهة قِلَّةِ دينِهم، وخرابِ قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذِّكرِ، والتعاويذِ، والتحصُّناتِ النبوية والإِيمانيَّة، فَتَلْقَى الروحُ الخبيثةُ الرجلَ أعزلَ لا سلاح معه، وربما كان عُرياناً فيُؤثر فيه هذا.
    ولو كُشِفَ الغِطاء، لرأيتَ أكثرَ النفوسِ البَشَريةِ صَرْعَى هذه الأرواحِ الخبيثةِ، وهى فى أسرِها وقبضتِها تسوقُها حيثُ شاءتْ، ولا يُمكنُها الامتناعُ عنها ولا مخالفتها، وبها الصَّرْعُ الأعظمُ الذى لا يُفيقُ صاحبُه إلا عند المفارقةِ والمعاينةِ، فهناك يتَحقَّقُ أنه كان هو المصروعَ حقيقةً، وبالله المستعان.

    وأما صَرْعُ الأخلاط، فهو عِلَّةٌ تمنع الأعضاء النفسية عن الأفعال والحركةِ والانتصابِ منعاً غير تام، وسببُه خلطٌ غليظ لزج يسدُّ منافذ بطون الدماغ سدة غيرَ تامة، فيمتنعُ نفوذُ الحس والحركة فيه وفى الأعضاء نفوذاً تاماً من غير انقطاع بالكُلية، وقد تكون لأسباب أُخَر كريح غليظ يحتبسُ فى منافذ الروح، أو بُخارٍ ردىء يرتفعُ إليه من بعض الأعضاء، أو كيفيةٍ لاذعة، فينقبِضُ الدماغُ لدفع المؤذى، فيتبعُه تشنُّجٌ فى جميع الأعضاء، ولا يُمكن أن يبقى الإنسان معه منتصباً، بل يسقُطُ، ويظهرُ فى فيه الزَّبَدُ غالباً.

    وهذه العِلَّةُ تُعَدُّ من جملة الأمراض الحادة باعتبار وقت وجوده المؤلم خاصة، وقد تُعَدُّ من جملة الأمراض المُزْمنةِ باعتبار طول مُكثِها، وعُسْرِ بُرئها، لا سيما إن تجاوز فى السن خمساً وعشرين سنة، وهذه العِلَّة فى دماغه، وخاصةً فى جوهره، فإنَّ صرْعَ هؤلاء يكون لازماً. قال "إبقراط": إنَّ الصَّرْعَ يَبقَى فى هؤلاء حتى يموتوا.
    إذا عُرِف هذا، فهذه المرأة التى جاء الحديث أنها كانت تُصرَعُ وتتكشَّفُ، يجوز أن يكون صَرْْعُها من هذا النوع، فوعدها النبىُّ صلى الله عليه وسلم الجنَّة بصبرها على هذا المرض، ودعا لها أن لا تتكشَّف، وخيَّرها بين الصبر والجنَّة، وبين الدعاء لها بالشفاء مِن غير ضمان، فاختارت الصبرَ والجنَّةَ."



    و قال صلى الله عليه وسلم" ما من ثلاثة في قرية، ولا بدو، لا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية" رواه أحمد في مسنده وهو في صحيح الجامع 5577

    قال المناوي في فيض القدير 5-476 " أي استولى عليهم وجرهم إليه ( فعليكم بالجماعة ) أي الزموها ( فإنما يأكل الذئب ) الشاة ( القاصية ) أي المنفردة عن القطيع فإن الشيطان مسلط على مفارق الجماعة . قال الطيبي : هذا من الخطاب العام الذي لا يختص بسامع دون آخر تفخيما للأمر شبه من فارق الجماعة التي يد الله عليهم ثم هلاكه في أودية الضلال المؤدية إلى النار بسبب تسويل الشيطان بشاة منفردة عن القطيع بعيدة عن نظر الراعي ثم تسلط الذئب عليها وجعلها فريسة له "

    قال شيخ الاسلام " قال تعالى في صفة المنافقين : { اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ } [ المجادلة : 19 ] أي : استولى، يقال : حاذ الإبل حوذًا : إذا استاقها، فالذين استحوذ عليهم الشيطان فساقهم إلى خلاف ما أمر اللّه به ورسوله " احكام المرتدين عند شيخ الاسلام 334


    و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا استيقظ - أراه - أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا فإن الشيطان يبيت على خيشومه" متفق عليه

    قال الاشقر في عالم الجن 18-19" وهذا الذي ذكرناه تكسيل وتثبيط من الشيطان بفعله ، وقد يثبط الإنسان بالوسوسة ، وسبيله في ذلك أن يحبب للإنسان الكسل ، ويسوّف العمل ، ويسند الأمر إلى طول الأمل ، يقول ابن الجوزي في هذا : ( كم قد خطر على قلب يهودي ونصراني حبّ الإسلام ، فلا يزال إبليس يثبطه ، ويقول : لا تعجل وتمهل النظر ، فيسوفه حتى يموت على كفره ، وكذلك يسوف العاصي بالتوبة ، فيعجل له غرضه من الشهوات ، ويمنيه الإنابة ، كما قال الشاعر :
    لا تعجل الذنب لما تشتهي ××× وتأمل التوبة من قابل
    وكم من عازم على الجدّ سوفه ! وكم ساع إلى مقام فضيلة ثَبّطه ! فلربما عزم الفقيه على إعادة درسه ، فقال : استرح ساعة ، أو انتبه العابد في الليل يصلي ، فقال له : عليك وقت ، ولا يزال يحبب الكسل ، ويسوف العمل ، ويسند الأمر إلى طول الأمل .
    فينبغي للحازم أن يعمل على الحزم ، والحزم تدارك الوقت ، وترك التسويف ، والإعراض عن الأمل ، فإنّ المخوف لا يؤمن ، والفوات لا يبعث ، وسبب كل تقصير ، أو ميل إلى شرّ طول الأمل ، فإن الإنسان لا يزال يحدّث نفسه بالنزوع عن الشر ، والإقبال على الخير ، إلا أنه يَعِدُ نفسه بذلك ، ولا ريب أنه من أمّل أن يمشي بالنهار سار سيراً فاتراً . ومن أمل أن يصبح عمل في الليل عملاً ضعيفاً ، ومن صوّر الموت عاجلاً جدّ ...

    وقال بعض السلف : أنذركم ( سوف ) ، فإنها أكبر جنود إبليس ، ومثل العامل على الحزم والساكن لطول الأمل ، كمثل قوم في سفر ، فدخلوا قرية ، فمضى الحازم ، فاشترى ما يصلح لتمام سفره ، وجلس متأهباً للرحيل ، وقال المفرط : سأتأهب فربما أقمنا شهراً ، فضرب بوق الرحيل في الحال ، فاغتبط المحترز ( المتوقي الحازم ) ، وتحير الأَسِفُ المفرط .

    فهذا مثل الناس في الدنيا ، منهم المستعد المستيقظ ، فإذا جاء ملك الموت لم يندم ، ومنهم المغرور المسوّف يتجرع مرير الندم وقت الرحلة . فإذا كان في الطبع حب التواني وطول الأمل ، ثم جاء إبليس يحث على العمل بمقتضى ما في الطبع ، صعبت المجاهدة ، إلا أنه من انتبه لنفسه علم أنه في صف حرب ، وأن عدوّه لا يفتر عنه ، فإن فتر في الظاهر ، بطّن له مكيدة ، وأقام له كميناً " تلبيس إبليس : 458"
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أما كيف يعذَّب إبليس في النار وقد خُلق من النار :
    قال محمد صالح المنجد "

    فالجواب عنه :
    أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .

    قال أبو الوفاء بن عقيل :" أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طيناً حقيقة ، لكنه كان طيناً ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل " انتهى لقط المرجان في أحكام الجان" (ص 33) بواسطة "عالم الجن والشياطين" (ص 58) .

    وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به (الفخار مثلا) جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .

    والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن ناراً ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :
    1. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس ) رواه النسائي في "السنن الكبرى" ( 6 / 442 ) ، وصححه ابن حبان ( 6 / 115 )

    2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة . رواه مسلم ( 542 ) .


    فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا ناراً ؛ ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقيًا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .

    3. ومن الأدلة - كذلك - : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) رواه البخاري ( 1933 ) ومسلم ( 2175 ) .

    ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان ؛ لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقاً من نار .
    ولو كان الشيطان ناراً الآن -على سبيل الفرض- وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .
    والله أعلم .
    الإسلام سؤال وجواب http://islamqa.com/ar/ref/70276



    طعام الجن ودوابهم:.


    قال صلى الله عليه وسلم "أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم" مسلم
    وهناك زيادة " اخوانكم من الجن " عند ابن حبان وصححها الأرناؤوط



    اماكن تواجد الشياطين:.

    عن زيد بن أرقم: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل أعوذ بالله من الخبث والخبائث" البخاري وابوداود

    (الخلاء ) أصله المكان الخالي والمراد موضع قضاء الحاجة كالمرحاض وغيره سمي بذلك لخلوه في غير أوقات قضاء الحاجة .
    ( الخبث والخبائث ) جمع خبث وخبيثة أي ذكور الشياطين وإناثهم
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    التحصينات النبوية من شرور الشياطين وكيدهم:.


    قول الله تعالى"وإما ينزغنّك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم" فصلت 36


    في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من قال: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت له مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه".

    8940" عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيُنْضِي شَيَاطِينَهُ كَمَا يُنْضِي أَحَدُكُمْ بَعِيرَهُ فِي السَّفَرِ"- مسند احمد وصححه الالباني – الصحيحة 3586

    وفي رواية أخرى : ( لينضي شيطانه ) أي يهزله ويجعله نضواً أي مهزولاً لكثرة إذلاله له وجعله أسيراً تحت قهره وتصرفه

    قال ابن كثير البداية والنهاية : 1/73 ، بعد أن ساق هذا الحديث : " ومعنى لينصي شيطانه : ليأخذ بناصيته ، فيغلبه ، ويقهره ، كما يفعل بالعبير إذا شرد ثم غلبه " – عالم الجن والشياطين للأشقر"


    خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليلة فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته، ومر بعمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يصلي رافعا صوته، فلما اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي وتخفض من صوتك. قال: قد أسمعت من ناجيت يا رسول الله، وقال عمر: مررت بك وأنت تصلي رافعا صوتك؟ فقال: يا رسول الله أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ارفع صوتك شيئا، وقال لعمر: اخفض صوتك شيئا". رواه أبو داود والحاكم، وصححه الذهبي.


    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المؤمن القوي خير وأحب الى الله تعلى من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله عز وجل، ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء الله فعل فإن (لو) تفتح عمل الشيطان" أخرجه مسلم


    قال القاضي عياض: "فالذي عندي في معنى الحديث أن النهي على ظاهره وعمومه لكنه نهي تنزيه ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم فان لو تفتح عمل الشيطان اي يلقي في القلب معارضة القدر ويوسوس به الشيطان.."

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي التأذين أقبل، فإذا ثوب بالصلاة أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء وتفسه، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى" متفق عليه

    وفي حديث آخر عن عثمان بن أبي العاص قلت: يا رسول الله إن الشيطان حال بيني وبين صلاتي وبين قراءتي يلبسها علي؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" ذاك شيطان يقال له: خنرب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثا" ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. أخرجه مسلم.


    المزيد من التحصن عند العشاء...

    عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : احبسوا صبيانكم حتى تذهب فوعة العشاء فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين" احمد وصححه الأرناؤوط
    (فوعة العشاء)أي شدة سوادها وظلمتها وفي رواية بدل فوعة فحمة وهي السواد الشديد والمراد هنا أول ساعة من الليل

    وعن جابر بن عبد الله رفعه قال
    واكفتوا ( معناه ضموهم إليكم وأدخلوهم البيوت ) صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشارا وخطفة " ابوداود واصله في البخاري وصححه الألباني

    والمعنى ما يخطفون من الناس بسرعة

    وذكرت قصة عن رجل خطفته الجن
    راجع ارواء الغليل 6-151


    وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله" صحيح الترمذي


    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قال ـ إذا خرج من بيته ـ بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ـ يقال له: كفيت، ووقيت، وهديت وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي". صحيح الكلم الطيب 45.

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم.


    وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أذا دخل المسجد قال:" أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم" قال: فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم" أبو داود، وصححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود 485 وصححه النووي وابن حجر.


    وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان وجنّب الشيطان ما رزقتنا. فقضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا". متفق عليه.



    وقال صلى الله عليه وسلم:" قيلوا فإن الشياطين لا تقيل" صحيح الجامع الصغير 7881


    قال المناوي في الفيض القدير
    : من القيلولة قال الجوهري : وهي النوم في الظهيرة وقال الأزهري : القيلولة والمقيل عند العرب الاستراحة نصف النهار وإن ثم يكن معه نوم بدليل قوله سبحانه وتعالى { وأحسن مقيلا } والجنة لا نوم فيها وعمل السلف والخلف على أن القيلولة مطلوبة لإعانتها على قيام الليل...


    وعن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال غطوا الإناء وأوكوا السقاء وأطفئوا السراج وأغلقوا الباب فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف إناء فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل
    فإن الفويسقة – الفأرة-تضرم على أهل البيت بيتهم
    " مسلم


    و ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحرك اصبعه يدعو بها ويقول صلى الله عليه وسلم:" لهي أشد على الشيطان من الحديد يعني السبابة" رواه أحمد وغيره. وسئل الامام أحمد هل يشير الرجل بإصبعه في الصلاة؟ قال: نعم، شديدا.


    و عن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، وأحدهما قد احمرّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب عنه ما يجد" متفق عليه.

    و عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم " إذا مر بين يدي أحدكم شيء وهو يصلي فليمنعه فإن أبى فليمنعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان" بخاري


    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة" رواه مسلم.
    وهنا خطأ شائع " لحسها الشيطان " فالسنة في هذه اللقمة ان يميط عنها الأذى ويأكلها


    و عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان" بخاري

    (التثاؤب ) فتح الفم مع أخذ النفس وإخراج صوت أحيانا . ( من الشيطان ) أضيف إلى الشيطان لأنه هو الذي يدعو إلى إعطاء النفس شهواتها والتثاؤب يكون مع ميل الإنسان إلى الكسل والنوم والتثاقل عن الطاعات . ( ها ) صوت المتثائب ويعني إذا بالغ في التثاؤب . ( ضحك الشيطان ) فرحا بالتغلب عليه



    كراهة سب الشيطان:.

    عن أبي تميمة عن أبي المليح عن رجل قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت تعس الشيطان فقال " لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول بقوتي ولكن قل بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب. ابو داود واحمد وهو صحيح"قلت وجهالة الصحابي لا تضر" ابوداود وصححه الألباني


    قال ابن القيم في زاد المعاد " يقول : إنك لتلعن ملعنا ومثل هذا قول القائل أخزى الله الشيطان وقبح الله الشيطان فإن ذلك كله يفرحه ويقول علم ابن آدم أني قد نلته بقوتي ، وذلك مما يعينه على إغوائه ولا يفيده شيئا ، فأرشد النبي صلى الله عليه وسلم من مسه شيء من الشيطان أن يذكر الله تعالى ، ويذكر اسمه ويستعيذ بالله منه فإن ذلك أنفع له وأغيظ للشيطان "

    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إلي كل من يزعم أن السنة ليست وحي سؤال !!!
    بواسطة قتيبة في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 20
    آخر مشاركة: 03-06-2018, 09:38 PM
  2. موجه لكل من يزعم أنه (( لاأدرى ))ونبدأ ب msn
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 54
    آخر مشاركة: 10-13-2012, 03:40 AM
  3. اساسيات لاى اخ ملتزم لا يسعه جهلها
    بواسطة فدائى مرتقب في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-15-2011, 04:20 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء