لقد كنت مثل الكثير من المؤمنين اتصوران الايمان والدين ضد التطور والتغيير .بكل أشكاله .وكنت اتصور مثل كثير من المؤمنين ايضا بناءا على الفهم السلفى لمعانى الايمان الغيبى بانه وقف عجلة الزمن عند الوقت الذى بعث فيه رسول الله ..وعلى اسوأالظروف عند القرن الثالث الهجرى ..الذى اعتبره السلفيين اخر قرون الخيركما فهموا خطأحديث رسول الله ان هذا القرن هو اخر قرون الخير..فارادوا وقف عجلة التاريخ فى كل مجالات الخياة ..فانفصلوا عن الواقع ..ودهستهم عجلة الزمن ..وهم بتصورون انهم بهذا يرضوا الله ورسوله .
ولو انهم امعنوا التفكير وفراءة القران المعجزة بمفهوم كل عصر ..ولو انهم قرأو السبرة وحللوها لا ليدافعوا عن رسول الله والصحابة وال بيته .طوال حياتهم ويحولوهم الى اصنام تعبد من دون الله .وينقسموا الى فرق متناحرة ومتصارعة ..كل فرقة تريد ان تثبت للاخرى انها هى التى على حق وانها الفرقة الناجية من دون كل الفرق(شيعة ..سنة ..متصوفة ..معتزلة .اشاعرة ...الخ)..ولكن لو كانو قرأوها ليتعلموا ويستنبطوا العبرة مما حدث ويستخدمونه فى حياتهم الحاضرة لتكون افضل وارقى واكثر جمالا ..ما حدث ما حدث وما بقى المؤمنين والمسلمين فى ذيل الامم كما هو حالهم الان
نسوا ان رسول الله ما بعثه الله اساسا الا للتغيير ..وتحرير العقول والقلوب والارواح
تحرير العقول من الخرافات والخزعبلات وحتى من الدهشة وان كان مصدرها ..معجزة اجراها الله على يد احد انبياءه ...
وتحرير القلوب من اسر الهوى وحب الحياة الدنيوية الرخيصة التى لا تخرج عن اشباع الشهوات والرغبات الدنية باى شكل وباى طريقة حلال كانت ام حرام بطريقة مشروعة ام عن طريق ظلم العباد....مش مهم
وتحرير الارواح من اسر الشيطان والطباع السيئة والحياة بلا هدف وبلا تخطيط وبلا نظام
لو انهم نظروا الى حياة محمد وصحابته على انها نموذج يقتدى به .واسوة لكل انسان او جماعة فى اى مجال من مجالات الحياة ..ولم يتوقفوا عندها طوال الليل والنهار ويدمنون الحديث عنها وفقط ...ويغيبون عقولهم ويوقفوها عن التفكير والابداع .والتى ما خلقهاالله اساسا الا ليتفكروا بها لا ليعطلوها ويغيبوها ويغرقون فى احلام اليقظة والاوهام ...انتظارا للجنة الموعودة ..التى لو انهم فهموا الدين صح .ومراد ربهم منهم صح لاستطاعوا ان يحققوا هذه الجنة فى الحياة الدنيا (وهذا هو مراد الله ) ولا يجلسوا القرقصاء منتظرين ان يمن الله عليهم بها من دون عمل يستحقوا عليه هذه الجنة .اكتفاءا بقولهم بالسنتهم (لا اله الا الله )
ونسوا ان الله ما خلقهم الا ليعملوا .لا ليتقولوا ويشعروا .وكفى
الفهم الخاطئ يا عزيزى لمعانى الدين ومعانى الايمان بالغيب هو الذى ادى الى ما نحن فيه( وليس الفكر الايمانى والغيبى كما يريده الله )..هو السبب يا عزيزى ..هو السبب
الايمان بالغيب ان اؤمن اعتمادا على التفكير العقلى والمنطقى ..دون ان ارى او المس او احس
الايمان بالغيب ان اصدق الله ورسوله بعد ان اوقن بعقلى وكيانى كله ان ما اسمعه واعرفه هو من عند الله ورسوله صدقا وحقا
وتقبلوا تحياتى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Bookmarks