صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 27 من 27

الموضوع: "إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ"

  1. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت مسلمة مشاهدة المشاركة
    قال الإمام ابن تيمية رداً على من ادعى موته ( فهذا دليل على أنه لم يعن بذلك الموت ‏إذ لو أراد بذلك الموت، لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين، فإن الله يقبض أرواحهم ‏ويعرج بها إلى السماء، فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: (ومطهرك من الذين ‏كفروا) ولو كانت قد فارقت روحه جسده، لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء، أو ‏غيره من الأنبياء.
    وقد قال الله تعالى في الآية الأخرى (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين ‏اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله ‏إليه) يبين أنه رفع بدنه وروحه، كما ثبت في الصحيح أنه ينزل ببدنه وروحه، إذا لو أريد ‏موته لقال: وما قتلوه وما صلبوه بل مات .

    تحياتي للموحدين
    حفظكم الله أختي الفاضلة في الدنيا والاخرة

    اختي في الله ارجوا ان تعيدي النظر في مشاركتي رقم 5
    عله يتجلى الامر وان لم تقتنعي فحسبك انه قول لأهل العلم او انه ذكروه في معرض الاقوال المتجهة ,, هذا من ناحية

    اما الاخرى انه ليس كل من عارض القول الراجح يصير القول مرجوحا لأجل هذا المعترض حتى يصح الدليل المعترض به على المعترض , فليس كل ما يستدل به يصير دليل حتى يصح الاستدلال به وهذا لا يخفى على من هو مثلك ان شاء الله

    القضية الاخرى وهي اني احب ان انوه على ان العالم يستدل له ولا يستدل به !

    فاذا تقرر هذا نقول ما الدليل على صحة هذا القول الصارف عن حقيقته وقد تقدم ان الذهاب الى اي معنى من معاني التوفي لابد له من قرينة صارفة عن معناه الاصلي ولا قرينة ! فالبقاء على الاصل
    وهو نفس الاصل الذي يُرد به على المؤولة من اشاعرة وغيرهم !

    وسبق قول الناظم
    مراقي السعودي بقوله:
    واللفظ محمول على الشرعي ... إن لم يكن فمطلق العرفي
    فاللغوي على الجلي ولم يجب ... بحث عن المجاز في الذي انتخب

    فاذا قلت للرجل والد فلان توفي , فلا يصح ان يكون الجواب متى سيستيقظ ؟ او متى سيرجع !
    الا اذا قرنت قرينة صارفة عن ذلك وقد مُثل لذلك في آيات من القران في المشاركة المدلل عليها

    فقول الله عن عيسى عليه السلام " واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا "
    فلا يصح ان يقال فاذا نام هو غير مكلف ! وان كان المعنى يحتمله لكون النائم مرفوع عنه القلم الا ان هذا المعنى لا يستخدم عند اطلاقه !


    فقول شيخ الاسلام رحمه الله برحمته الواسعة " ‏إذ لو أراد بذلك الموت، لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين، فإن الله يقبض أرواحهم ‏ويعرج بها إلى السماء، فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: (ومطهرك من الذين ‏كفروا) ولو كانت قد فارقت روحه جسده، لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء، أو ‏غيره من الأنبياء"

    اولا لا احد يقول بأن النبي صلى الله عليه وسلم او غيره من الانبياء اذا دفنوا في الارض فهم كسار المؤمنين وهذا جلي لا يخفى واهم الفروق هو ان الانبياء لا تأكل أجسادهم ولا تبلى ...الخ ولا يسوى بين المؤمن وسائر الانبياء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعضهم " لا يقل احد اني خير من يونس ابن متى " للفارق بينهم وكفى باصطفاء الله لهم منقبة

    ثانيا ارواح المؤمنين يعرج بها الى السماء ثم لا يدرى عنهم في حياتهم البرزخية كباقي الاموات عدا الكفار وارواح الشهداء تسرح في الجنة ومستقر ارواح الانبياء من ذكر لنا منهم انهم في السماء على درجاتها ومن شوهد فيها كعيسى عليه السلام ومن ذكر لنا من اخوانه صلوات الله عليهم

    ثالثا قد ذكر الله لنا بأن عيسى عليه السلام قد عرج به جسدا وروحا خلافا لباقي الانبياء وارواح المؤمنين
    فمزية عيسى عليه السلام عن غيره من الانبياء ان روحه وجسده في السماء خلافا لباقي الرسل صلوات الله عليهم فأجسادهم في الارض وارواحهم في السماء على من بلغ لنا

    وقوله " يبين أنه رفع بدنه وروحه، كما ثبت في الصحيح أنه ينزل ببدنه وروحه، إذا لو أريد ‏موته لقال: وما قتلوه وما صلبوه بل مات ."

    واهل السنة متفقون على ان سينزل في اخر الزمان لما صح الخبر عن الصادق صلى الله عليه وسلم

    اما قوله "لو أريد موته " لقال وما قتلوه وما صلبوه بل مات "
    ففي هذه الاية قال الله " بل رفعه الله اليه " والاية الاخرى قال الله " اني متوفيك ورافعك الي"
    فايات الله يفسر بعضها بعضا ويحمل المفسر على المجمل فدلت الاية على زيادة وهي التوفي وهي مدار البحث !

    وفقكم الله وجزاكم الله خيرا

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الله تعالى يقول : {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس : 21] فعيسى عليه السلام إذا مات فإنه يقبر و ما مزية رفعه إلى السماء ؟ و النبي صلى الله عليه وسلم يقول ينزل فيكم ابن مريم و الحديث متواتر .
    ثم كيف يجمع الله لعيسى عليه السلام ميتتين ؟ و لو قرأت أخي الفاضل كلام الشيخ الشنقيطي جيدا ظهر لك تناقض عباراتك في الحقيقة اللغوية و العرفية في علاقة الأمر بالتوفي .قال الشنقيطي رحمه الله : الوجه الثالث من مرجحات هذا القول الصحيح أنه تشهد له السنة النبوية المتواترة ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تواترت عنه الأحاديث بأن عيسى حي الآن ، وأنه سينزل في آخر الزمان حكما مقسطا . ولا ينكر تواتر السنة بذلك إلا مكابر .
    في سنن أبي داود عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَيْسَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ نَبِىٌّ - يَعْنِى عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الإِسْلاَمِ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِى زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلاَّ الإِسْلاَمَ وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ».

    فأنا أدين الله عز وجل بالقول إن عيسى لم يمت و أنه نازل لتحقيق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم .

  3. #18
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك

    بيد انه ليس ثمة ما قد يُستشكل والحمد لله

    فقولك
    الله تعالى يقول : {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس : 21] فعيسى عليه السلام إذا مات فإنه يقبر و ما مزية رفعه إلى السماء ؟
    فليس بلازم يا اخي , كيف والرب يقول " اني متوفيك ورافعك الي" فأثبت الوفاة , والرفع ! فصح الاستثناء مما استشكلتَ !

    ثم كيف يجمع الله لعيسى عليه السلام ميتتين ؟
    وهذه كتلك ! ولولا صحة الاستثناء , لصح استشكالك !

    اما استشهادك ب
    لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تواترت عنه الأحاديث بأن عيسى حي الآن ، وأنه سينزل في آخر الزمان حكما مقسطا . ولا ينكر تواتر السنة بذلك إلا مكابر
    وكذلك
    فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّى عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ
    ونتيجتك
    فأنا أدين الله عز وجل بالقول إن عيسى لم يمت و أنه نازل لتحقيق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
    وفقك الاله يا اخي , ومن الذي يخالفك في تواتر نزول ابن مريم عليه السلام اصلاً ؟

    ثم من قال بالوفاة قاله بنص "اني متوفيك ورافعك الي" الخلاف في الوفاة أهي نوم او وفاة على الحقيقة ؟!
    ففي كلا الامرين هو وفاة ! والوفاة ضد الحياة ! نوماً كانت او حقيقةً !
    وفقك الله
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـولا مشاهدة المشاركة

    قال ابو الفضل الالوسي في روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني3-179
    "يا عيسى أني متوفيك ورافعك إلي" أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : هذا من المقدم والمؤخر أي رافعك إلى ومتوفيك وهذا أحد تأويلات اقتضاها مخالفة ظاهر الآية للمشهور المصرع به في الآية الاخرى وفي قوله : إن عيسى لم يمت وأنه راجع اليكم قبل يوم القيامة

    وثانيها أن المراد إني مستوفي أجلك ومميتك حتف أنفك لا أسلط عليك من يقتلك فالكلام كناية عن عصمته من الاعداء وما هم بصدده من الفتك به عليه السلام لانه يلزم من استيفاء الله تعالى أجله وموته حتف أنفه ذلك

    وثالثها أن المراد قابضك ومستوفي شخصك من الارض من توفي المال بمعنى استوفاه وقبضه

    ورابعها أن المراد بالوفاة هنا النوم لانهما أخوان ويطلق كل منهما على الآخر وقد روى عن الربيع أن الله تعالى رفع عيسى عليه السلام لى السماء وهو نائم رفقا به وحكى هذا القول والذي قبله أيضا عن الحسن

    وخامسها أن المراد أجعلك كالمتوفي لانه بالرفع يشبهه وسادسها أن المراد آخذك وافيا بروحك وبدنك فيكون ورافعك إلى كالمفسر لما قبله وسابعها أن المراد بالوفاة موت القوى الشهوانية العائقة عن إيصاله بالملكوت وثامنها أن المراد مستقبل عملك ولا يخلوا أكثر هذه الأوجه عن بعد لا سيما الأخير وقيل : الآية محمولة على ظاهرها فقد أخرج ابن جرير عن وهب أنه قال : توفي الله تعالى عيسى ابن مريم ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه اليه
    وأخرج الحاكم عنه أن الله تعالى توفي عيسى سبع ساعات ثم أحياه وأن مريم حملت به ولها ثلاث عشرة سنة وأنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين وأن أمه بقيت بعد رفعه ست سنين وورد ذلك في رواية ضعيفة عن ابن عباس والصحيح كما قاله القرطبي أن الله تعالى رفعه من غير وفاة ولا نوم وهو اختيار الطبري والرواية الصحيحة عن ابن عباس وحكاية ان الله تعالى توفاه سبع ساعات ذكر ابن إسحق أنها من زعم النصارى
    ولهم في هذا المقام كلام تقشعر منه الجلود ويزعمون أنه في الانجيل وحاشا الله ما هو إلا افتراء وبهتان عظيم.."
    ما شاء الله عليك محدثنا الكريم

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي أتمنى أن تكون بصحة وعافية !
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـولا مشاهدة المشاركة
    أخي أتمنى أن تكون بصحة وعافية !
    أنا بخير و لله الحمد والمنة !
    الوفاة بمعنى الإماتة ليست مقصودة أخي الحبيب بدليل :

    القرآن
    الحديث المتواتر
    اللغة العربية
    الإجماع على حياته ممن يعتد باقوالهم من العلماء من الصحابة و من جاء بعدهم و الصحابي الذي تشبث القاديانيون بروايته و هو ابن عباس صح عنه أنه رفع حيا كما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنه .

    واللغة العربية تأبى القول بوفاة عيسى عليه السلام و أنت في الفرش اللغوي الـتأصيلي ذكرت ذلك .

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمدُ لله

    بدايةً اخي ان تعليقك على المشاركة 19 لا ادري ما هو وما وجه وهو من كلام الالوسي , واقتطافك بعض الاسطر , والتدليل عليه بما لا يدل لا ادري ما هذه الطريقة !
    وان كان اختياراً لبعض المفسرين من كون الوفاة قبض من الارض ! , ومن المعلوم ان الزيادة في المعني زيادةٌ في المبنى " اني متوفيك ورافعك اليّ "

    وقد اثبت اهل الخلاف في ذلك كما ذكره الطبري وغيره , فلا اجماع اذاً !

    حيث يقول الطبري " ثم اختلف أهل التأويل في معنى"الوفاة" التي ذكرها الله عز وجل في هذه الآية." !

    الى ان قال " قال آخرون: معنى ذلك: إني متوفيك وفاةَ موتٍ.
    ذكر من قال ذلك:- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله:"إني متوفيك"، يقول: إني مميتك.
    - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عمن لا يتهم، عن وهب بن منبه اليماني أنه قال: توفى الله عيسى ابن مريم ثلاثَ ساعات من النهار حتى رفعه إليه.."
    ولا ادري يا اخي ان كان عندهم قديانية ام لا !؟

    فمن يثبت سماع علي ابن ابي طلحة من ابن عباس يصحح ذلك , الا ان الراجح الانقطاع وان دلت القرائن على صحته

    و الصحيح ان تقول ان الاجماع انعقد على رفع عيسى ابن مريم جسداً وروحاً , وهذا ما لا يخالفك فيه احد !
    فقولك
    الوفاة بمعنى الإماتة ليست مقصودة أخي الحبيب بدليل :

    القرآن
    الحديث المتواتر
    اللغة العربية
    هلّا بيّنت لنا ذلك ؟

    واللغة العربية تأبى القول بوفاة عيسى عليه السلام و أنت في الفرش اللغوي الـتأصيلي ذكرت ذلك .
    اما هذه فلا ! , وقد سبق ,فلا حاجة للاعادة , ولو قلت بأن عموم الاحاديث تأبى القول بالاماتة لكان متجهاً
    وارجو اخي ان اردت الرد ان لا تستهويك القديانية في اسطرك , فلا يماريك في كفرهم احد!

    بالتوفيق
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماكـولا مشاهدة المشاركة
    و الصحيح ان تقول ان الاجماع انعقد على رفع عيسى ابن مريم جسداً وروحاً , وهذا ما لا يخالفك فيه احد !
    في صحيح مسلم : حدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا يعقوب بن إسحاق حدثنا بشير بن عقبة عن أبي المتوكل الناجي عن جابر بن عبد الله قال : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره أظنه قال غازيا واقتص الحديث وزاد فيه قال يا جابر أتوفيت الثمن قلت نعم قال لك الثمن ولك الجمل لك الثمن ولك الجمل .

    التوفي قبض الشيء وافيا و توفي الله عيسى رفعه كاملا بروحه وجسده دون . و هذا من معاني التوفي لقيام الدليل على ذلك في العربية و إلا فهات نصا يقول إن عيسى مات عليه السلام ثم رفع !

  9. #24
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الوفاة بمعنى الإماتة ليست مقصودة أخي الحبيب بدليل :

    القرآن
    الحديث المتواتر
    اللغة العربية
    لازلت انتظر الاستدلال المضاد للوفاة من القرآن واللغة العربية والحديث !

    وعلى كل الاحوال سأعتبر ان ماذكرته دليلاً علماً بأنه مما لا يستدل به ! ولذلك نقول لا خلاف فيما ذكرته لاعتبار ان القبض لم يتعرض لمعاني الوفاة التي بمعنى الاماتة
    فيصح ان يقال بالقبض وبالاماتة لقوله تعالى " اني متوفيك ورافعك اليّ "

    ودليلنا على ما قلنا هو قول الله عن عيسى " فلما توفيتني كنتَ انتَ الرقيب عليهم " واياً ما كان قبضاً او غيره فمضافة الى الاماتة التي لا يعي معها الرجل ادراكاً !
    وذلك ماثلٌ في قول الله " فأماته الله مائة عام ثم بعثه " فلو قيل قبضه الله لما امتنع الاماتة لكونها من المترادفات

    والاصل في اطلاق اللفظة الحقيقة مالم تصرفها قرينة عن سياقها , فكما سبق لو قيل بأن فلان توفاه الله فلا يقال ومتى سيفيق من نومه ! او متى سيعود ؟
    والدلائل القرانية والشواهد اللغوية تدعم اختيار ابن حزم وغيره وكما بينه ابن عاشور , وعلى ما نُقل عن اصحاب هذا القول في الفتح وغيره
    وان ابن تيمية اشار الى معاني الوفاة , الا ان سياق الايات والقرائن تبين ان الوفاة اماتة عند الاطلاق الا اذا صرف عن حقيقته بقرينة !

    و هذا من معاني التوفي لقيام الدليل على ذلك في العربية
    من معاني التوفي ! ونحن نتحدث عن الاصل وعن الصارف لهذا الاصل من القرائن ! وقد مضى .

    و إلا فهات نصا يقول إن عيسى مات عليه السلام ثم رفع !
    " إني متوفيك ورافعك إليّ "
    " فلما توفيتني "
    وهو كقول الله " فأماته الله مائة عام ثم بعثه "

    وغير ذلك سيكون تحكماً في هذه الالفاظ , فلو قال لك احدهم في قوله تعالى " فأماته فأقبره " اي قبضه , فجوابك هو جوابي ساعتئذ , وهو مطرد في سياقه
    فلا تحمل سياق وفاة المثمنات والجمادات على وفاة الادميين , وان كان يحتمل القبض الا ان اضافة الاماتة على الادميين متجهة , وفي الجمادات ممتنعة !

    * ملاحظة : لا حاجة اخي لتكبير الخط وتحميره وسلقه من بعد , فأبصر واعي ولله الحمد مرادك

    وفقك الله
    التعديل الأخير تم 12-08-2012 الساعة 07:12 PM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  10. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أبدأ بإبداء ملحوظة على تنبيهك و المتعلق بتكبير الخط و سلقه بعد تحميره بحسب تعبيرك . فاعلم اولا أنني لا اكتب لك بالدرجة الأولى و إن كان الحوار بيني و بينك فأنا أبين ما أريد للقاديانيين بالدرجة الأولى على اساس أنني أختلف معهم في حياة عيسى لأنه يقولون بموته و أنا اقول إنه رفع حيا دون وفاة كما دل عليه الدليل و ساثبته :
    1 _ من القرآن قوله تعالى : {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران : 55] قال ابن عطية رحمه الله : وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويقتل الدجال ويفيض العدل ويظهر هذه الملة ملة محمد ويحج البيت ويعتمر ويبقى في الأرض أربعا وعشرين سنة وقيل أربعين سنة ثم يميته الله تعالى
    وقال الإمام الشنقيطي : وقال الإمام الشنقيطي رحمه الله في دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب:
    قوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ} الآية, هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها وفاة عيسى عليه السلام وعلى نبينا الصلاة والسلام, وقد جاء في بعض الآيات ما يدل على خلاف ذلك كقوله: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}, وقوله: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} الآية على ما فسرها به ابن عباس في إحدى الروايتين, وأبو مالك والحسن وقتادة وابن زيد وأبو هريرة, ودلّت على صدقه الأحاديث المتواترة, واختاره ابن جرير, وجزم ابن كثير أنه الحق من أن قوله: {قَبْلَ مَوْتِهِ} أي موت عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
    والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه:
    الأول: أنّ قوله تعالى: {مُتَوَفِّيكَ} لا يدل على تعيين الوقت, ولا يدل على كونه قد مضى, وهو مُتَوَفّيه قطعاً يوماً ما, ولكن لا دليل على أنّ ذلك اليوم قد مضى, وأما عطفه {وَرَافِعُكَ إِلَيّ} على قوله: {مُتَوَفِّيكَ} فلا دليل عليه لإطباق جمهور اللسان العربي على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع, وإنما تقتضي مطلق التشريك, وقد ادّعى السيرافي والسهيلي إجماع النحاة على ذلك, وعزاه الأكثر للمحققين, وهو الحق, خلافا لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمر والزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه, وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء وقال: لم أجده في كتابه. وقال ولي الدين: أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي, حكاه عنه صاحب (الضياء اللامع) وقوله صلى الله عليه وسلم: "أبدأ بما بدأ الله به" يعني الصفا, لا دليل عليه على اقتضائها الترتيب, وبيان ذلك هو ما قاله الفهري كما ذكر عنه صاحب الضياء اللامع وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب ولا المعية, فكذلك لا تقتضي المنع منهما فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول كقوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية بدليل الحديث المتقدم. وقد يكون المعطوف بها مرتبا كقول حسان: ( هجوت محمد وأجبت عنه ) على رواية الواو, وقد يراد بها المعية كقوله: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ}, وقوله: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}, ولكن لا تحمل على الترتيب ولا على المعية إلا بدليل منفصل .
    الوجه الثاني: أنّ معنى {مُتَوَفِّيكَ} أي منيمك ورافعك إليّ أي في تلك النومة, وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ}, وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا}, وعزا ابن كثير هذا القول للأكثرين, واستدل بالآيتين المذكورتين وقوله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا.." الحديث .

    الوجه الثالث: أنّ {مُتَوَفِّيكَ} اسم فاعل توفاه إذا قبضه وحازه إليه ومنه قولهم: "توفّى فلان دينه" إذا قبضه إليه.. فيكون معنى {مُتَوَفِّيكَ} على هذا قابضك منهم إلي حيا, وهذا القول هو اختيار بن جرير. وأما الجمع بأنه توفّاه ساعات أو أياما ثم أحياه فالظاهر أنه من الإسرائليات, وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن تصديقها وتكذيبها .اهـ قوله بنصه رحمه الله .

    وقال تعالى : {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء : 159] قال الحافظ بن كثير رحمه الله : قول الله، [عز وجل] { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } قال: "قبل موت عيسى. إن الله رفع إليه عيسى [إليه] وهو باعثه قبل يوم القيامة مقامًا يؤمن به البر والفاجر".
    وكذا قال قتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وغير واحد. وهذا القول هو الحق، كما سنبينه بعد بالدليل القاطع، إن شاء الله، وبه الثقة وعليه التكلان.
    و سيقوم يرحمه الله في تفسيره الموسوم بأضواء البيان بالرد الماتع و بالبرهان الساطع من اللغة العربية و تفسير القرآن بالقرآن على من قال إنه مات . قال :

    ولا سبيل إلى تخصيص عمومات القرآن، إلا بدليل يجب الرجوع إليه من المخصصات المتصلة أو المنفصلة.
    وما يذكر عن ابن عباس من أنه سئل عن الذي يقطع رأسه من أهل الكتاب فقال إن رأسه يتكلم، بالإيمان بعيسى، وأن الذي يهوي من عال إلى أسفل يؤمن به وهو يهوي، لا يخفي بعده وسقوطه، وأنه لا دليل البتة عليه كما ترى.
    وبهذا كله تعلم، أن الضمير في قوله: {قَبْلَ مَوْتِهِ}، راجع إلى عيسى، وأن تلك الآية من سورة النساء تبين قوله تعالى هنا: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} كما ذكرنا.
    فإن قيل: إن كثيرا ممن لا تحقيق عندهم يزعمون أن عيسى قد توفي، ويعتقدون مثل ما يعتقده، ضلال اليهود والنصارى، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} [آل عمران:55], وقوله: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة:117].
    فالجواب: أنه لا دلالة في إحدى الآيتين البتة على أن عيسى قد توفي فعلا.
    أما قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} فإن دلالته المزعومة على ذلك منفية من أربعة أوجه:
    الأول: أن قوله: {مُتَوَفِّيكَ} حقيقة لغوية في أخذ الشيء كاملا غير ناقص، والعرب تقول: توفي فلان دينه يتوفاه فهو متوف له إذا قبضه وحازه إليه كاملا من غير نقص.
    فمعنى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} في الوضع اللغوي أي حائزك إلي، كاملا بروحك وجسمك.
    ولكن الحقيقة العرفية خصصت التوفي المذكور بقبض الروح دون الجسم ونحو هذا مما دار بين الحقيقة اللغوية العرفية فيه لعلماء الأصول ثلاثة مذاهب.
    الأول: هو تقديم الحقيقة العرفية، وتخصيص عموم الحقيقة اللغوية بها.
    وهذا هو المقرر في أصول الشافعي وأحمد، وهو المقرر في أصول مالك إلا أنهم في الفروع ربما لم يعتمدوه في بعض المسائل.
    وإلى تقديم الحقيقة العرفية، على الحقيقة اللغوية أشار في مراقي السعودي بقوله:
    واللفظ محمول على الشرعي إن لم يكن فمطلق العرفي
    فاللغوي على الجلي ولم يجب بحث عن المجاز في الذي انتخب
    المذهب الثاني: هو تقديم الحقيقة اللغوية على العرفية بناء على أن العرفية وإن ترجحت بعرف الاستعمال، فإن اللغوية مترجحة بأصل الوضع.
    وهذا القول مذهب أبي حنيفة رحمه الله.
    المذهب الثالث: أنه لا تقدم العرفية على اللغوية، ولا اللغوية على العرفية، بل يحكم باستوائهما ومعادلة الاحتمالين فيهما، فيحكم على اللفظ بأنه مجمل، لاحتمال هذه واحتمال تلك.
    وهذا اختيار ابن السبكي، ومن وافقه، وإلى هذين المذهبين الأخيرين أشار في مراقي السعود, بقوله:
    ومذهب النعمان عكس ما مضى والقول بالإجمال فيه مرتضى
    وإذا علمت هذا، فاعلم أنه على المذهب الأول، الذي هو تقديم الحقيقة اللغوية، على العرفية، فإن قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} لا يدل إلا على أنه قبضه إليه بروحه وجسمه، ولا يدل على الموت أصلا، كما أن توفي الغريم لدينه لا يدل على موت دينه.وأما على المذهب الثاني: وهو تقديم الحقيقة العرفية على اللغوية، فإن لفظ التوفي حينئذ، يدل في الجملة على الموت.
    ولكن سترى إن شاء الله، أنه وإن دل على ذلك في الجملة، لا يدل على أن عيسى قد توفي فعلا.
    وقد ذكرنا في كتابنا: دفع إيهام الاضطراب، عن آيات الكتاب، في سورة آل عمران، وجه عدم دلالة الآية، على موت عيسى فعلا، أعني قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} فقلنا ما نصه:
    والجواب عن هذا، من ثلاثة أوجه:
    الأول: أن قوله تعالى: {مُتَوَفِّيكَ} لا يدل على تعيين الوقت، ولا يدل على كونه قد مضى.
    وأما عطفه {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}، على قوله: {مُتَوَفِّيكَ}، فلا دليل فيه لإطباق جمهور أهل اللسان العربي، على أن الواو لا تقتضي الترتيب ولا الجمع، وإنما تقتضي مطلق التشريك.
    وقد ادعى السيرافي والسهيلي، إجماع النحاة على ذلك، وعزاه الأكثر للمحققين وهو الحق خلافا لما قاله قطرب والفراء وثعلب وأبو عمرو الزاهد وهشام والشافعي من أنها تفيد الترتيب لكثرة استعمالها فيه.
    وقد أنكر السيرافي ثبوت هذا القول عن الفراء وقال لم أجده في كتابه.
    وقال ولي الدين: أنكر أصحابنا نسبة هذا القول إلى الشافعي، حكاه عنه صاحب الضياء اللامع.
    وقوله صلى الله عليه وسلم : "أبدأ بما بدأ الله به" يعني الصفا لا دليل فيه على اقتضائها الترتيب.
    وبيان ذلك هو ما قاله الفهري كما ذكره عنه صاحب الضياء اللامع.
    وهو أنها كما أنها لا تقتضي الترتيب ولا المعية، فكذلك لا تقتضي المنع منهما.
    فقد يكون العطف بها مع قصد الاهتمام بالأول كقوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة:158], بدليل الحديث المتقدم.
    وقد يكون المعطوف بها مرتبا كقول حسان:
    هجوت محمدا وأجبت عنه
    على رواية الواو.
    وقد يراد بها المعية كقوله: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} [العنكبوت:15], وقوله: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [القيامة:9], ولكن لا تحمل على الترتيب ولا على المعية إلا بدليل منفصل.
    الوجه الثاني: أن معنى {مُتَوَفِّيكَ} أي منيمك {وَرَافِعُكَ إِلَيَّ}، أي في تلك النومة.
    وقد جاء في القرآن إطلاق الوفاة على النوم في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} [الأنعام:60]، وقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر:42]، وعزى ابن كثير هذا القول للأكثرين، واستدل بالآيتين المذكورتين.
    الوجه الثالث: أن {مُتَوَفِّيكَ}، اسم فاعل توفاه، إذا قبضه وحازه إليه، ومنه قولهم: توفي فلان دينه إذا قبضه إليه، فيكون معنى {مُتَوَفِّيكَ} على هذا، قابضك منهم إلي حيا، وهذا القول هو اختيار ابن جرير.
    وأما الجمع بأنه توفاه ساعات أو أياما، ثم أحياه فلا معول عليه، إذ لا دليل عليه. ا هـ. من دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب.
    وقد قدمنا في هذا البحث أن دلالة قوله تعالى: {مُتَوَفِّيكَ} على موت عيسى فعلا، منفية من أربعة أوجه، وقد ذكرنا منها ثلاثة، من غير تنظيم:
    أولها: أن {مُتَوَفِّيكَ} حقيقة لغوية في أخذه بروحه وجسمه.
    الثاني: أن {مُتَوَفِّيكَ} وصف محتمل للحال والاستقبال والماضي، ولا دليل في الآية على أن ذلك التوفي قد وقع ومضى، بل السنة المتواترة والقرآن دالان على خلاف ذلك، كما أوضحنا في هذا المبحث.
    الثالث: أنه توفي نوم، وقد ذكرنا الآيات الدالة على أن النوم يطلق عليه الوفاة، فكل من النوم والموت، يصدق عليه اسم التوفي، وهما مشتركان في الاستعمال العرفي.
    فهذه الأوجه الثلاثة ذكرناها كلها في الكلام الذي نقلنا من كتابنا دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب.
    وذكرنا الأول منها بانفراده لنبين مذاهب الأصوليين فيه.
    أما قوله تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي}، فدلالته على أن عيسى مات، منفية من وجهين:
    الأول منهما: أن عيسى يقول ذلك يوم القيامة، ولا شك أن يموت قبل يوم القيامة، فإخباره يوم القيامة بموته، لا يدل على أنه الآن قد مات كما لا يخفي.
    والثاني منهما: أن ظاهر الآية أنه توفي رفع وقبض للروح والجسد، لا توفي موت.
    وإيضاح ذلك أن مقابلته لذلك التوفي بالديمومة فيهم في قوله: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي} [المائدة:117]، تدل على ذلك لأنه لو كان توفي موت، لقال ما دمت حيا، فلما توفيتني لأن الذي يقابل بالموت هو الحياة كما في قوله: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً} [مريم:31].
    أما التوفي المقابل بالديمومة فيهم فالظاهر أنه توفي انتقال عنهم، إلى موضع آخر.
    وغاية ما في ذلك هو حمل اللفظ على حقيقته اللغوية مع قرينة صارفة عن قصد العرفية، وهذا لا إشكال فيه.
    وأما الوجه الرابع: من الأوجه المذكورة سابقا، أن الذين زعموا أن عيسى قد مات، قالوا: إنه لا سبب لذلك الموت، إلا أن اليهود قتلوه وصلبوه، فإذا تحقق نفي هذا السبب ص وقطعهم أنه لم يمت بسبب غيره، تحققنا أنه لم يمت أصلا، وذلك السبب الذي زعموه، منفي يقينا بلا شك، لأن الله جل وعلا قال: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ} [النساء:157], وقال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً, بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}.
    وضمير: {رَفَعَهُ} ظاهر في رفع الجسم والروح معا كما لا يخفي.
    وقد بين الله جل وعلا مستند اليهود في اعتقادهم أنهم قتلوه، بأن الله ألقى شبهه على إنسان آخر فصار من يراه يعتقد اعتقادا جازما أنه عيسى.
    فرآه اليهود لما أجمعوا على قتل عيسى فاعتقدوا لأجل ذلك الشبه الذي ألقي عليه اعتقادا جازما أنه عيسى فقتلوه.
    فهم يعتقدون صدقهم، في أنهم قتلوه وصلبوه، ولكن العليم اللطيف الخبير، أوحى إلى نبيه، في الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أنهم لم يقتلوه ولم يصلبوه.
    محمد صلى الله عليه وسلم والذين اتبعوه عندهم علم من الله بأمر عيسى لم يكن عند اليهود ولا النصارى كما أوضحه تعالى بقوله: {وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً, بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء:157-158].
    والحاصل أن القرآن العظيم على التفسير الصحيح والسنة المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم كلاهما دال على أن عيسى حي، وأنه سينزل في آخر الزمان، وأن نزوله من علامات الساعة، وأن معتمد الذين زعموا أنهم قتلوه ومن تبعهم هو إلقاء شبهه على غيره، واعتقادهم الكاذب أن ذلك المقتول الذي شبه بعيسى هو عيسى.
    وقد عرفت دلالة الوحي على بطلان ذلك، وأن قوله: {مُتَوَفِّيكَ} على موته فعلا.
    وقد رأيت توجيه ذلك من أربعة أوجه، وأنه على المقرر في الأصول، في المذاهب الثلاثة التي ذكرنا عنهم، ولا إشكال في أنه لم يمت فعلا.
    أما على القول بتقديم الحقيقة اللغوية فالأمر واضح، لأن الآية على ذلك لا تدل على الموت.
    وأما على القول بالإجمال، فالمقرر في الأصول أن المحمل، لا يحمل على واحد من معنييه، ولا معانيه بل يطلب بيان المراد منه، بدليل منفصل.
    وقد دل الكتاب هنا والسنة المتواترة على أنه لم يمت وأنه حي.
    وأما على القول بتقديم الحقيقة العرفية على الحقيقة اللغوية، فإنه يجاب عنه من أوجه:
    الأول: أن التوفي محمول على النوم، وحمله عليه يدخل في اسم الحقيقة العرفية.
    والثاني: أنا وإن سلمنا أنه توفي موت، فالصيغة لا تدل على أنه قد وقع فعلا.
    الثالث: أن القول المذكور بتقديم العرفية، محله فيما إذا لم يوجد دليل صارف، عن إرادة العرفية اللغوية، فإن دل على ذلك دليل وجب تقديم اللغوية قولا واحدا.
    وقد قدمنا مرارا دلالة الكتاب والسنة المتواترة على إرادة اللغوية هنا دون العرفية.
    واعلم بأن القول بتقديم اللغوية على العرفية، محله فيما إذا لم تتناس اللغوية بالكلية، فإن أميتت الحقيقة اللغوية بالكلية، وجب المصير إلى العرفية إجماعا، وإليه أشار في مراقي السعود بقوله:
    أجمع إن حقيقة تمات على التقدم له الإثبات
    فمن حلف ليأكلن من هذه النخلة، فمقتضى الحقيقة اللغوية، أنه لا يبر يمينه حتى يأكل من نفس النخلة لا من ثمرتها.
    ومقتضى الحقيقة العرفية أنه يأكل من ثمرتها لا من نفس جذعها.
    والمصير إلى العرفية هنا واجب إجماعا، لأن اللغوية في مثل هذا أميتت بالكلية.
    فلا يقصد عاقل البتة الأكل من جذع النخلة.
    أما الحقيقة اللغوية في قوله تعالى: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ} فإنها ليست من الحقيقة المماتة كما لا يخفي.
    ومن المعلوم في الأصول أن العرفية تسمى حقيقة عرفية ومجازا لغويا، وأن اللغوية تسمى عندهم حقيقة لغوية، ومجازا عرفيا.
    وقد قدمنا مرارا أنا أوضحنا أن القرآن الكريم لا مجاز فيه على التحقيق في رسالتنا المسماة "منع جواز المجاز، في المنزل للتعبد والإعجاز".
    فاتضح مما ذكرنا كله أن آية الزخرف هذه تبينها آية النساء المذكورة، وأن عيسى لم يمت وأنه ينزل في آخر الزمان وإنما قلنا إن قوله تعالى هنا: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} أي علامة ودليل على قرب مجيئها، لأن وقت مجيئها بالفعل لا يعلمه إلا الله.
    وقد قدمنا الآيات الدالة على ذلك مرارا.
    وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة: {فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا} أي لا تشكن في قيام الساعة فإنه لا شك فيه.
    وقد قدمنا الآيات الموضحة له مرارا كقوله تعالى: {وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا} وقوله: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}[الشورى:7]، وقوله: {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ} [النساء:87], وقوله: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} [آل عمران:25], إلى غير ذلك من الآيات.
    انتهى كلام الشنقيطي رحمه الله.
    وسئل ابن تيمية رحمه الله :
    هل أهل الجنة يأكلون ويشربون وينكحون بتلذذ كالدنيا ؟ وهل تبعث هذه الأجسام بعينها ؟ وهل عيسى حي أم ميت ؟ وهل إذا نزل يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم أم بشريعته الأولى أم تحدث له شريعة ؟
    فأجاب - رضي الله عنه - :
    أما أهل الجنة فيأكلون ويشربون وينكحون متنعمين بذلك بإجماع المسلمين كما نطق به الكتاب والسنة وإنما ينكر ذلك من ينكره من اليهود والنصارى . وهذه الأجساد هي التي تبعث كما نطق به الكتاب والسنة . وعيسى حي في السماء لم يمت بعد . وإذا نزل من السماء لم يحكم إلا بالكتاب والسنة ؛ لا بشيء يخالف ذلك والله أعلم .
    من اللغة التوفي يطلق على قبض الشيء وافيا دون نقص و جئتك بالدليل من السنة و النبي أفضل من تكلم العربية فقال لجابر أتوفيت الثمن و العاقل لا يفهم منه إلا قبض الثمن كاملا وافيا
    .

  11. #26
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الله المستعان !
    وما الحاجة لهذا النقل الطويل يا استاذ ؟ يا اخي ان احببت ان تكتب موضوعاً في ذلك الشأن فاكتبه ولا تحول المشاركة الى موضوع !
    مع علمي ان ما ذكرته عن العلامة الشنقيطي لا تقر بعضه -كمنعه الجواز في القرآن !- وقواعده التي بنى عليها بناها عن علم , فترجيحاته جاءت بحلم ! وحالك معها السرد !
    وهي كما مر امور مدركة , ومعاقد الاتفاق فيها مبرمة , فعلام التكرار يا اخي ؟

    وفرق بين التأصيل والتقعيد , وبين الالزام والرد ! فالتأصيل المنهج في التفسير القرآن بالقرآن وبالسنة وبفهم السلف الا بمرجح يفوقه او يضاهيه من حجة معتبرة صح الدليل على الاستدلال بها كانت من المرجحات على الاخير على الراجح !فلا يعتري البحث كما شبهة غول يلاحقها من اوهام الشبه واشباحها , فاستباق التقعيد بفهم يراوده من مدافعة افكار وتصورات في الخارج سواءاً كانت حقيقة او وهمية , لا تخرج من حيّز الشبهة التي تتلاشها مع نور الاصل الصحيح !

    فلا يهم ما يقول القديانية ان اشتركت بعض النتائج مع بعض ترجيحاتهم على كفرهم , فلا يغير من الحق شيئاً وان اتفقوا في بعضه
    وكذا لا يهم ما يقوله الملاحدة ان لم يتسنى لنا اثبات شيء من امور الغيب الذي هو من اصول الايمان كالسؤال عن الدجال واين هو ؟
    او اثبات صفات تليق بالباري سبحانه واثبات استواءه على عرشه استواءاً يليق به , فيقوم المخالف برد مضاد من ان ذلك متوافق مع عقيدة اليهود والمجسمة ... الخ هذه الترهات التي هي في حيز الوهم المسبق في خلفية الباحث , فينتج عنه حده , وفوبيا في الطرح مزمنة , حتى يظن ان كل من وقعت من خصلة شعر من مذهب معين صار منهم لاجل هذه الخصلة ! فيلوح له ما كان قد أزمنه فيطرق به مخالفه بأنه على غير الطريق , وانحدر عن السبيل فانا لله وانا اليه راجعون .

    فاذا ما ثبت للباحث امر دل عليه الكتاب والسنة , فلا حاجة بعدها للتكلف في الرد ولا لليّ النصوص , ولا لحمل الاثقال التي تثقل النص وتحمله مالا يحتمل ! وشق طريق فهم جديد له وان كان من غير طريقه , ليوافق طريقة المفكر والباحث الذي انعقدت التصورات الذهنية في ذهنه مسبقاً من المذاهب والبيئات والثقافات التي تحيط به وتلم به

    فمن من يفر من نصوص زعماً منه انها جامدة لا توافق البيئات الحاضرة , او من نصوص وعيدية لا تنسجم مع ضعفاء القلوب ! او من نصوص يظنها تعارض العلم
    والخلل في ذلك الاعتقاد الصحيح , فهضم صحة الاخبار الدالة على المقصود , وتفويض ذلك لعالمه حتى يريه اياته الباهرة فيها لهي دواء العلل هذه

    لم يكن المقصود من غالب هذه الاسطر رداً على ما قلته بالاساس , انما هي نفثات مصدور جاءت عقب ما لمسته من بعض المشاركات ورأيت فيها هذا الداء يرفرف عالياً
    من تصور المخالف في كل حين وان , حتى يكاد يرد عليه في احلامه وهو غير موجود على الحقيقة !

    على كل حال ما ذكرته انفاً في مشاركتك السالفة قد اجبتُ عليه , ولا حاجة للاعادة , فان كنت ترى ما رأيت فوفقك الله , وان رأيتني مخطئاً فادعوا الله لي بالهداية .
    نفع الله بك .
    التعديل الأخير تم 12-09-2012 الساعة 02:49 AM
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  12. افتراضي

    المجاز في القرآن !
    لك ذلك ّ. و إن يسر الله لي عودة بحول الله وقوته .
    يقول المرزا غلام : أنا دودة الأرض يا حبيبي و لست من ولد آدم و أنا موضع الكراهية للبشر وعار على الإنسانية روحاني خزائن جلد 21 براهين أحمدية حصة پينغم الصفحة 127

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَ}
    بواسطة عبد الرحمن العربى في المنتدى قسم الحوار عن القاديانية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-10-2011, 12:42 AM
  2. "يَمْحَقُ اللهُ الْرِّبَا" -لا تنقضي عجائبه!!
    بواسطة islamistheway في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 08-24-2008, 05:53 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء