صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 18

الموضوع: كرويـــــــــــة الارض في الأســــــــــــلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي كرويـــــــــــة الارض في الأســــــــــــلام

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى اله وصحبه وسلم

    اما بعد :

    هذه مجموعة مقالات حول اثبات كروية الارض في الاسلام

    مع بعض التعليقات لي في الاخير على هذا الموضوع

    الاعجاز العلمي في القران والسنة واثبات كروية الارض

    --------------------------------------------------------------------------------

    إن القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته إلى يوم القيامة . ومعنى ذلك أنه لا يجب أن يحدث تصادم بينه وبين الحقائق العلمية في الكون .. لأن القرآن الكريم لا يتغير ولا يتبدل ولو حدث مثل هذا التصادم لضاعت قضية الدين كلها .. ولكن التصادم يحدث من شيئين عدم فهم حقيقة قرآنية أو عدم صحة حقيقة علمية .. فإذا لم نفهم القرآن جيدا وفسرناه بغير ما فيه حدث التصادم .. وإذا كانت الحقيقة العلمية كاذبة حدث التصادم .. ولكن كيف لا نفهم الحقيقة القرآنية ؟ .. سنضرب مثلا لذلك ليعلم الناس أن عدم فهم الحقيقة القرآنية قد تؤدي إلى تصادم مع حقائق الكون .. الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا )سورة الحجر : 19 .. المد معناه البسط .. ومعنى ذلك أن الأرض مبسوطة .. ولو فهمنا الآية على هذا المعنى لا تّهمنا كل من تحدّث عن كروية الأرض بالكفر خصوصا أننا الآن بواسطة سفن الفضاء والأقمار الصناعية قد استطعنا أن نرى الأرض على هيئة كرة تدور حول نفسها .. نقول إن كل من فهم الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) بمعنى أن الأرض مبسوطة لم يفهم الحقيقة القرآنية التي ذكرتها هذه الآية الكريمة .. ولكن المعنى يجمع الإعجاز اللغوي والإعجاز العلمي معا ويعطي الحقيقة الظاهرة للعين والحقيقة العلمية المختفية عن العقول في وقت نزول القرآن . عندما قال الحق سبحانه وتعالى : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟ لا.. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا ) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية . ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون وهكذا نرى الإعجاز القرآني .. فالقائل هو الله .. والخالق هو الله .. والمتكلم هو الله .. فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا إن الأرض كروية وأنها تدور حول نفسها .. ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معا .. هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن الله هو خالق هذا الكون ؟ ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )سورة الزمر : 5 .. وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية . بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما ..فلو أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض غير متساويين في المساحة . بحيث كان أحدهما يبدو شريطا رفيعا .. في حين يغطي الآخر معظم المساحة , ما كان الاثنان معا على هيئة كرة .. لأن الشريط الرفيع في هذه الحالة سيكون في شكل مستطيل أو مثلث أو مربع .. أو أي شكل هندسي آخر حسب المساحة التي يحتلها فوق سطح الأرض .. وكان من الممكن أن يكون الوضع كذلك باختلاف مساحة الليل والنهار .. ولكن قوله تعالى يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْل ) دليل على أن نصف الكرة الأرضية يكون ليلا والنصف الآخر نهارا وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها ..وجدنا فعلا أن نصفها مضئ ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى : فإذا أردنا دليلا آخر على دوران الأرض حول نفسها لابد أن نلتفت إلى الآية الكريمة في قوله تعالى ( وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) سورة النمل : 88 .. عندما نقرأ هذه الآية ونحن نرى أمامنا الجبال ثابتة جامدة لا تتحرك نتعجب .. لأن الله سبحانه وتعالى يقول تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ) ومعنى ذلك أن رؤيتنا للجبال ليست رؤية يقينيه .. ولكن هناك شيئا خلقه الله سبحانه وتعالى وخفى عن أبصارنا .. فمادمنا نحسب فليست هذه هي الحقيقة .. أي أن ما نراه من ثبات الجبال وعدم حركتها .. ليس حقيقة كونية .. وإنما إتقان من الله سبحانه وتعالى وطلاقة قدرة الخالق .. لأن الجبل ضخم كبير بحيث لا يخفى عن أي عين .. فلو كان حجم الجبل دقيقا لقلنا لم تدركه أبصارنا كما يجب .. أوأننا لدقة حجمة لم نلتفت إليه هل هو متحرك أم ثابت .. ولكن الله خلق الجبل ضخما يراه أقل الناس إبصارا حتى لا يحتج أحد بأن بصره ضعيف لا يدرك الأشياء الدقيقة وفي نفس الوقت قال لنا أن هذه الجبال الثابتة تمر أمامكم مر السحاب . ولماذا استخدم الحق سبحانه وتعالى حركة السحب وهو يصف لنا تحرك الجبال ؟ .. لأن السحب ليست ذاتية الحركة .. فهي لا تتحرك من مكان إلى آخر بقدرتها الذاتية .. بل لابد أن تتحرك بقوة تحرك الرياح ولو سكنت الريح لبقيت السحب في مكانها بلا حركة .. وكذلك الجبال . الله سبحانه وتعالى يريدنا أن نعرف أن الجبال ليست لها حركة ذاتية أي أنها لا تنتقل بذاتيتها من مكان إلى آخر .. فلا يكون هناك جبل في أوروبا , ثم نجده بعد ذلك في أمريكا أو آسيا .. ولكن تحركها يتم بقوة خارجة عنها هي التي تحركها .. وبما أن الجبال موجودة فوق الأرض .. فلا توجد قوة تحرك الجبال إلا إذا كانت الأرض نفسها تتحرك ومعها الجبال التي فوق سطحها . وهكذا تبدو الجبال أمامنا ثابتة لأنها لا تغير مكانها .. ولكنها في نفس الوقت تتحرك لأن الأرض تدور حول نفسها والجبال جزء من الأرض , فهي تدور معها تماما كما تحرك الريح السحاب .. ونحن لا نحس بدوران الأرض حول نفسها ... ولذلك لا نحس أيضا بحركة الجبال وقوله تعالى : ( وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ) معناها أن هناك فترة زمنية بين كل فترة تمر فيها .. ذلك لأن السحاب لا يبقى دائما بل تأتى فترات ممطرة وفترات جافة وفترات تسطع فيها الشمس .. وكذلك حركة الجبال تدور وتعود إلى نفس المكان كل فترة . وإذا أردنا أن نمضي فالأرض مليئة بالآيات .. ولكننا نحن الذين لا نتنبه .. وإذا نبه الكفار فإنهم يعرضون عن آيات الله ... تماما كما حدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. حين قال له الكفار في قوله تعالى : ( وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً ) سورة الإسراء : 90 - 91 .. وكان كل هذا معاندة منهم .. لأن الآيات التي نزلت في القرآن الكريم فيها من المعجزات الكثيرة التي تجعلهم يؤمنون ..

    منقول
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي



    صورة للأرض وتظهر فيها بشكلها الكروي ويظهر الليل والنهار، يقول تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر: 5]. ونحن اليوم لا نشك في كروية الأرض لأننا نراها أمامنا بالصور الحقيقية.

    الآية الكريمة:

    يقول تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [الزمر: 5].

    شرح الآية:

    يتحدث ربنا تبارك وتعالى عن نعمه التي لا تعد ولا تُحصى، فيخبرنا عن خلقه للسموات والأرض، وأنه يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل. وجاء في أضواء البيان للشنقيطي: والتكوير هو التدوير ومنه قيل كار العمامة وكورها، ولهذا يقال للأفلاك كروية الشكل.

    ومن هنا يمكن أن نستنتج إشارة علمية مهمة وهي أن الشكل الذي يتحرك في الليل والنهار هو شكل كروي حيث يتداخل كل منهما بعضه في بعض.

    الحقيقة العلمية:

    لقد أصبحت حقيقة كروية الأرض من الحقائق اليقينية. وتدل على ذلك الصور الملتقطة من الفضاء الخارجي للأرض، ففي عام 1968 التقطت أول صورة للأرض بواسطة مركبة الفضاء أبولو، وبعد ذلك التقطت آلاف الصور للأرض، وجميعها أظهرت الأرض كرة تسبح في ظلام دامس.

    وجه الإعجاز:

    يتبين لنا من خلال هذه الآية الكريمة وتحديداً قوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) وجود نظام كروي يسير عليه الليل والنهار ويتداخلان مع بعضهما، ولا يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية، وهو ما وجده العلماء بالصورة الحقيقية.

    والسؤال: لو لم يكن محمداً رسولاً من عند الله تعالى فمن أين جاء بهذا التعبير (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) وكيف علم أن الأرض كروية، إن هذا من دلائل نبوة المصطفى عليه الصلاة والسلام.

    ــــــــــــ

    بقلم عبد الدائم الكحيل

    www.kaheel7.com
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اثبات كروية الأرض في كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لأبن حزم الظاهري





    يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل


    بقلم: الأستاذ سيف الدين محمد

    بيروت - لبنان

    يقول العلامة ابن حزم (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994م.قرطبة - 28 شعبان 456هـ / 15 اغسطس 1064م ولبة) رحمة الله في الجزء الثاني من كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (كتبه حوالي عام 400 هجري أي منذ ألف سنة) في باب مطلب بيان كروية الأرض ما نصه:

    "قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به وذلك أنهم قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول

    غير ذلك وجوابنا وبالله تعالى التوفيق إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل: (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل )(الزمر 5). وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذٌ من كور العمامة وهو إدارتها وهذا نص على تكوير الأرض ودوران الشمس، كذلك وهي التي منها يكون ضوء النهار بإشراقها وظلمة الليل بمغيبها وهي آية النهار بنص القرآن قال تعالىوجعلنا آية النهار مبصرة) (الاسراء 12).

    فيقال لمن أنكر ما جهل من ذلك من العامة أليس إنما افترض الله عز وجل علينا أن نصلي الظهر إذا زالت الشمس فلابد من نعم، فيسألون عن معنى زوال الشمس فلابد من أنه إنما هو انتقال الشمس عن مقابلة من قابل بوجهه القرص واستقبل بوجهه وأنفه وسط المسافة التي بين موضع طلوع الشمس وبين



    موضع غروبها في كل زمان وكل مكان وأخذها إلى جهة حاجبه الذي يلي موضع غروب الشمس وذلك إنما هو في أول النصف الثاني من النهار وقد علمنا أن المداين من معمور الأرض آخذة على أديمها من مشرق إلى مغرب ومن جنوب إلى شمال فيلزم من قال إن الأرض منتصبة الأعلى على غير مكورة أن كل من كان ساكناً في أول المشرق أن يصلي الظهر في أول النهار ضرورة ولابد إثر صلاة الصبح بيسير لأن الشمس بلا شك تزول عن مقابلة ما بين حاجبي كل واحد منهم في أول النهار ضرورة ولابد أن كان امر على ما تقولون ولا يحل لمسلم أن يقول إن صلاة الظهر تجوز أن تصلى قبل نصف النهار ويلزمهم أيضاً أن من كان ساكناً في آخر المغرب إن الشمس لا تزول عن مقابلة ما بين حاجبي كل واحد منهم إلا في آخر النهار فلا يصلون الظهر إلا في وقت لا يتسع لصلاة العصر حتى تغرب الشمس وهذا خارج عن حكم دين الإسلام وأما من قال بتكويرها فإن كل من ظهر الأرض لا يصلي الظهر إلا إثر انتصاف نهاره أبداً على كل حال وفي كل زمان وفي كل مكان ".


    اكتشاف كروية الأرض:

    ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول " سبوتنيك " في مداره حول الأرض في أكتوبر 1957م واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي عام 1966 م هبط القمر الصناعي " لونا 9" بأجهزته المتطورة على سطح القمر، وأرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صوراً عن كوكب الأرض
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    كروية الأرض



    قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف:54) سورة الأعراف (53) .

    لقد تحدث القرآن الكريم عن كروية الأرض في زمان ساد فيه الجهل والخرافة ففي الآيات يذكر الله سبحانه وتعالى أنه النهار يطلب الليل حثيثاً، ويطلبه حثيثاً تعني يلاحقه سريعاً، دون توقف .

    لنتصور هذا ....النهار كائن من ضياء منبعث من الشمس يملأ الفضاء والجو في كل الجهات والليل كائن آخر لا ضوء فيه إلا بصيص الشهب يلاحق النهار بسرعة والنهار يلاحقه . هذا يجري وذاك يطلبه دون توقف .

    لكن إلى أين ؟ و كيف .؟

    هل يجريان في طريق مستقيمة طرفها اللانهاية ؟

    لوكان ذلك لما مر على الأرض إلا نهار واحد لحقه ليل و ينتهي الأمر .

    لكننا نراهما متعاقبين ، فالنهار يطلع كل يوم من نفس الجهة التي طلع منها في اليوم السابق و تسير شمسه لتغيب في نفس الجهة التي غربت فيها بالأمس .

    و هكذا العتمة من الشرق و تغور في الغرب . ثم يتكرر المشهد و يتكرر إلى ما شاء الله .

    لنتصور الحركة في قوله تعالى ( يطلبه حثيثاً ) من خلال هذا الواقع فنرى أن الطريق دائرية لا لبس فيها.

    لندرك هذا بسهولة يجب علينا أن نتفهم جيداً الأسلوب التصويري في القرآن .

    حينئذ، سيظهر لنا بوضوح ، من خلال الآية ن صورة طريق دائرية حول الأرض ، يجري عليها الليل و النهار ، ذاك يغشى هذا و هذا يغشى ذاك .

    قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5) .

    الآية واضحة كل الوضوح . يكور الليل على النهار فيخفيه و يكور الليل .

    ويكور النهار على الليل فيخفيه و يكور النهار .

    وبين تكورهما على بعضهما نرى جرماً كروياً يتدحرج بينهما فيجمعهما يكوران على بعضهما . هذا الجرم هو الأرض .

    لنتصور أننا في منطقة النهار . وبعد ساعات سيغشى الليل هذه المنطقة ، لكنه لا يغشاها بشكل عادي بل يكور تكويراً، أي ينحني بشكل كروي ، ومن البديهي أن المنطقة يجب أن تكون كروية ليمكن فهم الكلام .

    كانت الإنسانية تجهل هذا إلا بعض الخرافات التي كانت سائدة . فكيف عرفه محمد صلى الله عليه و سلم و أقره ؟!.

    و قال جل و علا :

    " و هو الذي مدَّ الأرض و جعل فيها رواسي ...". الرعد (3)

    " و الأرض مددناها و ألقينا فيها رواسي .." سورة الحجر (19).

    كيف تكون الأرض ممدودة ؟ و ما معنى ذلك ؟ .

    " معنى ذلك أننا مهدنا السير فيها فستبقى ممدودة أمامنا ، لن تنتهي فيها إلى حاجز يحول دون ما وراءه ، أو هوة أبدية نقف عندها عاجزين .

    فلنسر في أي اتجاه نريد، و لتسر الليالي والشهور و السنين و العمر كله ، وسنبقى نسير وستبقى ممدودة ، ولا يوجد شكل من الأشكال الهندسية تتحقق فيه هذه الحالة إلا الشكل الكروي ، فيحثما سرت عليه يبقى ممدداً أمامك، و أي شكل آخر لا يمكن أن يحقق معنى هذه الآية ".

    و لقد أشار كثير من المفسرين و الفقهاء المسلمين إلى كروية الأرض مم فهموه من كتاب الله عز و جل من ذلك :

    وقد أشار أئمة الإسلام منذ القديم إلى هذه الحقيقة فقد أشار الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه التبيان في أقسام القرآن إلى كروية الأرض.

    وأشار كذلك الإمام الفخر الرازي في تفسيرهمفاتيح الغيب إلى كروية الأرض فقال :

    "إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد ".

    وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه" الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " قال : "اعلم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل و ليست تحت وجه الأرض إلا وسطها ونهاية التحت المركز و هو الذي يسمى محيط الأثقال ".

    ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول " سبوتنيك " في مداره حول الأرض في أكتوبر 1957م واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي عام 1966 م هبط القمر الصناعي " لونيك 9" بأجهزته المتطورة على سطح القمر ،و أرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صوراً عن كوكب الأرض .

    فكيف عرف محمد صلى الله عليه و سلم ذلك ؟!

    إنه الوحي الإلهي، الذي يدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الأكوان، وهو بكل شيءٍ عليم.

    بقلم فراس نور الحق

    المراجع :

    الإسلام و الحقائق العلمية تأليف : محمود القاسم

    الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أ. د حسن أبو العينين .
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    علماء الإسلام يجمعون على كروية الأرض
    بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف

    سبق بيان قول ابن تيمية وابن القيم وابن حزم والغزالي والرازي وابن باز بكروية الأرض، ونقلهم الإجماع على ذلك.

    وهنا مزيد من ذلك، مع إشارات جديدة وهي: " سبق العلماء المسلمين لاكتشاف الجاذبية الأرضية، وتقسيم الكرة الأرضية إلى خطوط طول ودوائر عرض، وأن الأرض ليست كرة منتظمة التكوير ":

    1- قال المقدسي في مقدمة كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم:

    " أما الأرض فإنها كالكرة، والأرض جاذبة لما في أيديهم من الثقل؛ لأن الأرض بمنزلة الحجر [المغناطيس] الذي يجذب الحديد. والأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء، وهو من المشرق إلى المغرب، وهذا طول الأرض، وهو أكبر خط في كرة الأرض ".

    2- وفي مقدمة كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة:

    " الأرض بمنزلة الحجر [المغناطيس] الذي يجتذب الحديد، والأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهذا طول الأرض. وهو أكبر خط في كرة الأرض، فاستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة ".

    أما الأقوال الأخرى حول كروية الأرض:

    3- قال الشريف الإدرسي أنه صحيح أن الأرض مستديرة، ولكنها غير كاملة الاستدارة:

    جاء في مقدمة كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري

    " قال الشريف: ومع كون الأرض كرة، هي غير صادقة الاستدارة ".



    4- قال أبو بكر الصوفي كما ورد في وفيات الأعيان لابن خلكان 4/359:

    " لو وضعنا طرف حبل على أي موضع كان من الأرض، وأدرنا الحبل على كرة الأرض، انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض، والتقى الطرفان ".



    5- وفي مقدمة كتاب المنتظم لابن الجوزي

    " قال أبو الوفاء بن عقيل: الأرض على هيئة الكرة على تدوير الفلك، موضعه في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة، والنسيم يحيط بها كالبياض من البيضة حول المحّة، والفلك يحيط بالنسيم كإحاطة القشرة البيضاء بالبياض المحيط بالمحة، والأرض مقسومة نصفين بينهما خط الاستواء، وهو من المشرق إلى المغرب، وهو طول الأرض، وهو أكبر خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أكبر خط في الفلك، وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي تدور حوله بنات نعش. واستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة ".



    ثم قال:

    " لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين، أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.

    وكذلك أجمعوا على أن الأرض مثل الكرة، ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوحد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب، وكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء ".



    6- وفي مروج الذهب للمسعودي 1/253:

    " الأرض مقسومة نصفين وبينهما خط الاستواء، وهو بين المشرق إلى المغرب وهذا هو طول الأرض؛ لأنه أكبر خط في كرة الأرض ".



    7- قال الفخر الرازي في تفسيره 2/490

    " فإذا فرضت دائرة أخرى عظيمة مقاطعة لها على زوايا قائمة، انقسمت كرة الأرض بهما أرباعاً ... ويقال والله أعلم أن ثلاثة الأرباع ماء ".



    وفي 4/312

    " الأرض كرة ، وإذا كان كذلك فكل وقت يمكن أن يفرض فهو صبح لقوم ، وظهر لثان وعصر لثالث ، ومغرب لرابع وعشاء لخامس ، ومتى كان الأمر كذلك لم تكن الكعبة منفكة قط عن توجه قوم إليها من طرف من أطراف العالم لأداء فرض الصلاة ، فكان الدوام حاصلاً من هذه الجهة ".



    8- قال الذهبي في مختصر العلو، ص 73:

    " الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأسفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل.

    والتحت ـ وما دونه ـ لا يسمى تحتاً، بل لا يكون تحتاً، ويكون فوقاً، بحيث لو فرضنا خرق المركز ـ وهو سفل العالم ـ إلى تلك الجهة، لكان الخرق إلى جهة فوق.

    ولو نفذ الخرق جهة السماء من تلك الجهة الأخرى، لصعد إلى جهة فوق.

    وبرهان ذلك: أنا لو فرضنا مسافراً سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب، وامتد مسافراً، لمشى مسافراً على الكرة إلى حيث ابتدأ بالسير وقطع الكرة مما يراه الناظر أسفل منه، وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته والسماء فوقه.

    فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض، هي فوق الأرض لا تحتها؛ لأن السماء فوق الأرض بالذات ".



    9- قال القلشندي في صبح الأعشى 1/408:

    " كرة الأرض يقسمها خط في وسط بنصفين: نصف جنوبي، ونصف شمالي؛ ويسمى هذا الخط الاستواء، لاستواء الليل والنهار عنده في جميع فصول السنة، ويقاطعه خط آخر يقسمها بنصفين: نصفٍ شرقي ونصفٍ غربي؛ وتصير الأرض به أربعة أرباع ".



    10- جاء في تفسير البحر المحيط 7/80

    " قال أبو عبد الله الداراني: ثبت بالدليل أنّ الأرض كرة، ولا ينافي ذلك قوله: مد الأرض، وذلك أنّ الأرض جسم عظيم. والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان قطعة منها تشاهد كالسطح ".



    11- وقال العزالي في كتاب معيار العلم، ص 2:

    " عرف العقل ـ ببراهين لم يقدر الحس على المنازعة فيها ـ إن قرص الشمس أكبر من كرة الأرض، بأضعاف مضاعفة ".



    وأضاف، ص 51:

    " إن الواقفين على نقطتين متقابلتين من كرة الأرض تتقابل أخمص أقدامهما، ونحن بالضرورة نعلم ذلك ".

    12- قال ابن النفيس في شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا، ص 112:

    معللاً سبب عدم رؤية الأجسام من بعيد.. " هذا يتم سواء كانت العين مرتفعة أو منخفضة، ولكن العين المرتفعة ترى أكثر مما إذا كانت غير مرتفعة. وسبب ذلك ليس زيادة قوتها أو زيادة إدراكها، بل إن تشكُّل الأرض كرة، فالبعيد جداً ما هو على ظاهر الأرض ينستِر عن الرؤية بحدبة الأرض ".

    13- قال النيسابوري في تفسيره 5/208:

    " قال حكماء الإسلام : قد ثبت بالدلائل اليقينية أن الأرض كروية ".

    14- قال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/189:

    " قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية، والعامة تقول غير ذلك.

    وجوابنا وبالله تعالى التوفيق: إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم ـ رضي الله عنهم ـ لم يُنكروا تكوير الأرض، ولا يُحفظ لأحد منهم في دفعِه كلمة.

    بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل:" يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ". وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض، مأخوذ من كور العمامة وهو إدارتها، وهذا نص على تكوير الأرض ".

    للحوار والمناقشة..

    أخوكم: عبدالرحيم الشريف

    rhim75@hotmail.com
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شبهة حول مد الأرض ودحوها وكرويتها



    بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف

    ماجستير في تفسير القرآن وعلومه

    مقدمة:

    لما كان بيان أوجه الإعجاز القرآن الكريم، والكشف عن آياته البديعة، من أهم واجبات الأمة الإسلامية[1]، كان الدفاع عنها له نفس الحكم إن لم يكن أوجب.

    منذ بداية التحدي بالقرآن الكريم، أخذ أعداء الإسلام يوجهون سهامهم إلى المحتوى المعجز للقرآن الكريم، محاولين النيل من هيبته في نفوس المؤمنين به ـ ومن يفكر في الإيمان به ـ بشتى الطرق.

    كان محتوى القرآن الكريم ـ سبب عزة الأمة العربية الإسلامية ونهضتها ـ شوكة في حلق كل من تسول له نفسه التشكيك بإلهية مصدره، وتميز أسلوبه.. فكان ـ ومازال وسيبقى ـ الكتاب السماوي الوحيد الذي يحمل دليل صدقه بين دفتيه.



    ولا يمكن إغفال ما للإعجاز القرآني ( وخاصة شواهد الإعجاز العلمي في العصر الحالي ) من أهمية في نشر الدعوة الإسلامية في شتى أرجاء الأرض.. مما جعل الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في العالم..

    كان أثر معجزات الأنبياء السابقين محدوداً بحياة النبي ـ ليس دائماً مستمراً بعد وفاته ـ؛ لأنها موجهة لأقوام محددين خاصة، وكان الخطاب الدعوي بها لأهداف محددة بحياة ذلك النبي uفينتهي أثر معجزته بوفاته.

    بينما محمد rخاتم الأنبياء، لا نبي بعده، ورسالته لكل الناس.. فوجَبَ أن تكون معجزته دائمة عامَّة.



    فمن رحمة الله Yبالناس أن كان الشاهد على ربانية مصدر القرآن الكريم دليلاً معجزاً دائماً متجدداً بتجدد الحياة، وتطور معارف الناس وأنماط تفكيرهم، وأدوات بحثهم. ولم يجعله معجزة مؤقتة لعصر من العصور، وجيل محدود من الأجيال، وفي هذا كمال العدل، وكمال الحكمة..

    ودليل ذلك أنك لو خاطبت ملحداً أن دليل صدق القرآن الكريم هو حنين جذع النخلة إلى النبي r، أو خروج الماء من بين أصابعه الشريفة، أو أنه كان يكثر الطعام القليل، أو أن عظم الشاة أخبرك بأنه مسموم.. الخ. فلن يتقبلها إلا بالسخرية منها والاستهزاء بالمؤمنين بها، ولعدَّها من خيالات المسلمين.



    عن أبي هريرة tقَالَ: " قَالَ النَّبِيُّ r: مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ، إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ. وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا، أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".[2]



    وبهذا تتحقق الحكمة من كون المعجزة مما برع به الناس، ففي عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كان للإعجاز البياني أعظم الأثر في إيمانهم، وفي العصر الحالي أصبح الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في أوساط العلماء والمثقفين الغربيين، بفضل جهود علماء الإعجاز العلمي.[3]

    كل هذا يفسر سبب الهجوم على الإعجاز العلمي ودعاته، وحملات التشكيك المتتالية بما ذكره الجهابذة.

    من خلال تتبع الشبهات التي يثيرها أعداء الإعجاز العلمي، يتيقن الباحث الموضوعي أن تلك الشبهات لا أساس علمي لها، بل إنها تزيد الإعجاز العلمي روعة ...

    وسأذكر عشرين شاهداً على ذلك، من خلال تتبع شبهات الناقدين لموضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.

    أولاً: الأرض، حركتها، كرويتها:

    نص الشبهة حرفياً:

    " بعض الآيات التي تتحدث عن الأرض أنها ثابتة لا تتحرك ‏خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن ‏تميد بكم).‏ سورة لقمان "31: 10 "

    (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي).الرعد "13: 3 .

    (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون). ‏سورة الحجر "15: 19"

    وجاء في سورة النحل (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون). ‏

    وجاء في سورة الأنبياء:31" (وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون).‏ ‏ الآيات التي ورد ذكرها أعلاه تقول عن الأرض: طحاها، مدت، مددناها، سطحت، مهاداً. وكل هذه المفردات تصف الأرض أنها منبسطة ومستوية. والعلم يقول أنها ليست منبسطة ولا مستوية. ثم هنالك المفردات التالية

    عن الأرض أيضا: رواسي، تميد، أوتاداً. وكل هذه المفردات تعني الثبات وعدم الحركة.

    وأن الجبال تعمل عمل الأوتاد في تثبيت الخيمة فهي أي الجبال تحفظ الأرض من الحركة وأنه لولا الله ثم هذه الجبال لمادت الأرض (أن تميد بكم)أي أختل توازنها وتسببت في سقوطكم، والميدإنما يكون للسطح المستوي المنبسط ولا يكون للسطح المدور الكروي الشكل …

    قال الإمام النسفيتعليقا على سورة الرعد: (وهو الذي مد الأرض= أي بسطها) ".

    وقال بعدها: " يقول تعالى: (والأرض بعد ذلك دحاها). وهى آية يتعمد كل (باحث إسلامي أن يوردها فى معرض التدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل الأرض شبه الكروي. فكلمة (دحاها) فى قاموس هؤلاء (الباحثين) تعنى جعلها كالدحية (وهى بيضة النعامة).

    هذا التفسير، ليس له وجه فى اللغة[4].

    فكلمة دحاها تعنى فقط بسطها ومدها. وقد أطلق العرب اسم (الأدحية) على المكان الذى تبيض فيه النعامة، وليس بيضها. لأن هذا الطائر لا يبنى عشاً، بل (يدحو الأرض برجله، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه). والدحية بكسر الدال هو رئيس الجند. والدحية بفتح الدال هى أنثى القرد".

    جواب الشبهة:

    1. دوران الأرض:

    الآيات الكريمة التي استشهد بها تتكلم عن مراحل خلق الأرض، وأن الأرض كانت غير مستقرة (تميد) بمن عليها، فلما خلق الجبال استقرت.

    وهذا ما صرح به الحديث الشريف: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ rقَالَ: " لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ، جَعَلَتْ تَمِيدُ فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا، فَاسْتَقَرَّتْ.. ".[5]

    والمقصود باستقرارها: عدم اضطرابها واهتزازها، وسيأتي مفصلاً في الحديث عن الجبال قريباً.

    ومن أدلة دوران الأرض حول الشمس في القرآن الكريم:[6]

    قال تعالى: " وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ " [يس: 37].

    ووجه دلالته أنه يوافق ما كشف عنه العلم الحديث من أن الأصل فيما يحيط الأرض هو الليل (الظلام)، وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض، ويمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد.

    فإذا دارت الأرض، سُلِخت حالة النهار الرقيقة التي كونتها انعكاسات أشعة الشمس.. فيحدث بهذا الدوران، سلخ النهار من الليل.

    2. كروية الأرض:

    مد الأرض وبسطها يقتضي تكويرها؛ لأن أي شكل هندسي آخر (مثلث، مربع، خماسي..) لابد أن يكون فيه انحناء عند الانتقال من ضلع إلى آخر..

    انظر الشكل التالي ويمثل عدة أشكال هندسية، وتم التعبير عن كل ضلع بحرف خاص (أ، ب، ج ..) عدا الدائرة؛ فليس لها أضلاع.





    كما أن في التعبير القرآني المعجز عن انبساط وامتداد الأرض التقاء للحقيقتين الحسية المشاهَدة، والعلمية:

    فهي من حيث العين المبصرة: ممتدة ومنبسطة مما يسهل الحياة عليها.. فلو كانت ذات أي شكل هندسي غير الدائرة، لرأيت انحناءها وأنت واقف على أحد أضلاعها.

    وهي من حيث الاكتشافات العلمية:دائرية، لأن الشكل الدائري يدل على بسطها. فالدائرة هي الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون الأرض فيه ممدودة في كل نقطة تقف عليها منها.

    ولم يثبت أن شوهِد أحد ينحني طريقه وهو يسير على الأرض في أي من بقاعها، كما ينحني طريق من يسير من ضلع (أ) إلى (ب).[7]

    فمن تذليل الله Yللحياة على سطح الأرض تكويرها، فلولا كرويتها لاستحالت الحياة عليها. كما أن النعامة تدحي مكان عشها وتسويه لتجعله ميسراً ممهداً لوضع البيض، فلولا ذلك لكسر البيض.

    ولا يُعقَل أن ( تبسط) النعامة الأرض، فتصبح منبسطة كالمرآة، لتضع بيضها؛ وإلا سيتدحرج بعيداً، ولما استطاعت جمعه لحضنه، وما أمنت عليه من الأعين، وعاديات الزمان والمكان.

    كيف وإن كانت النعامة تضع بيضها بالطول[8]ـ وذلك حتى يتوزع دفء الحَضْن على أكبر مساحة من بيضتها الأكبر بين البيوض ـ كل هذه الاعتبارات، تقتضي أن لا يكون عش النعامة سوى حفرة في الأرض..

    أي: نصف كرة سفلي ( بحسب الناظر من الأعلى إلى الأسفل )





    انظر الصورة التالية:[9]



    ومن هنا يتبين أن النعامة تدحي ( تهيء ) الأرض الصلبة لاستقبال البيض فلا يتكسر عند وضعه، وتكون ملائمة لحفظه عن العيون وحَضنِهِ وعدم تدحرجه.. وما يكون ذلك إلا بضرب رجلها على الأرض الصلبة وتقعيرها إلى الداخل، صانعة العش.

    ذلك العش الذي يبدو للناظر ـ غير المدقق ـ أنه مستوٍ وهو في الحقيقة متقعر نحو الأسفل. وهنا وجه الشبه بين الأرض والدحية..

    ووجه شبه آخر: أن الأرض أيضاً قد دحاها ( هيأها ) الله Yللخليفة على الأرض، فهي حاضنته الرؤوم، الذي لولا تلك التهيئة لما استطاع العيش عليها.

    إذاً: لو كان عش النعامة مستوٍ لما استطاعت حضن البيض، ولو باضت على الأرض الصلبة قبل ضربها برجلها جاعلةً منها تراباً ناعماً، لتكسر البيض...

    كما لو كانت الأرض كلها مستوية مسطحة، لما أمكن للأرض أن تحتضن الماء على سطحها بأي شكل (بحار وأنهار وسيول...). ولو كانت الأرض صلدة بلا تراب، لما أنبتت المرعى..

    صدق الله العظيم حيث يقول في سورة النازعات: " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) ".



    ومن الأدلة الأخرى على كروية الأرض في القرآن الكريم:

    1. قوله تعالى: " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ " [الزمر: 5].

    تبين الآية الكريمة أن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير، وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معاً، فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير، إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية. [10]

    ولو أن البقعة التي يغطيها النهار لا تساوي في المساحة القطعة التي يغطيها الليل، لما شكلا معاً شكل كرة؛ بل الشرط الرفيع الفاصل بينهما سيكون على شكل هندسي آخر ـ بحسب مساحته على سطح الأرض ـ. وهنا التعبير المعجز الدقيق:" يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ "أي: نصف الكرة الأرضية نهار، والنصف الآخر ليل.

    2. قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الرعد: 3].


    قال الرازي: " المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ". يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه، لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به... والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح ".[11]


    قول الإمام الرازي هذا، يبين استباط علماء المسلمين أن الأرض كروية، من خلال الآية الكريمة.[12]

    3. قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " [الرعد: 41].وقوله: " أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ " [الأنبياء: 44].

    وهذا ظاهر للذي يسير من وسط الأرض إلى أيٍّ من أطرافها، ولا يكون إلا في الشكل الكروي.


    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] قال القاضي الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن ص22: " ومن أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه، وأولى ما يلزم بحثه، ما كان لأصل دينهم قواماً، ولقاعدة توحيدهم عماداً ونظاماً، وعلى صدق نبيهم rبرهاناً، ولمعجزته ثبتاً وحجة. لا سيما والجهل ممدود الرواق، شديد النفاق، مستولٍ على الآفاق. والعلم إلى عفاء ودروس، وعلى خفاء وطموس، وأهلهم في جفوة الزمن البهيم، يقاسون من عبوسه لقاء الأسد الشتيم [كريه المنظر]. حتى صار ما يكابدونه قاطعاً عن الواجب من سلوك مناهجه، والأخذ في سبيله ". إن كان ذلك كلام الباقلاني المتوفى سنة (403هـ عن حال العلم في مجتمعه، وتلك استغاثته بعلماء ذلك الزمان، رغم أنه كان للإسلام دولة تحميه، وعلماء أكفاء يذودون عن حياضه، لا يخافون لومة لائم.. فكيف بنا في هذا الزمان ؟

    [2] رواه البخاري في فضائل القرآن باب: كيف نزل الوحي (4981. قال ابن حجر في فتح الباري 15/173 " معنى الحصر في قوله: " إنما كان الذي أوتيته ": أن القرآن أعظم المعجزات، وأفيدها، وأدومها؛ لاشتماله على الدعوة، والحجة، ودوام الانتفاع به، إلى آخر الدهر. فلما كان لا شيء يقاربه ـ فضلاً عن أن يساويه ـ كان ما عداه بالنسبة إليه كأن لم يقع ".

    [3] اكتب عبارة " أسرع الأدين انتشاراً " في أي محرك بحث وانظر ما ترى... ومن ذلك : صرح (جورج بوش رئيس الولايات المتحدة أن الإسلام أسرع الأديان انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية، انظر خطاب (بوش الذي نشره موقع وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 16/11/2003م على الرابط التالي:

    http://usinfo.state.gov/arabic/mena/1116rmadan.htm

    كما أنه أسرع الأديان انتشاراً في كندا ـ يتزايد بنسبة (128% ـ:

    http://news.masrawy.com/masrawynews/...138213news.htm

    وأسرع الأديان انتشاراً في بريطانياً. وخاصة بين مدرسي الرياضيات والعلوم وأساتذة الجامعات (بمعدل 14 ألفاً كل عام:

    http://www.islamonline.net/Arabic/ne...rticle01.shtml

    [4] بل هذا وجه من البلاغة معروف: وهو التعبير بالمحل، عن الحالِّ بالمحل. جاء في كتاب: " معجم الألفاظ العامية ذات الحقيقة في الأصول العربية "، للدكتور: عبد المنعم العال، ص233: " نقول في دارجتنا: الدَّحْيُ البَيْض. والمفرد: دَحية.. والأُدحوة مبيض النعام في الرمل، وهو مجاز مرسل علاقته المكانية ". وجهله بذلك حجة عليه، ليس حجة له.

    [5] رواه الترمذي في تفسير القرآن باب ومن سورة المعوذتين (3369 وقال: غريب. وله شاهد بمعناه عند أحمد باقي مسند المكثرين 3/124 وأبي يعلى في مسنده 7/285 وعبد بن حميد في مسنده 1/365 والضياء في المختارة 6/153 (2149 وقال: إسناده حسن.

    [6] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص206-209.

    [7] هذا الفهم ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوى 6 / 587 وما بعدها:

    " سُئِلَ عَنْ رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي كَيْفِيَّةِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ هَلْ هُمَا جِسْمَانِ كُرِّيَّانِ ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا: كُرِّيَّانِ; وَأَنْكَرَ الآخَرُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَقَالَ: لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ، وَرَدَّهَا.. فَمَا الصَّوَابُ ؟

    فَأَجَابَ: " السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ. مِثْلُ: أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي ـ أَحَدِ الأَعْيَانِ الْكِبَارِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَد وَلَهُ نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ مُصَنَّفٍ ـ. وَحَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ، وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ. وَرَوَى الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، وَذَكَرُوا ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِالدَّلائِلِ السَّمْعِيَّةِ. وَإِنْ كَانَ قَدْ أُقِيمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا دَلائِلُ حِسَابِيَّةٌ. وَلا أَعْلَمُ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمَعْرُوفِينَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ; إلا فِرْقَةٌ يَسِيرَةٌ مَنْ أَهْلِ الْجَدَلِ لَمَّا نَاظَرُوا الْمُنَجِّمِينَ فَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ فَاسِدَ مَذْهَبِهِمْ فِي الأَحْوَالِ وَالتَّأْثِيرِ، خَلَطُوا الْكَلامَ مَعَهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ فِي الْحِسَابِ وَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُرَبَّعَةً أَوْ مُسَدَّسَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ; وَلَمْ يَنْفُوا أَنْ تَكُونَ مُسْتَدِيرَةً لَكِنْ جَوَّزُوا ضِدَّ ذَلِكَ. وَمَا عَلِمْتُ مَنْ قَالَ إنَّهَا غَيْرُ مُسْتَدِيرَةٍ ـ وَجَزَمَ بِذَلِكَ ـ إلا مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ مِنْ الْجُهَّالِ.

    وَمِنْ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ". [الأنبياء: 33].

    وَقَالَ تَعَالَى: " لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ ولا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " [يس: 40].

    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ: أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا. فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ: مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ: الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ.

    وَقَالَ تَعَالَى: " يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ " [الزمر: 5]. قَالُوا: و" التَّكْوِيرُ " التَّدْوِيرُ يُقَالُ: كَوَّرْت الْعِمَامَةَ وَكَوَّرْتهَا: إذَا دَوَّرْتهَا وَيُقَالُ: لِلْمُسْتَدِيرِ كَارَةٌ وَأَصْلُهُ " كورة " تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا. وَيُقَالُ أَيْضًا: " كُرَةٌ " وَأَصْلُهُ كُورَةٌ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ كَمَا قِيلَ فِي ثُبَةٍ وَقُلَةٍ.

    وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَسَائِرُ أَحْوَالِ الزَّمَانِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ ; فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ ; وَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ بِالْجِسْمِ الْمُتَحَرِّكِ فَإِذَا كَانَ الزَّمَانُ التَّابِعُ لِلْحَرَكَةِ التَّابِعَةِ لِلْجِسْمِ مَوْصُوفًا بِالاسْتِدَارَةِ كَانَ الْجِسْمُ أَوْلَى بِالِاسْتِدَارَةِ.

    وَقَالَ تَعَالَى: " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ " [الملك: 3]. وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلا أَجْسَامُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ [يقصد كروي الشكل كالنجوم والكواكب]. َأَمَّا التَّثْلِيثُ وَالتَّرْبِيعُ وَالتَّخْمِيسُ والتَّسْدِيسُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَفِيهَا تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ بِالزَّوَايَا وَالأَضْلاعِ لا خِلافَ فِيهِ ولا تَفَاوُتَ.. ". ثم أطال ـ رحمه الله ـ في ذكرة الأدلة عليه.

    ويتبين صواب ذلك بالمقارنة مع المذكور في الكتب المقدسة لليهود والنصارى، حين أثبتوا أن للأرض أربع زوايا !! ورد في سفر الرؤيا [7/1]: " وَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ، يَحْبِسُونَ رِيَاحَ الأَرْضِ الأَرْبَعَ، فَلاَ تَهُبُّ رِيحٌ عَلَى بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ أَوْ شَجَرٍ ". ومثله في سفر حزقيال [7/2]: " النهاية قد أزفت على زوايا الأرض الأربع ".

    فأي الكتابَبين أولى بالنقد، القرآن الكريم (الذي نفى الزوايا عن الأرض أم الكتاب المقدس (الذي أثبتها ؟!

    [8] انظر: مباهج الفكر ومناهج العبر، محمد بن إبراهيم الوطواط، تحقيق: د. عبد الرزاق الحربي، ص 287.

    [9] نقلاً عن الموقع التالي:

    www.hedweb.com/ animimag/osteggs.jpg

    [10] انظر: موسوعة الإعجاز العلمي، يوسف الحاج أحمد، ص230-233.

    [11] مفاتيح الغيب، الرازي 19/1.

    [12] لمعرفة أقوال غيره من العلماء المسلمين في أدلة وجوب القول بكروية الأرض، انظر:

    http://www.aljame3.com/forums/index....opic=7254&st=0
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حركات الأرض بين العلم والقرآن



    أولاً: كروية الأرض ودورانها حول نفسها (1)

    في ضوء القرآن الكريم

    أ.د/ منصور محمد حسب النبي(2)

    أولاً: شكل الأرض:

    منذ خمس مئة سنة، وقبل ذلك، عبر تاريخ البشرية، كان الناس يعتقدون أن الأرض مسطحة وترتكز على ثلاثة حيتان، وكان المعارضون لهذا الرأي يشدون إلى الوتر ويحرقون، ولهذا لم يجرؤ أحد على معارضة هذه الخرافة، وظل خط الأفق الرفيع الغامض يحير الناس الذين كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة كالقرص، وكان هذا الأفق في نظرهم نهاية الأرض، الذي تقع وراءه دار الخلود، وأرض النعيم، والأعمدة التي تحمل الكرة السماوية، والباب الذي تخرج منه الشمس لترحل عبر السماء. وزعم اليونانيون أن المرء يمكنه في المساء أن يسمع ( طشطشة ) الشمس الساخنة، وهي تغطس في المحيط الواقع وراء الأفق، ولكنهم لم يجازفوا بالذهاب إلى هناك، واكتفى الجميع بالخيال أمام كل مجهول!.

    ورغم انتشار هذه الخرافات أعلن بعض قدماء الإغريق أن الأرض كروية، وأجرى إيراتوثنيس قياسات لقطر وحجم الأرض، مستخدماً الفرق بين أطوال الظل التي تلقيها الشمس عند مدينة الإسكندرية وعند نقطة أخرى تبعد عنها مئات الكيلومترات إلى الجنوب، ورغم هذا ظل الإحساس العام بأن الأرض منبسطة ومستوية سائداً عبر قرون طويلة، ولم يكن التوصل إلى كروية الأرض عملياً أمراً ميسوراً، وخاصة وأن الاعتماد على الحواس وحدها دون التدقيق التجريبي كان يؤدي إلى الانطباع الخاطىء بأن الأرض مستوية، فالظاهر لنا جميعاً أنها مستوية وليست كروية، فلقد رأى الإنسان البدائي أرضه منبسطة ومحدودة، وهو لا يدري أن سطحها يتكور تحت قدميه كلما طالت المسافات.

    ورغم أننا اليوم نعيش عصر العلم وعرفنا بلا شك أن الأرض كرة، فإننا لا نزال نتحدث عنها على أنها مسطحة ونسميها ( البسيطا )، كما أننا في حياتنا وقياستنا العادية لا ندخل انحناء سطحها في اعتبارنا، فالمهندس يقيس المسافات على سطح الأرض في مستوى واحد قائلاً على سبيل المثال: إن المسافة بين القاهرة وأسوان 420 ميلاً، دون أن يدرك للأرض انحناء أو عمقاً عن مستوى القياس في أول الطريق....!.

    ولقد توقع أرسطو ظاهرة انحناء سطح الأرض وكرويته بنفس الحجة البدائية التي نسوقها اليوم لأطفالنا للتدليل على كروية الأرض باختفاء جسم السفينة قبل شراعها عند بدء ابتعادها عن الشاطىء، وكذلك ملاحظة الشكل الدائري لظل الأرض على سطح القمر أثناء خسوفه لنرى قوساً من دائرة يؤكد كروية الأرض.

    ورغم الحقيقة العلمية، فالأرض منبسطة أمام الناس دون إدراك لكرويتها، إلا إذا نظرنا إليها من الفضاء البعيد، كما حدث لأول مرة عام 1961م عندما رآها رائد الفضاء الروسي جاجارين، فاطمأنت القلوب لكرويتها برؤيا العين تثبيتاً لرؤيا العقل، بينما أشار القرآن الكريم لهذه الحقيقة قبل عصر الفضاء بألف وأربع مئة سنة، وسنشرح ذلك فيما بعد.

    ولقد اهتم علماء المسلمين، أمثال الرازي والبتاني والبيروني والخازن وابن رشد والمجريطي وغيرهم، بعلم الفلك لمعرفة أوقات الصلاة واتجاه القبلة، ورؤية أهلة الشهور العربية القمرية، وأكد علماؤهم كروية الأرض، كما جاء في كتاب ( عجائب المخلوقات ) للقزويني، لإثبات ذلك برؤية قمم الجبال الشاهقة من بعيد قبل رؤية سفوحها، وغياب أسفل السفينة المسافرة عن راصدها قبل اختفاء شراعها، كما قاس العرب المسلمون حجم ومحيط وقطر الكرة الأرضية وميل تلك البروج بمقدار 23.5 درجة وكتبوا عن الكُلَف الشمس وبروج القبة السماوية ونجومها.

    ولقد توقع نيوتن ( 1687م ) أن الأرض كروية، بل وأنها تنبعج قليلاً عند خط الاستواء نتيجة تأثير القوة المركزية الطاردة الناتجة عن دورانها حول محورها لتأخذ بالتالي شكلاً مسطحاً عند القطبين ( مثل البيضة )، ذلك لأنه عندما كانت الأرض حديثة العهد، وكانت قشرتها لينة ساخنة ومعدل دورانها حول محورها سريعاً، قامت قوة الطرد المركزي الناشئة عن هذا الدوران بسحبها عند خط الاستواء وضغطها عند القطبين.

    ومنذ بدأ عصر الفضاء في عام 1958م وحتى الآن يتم المسح الشامل بالأقمار الصناعية لكوكب الأرض الذي تم تصويره، كاملاً لأول مرة من الفضاء، وتحقق العلماء من كروية الأرض واختلاف قطريها مع ملاحظة أن قطرها يبلغ 12756.8 كم عند خط الاستواء بزيادة قدرها 43كم عن طول القطر بين القطبين، وهذا التفرطح البسيط عند القطبين يعطي الكرة الأرضية شكلاً بيضاوياً عند التدقيق في الصورة، ولو أن الفرق بين القطرين ضئيل مما يجعل الأرض أقرب إلى الكرة عند النظر إليها من بعيد.

    والآن، ولقد تأكدنا علمياً من شكل الأرض ودورانها حول محورها وحول الشمس يسعدني، وبالله التوفيق، أن أوضح الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في هذه الحقيقة اليقينية، وذلك بدبر آيات الله على ضوء ما وصل إليه العلم الحديث في عصر الفضاء رغم أن الناس، عامتهم وخاصتهم بل وقدماء المفسرين، لبثوا قروناً بعد نزول القرآن وهم يعتقدون أن الأرض مسطحة وثابتة لا حراك فيها، بل إن أكثر الناس حتى الآن لا يدركون كروية الأرض وحركتها.

    وللقرآن الكريم أسلوبه الحكيم للدلالة على ما يريد الإشارة إليه من أسرار الطبيعة ليكون كل سر منها: ( إذا أذن الله بالكشف عنه ) هادياً إلى الله خالق الكون ومنزل القرآن، بل وتصديقاً لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

    ولقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يكون التعبير القرآني عن الحقيقة الكونية بأسلوب يطابقها تماماً أو يدل عليها أولو العلم، وفي نفس الوقت لا يصدم الناس فيما يعتقدون ولو كان ما يعتقدونه مخالفاً تلك الحقيقة!، وهذا هو سر الإعجاز العلمي للقرآن بأسلوب لا يقدر عليه إلا الله الذي أنزل القرآن بالحق هدى للناس، وعلى الراسخين في العلم بيان الإعجاز، كما في قوله تعالى: )وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به([آل عمران: 7].

    حقاً، فالعلماء هم الذين سيدركون عظمة معاني القرآن الكريم كما في قوله عز وجل: )بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ([العنكبوت: 49].

    ( أ ) كروية الأرض في القرآن الكريم:

    لقد أشار القرآن الكريم إلى كروية الأرض في عدة آيات نستعرضها فيما يلي:

    يقول سبحانه: )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ([الزمر: 5].

    والفعل ( يكور ) معناه: يلف في استدارة، فيقال في اللغة: كار العمامة على رأسه وكورها، يمعنى لفها، ولقد فهم المفسرون القدماء هذه الآية على أنها لف زمن النهار على زمن الليل، ولف زمن الليل على زمن النهار، بمعنى: إدخال ساعات أحدهما في الآخر، باعتبار كل من النهار والليل ظرف زمان فقط بحقيقة اللفظ، ورغم التزام المفسرين بالمعنى الأصلي ( أي: بالمفهوم الزمني لليل والنهار ) فإن هذا التفسير لا يعطي المعنى المقصود في الآية، لأنه لا معنى مطلقاً لتكوير ( أي: لف زمن على زمن )، ولكن المعنى المقصود لا يأتي إلا باستخدام ما يسمى في البلاغة بالمجاز المرسل، والذي نقدمه هنا على أساس أن الله سبحانه وتعالى ذكر لفظ الليل والنهار في معظم الآيات القرآنية كإشارة إلى لازمين من لوازمهما الستة: ظلمة الليل ونور النهار أو مكان حدوثهما أو السبب فيهما، ولو تدبرنا علمياً الاحتمال الصحيح في اللوازم الستة المذكورة، كمجاز مرسل، فإننا نستنتج المعنى المقصود للآية كما يلي:

    يكور الله تعالى أو ينشر، أي: يلف، في شكل كروي ظلمة الليل على مكان النهار على الأرض فيصير ليلاً، ويكور أو ينشر ويلف في شكل كروي نور النهار على مكان الليل فيصير نهاراً، وقرينة هذا التفسير قوله تعالى: )يكور (،والتكوير لا يعقل أبداً في زمن الليل والنهار ويتطلب لف شيء على آخر، وهما ظلمة الليل على مكان النهار، ثم لف نور النهار على مكان الليل في الغلاف الجوي الكروي المحيط بالكرة الأرضية، ويترتب على هذا المعنى المقصود من آية التكوير حقيقة علمية هامة، وهي أن الله سبحانه وتعالى يلف الأرض الكروية حول محورها فيحدث تتابع وتبادل الليل والنهار، كما أن الليل والنهار رغم هذا التتابع موجودان في آن واحد على سطح الأرض الكروي، لأن الشمس تنير نصف الكرة الأرضية المواجه لها نهاراً، بينما في نفس الوقت يكون النصف الآخر في ظلام، أي: ليلاً، نتيجة كروية الأرض مصداقاً لقوله تعالى: )أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ([يونس: 24].أي: الليل والنهار موجودان معاً على الكرة الأرضية في وقت واحد وفي مكانين مختلفين، وهذا لا يحدث إلا إذا كانت الأرض كروية وليست مسطحة، ولا يحدث التتابع والتبادل إلا إذا دارت الكرة حول محورها، والدليل على ذلك تكرار الفعل ( يكور ) مرتين، حتى لا يسمح القرآن بالتفكير في غير ذلك وليتطابق النص القرآني مع الحقيقة العلمية الحديثة، وبهذا فإن آية التكوير [ الزمر: 5] تؤكد كروية الأرض وتشير أيضاً إلى دورانها حول محورها.

    ( ب ) بسط الأرض:

    بالنسبة لشكل الأرض أشار القرآن الكريم إلى اختلاف قطريها كتفصيل دقيق لكرويتها في سياق الحديث عن تاريخها المبكر عند نشأتها بقوله سبحانه: )والأرض بعد ذلك دحاها ([النازعات: 30].ولقد أجمع المفسرون على تفسير لفظ ( دحا ) بمعنى مدها وبسطها، بينما الفعل ( دحا ) له معاني أخرى وردت في اللغة لم يذكرها المفسرون نذكرها فيما يلي:

    ( أ ) ( دحا ) بمعنى ( رمى من المقر )، وهذا فعلاً ما حدث للأرض عند انفصالها من الشمس منذ 4.6 مليار سنة، وخاصة وأن الفعل ( دحا ) أتى بعد تمام إخراج الضحى في السماء في قوله تعالى: )وأخرج ضحاها (أي: أتمّ صنع النوم فيها...

    ( ب ) ( دحا ) بمعنى ( أزاح )، كما ورد باللغة دحا المطر الحصى عن الأرض، والإزاحة معناها حركة بسرعة معينة مما يشير إلى حركة الأرض، ولقد اكتشف العلم الحديث خمس حركات رئيسية ومتزامنة لكوكب الأرض!.

    وكل هذه المعاني للدحو لم يستوعبها المفسرون لعدم معرفتهم العلمية لدرجة أنهم فسروا الآية: )والأرض وما طحاها ([الواردة في سورة الشمس ]بمعنى مد الأرض وبسطها تماماً مثل تفسير الفعل ( دحا )، وقرينتهم في ذلك قوله تعالى في آية أخرى: )والأرض مددناها ([ق: 7]. ولقد فسروا الفعل( مد ) أيضاً بمعنى بسط رغم أن هذه الآية كما يقول فضيلة الإمام الشيخ الشعراوي، تدل على أنك أينما ذهبت فوق الأرض تراها ممدودة أمامك، وهذا لا يمكن هندسياً إلا إذا كانت الأرض كروية، إذ إنها لو كانت مسطحة لاختفى هذا المد عند الوصول لحدودها، وبهذا نلاحظ دقة التعبير القرآني الذي اختار اللفظ الوحيد المناسب هندسياً، فكلمة مددناها تعطي المعنى المزدوج للانبساط والتكوير، وهذا من عجائب الإعجاز العلمي للقرآن!.

    وخلاصة القول: إن الفعل ( دحا ) معناه لغوياً: مد وبسط، ورمى من المقر، وأزاح، وكل هذه المعاني تنطبق على ما حدث لكوكب الأرض، طبقاً لحقائق العلم الحديث، كما أن الفعل ( طحا ) أصله الذهاب بالشيء، أي: قذفه من مقره ثم مده وبسطه، ويقال: ( طحا بالكرة )، أي: رمى بها ولم يأخذ المفسرون بهذا المعنى رغم أنه وارد في تكوين الأرض علمياً من السماء بفصلها وقذفها بعيداً عن الشمس، كما ورد ذلك في سورة الشمس بعد وصف بناء السماء في قوله تعالى: )والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ([الشمس: 1 ـ 6].

    ورغم هذا أصر قدامى المفسرين على اعتبار الطحو والدحو بمعنى واحد، وهو: المد والبسط فقط، ولكن العلم الحديث أتاح لنا إدراك عظمة التعبير القرآني، وأن نكتشف المعاني الحقيقية لعملية التكوير والدحو والطحو والمد بما يتناسب مع بلاغة القرآن وإعجازه اللغوي والبياني والعلمي.

    حقاً، إن القرآن معجزة الدهر، أي: معجزة خالدة متجددة يتبين للناس منها على مر الدهور وجه لم يكن تبين وناحية لم يكن أحد يعرفها، فيكون هذا التجدد في الإعجاز العلمي سنداً قوياً للرسالة الإسلامية وكشفاً لكنوز القرآن وبرهاناً على صدق الوحي ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعالمية رسالته.

    وهنالك آيات أخرى تؤيد كروية الأرض وبيضاويتها بانحناء سطحها، كما في قوله تعالى: )وفي الأرض قطع متجاورات ([الرعد: 4]. ويفهم القارىء العادي من هذه الآية تجاور حقول المزارعين بما فيها من جنات وأعناب ونخيل، ولكن المتمعن علمياً في معنى هذه الآية يرى: إذا كان جيولوجياً أن الألواح القارية ( التي نتجت عن تصدع القشرة الأرضية على مستوى الكوكب تحت البحار والمحيطات واليابسة ) بدليل قوله تعالى: )والأرض ذات الصدع (، هي القطع المقصودة قرآنياً والتي تنقسم إليها كل القشرة الأرضية، أي: ( القطع المتجاورات ) ولو كانت الأرض مستوية مسطحة لتجاورت كل القطع ما عدا القطع الموجودة في أطرافها بينما لكي يتحقق التجاور للجميع طبقاً للنص القرآني: )قطع متجاورات (فلا بد أن يكون السطح كروياً لأن انحناء السطح يؤدي إلى تجاور جميع القطع، الأمر الذي لا يتوفر مطلقاً في السطح المستوي.. فهل أدركت عزيزي القارىء دقة التعبير القرآني في عبارة ( قطع متجاورات )..

    ولو نظرنا مثلاً إلى موقع مكة المكرمة ( أم القرى ) على اليابسة نجد أن هذه المدينة المقدسة تتوسط سطح اليابسة، كما يقول الدكتور محمد عوض في بحثه في مجلة ( الهلال ) ( أغسطس 1953م ): أن الكعبة مركز الأرض بمفهوم القارات، أي: اليابسة، لأن المحيط الهادي وهو أكبر المحيطات يشكل انقطاعاً كبيراً جداً بين القارات بمساحته الكبيرة التي تصل اليابسة، لذلك ترسم مصورات العالم بدءاً من استراليا واليابان والصين شرقاً، وانتهاء بأمريكا غرباً لتمثل كل اليابسة، ولو مسحنا هذه القارات بما فيها القارة القطبية الجنوبية والشمالية، وكتبنا عليها مساحاتها، ورحنا نفتش عن مركز يتوسطها، أو عن مركز ثقلها بدقة تامة، لوجدناه في الكعبة المشرفة بالذات، وهذا يذكرنا بالأثر الذي يقول: ( الكعبة سرة الأرض )، لهذا يقول تعالى لنبيه الكريم: )لتنذر أم القرى ومن حولها (، وعبارة: ( من حولها ) تعطي المركزية لمكة المكرمة، لذلك اقترح أحد علماء باكستان أن تكون مكة المكرمة بداية لخطوط الطول بدلاً من جرينتش، كما أن هذه الوسطية لموقع مكة المكرمة مع حقيقة كروية الأرض تؤديان إلى انحناء الطرق المؤدية لمكة المكرمة عن المستوى الأفقي، نظراً لبعد المسافات بينها وبين الأماكن التي حولها حتى نهاية اليابسة من كل فج، أي: من جميع الجهات، لهذا اختار الله سبحانه وتعالى وصفاً قرآنياً معجزاً لهذه النهايات بالتعبير في آية أخرى عن كل فج بلفظ: ( عميق ) بدلاً من لفظ: ( بعيد )، نظراً لكروية الأرض، كما في قوله تعالى: )وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ([الحج: 27].

    إن كلمة ( عميق ) تشهد بعظمة القرآن حتماً، فلو كانت الأرض مستوية مسطحة لنزلت الآية بصيغة )يأتين من كل فج عميق (،لأن كلمة ( بعيد ) تفيد المسافة بين مكانين على مستوى واحد، ولكن الأرض كروية، فالقادمون إلى مكة يأتون من بقاع عميقة بالنسبة لها، كما تقتضي الهندسة الفراغية للأشكال الكروية.... سبحان خالق الأرض الكروية ومنزل القرآن مفصلاً على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون.

    ونظراً لأن الأرض كروية وليست مسطحة، فإن كلا من الليل والنهار موجودان معاً في آن واحد على نصفي هذه الكرة، لأن نصفها المواجه للشمس يكون نهاراً، بينما النصف الآخر يكون ليلاً، ولهذا يعبر الله عن هذه الحقيقة في قوله تعالى: )أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ([يونس: 24].والتعبير بحرف ( أو ) هنا دليل على تزامن ظاهرتي الليل والنهار على الكرة الأرضية وعلى أن الأمر الإلهي المقصود هنا سوف يأتي لتحطيم حضارات مغرورة ( في لحظة واحدة ) يكون بعضها في المشرق والأخرى في المغرب، أي: ليلاً أو نهاراً، كما أفهم من سياق هذه الآية في قول الله تعالى: )حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ([يونس: 24].

    ( جـ ) استمرار تغير مورفولوجيا سطح الأرض:

    علاوة على كروية الأرض يشير القرآن الكريم إلى تغير مستمر يحدث في شكل سطح الأرض اليابسة في قوله تعالى: )أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ([الرعد: 41]. والتعبير هنا بالفعل المضارع يفيد: أن الإنقاص لأطراف الأرض مستمر وجاري وحاصل الآن، بل وحدث في الماضي أيضاً تبعاً لوحدة سُنّته الحكيمة في الخلق في الماضي والحاضر والمستقبل، فإذا علمنا أن 27% من سطح كوكب الأرض يابس قاري أو جبلي مرتفع، والباقي 73% غير مرتفع، أي: في مستوى ماء البحار والمحيطات، فإن المعنى الفيزيائي والجيولوجي لهذه الآية والمشار إليه بإنقاص الأرض من أطرافها يحتمل والله أعلم.

    عدة تفسيرات علمية بالاستعانة بما يجري لليابسة من نقص مستمر من أطرافها كما يلي:

    ( 1 ) استمرار انكماش سطح الكرة الأرضية امتداداً لأثر التبريد الذي حدث لقشرتها منذ انفصالها من الشمس منذ 406 مليار سنة وحتى الآن، وأدّى إلى نقص محيط هذه الكرة بحوالي 300كم حتى الآن، وما زال التبريد مستمراً مما يؤدي إلى نقص أقطارها من أطرافها، ويمكن الكشف عن هذا النقص البطيء والتدريجي بأجهزة الاستشعار عن بعد من الفضاء، والتي تستخدم حالياً لقياس الطيات الحادثة في قشرة كوكب الأرض للتنبؤ بحدوث الزلازل.

    ( 2 ) الطغيان المستمر لمياه البحار والمحيطات، فقد غمرت هذه المياه في الماضي معظم الأراضي التي نراها الآن يابسة، وربما حدث ذلك عدة مرات نتيجة الانخفاض المحلي في جزء من الأرض أو الارتفاع العام بمستوى سطح البحر بما يؤدي عادة إلى هذا الطوفان والطغيان على الأرض المنخفضة من شواطىء القارات، وبلغة الجيولوجيا يمكن القول بأن الشواطىء التي تفصل اليابسة عن البحار تعتبر دائماً حدوداً مرنة غير ثابتة قابلة للتغيير، وهناك نماذج لمدن مغمورة تحت البحر، وهذا يحدث باستمرار بل ونتوقعه في المستقبل بالنسبة، لدلتا النيل والساحل الشمالي على سبيل المثال، فقد تنقص مصر ـ لا قدر الله ـ من أطرافها، وهذا قد يحدث في كل أطراف الأرض اليابسة لكل الكوكب نتيجة ارتفاع مستوى البحار نظراً لتراكم الرواسب والكفح البركاني في قاع البحر وارتفاع القشرة الأرضية لهذا القاع وانصهار بعض المناطق الجليدية نتيجة الارتفاع التدريجي لدرجة حرارة الكوكب بسبب التلوث الجاري في عصرنا، وارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في جو الأرض، وغير ذلك من عوامل، وبهذا فإن الآية القرآنية تؤكد أن الشواطىء بصفة عامة ومستمرة ما هي إلا تضاريس عابرة مؤقتة تتغير مواقعها في الماضي إلى حدود جديدة في المستقبل... وقصة سيدنا نوح في القرآن الكريم تذكرنا بنقص من أطرافها في الطوفان العظيم.

    ( 3 ) تأثير عوامل التعرية بإنقاص الأرض من أطرافها، فالجبال المرتفعة مثلاً ليست دائمة أو خالدة، لأن الصخور تتحطم وتتآكل بمرور الزمن بمساعدة المياه الجارية على سفوحها وتأثير الرياح الشديدة، ويتحرك حطام الصخور عادة من هذه القمم العالية ( التي تمثل أطراف الأرض ) إلى الوديان المنخفضة، وقد رأينا ذلك بأعيننا في زلزال ألاسكا عام 1964م الذي هز جبلاً عالياً وحطم جزءاً كبيراً من قمته في بضع دقائق، وهكذا ينقص الله سبحانه الأرض من أطرافها على مستوى الكوكب أو المستوى المحلي على الدوام، إما بالتدريج أو بالزلازل المفاجئة.

    ( 4 ) الإشارة إلى الفرق بين طول قطري الأرض الاستوائي والقطبي كدليل آخر على نقصها من أطرافها وكل هذه المعاني تقع في إطار الشرح العلمي للآية السابقة [ الرعد: 1]، التي تشير إلى إنقاص الأرض من أطرافها، ولو أن المفسرين القدامى رضي الله عنهم جميعاً ذهبوا إلى غير ذلك لأنهم لم يعرفوا كل هذه الحقائق العلمية.

    والآن وقد أصبح لدينا البرهان العلمي الساطع لكروية الأرض ونقص أطرافها علمياً وقرآنياً كإعجاز ظهر في عصر الفضاء حتى تم التقاط صور عديدة للأرض من سفن الفضاء ومن سطح القمر، نبدأ في بيان الإعجاز العلمي للقرآن في آيات الحركة الأولى للأرض، أي: دورانها حول نفسها.

    ثانياً ـ دوران الأرض حول نفسها مغزلياً:

    ذكرنا في الجزء السابق في الأرض تبدو ظاهرياً مسطحة، بينما هي في الواقع كروية، وشتان بين الظن واليقين، فلقد طالعنا العلم الحديث بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس رغم سكون الأرض الظاهري الخادع لنا معشر البشر....

    والإيمان بدوران الأرض أعصى من الإيمان بكرويتها، لأن الدوران حركة، وقد تعوّد الناس بالشعور بالحركة، وإذا كان قد قيل لهم: إن الأرض تتحرك لسارعوا إلى التكذيب، فكيف تتحرك وهم يرونها ساكنة لا يشعرون بدورانها ويعتقدون أنها ثابتة في مركز الكون، بينما باقي الأجرام السماوية تدور حولها فيما أطلق عليه الجميع ( النظرية المركزية الأرضية ) التي وضعت الأرض ثابتة لا حراك فيها في مركز دوران الجميع، أي: أن الشمس والكواكب والنجوم تدور سوياً مع دوران قبة السماء يومياً من الشرق إلى الغرب حول الأرض ـ الساكنة فرضاً ـ ولقد ظلت هذه النظرية الخاطئة سائدة حتى وقت قريب، ولقد ساهمت هذه الحركة الظاهرية اليومية الخادعة للقبة السماوية وأجرامها في إعطاء الانطباع الخاطىء بثبات الأرض وعدم تحركها، ولم يجرؤ أحد على تحدي هذا الانطباع إلى أن جاء كوبرنيكس عام 1543م، ونشر نظريته الجديدة التي وضعت الشمس لأول مرة في مركز المجموعة الشمسية وتدور الكواكب بما فيها الأرض، كل في مداره المستقل حول الشمس علاوة على دوران هذه الكواكب دوراناً مغزالياً، كل حول محوره المستقل.

    وبهذا أعلن كوبرنيكوس أن الأرض تدور حول محورها مرة كل 24 ساعة، فيحدث تبادل الليل والنهار، وتدور حول الشمس مرة كل عام فيحدث تغير الفصول، وبهذا عرف الناس لأول مرة أن الأرض متحركة وليست ساكنة، وكان هذا الإعلان كارثة في أوروبا في القرن السادس عشر الميلادي، وتعجبت الكنيسة لهذا الخبر الذي يتناقض للأسف مع معتقداتهم، ومع الإحساس الظاهري للبشر، ومع الجبال الساكنة في نظر كتاب النصوص المقدسة!... ولهذا قررت الكنيسة محاكمة هؤلاء العلماء في ذلك الوقت واتهمت كوبرنيكس بالكفر، ومصادرة وإحراق أبحاثه عن حركات الأرض، فهرب من روما حتى لا يتم القبض عليه، بينما أمر البابا بإحضار جاليليو بالقوة رغم شيخوخته وسوء صحته للتحقيق معه لتأييده فكرة تحرك الأرض، وحكمت الكنيسة عليه بالسجن مدى الحياة، وتوفي وهو مؤمن بدوران الأرض، كما أعدمت الكنيسة برونو حرقاً في ميدان عام لدفاعه عن تحرك الأرض وتوقع وجود أراضين أخرى!.

    وهكذا كان اضطهاد الكنيسة للعلماء قاسياً، بل ومهزلة كبرى، مما أدعى إلى الانفصام والعداء بين العلم والدين في أوروبا، وبدأت فعلاً الثورة العلمية الكبرى في أوروبا في القرن السابع عشر وتحدى العلماء الكنيسة كرد فعل استرداداً لكرامتهم، وأعلنوا صراحة معارضتهم للكتب المقدسة كالتوراة والإنجيل لاحتوائها على عبارات تتعارض مع الحقائق العلمية، لأن نصوصها جميعاً توحي بسكون الأرض وعدم تحركها... وانتصر العلم وتراجع رجال الكنيسة وتقلص نفوذهم ودفعوا ثمن تحويرهم للكتب المقدسة، كما في قوله تعالى: )فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله (.

    والآن! وقد ثبت علمياً أن الأرض تدور حول نفسها، بل وتنطلق أيضاً في الفضاء، ونحن معشر البشر نعيش على سطحها في هدوء واستقرار، ولكننا في الواقع أشبه ما نكون بركاب سفينة فضاء إلهية كروي تقريباً وسقفها الغلاف الجوي المحيط بها، تدور حول نفسها حالياً مرة كل 24 ساعة، وتدور أيضاً حول الشمس في مسار دائري تقريباً ( مرة كل سنة ميلادية ) نصف قطره 93 مليون ميل، كما تتبع الأرض الشمس في جريانها حول مركز المجرة وتتبعها في جريانها مع المجرة في الفضاء الكوني، ورغم أن كل هذه التحركات تتم بسرعات جبارة مقدارها على الترتيب 1044، 67000، 497000 ، 43000 ميل / ساعة، فإننا مستقرون فوق الأرض لا تتناثر أشلاؤنا ولا نشعر بالدوران أو الإغماء رغم أنها تتحرك، بل ترمح بنا في الفضاء دون أن تقذف بنا من على سطحها ودون أن تتعثر خطاها ودون أن نشعر بحركاتها.

    ورغم كل هذه التحركات التي كشف عنها العلم الحديث لكوكب الأرض فإنه ما زال هناك من البشر، بل من المسلمين من ينكر دوران الأرض وتحركاتها المختلفة، لأن هذه الحقائق لا يشعر بها الناس نظراً لخفائها، فلو أن القرآن الكريم صارحهم وقت نزوله بحركات الأرض وهم يحسبونها ساكنة لكذبوه، وحبل بينهم وبين هدايته، فكان من الحكمة البالغة ومن الإعجاز العلمي والبلاغي في الأسلوب القرآني أن ينبه الله سبحانه وتعالى الناس إلى هذه الحقائق الكونية على قدر عقولهم بالإشارة، وليس بصريح العبارة في آيات قرآنية كريمة، من غير مخالفة للحقائق العلمية، بحيث يفهمون نصوص الآيات بقدر ما تيسر لهم من العلم في كل زمان، حتى إذا تقدم العلم كما هو حالنا الآن وجدوا في معاني القرآن ما يكشف تلك الحقائق، وهذا إعجاز في الأسلوب، فضلاً عن المعنى، لا يقدر عليه إلا الله، وقد تندهش ـ عزيزي القارىء ـ أن حركات الأرض كلها والمذكورة هنا مشار إليها قرآنياً في إعجاز علمي رائع... وفيما يلي أبدأ بالحركة الأولى وأعني الحركة المغزلية:

    ( أ ) الحركة المغزلية للأرض:

    لقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى دوران الأرض حول نفسها كالمغزل من خلال الوصف الدقيق لنظام تولد الليل والنهار، كما في قوله تعالى:

    )يغشى الليل النهار يطلبه حثيثاً ([الأعراف: 54].

    )يغشى الليل النهار ([الرعد: 3].

    )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ([الزمر: 5].

    )يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ([لقمان: 5].

    )وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ([يس: 37].



    دوران الأرض المغزلي حول نفسها ينتج عنه الليل والنهار

    وقد وضح المفسرون آية الإعشاء بأنه تعالى يغطي أو يلحق زمنياً كلاً من الليل والنهار بالآخر بسرعة، أو أنه يجعل زمن الليل وزمن النهار يتعاقبان بسرعة على الأرض، كما أوضح المفسرون آية الانسلاخ بأنه تعالى يفصل أو يزيل النهار من الليل فيدخل الناس في الظلام، وفسروا المقصود بالتكوير والإيلاج أنه تعالى ينقص في زمن الليل بقدر ما يزيد في زمن النهار، وبالعكس.

    وبهذا كان مفهوم الليل والنهار لدى المفسرين مفهوماً زمنياً في هذه الآيات، وهذا هو المعنى الأصلي اللغوي، ولكننا إذا تدبرنا هذه الآيات في عصر العلم الحديث لوجدنا معاني أخرى مقصودة تشير إلى أن لفظي الليل والنهار يقصد بهما في القرآن في معظم الآيات لازمين من لوازمهما، وذلك: إذا استخدمنا ما يسمى في البلاغة بالمجاز المرسل لغوياً، والذي أخذ به المفسرون في آيات أخرى بمعنى الظلام والنور ( وليس بالمعنى الزمني ) كما في تفسيرهم لقوله تعالى على سبيل المثال:

    )والليل إذا يغشى. والنهار إذا تجلى ([الليل: 1 ـ 2].

    )وجعلنا الليل لباساً. وجعلنا النهار معاشاً ([النبأ: 10 ـ 11].

    )وهو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً ([يونس: 67].

    وبهذا ذكر الله الليل والنهار في هذه الآيات الأخيرة قاصداً بالليل ظلمته، وبالنهار نوره، وقرينة هذا القصد:

    1ـ قوله تعالى في الأولى: )يغشى (، )تجلى ( لأن الذي يغشى، أي: يغطي الأرض، هو ظلمة الليل لا زمنه، وما يتجلى أي: يظهر بوضوح على الأرض هو نور النهار في الغلاف الجوي وليس زمنه.

    2ـ قوله تعالى في الثانية: )لباساً (، )معاشاً (،لأن ما يغطي الناس كاللباس هو ظلمة الليل لا زمنه، وما يساعد على المعاش هو نور النهار وليس زمنه.

    3ـ قوله تعالى في الثالثة: )لتسكنوا فيه (و )مبصراً (لأن زمني الليل والنهار لا يساعدان مطلقاً على السكون والإبصار، وإنما يساعد عليها ظلمة الليل ونور النهار، وبهذا يتضح أن المفسرين وضحوا هذه الآيات الثلاثة الأخيرة بالمعاني التي ذكرناها، أي: باستخدام المجاز المرسل بتأويل والنهار بمعنى الظلام والنور مع الأخذ بالمفهوم الأصلي الزمني لليل والنهار، وهذا صحيح ولكنهم لم يستخدموا هذا المجاز في آيات الأغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ!!.

    ولو تبصرنا، نحن الآن، في نور القرآن والعلم، وتدبرنا آيات تولد الليل والنهار الخاصة بالإغشاء [ الأعراف: 54 ، والرعد: 3 ]، والتكوير [ الزمر: 5] ، والإيلاج [ لقمان: 5]، والسلخ [يس: 37]، تجد أن هذه الآيات مقصود بها أيضاً المجاز المرسل، أي: لوازم الليل والنهار وليس زمنهما، ولتوضيح ذلك نتعرض أولاً لمفهوم المجاز المرسل لغوياً بمعنى إطلاق اللفظ أو الشيء، وقصد أحد لوازمه مع وجود قرينة تدل عليه، مثال ذلك عندما أقول: ( قر مجلس القسم ) أعني تماماً: ( قرار أعضاء مجلس القسم ) لأن المجلس لا يقرر، ولكن الأعضاء هم الذين يتخذون القرار وعضو هيئة التدريس لازم للمجلس، وإذا استعرضنا لوازم الليل والنهار في علم الطبيعة نجد عددها ستة بخلاف المعنى الأصلي الزمني وهي مازاً: ظلام الليل ونور النهار، مكان حدوث الليل ومكان حدوث النهار، سبب حدوث الليل وسبب حدوث النهار.

    وباستخدام الاحتمالات المنطقية من هذه اللوازم نصل ـ بإذن الله ـ إلى التفسير العلمي لآيات الإغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ، على الترتيب، ونصل أيضاً إلى إعجاز علمي قرآني عجيب!.

    ( أ ) آيات الإغشاء:

    قال تعالى: )يغشي الليل والنهار ( ومعناها: على اعتبار أن فيها حذفاً تقديره:

    يغشي الليل والنهار ويغشي النهار الليل، أي: أنه تعالى يغطي بالليل النهار ويغطي بالنهار الليل على سطح الأرض، وحيث إنه لا معنى لتغطية زمن بزمن فيكون المعنى بالمجاز المرسل: 0 يغطي الله بظلمة الليل مكان النهار على الأرض فيصير ليلاً، ويغطي الله بنور النهار مكان الليل فيصير نهاراً )، والقرينة على هذا المعنى المقصود قوله سبحانه: )يغشي (أي: يغطي، لأن الإغشاء يقتضي تغطية شيء بشيء، والأول المراد تغطيته هو مكان النهار ثم مكان الليل، والثاني: وهو الغطاء هو ظلمة الليل ثم نور النهار.

    يقول تعالى: )يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً ([الأعراف: 54].

    وهذه الآية جاءت لتصف تعاقب الليل والنهار عقب تمام خلق السماوات والأرض، حيث جعل الله ظلمة الليل تطلب مكان النهار، وضياء النهار يطلب مكان الليل على الأرض بسرعة لا بطء فيها في بداية تاريخ كوكب الأرض، وهذا لا يحدث إلا بدورانها سريعاً حول محورها، بحيث يتعاقب الليل والنهار بدليل العبارة القرآنية )يطلبه حثيثاً (وبذلك لا يبقى مكان على الأرض دائم الليل أو دائم النهار علاوة على أن الدوران السريع للأرض في بداية الخلق إعجاز علمي سنوضحه فيما بعد.

    ( ب ) آية التكوير:

    قال تعالى: )يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل (، والتكوير كما ذكرناه أصل معناه في اللغة: لف شيء على آخر في اتجاه مستدير ( مثال: كار العمامة على رأسه )، وحيث إنه لا معنى لتكوير ( أي: لف ) زمن على زمن، فإننا منطقياً لا بد أن نبحث عن المعنى المقصود باستخدام المجاز المرسل، وبهذا فإن التفسير العلمي الصحيح لهذه الآية هو: يكور ( أي: يلف أو ينشر في اتجاه مستدير ) الله تعالى ظلمة الليل على مكان النهار على سطح الأرض فيصير ليلا، ويكور سبحانه نور النهار على مكان الليل فيصير نهاراً، وهذا معناه بلغة علم الطبيعة والفلك: ( لف الأرض الكروية حول محورها أمام الشمس )، وذلك حتى يحدث تتابع الليل والنهار في الغلاف الجوي للأرض، ويؤيد ذلك: آية الإيلاج وتكرار الفعل يولج، وآية التكوير وتكرار الفعل يكور، فالتكرار هنا يؤكد الحركة المغزلية للأرض لكي يحدث تتابع الليل والنهار، ويحل أحدهما مكان الآخر.

    ( جـ ) آية الإيلاج:

    قال تعالى: )يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل (،والإيلاج أصل معناه: إدخال شيء في آخر بحيث يحيط به ويساويه، حجماً ومساحة، وحيث إنه لا معنى مطلقاً لإيلاج زمن الليل في زمن النهار أو بالعكس، فإن المقصود من تعاقب الليل والنهار بإيلاج كل منهما في الآخر هو بالمجاز المرسل، إيلاج لازم من لوازم الليل في آخر من لوازم النهار السابق ذكرها والمعنى المنطقي المقصود باختيار اللازم المناسب هو ( يولج الله مكان الليل في مكان النهار فيصير نهاراً، ويولج مكان النهار في مكان الليل فيصير ليلاً. أي: يجعل مكان الليل يحل محل مكان النهار والعكس بالعكس على سطح الأرض ).

    وهذا معناه بلغة الطبية والفلك: أنه تعالى يجعل الأرض تدور حول نفسها أمام مصدر الضياء من الشمس ( أو النجوم بالنسبة للأرضين الأخرى )، فيتبادل كل من الليل والنهار مكان الآخر على الأرض، أي: يحل الأول محل الثاني، وبالعكس بالتساوي تماماً، وبذلك يتعاقب الليل والنهار على الأرض مع تساوي مساحة مكان كل منهما، أي: تساوي حجم نصفي الكرة الأرضية حول محورها، حتى يتوفر معنى الإيلاج لغوياً، وحيث إن سطح الأرض منحني ومنقسم قسمين أحدهما يكون نهاراً والآخر ليلاً، وذلك نتيجة من آية التكوير، وحيث إن مكان الليل والنهار على الأرض متساويان ويتبادل كل منهما مكان الآخر بدورانها حول نفسها ( معنى آية الإيلاج )، وحيث إن هذا التبادل يستلزم تماثل وتساوي المكانين حجماً ومساحة حتى يمكن إحلال كل منهما محل الآخر، لأنه إذا زاد أو نقص ـ أي: المكانين عن الآخر ـ لا يتحقق هذا التبادل المتماثل في الإحلال، ولا يتحقق المعنى اللغوي للإيلاج في الهندسة الفراغية، وهذا التماثل يؤدي إلى استنتاج كروية الأرض وانتظام شكلها، لأن نصفيها متساويان والمحور ينصف الكرة تماماً.

    والخلاصة: أن نظام تولد الليل والنهار طبقاً للوصف القرآني يؤدي إلى أن الأرضين عموماً خلقت كروية الشكل تدور كل أرض حول نفسها، أي: حول محورها الذي لا بد وأن يقسمها قسمين متساوين تماماً أمام النجوم، أي: الشموس الملازمة لها، فصار الليل والنهار يتعاقبان بالإغشاء والتكوير والإيلاج، وكل لفظ منها يؤكد الحركة المغزلية للأرض، أليس هذا إعجاز قرآني عزيزي القارىء!.

    ( د ) آية الإنسلاخ:

    يقول تعالى: )وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون ([يس: 37].

    والسلخ أصل معناه فصل الجلد من اللحم، وحيث إنه لا معنى لسلخ زمن النهار من زمن الليل، وأن الآية أو الدليل المقصود على قدرة الصانع جل وعلا ليس هو زمن الليل بل مكانه الذي ينسلخ منه النهار بدوران الأرض مغزلياً، فيكون تعالى قد ذكر الليل وقصد مكانه الذي يحدث فيه، وقرينته قوله تعالى: )وآية لهم (،ثم قوله تعالى: )نسلخ منه النهار (،أي:نسلخ من الليل، والمقصود: نسلخ من مكان الليل نور النهار، وقرينته قوله: )نسلخ (لأن السلخ يقتضي فصل شيء من شيء، وهو فصل النور من مكانه الذي سيصير مكان الليل.

    وبناءً على ذلك: يكون معنى الآية: ودليل لهم ( للناس ) على قدرتنا مكان الليل، إذ نسلخ أو نزيل منه نور النهار من مكانه على الأرض تماماً، كما نسلخ الجلد من اللحم فيدخل الناس في الظلام.

    وإن في تشبيه إزالة نور النهار من سطح الأرض بإزالة الجلد من اللحم إشارة قوية لبيان أن ضوء النهار ينشأ في سطح الغلاف الجوي للأرض، ولا يمتد إلى باطنها، كما ينشأ جلد الحيوان من لحمه ولا يمتد إلى باطنه، وبهذا فإن نور النهار مكتسب ومعكوس من سطح الأرض ومشتت في غلافها الخارجي، وليس ضوءاً ذاتياً كما في النجوم، وبهذا تظهر الحكمة في التعبير القرآني بسلخ نور النهار من الغلاف الجوي الذي يصبح ظلاماً بدون أشعة الشمس، كما أن الليل أو الظلام هو الأصل في الكون، فظلام الفضاء الكوني سائد حول جميع الأجرام لعدم وجود ذرات كافية في الفضاء لإحداث التشتت لضوء النجوم الذي لا يظهر إلا بالانعكاس على سطوح الأجرام أو التشتت في غلافها الجوي.

    مما تقدم يتضح أن النتائج المستنبطة[3]من آيات توليد الليل والنهار بالإغشاء والتكوير والإيلاج والسلخ نتائج علمية هامة، ولكنها صعبة الفهم على ذهن من لم يكن ملماً بعلم الطبيعة والفلك إلماماً كافياً، وكما أنها نتائج لم يصل إليها علماء التفسير من قبل لتمسكهم بالمعنى الزمني لليل والنهار، وكان لهم في ذلك عذر واضح هو أن يجعلوا من تفسيرهم معنى يسهل فهمه ويتفق مع ما يعتقدوه ومع ما يشاهده الناس من سكون ظاهري للأرض، جزاهم الله خيراً على مجهودهم، ولو أن تفسيرهم للآيات الكونية لا يتفق تماماً مع بلاغة القرآن في الإيجاز الجامع ولا يظهر إعجازه العلمي، لأنه يجعل للآيتين المختلفتين معنى واحداً، كما فعلوا في آيات التكوير والإغشاء والإيلاج، بدلاً من المعاني المختلفة التي توصلنا إليها في هذه المحاضرة كما تقضي بلاغة القرآن وإعجازه العلمي.

    والقرآن لا ينكر صعوبة القضية، بل يصرح بها في آيات مختلفة بقوله سبحانه: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].

    وأولي الألباب: أي: أولى العقول المتعلمة المتخصصة، وقوله تعالى مشيراً إلى دوران الأرض حول نفسها: )والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر ([الفجر: 4].

    والحجر معناه: العقل المفكر، وهذا القسم يصف الليل بالحركة كناية بالغة عن حركة الأرض حول نفسها، ولقد تكرر هذا القسم بقوله سبحانه:

    )والليل إذا أدبر... ([المدثر: 33]. )والليل إذا عسعس ([التكوير: 17].

    وفعل عسعس معناه: أقبل ظلامه أو أدبر، وفعل يسر معناه: التحرك كما ذكرنا.

    ونلاحظ أيضاً: أن الله لم يصف النهار بالإقبال والإدبار، لأن هذا أمر طبيعي ينتج من إدبار الليل وإقباله، بل وصفه بالوصف الخاص بظواهر النور وسلوك الضوء القادم من الشمس أثناء اختراقه لطبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض مسبباً بالانكسار والتشتت والانعكاس ظواهر الإسفار في أول النهار، والشفق في آخر النهار، والنور أثناء النهار، ولولا الغلاف الجوي لساد الظلام فوق رؤوسنا رغم بزوغ الشمس، كما هو الحال في الفضاء، فتأمل قوله تعالى:

    )والصبح إذا أسفر ([المدثر: 34].

    )والنهار إذا جلاها ([الشمس: 3].

    وليس على القمر نهار كالذي نعرفه على الأرض تتجلى فيه الشمس، فسماء القمر حالكة السواد، وكذلك الفضاء بعد مغادرة الغلاف الجوي للأرض، أليس في كل هذا القسم بالليل والنهار أكبر داع لنا أن نتأمل ونتساءل عما أودع الله منهماا من عظيم حكمته ومظاهر عظمته وقدرته حتى استحقت أن يقسم الله لعباده بها وهو خالقهم وخالقها.

    وهناك آيات قرآنية أخرى تشير إلى دوران الأرض حول نفسها مغزلياً كما في قوله تعالى: )يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ([النور: 44].فالتقليب هنا حقيقة تحدث فعلاً، ويعني الحركة، وإحلال أحدهما محل الآخر حتى يتم التقليب، مشيراً بذلك على الدوران المغزلي للأرض بصريح العبارة بإحلال مكان الليل مكان النهار وبالعكس، وسبحانه الله مقلب الليل والنهار ومنزل القرآن.

    ( هـ ) آية السباحة في فلك:

    قوله تعالى مؤكداً هذه الحقيقة كسنة كونية سائدة لجميع الأجرام منذ بدأ خلقها: )وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ([الأنبياء: 33].فالآية هنا تشير إشارة دقيقة لطيفة إلى حركة الأرض ودورانها في النص القرآني المعجزة بنور العلم والبصيرة، واليل والنهار لغوياً ظرفاً زمان ولا بد لهما من مكان، كما تعلمنا في الفيزياء النسبية بأنه لا زمان بدون مكان، والمكان الذي يظهر فيه الليل والنهار هو بالتأكيد الأرض، وتشرق الشمس وتغرب ظاهرياً نتيجة الحركة الحقيقية المغزلية للأرض فيتولد الليل والنهار، ولولا دوران الأرض لما ظهر أو تعاقب ليل ولا نهار، فكأنه تعالى قول لنا في الآية الأخرى:

    )وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (، أي: أن كل من الأرض والشمس والقمر يسبح في هذا الفضاء الشاسع في فلك مستقل به... يا سبحان الله، فسوف نعرف في لقاء قادم كل هذه الأفلاك في دوران الأرض حول الشمس، ودوران الشمس حول مركز المجرة، ودوران القمر حول الأرض... وغير ذلك من أفلاك لجميع الأجرام السماوية، ولكن ما يهمني هنا هو الفعل ( يسبحون ) أي: يدورون، كما قال الحافظ ابن كثير.

    قال ابن عباس: يدورون كما يدور المغزل في الفلكة.

    وقال مجاهد: لا يدور المغزل إلا بالفلكة، ولا الفلكة إلا بالمغزل كذلك النجوم والشمس والقمر[4].

    وإنني ألاحظ هنا أنهم جميعاً لم يذكروا الأرض ضمن هذا الدوران المغزلي، لأنهم لم يدركوا كما ندرك الآن عمق المعنى، فالفعل ( يسبحون ) جاء هنا بصيغة الجمع ولو كان للشمس والقمر فحسب لجاء التعبير بالمثنى ( يسبحان )، ولكنه أراد بلك الأرض والشمس والقمر كمجموعة متكاملة، ولهذا عبر الفعل ( يسبح ) عن الأرض بدلالة الليل والنهار بالمجاز المرسل، بل وأطلق عليها لفظة الخلق ( خلق الليل والنهار )، والخلق لغوياً لا يكون إلا للشيء الحسي، لا للظرف الزماني، فسبحان من أنزل القرآن بدقائق الأخبار، وبدائع الأسرار تذكرة لأولي الأبصار.

    وإطلاق الظرف وإرادة المحل والمكان معروف كما ذكرنا في اللغة، ومشهور في الآيات الغير كونية أيضاً كقوله سبحانه عن أهل الجنة: )وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون([آل عمران: 107]. الرحمة هنا صفة لا يمكن أن يحل بها الإنسان، ولما كانت الجنة هي مكان تنزل رحمة الله، كما يقول فضيلة الشيخ الصابوني، معناه: إطلاق الصفة ويراد بها الموصوف، أو الظرف ويراد به المظروف، وقد يقول قائل: لماذا لم يصرح القرآن الكريم بأن للأرض فلك وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس، كما صرح بذكر فلكي الشمس والقمر، والجواب: أن القرآن حكيم كما قال سبحانه: )آلم تلك آيات الكتاب الحكيم (،هو حكيم في تعبيره، كما هو حكيم في تشريعه، وقد أمرنا أن نخاطب الناس بقدر عقولهم، كما قال الإمام علي رضي الله عنه: ( خاطبوا الناس بقدر عقولهم، أتحبون أن يكذب الله ورسوله )، فهل من الحكمة عزيزي القارىء أن يكشف القرآن وقت نزوله عن أمور لا تتحملها عقول البشر، وأن يخاطبهم بما يسارعون إلى إنكاره أو تكذيبه؟ ولهذا هيأ الأسلوب القرآني الرائع القلوب والأذهان لاستقبال ما سيتمخض عنه الزمان بلا جحود ولا تحجر ولا تكذيب ولا استهزاء وذلك مع روائع حكمة القرآن، فهل أدركت عزيزي القارىء في عصر الفضاء معنى قوله تعالى: )كل في فلك يسبحون (؟لقد شاهد رواد الفضاء كوكب الأرض تسبح في هذا الأفق البعيد، رأوها تدور حول نفسها وحول الشمس.. حقاً رأوها رأي العين، فلم يجدوها مرتكزة على حيتان أو على قرن ثور، بل هي معلقة في هذا الفضاء الواسع دون أن تهوي بنا في ظلمات الكون، وتجري دون أن تقذف بنا من على سطحها وما يمسكها إلا الرحمن، كما في قوله تعالى: )إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ([فاطر:41].فالسماوات قائمة بدون عمد والأرض تدور كبقية الأجرام في أفلاك هذا الفضاء الشاسع، ولو كانت الأرض مرتكزة أو واقفة على شيء لما احتاجت إلى إمساك تماماً كالكرسي الذي تضعه على الأرض لا يحتاج على أحد يمسكه، لكنك إذا رفعته عن الأرض في الهواء فعليك أن تبحث عن وسيلة إمساكه... فكذلك الأرض في ملكوت الله وفضائه الواسع أمسكتها يد العزيز الرحيم الذي أطلق قوانين الجاذبية والطرد المركزي لتصنع الميزان الإلهي، كما في قوله تعالى: )والشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان. والسماء رفعها ووضع الميزان ([الرحمن: 5 ـ 7]وكما أن قوله تعالى: )والجبال أوتاداً ([النبأ: 7].تدل على حركة الأرض التي ثبتها الله بالجبال حتى لا تميد بنا أثناء حركتها كما في قوله تعالى: )وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم ([الأنبياء: 31].أي: لئلا تضطرب بالناس اضطراباً مخلاً وتتزلزل تحتهم فلا يستقرون عليها، وفي تقديري: أن الذي يميد هو الشيء المتحرك وليس الساكن، فمعنى يميد ميداً: أي: تحرك مما يشير إلى الأرض، لأن الذي يخشى منه أن يميد ويضطرب هو الجسم المتحرك وليس الساكن، وحركة الأرض لم تكن معروفة للمفسرين القدماء بدليل قول الحافظ ابن كثير: جعل فيها جبالاً أرسى الأرض بها، وقررها وثقلها لئلا تضطرب بالناس وتتحرك، فلا يحصل لهم قرار عليها لأنها غامرة في الماء إلا مقدار الربع، فإنه باد للهواء والشمس ليشاهد أهلها السماء... وكذا تخيل ابن كثير الأرض كسفينة ثابتة لا تتحرك ومغمورة فقط في هذه المحيطات المائية ولم يتخيلها متحركة في السماء تدور حول نفسها وحول الشمس، ولهذا أقول دائماً: إن المفسرين بشر يؤخذ من كلامهم ويرد، ولا بد من معارضة كل التفاسير التي تنفي حركة الأرض لأن السكوت على ذلك نوع من الجحود والتخلف وحجر على العقول والقلوب المتفتحة لرؤية حقائق القرآن بنور العلم والإيمان، وحجب لأهم مميزات القرآن وهي خلود وتجدد إعجازه، ويجب على علماء الدين وعلى الجامعات الإسلامية أن تتنبه لمثل هذه التفاسير الخاطئة حتى تنفي عن الإسلام ما هو منه براء.

    ( و ) آيات الظلال:

    يقول تعالى: )ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً، ثم قبضناه إلينا قبضاً يسيراً ([الفرقان: 45 ـ 46].

    هاتان الآيتان دليل قرآني واضح على دوران الأرض حول نفسها لأنها لو كانت غير متحركة لسكن الظل ولم يتغير طولاً أو قصراً، كما عرفنا حديثاً، لأن ظاهره الظل وتغير طوله لا تعليل لها إلا بالدوران المغزلي للأرض، وليس كما توهم الناس بدوران الشمس حول الأرض من الشرق إلى الغرب في الحركة اليومية الظاهرية الخادعة التي لا وجود لها، والتي كان القدماء يعتقدون بوجودها متوهمين أن تغير طول الظل مشروط بانتقال الشمس من الشرق إلى الغرب، وكان هذا الاعتقاد الخاطىء مطبقاً في ما يسمى بالمزولة الشمسية لقياس الزمن من شروق الشمس وغروبها، ولكننا الآن عرفنا أن الأرض هي التي تدور حول نفسها من الغرب إلى الشرق، فتبدو لنا الشمس في كبد السماء نهاراً والنجوم ليلاً، وكأنها جميعاً تدور (ظاهرياً) من الشرق إلى الغرب في عكس اتجاه الحركة الحقيقية للأرض تماماً، مثل خداعك بتحرك أعمدة التلغراف ظاهرياً عندما تنظر أنت إليها من شباك قطار متحرك، وشتان بين الظن واليقين.

    وبهذا: فالمتحرك والمسبب لتغير طول الظلال هو الدوران المغزلي للأرض وليس دوران الشمس، لأن الأخيرة هي مؤشر ودليل ضوئي فقط ندرك به الظلال، ولهذا يقول سبحانه: )ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً (،وبهذا لم يدافع القرآن الكريم هنا عن النظرية المركزية الأرضية ليطليموس، والتي كانت سائدة في عصر الوحي باعتبار خاطىء يدعي ثبات الأرض ودوران كل الأجرام حولها بما فيها الشمس، ولهذا لا تعارض مطلقاً بين القرآن والعلم اليقيني، فكلاهما من عند الله، ولن يحدث تعارض بينهما إلا إذا أخطأ العلم طريقه أو أخفق المفسرون في فهم الآية القرآنية.... وأنا هنا لا أغير من نص قرآني ـ معاذ الله ـ ولكنه التفسير هو أحد فروع علوم الدين وليس الدين نفسه، وأطالب المسؤولين في الأزهر بإحياء علوم الدين بوسيلتين:

    ( أ ) مراجعة التفسيرات وخاصة للآيات الكونية.

    ( ب ) تنقية ما علق بالتفسيرات من إسرائيليات وخرافات لا تتفق مع عظمة القرآن وظاهرة الظل وانتقاله آية من آيات الله في الكون.

    يقول تعالى: )والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ([النحل: 81].

    وقوله تعالى: )أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله وهم داخرون ([النحل: 48].أي: تميل ظلال الأشياء من جانب إلى جانب ساجدة لله سجود خضوع لمشيئته تعالى وانقياد لا تخرج عن إرادته ومشيئته، لأن هذه الظلال مرتبطة بالدوران المغزلي لجميع الكواكب والأجرام، ولو شاء الله لجعل الظل ساكناً بإيقاف هذا الدوران.

    والطواف عموماً، سنة الله في الكون كتعبير فيزيائي عن السجود لخالق الكون، فالكل في فلك يسبحون ويسجدن، لأن كل الأشياء منقادة لقدرة الله، فكيف يتعالى ويتكبر على طاعته أولئك الكافرون من الناس. يقول سبحانه: )ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض، والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس ([الحج: 18]حقاً، فالدوران نوع من أنواع السجود والانحناء كما ينحني المسلم لربه في صلاته، وكما يطوف الإنسان بالدوران حول الكعبة. يقول سبحانه )ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالعدو الآصال ([الرعد: 15].

    ودوران الأرض حول نفسها نعمة كبرى ورحمة إلهية، كما في قوله تعالى: )ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ([القصص: 73].

    والدليل على استمرار الدوران المغزلي هو تغير طول الظل، أما إذا سكن الظل فهذا معناه: ثبوت الأرض وتوقفها عن الدوران المغزلي، وهذا الاحتمال ـ والله أعلم ـ قائم علمياً بل وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه: )ولو شاء لجعله ساكناً ([الفرقان: 45].وأشار أيضاً إلى هذا الاحتمال في قوله سبحانه: )قل أرأيتم إن جعل عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون ([القصص: 71].

    وقوله عز من قائل: )قل أرأيتم إن جعل عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون ([القصص: 72].

    فهل ستسكن الأرض عن دورانها المغزلي يوماً ما؟ فيحدث الليل الدائم ( السرمد ) في نصفها والنهار الدائم في النصف الآخر تمهيداً لانعكاس اتجاه دورانها حول نفسها، وعندئذٍ تشرق الأرض من مغربها كما في الحديث الصحيح عن إحدى أمارات الساعة، أو كتفسير لقوله تعالى: )رب المشرقين والمغربين ([الرحمن: 17].أي: رب مشرقنا الحالي ومشرقنا الجديد في المستقبل، وبالمثل رب المغرب الحالي والمغرب الجديد في المستقبل كأحد احتمالات التفسير للآية الأخيرة لو حدث سكون، ثم انعكاس لاتجاه مغزلية الأرض، كما أتخيل أحياناً كفيزيائي، ولو أننا نفهم هذه الآية حالياً على أنها تشير إلى المشرقين الذين يحددان نهايتي مواضع مشرق الشمس على مدار السنة واللتان يقع بينهما مشارق كثيرة، وبالملل بالنسبة للمغربين نتيجة دوران الأرض حول الشمس مرة كل عام، أو كتفسير آخر أن الآية تشير إلى كروية الأرض ودورانها المغزلي، فالنصف المظلم من الكرة يصبح منيراً، أي: يصبح المغرب مشرقاً، وبالعكس: يصبح المشرق مغرباً، نتيجة التبادل المستمر لليل والنهار، وحيث إن لدينا نصفين متماثلين، فإن لدينا إذن مشرقين ومغربين على نفس الكوكب. والله أعلم.

    ( هـ ) ميل محور الأرض أثناء الدوران في فلكها:

    يميل محور الدوران المغزلي للأرض بمقدار 23.5 على العامود الرأسي على مستوى مدارها حول الشمس، وميل المحور هو السبب في حدوث الفصول، ولو انعدم ميل المحور لانعدمت الفصول ولتساوت مدة الليل مع مدة النهار، ولكن إرادة الله شاءت اختلاف الجو على مدار السنة واختلاف زمن الليل والنهار باختلاف الزمان والمكان على الأرض، وصدق تعالى قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].

    ولتوضيح هذا الاختلاف في زمن الليل والنهار نبدأ بالقاهرة، حيث يتغير هذا الزمن حسب الفصول، ولكن مهما طال النهار عندنا فعدد ساعاته لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد عن ساعات الليل إلا قليلاً، ومهما قصر النهار فعدد ساعات الظلام لا تزيد إلا قليلاً، ولكن ليس الأمر كذلك في كل بقاع الأرض التي يعلو خط عرضها عن خط عرضنا في النصف الشمالي للأرض، وخاصة في منطقة القطب، فالنهار يصل عندنا إلى 14 ساعة صيفاً، يزداد إلى 20 ساعة عند خط عرض 63، ويصل إلى ستة شهور عند الدائرة القطبية، حيث تظل الشمس ساطعة في أفق السماء عند القطب طوال هذه المدة صيفاً، ولهذا فإن سكان المناطق الشمالية ـ عموماً ـ يعيشون في بعض شهور السنة أوقاتاً غريبة بضعها ليالي مضيئة تستطع فيها الشمس إلى أوقات متأخرة، حتى أنهم يرون الشمس في منتصف الليل، ولا تعدو المدة بين غروبها وشروقها في هذه البلاد إلا ساعات قليلة، بل قد تنعدم ساعات الإظلام وتظل الشمس ساطعة تهبط إلى خط الأفق ولا تختفي تحته بل تسبح فوقه ثم تعود ثانية للصعود، وبالعكس، يعم الظلام مثل هذه المناطق أياماً طويلة أو أسابيع كاملة، بل شهوراً كاملة في الشتاء، وبذلك تتميز هذه المناطق الشمالية من النصف الشمالي ( كالسويد والنرويج وألاسكا وجرينلاند وشمال روسيا ) بهذه الظواهر صيفاً وشتاء، ويحدث العكس بالتبادل في نصف الكرة الجنوبي، فبينما لا تغيب الشمس طوال ستة شهور الصيف في سماء القطب الشمالي، فإن الشمس لا تصل إليه طوال ستة شهور الشتاء ليصبح ظلاماً حالك، ويحدث العكس في سماء القطب الجنوبي، ويتسبب ميل المحور في اختلاف فصول السنة: الشتاء والربيع والصيف والخريف.

    يذكر القرآن الكريم منطقتين وصل إليهما ذو القرنين، حيث أطلق على الأولى المظلمة ( مغرب الشمس )، إشارة إلى ليلها الطويل، والأخرى ( مطلع الشمس )، إشارة إلى نهارها الطويل كما في قوله تعالى على الترتيب: )حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوماً ([الكهف: 86].والعين الحمئة: أي: البئر المظلمة، كما تبدو لدى القرنين ظاهرياً، إشارة إلى الليل الطويل، وقوله سبحانه: )حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً ([الكهف: 90]. أي: أن ذا القرنين وجد الشمس هناك تطلع عليهم مدة طويلة على خلاف ما تعود في بلاده فالنهار عندهم طويل.

    كما أشار القرآن الكريم إلى الظلال بأسلوب يدل على ميل محور دوران الأرض، كما في قوله تعالى: )وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله ([الكهف: 17].ومعنى تزاور: أيـ تميل، ومعنى تقرضهم: أي: تقطعهم وتبعد عنهم، وهذا يدل على ميل محور دوران الأرض حول نفسها على مستوى دورانها حول الشمس، ولولا هذا الليل لأصبح للشيء ظل واحد فقط من جهة واحدة، ولكننا نرى الحائط مثلاً في الضحى له ظلان: ظل أمامه، وظل عن الجانب الأيسر بالنسبة للشخص الناظر إلى الحائط من ناحية الغرب، أما في فترة العصر فإننا نرى العكس من ذلك، حيث نرى للحائط ظلاً خلفه وظلاً ناحية الجانب الأيمن بالنسبة لنفس الشخص السابق، ولولا ميل المحور لما حدث ذلك، ولهذا تشير الآية أن هذا الموضوع من آيات الله لأن ميل المحور يؤدي إلى اختلاف الليل والنهار باختلاف المكان والزمان على سطح الأرض، وهذه لحكمة يشير إليها المولى سبحانه وتعالى في قوله: )إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ([آل عمران: 190].

    ( س ) تغير سرعة تعاقب الليل والنهار مع مرور الزمن:

    يحدث تعاقب الليل والنهار بدوران الأرض حول نفسها، وسرعة هذا التعاقب هي نفسها سرعة هذا الدوران،ولقد تبين علمياً أن هذه السرعة كانت عالية عند بدء خلق الأرض، ثم تناقصت بالتدريج مع مرور الزمن، وما زال هذا التناقص مستمراً بسبب ظاهرة المد والجزر التي تعمل كفرملة لكوكب الأرض بواسطة جذب القمر لمياه البحار والمحيطات ( التي تغطي ثلاثة أرباع سطح الأرض ) أثناء مواجهة هذا الماء للقمر، فترتفع هذه المياه عن سطح الأرض عالياً، ويحد المد وتدور الأرض بهذه المياه ليواجه القمر مياهاً غيرها فيحدث المد فيها، بينما يهبط الماء الأول بعد أن دارت به الأرض وابتعد عن تأثير القمر، فيحدث الجذر، وحيث إن الماء الممدود يرتطم على التوالي بسواحل المحيطات وقيعانها فيعوق دوران الأرض حول نفسها، وهو تعويق يؤدي إلى إبطاء سرعة هذا الدوران، ورغم أنه تعويق ضئيل للغاية إلا أنه يؤدي إلى طول اليوم على كوكب الأرض بمرور الزمن، ولقد تبين علمياً أنه يزداد بمقدار (1......... ثانية) كل قرن، وقد يندهش القارىء لصغر هذه الأجزاء من الألف من الثانية التي يزداد بها طول اليوم الأرضي كل قرن، ولكن هذه الزيادة الضئيلة جداً تتراكم بمضي الزمن عبر بلايين السنين لتؤثر فعلاً في طوال اليوم، فلو رجعنا بالزمن إلى الدوران لحظة تاريخ نشأة الأرض لوجدنا زمن اليوم الأرضي كان 4 ساعات فقط، ثم أخذت الأرض في التباطؤ التدريجي في الدوران حول نفسها بفعل المد والجزر لدرجة أن زمن اليوم الأرضي أصبح 22 ساعة بعد مرور 4 مليار سنة على نشأة الكوكب، أي: منذ 500 مليون سنة، وأصبح الآن 23 ساعة، 56 دقيقة، 48 ثانية، وستصبح في المستقبل 43 ساعة بعد حوالي 5 مليار سنة من الآن، إذا ظلت الأرض حتى هذا الزمن في المستقبل البعيد إن شاء الله، ورغم هذا التباطؤ في الدوران فإن الأرض تمثل الساعة الكونية العظمى التي لا تتعطل إلا بجزء من مليون من الثانية كل يوم نظراً لتأثير المد والجزر، ورغم أن كتلة الأرض تبلغ أكثر من 6600 مليون مليون مليون طن، فإنها تعتبر أثناء دورانها حول نفسها أدق ساعة في الوجود وتفوق في دقتها ساعات الكوارتز، كما أن هذا التعطيل اليومي الضئيل لم يتم قياسه حديثاً إلا باستخدام الساعات الذرية وأبحاث أخرى بيولوجية في القواقع البحرية، وإذا تدبرنا آيات القرآن الكريم نجد إشارة واضحة وصريحة لهذه الظاهرة تؤكد أن تعاقب الليل والنهار كان سريعاً في بداية خلق الأرض، ثم أخذ يتناقص تدريجياً إلى أن أصبح تعاقباً عادياً نعيش فيه الآن بعد تمام إعداد الأرض وتسخيرها لحياة الإنسان، أي: أن اليوم أصبح الآن طويلاً بعد أن كان قصيراً عند نشأة الكوكب.

    يقول الله تعالى مشيراً إلى التعاقب السريع لليل والنهار في سياق وصف عملية الخلق في المراحل الأولى: )إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر، تبارك الله رب العالمين ([الأعراف: 54].

    ويقول تعالى في سورة الرعد في وصف المراحل النهائية لخلق الأرض: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهاراً ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل والنهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ([الرعد: 2 ـ 3].

    ويتضح من هاتين الآيتين: أن الله سبحانه وتعالى جعل الليل والنهار يتعاقبان بسرعة على الأرض عقب خلقها مباشرة، وأن هذا التعاقب استمر بعد ذلك في أثناء تسخير الأرض وإعدادها للحياة إلى أن وصلت للازدهار الحالي.

    ومما يثير الانتباه أنه تعالى وصف في الآية الأولى تعاقب الليل والنهار على الأرض عقب خلقها ( وقبل تطويرها ) بأنه كان سريعاً لقوله سبحانه: )يطلبه حثيثاً (،ولكنه لم يصف هذا التعاقب بسرعة في الآية الثانية بعد تمام تسخير الأرض وإعدادها للحياة بقوله تعالى: )يغشى الليل النهار (دون )يطلبه حثيثاً (،وهذا الاختلاف في التعبير القرآني في الآيتين يشير بالتالي إلى إعجاز علمي للقرآن يؤكد أن تتابع الليل والنهار كان سريعاً عقب خلق الأرض، حيث كانت سرعة دوران الأرض حول نفسها كبيرة، وكان اليوم قصيراً بما يعادل 4 ساعات قط، ثم تناقصت السرعة تدريجياً عبر بلايين السنين حتى وصلت أخيراً إلى سرعتها الحالية في إحداث دورة متكاملة في زمن اليوم الحالي في أربع وعشرين ساعة بعد تمام تسخير الأرض وإعدادها للحياة، وبهذا يكشف لنا القرآن ظاهرة كونية لم يتمم اكتشافها إلا بالساعات الذرية، ولا يستطيع الإنسان أن يدرك هذا الإعجاز العلمي للقرآن إلا بمقارنة الآيتين السابقتين وسياق كل منهما، وتدبر معنى الإغشاء كما شرحنا سابقاً، وفهم عبارة )يطلبه حثيثاً (على إنها إشارة لسرعة دوران الأرض حول نفسها، ويؤكد علماء الفلك أن ظاهرة التباطؤ التدريجي في سرعة هذا الدوران بتأثير جذب القمر لمياه البحر وقد يؤدي هذا التباطؤ أيضاً إلى توقف الدوران المغزلي للأرض كمقدمة لبداية انعكاس اتجاهه لتبدأ الأرض في الدوران حول نفسها في اتجاه مضاد للاتجاه الحالي، فتبدو لنا الشمس وهي تطلع من مغربها الحالي، ويصبح المغرب مشرقاً والمشرق مغرباً، وقد يفسر هذا معنى الحديث الشريف لرسول الله عن إحدى علامات الساعة في قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ). عندئذٍ يرى الناس ـ والله أعلم ـ ظاهرة جديدة يتبادل فيه المشرق مع المغرب، أي: يصبح للشمس مشرقين ومغربين مع ملاحظة أن الشمس لا شرقية ولا غربية، ولكن المتحرك هو الأرض التي ستعكس اتجاه دورانها حول نفسها في المستقبل مما يؤدي إلى ازدواجية مطلع الشمس ومغربها بالانتقال من اتجاه الدوران الحالي إلى الدوران المعكوس المتوقع مستقبلاً.

    وقد تحدث بعض علماء الفيزياء والجيولوجيا حديثاً عن إمكانية طلوع الشمس من مغربها بعد اكتشاف ظاهرة تغيير اتجاه المجال المغناطيسي الأرضي بتبادل مكان الأقطاب، ويقول أزيموف في كتابه الكون ( عام 1983م ) أن هذا المجال قد انعكس في الماضي 9 مرات على فترات غير منتظمة في الأربعة ملايين سنة الأخيرة، ولهذا يتوقع العلماء أن حدوث انعكاس في اتجاه مغناطيسية الأرض سيصاحبه انعكاس في اتجاه دورانها حول نفسها، وعندئذٍ تطلع الشمس من مغربها، والله أعلم.

    وهذا الخبر كان وما زال يثير الدهشة عند الكفار كما في قوله تعالى: )فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ([البقرة: 258].

    والله وحده القادر على مثل هذه الحوادث الكونية فيعكس بقدرته المطلقة اتجاه دوران الأرض حول محورها، وبالتالي اتجاه مجالها المغناطيسي، وعندئذٍ تحدث المعجزة، وقد يكون هذا التفسير لقوله تعالى: )رب المشرقين ورب المغربين ([الرحمن: 17].ورغم التباطؤ التدريجي لسرعة دوران الأرض حول نفسها فإن الأرض ساعة كونية عظمى لأن يومها يطول فقط بمعدل 1 على 60 من الثانية كل أربعين قرن، وبذلك فهي ساعة تفوق دقتها ساعات الكوارتز ( رغم كتلتها التي تصل إلى 6600 مليون مليون مليون طن )، وذكر النقص في أدائها دليل على كمالها، وكروية الأرض ودورانها حول محورها يسبب ـ كما ذكرنا ـ تبادل الليل والنهار واستمرار تعاقبهما علاوة على التأثير على اتجاه الرياح والتيارات البحرية، وغير ذلك من ظواهر طبيعية وتنظيمات إلهية شتى لا يتسع المجال لذكرها، كما أن ميل محور دوران الأرض حول نفسها أثناء جريانها في فلكها حول الشمس يؤدي إلى تولد الفصول واختلاف الليل والنهار، كما أن الأرض تجري في المجموعة الشمسية التي تنطلق بشمسنا في مدار حول المجرة وفي الفضاء الكوني في حركات أخرى، ويكفي أن تعلم هنا أن سرعة دوران الأرض حول نفسها في الحركة المغزلية مقاسة عند خط الاستواء تصل إلى 1044 ميل / ساعة، بينما سرعتها في فلكها حول الشمس 67000 ميل / ساعة، وهاتان الحركتان تجعلان الأرض من الأجرام التي تجري لأجل مسمى، كما في قوله تعالى: )كل يجري لأجل مسمى (،كما أن الكواكب بما فيها كوكب الأرض تنصف جميعاً قرآنياً أثناء حركاتها بالخنس الجواري الكنس التي تظهر وتختفي أثناء جريانها في أفلاكها، ومن أجل هذا يقسم بها الله سبحانه وتعالى، بل ويقسم بدورانها المغزلي أمام شموسها فيتبادل الليل والنهار أي: الظلام والنور في قسم إلهي بالليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس واصفاً في أسلوب قرآني معجز هذا الظاهرة التي تم رصدها للأرض، وجميع كواكب المجموعة الشمسية في القسم الإلهي بهذه الحقيقة العلمية مؤكداً صدق القرآن وعظمته في جوانب القسم، كما في قوله تعالى: )فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس. والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين. مطاع ثم أمين. وما صاحبكم بمجنون. ولقد رآه بالأفق المبين. وما هو على الغيب بضنين. وما هو بقول شيطان رجيم. فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين. لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ([التكوير: 15 ـ 29].

    حقاً: إن الأرض تسبح في الفضاء مغزلياً ودورانياً وتجري لأجل مسمى، وهذه حقيقة، وحقاً إن القرآن رسالة سماوية نزل بها جبريل الأمين بقول رسول كريم، وليس قول شيطان رجيم كما يدعي الكفار والزنادقة، أمثال سليمان رشدي وأمثاله، وآيات القرآن تظهر لنا مع الزمن كما في قوله تعالى: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ([فصلت: 53].

    وها نحن استعرضنا في هذه المحاضرة آيات كروية الأرض دورانها حول نفسها لنعرض إعجازاً علمياً مؤكداً، وليس تفسيراً لم تظهر صحته بعد، وأحمد الله أن كشف لنا بعض أسراره هذه الآيات التي تمثل جزءاً ضئيلاً من آيات الأرض التي يصفها القرآن بقوله سبحانه: )وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون (.

    فهل أيقنت عزيزي القارىء هذا الإعجاز العلمي، وهل علمت أنك تركب الأرض كسفينة فضاء إلهية تنطلق في ملك الله لأجل مسمى، وكأنك تركب دابة ذلولاً لا تقذف بك من على سطحها، ونرجو ألا تثور علينا في زلزال مدمر في يوم من الأيام، كما في قوله تعالى: )هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور، أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ([الملك: 15 ـ 16].





    --------------------------------------------------------------------------------

    [1]– محاضرة ألقيت بالجمعية في الموسم الثقافي سنة 1989م.

    [2]– أستاذ الفيزياء المتفرغ بكلية البنات بجامعة عين شمس، ورئيس القسم الأسبق، ووكيل الكلية الأسبق، وعضو مجلس إدارة جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة حالياً.

    [3]– راجع كتاب ( التفسير العلمي للآيات الكونية ) للمرحوم أ / حنفي أحمد، دار المعارف 1960م.

    [4]– كما يقول الشيخ الصابوني نقلاً عن تفسير القرآن للحافظ ابن كثير (3/187).
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أقولُ مستعيناً باللهِ وحده،


    الأرضُ في ديننا كرويةٌ وهذا ثابتٌ بالكِتابِ والسنةِ و إجماعِ أهلِ العلم. و سأذكرُ أولاً أدلتنا من الكتابِ والسنة ثم أنقلُ إجماعات أهل العلم ثم أذكر مبحثاً أختمُ بهِ سيكونُ عن علماء المسلمين وكرويةُ الأرض.


    أولاً الأدلةُ من الكَتابِ العزيز:1 - قَالَ اللهُ سُبحانهُ وتَعالى { وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ } الانشقاق3
    قالَ الإمامُ الطاهر ابنُ العاشور - رَحِمَهُ الله - : "مدها بسطها.... ومن معاني المد أن يزال تكويرها بتمدد جسمها حتى تصير إلى الاستطالة بعد التكوير" اهـ
    المصدر : من كتابِ التحرير والتنوير (30/195).



    قالَ الشيخُ سيد قطب - رَحِمَهُ اللهُ - : " { وإذا الأرض مدت } . . وقد يعني هذا مط رقعتها وشكلها ، مما ينشأ عن انقلاب النواميس التي كانت تحكمها ، وتحفظها في هذا الشكل الذي انتهت إليه والمقول إنه كري أو بيضاوي ..." اهـ
    المصدر: من كِتابِ في ظلالِ القرآن (7/495)




    قالَ الإمامُ القرطبيُ - رحمهُ اللهُ -: " قوله تعالى: {وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ} أي بسطت ودكت جبالها. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تمد مد الأديم" لأن الأديم إذا مد زال كل انثناء فيه وامتد واستوى." اهـ
    المصدر: الجامعُ في أحكامِ القرآن (19/270)



    قالَ الإمامُ ابنُ كثير - رحِمهُ الله - " (وَإِذَا الأرْضُ مُدَّتْ } أي: بُسطت وفرشت.
    المصدر : تفسير القرآن العظيم (8/356)



    قالَ الإمامُ الشوكانيُ - رحمهُ الله - " { وإذا الأرض مدت } أي بسطت كما تبسط الأدم... " ثم ذكرَ أثراً عن أميرِ المؤمنينَ علي - رضيَ اللهُ عنهُ - قالَ فيهِ : "{ وإذا الأرض مدت } قال : يوم القيامة.
    المصدر: فتحُ القدير الجامع بين فني الدرايةِ والروايةِ من علمِ التفسير (5/578)


    قالَ الإمامُ الضحاك - رحمهُ الله - : "مدت أي بسطت"
    المصدر: روح المعاني (30/79)



    قالَ الإمامُ الرازي - رحمهُ الله - : " ... وعن ابن عباس أنها تمدُ مدَ الأديم ... ( وألقت مافيها وتخلت)والمعنى أنها لما مدت رمت بما في جوفها"
    المصدرُ: تفسير الرازي (16/416)




    قالَ الإمامُ الفَراء - رحمهُ الله - : "وقوله عز وَجل: {وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ...}.بسطت ومُدِّدت كما يمدّد الأديم"
    المصدر : معاني القران (5/197)

    قالَ الشيخُ العلامةُ محمد ابن عثيمين - رحمهُ الله - {وإذا الأرض مدت} هذه الأرض التي نحن عليها الان هي غير ممدودة، أولاً: أنها كرة مدورة، وإن كانت جوانبها الشمالية والجنوبية منفتحة قليلاً ـ أي ممتدة قليلاً ـ فهي مدورة الآن، ثانياً: ثم هي أيضاً معرجة فيها المرتفع جداً، وفيها المنخفض، فيها الأودية، فيها السهول، فيها الرمال، فهي غير مستوية لكن يوم القيامة {وإذا الأرض مدت} أي تمد مدًّا واحداً كمد الأديم يعني كمد الجلد، كأنما تفرش جلداً أو سماطاً، تُمد حتى إن الذين عليها ـ وهم الخلائق ـ يُسمعهم الداعي، وينفذهم البصر، لكن الآن لا ينفذهم البصر، لو امتد الناس على الأرض لوجدت البعيدين منخفضين لا تراهم لكن يوم القيامة إذا مُدت صار أقصاهم مثل أدناهم كما جاء في الحديث: «يجمع الله تعالى يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفُذُهُم البصر»)
    المصدر: تفسير جزء عم للشيخ ابن عثيمين رحمه الله

    2 - قال اللهُ سبحانهُ وتعالى ( وألقت مافيها وتخلت)
    قالَ الإمامُ الطاهرُ ابن عاشور - رحمهُ الله - : " {تَخَلَّتْ} أي أخرجت ما في باطنها." اهـ
    المصدر: التحرير والتنوير (30/196)



    قالَ الإمامُ ابنُ جبير - رحمهُ الله - : "ألقت ما في بطنها من الموتى، وتخلت ممن على ظهرها من الأحياء. وقيل: ألقت ما في بطنها من كنوزها ومعادنها، وتخلت منها. أي خلا جوفها، فليس في بطنها شيء، وذلك يؤذن بعظم الأمر، كما تلقى الحامل ما في بطنها عند الشدة.." اهـ
    المصدر: الجامع للأحكام القرآن (19/270)


    قالَ الإمامُ ابنُ كثير - رحمهُ الله - "{ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } أي: ألقت ما في بطنها" اهـ.
    المصدر: تفسير القرآن العظيم(8/356)


    قالَ الإمامُ أبو السعود - رحمهُ الله - " أي رمت ما في جوفها " اهـ
    المصدر: تفسيرُ أبي السعود(9/131)

    قالَ الإمامُ القرطبي - رحمهُ اللهُ - " أي خلا جوفها" اهـ.
    المصدر: أحكامُ القرآن (19/270)



    قالَ الإمامُ الطبري - رحمهُ الله - : " ( وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ) يقول جلّ ثناؤه: وألقت الأرض ما في بطنها من الموتى إلى ظهرها وتخلَّتْ منهم إلى الله.

    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل"





    المصدر: جامعُ البيان عن تأويل آي القرآن (24/311)





    قالَ الإمامُ الرازي - رحمهُ الله - " { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا } فالمعنى أنها لما مدت رمت بما في جوفها من الموتى والكنوز. اهـ
    المصدر: تفسير الرازي (16/416)





    3 - قالَ سبحانهُ وتعالى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ) الزمر5
    جاءَ في تفسيرِ المنار " قوله تعالى : (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) (39 : 5) تقول العرب : كار العمامة على رأسه إذا أدارها ولفها ، وكورها بالتشديد صيغة مبالغة وتكثير ، فالتكوير في اللغة : إدارة الشيء على الجسم المستدير كالرأس ، فتكوير الليل على النهار نص صريح في كروية الأرض" اهـ





    وفيهِ أيضاً " وهاتان الآيتان تدلان على استدارة الأرض ودورانها حول الشمس كما بيناه في مواضع من ((المنار))




    وفيهِ أيضاً " وقد اتفق المحققون من علماء المسلمين كالغزالي والرازي من أئمة المعقول ، وابن تيمية وابن القيم من أئمة المنقول على كروية الأرض وظواهر النصوص أدل على هذا"



    المصدر: تفسير المنار (1/177) و(2/48) و (8/404)



    قالَ الإمامُ الطاهرُ ابنُ العاشور - رحمهُ الله- " والتكوير حقيقته:اللف والليُّ،يقال:كور العمامة على رأسه إذا لواها ولفها،ومثلت به هنا هيئة غشيان الليل على النهار في جزء من سطح الأرض وعكس ذلك على
    التعاقب بهيئة كور العمامة إذ تغشى اللية اللية التي قبلها.وهو تمثيل بديع قابل للتجزئة بأن تشبه الأرض بالرأس،ويشبه تعاور الليل والنهار عليها بلف طيات العمامة،ومما يزيده إبداعا إيثار مادة التكوير الذي هو معجزة علمية من معجزات القرآن المشار إليها في المقدمة الرابعة والموضحة في المقدمة العاشرة فإن مادة التكوير جائية من اسم الكرة،وهي الجسم المستدير من جميع جهاته على التساوي،والأرض كروية الشكل في الواقع وذلك كان يجهله العرب وجمهور البشر يومئذ فأومأ القرآن إليه بوصف العرضين اللذين يعتريان الأرض على التعاقب وهما النور والظلمة،أو الليل والنهار،إذ جعل تعاورهما تكويرا لأن عرض الكرة يكون كرويا تبعا لذاتها،فلما كان سياق هذه الآية للاستدلال على الإلهية الحق بإنشاء السماوات والأرض اختير للاستدلال على ما يتبع ذلك الإنشاء من خلق العرضين العظيمين للأرض مادة التكوير دون غيرها من نحو الغشيان الذي عبر به في قوله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} في سورة الأعراف[54]،لأن تلك الآية مسوقة للدلالة على سعة التصرف في المخلوقات لأن أولها: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف:54]فكان تصوير ذلك بإغشاء الليل والنهار خاصة لأنه دل على قوة التمكن من تغييره أعراض مخلوقاته،ولذلك اقتصر على تغيير أعظم عرض وهو النور بتسليط الظلمة عليه،لتكون هاته الآية لمن يأتي من المسلمين الذين يطلعون على علم الهيئة فتكون معجزة عندهم.اهـ
    المصدر: التحرير والتنوير (24/20)




    قالَ الإمامُ سيد قطب - رحمهُ الله - عن قولهِ تعالى ( يكورُ الليل على النهار ويكورُ النهار على الليل) : "
    وهو تعبير عجيب يقسر الناظر فيه قسراً على الالتفات إلى ما كشف حديثاً عن كروية الأرض ومع أنني في هذه الظلال حريص على ألا أحمل القرآن على النظريات التي يكشفها الإنسان ، لأنها نظريات تخطئ وتصيب ، وتثبت اليوم وتبطل غداً . والقرآن حق ثابت يحمل آية صدقه في ذاته ، ولا يستمدها من موافقة أو مخالفة لما يكشفه البشر الضعاف المهازيل!
    مع هذا الحرص فإن هذا التعبير يقسرني قسراً على النظر في موضوع كروية الأرض . فهو يصور حقيقة مادية ملحوظة على وجه الأرض . فالأرض الكروية تدور حول نفسها في مواجهة الشمس؛ فالجزء الذي يواجه الشمس من سطحها المكور يغمره الضوء ويكون نهاراً . ولكن هذا الجزء لا يثبت لأن الأرض تدور . وكلما تحركت بدأ الليل يغمر السطح الذي كان عليه النهار . وهذا السطح مكور فالنهار كان عليه مكوراً والليل يتبعه مكوراً كذلك . وبعد فترة يبدأ النهار من الناحية الأخرى يتكور على الليل . وهكذا في حركة دائبة : { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل } . . واللفظ يرسم الشكل ، ويحدد الوضع ، ويعين نوع طبيعة الأرض وحركتها .وكروية الأرض ودورانها يفسران هذا التعبير تفسيراً أدق من أي تفسير آخر لا يستصحب هذه النظرية .
    المصدر: في ظلال القرآن (6/225)




    قالَ الإمامُ القرطبي - رحمهُ الله - : " أي يلقي هذا على هذا وهذا على هذا. وهذا على معنى التكوير في اللغة وهو طرح الشيء بعضه على بعض؛ يقال كور المتاع أي ألقى بعضه على بعض؛ ومنه كور العمامة. وقد روي عن ابن عباس هذا في معنى الآية." اهـ
    المصدر: الجامع للأحكام القرآن (15/235)




    قَالَ ابنُ قتيبة: " وأصلُ التكوير اللف" اهـ
    المصدر: زاد المسير (7/163)



    قالَ الإمامُ الألوسي - رحمهُ الله- :"ا لتكوير في الأصل هو اللف واللي من كان العمامة على رأسه وكورها "اهـ
    المصدر: روح المعاني(17/421)



    قالَ الفراء - رحمهُ الله- : " اصل التكوير في اللغة اللف والجمع ومنه كور العمامة ومنه إذا الشمس كورت "
    المصدر: معاني القرآن (6/152)




    3- قال تعالى: (وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
    قالَ الإمامُ الطاهرُ ابن عاشورٍ - رحمهُ الله- : " وتنوين {كُلٌّ} تنوين عوض عن المضاف إليه المحذوف، فالتقدير: وكل الكواكب.وزيدة قرينة السياق تأكيدا بضمير الجمع في قوله: {يَسْبَحُونَ} مع أن المذكور من قبل شيئان لا أشياء، وبهذا التعميم صارت الجملة في معنى التذييل.والفلك: الدائرة المفروضة في الخلاء الجوي لسير أحد الكواكب سيرا مطردا لا يحيد عنه" اهـ
    المصدر: التحرير والتنوير (22/253)



    قالَ الإمام سيد قطب - رحمهُ الله - : " والتعبير القرآني عن هذه الظاهرة في هذا الموضع تعبير فريد . فهو يصور النهار متلبساً بالليل؛ ثم ينزع الله النهار من الليل فإذا هم مظلمون . ولعلنا ندرك شيئاً من سر هذا التعبير الفريد حين نتصور الأمر على حقيقته . فالأرض الكروية في دورتها حول نفسها في مواجهة الشمس تمر كل نقطة منها بالشمس؛ فإذا هذه النقطة نهار؛ حتى إذا دارت الأرض وانزوت تلك النقطة عن الشمس ، انسلخ منها النهار ولفها الظلام وهكذا تتوالى هذه الظاهرة على كل نقطة بانتظام وكأنما نور النهار ينزع أو يسلخ فيحل محله الظلام . فهو تعبير مصور للحقيقة الكونية أدق تصوير ." اهـ
    المصدر: في ظلال القرآن (6/176)



    قَالَ الإمامُ القرطبي عن الفلك: " واحده فلك، مثل أسد وأسد، وخشب وخشب، وأصله من الدوران، ومنه: فلك السماء التي تدور عليه النجوم. وفلكت الجارية استدار ثديها، ومنه فلكة المغزل. وسميت السفينة فلكا لأنها تدور بالماء أسهل دور .
    وفي حديث ابن مسعود: تركت فرسي كأنه يدور في فلك. كأنه لدورانه شبهه بفلك السماء الذي تدور عليه النجوم


    " اهـ
    المصدر: الجامع في أحكام القرآن (2/194)

    وقالَ : {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }... أي: يدورون اهـ.
    المصدر السابق

    قالَ الإمام ابنُ كثير - رحمهُ اللهُ - : " { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ يس:40]، أي: يدورون.قال ابن عباس: يدورون كما يدور المغزل في الفلكة. وكذا قال مجاهد" اهـ.
    المصدر: تفسير القرآن العظيم (5/341)


    قالِ شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمهُ الله - : " قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ : فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ : أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا .
    فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ : مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ : الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ .

    المصدر: مجموع الفتاوى (6 / 587)


    4- قولهُ تعالى ( يغشي الليل النهار)
    جاءَ في تفسير المنار " (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) (39 : 5) وقوله : (يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا) (7 : 54) وهاتان الآيتان تدلان على استدارة الأرض ودورانها حول الشمس كما بيناه في مواضع من ((المنار)) بالتفصيل وفي ((التفسير)) بالإجمال.



    وفيهِ أيضاً " وإن دلالة القرآن على كروية الأرض ودورانها واضحة كآية الأعراف التي أشرنا إليها آنفا: (يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا)





    المصدر : تفسير المنار (2/48) و (12/20)


    المبحث الثاني
    يارب يسر وأعن يا كريم
    الأدلةُ المتفقُ عليها عندَ أهل السنةِ والجماعة ثلاثُ أنواع:
    1 - القرآن الكريم.
    2- الأحاديث الشريفة.
    3 - الإجماع. قال رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و سلم " لا تَجتَمِعُ أمتي عَلَى ضلالة".
    قالَ الإمامُ ابنُ الصلاحِ رحمهُ الله : " قالَ الإِمامُ ابنُ الصَلاَحِ - رحمهُ الله - :وَمَن خَالَفَ إِجمَاعَهُم ، فَعَليهِ مَافي قَولهِ تَعَالى( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)
    المصدر: انظر فتاوى ابن الصلاح (300 -) بتحقيق الددكتورقلعجي.

    و الآن نسعينُ باللهِ ونشرعُ في ذكر ما نحنُ بصددهِ.

    إجماعُ أهل العلم على كرويةِ الأرض

    الإجماع الأول:

    التعريفُ بناقله: هو شيخ الإسلام الإمام أبو العباس: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن محمد بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية الحراني ثم الدمشقي.
    و هو من أكبر علماء الإسلام على مر التاريخ و أشهرهم على الإطلاق لهُ مؤلفاتٌ كثيرة جداً منها ( مجموع الفتاوى ، التدمرية ، الحموية ، درء تعارض العقل والنقل ، العرشية ، منهاج السنة ، الواسطية ، العبودية ،وغيرها من المؤلفات المنتشرة)
    رحمهُ اللهُ و أسكنهُ فسيحَ جناتهِ.

    قالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ - رَحِمَهُ الله - : " اعلم أنّ الأرض قد اتفقوا على أنها كرية الشكل" اهـ
    المصدر : الأسماء والصفات للشيخ الإسلام ابن تيمية (2/114)

    و في مجموعِ الفتاوى :


    "سئل :عن رجلين تنازعا في " كيفية السماء والأرض " هل هما " جسمان كريان " ؟ فقال أحدهما كريان ؛ وأنكر الآخر هذه المقالة وقال : ليس لها أصل وردها فما الصواب ؟.
    فأجاب :

    السموات مستديرة عند علماء المسلمين وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء أئمة الإسلام : مثل
    1- أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي أحد الأعيان الكبار من الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد وله نحو أربعمائة مصنف .
    2 - وحكى الإجماع على ذلك الإمام أبو محمد بن حزم
    3 - وأبو الفرج بن الجوزي وروى العلماء ذلك بالأسانيد المعروفة عن الصحابة والتابعين وذكروا ذلك من كتاب الله وسنة رسوله وبسطوا القول في ذلك بالدلائل السمعية" اهـ
    المصدر: مجموع الفتاوى (6/586)

    الإجماع الثاني


    التعريفُ بناقله: هو الأمام البحر , ذو الفنون والمعارف , أبو محمد , علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الأندلسي القرطبي .
    يعتبرُ من أكابر العلماء ولهُ تنسبُ الفرقةُ الظاهرية ،

    قالوا عنه: قالَ عنهُ ابن خلكان في وفياتِ الأعيان : "كان حافظا عالما بعلوم الحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة بعد ان كان شافعي المذهب فانتقل إلى مذهب أهل الظاهر وكان متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه زاهدا في الدنيا بعد الرياسة التي كانت له ولأبيه من قبله في الوزارة وتدبي الملك متواضعا ذا فضائل وتآليف كثيرة " اهـ
    لهُ مؤلفاتٌ كثيرةٌ جداً منها ( المحلى ، الفصل في الملل والنحل ، طوق الحمامة ، الإحكام في أصول الأحكام ،الخ) و غيرها من الكتب التي عم نفعها وذاعَ صيتها

    قالَ - رحمهُ الله - في كتابِ الفصل في الملل والنحل و في بابِ ( بيان كروية الأرض) :


    مطلب بيان كروية الأرض
    نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به وذلك أنهم قالوا أن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول غير ذلك وجوابنا وبالله تعالى التوفيق أن أحد من أئمة المسلمين المستحقين لإسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها" اهـ
    المصدر: الفصل في الملل والنحل (2/ 78)

    الإجماع الثالث

    التعريفُ بناقله: هو هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري يعرفُ بإبن الجوزي.

    قالوا عنه:
    قال عنه ابن كثير: "أحد أفراد العلماء، برز في علوم كثيرة، وانفرد بها عن غيره، وجمع المصنفات الكبار والصغار نحوًا من ثلاثمائة مصنف".
    وقال عنه الذهبي: "ما علمت أن أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل".

    مؤلفاته:
    لهُ مؤلفاتٌ كثر منها ( صيد الخاطر ، زاد المسير ، لفتةُ الكبد ، المنتظم ، ذم الهوى
    ، تلبيس إبليس .. وغيرها من المؤلفات)


    قَالَ - رحمهُ اللهُ - : "لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين، أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.
    وكذلك أجمعوا على أن الأرض مثل الكرة، "
    المصدر : مقدمةٌ كتابِ المنتظم في تأريخ الملوكِ والأمم.



    و الحمدُ للهِ أولاً و آخراً


    بقلم محمد العوني من منتديات ملتقى اهل الحديث
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الآن رأيي الشخصي وتفسير لذلك


    قال تعالى (( وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4)))) سورة الانشقاق

    طيب احتمالات الارض وتطبيق الآية السابقة عليها :

    (1)- مسطحه نهائية : هنا تعارض بين الآية وبين التسطيح النهائي وذلك ان للارض نهاية سطحية حتمية في اي اتجاه شمال جنوب شرق غرب

    وبالتالي عندما نصل الى حافة الارض فأن هذه الآية تصبح غير عملية وذلك ان الله تعالى قال مدت فالارض مدت في اي مكان مسطحة في حدود نظري البسيط

    ولكـــــــــــن عندما اصل الى حافتها فكيف استطيع ان اقول مــــــــــــــــدت غريبه اليس كذلك !!!

    نعم وهذه حقيقة ومنه اننا نستطيع ان نطبق هذه الاية في داخل مربع الارض المسطحه ونقول مدت

    ولكن عند حافتها لايمكن ان نقول عن تلك الارض انها مدت اليس كذلك

    ولكن الاية واضحه وضوح الشمس واذا الارض مدت اين ؟؟؟؟؟؟؟؟

    في كل الاتجاهات اينما ذهبت ومهما بلغت سوف تبقى تقول الارض مدت شمال جنوب شرق غرب

    ولن ينتهي معك هذا المفهوم مهما تحركت وفي اي اتجاه وسوف تقول سبحان الله الذي مــــــــــــد الارض

    اذن نستنج هنا ان الآية الكريمة تتعارض مع مفهوم الارض المسطحه النهائية

    ومنه القرآن لايقصد هذا التسطيح !!!!
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نأتي الآن الى المفهوم الثاني

    وهو

    (2)- الارض المسطحه اللانهائية


    اي ان الارض مسطحة ولا نهائية وليس لها حواف بل منبسطه في كل الاتجاه بشكل افقي غير كروي

    سطح مربع لانهائي في كل الاتجاهات

    لو طبقنا الاية الكريمة هنا

    وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3)

    تمام تنطبق تماما ولكن نسينا شيئا مهما

    فهنا الآية تتعارض مع كثير من الآيات في القرآن ومنها

    قال تعالى ((وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) )) الانبياء

    اين سوف تكون هذه الافلاك والارض بسطت السطح غريب فيزياء جديدة

    وقال تعالى (( لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) يس

    لماذا لايسبق الليل النهار فمادام الارض مسطحه لانهائية فلابد ان يلتقي الليل والنهار

    ولكن هذه الاية تعارض ذلك !!!!!!!!!!!!!! اليس كلامي صحيــــــــــــــــح


    طيب لنرى الآية التالية

    قال جل شأنه ((خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) )) الزمر

    كيف يكون التكوير لليل والنهار والارض مسطحه تسطيح لانهائي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ غريب فعلا
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اخيرا نستعرض الآية السابقة

    ((واذا الارض مدت ))

    من خلال كروية الارض

    بلا نقاش ووجع راس

    انت اذا ما ذهبت في اي مكان على سطح الارض فانها سوف تكون مدوده امامك ولن تنهي

    كذلك لن يتعارض هذا المعنى وهذه الحقيقة مع الافلاك

    وهنا نعلم المغزى من قوله

    مدت او سطحت او غيره فهي اعجاز ان تسطح الارض او تمد بشكل كروي سبحان الله
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    اليمن
    المشاركات
    1,069
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    واليكم هذا الحديث الذي يبين تماما ان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بكروية الارض

    باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم صحيح مسلم جزء 2 صفحة 764

    1087 ) حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر ( قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا اسماعيل وهو ابن جعفر ) عن محمد ( وهو ابن أبي حرملة ) عن كريب
    : أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل على رمضان وأنا بالشام فرأيت الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ثم ذكر الهلال فقال متى رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته ؟ فقلت نعم ورأه الناس وصاموا وصام معاوية فقال لكنا رأيناه ليلة السبت فلا تزال نصوم حتى نكمل ثلاثين أو نراه فقلت أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه ؟ فقال لا هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

    النبي صلى الله عليه وسلم يامر كل بلد بتحري الهلال بنفسه ولايعتمد على بلد آخر

    فلو كانت الارض مسطحه لكان رؤية الهلال للكل بلا اختلاف ولما اشار النبي صلى الله عليه وسلم لكل بلد بتحري الهلال


    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

    اخوكم الاشبيلي
    أبوحسين الاشبيلي المعافري

  13. افتراضي الكون مليء بالعلاقات التي يمكن أن تغير نظرتنا للأشياء جيلا بعد جيل

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    وبعد
    الموضوع جميل ومفيد جدا
    لكن اسمح لي هناك أشياء عرفتها مؤخرا مهمة وأظن أنك لو بحثت مثلي عرفتها
    هناك معلومات تشير الى احتمال ظهور أدلة لنظريات مغايرة لما نحن عليه فدوران الليل والنهار يحتمل حركة الغلاف الجوي المسبب للنهار حول محور الارض وبالتالي دوران الارض لأن غلاف الارض الجوي والمائي مرتبط بها ارتباطا وثيقا لذا فحركة الطائرات والصواريخ وطلقات المدافع وما شابه ذلك يتحرك بنفس سرعة الأرض سواء كانت كما تم حسابها ليتعاقب الليل والنهار مع ثبات النجوم أمام محور الارض أو بسرعة أقل أو اكثر مما يفيد في اثبات حركة للنجوم كتجمع واحد له حركة قديمة ما زال يحتفظ بها لحكمة أرادها الله تماما كالنجم الذي اكتشفوا دورانه حول كوكب يأسره بجاذبية خاصة تعرف بالمد والجذر ويسمى تاوبوتيس على بعد 50 سنة ضوئية وكتلة النجم أكبر مرة ونصف في تقدير العلماء من الشمس ويدور كل 3 الى 4 أيام حول النجم
    والاحتمال الثاني هو أن حركة الليل والنهار في فلك انما هي حركة النهار الذي بوجوده ينتهي الليل وحركة النهار تنبثق من ضوء الشمس ومن مادة الهواء الذي تنكسر فيه اشعة الشمس وتتشتت فتعطي لون السماء بدرجاته وتوزع اضاءة النهار فيصير مبصرا أي سبب في أن نبصر الأشياء بضوء الشمس الغير مباشر
    فكما يوجد احتمال من معنى الآية على 3 أوجه دوران الزمن أو دوران الغلاف الجوي أو دوران الضوء نفسه وهذا يكون تابع لحركة للشمس فقط أو حركة للشمس حول ارض تدور متأثرة بحركتها ولكن بسرعة مغايرة بجانب سرعة مكتسبة منذو بدأ الخليقة تدور بها حول محورها وهذا هو المعنى المجازي المرسل في اللغة
    فيوجد احتمال بأن يكون معنى الدوران دوران الضوء على الغلاف الجوي فيتبعه تكون النهار وزوال الليل ثم التعاقب فيتكون الليل بذهاب النهار وكل هذا منسوب الى المشاهد الذي غالبا ما يحيى على الارض والقرآن والسنة تتحدث عن الغالب وهو قرار الناس على الارض وإلا فلن يكون هناك زمن ولا اتجاه ولا تشتت أشعة أصلا ليكون هناك نهار ولن يكون هناك دوران لليل والنهار إذ ستبدو الارض على أي مكان مشابه كالمريخ مثلا ثابتة للمشاهد والذي سيحتمل أن يرى التعقب مختلفًا نتيجة حركة المريخ حول محوره وحول الشمس وكذلك سائر الكواكب والمرجعيات
    فالعلم الحديث يقبل نظرية دوران الأرض رغم عدم وجود تفسير قطعي لسبب دورانها حول محورها بعلاقة رياضية تنطبق على سائر الكواكب كما تنطبق عليها في الغالب علاقة الجذب والطرد المركزي وهي باعتراف بعض الذين ناقشتهم على المنتدى الفلكي العربي الأكثر اقناعا من بين النظريات من وجهة نظر الفلكيين والفيزيائيين حتى الآن لأنهم لا يرون سببا مقنعا يفضل الأرض على غيرها إلا أن هناك احتمالا لدوران الكون حول الارض أو حركة الشمس والكواكب السيارة فقط دون النجوم حول الارض والعلم يحترم لغة الاحتمالات جدا فبها نعرف ما لم يمكن الوصول لرصده كحركة جزيئات الغاز بسرعات تحسب بقيم المتر /ث مقابل درجة الحرارة وبها نعرف كيف ينشأ الكون نظريا والى أي حال سيؤل إليه امره
    فعلى سبيل المثال هناك احتمال فلكيا أن تدور الشمس كل عام حول الارض بحيث يميل محور الارض 23.5 درجة على مستوى مدار الشمس ويتحقق بهذا جزء من تعاقب الليل والنهار يتعاقب به على القطبين بشكل متبادل الضوء كما نعلم من ظاهرة الليل الطويل والنهار الطويل هناك وينشأ الليل والنهار المعتاد من دوران الارض المغزلي كل 24 ساعة
    ويحتمل ان تنسب بعض الحركات الجديدة للأرض كالإيماء واستدارة فلك الأرض وتذبذب قطبيها بالنسبة للنجوم الشمالية العمودية على القطب والتي تستغرق 26 الف سنة في معظمها مع نسبة تقريب بسيطة الى النجوم وذلك ما وصفت به النجوم من كونه تجري تسبح في فلك لأنها جزء من الليل والنهار لأن الليل منظر السماء لفترة زمنية معينة يعقبه تغير مضاد لشكل السماء وبالتالي فالليل قد يحدث في منطقة دائرية قطرها 300 كم بين منطقة تحيط بها قطرها أكثر من 12 الف كم وذلك عند الكسوف الكلي فهي حالة خاصة من الليل تستمر 7 دقائق على الأكثر كما أن بعض النجوم تدور بشكل ثنائي وبعضها عملاق يشبه المجرات وبالتالي لو ثبت وجود نجما منها لا يدور في فلك كمثل الشمس مثلا وصفها بعض الفلكيين بأنها الوحيدة التي لا تدور مقابل نجم آخر بنظام الدوران الثنائي حول مركز مشترك أو حول الأكبر كتلة ووصفها البعض بأن نجمها المشارك معها الحركة في الكون لم يكتشف لأنه قزم أي باهت غير واضح لنا
    في هذه الحالة سيلزم وجود مدارا له ولن يوجد الا بنسبة المدار للأرض حيث احتمال انفرادها بالحياة كبير للغاية ويكاد يكون منتهي لأن الرسول قد بعث رحمة للعالمين وقد عاش ومات على الأرض ولم يثبت أن في القيامة سيحاسب غير الثقلين فدل على ان العاقلين المكلفين هم الانس والجن والملائكة تحيى في السماوات وعلى الأرض كالكرام الكاتبين ويدعم هذا علميا بحثا لوكالة ناسا أو تحت دعمها المالي أثبت وجود 300 سديم من أشباه النجوم على نفس البعد من الأرض من عدة اتجاه مختلفة فراغيا حول الأرض كما تعرف الأشعة الكونية او الخلفية الاشعاعية بأنها أشعة ثابتة التردد تأتي من الكون الى الأرض بنفس القدر من التردد في كل جهات الكرة الأرضية حتى القطبين وهذا مع ما القدر الذي اشتركت فيه الكتب السماوية يدل على أهمية الأرض التي سبق خلقها خلق السماوات والنجوم ولعل السبب في التقدير الكبير لعمر الارض وبعد النجوم يرجع الى افتراض ثبات معدلات اشعاع المواد المشعة كالكربون المشع طوال بلايين السنين كما نجده طوال بضعة سنين في المعمل وكذلك ثبات سرعة الضوء في الفراغ والواقع أن هذا أمر نظري كان لابد منه لتستمر الأبحاث العلمية لأنه فرضية مقبولة ولكن حديثا تم اثبات وجود تغير لسرعة الضوء بالزيادة والنقص والنقص أكثر قيمة في التغير عند امرار الضوء في وسط بارد من الغازات او الماء أو أبخرة بعض العناصر التي تقلل سرعته كالصوديوم أو تتزيده بنسبة قليلة كالسيزيزوم كما أن جاذبية المادة تختلف تبعا لكتلة التجمع التي تتوجد في الجزيئات وبالتالي فجسيمات ألف وبيتا وجاما ستتأثر سرعة انطلاقها من الكبرون المشع وتقل بسبب وجودها في صخور وجبال الأرض الأمر الذي لا يحدث لكتلة صغيرة في المعمل وقد أثبتت الابحاث النظرية لكلفن أن الكرة المنصهرة كالأرض ستبرد بمعدلات تعطي قيمة لتبريد الكرة الأرضية بمعنى التنبؤ بمعدل تبريد الأرض للوصول الى ما هي عليه بعدما كانت ذات سطح منصهر يقدر بـ400 مليون سنة فقط ثم اكتشفوا فكرة الكربون المشع اي الساعة الذرية ثم زاد عمر الارض من 4.5 ألف مليون سنة كما اكتشفوا بتقنية الساعة الذرية حديثا الى 6000 مليون سنة نظرا لتطبيق ذلك على أقدم صخور الجبال التي أمكنهم التوصل اليها على الأرض حتى أن احد الباحثين في مجال الاعجاز تحدث عن الزمن وعلاقته بستة أيام لخلق الكون نظرا لأن اليوم لغة الزمن أو المرحلة الزمنية وقد تكون أكبر من ألف سنة أو أقل فاليوم عند قيام الساعة سيكون تقديره 50 الف سنة من يام وسنين ارضنا
    وكان لأحد المقترحين رأيا يخص تساوي زمن وصول الضوء من ابعد النجوم الينا وعمر الكون أي 12 الى 14 مليار سنة أخذا بنظرية الانفجار العظيم والتي عدلت اليوم بنظرية الكون المنتفخ وذلك لأننا وفق ما اقترح هذا العضو باحد المنتديات لو وافقنا على هذا العدد فسوف نضرب كل يوم من خمسين ألف سنة × ألف سنة أي 360 ألف يوم
    وبالتالي سيكون الرقم قريب من 14 مليار سنة لكن وكالة ناسا أعلنت أنهم رصدو نجوما تقدر أبعادها عنا بـ 30 مليار سنة مما حفز علماء معجل الجسيمات العملاق على اجراء تجاربهم التي يحطموا فيها الذرة ليعرفوا أدق أدق مكوناتها التي يحتمل أن تكون أصغر من جسيماتها المعروفة لنا أضعافا مضاعفة فهي ترصد بتكلفة 11 مليار يورو مساحة أصغر مليار مرة من الذرة على حد قولهم
    فعليه فإن نظرية الكون المنتفخ تقول ان الكون انتفخ متمددا بعد الانفجار أو أنه انتفخ ثم ارتفعت حرارته بشدة ثم تفتت المهم أنه انبثق لعدة نطاقات كروية كالفقاعات الكبيرة كل منها يشكل كونا وقالوا أن تلك النجوم البعيدة الجديدة الأقدم عمرا منا بفرض تساوي الزمن والمكان وفق نظرية الانفجار وبناء فرضية أن الانفجار لم يزد عن سرعة الضوء لن البعض قال باحتمال زيادتها عن ذلك ضعفين او ثلاثة إنما هي جزءا من نطاقا أقدم من الكون المليء بالنطاقات التي ربما يكون بعضها اكثر ضخامة أو ضألة من نطاق عالمنا المرصود اليوم
    هذا من الناحية النظرية للفلك
    أما التجريبية فقد حاول كليميني الباحث الألماني في بدايات القرن التاسع عشر اثبات دوران الارض فقام بإلقاء أثقالا مرة من برج ارتفاعه 67 متر ومرة في بعض الآبار عمقها 158.5 متر ولاحظ انحراف الجسم بمعدلات قلت وزادت بعضها يقال أنه كان 4 مليمتر للشرق وبعضها قال أنه 28.3 مم للشرق ولعل خطأ مطبعيا وأنها 8.3 مم للشرق والاساس النظري لهذا الانحراف عند السقوط الحر للشرق هو أن السرعة الخطية للجسم تزيد بالبعد عن مركز الارض لأنه لو كانت الارض تدور يدور بسرعتها حول مركزها وبالبعد عنه تتسع الدائرة التي يتحرك فيها مع ثبات الزمن 24 ساعة وبالتالي فتلك الزيادة تظهر حينما ينتقل من تلك المرجعية الى مرجعية أقل سرعة فتظهر للناظر في صورة انحراف للشرق قليل يزيد بالقرب من خط الاستواء ويقل بالبعد عنه حتى ينعدم عند القطب
    لكن يعاب على ذلك أن السرعة الخطية قد تتحول الى تسارع اكبر لأن السرعة الزاوية واحدة وهي قيمة الدرجات التي يقطعها الجسم من 360 درجة حول نقطة ما وهي مركز الارض هنا منسوبة لزمن حدوث ذلك
    وبالتالي تزداد عجلة سقوطه بنسبة توزيع الزيادة في السرعة الخطية على الزمن أو تضاف تلك السرعة الى السرعة النهائية التي يكتسبها الجسم
    كما ان قيم التجربتين مختلفة فليس لها معدل يطابق الاساس النظري الا في تجربة البرج ومع هذا يحتمل تأثرها بسرعة الرياح مهما كان ثقل الكتلة الملقاة لأن الهواء يقاوم الكتلة الكبر حجما بمربع القيمة التي يقاوم بها الكتلة الأصغرحجما وهذا ما يفسر تساوي معدلات تسارع اللجسام عند نفس الارتفاع بغض النظر عن كتلتها حتى أن القمر الصناعي الذي يدور حول الأرض لو التحم به أي جسم أو قلت كتلته لا تتغير سرعته لأن كتلته تحذف في معادلتي الطرد المركزي والجذب العام لأن كلاهما في البسط من المعادلة فالعامل المحدد للدوران هو كتلة المركز كالأرض مثلا في حالة دوران القمر والبعد ويمكن دوران قمر صناعي بسرعة القمر الارضي نظريا حول الارض وعلى نفس البعد لأن العبرة بإمكانية وضع القمر الصناعي او أي كتلة على هذا البعد وبتلك السرعة وعليه فيمكن لأي كتلة لو توفرت القوة المناسبة ان تدور حول أخرى وهذا السر في قبول العلم لما ظهر بالمراصد من دوران النجم حول كوكب تابوتيس
    التجربة الثانية تجربة فوكو وهي مشروحة من قتيبة في المنتدى فلا داعي لذكرها
    وان كانت تتعارض نظريا لغير المدقق والمتخصص مع القصور الذاتي للطائرات لأن الطائرة وكل شيء على الأرض أو يدور حولها يدور بسرعتها حول الشمس وحول محورها وحول المجرة وبعيدا عن المجرات الخرى في حركة تباعدية توجد بعض امؤشرات تؤيدها والبعض الآخر يعارضها لكنه أقل حجة نسبيا وهو ما تقرأه عن الفلكي البارز هالتون آرب ضد نظرية الانفجار العظيم أو بالتحديد ضد فكرة تباعد النجوم بصورة تتناسب طرديا مع كتلها وابعادها فكلما كانت ابعد أو كانت المجرة أكبر كان تباعدها اكثر نظرا لزيادة الطيف الأحمر في أطيافها عند تحليل الضوء المنبعث من النجم أو المجرة و السديم وهي مبنية على فكرة دوبلر التي تدل على ن الضوء الذي يبدو أضعف يدل على نجم أو مصدر يبتعد والعكس وبه يعرف دوران نجم حول آخر
    فتجربة فوكو رغم عبقريتها وتجنبها اشكاليات واجهت الباحث الألماني من قبله إلا أنه لا يمكن تفسيرها نظريا لأن القصور الذاتي كما قرأت على مصدر اجنبي ليس هو السبب وإلا لكفى الطائرة المروحية التحليق الرأسي لتدور حول العالم بسرعة 464 متر /ث
    وغنما أرجعوا ذلك الى سرعة تشبه سرعة الرياح موجودة في جزيئات الهواء ولأن الهواء لا يرتبط بسطح الأرض مثل ارتباط المبنى المعلق به الثقل عن طريق السيلك الطويل فإن تلك الحركة المغايرة عند دوران الرض تظهر مع الزمن الطويل على الثقل فينحرف
    وللأمانة العلمية فوكو لي علق الثقل ليتذبذب من جهة الشرق الى الغرب وليس من الجنوب الى الشمال مما يعرضه لتأثيرات الاجواء المختفة حيث تنتقل سرعة الرياح القطبية الجنوبية والشمالية في نصفي الكرة الأرضية الى جميع انحاء الأرض تماما كما تنتقل أشعة الشمس وموجات الراديو والاتصال ولكن بفرض تجنبها تماما بإظلام المكان وعزله بعدة مستويات من العزل كما يحخدث في النفاعلات النووية والمخلفات الذرية
    فإنه يبقى حركة الصهارة الأرضية حيث تتحرك بكتل كبيرة في صدوع بما يشبه الدم في الأوعية وبالتالي فيكون لها نصيبا من الجاذبية لأنها جزء من كتلة الأرض وتغير من وضع البندول و لاينكر حركة صهارة الارض بشكل يشمل محيطها ككل أحد خاصة مع تاثيرات المجال المغناطيسي الذي يؤثر على سيلك الفولاذ بل وعلى المعادن غير الحديد بمقادير بسيطة
    يضاف الى ذلك أنه لا توجد علاقة مباشرة بين سرعة دوران الارض الخطية على مدار العرض المار بموقع التجربة وبين زمن تغير وضع البندول بدليل تفاوت الأزمنة بين مصر وهولندا و فرنسا بشكل غير موافق لمدارات العرض وسرعات الارض الخطية عند كل منها
    ثم يبقى سرعة لم توضع في الحسبان رغم أهميتها
    سرعة الدوران حول الشمس مع التسارع
    فالأرض تتسارع بمعدل متوسط 0.03 مليمتر /ث لكل ثانية في مدارها حول الشمس وفق قوانين كبلر التي لو طبقت على الأرض بإعتبارها كوكبا مجردا دون اي امتيازات تميزه من الخالق عز وجل كما ميزها بالماء مثلا وتوزيع الحرارة بما يحفظ حياة البشر والكائنات التي انفردت بها دون غيرها وكمية الماء لها علاقة وثيقة بمناخ الارض وتتابع تعاقب الليل والنهار على دوائر العرض كل 6 اشهر وعلى خطوط الطول كل 24 ساعة له دور في ثبات الغلاف الجوي ودرجات الحرارة لفترات طويلة دون تقلبات مفجئة بجانب النبات والأشجار التي عمت الارض لنتظم الاكسجين وثاني اكسيد الكربون الذين لهما دور في الكسدة وضبط درجة حرارة الأرض
    فالشاهد انه لو كانت تلك الحركة نابعة من سرعة الارض المنتظمة حول محورها فقط فإنها ستظهر من باب أولى في حال سرعتها حول الشمس وتتكرر بشكل معكوس ليلا ونهار وصيفا وشتاءا
    بل لو قمنا بتضخيم البندول ليتعدى طوله 150 متر أي 1 الى مليار من بعد الشمس لظهر شيئا من نظير تلك التغيرات للبندول بحيث تغير من قيم تذبذبه بشكل يلحظه العلماء عند أوقات معينة من اليوم والسنة وتتكرر بصفة دورية
    وهذا ما دفعني للتفكير في وضع ثقلا على كفة ميزان الكتروني مثبت قاعدته مع الأرض تماما ثم نحسب وزن الجسم ونتركه على الميزان في وقتين من اليوم بينهما 12 ساعة يحدث تسارع للأرض صيفا وتباطيء شتاءا وأدنى قيمة أي متوسطها بحساب سرعة الأرض القصوى حول الشمس والدنيا هي 0.03 مم /ث تقريبا
    وهي قيمة تقابل عجلة اجاذبية بالمليمترات تقدر بحوالي 327000 الى 1 أي حوالي 3 مليجرام لكل كجم على الميزان
    وتوجد موازين تقيس تلك القيم الصغيرة ومتوفرة وأنا على وشك القيام بهذه التجربة لدى أحد اصدقائي العاملين في نطاق بحثي للدولة وأخبرني بتلك الحدود في موازين تابعة لهيئته تقيس من ثقل كجم وحتى مليجرام وأخبرت أن هناك ما يقيس ميكرو جرام لعله يخص الأوزان المشعة كما أخبرني صديق آخر مدرسا بدرجة معيد بكلية الهندسة القاهرة وخريج علوم القاهرة ومطلع على أبحاث عدة أجنبية وله صداقات لمعيدين وحاصلين على ماجيستير ودكتوراة مصريين يعملون بالخارج ويشهد لهم الغرب بالنبوغ والتميز في مجال التدريس ومع هذا أخبرني بوجود فكرتين مطروحتين على الساحة تخص الارض أحدهما يتبناها المؤمنين بالكتاب المقدس وهم فيزيائيين مثل نيفيل جونز بجامعة انجلترا كما أخبرني ووجدت ذلك على منتدى فيزيائي عربي أن الطرد المركزي ليس قوة لها وجود وإنما هي قيمة رياضية تستنتج من حدوث اتزان لكتلة تدور حول أخرى لأن الذي نشعر به على الأرض من طرد مركزي ويستخدم في تطبيقات واسعة كمثل فرز العسل عن الشمع ومثل فصل القشدة عن اللبن هي قوة القصور الذاتي تنتج عن تحول مفاجيء في حالة الجسم الذي يدور من السكون الى الحركة ليأخذ قيم من السرعة كبيرة في زمن قصير وهذا ما يحدث دون دوران في ما يعرف بـ (خض) اللبن لفصل الزبد عنه عملية متتابعة من السكون والحركة بعجلة كبيرة نسبيا ومع طول زمن العملية وتكرارها ينتج الزبد معزولا عن اللبن أنا أذكر تلك المثلة لني درست في كلية الزراعة وهذا لا يمنع أني حصلت على الدرجة النهائية في امتحان الكيمياء بالثانوية العامة عام 1998 كما درست رياضيات 2 بفروعها من جبر وتفاضل وتكامل واستاتيكا علم السواكن وديناميكا علم المتحركات وجبر وهندسة فراغية لكن لظروف مرضية وطول منهج الفيزياء لدرجة جعلت البعض يحول في المرحلة الثانية من الثانية العامة الى مجال أدبي بدلا من علمي خوفا من ضياعه عند التنسيق جعلني هذا يقل مجموعي العام من 90.5 % في المرحلة الأولى من الثانوية العامة الى 71 % فكان المجوع الكلي 81.5 % كما درست الاحياء والاقتصاد والاحصاء وعلم النفس والاجتماع وقرأت كتب في نشأة العلم وتطوره لغير عرب ولغير مسلمين وابحاثا وكتب في الفلك لكبار المعنيين في العلوم والفك كمثل دكتور زين الدين متولي رئيس قسم الفلك والارصاد الجوية في كتابه الفلك عند العرب والمسلمين من جزئين عام 1997 طبعة مهرجان القراءة للجميع واشتركت في منتديات فلكية وجغرافية وفيزيائية واسلامية متخصصة وعرض أفكاري فيما يخص الفلك على دعاة ومهتمين بالاعجاز كمثل الدكتور سمير تقي الدين وإن كنت انتظر رده النهائي على أفكاري التي تتزايد وتقنح حينا بعد حين
    وقد انتهيت لهمية تلك التجربة واما الثانية
    فهي عبارة عن ثقل مزود بجهاز صغير يولد حزمة من شعاع الليزر يتم تعليقهما في سيلك مرن غير معدني لتجنب تأثيرات مجال الارض المغناطيسي وطوله 1 متر لتجنب التمدد مع الزمن ويتم عزل الوسط في مبنى داخل مبنى بينهما مسافة من الهواء للعزل الحراري واشياء أخرى يمن عملها لتجنب تأثيرات حركة جزيئات الهواء المتأثرة بالحركات المختلفة للرياح التي تنتقل الى داخل المباني في صورة ضعيفة تظهر على اجسام المعلقة في أسلاك طويلة نسبيا
    فكرة التجربة أو الأساس النظري هو توليد شعاع الليزر بحيث يسقط من ارتفاع غير طول السيلك قدره 100 متر
    لماذا ؟؟
    لأن هذا يكبر الضلع المقابل للزاوية التي تنشأ من أي اهتزاز للثقل يمنا او يسارا ولو بمعدل تسارع الارض المقدر بـ 0.03 مم /ث
    حيث سيكبر الى 3 مليمتر في وقتين من اليوم بينهما 12 ساعة على خط الاستواء أو على القطب فعند استقبال ضوء الليزر الساقط على ورق مدرج بوحدات المليمتر ويا حبذا لو كان من شاشة متصلة بحاسوب يقيس أدق التغيرات ويسجلها ويحللها ويحولها الى نتائج تعطي صورة عن معدل تغير سرعة الارض في كل ساعة من اليوم
    فعدم حدوث تغير يدل على شيئا من اثنين
    أن جاذبية الأرض انتقلت من مركز الارض بسرعة اكبر من سرعة الضوء آلاف المرات الى الثقل فجعلته يتحرك بنفس سرعة السقف المعلق فيه السيلك بفروق ضئيلة أصغر عشرات المرات من القيم السابق ذكرها ويمن تكبير الأبعاد لاختبار ذلك
    الثاني أن الارض لا تدور حول الشمس بل حول نفسها فقط وأن الشمس ليست عملاقا يمتنع من الدوران حول غيره بل اأكسبه المولى سرعة يدور بها حول الارض وعندها ستتغير قيم كتلة مركز المجرة وتتلاشى فكرة الثقب الاسود الموجود في قلب المرجة والذي تبلغ كثافة مادته 250 مليار طن لكل سنتيمتر مكعب
    وهي كثافة خيالية ولم يثبت الى اليوم وجود تلك الثقوب ذات الجاذبية العملاقة وانما انسحاب الالكترنات من بعض النجوم لنقطة في الفراغ هو لتجاذب مغناطيسي لا كتلي وهذا يظهر في الكهرباء لساكن بمجرد الاحتكاك بين بعض المواد بل بعض النجوم تجذب النجوم القريبة منها وبالتالي فتلك الجسيمات التي يظن أنها الكترونات قد تكون أيونات لبعض العناصر انتقلت لكواكب عملاقة أو نجوم مستترة خلف كواكب ثابتة بطيئة الدوران حول نجومها او في حيز لا تدور فيه حول غيرها مما يجعلها تحجب ضوء النجم القريب من نجوم اخرى أكثر مما نظن فيجذب بعض مادة سطحها وهذا يدل ايضا على صغر أبعاد الكون عما نظن إذ أن حدود كتلة النجم قد تكون مختلفة عن الفرضيات التي جعلت اصغر النجوم اكبر 75 مرة من المشترى كتلة والمشترى رغم كبره 15 ضعف الارض حجما لكن تقدر كتلته بـ318 ضعف الارض والشمس تفوقه حجما 7 مرات تقريبا لكن تفوقه كتلة 1000 مرة وكله تقديرات بدليل وجود كواكب مشتعلة عملاقة ونجوم باهتة صغيرة واكتشاف هذا النجم الذي يدور حول كوكب والذي قد يكون راجعا الى كونه أقل كتلة ولكن اكثر سطوعا وحجما المر الذي قد يتكررفي الشمس والارض يدعم ذلك الاحتمال اكتشاف نجمين يقعان في مركز لمداري كوكبين يدوران حولهم كما يدور كوكبي الزهرة وعطارد حول الشمس فالنجمان يشبهان نجما واحدا في جذب الكوكبين لهما ليدورا معا في مدارين حولهما في شكل عجيب فريد من نوعه الأغرب
    اكتشاف كوكب لا يدور مغزليا حول محوره بينما يدور فقط حول نجم قريب وبالمناسبة هوالكوكب المرشح الآن لتكون حرارته 12 درجة لكنه يبعد 20 سنة ضوئية وكتب عنه نادر جنيد المدير العام في منتدى الموسوعة الجغرافية بساحة الجغرافيا الفلكية وهو مندى سوري
    وبالتالي يكون عندنا من نماذج الدوران كل الاحتمالات تقريبا
    كوكب حول نجم
    ونجم حول نجم
    وكوكب حول نجمين
    ونجم حول كوكب
    وكوكب لا يدور حول نفسه بينما يدور كل 31 يوم حول نجم
    ونجوم ثنائية وثلاية تدور حول نقطة تقع بينهما او بينهم
    ويبقى احتمال دوران نجم حول كوكب مع دوران كواكب غي هذا الكوكب حوله
    وهذا عجيب لكن يمكن أن ينتج من ثبات الارض بقوة أوجدها الله لتصير قرارا لعلها لكونها في وسط الكون فتساوي بعد السماوات عنها مع كتلة السماوات لانها مادة وكتلة يجعل موقعها هو مركز ثقل كتلة السماوات السبع وهو مع اتساع السماء يمثل جاذبية عملاقة تكفي لتدور الكتل القريبة حول الارض
    وينبغي أن نعلم أن الأدق أن نجري نفس اللتجارب التي نستدل بها على حركات الارض وقيمة عجلة السقوط الحر عليها (والتي قد أرجعها بعض الفيزيائيين كمحمد النشائي الى تأثير الضغط الجوي قلت ويضاف اليه تأثير الاشعة الكونية ويرجع انجذاب الهواء للأرض الى شحنتين تنشأ فيهما وضغط الاشعة الكونية والشمس والقمر وذرات الهيدروجين والليثيوم المنبعث من الشمس والرياح الشمسية والقصور الذاتي لعدم وجود قوة تبعده عن الارض ) ونجري نفس التجارب على أسطح الكواكب ويمكن ذلك بهبوط مركبات خاصة تتمتع بقدر من الاستقرار وأكبر الحجم بحيث تجرى بها نفس التجارب للتاكد من قيم الجاذبية والسرعات ونهمل تماما أثر حركة المكونات الداخلية المتحركة في الأرض
    كان هذا عرضا لبعض أفكاري لأبين أن تحيزنا لنظرية مركزية الشمس والمجرة ناشيء عن سيادتها على غيرها من النظريات وهذا بفرض ان الخالق عز وجل لم يتدخل ليغير بعض قوانين الفيزياء على الارض والشمس والقمر
    أما لو كان تدخل فستتوقف على تلك الجرام الثلاثة فقط وتسري على غيرها وذلك يوافق نتائج التجارب التي يبدوا أنها ستعطي قيما سلبيا ولذلك فنحن نؤمن بنظرية ثبت بعضها ولم يثبت بعضها الآخر بشكل نهائي
    وذلك التوافق الذي سبق وأن أشرت اليه في ذلك الموضوع من مميزات القرآن والسنة فحسب
    خاصة مع نماذج من الاعجاز والتوافق توجد بشكل ملحوظ ومتكاثر في القرن والسنة كمثل الحاجز بين البحرين وتطور الجنين وعدد مفاصل الانسان وعجب الذَنَب وتبديل الجلد بغير الجلد ليذوقوا العذاب في النار وغير ذلك كثير
    وأما الأحاديث المتعلقة بسجود الشمس فهي تحتمل هيئة تخصها او تخص آخر مدى ضوءها تماما كسجود الظلال وبينت ذلك في مشاركتي عن بندول فوكو لي لقتيبة
    واما ما يتعلق بباب التوبة فهناك رأي أن المغرب هناك هو الشام
    وهذا غير طلوع الشمس من مغربها فالمغرب مقصود به الغرب الأساسي للأرض عند خط الاستواء لأن المشرقين والمغربين هما مشرق ومغرب الصيف ومشرق ومغرب الشتاء وذلك معروف من لدن القدماء من المصريين والبابليين والشاميين والصينيين والهنود ويحدث مثل ذلك للقمر تماما ولكن كل 14 يوم بدلا من 6 أشهر كما يحدث للشمس وقيل أن رب المشارق تعني ما بين المشرقي والمغارب ما بين المغربين وقيل مشارق النجوم ومغاربها كما للقمر مطلع ومغرب وللكواكب والتجمعات النجمية التي تفنن العرب في تسميتها وذكرها في أشعارهم في حلهم وترحالهم
    وحديث البيت المعمور فوقيته بفرض قبول تحسين الالباني تعني في وقت معين من اليوم لأن خط عرض مكة تحته تماما فليس معنى أني مصري أني لا أترك مصر بل قد اتركها ثم اعود لها ولو تكرر ذلك وتنقلت بين عدة بلدان لكني أعود لمصر بالتناوب كما يحتمل أن تكون للسماء حركة حول الارض قال بذلك دكتور زغلول النجار وسجلته له على جهازي
    قال كل شيء يجري ولكن لا نشعر بذلك ومن يشعر بحركة السماوات وهذا لنه يخذ بحديث اذا سقط سقط عليه في السلسلةالصحيحة وهو حسن وحديث إن هذا الحرم أو هذا البيت حرما مناءا لسبع أراضين وسبع سماوات أي على استقامة واحدة مع ما يقابله من سبع أرضين متصلة وسبع سماوات منفصلة طباقا

    هذه آرائي ولا ألزم بها احدا وابغي توخي الحذر عند التحدث بنظرية دوران الارض رغم أنها منطقية رياضيا ولكن ليس كل منطقي رياضيا يثبت وجوده لأن التجربة هي الأكثر مصداقية في عالم الطبيعة الفيزياء كما ذكرت
    وهناك شيئا يدل على أن الشمس والقمر والارض متمثلة في الليل والنهار بكل معانيه المجازية من آيات ومعجزات الله وليس لها تفسير في العلم قوي يطبق على غيره من الاجرام
    الأول أن طول اليوم ثابت لمليون سنة تقريبا وهو عمر الاشجار وصخور الحفريات التي وجدوا تخص البشر وبعضها يقال أنه 4 مليون سنة ومن المعلوم أن آدم خلق في اليوم السابع وهي أيام كايامنا ولكن قد يكون يوم الجمعة اطول بحيث يخلق الجن ويعيشوا فترة قبل آدم ولعل استفسار الملائكة عن الافساد راجع لعلم كان عندهم وتوقع لقولهم لا علم لنا إلا ما علمتنا وقيل أن ابليس أبو الجن كما آدم ابو البشر وقيل بل هو من الجان الذي تناسلوا وكان شديد العبادة حتى رفع للسماء لأنه تكبر وتناسل فكان منه الجن أي الشياطين والعبرة بالكليات لا بالجزئيات في مثل تلك الامور الغيبية كمثل عدد أصحاب الكهف تحديدا لا يهم كثيرا في الايمان
    الشيء الثاني أن اليوم يحتمل كونه بألف سنة ويحتمل خلق مادة الكون جميعها قبل ملايين النسين ثم تركها الخالق ثم خلق منها الارض في 4 أيام على مراحل هي التربة ثم الجبال ثم الاشجار وبارك فيها وارسى جبالها بعدما كانت تتحرك فوق الأرض ثم خلق المكروه ولعله الظلام أي خاصية في المادة تجعله يمتص الضوء ولا يعكسه ويحتمل أن يكون النار لأنها وصفت بأنها عدو لخاصية الاحراق ففي السنة المر بإطفاء المصابيح قبل النوم خشية ذلك أي التي تعمل بالزيت والوقود المحترق كالشمعة مثلا وقودها البرافين مع مادة من القطن لتنظيم معدل الاحتراق ثم خلق النور لذا قال وجعل الظلمات والنور ويعرف اليوم في الفيزياء الاشعاع المفقود من الجسم بعد زوال الاضاءة أو انخفاضها بإشعاع الجسم السود وهو أقل قدر من الفوتونات تنبعث منه لحرارة سطحه وتستخدم نظرات الرؤية الليلية لذلك كما في المجالات العسكرية
    ثم خلق بعد النور السموات وكان جزءا من زمن خلقها في يوم خلق النور وأوحى في كل سماء أمرها وزين السماء الدنيا جهتنا بمصابيح وحفظا قال السعدي وقد يكون بعض النجوم فوق السماوات لأنها شفافة ولا يشترط أن يكون المزين به جزء من المزين (قلت في هذه الحالة بالذات ) وذلك في تفسيره لسورة الملك
    كما أن الحفاظ على أبعاد الكواكب والنجوم وعدم امكانية عمل نماذج صغير ة تشابه الكواكب والاقمار في الدوران في الفضاء ولا في المعمل يدل على حفاظ الله على السماء فلو تركها لسقطت على الارض ولو لم يمسك المادة بجزيئاتها المتراصة في صفوف وتوزيع بلوري مدهش خاصة في النجوم لأن معدلات الانفجار للحرارة والضغط تكفي للإنفجار في فراغ الكون وهذا لا يحدث إلا بإذن الله فمادة الشمس كثافتها ليس 6 طن لكل متر مكعب كالارض بل 20 ألف طن لكل متر مكعب أكثر من كثافة الحديد أكثر من 2700 مرة
    فالذرة والجزيء والبلورات متماسكة وبعد تبخرها تعاود التكثف مرة أخرى بمجرد فقد تلك الحرارة التي بخرتها والنجوم والمجرات متراصة كذلك فالله يمسك السماوات والأرض ان تزولا ويمسكها ان تقع على الأرض وبذلك تكون هناك قوة جاذبة لكل ما حولنا نحو الارض ولكن لا يظهر الا بعضها
    فدوران الاجرام لا يحدث لقوة تنشأ بالدوران فهذا لا يمن محاكاته الا عند احتكاك بجزيئات وسط محيط بمركز الدوران ومنتشر حوله بكثافة كالهواء والماء ومع وجود تسارع ومع وجود انجذاب ناحية الارض لذا فالمغناطيس يفقد قدرته على الجذب لجسم منجذب له عندما يدور بسرعة كبيرة من السكون في زمن قصير للغاية وعندما توجد قوة تشد المعدن المنجذب له بقوة بعيدا عنه وهي الوزن ولا يوجد أي شيء من هذا في الفضاء الا بمعدلات يسيرة مما يدل على دوران للمادة حول الكوكب أو النجم تساعد على اكساب اتزانا في مدارا حول الجرم ينسجم مع حركتها لذا فلو تم اختيار البعد المناسب امكن لي كتلة الدوران وبهذا تصير الجاذبية ذات تأثير ضعيف لا يذكر أو يسير انسجام الاجرام الكبيرة أمرا خاصا بينما القوانين المستنبطة منها لا توافق الا كتل صغيرة نسبيا كالصواريخ والقمار الصناعية والنيازك والكويكبات وهذا ما يجعل لقدرة الله دخلا واضحا في ذلك
    http://www.google.com.eg/url?sa=t&so...XXJAPRT4JWKdjA
    بحساب بعد كل من 384 شبه نجم في قاع الكون خارج نطاق المجرات منتظمة في 57 مجموعة، وجد أن هذه المجموعات تغلف الأرض تغليفا كروي، وعليه فلا بد أن تكون الأرض في المركز الهندسي للكون !
    المصدر
    http://saidjamous.jeeran.com/archive/2008/6/602735.html
    وهذا الكلام نشر على المنتدى الفلكي العربي
    في موضوع من موضوعات الصعود للقمر
    وهذا آخرها وأهمها
    http://www.jas.org.jo/forum/viewtopic.php?f=73&t=2656
    وآخر ما كتب فيه ما يلي

    http://dvd4arab.maktoob.com/showthread.php?t=395987
    فيبقى ان تراجعوا المقاطع التالية ويفضل تحميلها لسهولة العرض

    http://www.youtube.com/watch?v=ZbcTJz55xYM
    http://www.youtube.com/watch?v=gRljrOIt3Lc
    http://www.youtube.com/watch?v=MwEDnZHKIkk
    وهذا لينك آخر مهم http://qasweb.org/qasforum/index.php?showtopic=9124


    نعود لحديثنا فأقول وبالله التوفيق
    وذلك كله يوافق القرآن والسنة والعلم فسيناريو الخلق وتطور كائناته ليس نظري على طريقة علماء البيولوجي والفيزياء النظرية لأن الله لم يشهدهم خلق السماوات ولا الأرض ولا خلق أنفسهم وتنوع الكائنات وأشكال تكاثرها وحياتها وتجدد أنسجتها ونموها وبيئاتها وانقراض بعضها وسيادة بعضها كل ذلك في وقت واحد وعلى الارض فقط لا يدل على عنصر الزمن والمصادفات بل على تدخل بعناية ليتم ذلك وما زال بدليل السلالات التي تظهر من البكتريا مثلا فتقاوم المضادات الحيوية التي كانت تفتك بسلالتها الأم وهذا يشبه قطة شرودنجر فاحتمال أن تكون القطة حية 50 % واحتمال أن تكون ميتة 50 % فهي حية وميتة في نفس الوقت رياضيا لكنها فيزيائيا إما حية أو ميتة إذ لا يمكن اجتماع النقيضين معا وبنفس النسبة وهي لمن لا يعرفها قطة توجد داخل صندوق مغلق تماما يتدلى منه حبل به علبة بها غاز سام وبجواره مطرقة لها طرف مدبب أو أن العلبة مضغوط الغاز بها لدرجة لو تصادم به أي كتلة لانفجر ولننا في أول ثلاث ثانيتين وعلى بعد لا نسمع فيه صوت ولا نرى فيه ضوء لا يمكن أن نعبر عن تلك المسألة علميا الا بالإحتمالات السابقة
    الأمر الأقوى الذي يثبت حركة الشمس قديما ومستقبلا بشكل مفاجيء ليتغير طول اليوم واتجاه شروق الشمس وليس حركة الارض فقط هو حديث يوشع بن نون عند دخوله القدس أول مرة فقد رد الله الشمس أو أوقف حركتها أو جعلها أبطيء وهذا لم يترتب عليه أي زلزلة او ارتفاع منسوب الماء في البحار وهي قريبة ولا المحيطات اذ أن القصور الذاتي للمياه كبير فكمية تحركها تظل معها بعد لحظة تغير سرعة الليل والنهار فلو كان ذلك ناتج عن تغير سرعة الارض فقط او الشمس فقط لحدث ذلك الاغراق خاصة مع قرب نسبي لفلسطين من البحر المتوسط والأحمر مع انخفاض مستوى التربة فهي ليست منطقة جبلية كجنوب سيناء مثلا
    نفس الأمر سيتكرر وليس من قبيل المعجزة بل الفتنة في زمان الدجال
    ستتغير سرعة تعاقب الليل والنهار من مرة كل يوم الى مرة كل سنة ثم تتحول الى مرة كل شهر ثم تتحول الى مرة كل اسبوع ثم تعود لطبيعتها
    وهذا يحدث قصورا ذاتيا أكبر حتى أن احد المهندسين تخيل أساسا نظريا رائعا حقا يفسر لماذا الأرض تدور حول الشمس بوضع مائل لنه أخطأ عندما عممه قائلا وإن النواة الهيدروجينية أي كالشمس الصغيرة داخل الأرض عندما تتحول مادتها كلها نوويا الى هيليوم تتوقف الارض فجاءة لتغرق المياه كل اليابسة وتكحت أماج المحيطات سطح اليابسة فتجعله صعيدا زلقا
    من قوة اندفاع الارض وذلك على منتدى موقع فجر الغد أو الفجر
    فقلت له كيف يحدث ذلك وسوف تستمر الحياة بل وستعود لطبيعتها وتتعاقب الأجيال الى قيام الساعة فجاءة على أناس من شرار الخلق تماما كعبدة القبور والمغالين في من دفن فيها
    بل وستخرج الدابة على إثر ذلك أو قبيله مباشرة تكلم الناس
    وهذا في سورة النمل وهي الآياة التي سبقت آيات آخر السورة التي قال في شأنها الامام الشنقيطي العلامة المعاصر في أضواء البيان أن آية مر الجبال تعني بعد فزع من في السماوات ومن في الأرض وغتيانه له داخرين بدليل واو العطف اول الآية وكذلك فاء العطف في الآية السابقة لها الدالة على السببية والنتيجة بعد نفخ الصور نفخة واحدة فهل نتصور قوة تدك الارض بعد حملها والجبال دكة واحدة
    أو مر السحاب وأن السحاب حركته غير ذاتية فيجاب عليه مع قبول الراي الآخر لأنه مقبول أيضا ومحتمل فألفاظ القرآن توافق الآخرة والدنيا وهذا من اعجاز النظم في القرآن
    بأن المرور غير الجريان لأن ذلك يفهم من آيات القرآن التي تصف شأن الجبال وقد راجعتها كلها فوجدت كل حركات الجبال مقرونة بأحداث يوم القيامة فتتحول من الصلب الى الصلب المفكك المشابه للرمال وبعض ارمال تحمله الرياح وتنقله بكميات مهولة للغاية من منطقة الى منطقة أخرى تماما وهذا درسته في كليتي ويحدث في سيناء وفي غرب مصر
    ثم تتحول الى ما هو أدق فأدق وكل هذا بسرعة فتبدو الجبال بتلك التحولات السريعة مع احتفاظ العين بالصورة لعشر ثانية وكأنها سحاب فتبلغ من دقة جزيئات بلوراتها مع تفككها وعدم التحامها دقة قطيرات الماء في السحاب فلا يلتحم ليكون قطرة ماء ثقيلة الا بأمر الله لذا قال يزجي سحاب ثم يؤلف بينه
    فقد حاولوا ضخ املاح ومركبات تقلح بها السحاب بالطائرات لكي يتكاثف وتتكون شحنات ليمطر لكنه كان في الغالب يسقط بعيدا عن المكان المتوقع نزوله فيه ربما لتغير كثافته وكتلته وحالته بتلك المواد التي وضعت بطريقة غير دقيقة لا يعلمها الا الله هذا بجانب أنها كانت تسقط بكميات يسيرة فحركة السحاب ليست من الهواء فقط وكذا الارض والكواكب ليست من قوانين نيوتن والقصور الذاتي منذو بدأ الخليقة فقط ولذا اختلف نيوتن وليبنز صديقه في شأن التغيرات التي تحدث للكواكب قال نيوتن ان الله يصلح التغيرات كل فترة لأن التقلبات بطيئة بينما رأى لايبنز أن الله خلق الكون بحيث تظهر به علاقات ثابتة بعد وضعه بأبعاد معينة وسرعات معينة لهذا لم يقل أحد أن القوانين التي تعمل بها الاقمار الصناعية هي نفسها التي تعمل بها الكواكب والاقمار ذلك لتفاوت الكتل بين الاقمار الصناعية وكتل الكواكب وأن الكواكب تظل آلاف السنين تدور بينما لا يظل القمر الصناعي أبدا لقرون أو حتى عقود بسبب تجاذبه مع القمر وأقمار الكواكب التابعة لها وهذا رغم كببر كتل الكواكب والقمار حولها لا يحدث لها مما يدل على حفظ الله لها الذي قال له ما في السماوات والأرض ثم قال وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم أي لا يتعبه حفظهما فدل ذلك على أن قوانين الطبيعة تقتضي تهاوي واضطراب ما بين السماء والارض وفق الابعاد التي لا يعلم حقيقة مداها الا الله والسماء هو العلو بكل مكوناته
    يبقى تعليق أخير مهم
    قوله تعالى هو الذي مد الأرض أي جعلها طبقات واوجد في خواص التمدد بالماء وخواص التمدد لتبعد مكونات التبرة عن الطبقات السفلى منها لتمتليء بالبترول والفحم والماء الجوفي الساخن منه والبارد والصهارة المنصهرة التي تستخدم اليوم في تزويدها في خزانات قليلة الماء فوقها لكي تسخن الماء بحرارتها وتجعله ساخنا ثم يمتص الماء الساخن ويتم توليد كهرباء منه بتوربينات معينة وتعرف بالطاقة الجيو حرارية فهي تستغل اندفاع الماء مع حرارته لتوليد طاقة نظيفة دون تسخين الماء بوقود ويسعون اليوم لتعميم ذلك في العالم بعد تعميم افكار لتقنيات الحفر الغير مكلف
    وكذلك المد منه الانحناء المكون للشكل الكروي
    أما يوم القيامة فإذا الأرض مدت
    يعني من سياق الآيات الخرى كقوله تعالى يوم نبدل الارض غير الارض والسماوات
    وقوله ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا
    أي بعد تحول الجبال لا حجم كبير وكثافة صغيرة تحمل بواسطة الرياح والانفجارات بقدرة الله لأعلى وكذلك التربة وتسوى لتتكون أرض اكثر تمددا وحجما ذات شكل كروي أو منحني بحيث يجتمع الناس جميعا في جزء صغير منها فيسمعهم الداعي بحيث يسمع القريب كالبعيد ويرى كلهم كرؤية رجل واحد ذلك على كبر المسافات بين الارض والسماء وعلى كبر حجم الارض بالنسبة لما كانت عليه من قبل لتسع كل الناس وتكفيهم وأيضا يدل على استواء نسبي لشكل السطح كما يبدو للناظر المكان خاصة في حديث ذبح الموت في صورة كبش بين الجنة والنار كناية لأن هذا أبلغ في التأثير على النفوس برؤية شيء محسوس وكأنها محاكة مادية لمسألة نظرية أو صعبة الرؤية بالعين بسهولة ليتحقق بذلك بعد ذلك فالخلود السرمدي لمن في النار ولمن في الجنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيشرأبون يدل على هذا على أنهم لو رفعو رؤسهم وهم عظام الأجسام واهل النار اكثر حجما ليتحملوا ويذوقوا العذاب فنار اكثر 70 ضعف من النار في الدنيا تقتضي فعلا حجم يصل فيه ضرس الكافر الى حجم جبل أحد وطول 7 كم وما بين منكبي الكافر مسيرة 3 ايام للراكب الجواد المسرع والنار اكثر انخفاضا من الجنة فهي اعلى وهذا يناسب منابع الانهار فيها فالماء يأتي من أعلى الى أسفل فالانهار خاصة تجري مياها بتلك الطريق بخلاف العيون فهي توافق خاصية ارتفاع الماء في الأنابيب الشعري
    لذا كان طول اهل النار أكبر من اهل الجنة فطولهم 60 ذراعا أي حوالي 30 متر كمثل آدم عليه السلام ومعدل تناقص الطول لو كان عمر البشر ألف سنة هو 0.0283 مليمتر لكل سنة علما بأن السائد عند علماء الوراثة أن عمرنا على الأرض 300 الف سنة وهذا يوائم نظريا متوسط زمني بين كل رسول من الرسل والذي يليه قدره ألف سنة كما كان بين نوح وآدم عليه السلام فعدد الرسل 317 تقريبا
    فيكون المعنى مشابه ليوم خلق السماء والأرض
    قال تعالى يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا اول خلقٍ نعيده
    فالمد الأول حين نشأة الكون من العدم ثم السماء والأرض كالثاني لكن الثاني يناسب يوم القيامة ويحدث في كليهما احناء للأرض وانفصال لمكوناته بشكل يعطي شكلا جديدا للمادة غير الذي سبقه فتكون الارض عدة طبقات يغلف بعضها بعضا وهي متمددة لأن كثافته أقل من الحديد والنحاس وكواكب غيرها بينما يوم القيامة سيكون المد مصاحبا بإنتفاخات تفجر وتدفع ما في الأرض من كنوز وأموات
    اليكم هذا اللينك المهم عن الكائنات الأخرى في الفضاء وبعض التلفيق والخيال في تلك المسألة وكتبت قصيدة في حقيقة الأمر من وجهة نظري
    http://www.jas.org.jo/forum/viewtopic.php?f=73&t=3786
    ومعذرة عن الاطالة
    وجزاك الله خيرا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    طيبة الطيبة
    المشاركات
    108
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    موضوع جميل جدا أستاذ الاشبيلي بارك الله فيك ونفع بك الامة
    علم علمك الى من يجهل
    وتعلم ممن يعرف ماتجهل
    فإنك ان فعلت ذلك عرفت ماجهلت وحفظت ماعلمت.
    [ابو حامد الغزالي
    FONT="Arial Black"][/FONT]

  15. افتراضي كروية الأرض قد تكون منفكة عن دورانها المغزلي ثم المداري حول الشمس

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    أما بعد
    فمن خلال دراستي لبعض المسائل الفلكية المتعلقة بكروية الأرض وعلم الفلك والفيزياء وما يتصل بالمسألة من نصوص شرعية
    خلصت الى أن كروية الأرض أمر معترف به ومسلم به لدى كل المسلمين بنسبة لا تذكر للمخالف في ذلك فابن حزم وابن تيمية والمعاصرين والسابقين من علماء المسلمين لا يجادلون في كروية الأرض فهي كذلك لأن الغلاف الجوي لا يمكنه تكوير شكل الأرض لو كانت مسطحة لتبدو للناظر اليها في الفضاء كروية
    ولكن مسألة دورانها المغزلي فارتبط بعدة احتمالات وكان المسلمين في عصر ما قبل الغزو والصليبي والتتري قد توصلوا لنظرية فلكية لا بأس بها اسمها أفلاك التدوير تفسر بطريقة هندسية كيف تتحرك الكواكب السيارة والشمس والقمر والنجوم حول الأرض وهي نظرية صالحة الى حد كبير حتى في هذا العصر لتفسير المشاهدات لكن لا تسطيع أن تقدم تفسيرا مقنعا بشكل كبير في ضوء المعارف الحديثة (الجاذبية وسرعة الضوء) كيف تستتر أقمار المشترى وتبتعد الكواكب مرة كل عام وتقترب كذلك مرة كل عام في الوقت الذي تكون فيه الشمس أبعد ما يكون ثم أقرب ما يكون على الترتيب وهذا يسمى الأوج والحضيض
    مما جعل فكرة فيثاغورث التي احياها كوبرنيقوس ونفخ فيها جالليو وأيدها بالفيزياء نيوتن تحل محل نظرية أفلاك التدوير على الأقل لدى معظم الناس اليوم إلا قليل من المتمسكين بالكتب السماوية في ظاهر نصوصها التي تطابق فكرة مركزية الارض
    وقد تكون الأرض حتى لو نظرنا اليها على انها كوكب ليس أكثر مركز الكون من حيث الموقع الجغرافي ولا يلزم أن يدور الكون حولها بمعنى ان المجموعة الشمسية ومجرة درب التبانة في مركز مجرات ونجوم ومادة الكون ككل ويؤيد ذلك وجود 380 من اشباه النجوم على ابعاد متساوية من الأرض في مختلف الاتجاهات بالنسبة للكرة الأرضية
    ولكن الحق يقال إننا لو استطعنا ان نثبت ان سرعة الضوء تتغير بشكل غير منتظم يعتمد على المسافة في بداية انطلاقه من مصدره ثم على مربع المسافة بعد فترة معينة من انطلاقه من مصدره بحيث تتغير سرعة الضوء بقدر كبير في رحلته من الشمس الى المشترى واقماره ثم عودته الى الأرض لنرى ضوء أقمار المشترى
    فإننا نكون قد أيدنا فكرة أفلاك التدوير
    ويلزم فكمال الاثبات أن توجد قوة تثبت الأرض وتحرك الشمس حولها وهذا قد يتبعه تخيل كثافات مختلفة للكواكب وأن تكون هناك جاذبية اضافية في موقع الأرض في الكون ناتجة من وجودها في مركز الكرات السماوية السبع لأنها من مادة والمادة لها ثقالة وأكثر قيمة للثقالة في المركز والمركز توجد فيه الأرض لأن السماء كروية حول الارض وعلى أبعاد متساوية من سطح الأرض الكروي
    وفي هذه الحالة ستكون الارض ذات جاذبية كبيرة تمكنها من أسر الشمس في مدار حولها وتكون الكواكب ذات حركة متأثرة بجاذبية كل من الشمس والأرض
    ومن جهة أخرى فغن الفيزياء تفسر كيف يعمل الكون بدون أن تراعي تدخل قدرة الهية في تحريكه وعمله
    الأمر الذي قد يغير من مفاهيم كثيرة لكن لا يمكن أن يؤمن بها الماديين
    فالخالق عز وجل لو شاء أن تكون الشمس مركز حركة للكواكب عدا الأرض
    وشأء أن تدور الشمس حول الأرض وهي على هذه الجاذبية التي تأسر بها الكواكب إن صح هذا التعبير
    فإن هذا سيجعل الشمس تدور حول الأرض كل سنة مرة والأرض حول محورها مرة كل يوم والقمر مرة كل شهر
    وبالتالي لا نحتاج لنظرية نثبت بها تغير سرعة الضوء بشكل غير منتظم
    وأما لو استطعنا على الأقل لوجود مادة تسمى المادة المعتمة تصل كثافتها الى 10 كجم / المتر المكعب في الفضاء البعيد بين النجوم والمجرات الكبيرة
    فإننا سنبثت نظرية الافلاك القديمة التي تطورت للنظرية القائمة اليوم
    وبالتالي ستكون هناك نظريتان تفسر المشاهدات الفلكية وستفسر الأحاديث في ضوء النظريتين وليس النظرية القائمة فقط
    فمن المناسب عدم الجزم بتفسير النص الشرعي بنظرية صارت مسلمة عند معظم الناس وليس كلهم وقد انعقد اجماع الأمة لقرنين أو ثلاثة على مركزية الأرض وحركة الشمس حولها
    وقد أثبت العلم وجود نجم يدور حول كوكب اسمه تاوبوتيس والنجم أكبر مرة ونصف من الشمس والكوكب مقارب للمشترى
    وثأبت وجود نجمين يعملان كمركز واحد يدور حوله كوكبان
    وبالتالي يمكن أن نتخيل علميا دوران نجم حول كوكب وكذلك كوكب حول نجم يدور حول كوكب آخر أي يصير الكوكب التابع للنجم كقمر يدور حول النجم الشمتعل أثناء دوانه حول الكوكب الموجود في المركز
    فمن وجهة نظر العلم الحديث من الصعب جدا ان تكون الارض مركز حركة الشمس لأن الزهرة وعطارد مقاربة في الكتلة للأرض وهذا قائم على ثبات سرعة الضوء عبر مسافات بعيدة جدا
    ولكن من وجهة نظر دينية الأرض مركز الكون إذا ثبت خطأ هذه النظرية السابة أو ثبت ان الله عز وجل شاء أن تكون الأرض مركز والشمس في مدار حولها إما سنوي مع ميل الأرض 23.5 درجة مع دوران يومي للأرض حول محورها في موضع ثابت في قلب هذا المدار السنوي للشمس حول الأرض لتتعاقب الفصول الأربعة
    أو يومي لنرجع مرة أخرى لنظرية بطليموس مع افلاك التدوير التي ابتكرها المسلمين مع احتمال تعديل بسيط بها حيث سيدور عطارد والزهرة حول الشمس أثناء دوران الشمس حول الأرض
    وهذا الأمر قمت برسم شكل تخيليل له كنموذج محاكاة يشبه الفيديو لكي يتخيل معي الآخرين الفكرة
    وقد اعترف الفيزيائيون أن كل ما يقوم به العلماء هو تفسير للمشاهدات في النواحي الفلكية
    لأنه قدي يبدو في أي لحظة قوانين جديدة تغير من تلك التفسيرات فلو ثبت تغير سرعة الضوء لوجود مواد بيننا وبين الشمس والكواكب تشبه الغازات في جو الأرض فإن أبعاد الكاكب الحقيقية ستتغير عما قدرناه وبالتالي قوانين الجذب لن تكون عامة على كل شيء وتتغير تلك النظرية القائمة كثيرا
    هذا والله أعلم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال: قال الله تعالى(يوم تبدل الارض غير الارض)الى أخرالأية الكريمة
    بواسطة وحيد فريد في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-09-2011, 09:56 AM
  2. تنبيه: الطغيان في الارض
    بواسطة مجرّد إنسان في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-14-2011, 05:24 PM
  3. خلق الارض والانسان
    بواسطة يوسف الهيتي في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 03-10-2008, 05:26 PM
  4. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-18-2007, 10:54 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء