( 4 )
يقول الكاتب ..
الكتابيين والمشركين ، والفارق الوحيد بينهم هو في قبول الجزية واستحقاق الحق في الحياة !!! ، ففي حين تضرب الجزية على الكتابيين ( أي المسيحيين واليهود ) ويٌلحق بهم المجوس ( اعمالا لحديث : سنوا بهم سنة اهل الكتاب ) فلا يٌقبل من المشركين الا أحد خيارين : الاسلام .... أو السيف !!!
قبل التعليق على هذا الكلام .. نوضح أمرا ..
إن المسلم يستمد قوانين الإسلام و تعاليمة من القرآن و السنة ..
و ليس من أقوال البشر .. و قولة تبارك سبحانة و تعالى ..
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً
الشق الأول من الآية ... أطيعوا الله (( القرآن ))
و أطيعوا الرسول ... (( السنة ))
و أولي الأمر منكم يأتي بعد القرآن و السنة ... و يتم في أمر ليس فية خلاف لهما ..
و في ذلك أوضح تبارك و تعالى إن التنازع في الأمر يرد القرآن و السنة .. ذلك أحسن تأويلا و تبينا للحق ..
فلا يؤخذ علينا – نحن المسلمون – بإجتهاد أحد العلماء الأجلاء ..
و إنما يأخذ علينا ب " قال الله " ... و " قال الرسول " و ما دونهما فهو إجتهاد شخصي يؤجر المجتهد علية ما دام مخلصا ..
لذا وجب تحديد المرجعية فالكاتب يستخدم كثيرا أقوال الفقهاء دون التدبر في الآية الشرعية ..
و إذا ما تعرض لها .. فسرها تفسيرا خاطئا كما فسرها هذا الفقية أو المفسر و نسى أن هناك من اختلف معة استنادا لنفس الآية ..
لذا فلو كان ذلك الشخص باحثا حقا .. لوجب علية أن يقوم بمناقشة كل آية على حدا .. بدلا من سياسة التلبيس تلك ..
و إذا ما تعرضنا لكلام الكاتب .. نجدة قد بنى تفسيرة الخاطئ مقدما عن الآية نفسها بإستشهادة بأقوال الفقهاء .. بدلا من عرض الآية أولا .. ثم بيان قول المفسرون فيها ..
و له في هذا غرض خبيث لا يخفى على القارئ الفطن !!
و هو إيهام نفس القارئ في بداية الموضوع بما يظن أنة ينفّره .. فتكون حالتة النفسية للتدبر في الآية ليست على درجة من الحياد .. و إنما يكون متأثرا بالإنطباع العام الذي صورة له الكاتب ..
و بعد ذلك يقوم الكاتب بوضع الآيات بصورة هامشية و كأنها ثانوية و ليست مصدرا أساسيا للتشريع ..
أهذا يعتبر باحث ؟؟
أم مجرد مأجور يصطاد في الماء العكر كما نقول ؟؟!!
لذا فسنكتفي ببيان معنى الآيتين و الحديث الذي استدل بهم على وجهه نظرة تلك ..
و قبل أن نفعل ذلك أحب أن أحدد أمرا عاما في مفهوم القتال في الإسلام ..
إن القتال في الإسلام لا يكون إلا على من اعتدى علينا أما غيرهم فلا .. و هذا فيما يختص بخارج نطاق الدولة الإسلامية .. أي في معاملة المسلمين مع غير المسلمين في غياب السلطة الإسلامية ..
( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
و أما في نطاق السلطة الإسلامية و الدولة الإسلامية فنحن أيضا لا نعتدي على مشرك أوكتابي إلا من أعتدى علينا منهم مع رفض دفع الجزية .. و يدخل رفضة هذا في نطاق الإعتداء .. و سوف نبين تشريع الجزية فيما هو آت بإذن الله تعالى ...
" قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "( التوبة : 27 )
فلا يوجد نسخ بين الآيتين و إنما تخصيص أحكام .. و إنما اُدخل الذي لا يدفع الجزية في نطاق المعتدين ليس إلا ..
و للشيخ القرضاوي كلام جميل في تلك النقطة اعتمادا على القرآن و السنة إذ يقول ..
لقد أبطل الإسلام حروب الجاهلية، ودعا المؤمنين أن يدخلوا في السلم كافة، وأن يخضع الجميع لقوة الحق، لا لحق القوة، مؤثرا السلم على الحرب، والتسامح على التعصب.
فهو لا يلجأ إلى القوة إلا مضطرا لدفع اعتداء، أو لدرء فتنة في الدين، أو لإنقاذ مستضعفين، أو نحو ذلك. مما يجعله يخوض المعركة كارها، كما قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) البقرة: 216.
ولكنه حين تنتهي المعركة بغير قتال، كما في غزوة الأحزاب، يعلق عليها بمثل هذه العبارات القرآنية: (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا) الأحزاب: 25.
وما أروعها وأبلغها من كلمة تدل على مدى رغبة الإسلام في السلم، وحرصه عليه، (وكفى الله المؤمنين القتال) فلم يكن المؤمنون حريصون على القتال لذاته. ولكنهم يضطرون إليه اضطرارا.
وحين انتهت غزوة الحديبية بالصلح وتوقيع الهدنة ـ بعد أن كادت الحرب تندلع نارها، وبايع الصحابة نبيهم على الموت تحت الشجرة ـ نزلت سورة الفتح منوهة بهذا الصلح التاريخي، وفيها يخاطب الله رسوله: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا... الآيات) وسأل عمر: أفتح هو يا رسول الله؟ قال: نعم، هو فتح" فلم يكن ليتصور فتحا بغير حرب ولا قتال.
ويعلم الرسول أصحابه فيقول: "لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، ولكن إذا لقيتموهم فاصبروا، وأعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف".
بل كان النبي الكريم يكره مجرد كلمة (حرب) ولا يحب أن يسمعها، ولهذا قال: "أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وأقبح الأسماء: حرب ومرة".
ولكن على المسلمين إذا ناداهم المنادي للدفاع عن الدين والنفس والأهل والوطن والحرمات: أن يهبوا سراعا، ولا يتخلفوا أو يثّاقلوا إلى الأرض، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض؟ أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل. إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا) التوبة: 39،38. )
نبين الآن الآيات الكريمة و الحديث الشريف بإذن الله سبحانة تبارك و تعالى ..
الآية الكريمة ..
(فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ) التوبة : 5
و هذا المأجور من أنصار من يتلون الآية الكريمة " و لا تقربوا الصلاه " ثم يقفون !!
و سوف ترى عزيزي القارئ دنائة هذا الكاتب و خبث طويتة في عدم استحضار ما قبلها و ما بعدها من الآيات الكريمة ليدلس على القارئ بأن الإسلام ينادي بقتل كل المشركين بلا استثناء و على وجة العموم !!!
و يكفينا عرض ما قبلها من آيات كريمة .. كاملة .. لنبين جهل و تدليس الكاتب ..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ( 1 )
فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ ( 2 )
وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ( 3 )
إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ( 4 )
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( 5 )
وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ( 6 )
كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ( 7 )
كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ ( 8 )
أرأيت عزيزي القارئ ؟؟ ..
إن هذا الحكم خاص بالمعتدين من أهل الكفر و الشرك ..
أما الذين لم ينقصونا شيئا و لم يعتدوا علينا فلا سبيل لنا عليهم ..
و يبين سبحانة و تعالى أنة كيف يكون للمشركين الذين اعتدوا عند الله عهدا إلا الذين عاهدوا عند المسجد الحرام .. و يأمرنا سبحانة تبارك و تعالى بالإستقامة لهم ما استقاموا لنا ..
و العهد في الإسلام هو الجزية .. و سوف نبين حكمة التشريع في مسألة الجزية فيما هو آت بإذن الله تبارك سبحانة و تعالى ..
فما رأيك في كاتب هذا المقال عزيزي القارئ ؟
ننتقل إلى الآية الكريمة الأخرى ..
يقول الحق جلّ و على ...
" قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "
نحن مأمورون في ظلّ سيادة الدولة الإسلامية بقتال كل مشرك أو كتابي لم يعط الجزية ..
لأنة وقتها يكون امتناعة عن إعطاء الجزية نوع من أنواع الإعتداء و تعطيلا لمصالح المجتمع الإسلامي الذي يضيفة و يعطية حقوقا و يجعلة عنصرا في مجتمعة ..
فإن إمتناعة عن إعطاء الجزية يدخل تحت بند الإعتداء على قوانين المجتمع الإسلامي و تحديا سافرا له .. و هو في ذلك مساويا للمسلم الذي ارتد و امتنع عن إعطاء الزكاة فقاتلة المسلمون بعد موت الرسول صلى الله علية و سلم في حروب الردة ..
و لا يمكن وقتها أن نقول بأنة مسالم .. لأنة برفضة إعطاء الجزية أعتدى على حقوق المسلمين .. و من ثم يكون معاملتة معاملة المعتدي الذي يأمرنا الحق جلّ و على بقتاله .. في قولة تعالى ..
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
و بذلك فإن القاعدة الشرعية في القتال في الإسلام تنطلق من تلك الآية ..
( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190)
فالقتال ليس إلا على من اعتدى .. و يدخل في نطاق المعتدين في حالة المجتمع الإسلامي كل من يرفض القوانين و المبادئ التنظيمية في الحياة الإجتماعية في الدولة الإسلامية و منها الجزية على الكافر و الزكاة على المسلم (( يكون مرتدا في حاله عدم دفعة لها )) .
فهل في ذلك ظلم لحقوق غير المسلم ... و هل يقبل القول بأن المفهوم الإسلامي هو الإسلام أو السيف ؟؟؟
و هذا يوضح عور كاتب المقال و الباسة الحق بالباطل .. !!
ألا لعن الله كاتب هذا المقال ..
و ننتقل الآن إلى الحديث الشريف ..
قال صلى الله علية و سلم ..
( امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله، فان قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها )
توجية هذا الحديث أنة عام على كل من اعتدى على المسلمين .. فقد قيل هذا الحديث في حال الحرب مع المشركين .. و كذلك فقد استشهد به الصحابي الجليل " أبو بكر " في خلافة مع نظيرة " عمر بن الخطاب " رضي الله عنة حول حرب الردة ..
و المرتدون هم قوم تركوا الإسلام فمنعوا الزكاة و الجزية .. و من ثم استحق على المسلمين قتالهم ..
و استشهاد الصحابي الجليل بذلك الحديث في ذلك الموضع يدل على أن الحديث مخصص للمعتدين من مشركي مكة ..
و هذا قول الشيخ الكبير عبد العظيم المظعني أيضا .. إذ يقول ..
حرية الاعتقاد في الإسلام مكفولة، ولن تجد في الإسلام نصًّا واحدًا أو واقعة عملية يكره الإسلام الناس فيه على قبوله سوى قوله تعالى: "تقاتلونهم أو يسلمون" وقوله صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله إلا الله..." وهذه الآية وهذا الحديث ليسا على عمومهما اللفظي، لأن المقصود من الناس في الحديث ومن الضمير في "تقاتلونهم أو يسلمون" هم مشركو العرب خاصة، والمرتدون وفيما عدا هذا فإن حرية الاعتقاد في الإسلام مكفولة والنهي عن الإكراه على الدخول في الإسلام وارد في أصل أصوله وهو القرآن الكريم.
و كذلك فإنة ما وصلنا من أخبار غزوات الرسول صلى الله علية وسلم يدل على ذلك الفهم ..
منها أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في إحدى المعارك امرأةً مقتولة .. فغضب لهذا .. وأنكره على أصحابه .. وقال "ما كانت هذه لتقاتل " فمعنى هذا إنه في الأصل في الحرب الإسلامية ألا يقتل فيها إلا من يقاتل .. ومن أجل هذا نهى النبي –عليه الصلاة والسلام- عن قتل النساء .. وقتل الصبيان .. وقتل الشيوخ .. وجاء عن الخلفاء الراشدين أنهم أوصوا قوادهم العسكريين ألا يقتلوا الرهبان في الصوامع ..
و قد قال بعض الأئمة أن المشرك في جزيرة العرب لا يقبل منة جزية ..
و نلاحظ في هذا الآتي ..
أولا .. أن هذا القول لا يقوم على دليل من القرآن فلا يوجد تخصيص لمشركي مكة و إنما الآية عامة .. كما أن الآية الكريمة " قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا " يعلق عليها الإمام " ابن كثير " في تفسيرة الكبير قائلا ..
{أو يسلمون} فيدخلون في دينكم بلا قتال بل باختيار ..
و أيضا الإمام الطبري في تفسيرة ..
وقوله: تُقاتِلُونَهُمْ أوْ يُسْلِمُونَ يقول تعالى ذكره للمخلّفين من الأعراب: تقاتلون هؤلاء الذين تُدعون إلى قتالهم, أو يسلمون من غير حرب ولا قتال
فهي أولا لا تخص المشركين من الأعراب و شبة الجزيرة كما ذهب بعض المفسرون .. و ثانيا هم قوم معتدون في الأصل يأمرنا الله سبحانة و تعالى بقتالهم ..
فإما يقاتلوننا فنقاتلهم أو يسلمون هم من أنفسهم بإختيارهم ..
و الآية الكريمة " لا إكراة في الدين " شاملة لكل الناس ..
ثانيا .. تسجل لنا السنة النبوية في فتح مكة .. أن الرسول صلى الله علية و سلم قد أعتق أسرى المشركين و قال علية الصلاه و السلام " أذهبوا فأنتم الطلقاء " .. و لم يسجل لنا أنة صلى الله علية و سلم قد أخذ منهم الجزية لأن مكة كلها دخلت الإسلام تأثرا بسماحة النبي صلى الله علية و سلم ..
و عتق الرسول صلى الله علية و سلم لهم في ذلك الموضع يدل على أن المشرك في شبة الجزيرة يسن به سنة أهل الكتاب في الجزية .. و إن لم يسجل أنة صلى الله علية و سلم قد أخذها من مشرك لأنهم كلهم دخلوا الإسلام ..
و هذا بالمناسبة اجتهاد شخصي .. (( فيما يتعلق بمشركي جزيرة العرب .. أما غيرهم فالمالكي يرون بأخذ الجزية من الجميع و هو الصحيح ))
و بعد ذلك يسأل السيد كاتب المقالة قائلا ..
كيف بنى الفكر الاسلامي صورة الآخر وطريقة التعامل معه ؟؟
باختصار نقول : كان للاسلام ميزة على ما عداه من افكار ونظم دينية ، فقد امتاز بأنه ابقى الكفار احياء ، فلم يقتلهم ولم يعذبهم كما صنعت المجتمعات المسيحية ، ولكن ... هل أعطى الكفار غير المسلمين حقوقهم القانونية والانسانية كاملة ؟؟
أولا نصحح السؤال ..
هل أعطى الإسلام المواطنين الغير مسلمين في المجتمع الإسلامي حقوقهم كاملة ؟؟
و هذة نقطة أخرى بإذن الله سبحانة و تعالى .. (( تتبع قريبا بإذن الله سبحانة و تعالى ... ))
Bookmarks