أولا: ليس بصحيح أن الآنبياء والرسل عليهم السلام قد تركّزوا في منطقة محدّدة من العالم،إذ لا سبيل إلى قول ذلك إلا بمعرفة العدد الإجمالي للأنبياء والرسل عليهم السلام وخارطة توزيعهم عبر العصور، ومادمنا نفتقر إلى تلك المعلومات بحجب الله إياها فلا يمكن إطلاق هذا القول على عواهنه.
ثانيا : فقد أخبرنا الله قصص بعض الأنبياء لا بجميعهم ،وصرّح في أكثر من موضع من كتابه بوجود أنبياء لم يحك عنهم، قال تعالى : { وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} وقوله تعالى : {ولكل قوم هاد} وقوله سبحانه : { ولكل أمة رسول}
ثالثا: من الطبيعي ألّا يخلّد غير المؤمنين آثار أنبيائهم، إذ كيف يفعلون ذلك وهم مكذّبون لهم ومحاربون لدعوتهم؟ قال سبحانه وتعالى : " كذلك ما أتى الذين من قبلهم من روسل إلا قالوا ساحر أو مجنون" فكيف يسجّلوا أخبار من يعتبرونهم سحرة أو مجانين أو كهنة؟؟؟
رابعا : جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : "ورأيت النبي ومعه الرجل والرجلان..والنبي وليس معه أحد" فكيف تريد للتاريخ أن يذكر في صفحاته أخبار أنبياء كانت الاستجابة لهم محدودة؟؟ ولعلّ بعضهم لم يكونوا على درجة من الثراء أو المكانة الاجتماعيّة العالية التي تلفت الناس حولهم...أو كان أتباعهم من الضعفة والمساكين؟؟؟
خامسا : عدم ذكر الأنبياء في تواريخ الأمم السابقة لا يعني عدم وجودهم...فضلا على أن القول بعدم ذكرهم في تاريخ جميع الأمم لا يمكن القول به إلا بالاستقراء التام...ولا ينفع في ذلك مجرّد ادّعاء ذلك.
سادسا: لسنا بحاجة إلى مخطوطة أو ضريح لنثبت وجود أنبياء في الأمم السابقة،ذلك لثبوت هذه القضيّة العقديّة عندنا في القرآن الكريم بما لا يحوجنا إلى غيره.
سابعا : البحث في تأريخ الأمم الأخرى لأحداثها يقودنا إلى سؤال مهم،وهو عن مدى وجود منهج متّبع لتلك الأمم في الرواية وذكر الأخبار ودقّة ذلك،والواقع يفيد انتشار الخرافة والأساطير والتهويل في كتاباتهم كما هو موجود ومعلوم عند المختصّين في هذا المجال.
ثامنا: إن الله سبحانه وتعالى لن يعذّب إلا من قامت عليه الحجّة الرسالية،قال سبحانه وتعالى : "وما كان معذبين حتى نبعث رسولا".
ولزيادة البيان أقول:ما ينبغي أن تعلمه أن ربّك سبحانه لا يظلم أحداً، فإذا كان الإنسان عاجزا عن معرفة الدين الحق دون إهمال منه ولا إعراض ، فإن الله عز وجل بحكمته وقدرته يختبره يوم القيامة ببعث رسول إليه ، فيتحقق فيه علم الله أن لو كان قد أتاه الرسول في الدنيا هل كان سيؤمن أم يكفر ، فيظهر ما سيكون منه لو كان ذلك في الدنيا . ورد بذلك الآثار الصحيحة ، وهو موافق لعدل الله وحكمته.
وكل إنسان قد هداه الله بعقله وفطرته وبسمعه وبصره إلى الحق ، ثم جعل تمام الحجة بالوحي ، فمن أعرض بعد ذلك باختياره استحق على إعراضه جزاء المعرضين ، ومن لم يبلغه الدين ، سبق الكلام عليه.
تاسعا : التراث الجمعيّ يدلّ على وجود أصل مشترك بين حضارات مختلفة...كالحديث عن التوحيد والخلق..والبعث بعد الحساب..وتسجيل حادثة الطوفان في عدد من الحضارات المختلفة...كحضارة المايا والتراث الصيني والهندي.
عاشرا : أقتبس إليك أمثلة على أثارات من حقّ وجد في كتب حضارات أخرى ليست شرق أوسطيّة:
-كتاب (الأوبانيتشادز) من كتب الهندوس ،وهي من أكثر الكتب تقديسا عندهم، جاء فيه عن الإله :
*هو واحد أحد لا ثانى له (شاندوجيا 6:2:1)
(وهو ما يقابل كلمة "لا إله إلا الله)
*لا والد له ولا والدة له و لا سيد فوقه (سفيتاسفتارا 6:9)
(وهو ما يقابل كلمة "لا شريك له)
*ليس له مثل (أو شبيه) (سفيتاسفتارا 4:19)
(ومايقابله هو {ليس كمثله شئ})
*الكهنة المتعلمين يعبدون إله واحد و يلقبونه بأسماء عديدة (ريجفيدا 1:164:46)
وهناك الكثير من الشواهد التي ذكرها الدكتور زاكر نايك وتجدها في موقعه.
تلك عشرة كاملة..فهل تكفيك؟؟
Bookmarks