النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ملاحظات حول الييبرالية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي ملاحظات حول الييبرالية

    ملحوظات حول الليبرالية


    العلمانية الليبرالية شأنها شأن المحافظة أو التدين تتوزعها مدارس و اتجاهات كثيرة ذات تباينات و اختلافات فيما بينها.و لهذا يفترض عند تناولها في عمومها أو التركيز على اتجاه بعينه من بين اتجاهاتها،بأن ذلك لا يتضمن التنكر للتباين و التعدد داخل العائلة الليبرالية.
    لا تتطرق هذه الملحلوظات للأصل الفلسفي و المعرفي الذي يمكن إرجاع الليبرالية إليه أو الذي انحدرت منه.على أن هذه الورقة ستركز على خطورة الفكر الليبرالي على المجتمعات المعاصرة و الأجيال القادمة،لا سيما في تناولها لعلاقات الأفراد بالأفراد الاخرين، أو العلاقات بين المرأة و الرجل،أو أطروحاتها حول العائلة و التعليم و تربية الأطفال و حول الجريمة و العقوبة أو حول العلاقات الجنسية داخل الجنس الواحد.و تقدم الليبرالية موضوعاتها حول هذه القضايا تحت رايات الحداثة العصرية و التقدم و ما فوق الحداثة أو رايات حقوق الإنسان و حقوق المرأة،و حقوق الطفل و غيرها.
    إن نقطة القوة الظاهرة في تأسيس شعاراتها تكمن فيما توجهه من نقد للفكر السياسي المحافظ،و للتقاليد الاجتماعية و القيم الدينية المطبقة في حياة الناس،مثل نقد التمييز العنصري ،أو التمييز ضد الأقليات أو مظاهر استبداد الرجل في العائلة،أو مظاهر النفاق الاجتماعي و الازدواجية في المعايير الأخلاقية،أو ما يتعرض له الصغار من إساءات على يد الآباء أو الأساتذة،أو جمود بعض طرق التعليم التقليدية.و ينال موضوع اضطهاد المرأة و التمييز ضدها حيزا و اسعا في النقد الليبرالي للفكر المحافظ،أو للتقاليد الاجتماعية أو للقيم الدينية المطبقة واقعيا.و تقدم ذلك كله باعتباره تقييدا للعقل و تكبيلا للفرد و انتهاكا لحقوق الإنسان و جمودا أمام التطور و من ثم تقدم الليبرالية نفسها حركة تحريرية تحرر الفرد و العقل و الإنسان و المجتمع و تمثل الحداثة و العصرنة و التقدم و المستقبل.
    بيد أن الاشكال هنا لا يتمثل فيما تقدمه من نقد للسلبيات المذكورة وإن كان هنالك ما يؤخذ على أن كثيرا من ذلك النقد يتسم بأحادية الجانب و السطحية و التعميم المخل،و إنما يتمثل في الإشكال في البدائل المقترحة.فالنقد هنا،يقوم على بدائل مرتجلة مقطوعة الأواصر مع كل ما هو قبلها.فالليبرالية تضع المجتمع أمام مجهول في كل الميادين لا يستند إلى تجربة تاريخية و لم يخرج من امتحان الحياة.و إذا جاءت نتائج التطبيق العلمي خطيرة و مدمرة،أو أسوأ بكثير مما كان عليه الحال الذي هدم،فهنالك بديل آخر يتسم بما اتسم به الأول من ارتجالية و دخول في المجهول.
    فالمدرسة الليبرالية التي تتسم بما تقدم لا يمكن اعتبار مشروعها أو مشاريعها خطى في طريق التقدم أو المعاصرة،فهي ليست بالحركة التجديدية لأنها قطيعة مع الماضي،و محاولة تطئ كل الصفحات (كل التجارب التاريخية و المرجعيات الدينية) لتخط على صفحة بيضاء تجربة فردية أو اجتماعية لا علاقة لها بتلك الصفحات سوى الموقف النقدي التقديمي العدائي.

    من كتاب الحداثة و الخطاب الحداثي للأستاذ منير شفيق



    يتبع..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الخطورة الأولى في هذا النهج الييبرالي أنه لا يحترم التاريخ و لا التجربة الإنسانية و لا يتأمل جيدا بالأسباب و العوامل العميقة التي سمحت لقيم ما،سواء أكانت دينية أم اجتماعية تقليدية،أن تعيش و تستمر مئات و الاف السنين و تصمد أمام امتحان الحياة في مختلف تبدلات الظروف.إن ما يهم النهج الييبرالي أن يلتقط السلبيات المتفاقمة في ظل هذه القيم في التطبيق العملي،لكي يصار إلى نتيجة تطالب بالتخلي عنها تماما و إعدامها و الانتقال فورا إلى الطرف البعيد المفابل ليطرح بديلا.أي ثمة انفصام هنا بين النقد و المشروع.فالمشروع قام على السلب و لم يبن إيجابيا من خلال النقد.و لم يأت من خلال مقدمات تسمح بالوصول إليه سوى إعدام النقيض.فالمقترح الليبرالي يأتي قفزة في الهواء أو يهبط من تأمل عقلي بحث.
    فلو أخذنا الموقف من العائلة سنجد أن بإمكان الييبرالية أن توجه النقد القوي لعدد من السلبيات،سواء أكان من ناحية علاقة الرجل بالأمرأة أو علاقات الأب بالأبناء و البنات.فتبرز حالات اضطهاد الرجل للمرأة أو استبداده بأبنائه و بناته أو تضخم حالات النفاق و الخيانات الزوجية أو حالات المآسي الفردية حين يقع الحب خارج مؤسسة العائلة أو خارج التقاليد و القيم السائدة.و بهذه الحصيلة يقفز الفكر الليبرالي إلى رفض مؤسسة الزواج و العائلة من حيث أتى و ثم الدعوة إلى علاقات حرة تتشكل و تنفرط بلا قيود و أنظمة و قيم محددة،و بلا التزامات نحو الأطفال.فالليبرالية من جهة اعتمدت على نظرة أحادية الجانب لحالة العائلة و لم تدرس موضوع العائلة من كل جوانبه.بل هي لم تلحظ علاقة تلك السلبيات بالوضع الاجتماعي العام.لأن هذه السلبيات تكبر و تضخم جدا في ظروف سياسية و اقتصادية و اجتماعية و ثقافية محددة.و من ثم يكون الإشكال الأساسي في تلك الظروف أكثر منه في طبيعة مؤسسة الزواج و العائلة.
    فالليبرالية هنا لا تلحظ أن الإنسانية لم تحافظ على هذه المؤسسة عبثا عبر آلاف السنين و في مختلف القارات عموما لا سيما في المجتمعات المتحضرة بما فيها تلك التي لم تعرف الديانات السماوية الثلاث.إنها لم تتأمل بالعمق الكافي الوظيفة المتعددة الجوانب التي تلعبها هذه المؤسسة في حياة الأفراد و المجتمع و بناء الأجيال القادمة،سواء أكان من جهة تحقيق الصمود أمام مصاعب الحياة في ظروف السلم و الحرب و الكوارث و الهزائم.أم كان من جهة ضرورتها في بناء أجيال متوازنة تمتلك خبرة الأجيال السابقة و قيمها السامية.
    ثم هي لا تلاحظ أن جانبا من السلبيات ناجم عن طبيعة الإنسان نفسه التي هي في صراع مع قيم العائلة التي تريد أن تهذب من أنانيتها و وحشيتها و لا مسؤوليتها لتقربها إلى التوازن و الفطرة التي هي جزء أساسي في تكوين الإنسان كذلك.أما من الناحية الثانية فإن مشروعها لم يكن نتيجة دراسة و تحقيقات تثبت أن إقامة المجتمع بلا مؤسسة العائلة و بعلاقات حرة من كل قيد يؤدي إلى نتائج أفضل أو يحقق السلام للإنسان أو السعادة و الأمن و ينتج مجتمعا أقوى أو أكثر صحة و عافية أو أجيالا أفضل في تعليمها و أخلاقها و توازنها.
    و بهذا تكون الليبرالية قد اتسمت بالخفة و الطيش و الارتجالية في تعاملها مع مسألة العائلية،ليس من جهة عدم التقاط وظيفتها و أهدافها فحسب،و إنما أيضا في طريقة تحليل أسباب السلبيات و الأخطر في الاستنتاج بتدميرها و اقتراح بدائل مرتجلة لم تمنحها الحياة.



    يتبع..
    التعديل الأخير تم 11-22-2009 الساعة 04:01 PM
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يمكن أن يلحظ هذا النهج عند تناول الليبرالية أشكال الجريمة و العقاب،فهي في نقدها للعقوبات المشددة أو للشدة في التعامل مع المجرمين لا تأخذ بعين الاعتبار أشكال ضحايا الإجرام.فالضحية في التفكير الليبرالي ليست موضوع بحث إنما المشكل هو المجرم و عقوبته و معاملته.كما لم تنتبه أن التشدد في العقوبة عبر التجربة التاريخية الإنسانية،أو عبر الحدود التي تضمنتها الشريعة الإسلامية،لم تأت من مشاعر القسوة أو حب الانتقام أو من عدم اكتراث بحقوق الإنسان و إنما جاءت أساسا من حرص على الحد من الجريمة،فالحرص على الأبرياء و على المجتمع بل على المجرم نفسه،الذي كما أثبتت الوقائع المعاصرة،أن الأخذ بالرأي الليبرالي في التعاطي مع المجرمين لم يصلحهم و لم يساعدهم و لم يقلل من حجم الإجرام بل ربما كان العكس هو الصحيح.فالتشدد يهدف أول ما يهدف إلى إنقاذ الضحايا الأبرياء المحتملين كما قد يردع بعض المجرمين المحتملين و بهذا ينقذهم.
    إن الخطورة في الفكر الليبرالي حين يقدم أفكاره المرتجلة تكمن في عدم مبالاته بالنتائج و هو مستعد،مثلا،أن يتعايش في مجال التعليم مع انخفاض مستويات التعليم و مع حتى الجريمة المنظمة داخل المدارس و مستعد أن يتعايش مع ازدياد نسب الجريمة و تعاطي المخدرات و اللامبالاة و التفسخ و الأمراض و انتشار العنف بين الناشئة. و هو مستعد أن يتعايش مع كل المآسي التي راحت ضحيتها الملايين من الفتيات و النساء و أطفالهن نتيجة الانهيارات في مؤسسة الزواج و سيادة الأفكار الليبرالية في العلاقة بين الجنسين و من ثم فهو غير معني بالنتائج النهائية حين يصبح المشروع الليبرالي هو السائد على المستوى العام.
    و بهذا تكون الليبرالية التي تقطع مع الدين و التاريخ و التجربة الإنسانية المتراكمة تقود إلى تجريبية خطرة تتعامل مع الفرد و المجتمع و الإنسانية باعتبارهم مختبر للتجارب.الأمر الذي يولد بالضرورة كما تثبت الوقائع الملموسة في الحياة الإنسانية المعاصرة مآسي و كوارث قد لا يكون علاجها إذا ما تفاقمت ممكنا.
    و السؤال الكبير هنا هل يجوز أن توضع حياة الأفراد و المجتمعات و سعادتهم و مصالحهم العليا في مختبر تجارب كما لو كنا نتعامل و موائد كيمياوية أو كائنات دنيا؟ و هل يجوز أن يستمر العناد و قد راحت الإشارات التي تظهر خطورة ذلك النهج و نتائج تطبيقاته المحدودة تملأ الإحصاءات و الأزقة و الساحات العامة؟
    لم يتقدم التاريخ عبر هذا النهج الذي يقيم هذه القطيعة المريعة بين الجديد و الماضي و لم تسر الثورات الكبرى على طريق القطيعة حتى عندما كانت بعض الاتجاهات الليبرالية أو المتطرفة داخلها تدفع إلى مثل هذه القطيعة،كما حدث في الثورة الفرنسية مثلا أو الثورة البلشيفية أو الثورة الثقافية في الصين،إذ سرعان ما كانت ترتطم بالنتائج السلبية الخطرة ليصار إلى التصحيح فورا.لقد مضى التقدم الإنساني عبر احترام تجارب الماضي و عبر استصحاب ما ثبت جدواه و إيجابيته.فالجديد لم يكن نتاج قطيعة و فتح جديدة تماما.
    و يبدو هذا الأمر أشد وضوحا في سيرة الأنبياء فكل نبي جاء ليتمم مكارم الأخلاق و ليكمل ما شرع الله و يصحح ما علاه التشويه و التحريف،و من يتابع سيرة الدين سيجدها متواصلة متصلة.
    بكلمة أخرى،إن الليبرالية لا تخالف،بعناد طفولي،مسيرة التاريخ كما عرفتها الأديان و خطها الرسل عليهم السلام و إنما تخالف،بطفولية أشد،مسيرة التاريخ لعموم الإنسانية.فالقطيعة التامة مع الماضي،و وضع البشر في مختبر التجارب تعنيان القطيعة مع المعرفة الإنسانية و مع القيم السامية و مع الخبرة التاريخية،مما يعني السير في طريق المجهول طريق الكارثة الإنسانية المحققة.



    يتبع..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    613
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و بالمناسبة يخطئ كل من يتصور أن القيم الدينية نزلت غريبة عن فطرة البشر و التجارب الإنسانية،أو أن الاستمساك بها كان مجرد طاعة تابعة للإيمان فقط.فهذه على أهميتها في الدين إلا أن تلك القيم كسبت و كانت تكسب المزيد من المصداقية و الجدارة حين كان ينجم عن معاكستها في التجرية الإنسانية كوارث و دمار،و بالمناسبة،إن قيم الليبرالية المعاصرة فيما يتعلق بالحرية الفردية أو الحرية الجنسية بمختلف ألوانها هي عكس ما يتوهم مروجوها لا تعبر عن قيم جديدة أو عن تقدم و إنما هي عود لقيم عرفتها الأجيال الغابرة لا سيما في العصور الوثنية.و كانت نتائجها على المجتمعات المعنية كارثية وصلت إلى حد الدمار و الخراب و الإبادة.مما جعل تقبل قيم الدين و الاستمساك بها ضرورة حياتية لسعادة الإنسان و بقائه على الأرض كما هي ضرورة لنيل سعادة الآخرة.
    فعلى سبيل المثال أي جديد في جعل العلاقات الجنسية ضمن الجنس الواحد مباحة و عامة و مشجعة؟ أو لم يفعل ذلك قوم لوط من قبل؟أو لم يفعله الإغريق و الرومان و كثير من الطبقات العليا في حالات كثيرة بعد أن أترفت و دخلت مراحل الإفساد و الفساد و الانحطاط أي إن ما تحمله الليبرالية في جعبتها هنا ليس جديدا و إنما مغرق في رجعيته أو رجعته إلى قيم المجتمعات الوثنية.كما إن نتائج مشروعها يمكن أن يكرر النتائج التي ترتبت في القديم عن مشاريع مماثلة وجدت طريقها إلى التطبيق.
    و الآن ينشأ سؤال من أين أتت هذه الغربة،من الناحية الإجتماعية،قي الموقف الليبرالي و تطرفه؟ لعل الجذور الإجتماعية لليبرالية تعود إلى الفئات المثقفة الهامشية و التي تطمح إلى الصعود لأعلى هرم السلطة و هيكلها من خلال تهديم البنى التحتية الأساسية في المجتمع و الدولة.فهذا التهديم يفقد العمود الففري الممسك بالمجتمع و الدولة تماسكه و مصادر قوته المؤسسية و الثقافية و الأيديولوجية.و بقدر ما يتحقق من نجاح بقدر ما تتاح الفرض أمام الفئات المهمشة،لاسيما تلك التي تملك التماسك و التنظيم أو العصبية لتقفز إلى مواقع القرار في الدولة و المجتمع بعد أن يكون انحلال العائلة و ضياع القيم و انتشار الفساد قد أوهن من ذلك العمود الفقري التقليدي المحافظ.
    و لهذا يلحظ انتشار الليبرالية فيما بين نخب الفئات المهمشة التي تعاني من التمييز و الاضطهاد أو تلحظ جاذبية شعاراتها بالنسبة إلى تلك الفئات.كما يجب أن يرصد أيضا اختراق الليبرالية فيما بعد للقوى المحافظة بعد أن فقدت،هذه الأخيرة،توازنها و تماسكها و أسس مشروعها و دب الانحلال و الفوضى في صفوفها.
    و على سبيل المثال،إذا كانت الليبرالية قد تنفذت في أجهزة الإعلام و الجامعات لاسيما في هوليود كما تدل التجربة الأمريكية،و ذلك بموازاة تغلغلها في الأحزاب الديموقراطية و الاشتراكية،فإن الصورة هنا تتضح أكثر في إظهار الكيفية التي تتحول فيها قوة اجتماعية كانت مهمشة لكنها امتلكت ا لعصبية و التنظيم(الحركة الصهيونية) مع دعم من القوى المحافظة التي أرادت استخدامها في صراعها الخارجي ضد الكتلة الشيوعية مثلا،أو ضد الكنيسة الكاثوليكية،والآن ضد الصحوة الإسلامية،إلى قوة متنفذة راحت تتمكن تدريجا من الدولة تمكنا قد يحولها إلى قوة قائدة و مسيطرة تخضع لإرادتها حتى القوى المحافظة التي كانت تشكل العمود الفقري للسلطة.

    و لهذا لم يكن بلا دلالة أن يعتبر بوب دول في بداية حملته الانتخابية في معرض دفاعه عن العائلة و القيم الأمريكية،هوليود مصدر الفساد.و لم يكن بلا دلالة حين تلقت التنظيمات الصهيونية الأمريكية الرسالة فردت عليه باتهامه بالعداء للسامية.و هذا يشير إلى أن أي مساس في القيم التي تروجها هوليود عموما ذات المحتوى الليبرالي المعبر عنه من خلال الفن سيتعرض لتهمة العداء للسامية.
    و بهذا تكون القوى المحافظة و بعض القوى المحافظة و بعض القوى الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية في حالة شلل في مواجهة الموجات الليبرالية الجديدة التي تمس العائلة و القيم و الجنس و العنف و أيديولوجية الفرد في عمومها.
    و من هنا لا منقذ من هذا الشلل ما لم يوضع خط فاضل بين العداء للسامية حين كان موجها ضد اليهودي من حيث كونه يهوديا من جهة وبين مواجهة الليبرالية التي تقودها التنظيمات الصهيونية أو يتصدرها أفراد ينتسبون إلى اليهودية.أي يجب أن لا يسمح بهذا الخلط و إلا أصبح ممنوعا الاقتراب من الليبرالية..إنه نمط جديد من الإرهاب الفكري الذي لا مثيل له.



    يتبع إن شاء الله..
    يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تعليقات: ملاحظات على موقع إسلام أون لاين
    بواسطة أحمد واكد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-02-2009, 06:05 PM
  2. ملاحظات على اسلوب ((الثمرة))
    بواسطة ابو يوسف المصرى في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-30-2009, 09:07 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء