عن عبد الله بن قرط رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القرّ ". رواه أبو داود (1765) وأحمد وغيرهما بسند صحيح (أنظر صحيح الجامع للعلامة الألباني رقم 1075)

وفي سياق هذا الحديث: " قُرِّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس بَدَنات أو ست ينحرهن، فطفقن يزدلفن إليه- أي يقتربن – أيّتهن يبدأن بها !!".

قال العلامة الشِّوكاني في نيل الأوطار {5/223}: وفي هذه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث تسارع إليه الدِواب التي لا تعقل لإراقة دمها تبركا به. فيا لله العجب من هذا النَّوع الإنساني كيف يكون هذا النّوع البهيمي أهدى من أكثره وأعرف ؟!!

تَقرُب إليه هذه العُجم لإزهاق أرواحها وفَري أوداجها، وتتنافس في ذلك وتتسابق إليه، مع كونها لا ترجو جنّة ولا تخاف ناراً، ويبعد ذلك الناطق العاقل عنه، مع كونه ينال بالقرب النعيم الآجل والعاجل، ولا يصيبه ضرر في نفس ولا مال، حتى قال القائل-مظهرا شدّة حرصه على قتل مصطفى صلى الله عليه وسلم-:" أين محمد؟ لا نجوت إن نجا "، وأراق الآخر دمه وكسر ثنيّته !! فانظر إلى هذا التفاوت الذي يضحك منه إبليس, ولهذا الأمر كان الكافر شرّ الدّواب عند الله !!