يوجد فرق كبير بين كون الله الاول خالق كل شيءأو وجود خالق لكل شيء لم يكن قبله شيء وكل شيء جاء بعده وبفعله وبين فعل هذا الاول .
فالله يعرف أنه الأول بدليل وجود المخلوق المعلول وذلك قوله تعالى "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" فلما كانوا ليسوا بخالقين فهم بخلقوا بشيء ولهم أصل في وجودهم متعلق بعلة سابقة لهم . ولا يمكن أن يكون أول من خلق مسبوقا بشيء لأنه لو كان كذلك لما كان الأول . ولو تسلسل الخالقون بلا توقف يعني أن الخالق الاول لا يمكن أن يكون موجود وهذا يحيل وجود المخلوق وهو عكس المشاهد لذا ألزم العقل الناس بان الخالق هو الاول الذي ليس قبله شيء .
أما ما بعد ذلك فلا يستطيع العقل الا استنتاجه مما يدرك . فمثلا يعلم حكمة الخالق واتقانه عندما ينظر في المخلوقات . ويعلم عدل الله عز وجل بالوحي . لان العقل لا يمكنه ان يعرف هل الخالق عادل ام لا الا بطريقين : الاول معرفة ذلك معاينة وذلك لن يكون الا بعد يوم القيامة . او بالوحي الي يخبر عن ذلك .
فالتصديق بعدل الله جاء تبعا للشرع الذي صدقناه بعد علمنا صدق النبي . والعقل لا يعرف وجود الاخرة ولا الحساب ولا الجنة والنار الا بذلك .
فلان العقل لا يحيل ان يفعل الخالق ما يشاء لا يمكنه ان يعرف ما سيفعل الخالق عز وجل .فلذلك كان تعلق الايمان بالغيب بالتصديق المطلق للرسول وما جاء به . والعقل يمكنه ان يبحث في صدق النبي فيما يدرككه ويشاهده . وتبعا لذلم اذا تحققت القرينة بصدق النبي اوجب العقل تصديق ذلك النبي . ولما كان ما يخبر به النبي هو من الممكنات العقلية فلا يحيل العقل ذلك بل يجعله ضمن الممكنات لا المستحيلات .
مثال ذلك البعث بعد الموت . فالتصديق به تابعا لتصديق الرسالة . ولما عجزت افهام بعض الناس بالتصديق بامكان ذلك جعل القران العقل حكما في اثبات انه ممكنا بدليل وجود الشيء بعد ان لم يكن . وللاستزادة اضع هذا الربط
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5319
المداخلة رقم 9 عن موضوع علم الغيب والعقل وما بعدها كيف بين القران ان البعث لا ينافي العقل.
اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر
Bookmarks