كماركسي سابق قرأ الأدبيات الشيوعية من أبسط الكتب [ ألف باء الشيوعية - بوخارين - طبعة دار التقدم -موسكو ] , مروراً بما توافر من مجلدات لينين و انتهاء بالكتاب الضخم و الثقيل العيار لكارل ماركس و هو كتاب : رأس المال , أجد أنه كما يستحيل أن تكون شيوعياً و رأسمالياً في وقت واحد , فإنه من المستحيل أن تكون شيوعياً و مؤمناً في ذات الوقت..
السبب الرئيسي هو و بكل بساطة :
الشيوعي بالمعنى المتعارف عليه [ فالحديث هنا لا يشمل حركات اليسار الديمقراطي و اليسار الجديد و غيرها من النسخ المستحدثة..] أي أن الحديث عن الماركسي اللينيني بشكل رئيسي , هذا الشخص قطعاً يجب أن يؤمن بالمادية الجدلية كفلسفة تفسر له الكون و الحياة و السياسة و الاقتصاد و كل شئ..
إذاً كل شيوعي هو مادي بالضرورة و طبعاً ليس كل مادي شيوعياً..
و إيمان الإنسان المعتنق للمادية بإله أو حتى قوة عظمى خارقة للطبيعة يهدم ماديته من أساسها...فكيف إذا كنا نتحدث عن الإسلام الذي عرفنا فيه الله سبحانه و تعالى بذاته عن طريق أسمائه و صفاته , و تعبدنا بشريعة واضحة محددة تتصادم قطعاً مع القوانين الوضعية , و طالبنا بالاستقامة على منهج أخلاقي صارم حتى حين يكون الواحد منا بعيداً كل البعد عن أنظار البشر الآخرين؟؟؟
طبعاً اطلعت على بعض نتاجات يساريين سابقين قاموا بقراءة الدين الإسلامي طبعاً من منظور يساري بحت فخرجوا بنظريات طريفة كتقسيم الصحابة الكرام إلى معسكرين : معسكر بروليتاري هو سيدنا علي بن أبي طالب و أبو ذر الغفاري و سلمان الفارسي و غيرهم رضوان الله عليهم جميعاً , و معسكر رأسمالي هو سيدنا عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف و غيرهم رضوان الله عليهم جميعاً..
و لا يخفى عليكم أن الإسلام هو بحد ذاته نظرية خاصة قائمة بذاتها فلا نستطيع القول أنه أقرب للشيوعية أو الرأسمالية في الاقتصاد مثلاً , أو أقرب للديكتاتورية أو الديمقراطية كنظام حكم...
الإسلام بكل بساطة هو أولاً و آخراً : إسلام ..
أطيب التحيات..
Bookmarks