المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد
في هذا التفسير تدليس بسيطة لا يكاد يُلاحظ لكنه كاف لقلب الحقائق.
يقول القدياني
("يسأل اللـه تعالى عيسى عليه السلام يوم القيامة، عنْ سبب اتخاذ الناس إياه إلـهًا")
وهذا كذب على الله!
1- المسيح لم يتحدث عن سبب عبادة الناس له! والله لم يسأله (لمـــــــــاذا إتخذك الناس وأمك إلهين؟)
2- بل سأله عن مسؤوليته فقط: {
أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلـهيْنِ} ؟
والفرق شاسع بين الأمرين:
1- لان السؤال لم يكن عن علم المسيح يوم القيامة بما قام به "الآباء الأولون" في القرون الأولى الميلادية في المجامع التي تم فيها تأليه.
2- بل السؤال كان فقط عن مسؤوليته إتجاه ذلك! وبالتالي قول المسيح {َ
كُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} هذا لأنه -عندما توفاه الله- لم يعلم حينها ولم يشهد المجامع الكنسية التي قالت للناس أن المسيح هو الله. فهو غير مسؤول عن أمر لم يكن رقيباً عليه! ولذلك قال {
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}
- إذاً نفي المسؤولية: هو جواب المسيح على قوله تعلى {
أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلـهيْنِ}
- أما نفي العلم اللاحق: فهو جوابٌ على السؤال الذي اخترعه القدياني ونسبه كذبا الى الله. أي السؤال (عنْ سبب اتخاذ الناس إياه إلـهًا)
ولو كان للقدياني ذرة عقل لأنتبه انه رغم عدم شهادتنا على ما فعله قسطنطين من دمج المسيحية بالعقائد الوثنية وما نتج عنه من تأليه للمسيح. إلا أن عدم شهادتنا لا تتعارض مع علمنا اللاحق بما حدث! كذلك عدم شهادة المسيح على مَنْ ألهه هو نفي للمسؤولية -كونه لم يكن رقيبا عليهم- وليس نفيا لعلمه بعد ذلك بما حدث في غيابه.
أما استشهاد القدياني بما جاء في الحديث الشريف فلا يخدمه. لان عدم علم النبي
بأمر لم يشهده ولم يخبره الله به ولم يعد الى الدنيا ليرى نتائجه, هو أمر بديهي. أما في حالة المسيح الذي سيعود فلا يمكن الربط بين (عدم شهادته على من ألهه في الماضي) وبين (القول بعدم علمه بالأمر بعد ذلك). وخدعة القدياني هنا أنه أفترض (عدم عودة المسيح) حتى يتمكن من (نفي العلم) الذي هو حجته على (عدم عودة المسيح). أي أنه افترض (أ) ليستنتج (ب) التي هي حجته على (أ).
Bookmarks