ثم مجيئه ليكون للناس كافة، ثم نسخه تشريعات إسلامية، ثم نجاحه الباهر واتباع الناس جميعًا إياه ، ثم قتلـه ذلك الدجال الرجل صاحب الخوارق كما يتوهم البعض في تفسيراتـهم للأحاديث النبوية البليغة المليئة بالمعاني، التي يفسرونها تفسيرًا خرافيًا. إقرأ قولـه تعالى(إِذْ قَالَ اللـه يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتـهمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنـهمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ) (سورة المائدة: 111)
فهذه هي النعم التي أنعم اللـه بها على نبيه عيسى، وهذا هو معرض الحديث عنـها. وعدم ذكر نـزولـه ليحكم العالم وتدين لـه البشرية في معرض الحاجة إلى ذلك، دليل على عدم حصولـه بالنسبة إليه؛ فالسكوتُ في معرض الحاجة إلى بيانٍ بيانٌ . فالآية يُفهم منـها، ضمنًا، عدم مجيء عيسى عليه السلام إلى هذه الدنيا ثانية.
Bookmarks