السلام عليكم ورحمة الله
(فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
هذه اللآية تبين أن اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وتعزيره ونصرته واتباع النور الذي أنزل معه وهو القران كافي للفلاح ولم يذكر هنا وجوب إتباع أخبار الرجال الغير معصومين وجعلها مصدرا تشريعيا لأن الآية التالية تنهى عن اتباع غير ما أنزل الله (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ) وإذا اتبعنا روايات الرجال من غير ما أنزل الله نكون خالفنا الآية .
وكيفية العبادات جاءتنا بالتواتر العملي أي توارثها المسلمون حتى وصلتنا فلا نحتاج لأن نثبتها بالأسانيد كما أن الإسناد لو كان صحيحا لما كان هذا كافيا للقطع بصحة الحديث لأن الرواة معرضون للنسيان والخطأ .
وإذا قلتم أن الله أمرنا بأن نطيع الرسول ونأخذ ما آتانا فأقول أننا نطيع الرسول فيما قطع بصحته من كيفيات عبادة متوارثة ومن القرآن أما الأحاديث فلم يأمر الرسول أصحابه بكتابتها لأنه إن كان أمر بذلك لكانت كل الأحاديث صحيحة كما أن القران كله صحيح لأنه دون في عصر الرسول ثم جاءنا بالتواتر ومعروف أن التدوين الرسمي للسنة لم يتم إلا بعد مئتي سنة بعد وفاة الرسول وفي كل تلك الفترة كان المسلمون يعبدون الله من دون وجود أحاديث مدونة رسميا ولا نضمن أنه في فترة التدوين قد دست بعض الروايات الضعيفة بوضعها مع أسانيد صحيحة وبعدم أمر الرسول بتدوين الأحاديث لا تكون الأحاديث مما آتانا الرسول فهي لا تلزمنا .
Bookmarks