و اخيرا ظهرت لى ادلة ثبوت التطور

[أبو يوسف المصرى]

بعد محاولات مستميتة منى لنسف نظرية التطور بشقيها الداروينى و الاسلامى

آن لى ان أعترف بأن التطور صار حقيقة واقعية ينبغى التسليم لها

و لعل أكثر القراء سوف يتعجبون لذلك

و لكن اذا عرف السبب بطل العجب





منذ قليل خرجت الى الشارع المصرى لأزور مريض فى غرفة الانعاش لأطمئن عليه و لأرى ان كان فى احتياج الى أى شىء, مع العلم بأنه لا أحد يسأل عليه فى غرفة الانعاش سوى العبد لله

فكانت المفاجأة التى أثبتت لى أن التطوريين على حق

رأيت جموع الشعب المصرى تسير فى الشوارع ما بين ماشى على الأقدام و راكب و الكل فى زحام لا ترى منه الأرض على الاطلاق

فقلت لعل القيامة قد أوشكت ففزع الناس الى الشوارع خوفا منها

و كانت الصدمة عندما اكتشفت أن هذه الجموع التى سدت الشوار بالملايين

خرجت لتحتفل بنصر مصر فى مبارة كرة قدم

ساعتها أيقنت أن التطور علينا حق

و ان اللى بيتطور هو العقول التى صارت لا تنكر المنكر و لا تعرف المعروف

فاذا كان الهزل يجمع كل هؤلاء الناس

فمؤكد أن العقول قد أصابها التطور من الأعلى الى الأدنى و لا حول و لا قوة الا بالله

و قد كانت لى محاولة سابقة لأثبت تطور العقول الى الأدنى فى الموضوع الآتى

http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=20858

الا أننى اعترف بأننى لم أستطع ان أثبت تطور العقول الا اليوم

فالفقر و المرض و الجهل و البطالة فى أغلب الشعوب الاسلامية ضارب بجذوره فى أعماق الكرة الأرضية

و مع ذلك لم نسمع لأحدهم صوتا

و لم نرى لهم فى الشوارع علما أو طبلة أو رقصا حتى على الأنغام

و لكن مع الكرة المستديرة

أصبحت العقول بعيدة كل البعد عن الاستنارة

و تساوت فى المسيرة عقول الجهلة مع العقول المستنيرة

هذا بحق هو التطور

و لا عزاء للخلقيين

[ناصر التوحيد]

و لا عزاء للتطوريين

[كلمات 12]

الله يبارك فيكم جميعا
وشاهدوا الآن استقبال الجماهير المصرية للمنتخب القومي لتشاركونا الفرحة أكثر و أكثر

[shahid]

مشكور ابويوسف ، بالفعل نجح حسن شحاتة في احراز الكاس للمرة الثالثة على التوالي ، وهذا درس بليغ على ان النجاح يأتي بالجد والتكاتف ، فهل يمكن ان نستفيد من التجربة في مجالات اخرى تلبي احتياجات الامة ؟ اتمنى ذلك .

[أبو يوسف المصرى]

السلام عليكم و رحمة الله

اخوتى الكرام جزاكم الله خيرا على مشاركاتكم لى فى تقديم واجب العزاء للعقل المسلم.

و قد يظن البعض أن حديثى عن تطور العقل امر مبالغ فيه, و لكن كل المشاهدات تدل على أنه فى حالة تطور مستمر من سىء الى اسوء (قد تكون نظرة تشاؤمية و لكنى لا اصف الى الحال الواقع).

و يا ليته تطور نتيجة طفرات جينية, لهانت المسالة و سقط الحساب يوم الحساب, و لكنه تغير كنتيجة طبيعية للتغيرات الاجتماعية الحديثة, و التى ساعدت على انتشار الجهل بالدين و الانغماس فى الشهوات و الملذات

فتكرار الحدث دليل على رسوخه فى عقول من قاموا به

فخروج الجموع الغفيرة لأجل مبارة كرة قدم لم يحدث مرة واحدة و لا مرتين بل مرات عديدة

و هذا مؤشر خطير على تغير اهتمامات الأمة الاسلامية, و على استعدادها التام لقبول أى باطل

و ليس أدل على ذلك من الانتشار الحديث للالحاد و اللادينية و اللا أدرية و العلمانية و الشيوعية و غيرها من الطرق العديدة التى ينقلب بها العقل على الدين

و تهاوى العقل المسلم ان دل على شىء فانما يدل على طبيعة الأسرة التى نشأ فيها هذا العقل

فأسرة لا وجود فيها للأب أو الأم لانشغالهما المستمر بالعمل, لا يمكن لعقل المسلم أن ينمو فى هذه الأسرة بطريقة صحيحة

أسرة لا تعرف كيف تقول لأبنائها اتقوا الله فى كل افعالكم, لا يمكن لعقل المسلم أن ينمو فى هذه الأسرة بطريقة صحيحة

أسرة لا تعرف عن الاسلام الا القليل, و ان عرفت, لا تعرف الا معلومات مبتورة, لا يمكن لعقل المسلم أن ينمو فى هذه الأسرة بطريقة صحيحة

و مع ظهور الأسرة البديلة, اسرة السوء, من أصحاب المقاهى, و الانترنت, و الفضائيات

تم تدمير العقل المسلم بسرعة الطفرة السريعة التى تحول كائن الى آخر فى لمح البصر, و ليس بالضرورة لنرى هذه الطفرة أن نرى تغير فى الصورة البشرية, فتغبر العقل دليل كافى

فما رايته من شبابنا فى مظاهرات الكرة, لهو أكبر دليل على هذه الطفرة الغريبة على المجتمع المسلم

فى امريكا أجرى بعض الاخوة المسلمين فى أحد المراكز الاسلامية استبيان عن معرفة شباب الجيل الثالث (الأحفاد) من المسلمين بالاسلام

فكانت النتيجة مخزية, البعض قال بأن اسلام هذا هو اسم مطعم فى أمريكا

و أخشى و الله لو أجريت هذه التجربة الآن على شباب الجامعات الاسلامية فى الوطن العربى أن نرى العجب العجاب, بعد أن صار الظاهرلا يمت بصلة الى أحوال المسلمين.

و من أكثر مظاهر تدهور العقل, أنه بدأ يكف عن التفكير فى وجود الله مع أنه على الاسلام

فهناك طائفة من المسلمين و ليست بالقليلة, أراحت عقولها مختارة أو مجبرة من التفكير فى أى أمر من أمور الدين و صارت الحياة عندهم اللهو و اللعب و كسب المال و تملك الأملاك على كافة أشكالها

فاليوم بطوله مرهق أشد الارهاق فى خدمة الدنيا و فى الليل و بعد انقضاء حفلات السهر فى ما لا يرضى الله نيام كالجياف


و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

" إن الله يبغض كل جعظرى جواظ سخاب فى الأسواق ، جيفةٍ بالليل ، حمار بالنهار ، عالم بأمر الدنيا ، جاهل بأمر الآخرة"

حديثٌ حسنٌ, و صححه الألبانى

فالجعظرى هو الشديد الغليظ ، والجواظ هو الأكول ، والسخاب هو الصخاب كثير الصياح عالى الصوت ، ومقصود الحديث ذم أهل الدنيا المتكالبين عليها ، بحيث إنهم يكدحون فيها طوال حياتهم كالأنعام ، ليس لهم هم إلا جمعها والاستكثار منها ، فإذا جن عليهم الليل ناموا كالأموات بلا حراك ولا يذكرون الله تبارك وتعالى .


ان تدهور العقل المسلم الى هذه الدرجة يحتاج الى وقفات, بل ربما احتاج الى طفرة عكسية ترد الأمة الى عقولها

و أخشى و الله ان تكون الطفرة العكسية فى صورة عقوبات من الله لا تحمد عقباها

اسأل الله أن يلطف بنا و بشباب هذه الأمة الذى تحاك له الفتن ليل نهار, فينجذب الى الشهوات و هو لا يدرى انه يسير الى الهلاك و هو مغمض العينين, كسير الفراش الى النار و هو لا يدرى أنها محرقة

و صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يصف حاله و حال أمته من انخداعهم بالشهوات التى شبهها بالنار, و هو يحاول أن يمنعهم عنها و هم لا يرضون الا أن يقعوا فيها

روى الإمام البخاري بسنده عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا, فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا, فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا, فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا)

اللهم فالطف بهذه الأمة و نجنا من خطر الفتن ما ظهر منها و ما بطن