يا أحمد
أفكارك مشتتة و مبعثرة و ليس عندك هنا مشاركة واحدة متجانسة و العلمانية التي تعنى تصفية الدين لاختزاله في المسبحة و المسجد و المقابر و قراءة القرآن للترحم على الأموات بحيث لا يكون له دخل في شئون العامة, علمانية فاشلة بحكم التعريف, و حديثك عن بعض الاجتهاد في الفكر الاسلامي (الحكم, الشورى, الفن, الاقتصاد..) يجب أن يكون في إطار الاسلام نفسه, لا أن تلغي الاجتهاد كليا ثم تأتي بالعلمانية كحل, فهذا النوع من التفكير خزعبلاتي من الدرجة المفضوحة.
مثلا إذا قلت إن طريقة الحكم في فجر الاسلام ربما كانت صالحة لتلك البيئة الصحراوية و متماشية مع الطبيعة الديموغرافية آنذاك و بالتالي لم يكن هناك حاجة لدولة بمعنى الدولة بمؤسساتها و أجهزتها و أنظمتها و حدودها وو.. ربما قد أتفق معك, لكن نقد هذا الاجتهاد يجب أن يتم في إطار الاسلام نفسه و ليس خارجه, فقد نختلف في غسل اليد هل نبدأ باليمنى أو باليسرى ثم تأتي بعدها لتقول لي لنترك غسل اليد و نفكر في غسل السيارة.. فلا علاقة للسيارة بالوضوء.
جئت لتذكرنا بعض الفرق هذه شيعة و اخرى سنة و كذا مذاهب و فرق و و لكل اجتهاده و لكن المصيبة هو بدل أن تبحث عن القاسم المشترك بينهم ثم تبحث عن الاجتهادات الأقرب للحق من بين كل هذه الفرق, جئت أنت بنحلة جديدة اسمها علمانية لا ناقة لها و لا جمل في بيئتنا الثقافية الحضارية و التاريخية الاسلامية. مصيبة.
الأكثرية هم أهل السنة و الجماعة لكن إذا أنت من فرقة أخرى فلا يتم تجاهلك و إنما يمكنك أن تعارض اجتهادهم بالحجة و الدليل كما فعلت تلك المرأة التي وفقت في وجه عمر ابن الخطاب (ض) تعارض اجتهاده في تحديد المهر أو شيء من هذا القبيل, و إذا كان اجتهادك يختلف و لا يتعارض مع اجتهادهم فاجتهادهم مسبق و أنا أعرف كما يعرف الكثير أن التمويل الاسلامي أفضل من التمويل الغربي بل من الغربيين المفكرين اعترفوا بذلك و من الغربيين البريطانيين من هرع الى بنوك اسلامية.. لكن حتى لا ندخل في التفاصيل: الفكرة هي أنا سأذهب الى البرلمان و اقدم لهم الفكرة و اقول لهم انا معى حجج و براهين و انتم ليس عندكم شيء بل ممكن اقول لهم انتم تظطهدوني فانا مسلم و انتم تفرضون علمانيتكم و الغربي التروتسكي سيقول تفرضون علي ليبيراليتكم و الليبيرالي الجديد يقول تفرضون علينا ليبيراليتكم الاشتراكية و الاشتراكي يقول تفرضون علينا ديموقراطيتكم الليبيرالية و التقدمي يقول تفرضون ليبيراليتكم المحافظة و القومي يقول تفرضون علينا ديموقراطيتكم العولمية و الفِرق في اصغر دولة هناك عديدة و كل فرقة منقسمة لفرق و هكذا.. نحن نختلف عنهم فنحن أمة الوحى الرباني فالقطعي لا جدال فيه يعني لا جدال في تحريم الزنا و لا يأتي واحد في هذا المسألة باجتهاد, ما فيهش اجتهاد او نظريات هنا.
التعديل الأخير تم 02-11-2010 الساعة 05:48 PM
الفلسفة الإنسانية أو علمنة الفلسفة و العلم وراء الكارثة الحديثة التي تسبب اللاوعي و الإحباط كنتيجة للصراع بين المتناقضات, فعلى سبيل المثال لا الحصر, تصور الحياة على أنها عبثية -أو نتيجة عملية عبثية- من جهة, و من جهة ثانية إبعاد صفة العبث عن هذا التصور و عن أي محاولة فلسفية فكرية متتالية في إثبات هذا التصور!!
Bookmarks