السلام عليكم
ارجو ان لا يتعسف اخوتنا السنة في استخدام سلاح اطلاق لفظة منكري السنة على كل من خالفهم لأن الكثير ممن لا ينكرون السنة من حيث المبدأ يتعرضون للهجوم بهذا السلاح لا لشئ الا لاختلاف الأهواء
انه لمن المحزن والمخجل ان نجد المسلمين يسب بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا على خلافات ابتدعت في دينهم ما انزل الله بها من سلطان
ولكن من رحمة الله ان نجد الأصل و جوهر العقيدة الاسلامية ثابت نقي لم يصبه ما اصاب الكثير من معتقدات الأديان الأخرى بالرغم من ضلالات المنتسبين لهذا الدين فهل نسأل انفسنا : لماذا ؟ ما الذي يعصم عقيدتنا من الزيغ ؟
الجواب وللأسف مهجور مهجور مهجور وهو القرآن الذي لم نعطه حقه والذي سماه الله بالعظيم والمجيد والحكيم في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة ذي الذكر لا ريب فيه ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
القرآن وحي من الله تعالى ونتفق على هذا
حديث النبي لا نستطيع تسميته وحيا بكل ما في الكلمة من معنى لسبب بسيط وهو ان لفظه ليس من عند الله وبهذا يكون من عند غير الله حتى ولو كان معناه من الله لأن اللفظ وعاء المعنى الذي يظهره ولا ينفصل عنه والكلام من وجهة نظر الشرع والدين صنفان لا ثالث لهما كلام الله تعالى وهو الكتاب ولا شئ غيره وكلام البشر ومنه كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم ان النبي لم ينسب لفظا واحدا من عنده الى الله عز وجل الا القرآن ونستشهد بقوله تعالى
( أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور )
( ولو تقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين . وإنه لتذكرة للمتقين )
كما وأن القرآن معجز في لفظه دون حديث النبي اذ تحدى الله عباده بأن يأتوا بمثله في كثير من الآيات نذكر منها
( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين )
( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين )
وغيرها من الآيات الكريمة
اذن فالمشابهة بين كلام محمد الانسان في غير القرآن وبين كلام الله المباشر في القرآن الذي بلغه النبي محمد هو شرك بالله وادعاء عليه بأن الله قد جعل شيءا من الألوهية في شخص النبي تؤهله بأن يقول كلاما مثل كلام الله ولعياذ بالله
وبذلك لا يجوز المماثلة او المشابهة بين كلام الله وكلام الرسول من ناحية اللفظ
وهذا نتفق عليه ولا نختلف
وهذا لا يتنافى مع حقيقة ان الله يوحي لرسله بالكتاب وبغير الكتاب كما اوحى لموسى من قبل التوراة ولكن الخلاف هنا في نسبة القول الى الله ومن ثم التشريع المستمد منه اذ ان موسى لم يشرع لقومه بغير التوراه ووحي الله اليه من قبلها كان خاصا ومقيدا بالفترة التي عاشها رسول الله موسى مع قومه وموجه لهم فقط وبالمثل كان ذلك مع نبينا الا بما يوافق القرآن ولا يزيد عليه والا لأمر نبينا بكتابة الحديث كتابة ممنهجة بعد فصله عن القرآن وهذا لم يحدث
معنى الحديث قد يكون وحيا من الله ولكن ومع ذلك لا نستطيع نسبته الى الله لأن ذلك افتراء وكذب ننزه نبينا عنه ولنأخذ جملة من القول كمثال على ذلك :
قال ابو بكر ( من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت )
معنى الكلام فعلا من الله ولكن هل نستطيع ان نقول ان هذا الحديث لأبي بكر وحي من الله بالمعنى الشرعي ؟
اقول من عندي جملة على سبيل المثال ( كل الناس عباد لخالقهم الذي هو خالق الكون )
معنى الكلام فعلا من الله ولكن هل استطيع ان انسب الكلام الى الله ولعياذ بالله ؟
يقول الله عن الذين يفترون الكذب
( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايدهم وويل لهم مما يكسبون )
( ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا وقال أوحى إلى ولم يوح إليه شيء و من قال سأنزل مثل ما انزل الله )
لا نختلف من حيث المبدأ على وجوب اتباع النبي محمد في كل صغيرة وكبيرة اقرها او قالها او فعلها في الدين بأمر من الله تعالى وبوحي منه في الكتاب وفي غير الكتاب ولا رسول لنا بالمعنى الشرعي من بعده وبذلك عرفنا الصلاة والحج وغيرهما من العبادات التي وصلتنا بالتواتر عن النبي ولكن ننفي عن النبي تهمة الافتراء على الله والتقول عليه وان النبي لم ينسب الى الله حديثا واحدا سوى القرآن الذي كان النبي يتبعه في كل صغيرة وكبيرة ويطبقه ولا يعارضه وهذا القرآن هو الأصل الذي يحوي كل الأسس العقدية والتشريعية لأن الله وحده المشرع وما وجدنا اعجازا فيما نسب الى النبي الا في القرآن ولا بلاغا ولا بيانا كما في القرآن فأنا لنا ان نتيقن من صدق ما نسب الى الرسول غير القرآن ؟ وأنا لنا ان نفهم كلام النبي " اذا افترضنا جدلا تيقننا من صحة نسبته اليه وهذا محال " من حيث المبدأ الا من خلال فهمنا للقرآن ؟ فقد اخبرنا الله بوجود الفتنة في اتباع اهل الزيغ المتشابه في الآيات من القرآن مع العلم بأن لفظ الآيات المتشابهة من الله فكيف هو الحال بفتنة اتباع كلام متشابه لفظه ليس من الله وليس الا اجتهاد بشري ؟
وبذلك نعرض متن الحديث على القرآن لسببين 1 الاقتراب من التثبت من نسبة المعنى للرسول 2 الاقتراب من الفهم الأصح لكلام الرسول ومراده
اقول الى الذي قال " لو كنت في زمن النبي تراه وتسمعه .." لا نختلف من حيث المبدأ في طاعة رسولنا في كل صغيرة وكبيرة امر بها في الدين ولكن نختلف في علم الحديث والزام الناس بما لم يأت به لا كلام الله ولا كلام رسوله في تصنيف علم الرجال وتصنيف درجات الحديث وغيرها من الأسس المبتدعة , فهل تعترضون على تسميتها مبتدعة ؟ وهل هي من وحي الله تعالى ؟ هي علوم واسس وضعية ليست من الله ولا من الرسول وان كان غير هذا لزمكم الدليل وليس لديكم
وانني لأخشى ان كنتم في زمن النبي ان تكونوا ممن قال له ( وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن يكون ابدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم )
وتصور معي لو ان الرسول يعود لزماننا اليوم ! اخشى ان يعود غضبان اسفا كما عاد موسى لقومه وبئس ما خلفناه من بعده بهجرنا كتاب الله وبالزام الناس بالمبتدع من علم الحديث الذي لم يأت به الرسول والذي تكفرون الناس على انكاره
علم الحديث علم وضعي منه المفيد ومنه الضار
ولكن يحزنني ان الأكثرية من المسلمين يعدونه اساس عقيدة المسلم ويكفرون الناس على انكاره ولا نريد ان يكون لنا مجمع في الاسلام مماثل لمجمع نيقية النصراني وما حدث في تأسيس المذهب السني امر مشابه من حيث ان النصارى اقروا الوهية المسيح واقروا الثالوث " المقدس " ولا دليل لهم على ذلك لا من الانجيل " حتى اناجيلهم اليوم " ولا من كلام المسيح كذلك اقر المسلمون اسس علم الحديث التي لا دليل عليها لا من القرآن ولا حتى من كلام الرسول لجعل السنة مستقلة عن القرآن تماما وهذا قول باطل .
فاين نذهب من قول الله وقول رسوله يوم نلقاه يوم القيامة
( وقال الرسول يارب ان قومى اتخذوا هذا القران مهجورا )
اسأل الله ان لا نكون ممن يهجرون القرآن وان يهديني فما ابرئ نفسي واستغفر الله العظيم
هدانا الله واياكم
Bookmarks