النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الإلحــاد

  1. افتراضي الإلحــاد

    التعريف :

    الإلحاد(*) هو : مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى:

    فيدّعي الملحدون بأن الكون وجد بلا خالق.

    وأن المادة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.

    ومما لا شك فيه أن كثيراً من دول العالم الغربي والشرقي تعاني من نزعة إلحادية عارمة جسدتها الشيوعية المنهارة والعلمانية المخادعة.

    التأسيس وأبرز الشخصيات:

    الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم إلا في النادر في بعض الأمم والأفراد.

    يعد أتباع العلمانية هم المؤسسون الحقيقيين للإلحاد، ومن هؤلاء : أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية.

    الحركة الصهيونية أرادت نشر الإلحاد في الأرض فنشرت العلمانية لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادية(*) المفرطة والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية كي تهدم هذه الأمم نفسها بنفسها، وعندما يخلو الجو لليهود يستطيعون حكم العالم.

    نشر اليهود نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ(*) ونظريات فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظريات دور كايم في علم الاجتماع، وكل هذه النظريات من أسس الإلحاد في العالم.

    أما انتشار الحركات الإلحادية بين المسلمين في الوقت الحاضر، فقد بدأت بعد سقوط الخلافة(*) الإسلامية.

    صدر كتاب في تركيا عنوانه: مصطفى كمال للكاتب قابيل آدم يتضمن مطاعن قبيحة في الأديان وبخاصة الدين الإسلامي. وفيه دعوة صريحة للإلحاد بالدين(*) وإشادة بالعقلية الأوروبية.

    إسماعيل أحمد أدهم. حاول نشر الإلحاد في مصر، وألف رسالة بعنوان لماذا أنا ملحد؟ وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية حوالي سنة 1926م.

    إسماعيل مظهر أصدر في سنة 1928م مجلة العصور في مصر، وكانت قبل توبته تدعو للإلحاد والطعن في العرب والعروبة طعناً قبيحاً. معيداً تاريخ الشعوبية(*)، ومتهماً العقلية العربية بالجمود والانحطاط، ومشيداً بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم وتفوقهم واجتهادهم.

    أسست في مصر سنة 1928م جماعة لنشر الإلحاد تحت شعار الأدب واتخذت دار العصور مقراً لها واسمها رابطة الأدب الجديد وكان أمين سرها كامل كيلاني.. وقد تاب إلى الله بعد ذلك.

    ومن أعلام الإلحاد في العالم:

    أتباع الشيوعية: ويتقدمهم كارل ماركس 1818 – 1883م اليهودي الألماني. وإنجلز عالم الاجتماع الألماني والفيلسوف السياسي الذي التقى بماركس في إنجلترا وأصدرا سوياً المانيفستو أو البيان الشيوعي سنة 1820 – 1895م.

    أتباع الوجودية: ويتقدمهم:

    جان بول سارتر.

    وسيمون دوبرفوار.

    والبير كامي.

    وأتباع الداروينية.

    ومن الفلاسفة والأدباء:

    نيتشه/ فيلسوف ألماني.

    برتراند راسل 1872 – 1970م فيلسوف إنكليزي.

    هيجل 1770 – 1831م فيلسوف ألماني قامت فلسفته على دراسة التاريخ.

    هربرت سبنسر 1820 – 1903م إنكليزي كتب في الفلسفة(*) وعلم النفس والأخلاق(*).

    فولتير 1694 – 1778م أديب فرنسي.

    في سنة 1930م ألف إسماعيل مظهر حزب الفلاح ليكون منبراً للشيوعية والاشتراكية(*). وقد تاب إسماعيل إلى الله بعد أن تعدى مرحلة الشباب وأصبح يكتب عن مزايا الإسلام.

    ومن الشعراء الملاحدة الذين كانوا ينشرون في مجلة العصور.

    الشاعر عبد اللطيف ثابت الذي كان يشكك في الأديان في شعره..

    والشاعر الزهاوي يعد عميد الشعراء المشككين في عصره.

    الأفكار والمعتقدات:

    إنكار وجود الله سبحانه، الخالق البارئ، المصور، تعالى الله عمّا يقولون علواً كبيراً.

    إن الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ ولا توجد حياة بعد الموت.

    إن المادة أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.

    النظرة الغائية(*) للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم.

    إنكار معجزات الأنبياء(*) لأن تلك المعجزات لا يقبلها العلم، كما يزعمون. ومن العجب أن الملحدين الماديين(*) يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة التي تقول بها الداروينية ولا سند لها إلا الهوس والخيال.

    عدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية ولا بالحق والعدل ولا بالأهداف السامية، ولا بالروح والجمال.

    ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل وقصته لا تعني شيئاً.

    المعرفة الدينية، في رأي الملاحدة ، تختلف اختلافاً جذريًّا وكليًّا عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي!!

    الإنسان مادة تنطبق عليه قوانين الطبيعة(*) التي اكتشفتها العلوم كما تنطبق على غيره من الأشياء المادية.

    الحاجات هي التي تحدد الأفكار، وليست الأفكار هي التي تحدد الحاجات.

    نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ(*) ونظرية فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظرية دور كهايم في علم الاجتماع من أهم أسس الإلحاد في العالم.. وجميع هذه النظريات هي مما أثبت العلماء أنها حدس وخيالات وأوهام شخصية ولا صلة لها بالعلم.

    الجذور الفكرية والعقائدية:

    نشأ الإلحاد الحديث مع العقلانية والشيوعية والوجودية.

    وقد نشر اليهود الإلحاد في الأرض، مستغلين حماقات الكنيسة(*) ومحاربتها للعلم، فجاءوا بثورة العلم ضد الكنيسة، وبالثورة(*) الفرنسية والداروينية والفرويدية، وبهذه الدعوات الهدامة للدين(*) والأخلاق(*) تفشى الإلحاد في الغرب، والهدف الشرير لليهودية العالمية الآن هو إزالة كل دين على الأرض ليبقى اليهود وحدهم أصحاب الدين!!

    الانتشار وأماكن النفوذ :

    انتشر الإلحاد أولاً في أوروبا، وانتقل بعد ذلك إلى أمريكا.. وبقاع من العالم.

    وعندما حكمت الشيوعية في ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي قبل انهياره وتفككه، فرضت الإلحاد فرضاً على شعوبه.. وأنشأت له مدارس وجمعيات.

    وحاولت الشيوعية نشره في شتى أنحاء العالم عن طريق أحزابها. وإن سقوط الشيوعية في الوقت الحاضر ينبئ عن قرب سقوط الإلحاد – بإذن الله تعالى.

    يوجد الآن في الهند جمعية تسمى جمعية النشر الإلحادية، وهي حديثة التكوين وتركز نشاطها في المناطق الإسلامية، ويرأسها جوزيف إيدا مارك، وكان مسيحيًّا من خطباء التنصير، ومعلماً في إحدى مدارس الأحد، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وقد ألف في عام 1953م كتاباً يدعى: إنما عيسى بشر فغضبت عليه الكنيسة(*) وطردته فتزوج بامرأة هندوكية وبدأ نشطاه الإلحادي، وأصدر مجلة إلحادية باسم إيسكرا أي شرارة النار. ولما توقفت عمل مراسلاً لمجلة كيرالا شبدم أي صوت كيالا الأسبوعية. وقد نال جائزة الإلحاد العالمية عام 1978م ويعتبر أول من نالها في آسيا.

    يتضح مما سبق :

    أن الإلحاد(*) مذهب(*) فلسفي يقوم على إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، ويذهب إلى أن الكون بلا خالق، ويعد أتباع العقلانية هم المؤسسون الحقيقيين للإلحاد الذي ينكر الحياة الآخرة، ويرى أن المادة(*) أزلية أبدية، وأنه لا يوجد شيء اسمه معجزات الأنبياء فذلك مما لا يقبله العلم في زعم الملحدين، الذين لا يعترفون أيضاً بأية مفاهيم أخلاقية(*) ولا بقيم الحق والعدل ولا بفكرة الروح. ولذا فإن التاريخ عند الملحدين هو صورة للجرائم والحماقات وخيبة الأمل وقصته ولا تعني شيئاً، والإنسان مجرد مادة تطبق عليه كافة القوانين الطبيعية(*) وكل ذلك مما ينبغي أن يحذره الشاب المسلم عندما يطالع أفكار هذا المذهب الخبيث.


    --------------------------------------------------------------------------------

    مراجع للتوسع :

    - صراع مع الملاحدة، عبد الرحمن الميداني.

    - الملل والنحل، للشهرستاني ط.(1400هـ- 1980م). بتحقيق محمد سيد كيلاني، وهي طبعة فريدة – لمذاهب جديدة.

    - الفلسفات الكبرى، بياردو كاسيه – سلسلة زدني علماً- بيروت.

    - الإلحاد وعلاقته باليهود والنصارى ، مقال للدكتور محمد بن سعد الشويعر، نشر بمجلة البحوث الإسلامية العدد 14.

    المراجع الأجنبية :

    - History of Philosophy by F.C. Copleston. Burns. London 1947.

    - Existentialism and Humanism by J.P. Sartre, London 1955.

    - History of Modern Philosophy by H. Hoffding. London 1956
    .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الالحاد المذكور هذا هو الالحاد كمذهب فلسفي.
    اما الالحاد من وجهة نظر شرعية فهو امر أخر ينبغي التنبيه عليه :
    اقتصرت مقالة الاخ عن الالحاد بفهوم اهلها : بمهنى أخر من يسمي نفسه ملحد هذه الايام . وليس هذا معنى الالحاد اذ له معنى اشمل في اصطلاحنا . لان الملحد ليس فقط من انكر الله عز وجل بل الملحد كل من وضع حدود غير الحدود التي امر الله بعدم تجاوزها لذلك لننظر كيف يتكلم الاسلام عن الالحاد .


    ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون (180)
    في تفسير الطبري رحمه الله:


    قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : { ولله الأسماء الحسنى } وهي كما قال ابن عباس :
    حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } ومن أسمائه : ( العزيز الجبار ) وكل أسمائه حسن
    حدثني يعقوب قال حدثنا ابن علية عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ إن لله تسعة وتسعين أسما مئة إلا واحدا من أحصاها كلها دخل الجنة ]
    وأما قوله : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } فإنه يعني به المشركين
    وكان إلحادهم في أسماء الله أنهم عدلوا بها عما هي عليه فسموا بها آلهتهم وأوثانهم وزادوا فيها ونقصوا منها فسموا بعضها ( اللات ) اشتقاقا منهم لها من اسم الله الذي هو ( الله ) وسموا بعضها ( العزى ) اشتقاقا لها من اسم الله الذي هو ( العزيز )
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل
    ذكر من قال ذلك :
    حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } قال : إلحاد الملحدين : أن دعوا ( اللات ) في أسماء الله
    حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } قال : اشتقوا ( العزى ) من ( العزيز ) واشتقوا ( اللات ) من ( الله )
    واختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { يلحدون }
    فقال بعضهم : يكذبون
    ذكر من قال ذلك :
    حدثني المثنى قال حدثنا عبد الله قال حدثني معاوية عن ابن عباس قوله : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } قال : ( الإلحاد ) التكذيب
    وقال آخرون : معنى ذلك : يشركون
    ذكر من قال ذلك :
    حدثني محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة : { يلحدون } قال : يشركون
    وأصل ( الإلحاد ) في كلام العرب العدول عن القصد والجور عنه والإعراض ثم يستعمل في كل معوج غير مستقيم ولذكل قيل للحد القبر : ( لحد ) لأنه في ناحية منه وليس في وسطه يقال منه : ( ألحد فلان يلحد إلحادا ) ( ولحد يلحد لحدا ولحودا )
    وقد ذكر عن الكسائي أنه كان يفرق بين ( الإلحاد ) و ( اللحد ) فيقول في ( الإلحاد ) إنه العدول عن القصد وفي ( اللحد ) إنه الركون إلى الشيء وكان يقرأ جميع ما في القرآن : { يلحدون } بضم الياء وكسر الحاء إلا التي في ( النحل ) [ الآية : 103 ] فإنه كان يقرؤها : ( يلحدون ) بفتح الياء والحاء ويزعم أنه بمعنى الركون
    وأما سائر أهل المعرفة بكلام العرب فيرون أن معناهما واحد وأنهما لغتان جاءتا في حرف واحد بمعنى واحد
    واختلفت القرأة في قراءة ذلك
    فقرأته عامة قرأة أهل المدينة وبعض البصريين والكوفيين : { يلحدون } بضم الياء وكسر الحاء من ( ألحد يلحد ) في جميع القرآن
    وقرأ ذلك عامة قرأة أهل الكوفة : ( يلحدون ) بفتح الياء والحاء من ( لحد يلحد )
    قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك أنهما لغتان بمعنى واحد فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب الصواب في ذلك غي أني أختار القراءة بضم الياء على لغة من قال : ( ألحد ) لأنها أشهر اللغتين وأفصحهما
    وكان ابن زيد يقول في قوله : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } أنه منسوخ
    حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } قال : هؤلاء أهل الكفر وقد نسخ نسخه القتال
    ولا معنى لما قال ابن زيد في ذلك من أنه منسوخ لأن قوله : { وذروا الذين يلحدون في أسمائه } ليس بأمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بترك المشركين أن يقولوا ذلك حتى يأذن له في قتالهم وإنما هو تهديد من الله للملحدين في أسمائه ووعيد منه لهم كما قال في موضع آخر : { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل } الآية [ الحجر : 3 ] وكقوله : { ليكفروا بما آتيناهم وليتمتعوا فسوف يعلمون } [ العنكبوت : 66 ] وهو كلام خرج مخرج الأمر بمعنى الوعيد والتهديد ومعناه : أن مهل الذين يلحدون يا محمد في أسماء الله إلى أجل هم بالغوه فسوف يجزون إذا جاءهم أجل الله الذي أجلهم إليه جزاء أعمالهم التي كانوا يعملونها قبل ذلك من الكفر بالله والإلحاد في أسمائه وتكذيب رسوله
    والنسخ المذكور هو عن" ذر الذين يلحدون في اسمائه" بمعنى اتركهم ولا تتعرض لهم , قيل نسخت بايات القتال وقيل محكمة .


    إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير (40)
    قال ابن جرير :
    يعني جل ثناؤه بقوله : { إن الذين يلحدون في آياتنا } : إن الذين يميلون عن الحق في حججنا وأدلتنا ويعدلون عنها تكذيبا بها وجحودا لهاوقد بينت فيما مضى معنى اللحد بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع وسنذكر بعض اختلاف المختلفين في المراد به من معناه في هذا الموضع
    اختلف أهل التأويل في المراد به من معنى الإلحاد في هذا الموضع فقال بعضهم : أريد معارضة المشركين القرآن باللغط والصفير استهزاء به
    ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : { إن الذين يلحدون في آياتنا } قال : المكاء وما ذكر معه
    وقال بعضهم : أريد به الخبر عن كذبهم في آيات الله
    ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة { إن الذين يلحدون في آياتنا } قال : يكذبون في آياتنا
    وقال آخرون : أريد به يعاندون
    ذكر من قال ذلك : حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط عن السدي { إن الذين يلحدون في آياتنا } قال : يشاقون : يعاندون
    وقال آخرون : أريد به الكفر والشرك
    ذكر من قال ذلك : حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } قال : هؤلاء أهل الشرك وقال : الإلحاد : الكفر والشرك
    وقال آخرون : أريد به الخبر عن تبديلهم معاني كتاب الله
    ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي قال : ثني عمي قال : ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله : { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } قال : هو أن يوضع الكلام على غير موضعه وكل هذه الأقوال التي ذكرناها في تأويل ذلك قريبات المعاني وذلك أن اللحد والإلحاد : هو الميل وقد يكون ميلا عن آيات الله وعدولا عنها بالتكذيب بها ويكون بالاستهزاء مكاء وتصدية ويكون مفارقة لها وعنادا ويكون تحريفا لها وتغييرا لمعانيها
    ولا قول أولى بالصحة في ذلك مما قلنا وأن يعم الخبر عنهم بأنهم ألحدوا في آيات الله كما عم ذلك ربنا تبارك وتعالى
    ومحاداة الله ورسوله هي اتباع حدود غير حدودهم
    فمن غير أحكام الله فهو ملحد بأحكامه .
    ومن فالاسلام وضع حدود لكل شيء فمن تعداها فقد تعدى الحدود ومن غيرها فقد حاد الله ورسوله .
    فمعنى الالحاد لا يقتصر على الكفر بالله او انكاره بل هو اشمل ليتعلق بكل أحكام الله وما أخبر الله عنه من خبر في كتابه .
    والله تعالى أعلم.
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إعلان: في الإلحــاد.
    بواسطة بسام العباس في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-06-2010, 03:08 PM
  2. الإلحــاد
    بواسطة الفن الممكن في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-04-2009, 05:43 PM
  3. الإلحــاد صورة من صور الإيمـان الميتافيزيقي !! لكن بلا دليل
    بواسطة elserdap في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-29-2006, 09:52 AM
  4. الإلحــاد
    بواسطة سليمان الخراشي في المنتدى سليمان الخراشى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-24-2005, 11:27 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء