صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 31 إلى 41 من 41

الموضوع: لقد عاد الاسلام غريبا !!!

  1. افتراضي

    -- ومن سأل عن علاقة الايات بالموضوع ،
    يارجل الا تستحى؟. انا سألتك.

    لماذا تتظاهر بانك لم تلاحظ السؤال. وانت بتظاهرك فضحت نفسك لانك لو لم تلاحظ السؤال سابقا لتأكدت منه قبل ان تجيب. وكان الاحرى ان تتعذر عن عدم الملاحظة او ماشابه ذلك. اما اصطناع البلاهة فهو عيب فى حقك.
    --- هذه الايات تصف أناسا يظنون أنهم على الحق المبين، وهم في الواقع في ضلالهم يعمهون، والسبب أن لاتقوى في قلوبهم ولاهم بالله واليوم الاخر يؤمنون.
    كيف فهمت هذا التفسير. فأنت بهذا الشكل تستطيع ان تدعى بان معنى الاية هو ان السيارة لا تتحرك الا بالبنزين.

    فأعد الشرح مفصلا وبين ما هو وجه الاستدلال ولا تحدف الكلام.

  2. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الزميل /أمير السلام شكرا على التجاوب وإبداء وجهت نظرك

    نبدأ أولا بالأدلة التي تدل على أن القرآن أمر بالأخذ بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه حجة معتبرة وإليك الأدلة من القرآن فأنت تؤمن بالقرآن وتصدقه كما ذكرت :
    الدليل الأول
    تزيكة الله لكل ما ينطق به الرسول صلى الله عليه وسلم.
    قا تعالى (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى النجم * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم :3- 4 ) هذا صريح أن كل ما ينطق به الرسول معمول به وهذه الآية تزكيه لما ينطق به الرسول صلى الله عليه وسلم فكأنه يقول صدقت فيما أخبرت به وهي أيضا تدل على أنه معصوم في كل ما يبلغ به فلا يقول إلا حق.

    الدليل الثاني
    الأمر بطاعة الرسول وقد ورد ذلك في آيات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر
    قال تعالى(قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران : 32 )
    قال تعالى(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (آل عمران : 132 ) فيكون كل ما صدر عن الرسول من أقوال وأفعال وتقريرات يجب العمل بها وعلى هذا تكون السنة حجة

    الدليل الثالث
    تحذير الله من مخالفة أمر الرسول .
    قال تعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور : 63 ) فليزم من ذلك وجوب طاعة الرسول ومتابعته في كل ما يصدر عنه .
    وقوله (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر : 7 )

    والآيات كثيرة جدا كقوله تعالى (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (التغابن : 8 )
    وقوله(وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة : 231 ) وقد فسرت الحكمة بالسنة .
    وقوله (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (النحل : 44 ) فكيف يكون البيان بغير السنة .
    وقوله (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (آل عمران : 31 )
    وقوله(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب : 21 ) وعلامة حب الرسول إتباع سنته والأسوة به هي إتباع سنته
    وقد أجمع المسلمون منذ خلافة أبي بكر رضي الله عنه إلى يومنا هذا على أن كل ما صدر عن النبي من أقوال وأفعال وتقريرات حجة يجب العمل به .

    وأيضا أسألك كيف تصلي الصلاة التي ورد في القرآن وجوب العمل بها في آيات كثيرة .
    كقوله تعالى (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ) (البقرة : 43 ) إذ لم نعرف صفتها إلا عند طريق السنة لقوله صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي فلم في القرآن عددها وصفتها وإنما ورد الأمر بها والرسول بينها.

    هذه بعض الأدلة أقتصرت عليها منعا لإطالة فإذا كنت طالبا للحق فأعتقد أن فيها ما يكفي فذا سلمت بهذه الأدلة انتقلنا إلى ما بعدها لتواتر .
    وأمل إذا كان لك تعليق أن يكون مستند على دليل وليس على رأي مجرد عن الدليل .

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم ،،،


    الزميل / أحمد المنصور
    معذرة فلست أتظاهر بعدم ملاحظتي للسؤال ، وانما قصدت ولمن سأل عن علاقة الايات.
    معنى الاية واضح وساعمل على تفسيره ايضا :
    ومن الناس من يقول ، أي يدعي بالقول وليس في قلبه ايمان حقيقي،
    والاهم في ذلك أنهم لايشعرون أنهم مفسدون في الارض، ولو كانوا من المنافقين لكانوا أعلم بأنفسهم وغايتهم ولكنهم يظنون ظنا أنهم على الحق. وهم ليسوا كذلك. واذا قيل لهم أتبعوا ما أنزل الله ، يقولون بل نتبع ما وجدنا عليه ابائنا، اي أن اسلامهم أو ايمانهم مبنى على ما يأخذونه من ابائهم الاولون فقط وفي ذلك ظنهم أنهم على الهدى.


    الزميل / أبو عبدالرحمن الشهري :
    لا خلاف في قضية أطاعة الرسول، ولكن الخلاف هو في الكيفية ، وفي قبول شيء لايمكن اثبات ان الرسول قد قاله.
    كما أني أطلب منك تقديم رأيك أولا عن الاتي ::
    هل القول بـ " أطيعوا الله والرسول " يساوي تماما " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول "
    هل القول بـ " فردوه الى الله والرسول " يساوي تماما " فردوه الى الله والى الرسول "

    كما أن التحجج بعدم وجود الصلاة ، يحتمل الاتي :
    أما أنكم لاتفهمون ما هي الصلاة المراد أدائها في القرآن وهي حتما موجودة، وليست بالامر السهل من الدين الذي لايذكر في القرآن.
    أو انها موجودة ومتروكة للاجتهاد.
    أو أنكم تدعون عدم صحة وكمال الكتاب الموصوف بانه تبيان لكل شيء.

    ينبغي الاجابة على ذلك، لانني أجد أنكم تسوقون الحجج مقدما بالادعاء بعدم ورود الصلاة وهي الركن الرئيس في الدين.

    --- وسلام على المرسلين ،،، والحمد لله رب العالمين ،،،

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الزميل /أمير السلام
    حسنا أنت تؤمن بالقرآن وأنه يجب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ولذا يلزمك الإيمان بالسنة بناء على ما سبق من أدلة .
    بقي مسألة التواتر وسوف يكون لكلام في الآحاد لا حقا إن شاء الله
    التواتر
    القرآن وصل إلينا بالتواتر إذ لم تسمعه بنفسك من الرسول وإنما نقل إلينا بخبر الثقة المتواتر وعلى هذا يلزمك الإقرار بما ثبت من السنة بالتواتر مثل ما أقررت بالقرآن وإلا كنت متناقضا وبذلك لا تكون أهلا للمناظرة لأنك لا تقف عند مسلمات تعبر في حق العقل تناقض.
    وأما كون السنة مكتوبة أو غير مكتوبة فكلا النقلين سواء كتابه أو سماع كلها وصلتنا عن طريق الأخبار وما طعنت به في السماع يمكن أن يطعن به في الكتابه وإلا كنت متناقضا .
    والذين أنكروا التواتر هم فرقة تسمى السمينية لأنهم حصروا العلم في الحواس الخمس وقولهم هذا باطل لأننا نعلم أن الاثنين أكثر من الواحد وأن الضدين لا يجتمعان كالأسود والأبيض شيء معا وأدركنا ذلك بغير الحواس الخمس .
    وقد تركت لإجابة على أسليتك السابقة لأنها خارج موضوعنا .

  5. افتراضي

    نسيت بيان نقطة ذكرتها وهو قولك أو أنكم تدعون عدم صحة وكمال الكتاب الموصوف بانه تبيان لكل شيء.
    فالجواب عليه
    هو تبيان لكل شيء من أمور الدين، إما بالنص عليه، أو بالإحالة على ما يوجب العلم، مثل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع المسلمين وقد سبق بيان أمر القرآن بالأخذ بالسنة .

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم ،،،

    --- الزميل ، أبو عبدالرحمن الشهري،

    --- أشكرك على حسن أخلاقك العالية، وأرجو أن تقبل أعتذاري عن أكمال هذا الحوار، فلم يعد لدي هدف للبقاء في هذا المنتدى. وربما لو ألتقينا في منتدى آخر سنتمكن من أكمال الحوار.

    --- مع خالص الشكر.


    ---- وسلام على المرسلين ،،، والحمد لله رب العالمين ،،،

  7. افتراضي

    السيد امير السلام, وقد كنت سابقا عاملتك بمنهجية بحثية لا يستطيعها الا القلة من الناس فحملتك من الامر مالا تطيق.
    ولكن عندما اقرأ كلامك يتضح لى انك بحاجة لطبيب معالج وليس لمحاور. وصدقنى لست اقصد الاساءة واننى لجاد فيما اقول. بالرغم من اننى لست بطبيب ولكن تشخيص حالتك اقرب مايكون الى:
    Obsessive – compulsive disorder.
    فارجو ان تأخد كلامى على محمل الجد.

  8. #38

    افتراضي

    لا أظن أنه الوسواس القهري ، بل هو أقرب للسكيزوفرينيا Schizophrenia التي يصاحبها ضلالات من نوعية اعتقاد المريض بأن هناك من يزرع الأفكار في ذهنه ، و أنا قد قابلت بعض المرضى من هؤلاء النوع و كان أحدهم يعتقد أن المخابرات تتعقبه و تزرع في رأسه أفكارًا و تعليمات من خلال سلوك الكهرباء و الأقمار الصناعية !!

    و أنواع الضلالات تختلف حسب شخصية المريض و اطلاعه ، لذا نجد ان أمير السلام هنا قد انتابته ضلالات دينية تتناسب مع شخصيته و اهتماماته و يجب التنويه أن هذه الضلالات - حسب التعريف الطبي لها - ليس لها سبب منطقي و لا يمكن نزعها من عقل المريض بالوسائل الإقناعية العادية .

    و أنا اعد أمير السلام إن اتصل بي أن أساعده و اعرفه باكبر أساتذة الطب النفسي في مصر و لن يستغرق الأمر إلا ستة شهور بالعلاج المنتظم حتى تتحول شخصيته تماما و لن يبقى عليه إلا المواظبة على مواعيد الدواء حتى لا تتكرر الضلالات .

    و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .

  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الزميل أمير السلام اعتذارك مقبول وأعلم أنك لو قرأت في مؤلفات أهل السنة والجماعة ودققت النظر فيها ستجد ما يجعلك تنصاع لكتاب الله وسنة رسول فالحق يعلو ولا يعلى عليه وإذا رأيت قصور حججنا التي نناظرك بها فهي بسبب قصور فهمنا والإسلام براء من ذلك فحجج القرآن والسنة لها دلالات قاطعة خضع لها جهابذة في العلم الحديث وانقادوا لها وأسلموا بعد ما تبين لهم الحق فأمل أن تبحث أكثر في السنة ليتبين لك الحق أسأل الله أن يهديك له وما ذلك على الله بعزيز .

  10. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من برنامج حقائق الإسلام فى مواجهة شبهات المشككين - إنتاج وزارة الأوقاف المصرية .

    حقائق حول السنة النبوية

    ---------------------------------------------------------------------------

    حول الاستغناء بالقرآن عن السنة وعلاقة السنة بالقرآن
    هناك مَنْ يكتفون بالقرآن الكريم.. ويشككون فى صحة الأحاديث ، ويظهرون التناقضات بينها ، ويذكرون الحديث الذى ينص على عدم زيارة المرأة للقبول ، والحديث الذى يقول (فى معناه) أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إننى قد أمرتكم بعدم زيارة القبور من قبل ، والآن أسمح لكم بزيارة القبور.. فيشيرون إلى ذلك بأنه تناقض.. ويدللون على ذلك بأن الأمة قد فقدت الكثير من الأحاديث النبوية عبر الزمان ،أو أن هذه الأحاديث قد حرفت عن معانيها الصحيحة.. (انتهى).

    الرد على الشبهة:
    فى بداية الجواب عن شبهة هؤلاء الذين يشككون فى الأحاديث النبوية. ننبه على مستوى جهل كل الذين يثيرون مثل هذه الشبهات حول الحديث النبوى الشريف.. ذلك أن التدرج والتطور فى التشريع الذى يمثله حديث النهى عن زيارة القبور ثم باحتها.. هذا التدرج والتطور فى التشريع لا علاقة له بالتناقض بأى وجه من الوجوه ، أو أى حال من الأحوال.
    ثم إن التشكيك فى بعض الأحاديث النبوية ، والقول بوجود تناقضات بين بعض هذه الأحاديث ، أو بينها وبين آيات قرآنية.. بل والتشكيك فى مجمل الأحاديث النبوية ، والدعوة إلى إهدار السنة النبوية والاكتفاء بالقرآن الكريم.. إن هذه الدعوة قديمة
    وجديدة ، بل ومتجددة.. وكما حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه.. فلقد حذّر من إنكار سنته ، ومن الخروج عليها.
    ونحن بإزاء هذه الشبهة نواجه بلونين من الغلو:
    أحدهما: يهدر كل السنة النبوية ، اكتفاء بالقرآن الكريم.. ويرى أن الإسلام هو القرآن وحده.
    وثانيهما: يرى فى كل المرويات المنسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم سنة نبوية ، يكفر المتوقف فيها ، دونما فحص وبحث وتمحيص لمستويات " الرواية " و " الدراية " فى هذه المرويات. ودونما تمييز بين التوقف إزاء الراوى وبين إنكار ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين هذين الغلوين يقف علماء السنة النبوية ، الذين وضعوا علوم الضبط للرواية ، ددوا مستويات المرويات ، بناء على مستويات الثقة فى الرواة.. ثم لم يكتفوا ـ فى فرز المرويات ـ بعلم " الرواية " والجرح التعديل للرجال ـ الرواة ـ وإنما اشترطوا سلامة " الدراية " أيضًا لهذه المرويات التى رواها العدول الضابطون عن أمثالهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أى أن هؤلاء العلماء بالسنة قد اشترطوا " نقد المتن والنص والمضمون " بعد أن اشترطوا " نقد الرواية والرواة " وذلك حتى يسلم المتن والمضمون من " الشذوذ والعلة القادحة " ، فلا يكون فيه تعارض حقيقى مع حديث هو أقوى منه سندًا ، وألصق منه بمقاصد الشريعة وعقائد الإسلام ، ومن باب أولى ألا يكون الأثر المروى متناقضًا تناقضًا حقيقيًّا مع محكم القرآن الكريم..
    ولو أننا طبقنا هذا المنهاج العلمى المحكم ، الذى هو خلاصة علوم السنة النبوية ومصطلح الحديث ، لما كانت هناك هذه المشكلة ـ القديمة المتجددة ـ.. ولكن المشكلة ـ مشكلة الغلو ، بأنواعه ودرجاته ـ إنما تأتى من الغفلة أو التغافل عن تطبيق قواعد هذا المنهج الذى أبدعته الأمة الإسلامية ، والذى سبقت به حضارتنا كل الحضارات فى ميدان " النقد الخارجى والداخلى للنصوص والمرويات ".. وهذه الغفلة إنما تتجلى فى تركيز البعض على " الرواية " مع إهمال " الدراية " أو العكس.. وفى عدم تمييز البعض بين مستويات المرويات ، كأن يطلب من الأحاديث ظنية الثبوت ما هو من اختصاص النصوص قطعية الثبوت.. أو من مثل تحكيم " الهوى " أو " العقل غير الصريح " فى المرويات الصحيحة ، الخالية متونها ومضامينها
    من الشذوذ والعلة القادحة وهناك أيضًا آفة الذين لا يميزون بين التوقف إزاء " الرواية والرواة " ـ وهم بشر غير معصومين ،
    وفيهم وفى تعديلهم وقبول مروياتهم اختلف الفقهاء وعلماء الحديث والمحدثون ـ وبين التوقف إزاء " السنة " ، التى ثبتت صحة روايتها ودرايتها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم.. فتوقف العلماء المتخصصين ـ وليس الهواة أو المتطفلين ـ إزاء " الرواية والرواة " شىء ، والتوقف إزاء " السنة " التى صحت وسلمت من الشذوذ والعلل القادحة شىء آخر.. والأول حق من حقوق علماء هذا الفن ، أما الثانى فهو تكذيب للمعصوم صلى الله عليه وسلم ، والعياذ بالله..أما الذين يقولون إننا لا حاجة لنا إلى السنة النبوية ، اكتفاء بالبلاغ القرآنى ، الذى لم يفرط فى شىء.. فإننا نقول لهم ما قاله الأقدمون ـ من أسلافنا ـ للأقدمين ـ من أسلافهم ـ:
    إن السنة النبوية هى البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، وهى التطبيق العملى للآيات القرآنية ، التى أشارت إلى فرائض وعبادات وتكاليف وشعائر ومناسك ومعاملات الإسلام.. وهذا التطبيق العملى ، الذى حوّل القرآن إلى حياة معيشة ، ودولة وأمة مجتمع ونظام وحضارة ، أى الذى " أقام الدين " ، قد بدأ بتطبيقات الرسول صلى الله عليه وسلم للبلاغ القرآنى ، ليس تطوعًا ولا تزيّدًا من الرسول ، وإنما كان قيامًا بفريضة إلهية نص عليها القرآن الكريم (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) (1).
    فالتطبيقات النبوية للقرآن ـ التى هى السنة العملية والبيان القولى الشارح والمفسر والمفصّل ـ هى ضرورة قرآنية ، وليست تزيّدًا على القرآن الكريم.. هى مقتضيات قرآنية ، اقتضاها القرآن.. ويستحيل أن نستغنى عنها بالقرآن.. وتأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيامًا بفريضة طاعته ـ التى نص عليها القرآن الكريم: (قل أطيعوا الله والرسول ) (2) (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) (3) (من يطع الرسول فقد أطاع الله ) (4) (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ) (5) (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) (6). تأسيًا بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وطاعة له ، كان تطبيق الأمة ـ فى جيل الصحابة ومن بعده ـ لهذه العبادات والمعاملات.. فالسنة النبوية ، التى بدأ تدوينها فى العهد النبوى ، والتى اكتمل تدوينها وتمحيصها فى عصر التابعين وتابعيهم ، ليست إلا التدوين للتطبيقات التى جسدت البلاغ القرآنى دينًا ودنيا فى العبادات والمعاملات.
    فالقرآن الكريم هو الذى تَطَلَّبَ السنة النبوية ، وليست هى بالأمر الزائد الذى يغنى عنه ويستغنى دونه القرآن الكريم.
    أما العلاقة الطبيعية بين البلاغ الإلهى ـ القرآن ـ وبين التطبيق النبوى لهذا البلاغ الإلهى ـ السنة النبوية
    ـ فهى أشبه ما تكون بالعلاقة بين " الدستور " وبين " القانون ". فالدستور هو مصدر ومرجع القانون..
    والقانون هو تفصيل وتطبيق الدستور ، ولا حُجة ولا دستورية لقانون يخالف أو يناقض الدستور.. ولا غناء ولا اكتفاء بالدستور عن القانون.
    إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليس مجرد مبلّغ فقط ، وإنما هو مبلّغ ، ومبين للبلاغ ، ومطبق له ، ومقيم للدين ، تحوّل القرآن على يديه إلى حياة عملية ـ أى إلى سنة وطريقة يحياها المسلمون. وإذا كان بيان القرآن وتفسيره وتفصيله هو فريضة إسلامية دائمة وقائمة على الأمة إلى يوم الدين.. فإن هذه الفريضة قد أقامها ـ أول من أقامها ـ حامل البلاغ ، ومنجز البيان ، ومقيم الإسلام ـ عليه الصلاة والسلام.
    والذين يتصورون أن الرسول صلى الله عليه وسلم مجرد مبلِّغ إنما يضعونه فى صورة أدنى من صورتهم هم ، عندما ينكرون عليه البيان النبوى للبلاغ القرآنى ، بينما يمارسون هم القيام بهذا البيان والتفسير والتطبيق للقرآن الكريم !.. وهذا " مذهب " يستعيذ المؤمن بالله منه ومن أهله ومن الشيطان الرجيم !.

    (1) النحل: 44.
    (2) آل عمران: 32.
    (3) النساء: 59.
    (4) النساء: 80.
    (5) آل عمران: 31.
    (6) الفتح: 10.
    ************************************************** **************************
    التعديل الأخير تم 10-28-2004 الساعة 07:58 AM

  11. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مناظرة من كتاب جماع العلم للإمام الشافعي
    باب حكاية قول الطائفة التي ردت الأخبار كلها
    قال الشافعي رحمه الله تعالى
    قال لي قائل ينسب إلى العلم بمذهب أصحابه أنت عربي والقران نزل بلسان من أنت منه وأنت أدرى بحفظه وفيه لله فرائض أنزلها لو شك شاك قد تلبس عليه القرآن بحرف منها استتبته فإن تاب وإلا قتلته وقد قال الله عز وجل في القرآن تبيانا لكل شيء فكيف جاز عند نفسك آو لأحد في شيء فرض الله أن يقول مرة الفرض فيه عام ومرة الفرض فيه خاص ومرة الأمر فيه فرض ومرة الأمر فيه دلالة وإن شاء ذو إباحة ........وأكثر ما فرقت بينه من هذا عندك حديث ترويه عن رجل عن آخر عن آخر أو حديثان أو ثلاثة حتى تبلغ به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وجدتك ومن ذهب مذهبك لا تبرئون أحدا لقيتموه وقدمتموه في الصدق والحفظ ولا أحدا لقيت ممن لقيتم من أن يغلط وينسى ويخطئ في حديثه بل وجدتكم تقولون لغير واحد منهم أخطأ فلان في حديث كذا وفلان في حديث كذا ووجدتكم تقولون لو قال رجل لحديث أحللتم به وحرمتم من علم الخاصة لم يقل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أخطأتم أو من حدثكم وكذبتم أو من حدثكم لم تستتيبوه ولم تزيدوا على أن تقولوا له بئس ما قلت أفيجوز أن يفرق بين شيء من أحكام القرآن وظاهره واحد عند من سمعه يخبر من هو كما وصفتم فيه وتقيمون أخبارهم مقام كتاب الله وأنكم تعطون بها وتمنعون بها ........قال فقلت إنما نعطي من وجه الإحاطة أو من جهة الخبر الصادق وجهة القياس وأسبابها عندنا مختلفة وإن أعطينا بها كلها فبعضها أثبت من بعض
    قال ومثل ماذا ؟
    قلت إعطائي من الرجل بإقراره وبالبينة وإبائه اليمين وحلف صاحبه، والإقرار أقوى من البينة ،والبينة أقوى من إباء اليمين ويمين صاحبه ، ونحن وإن أعطينا بها عطاء واحدا فأسبابها مختلفة ....... قال وإذا قمتم على أن تقبلوا أخبارهم وفيهم ما ذكرت من أمركم بقبول أخبارهم وما حجتكم فيه على من ردها ........ فقال لا أقبل منها شيئا إذا كان يمكن فيه الوهم ولا أقبل إلا ما أشهد به على الله كما أشهد بكتابه الذي لا يسع أحدا الشك في حرف منه أو يجوز أن يقوم شيء مقام الإحاطة وليس بها .............فقلت له من علم اللسان الذي به كتاب الله وأحكام الله دله علمه بهما على قبول أخبار الصادقين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والفرق بين ما دل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفرق بينه من أحكام الله وعلم بذلك مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كنت لم تشاهده خبر الخاصة وخبر العامة .......... قال نعم .......... قلت فقد رددتها إذ كنت تدين بما تقول ......... قال أفتوجدني مثل هذا مما تقوم بذلك الحجة في قبول الخبر فإن أوجدته كان أزيد في إيضاح حجتك وأثبت للحجة على من خالفك وأطيب لنفس من رجع من قوله لقولك .......... فقلت إن سلكت سبيل النصفة كان في بعض ما قلت دليل على إنك مقيم من قولك على ما يجب عليك الانتقال عنه وأنت تعلم إن قد طالت غفلتك فيه عما لا ينبغي إن تغفل من أمر دينك .......... قال فأذكر شيئا إن حضرك .......... قلت قال الله عز وجل (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) (الجمعة : 2 ) .......... قال فقد علمنا أن الكتاب كتاب الله فما الحكمة .......... قلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ........... قال أفيحتمل أن يكون يعلمهم الكتاب جملة والحكمة خاصة وهي أحكامه .......... قلت تعني بأن يبين لهم عن الله عز وعلا مثل ما بين لهم في جملة الفرائض من الصلاة والزكاة والحج وغيرها فيكون الله قد أحكم فرائض من فرائضه بكتابه وبين كيف هي لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .......... قال إنه ليحتمل ذلك .......... قلت فإن ذهبت هذا المذهب فهي في معنى الأول قبله الذي لا تصل أليه إلا بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .......... قال فإن ذهبت مذهب تكرير الكلام .......... قلت وأيهم أولى به إذا ذكر الكتاب والحكمة أن يكونا شيئين أو شيئا واحدا .......... قلت فأظهرهما أولاهما في القرآن دلالة على ما قلنا وخلاف ما ذهبت أليه .......... قال وأين هي ........... قلت قال الله عز وجل (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (الأحزاب : 34 ) فأخبر أنه يتلى في بيوتهن شيئان .......... قال فهذا القرآن يتلى فكيف تتلى الحكمة ........... قلت إنما معنى التلاوة أن ينطق بالقرآن والسنة كما ينطق بها .......... قال فهذه أبين في أن الحكمة غير القران من الأولى .......... وقلت أفترض الله علينا إتباع نبيه صلى الله عليه وسلم ........... قال وأين .......... قلت قال الله عز وجل (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً) (النساء : 65 ) ......... وقال عز وجل (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء : 80 ) .......... وقال (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور : 63 ) .......... قال ما من شيء أولى بنا أن نقوله في الحكمة من أنها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان بعض ما قال أصحابنا إن الله أمر بالتسليم لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمته إنما هو مما أنزله لكان من لم يسلم له أن ينسب إلى التسليم لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم .......... قلت لقد فرض الله عز وجل علينا إتباع أمره فقال (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) (الحشر : 7 ) .......... قال أنه لبين في التنزيل إن علينا فرضا أن نأخذ الذي أمرنا به وننتهي عما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .......... قال قلت والفرض علينا وعلى من هو من قبلنا ومن بعدنا واحد .......... قال نعم .......... قلت فإن كان ذلك علينا فرضا في إتباع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنحيط أنه إذا فرض علينا شيئا فقد دلنا على الأمر الذي يؤخذ به فرضه .......... قال نعم .......... قلت فهل تجد السبيل إلى تأدية فرض الله عز وجل في إتباع أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد قبلك أو بعدك ممن لم يشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الإ بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .......... قال والحجة لك ثابتة بأن علينا قبول الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صرت إلى قبول الخبر لزم للمسلمين لما ذكرت وما في مثل معانيه في كتاب الله وليست تدخلني أنفة من إظهار الانتقال عما كنت أرى إلى غيره إذا بانت الحجة فيه بل أتدين بإن علي الرجوع عما كنت أرى إلى ما رأيت الحق .

    وسوف أكمل مناظرة الأمام الشافعي مع هذه الفرقة فيما بعد وهي تتعلق بما طرح هنا تماما.

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بدأ الاسلام غريبا
    بواسطة عبـــاد في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 05-27-2014, 09:29 AM
  2. أريد تفسير حديث : "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا"
    بواسطة العزة للإسلام في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-17-2012, 05:13 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء