الاسئلة لا تنتهي فمثلا ما يقوله الملحدون في ان البقاء للاقوى ( وهو الظلم بذات ) اذن لماذا انشأت المادة او الطبيعة بزعمهم في الاصل ضُعفاء ولم تُنشيء كل الكائنات اقوياء فاين الانتقاء هنا الذي يزعمون ثم مقولتهم بالانتقاء اليس الانتقاء يكون بعد وجود الاشياء ممّا يعني اختيار الاشياء بعد حدوثها وهنا السؤال من احدث هذه الاشياء قبل انتقاء الطبيعة لها ؟ فاذا قالوا الطبيعة نفسها نسالهم لماذا لم توجدها قوية في الاصل وترح نفسها عناء ومشقة الانتقاء ثم قولهم ان البقاء للاقوى ليس عليه دليل بل بالعكس فان الحياة على الارض منذ نشاتها الى اليوم وبعده يشهد بان الكائنات الحية الضعيفة لم تنقرض ولم تفنى بسبب ضُعفها ولو كان زعمهم صحيحا لكانت تلك الكائنات قد انقرضت منذ زمن بعيد وهنا لي لفتة تؤكد على وجود انتقاء واحد فقط ولكن هذا الانتقاء حُجة على الملحد وضده وليس له وهو انتقاء صنف واحد على غيره من الكائنات وهو الانسان الذي يتميُز بحواسه وعقله وادراكه وفهمه للاشياء فهو يُميَِزُ بين الخير والشر والخطأ والصواب فعندما يرى ضعيفا مثلا في غالب الاحيان يُساعده ويُرفق به ويتألم لحاله فاين نظرية البقاء للاقوى في هذه الحاله ثم من اين ورث الانسان فكرة الخير والشر والتمييز بينهم وحُب الخير وتفضيله وبُغض الشرِّ وازدرائه اذا كان جُبل على السيطرة وإلتهام الضعيف ؟ هل تعلمها من الطبيعة التي تحُثَُ على السيطرة للاقوى وقتل القوي للضعيف ؟؟؟ اذا تأمّلنا جيدا في الكائنات الحية لا بد ان نصل الى استنتاج واحد فقط وهو التوازن الذي يتحرك بفعل مُدبر صانع حكيم عليم لا بفعل صدفة عمياء او طبيعة صمّاء او مادة بلهاء
تحية للموحدين
Bookmarks