النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: يومان من حياة رجل يريد أن ينتصر للأقصى

  1. #1

    Post يومان من حياة رجل يريد أن ينتصر للأقصى


    عاد من عمله وهو منهك القوى فقد كان اليوم صاخبا. قام بالمعتاد من عشاء واستراحة خفيفة ثم فتح التلفاز لمتابعة آخر التطورات في الأقصى وحزن وهو يرى أن الشرذمة اليهودية تدنس الأقصى في احتفال غبي بالكنيس الجديد. وعض على أنامله من الغيظ في حسرة على بلد الإسلام وعلى المسلمين. سرت في بدنه قشعريرة وتمنى لو كان في فلسطين ليصرخ ويضرب ويقتل. فهكذا يخيل إليه وهو قابع في أرض بعيدة عن الأقصى وكل حسرته أنه بعيد.
    انزعج مما رأى وفر من التلفاز إلى جهازه ليقرأ قليلا في الرسائل الواردة. وكان كلما قرأ رسالة واستحسنها أعاد إرسالها دون حتى أن يعطي لنفسه الفرصة ليسأل نفسه:
    هل ستكون مفيدة لغيري؟؟ هل هي حسنة أم سيئة ؟؟؟ ماذا أنوي بإعادة إرسالها ؟؟؟
    ومن بين الرسائل الواردة وجد رسالة تخبره بمسيرة تضامنية لنصرة الأقصى. ففكر قليلا فيما إذا كان عنده إنشغالات في ذلك الوقت ثم قرر أن يكون حاضرا فيها. وهنا أيضا لم يفكر في البحث في أقوال العلماء في مشروعية المسيرة ومامدى تأثيرها؟؟؟ وما الهدف من تنضيمها ؟؟؟ وماذا تعني ؟؟؟ هل هي غزوة؟؟؟ هل هي حرب؟؟؟ هل هي جمهرة وتفريج للعدو على غثائيتنا , هل تحرق قلب العدو أم تشمته في عددنا؟؟؟. لا لايهم فهو لديه مسلمة تقول أنه بحناجر المسلمين المتآكلة بصرخات الهوى والتطبيع يرهبون عدو الله.
    ثم ارتمى في سريره وحمل هاتفه المحمول بين يديه وضبط منبهه لوقت صلاة الفجر. لا ليس لديه الوقت لقيام الليل فهو منهك.
    ونسي دعاء النوم من كثر تعبه واستسلم للنوم الذي كان يداعب جفونه وأغرق فيه إلى أبعد حد.
    أجل فهذا الحد البعيد لم يستطع أن يعود منه لينتبه إلى رنات الهاتف المتكررة إيذانا بوقت الفجر. ولم يعد منه ليسمع آذان الفجر. لا فقد كان يغرق في سبات الدب القطبي. وربما حمل هاتفه بين يديه في إغماءة وأقفل المنبه ولكن دون أن يدرك ذلك.
    إلا أن المنبه الذي ضبطه على توقيتين واحد لصلاة الفجر وواحد لوقت العمل. استطاع أن يوقضه للثانية لا بل في غالب الاحيان يجد نفسه مستيقضا قبل رنة المنبه لوقت العمل.
    نهض متثاقلا متكاسلا من مكانه وكله حسرات لأنه لم يستيقض لوقت الفجر وكما هي عادته في مثل هذه الحالة نظر إلى الهاتف ووجد أنه أبطل المنبه ولكن لايذكر كيف.
    ولم يفكر في نصرة الأقصى و هو يضيع صلاة الفجر. لا فما علاقة هذه بذاك.
    أجل فسيدنا يعتقد أنه سينصر عدوه بالقوة ونسي أو تناسى هذه الآية
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ). واعتقد أن الله يمكن أن يسري النصر على أيدي أناس غلبها النوم عن فريضة.
    مسكين هذا الرجل.
    المهم هذه كلها لا يفكر فيها ولا قبل له بها فهو لا يربط بين جهاد الصحابة وبين حياتهم إلا في الروايات والمذاكرات مع أصحابه. أجل فهو لا يفكر في أن أولئك علم الله في قلوبهم خيرا فأتاهم خيرا.
    ومشى بخطوات المتحسر يجر قدميه إلى الحمام توضأ وخلط بين صلاة الصبح و صلاة الأوابين
    ارتدى ملابسه التي يحرص كل الحرص أن تكون متماشية مع مستواه ولم يفكر يوما في الظهور بهندام مسلم في عمله, مابك؟؟ وهل تريد أن يقول الناس عنه أنه متخلف؟؟
    فالتميز والإحترام رهين عنده بلباس الغرب. وإرتداؤه لجلباب بلده الإسلامي لا يليق بكل حال.
    ولو سألنا هذا المسكين وقلنا له لماذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حريصا أشد الحرص على إظهارنا في مظهر مختلف تماما عن سائر الأمم. من ترك للقزع وتقصير وارخاء اللحية قص الشارب ووو كل هذا هل كان يدعوا إليه لتأتي أنت في النهاية وتقول أن المظهر لا يهم. اللهم إن كنت بدأت تشرع من عندك.
    خرج الرجل المحترم _في عينيه فقط_ إلى عمله.
    وهناك في العمل سنلتقي معه لنرى كيف ينصر الأقصى
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

  2. #2

    افتراضي

    في أثناء تسرعه بالخروج نسي نظارته الشمسية الغالية الثمن وعاد مسرعا ليحملها. لا هو لا يضعها فالوقت صباحا ولكن اعتاد أن يضعها فوق رأسه. يعني هي تضيف بعض الرونق على مظهره.
    وانطلق إلى العمل.
    وجد زملاءه عند باب الشركة يتجادبون أطراف الحديث وكان الموضوع بالتأكيد الأقصى. فانضم إلى المذاكرة .
    هذا يقول ما سمعه من المراسل....... حرفيا وذاك يقول ما سمعه من ضيف ماوراء الخبر. المهم كانت كل المذاكرة تدور حول العلب المستوردة من القنوات الفضائية.
    يقول أحدهم أرأيت ماذا قال ذاك الصحافي إن اليهود يرهبهم تلك المسيرات التي نضمتها البلاد العربية الفلانية . فيجيب هو بكل ثقة أجل فاليهود يخافون من المسيرات.
    مسكين أنت يا صاح.
    من قال لك يخافون؟؟ لا بل وأين دليلك على ما تقول؟؟ هل أثنتهم في يوم ما مسيرات العرب عن المضي في مزاعمهم؟؟
    ودارت الحوارات الساخنة وكل يختبر فيها قوة ذاكرته على تذكر تحليلات الغير التي أرخوا لها آذانهم في التلفاز.
    كنت أتمنى أن أسمع أحدهم يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت بهم نازلة عمل كذا. أو يقول إن قوم يونس لما أيقبنوا بعذاب الله اعتصموا بكل طبقاتهم ليطلبوا النجاة.فما بالنا لا نرابط في مساجد الله ننذرها حربا معلنة لا تنطفىء.
    المهم دعنا ننقل صورة صاحبنا. ونحلل فيما بعد.
    وهكذا نبههم زميلهم أن ساعة العمل قد حانت.
    وجلس صاحبنا على مكتبه ونسي الأقصى. ونسي العدو وبدأ يلهي نفسه بالعمل ولا ندري أكان عن تفان وإخلاص يحث عليه الإسلام أم هو هروب من التفكير فيما يمكن أن يصير.
    حان وقت الغداء.
    اجتمع مع الزملاء في مطعم الشركة. وبدأوا يتجادبون أطراف الحديث، ودائما عن القدس وإعادة هضم للتفاسير الجاهزة التي يقدمها الإعلام.
    والغريب أن بعضهم كانت تطغى على كلامه اللغة الأجنبية فيتلفظ بمزيج لغتين هذا وهم يريدون فعلا الإنتصار للأقصى. هذا وهم فعلا يكرهون التطبيع. هذا وهم يعتزون بعروبتهم(وإن كان واقع حالهم يكذبهم) ولو رأيتهم أيام اليوم العالمي للغة العربية يتحدثون لقلت ماشاء الله على العروبة.
    فهذه التي أحدثكم عنها هي صغار الأمور التي لا يجب أن يلقي لها الإنسان بالا_هكذا يفكر صاحبنا_
    مر اليوم عاديا في العمل.
    وعاد إلى البيت. فكر في أن الغد هو يوم عطلة ولكن مضطر للذهاب إلى المسيرة في الصباح وسيستعصي عليه الذهاب إلى التسوق. فقرر الذهاب اليوم.
    لبس وهذه المرة لا وجود للشركة ولا لرئيس عمل يلح على البذلة رغم ذلك لن يرتدي صاحبنا الجلباب فهي كتب عليها " خاص بيوم الجمعة" .
    يقول صاحبنا: لاتتعلقوا بالمظاهر
    ونقول له : إن لم تكن أشدنا تعلقا بالمظاهر فما الذي يخجلك من لباس العروبة؟؟
    وصل إلى السوق.
    في أيام الكاريكاتير والدانمرك. حدث لصاحبنا غضب وكان يحفظ المنتوجات التي يجب مقاطعتها. لكن مرت تلك الأيام ونسي المنتوجات وخاصة بعد أن بدأ يتوصل برسائل تخبره أن هذا المنتج لا يجب مقاطعته لأن مادته الخام تأتي من بلاد الإسلام. فاختلط عنده الحابل بالنابل وقرر المضي بسلام _يشتري ما يشتهي_
    لو قلنا له: يا سيد كل منتوج رابك اتركه ولست ملزم بأكله. وما بك لا تكتفي بمنتوجات طبيعية؟؟
    لا ندري بماذا سيجيبنا؟؟
    تجول في السوق واشترى ما يحلو له. وتذكر أنه يحتاج إلى حذاء جديد وسروال ووو فاشترى كل ما ينطق بأنه من الغرب إلى بلاد الإسلام واستهلكوا يا مسلمين.
    نذكركم أن صاحبنا يريد فعلا أن ينتصر للأقصى
    وللحديث بقية إن شاء رب البرية

  3. #3

    افتراضي

    عاد إلى البيت منهك القوى من التجوال والترحال في الأسواق.
    وبمجرد دخوله إلى البيت أذن المؤذن لصلاة العصر. تلك الصلاة التي كان يرتاح بها رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم وفي زماننا أصبح الناس يصلونها للتخلص من عبئها.
    فكر في الذهاب إلى المسجد ولكنه منهك فتضاربت الأفكار في رأسه بين الذهاب أو الإكتفاء بأدائها في البيت. أجل فإن كان التواجد في المساجد مسلمة عند الصحابة فعند صاحبنا غدت مسألة في حاجة إلى تفكير.
    فقرر الذهاب, وهنا الفرق, سيذهب لأداء الفريضة ولم يفكر في الإسراع ليلحق تحية المسجد أو غيرها من النوافل.
    وفي طريقه إلى المسجد، نظر إلى الشارع فوجد أبناء الجيران من الشباب والمراهقين يقفون ليعاكسوا هذه ويضحكوا على هذا وينمموا في هذا، نظر إليهم في حسرة لكن لم يمتلك الشجاعة ليتقدم إليهم ويدعوهم إلى الصلاة ومرافقته إلى المسجد.
    هو يفكر في الإحراج الذي قد يسببه له أحدهم إن تكلم بكلام غير لائق أو قد تكون عقولهم مغلقة عن إستماع الهدى.
    كذا يفكر هذا الرجل الذي يعتقد أنه لو كان في القدس لحمل السلاح وضرب العدو. رجل تهزمه أنانيته أن يقول كلمة حق في وجه ضعيف وتائه كإبن جيرانه يوهم نفسه بأنه قد ينصر الأقصى.
    احلم يا صاح احلم فأمثالك بالأحلام حرروا القدس.
    وانطلق في هرب من هذه الفكرة إلى المسجد.
    أتم الركعات المفروضات ولم يهتم بالنوافل التي كان يؤديها الصحابة كالفرض من الصلاة.
    لا بل ولم يلتفت إلى أحدهم ليتذاكر معه إحدى الآيات أو السور ولو بباب المسجد.
    يتحجج صاحبنا بأن المساجد تغلق أبوابها بعد الفريضة مباشرة (هذا في بلده)
    ونقول له: امتلك الشجاعة لتناقش أحدهم وإن طردوك من المسجد أكمل في الخارج أمام بابه.
    المهم لا تهجر هذا المكان الرباني. ولو أن تتعلق ببابه.
    لا يفهم صاحبنا هذه فهو لديه حجة لكل تهاون ويستطيع أن ينفذ بجلده كلما هم أحدهم كشف فكره المغلف.
    وعاد الى البيت يبحث عن أقرب وسادة للنوم. لم يكن يومه متعبا لينام لكنه يوم عطلة كتب عليه في اللافتات "خاص بالنوم"، قد يكسر العادة أحيانا بزيارة للأقارب أو الأصحاب لكن تخصيصه لطلب العلم الشرعي في ظل هذه الهجمات على الإسلام التي لا يغمض لها جفن العدو فهذا لا يخطر له على بال بأية حال.
    نام ليستيقظ على آذان المغرب. وضاعت منه أذكار المساء ,تحسر عليها ووعد نفسه بأنه سيقولها بعد صلاة المغرب. لكنه التقى بصديقه في المسجد فأخذه الكلام معه ونسي الذكر وما أنساه إلا الشيطان, لكن هل يحس صاحبنا بنزغاته تحوم حوله؟؟؟
    مرت الليلة كما سابقتها إلا أنه استطاع الإستيقاظ لصلاة الفجر هذه المرة ولكنه ضيع قيام الليل رغم أنه أخذ شوطا كافيا من الراحة ما يكفيه ليقوم الليلتين.
    وفي هذا اليوم سيتجه إلى الساحات ( التي يتخيلها المسكين ساحات الوغى) وستكون لنا معه وقفة هناك لنرى ما يخيل إليه أنه إنتصارا للأقصى
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

    ونأسف للكرام على هذه الإطالة لكنه كشف قد حان وقته

  4. #4

    افتراضي

    أتم فطوره وكان ما يزال أمامه متسع من الوقت لينطلق إلى المسيرة.
    فقرر إستطلاع آخر الأخبار في التلفاز. ولكنه أصيب بالإحباط مما رأى و سمع، يدمي قلبه أن إخوانه يموتون ويؤدون ضريبة حبهم لدينهم بالدم. وهو قابع عاجز مكبل اليدين.
    هذا العجز الذي حين سنتطرق إليه ستجدون أنه يملك مفاتيحه لكنه يأبى أن ينطلق من هذه القيود.
    أطفأ التلفاز وبحث عن المصحف ليقرأ ورده الذي من كثر إنجدابه للدنيا وزخرفها غدى أسبوعيا أو مرتين في الأسبوع.
    بدأ في القراءة. مر على الآيات مرور الكرام. فلا قلب خشع ولا أذن سكنت ولا عين دمعت.
    لم يهتم في يوم بتعلم التجويد ليقرأ القرآن غضا طريا كما يحب أن يسمعه الله سبحانه وتعالى. يشكو للناس عدم قدرته على التدبر ولم يخطو خطوة واحدة في مدارج الرقي بالقرآن.
    كيف لقرآن إذا أنزل على جبل بصلابته وجموده وشموخه لكان خاشعا متصدعا من خشية الله لم يعرف صاحبنا كيف يحدث به شقوقا في جبل الهوى المتربص داخله.
    ثم يغني على مسامعنا أنه يريد أن ينتصر للأقصى.
    وقرأ هذه الآية.
    ** وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ** [الحج:39ـ41]
    لا ناصر لنا سوى الله. القوي العزيز الذي أمره بين الكاف والنون سبحانه.
    ونستغرب فعلا أن صاحبنا لم يستمد من هذه الآية العظيمة أية قوة وإحساس بالغلبة.
    كيف يمر على هذا المنبر النوراني وهذه المصادر المغذية وهذا الخيط الذي طرفه بيد الله وطرفه بأيدينا فلا يستبشر به ولا يحرك فيه الهمة ولا تسري في عروقه تلك الشعلة التي تجعل الجسد يهتف في لحظة **اللهم لك الحمد بها من نعمة إذ جعلتنا أمة القرآن وكان المتمسكون منا به من أهلك وخاصتك**.
    أنهى قراءته ولبس هنداما، لا تأملوا فحتى في هذه لم يرتدي الجلباب لقد قلنا لكم لافتة الجلباب.
    والغريب أن صاحبنا لم ينسى الكوفية الفلسطينية،
    هل تريدون أن نسأله لماذا الكوفية؟؟؟
    حسنا يقول لكم حتى يعلن تضامنه مع الشعب الفلسطيني. لا لا ليس تماشيا مع آخر صيحات الموضة التي عرفها العالم بعد حرب غزة، لا ليس هذا؟
    ونعم الرجل أنت يا صاح ولماذا لا تتضامن مع اقتصاد بلدك وترتدي الجلباب؟؟؟ ومع دينك وتعلن إسلامك في مظهر تتميز به عن كل الأمم؟؟؟
    انطلق إلى المسيرة ونزل بالساحات وسط حشود غفيرة من الناس.اصطفوا في شارع كبير من شوارع المدينة. وكان التمايز بينهم واضح.
    هل نسينا أن نخبركم أن في هذه المسيرات. هناك حركات إسلامية وجماعات في كل بلد تتكلف بتنظيمها.
    يا سادة ينظمونها ولكن كل على سمفونيته.
    فالعلمانيين هنا والإصلاحيين هناك وغيرهم كثير فلكل بلد عربي حركاته وإن كان بعضها قص ولصق عن الأخرى. كان هذا هو أساس التمييز.
    قد يختلط النساء بالرجال، فهذا لا ينكره أحد.
    ولكن المهم في كل هذا الصورة تصل.
    نعم فنحن في كل هذا نريد إيصال صورة لإخواننا في فلسطين لنقول لهم نحن معكم بحناجرنا وكوفياتكم.
    هذا ما نهديه لإخواننا وماذا كنت تعتقد أنه سيحصل في هذا اليوم؟؟؟
    هل كنت تحلم بغيره؟؟؟
    يا سيدي القارىء إصح فلو أهدينا غيره لأعدنا فلسطين بأكملها.
    ولا زلنا في المسيرة ننقل لكم
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

  5. #5

    افتراضي

    اختار صاحبنا لنفسه مكانا بين الحشود وبدأ في الصراخ.
    إن قيل " بالله أكبر" قالها وإن قيل "لا إله إلا الله" قالها وإن قيل "حسبنا الله و نعم الوكيل" رددها.
    أصوات تتعالى وحناجر ملتهبة تندد بأعلى صوتها وأناس ترفع شعارات وكاريكاتيرات وكتابات
    أحدهم يحمل مكبر صوت وينادي " يا صهيون يا حقود قدسنا في العيون" وهم يرددون بأعلى صوتهم
    أجل ونعم العيون التي تحمل أرضا مقدسة ونعم الحب هو. أجل في عيونكم تحملونها لدرجة أنكم في ظل التقتيل والإستبداد قدمتم أبخس بضاعة عندكم وهي مسيرات في ساعة إستراحتكم.
    وتتغير الجمل وتتغير العبارات التي لا تستحق حتى أن تسجل في دفتر التاريخ.
    وماذا تريدنا أن نسجل؟؟؟ حسنا سنسجلها تحت أي عنوان؟؟؟
    تخاذل؟؟ ذل؟؟؟ استخفاف؟؟ ماذا ماذا يسمى هذا؟؟ ماذا تسمي هذه الجمهرة؟؟؟

    سميها لي أنت فأنا بثقافتها جاهلة؛
    آسفة فأنا حين بحتث عنها في كتاب الله سبحانه وتعالى و سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام لم أجدها لا في باب الجهاد ولا في باب النهي عن المنكر والأمر بالمعروف.
    عفوا سيدي لا توهم نفسك بأنها كذلك وسنقول لك فيما بعد لم.
    صرخ صاحبنا وأزبد وأرغى وتعرق وصفق بيديه حتى إحمرتا. وهو ينظر يمينا وشمالا متباهيا بانضمامه إلى هذا الركب.
    واشتغل الإعلام. أجل فبفضل التكنولوجيا أصبحنا كلنا صحافة. فالتسابق لتصوير المقاطع ووضعها في اليوتوب وغيره من المواقع على أشده في هذا اليوم.
    أناس في الأسطح تصور وأخرى وسط المسيرة وتلك في حافتيها.
    صوروا صوورا وانقلوا للجيل القادم صور هذا التخاذل العظيم. صوروا حتى إن سألك أبناءك عن أمثال هذه النازلات أرضعه هذا النوع الجديد من الجهاد الذي ما أتى به الله و رسوله.
    صوروا وقولو لهم كذا كان جهادنا في الوقت الذي كان يقدم على الضفة الأخرى الدماء كنا نقدم نحن العرق والصراخ.
    بشرى لكم يا عرب هذا التاريخ.
    شعارات وكتابات. دون أن يغفل بعض الجماعات والإتحادات على رفع شعارهم أيضا فهذه مناسبة لفرض الذات والظهور في موقف حسن لجلب المزيد من المنتمين.
    ومن حسن حظ صاحبنا أن صحافيا اقتنصه( صراحة لا ندري من اقتنص الآخر) فسأله سؤال أدنى ما يمكن القول عنه أنه غبي قال له: ماهي الرسالة التي تريد إيصالها لإخوانك.
    ألم يكفك يا صحافينا العزيز هذا المشهد التاريخي على غثائية أمة تملك كل مقومات النصر؟؟ ماذا تريد أيضا؟؟ ألم نمنحك سبقا صحافيا تحلم به؟؟
    فيجيب صاحبنا بأعلى صوته الممزوج بنشوة الإنتصار(المفقود طبعا): نحن نندد بالعمليات الصهيونية ونقول لإخواننا نحن معكم وننادي مجلس الأمم وحقوق الإنسان ووو(آسفة لدي فقر في هذه التسميات) ونقول لهم إننا نريد إيقاف هذا التقتيل.
    ويآآآالجهلك يا صاحبي يا لجهلك.
    كل هذه المنضمات لا تبث للإسلام بصلة فكيف تستجدي النصر من ملة الكفر. أينصرك الكفر ضد الكفر؟؟
    ألم تقرأ في كتاب ربك أنهم لحرب هذا الدين سواء؟؟
    واحسرتاه واسلاماه واأمتآآآآآاه
    ومرت الساعتين المخصصة لهذه المسيرة.
    مرت ساعتين كانت عبارة عن استعراض للأصوات والهواتف النقالة والملابس.
    وعاد صاحبنا إلى البيت. عاد بإحساس أنه قدم شيئا عظيما. عاد وهو متأكد أنه أعطى لليهود صورة مرعبة..
    اكذب على نفسك يا صاح اكذب ولكن حين نبدأ في عد تخاذلك لا تلمنا ولا تتحجج بحجج واهية.
    وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

  6. #6

    افتراضي

    عاد إلى البيت بحلول أذان الظهر. فأدرك الصلاة في المسجد بوتيرته المعتادة، وعاد مهرولا إلى بيته لينام.
    أجل فهو عائد من ساحة الوغى وحضراتكم أدرى بالجهد الذي يبذله المجاهدون في مثل هذه المسيرات.
    وقبل أن ينام فكر بكتابة رسالة. وحمل قلمه وورقة وكتب.

    بسم الله الرحمان الرحيم
    من محب إلى الأقصى المبارك،
    نعلم أنك يا مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر بأحلك أيامك، وقد طالعنا في إعلام -يسيطر عليه اليهود بالكلية- مايكيلون لك من هدم وحفر وتشييد للكنائس
    رأينا بعيون باكية وسمعنا، فآلمنا الوضع وهزت مشاعرنا العمليات الخسيسة.
    وأجد نفسي جد محرج لأنني بعيد عنك, و لا أستطيع أن أمد لإخواني يد العون، فوالله لو كنت هناك لجاهدت بما أوتيت من قوة ولفديتك بالدم والولد.
    أيها المسجد المبارك، أتمنى أن تعذر عجزنا، فأنت تعلم بطش الحكومات والضيق الذي نعيشه في ظل هذه الدويلات العربية المتجزأة،
    واعلم أنه لو استطعنا سبيلا لوجدتنا على جدرانك مصطفين لندافع ونجاهد في سبيل الله،
    ولعلك رأيت مسيراتنا التي خرجنا فيها نندد ونصرخ وهذا أقصى ما استطعنا.
    فرجاء اصمد وقاوم ونحن هنا سندعوا الله لك ونصوم أيام خميس جماعة لندعوا من أجل أن يفرج الله كربتنا ويرد كيد الصهاينة في نحورهم.
    وبارك الله فيك من مسجد صامد.
    من محب بعيد عنك، و يشده الشوق إليك ويدعوا الله أن يحفظك.


    بعثها واستسلم للنوم.
    استيقض مع حلول وقت العصر فاتجه إلى المسجد صلى وعاد إلى البيت ليفتح جهازه ويشتغل كما جرت عادته في وقت فراغه ببعض البرامج الجديدة والرد علي الرسائل والحديث مع المعارف في ساعات تمتد به إلى ما بعد صلاة العشاء،
    وعند عودته من المسجد حيث صلى العشاء وجد جوابا على رسالته التي بعث
    وسنوافيكم به في بقية الحديث إن شاء الله تعالى

  7. #7

    افتراضي

    بسم الله الرحمان الرحيم
    من مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى رجل من أمته
    الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبه وصفيه محمد وعلى آله وصحبه.
    أما بعد
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله و سلم وشر الأمور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    ولدي العزيز.
    إني لك ناصح فأسكن لي جوارحك وافتح لي قلبك علي أجد مكانا أضع فيه ما أريد وضعه.
    إن المطلع على خائنة الأعين وماتخفي الصدور قال في محكم آياته: {إنَّ اللهَ لا يغيّرُ ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسِهِم} [سورة الرعد/15].
    لعله قد قفز إلى ذهنك مبتغى حديثي.
    اعلم ولدي أن أولئك الفاتحين الأولين، قد مروا بمراحل أهلتهم لخوض ما تعتقد أنك لو كنت فيه لخضته.
    إنهم يا ولدي قبل أن يفكروا في داء الأمة فكروا في داء النفس، فحللوا الجرثومة الخبيثة واجتثوها من أصولها؛ بداية بإرهاقها بالصيام والقيام والرباط ومجاهدة النفس، حتى استسلمت طائعة فما بقي لها بعد ذلك سوى أن تكون داعية للخير بعد أن كانت داعية للشر.
    وجاءوا إلى جبل الهوى فبدأوا الحفر فيه بالخوف والخشية والحرص حتى هدوه على آخره فماعاد له وجود يذكر.
    فما عدت فيهم تميز بين الغني والفقير؛ إذ اختفى أثر المظاهر بالكلية. واندحر التسابق على ملذات الدنيا وزينتها.
    ولعله لا يخفى عنك يا ولدي أن الذي فتح بابي كان يرتدي لباسا لا تميز فيه بين ثوبه ورقعه. أغبر أشعت، يرى على وجهه أثار القيام والتهجد.
    أولئك هم الذين ما وجد الكائدين أمام قوتهم التي تجلت في صدورهم إلى أن يقولوا "استسلمنا كارهين".
    وأضيفك يا ولدي الغالي أن هؤلاء لم يحتاجوا لمن يبتدع لهم صيام يوم جماعي للدعاء، بل صيامهم كان الإثنين والخميس اقتداء بالأسوة التي أمروا باتباعها صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يحتاجوا لمن يؤلف لهم دستور جهاد جديد وعملا ما قال به الله ورسوله.
    كيف يدعوهم داع لصيام يوم جماعي وفيهم من كان يصوم اليوم ويفطر الثاني.
    أترى الفرق الآن؟؟
    وبالقدر الذي تشرف التاريخ بتسجيل إنتصاراتهم فإنه زاد شرفا بأنها كانت انتصارات مع عدم تكافؤ العدة والعتاد.
    ومن هنا أقول لك يا ولدي الغالي ليس بالمال ولا بالقوة الدنيوية تنتصر أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وليس بالتعلق بسراب الحجج الواهية كسيطرة الحكومات واستبداد الحكام تستطيع أن تشق طريقها إلا النصر.
    أولستم أنتم من استطاع باعتصامات أن يلغي قوانين جائرة، وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. فكيف حين تعلق الأمر بي أنا وليتم وتحججتم.
    والذي يدمي قلبي أنكم أصبحتم شعب إعلام يسوقكم حيث يشاء ونسيتم أن خبر أوليكم وآخريكم في كتاب ربكم. فاربوا بأنفسكم أن يجركم في ويلاته وتفاسيره التي تطمس العيون وتحجب شمس الحقيقة بغربال الوهم.
    ليس هناك أمة أقوى منكم ومن يمد العالم بضرورياته إن امتنعتم؟؟؟
    ونهاية أقول
    عودوا إلى أصلكم ففيه نصركم.
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



    وبهذا نكون استوفينا اليومين
    تمت كتابته في طنجة بتاريخ الأحد 5 ربيع الثاني 1431 هـ على الساعة 07:12
    والسلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته
    أختكم زينب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. يومان لسوريا - مبادرة د.سلمان العودة -
    بواسطة امتنان في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-14-2013, 07:17 PM
  2. لمن يريد الحقيقه ولمن يريد الضلال للمؤمنين والملحدين
    بواسطة محب القران في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-03-2012, 02:14 AM
  3. خبر: المنهج السلفي ينتشر بين الشاوية
    بواسطة صالح السلفي في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-15-2010, 08:32 PM
  4. سأذهب للأقصى إن شاء الله
    بواسطة محبة الاسلام في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 11-25-2008, 09:05 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء