النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: امتناع تسلسل في العلل الفاعلة يبطل عقيدة خلق القرآن

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي امتناع تسلسل في العلل الفاعلة يبطل عقيدة خلق القرآن

    المصدر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي الصادق الأمين وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

    أما بعد، إنه من المعلوم بأن التسلسل في العلل الفاعلة ممتنع لذاته؛ لأنه يلزم وجود الشيء قبل وجوده، ووجوده قبل وجوده يقتضي أن يكون موجوداً معدوماً، وهذا جمع بين النقيضين، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان.

    وعليه، نستدل على أن كلام الله غير مخلوق، بقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال حكاية عن قول الملائكة لمريم - عليه السلام -: {كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقال: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ} وقوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقوله: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وقوله: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} وهذه الآيات تدل على أنه - جل في علاه - لا يخلق شيئاً حتى يقول له: {كُن} فيكون، فلو كان {كُن} مخلوقاً، لزم أن يخلقه بـ{كُن}، وكذلك هذا يجب أن يكون مخلوقاً بكلمة أخرى وهذا يستلزم التسلسل في العلة الفاعلة.

    فلو كانت {كُن} مخلوقة، لزم أن لا يخلق شيئاً أصلاً، فإنه لا يخلق شيئاً حتى يقول {كُن}، ولا يقول {كُن} حتى يخلقها؛ فلا يخلق شيئاً.

    وهذا التسلسل ممتنع لذاته فإنه إذا لم يخلق شيئاً أصلاً حتى يخلق قبل ذلك شيئاً آخر، كان هذا ممتنعاً لذاته، فكان وجود مخلوق قبل أن يوجد مخلوق أصلاً فيه جمع بين النقيضين.

    فليس للقوم خروج من هذا إلا من وجهين:

    إما أن يقولوا: "إن الله لم يقل قول الحق: {كُن} حين خلق السماوات والأرض"، فيكفر بالآيات. ولازم هذا القول بأن الله لم يكن متكلماً قط، حتى تكلم، فوقعوا في شر ما فروا منه - التشبيه - فصار معبودهم كالطفل، لم يكن متكلماً حتى تكلم. أو يقولوا: "بأن الله لا يتكلم أصلاً" فأصبح معبودهم أخرساً.

    وإما أن يقولوا: "إن كلام الله غير مخلوق"، فيتفقوا مع أهل السنة والجماعة.

    وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

    أبو إبراهيم الرئيسي
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى الفتاوى

    فصــل في أن مذهب سلف الأمة وأهل السنة أن القرآن كلام الله

    ومن ذلك الاقتصاد في السنة واتباعها كما جاءت - بلا زيادة ولا نقصان - مثل الكلام في القرآن، وسائر الصفات‏.‏
    فإن مذهب سلف الأمة وأهل السنة أن القرآن كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود‏.‏ هكذا قال غير واحد من السلف‏.‏ روى عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار ـ وكان من التابعين الأعيان ـ قال‏:‏ ما زلت أسمع الناس يقولون ذلك‏.‏
    والقرآن الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هو هذا القرآن الذي يقرؤه المسلمون ويكتبونه في مصاحفهم، وهو كلام الله لا كلام غيره، وإن تلاه العباد وبلغوه بحركاتهم وأصواتهم، فإن الكلام لمن قاله مبتدئًا لا لمن قاله مبلغًا مؤديًا، قال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏6‏]‏، وهذا القرآن في المصاحف، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ‏}‏ ‏[‏البروج‏:‏21، 22‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ‏}‏ ‏[‏البينة ‏:‏2، 3‏]‏، وقال ‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏ 77، 78‏]‏‏.‏
    والقرآن كلام الله بحروفه ونظمه ومعانيه، كل ذلك يدخل في القرآن وفي كلام الله‏.‏ وإعراب الحروف هو من تمام الحروف، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات‏)‏ وقال أبو بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ ‏:‏ حفظ إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ بعض حروفه‏.‏
    وإذا كتب المسلمون مصحفًا، فإن أحبوا ألا ينقطوه ولا يشكلوه جاز ذلك، كما كان الصحابة يكتبون المصاحف من غير تنقيط ولا تشكيل؛ لأن القوم كانوا عربًا لا يلحنون‏.‏ وهكذا هي المصاحف التي بعث بها عثمان ـ رضي الله عنه ـ إلى الأمصار في زمن التابعين‏.‏
    ثم فشا اللحن فنقطت المصاحف وشكلت بالنقط الحمر، ثم شكلت بمثل خط الحروف، فتنازع العلماء في كراهة ذلك‏.‏ وفيه خلاف عن الإمام أحمد ـ رحمه اللّه- وغيره من العلماء، قيل ‏:‏ يكره ذلك لأنه بدعة‏.‏ وقيل ‏:‏ لا يكره للحاجة إليه‏.‏ وقيل‏:‏ يكره النقط دون الشكل لبيان الإعراب‏.‏ والصحيح أنه لا بأس به‏.‏
    والتصديق بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أن الله يتكلم بصوت ـ وينادي آدم ـ عليه السلام ـ بصوت، إلى أمثال ذلك من الأحاديث‏.‏ فهذه الجملة كان عليها سلف الأمة وأئمة السنة‏.‏
    وقال أئمة السنة ‏:‏ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق، حيث تلى وحيث كتب‏.‏ فلا يقال لتلاوة العبد بالقرآن‏:‏ إنها مخلوقة؛ لأن ذلك يدخل فيه القرآن المنزل، ولا يقال‏:‏ غير مخلوقة؛ لأن ذلك يدخل فيه أفعال العباد‏.‏
    ولم يقل قط أحد من أئمة السلف‏:‏ إن أصوات العباد بالقرآن قديمة، بل أنكروا على من قال‏:‏ لفظ العبد بالقرآن غير مخلوق‏.‏
    وأما من قال ‏:‏ إن المداد قديم؛ فهذا من أجهل الناس وأبعدهم عن السنة، قال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا‏}‏ ‏[‏الكهف‏:‏ 109‏]‏ ، فأخبر أن المداد يكتب به كلماته‏.‏
    وكذلك من قال‏:‏ ليس القرآن في المصحف، وإنما في المصحف مداد وورق، أو حكاية وعبارة، فهو مبتدع ضال، بل القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو ما بين الدفتين‏.‏ والكلام في المصحف ـ على الوجه الذي يعرفه الناس ـ له خاصة يمتاز بها عن سائر الأشياء‏.‏
    وكذلك من زاد على السنة فقال‏:‏ إن ألفاظ العباد وأصواتهم قديمة، فهو مبتدع ضال‏.‏ كمن قال‏:‏ إن الله لا يتكلم بحرف ولا بصوت، فإنه أيضًا مبتدع منكر للسنة‏.‏
    وكذلك من زاد وقال‏:‏ إن المداد قديم، فهو ضال‏.‏ كمن قال ‏:‏ ليس في المصاحف كلام الله‏.‏
    وأما من زاد على ذلك من الجهال الذين يقولون‏:‏ إن الورق، والجلد، والوتد، وقطعة من الحائط كلام الله، فهو بمنزلة من يقول ‏:‏ ما تكلم الله بالقرآن ولا هو كلامه‏.‏ هذا الغلو من جانب الإثبات يقابل التكذيب من جانب النفي، وكلاهما خارج عن السنة والجماعة‏.‏
    وكذلك إفراد الكلام في النقطة والشكلة بدعة نفيًا وإثباتًا، وإنما حدثت هذه البدعة من مائة سنة أو أكثر بقليل؛ فإن من قال‏:‏ إن المداد الذي تنقط به الحروف ويشكل به قديم، فهو ضال جاهل، ومن قال‏:‏ إن إعراب حروف القرآن ليس من القرآن، فهو ضال مبتدع‏.‏
    بل الواجب أن يقال ‏:‏ هذا القرآن العربي هو كلام الله، وقد دخل في ذلك حروفه بإعرابها كما دخلت معانيه، ويقال‏:‏ ما بين اللوحين جميعه كلام الله‏.‏ فإن كان المصحف منقوطًا مشكولا أطلق على ما بين اللوحين جميعه أنه كلام الله‏.‏ وإن كان غير منقوط ولا مشكول ـ كالمصاحف القديمة التي كتبها الصحابة ـ كان أيضًا ما بين اللوحين هو كلام الله‏.‏ فلا يجوز أن تلقي الفتنة بين المسلمين بأمر محدث ونزاع لفظي لا حقيقة له، ولا يجوز أن يحدث في الدين ما ليس منه‏.‏
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2004
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    361
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    القرآن وكلام الله، ما الفرق بينهما؟


    الفرق بينهما أن كلام الله أعم من القرآن ، فالقرآن هو كلام الله ، ـ يعني ـ :أن الله تكلم به، ولكن كلام الله أعم من القرآن، يشمل ما سبق مما أنزله من الكتب فالتوراة والإنجيل والقرآن كلها كلام الله ، وتكليمه لموسى وتكليمه للملائكة ، وندائه للأبوين كل ذلك داخل في كلام الله ؛ فالله تعالى لم يزل يتكلم بما شاء كيف شاء إذا شاء، ومن كلام الله القرآن.



    الفرق بين قول السالمية والأشاعرة في كلام الله


    كلهم يتفقون على أن كلام الله قديم، وأنه لا تتعلق به المشيئة ، لكن السالمية يقولون: إنه حروف ، وأصوات قديمة.
    والأشاعرة يقولون: إنه معنى فقط ، معنى واحد ليس فيه تعدد.

    [من شرح حائية ابن أبي داود للشيخ البراك]
    كل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم لم يكن أعطى الإسلام حقه ولا وفى بموجب العلم والإيمان ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس ولا أفاد كلامه العلم واليقين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل يبطل القرآن الكريم إذا ذهب علم تفسير وعلم الحديث وعلم العقيدة ؟!
    بواسطة محمد الصيعري في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 07-02-2013, 02:48 PM
  2. امتناع الولد عن الله سبحانه وتعالى
    بواسطة مالك مناع في المنتدى قسم العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-11-2006, 11:03 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء